عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-19, 05:27 PM   #450

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي صرخة عنفوان انثى الفصل 14

صرخة عنفوان انثى
الفصل 14
مشاركة 2


الزمن .. هل هو حقا كفيل بدمل الجراح .. هل هو حقا يردم الغضب .. هل تختلف اراءنا هكذا ونظراتنا الى الامور عندما نفكر بها بمنطقية مع مرور الوقت .. لقد تغيرت بالفعل .. كل قراراتها تغيرت مع مرور الوقت .. لم تكن تتخيل ان ينتهي الامر بها مع علي بهذه الطريقة .. نظرت حولها بحرص وهي تحاول كتم ابتسامتها المتسعة منذ الصباح .. وللمرة التي لم تحصها تمنت لو لم يظهر على وجهها تلك الحمرة الطفيفة الدالة على افكارها .. ولكن .. كيف يمكنها التصرف الان وهي تشعر بنفسها كمراهقة اخبرها حبيبها للمرة الاولى بانه يحبها .. ربما لا تكون اول مرة تستمع فيها لمشاعر علي ولكنها بالتاكيد اول مرة يصارحها فيها بهذا الوضوح .. وهذه الجراة .. لقد كانت تتعمد الهرب في السابق عندما يصل بينهما الحوار الى تلك المنطقة المحظورة .. وهو كان يحترم الامر فمحادثاتهما اليومية بالنسبة له يجب ان يستغلاها في اصلاح ما هدم بينهما بسبب الاحاسيس .. حتى وان لم يصرح بهذا بشكل علني الا انها استشعرت الامر من بين كلماته .. كما انها تفهمه .. تفهمه بطريقة غريبة دون ان يحتاج للكلام .. وهو ايضا يفعل .. لا بل هو ايضا يشعر بحزنها والمها وتشتتها دون ان تنطق بحرف واحد .. اخبرها مرة بامر عجيب ابتسمت له للتو وهي تتذكره ( للقلب احكامه التي لا يعترف بها الا من خاض غمارها .. لم اكن اؤمن يوما بالحاسة السادسة .. ولكني معك تغيرت كل مبادئي ومعتقداتي .. والان .. فهمت كلمات امي عندما كانت تخبرني بان قلبها ينقبض عندما يحدث لي اي شيء قبل حتى ان تعلم بهذا )
ياللهي .. هل وصلت بينهما الامور لهذا العمق دون ان تشعر .. ام ان الامور دوما ما كانت بينهما بهذا العمق وهما من كانا يتجاهلان الامر ويستخفان به .. محادثتهما المرثونية ابتدات بعدما وصل الى هناك .. الى ارضه .. الى سوريا .. في البدء كانت الحجة ان تطمئن عليه .. ولازالت تتذكر مكالمتهما الاولى .. ذلك الحوار الغريب الذي دار بينهما .. والذي كان حجر الاساس لكل شيء حدث بعدها .
( هل انت بخير يا علي .. كيف كانت رحلتك )
جوابه الصامت اخافها وجعلها تعود لسؤالها بلهفة ( علي .. هل تسمعني .. يبدو ان جودة الاتصال سيئة )
عندها .. سمعت صوته الهادئ ذو النبرة الحزينة ( كلا يا سما .. اسمعك جيدا .. ولكن .. يمكنك القول باني ابحث عن الجواب المناسب لسؤالك )
بقلق اكبر تساءلت ( عن اي سؤال ... علي .. ما بك .. ارجوك اخبرني )
تنهيدة اخترقت كل تلك المسافة الفاصلة بينهما لتشعر بحرارتها في قلبها ( لو ان اي شخص سالني هذا السؤال لاجبته بشكل فوري باني بخير ولكن .. ) وصمت قليلا وقد تسبب بتزايد ضربات قلبها المنتظرة بوجل لما سيقوله ( انت مختلفة .. لا اريد بعد الان ان اخفي عنك اي شيء .. فهل ستسمحين لي بهذا )
حركت راسها بايماءة خرساء وقد تناست بانه لا يستطيع رؤيتها .. ومع ذلك .. جوابها وصله من صمتها ايضا .. جواب جعله يقول بشكل فوري ( اشعر باني غررريييب يا سما .. حتى هنا )
ازدردت لعابها بصعوبة والمه ينخز روحها بسكاكين وحدته ( لما تقول هذا .. يعني انت الان هناك .. في ذلك المكان الذي نشات فيه وتربيت وعشت كل ذكرياتك )
صوت ضحكته البسيطة حبس انفاسها قبل قوله ( اجل .. انه نفس المكان .. كما انه ليس نفس المكان .. نفس الهواء .. وليس نفس الهواء .. نفس الذكريات .. وليس نفس الذكريات .. احم .. الان ستصدرين قرارك علي بالجنون اليس كذلك )
ببطء حذر اجابته ( قلبك .. ليس مطمئنا .. احساسك بالامور .. ليس شبيه ..باحساسك عندما عشت هناك )
عاد الصمت ليسود الموقف .. صمت قطعه علي بحدة فجائية ( لماذا انت .. لماذا انت من تفهميني حتى قبل ان اقول اي شيء )
رفعت اكتافها بحيرة دون جواب وقد غفلت ايضا عن عدم رؤيته لها .. بقلة صبر سمعت صوته الممتلئ باحاسيسه المستثارة ( لقد زرت قبور اهلي .. ياللهي يا سما .. دوما ما اردت ان اكون معهم .. ولكن .. اليوم .. وبشكل غريب .. شعرت .. اردت .. اوووف )
بمواساة هادئة همست ( انت لست انانيا لشعورك بالرغبة في الحياة يا علي .. بل هذه فطرتنا وغريزتنا )
بغضب موجه لنفسه هتف ( لقد شعرت باني لم اعش بعد حياتي .. لم احصل على مبتغاي .. لازلت اريد ان اراكي .. ان احتضن عماد .. ان نرى نجاح الشركة سويا .. هل انا حقير لهذه الدرجة كي لا اشتاق لقاء اهلي هكذا .. ولكني اشتاقهم حقا .. و .. مالذي اهذي به الان )
حاولت سما احتواء عاصفة تشتته وتناقض افكاره بقولها ( تمنيك للموت يا علي ليس هو الحل الامثل للحياة .. السنا نقول دوما في ذلك الدعاء الذي علمتني اياه يوما .. اللهم احيني مادام في الحياة خير لي وامتني مادام في الموت راحة لي .. ما تشعر به امر صحيح يا علي .. وهذا ببساطة يعني بانك قد نجحت بتكوين قيمة لنفسك وحياتك بعيدا عن عائلتك التي توفيت دونك )
ضيف اعتاداه كلاهما .. الصمت كان الجواب .. الصمت الذي يحمل الف معنى ومعنى .. فقط صوت الانفاس هي ما تدل على وجودهما .. وبهمسة واحدة فقط انهى معها كل الحديث ( كم .. احتاجك في حياتي ياسما .. اشكرك )
اجل .. لقد حملها كم هائل من مسؤوليته عندما ابلغها بحاجته .. فكيف ستتخلى عنه بعد ذلك .. كيف بامكانها تركه وهي ترى تخبطه الغريب عليه اصلا .. تشوشه بين ذنب بقاءها على قيد الحياة دون عائلته وبين رغبته في اتمام هذه الحياة والحصول على السعادة .. امور ايضا قالها لها في لحظاتهما التي كان كلاهما يخرجان ما في قلبيهما من افكار .. ( دوما ما كنت اتساءل .. ليس اعتراضا على قدر الله ولكن بحثا عن حكمته ورحمته في هذا الابتلاء .. لماذا انا فقط من بقيت .. ماهو الدور الذي علي ان اقوم به .. سما .. يا سمااا .. )
عندها اجابته بجراة غريبة عليها ( لقد كان هناك اناس ينتظرونك في حياتهم يا علي .. اناس يحتاجون وجودك .. انه قدر الله ان يجمعنا .. فان لم يكن هذا رحمة لك فهو هبة احمد الله عليها دوما )
انفاسه التي علا صوتها اعلمتها بمدى تاثره بصدق حروفها .. وبصوت حمل مشاكسته التي كانت واثقة بانه استخدمها ليغطي على نبرة البكاء في صوته ( اتعنين بانني بقيت على قيد الحياة لاشاكسك انت واسيل ... مممم ان كان هذا هدف وجودي اذن فلا باس .. ربما يجب ان نضيف ايضا ان اتولى مشروعك هنا مع سلمى )
بمجرد ذكر اسمها شعرت وقتها بانقباضة غيرتها .. وبصوت تجمدت نبراته اجابته ( اجل .. اوليس وجودك مفيد لسلمى كي تنعش مشروعها .. من الجيد انكم تلاقيتم )
بحيرة تخالطت مع حدته تساءل ( تلاقينا ؟؟؟ من ؟؟؟ انا وسلمى ؟؟؟ ياللهي هل هذا ما فهمته يا سما )
عندها ارادت ان تقفل المحادثة لذا قالت بعجلة ( علي .. يجب ان ادخل الى اجتماع الان .. سمير .. ينتظرني ويشير الي )
وانهت المكالمة دون ان تنتظر رده .. كانت وقتها غاضبة منه .. وغاضبة من نفسها .. لا تريد ان تتكرر ماساة مرام معها .. ورغم انها علمت بانها بالغت بما تفعله الا انها لم تتوقع منه ان يتصل بعد ساعتين بمكالمة مرئية تجاهلتها للمرة الاولى والثانية لتستسلم في المرة الثالثة وترد عليه .. وما ان رات وجهه حتى رفع احد حاجبيه بتحدي مستفز وهو يسالها بشكل صريح ( هل ما قلته سببه غيرتك علي ؟؟ )
صدمتها التي ظهرت على وجهها جعلته يتبسم فاجابته بتلعثم حاد غاضب ( مالذي تقوله .. عن اي غيرة تتكلم)
رفع اصبعه بتحذير امام وجهها وهو يقول ( لا تتهربي .. لقد اخبرتك باني ماعدت اريد ان اخفي عنك اي شيء مما يدور بداخلي .. والان .. اجيبي .. لانه بناءا على جوابك سيختلف ردي لك )
تلاحقت انفاسها ما بين الغضب والحرج والضيق من شعورها بسخونة وجنتيها التي تدافع الدم فيهما بسبب عمق نظرات علي لقسمات وجهها وكانه يعريها وقد ابتدات ابتسامته بالانفراج ببطء جعلها تجيب ( كلا ... كلا ... بالطبع )
اضافت الكلمة الاخيرة كتاكيد على كلمة كلا بعدما صمتت .. كلمة استخدمها علي ضدها وهو يرفع حاجبيه باستغراب تمثيلي متسائلا ( كلا .. لا تغارين .. ام كلا .. بالطبع تغارين .. ما هو جوابك تحديدا يا سما )
ان يتلاعب احدهم بالكلام معها .. ان يواجهها بهذه الطريقة .. كل هذا جديد عليها .. حتى قصة حبها لسراج وما عاشته معه يعد سخيفا امام ذلك الحصار الذي يفرضه علي عليها .. بشكل فجائي اقفلت الاتصال المرئي محولة اياه الى اتصال سمعي وهي تجيبه بكل قوة استحضرتها ( لست مجبرة على اجابتك طالما انك تربط طريقة تعاملك كما تقول على سؤال سخيف يعتمد على الغيرة )
انهت كلماتها بلهثاتها المتسارعة الحانقة ولكن .. ما قاله بعدها اوقف قلبها عن النبض قبل ان يعود لينتفض بجنون وهي تعتصر بيدها هاتفها المحمول ( الغيرة مقياس العشق يا سما .. فان كان كلامك عن قيمة وجودي بحياتك قد نفيتيه بربطك للامر بمشروع سلمى فقط لينقطع املي بحبك فهنا تكمن المشكلة .. اما ان كان الامر تعبير عن غيرتك .. فهذا .. هذا تحديدا سيكون بلسم لكل اوجاعي )
انهت المحادثة .. اجل لقد انهت المحادثة دون ان ترد فهي لم تتمكن بعد من الاعتراف امامه .. مازال الخوف يكبلها .. رسالته التي ارسلها بعدها جعلتها تشهق وقد غصت من عنف ضربات فؤادها ( ان تخفي نفسك عن عيني .. ان تهربي باقفال المكالمة .. كل هذه الحواجز التي تصنعينها .. كل هذا الذي تختبئين خلفه .. يدل على امر واحد .. انت .. تغارين )
عندها .. وبعد هذه المصارحة .. تعمدت ان تقطع اتصالها به .. ان تتجاهل رناته المتواصلة لها .. ارادت ان تعاقبه وتعاقب نفسها ايضا .. لا تريد لهذه الدوامة ان تغرقهما .. ولكنه اصر .. واصر .. واصر بشكل اثبت فيه كم هو اعند منها .. وفي النهاية بعث اليها برسالة اخرها جعلتها تستسلم ( لقد اخبرتك اني احتاجك .. فانت من تنقصيني لاشعر بطعم بلادي .. بعدما تحدثت معك اصبحت ارى ما حولي .. استنشق الهواء بشكل طبيعي .. استرجع ذكرياتي .. لقد زرت جامعتي او ما تبقى من مبانيها .. لقد زرت ايضا حطام منزلنا .. كله بسببك يا سما .. بوجودك وبمعرفتي لقيمتي بحياتك .. ولكن يبدو انني اناني ونسيتك في خضم ماساتي .. لذا .. لن اتكلم مرة اخرى بطبيعة حبي لك .. ولكن .. اتمنى الا تحرميني من بوصلية الامان في حياتي .. من وتد الاتزان .. اجل يا سما .. هذه انت )
عندها انفجر غصبها .. عندها اتصلت به وهي تهاجمه بكل ما تحمله من الم ... ( ان كنت تحبني هكذا فلما طلبت مني الخروج من حياتك .. ان كنت امانك فلما تزوجت بغيري .. ان كنت حقا تحبني فلما تبرر لي ما اكونه لك .. انت فقط خائف من خسارة تلك العائلة التي تراني امثلها لك .. اليس كذلك )
لم تكن بوعيها .. كانت تريد ان تجرحه كما كان السبب باتساع جروحها .. كانت تريد ان يسمع صرخة انوثتها التي اهانها باضرابه عنها وعدم محاولته حتى ان يعاملها كزوجة .. فقط لان كبرياءه جرحت لانها هي من تزوجته .. صمته وهو يستوعب كلماتها استثارها .. لم يغضب .. لم يثور .. لم يتعامل معها كما اعتادت منه في تلك السنة التي قضتها معه .. فقط صمت وجعلها تفرغ المها بداخله .. صمت وهو يتشرب معاناتها التي كان هو السبب بها .. وعندما انهت سيل اتهاماتها سمعت زفرته الطويلة قبل قوله لها ببطء اقشعر له جسدها ( العائلة .. اجل انها احد اسبابي .. ولكن .. هل تعلمين سبب خطبتي لمرام يا سما .. لقد خطبتها في اليوم التالي لرؤيتي لك وانت ترقصين .. رغبتي بك كرجل صدمتني وجعلتني افسر احاسيسي بما يرضي كبريائي .. اردت ان اثبت لنفسي بانني تاثرت بك فقط لاني احتاج لزوجة حقيقية في حياتي )
لم تفهمه عندها .. لم تفهم ما قصده .. او انها ارادت الا تفهم كي تسيطر على ارتجاف اعصابها .. انها المرة الاولى التي يصرح فيها علي برغبته فيها كرجل يرى انثى فتعجبه .. ياللهي .. كم كان تصرفاته معها بكل هذا التجاهل يجرح انوثتها دون ان تدرك .. تنحنحنت لتبحث عن صوتها الا انها لم تجده .. وصمتها جعله يكمل كلماته بنبرة حميمية اصابتها بدوار ( عندما بدات استشعر وجودك كانثى .. عندما بدات اخاف على مبادئي التي ارسيتها معك .. عندما بدات استنشق رائحتك بعمق اكبر .. اشعر بلمساتك الخاطئة حتى .. عندما بدات انظر لتفاصيلك يا سما .. عندما .. عندما حلمت بك .. اردت الهرب .. شعرت بان عقلي سيضللني .. سيجعلني انحرف عن سبب زواجي بك . بصراحة شعرت باني حقير نذل فانت تثقين بي وانا .. يعني .. انت تفهمين ما اريد قوله )
هي تفهههم ؟؟؟ هل حقا هي تفففهههم ؟؟؟ هل يعقل بانها اثرت بعلي حقا .. الان اذن بدات بعض الامور تتضح لها .. هروبه من التواجد معها على انفراد .. التصاقه بعماد دوما ليبتعد عنها .. تعمده الاقتراب من مرام .. لقد فسر كل شيء بشكل خاطئ اذن .. لقد ظن ان ما يشعر به يحطم شهامته التي تصرف بها معها .. وقتها كان يراها كاخته اليس كذلك .. الان بدات تفهم ذلك الصراع الذي دار بين اخلاقه وبين .. رغبته وامشاعره .. وبتجاهل متعمد متحدي سالته بوقاحة ( اليس غريبا ان تعارض مبادئك رغبتك .. بزوجتك )
تعمدت التلكئ بحروف الكلمة الاخيرة وهي تملاها بايحاءتها .. وبصبر انتظرت جوابه الذي طال قليلا وصوت انفاسه المتسارعة ينبئها بتفاعل احاسيسه معها .. وبنبرة تحمل بداخلها ندمه غمغم ( لقد .. كان لطلبك مني الزواج .. عظيم الاثر على تصرفاتي .. ممم .. ان اكون زوج السيدة الغنية .. لقد سمعتي اتهام احمد لي )
ضيقت سما عينيها وهي تتلمس للمرة الاولى امرا لم تحسب له في السابق اي حساب .. وببطء تساءلت ( هل .. هل كن يؤثر عليك .. الفرق المادي بيننا .. لذلك لم توافق على زواجنا )
انفجر عندها بها وهو يصرخ ( بل لانك لم تكوني مناسبة للامر )
اتهام جعلها تنتفض وهي تصرخ بدورها وقد مس فيها وترها الحساس ( اجججل هذا هو .. ان يتعامل الناس معنا على انني الاسمى منك كوني الاغنى ولكنك بداخلك تعلم باني لا استحقك فانا خريجة سجون جاهلة اكملت تعليمها بمعجزة ومطلقة لمرتين .. اليس كذلك )
اقفلت هاتفها رغم سماعها شهقته المستنكرة .. اقفلته وهي واثقة بانه لن يعني هذا الذي قالته .. ولكن .. مجرد سماعها لكلمته بانها لم تكن مناسبة اثار فيه اسوء خصالها .. عناد تمسكت به هذه المرة وهي ترفض اي اتصال منه .. حتى رسائله لم تكن تقراها كي لا تضعف .. لقد تعبت .. ولاسبوع مارست حياتها دونه ودون مكالماته .. ارادت فقط ان تعتاد على غيابه .. اسبوع انتهى بانهزامها امام اشواقها له خصوصا مع اصرار ابنها على اشتياقه له ورغبته بمحادثته .. صوته الذي سمعته وهي تتظاهر بانها ليست في نفس الحجرة التي يجلس فيها ابنها وهو يحادثه جعل قلبها ينتفض بجنون غادر .. صوت سمعته يقول بكل وضوح لعماد ( اعلم ان امك ستسمع ما اقوله بشكل ما لذا ساقوله .. ما قصدته بانها غير مناسبة لانه في ذلك الوقت كنت اراها اخت لي ومجرد شعوري بهذه الطريقة نحوها اشعرني بالقرف من نفسي وبالاشمئزاز .. كما اني كنت اشعر بان الفرق بيننا كبير فانا مجرد انا .. اما هي فابنة الحسب والنسب وصاحبة ثروة طائلة .. ولكن .. الان اصبحت متاكد بان كبريائي هذا كان احمق .. ولولا تشتتي بكونها هي لبادئة بعرض الزواج لاكتشفت هذا بشكل ابكر )
بطفولة ردت بحنق عليه متناسية غضبها السابق منه ( لقد اعتبرتني سهلة المنال .. لماذا يتعامل مجتمعنا مع الانسانة الصريحة التي تعبر عن مشاعرها قبل الرجل وكانها وباء سيتنقل باعترافاته بالعشق لجميع الرجال )
ضيق علي عندها عيناه وهو يخاطب عماد بلطف ( ما رايك يا حبيبي الصغير ان تنقل الهاتف لوالدتك كي اراها وهي تقول عن نفسها هذا الكلام .. و .. هل اطلب منك الكثير عندما ارجوك ان تذهب الى المطبخ لكي تتناول عشاءك الذي حضرته امك الغاضبة )
رفع عماد حاجبيه ضاحكا وهو يقول ( انها غاضبة من الجميع منذ اسبوع وحتى انها تشاجرت مع خالتي اسيل التي نعتتها بمهوسة السيطرة .. والان تنظر الي وكانها ستقتلني لذا ساهرب ولكن .. عدني يا عمي علي ان تعيدها عاقلة ضاحكة بعد محادثتك )
قذيفة وسادة اصابت عماد الذي تفاداها في اخر لحظة وهو يترك الهاتف على سريره ويهرب نافذا بجلده من اعصار غضبها .. جنون تملكها ارادت معه ان تعود لمحراب تمنعها عنه ولكن صوته شنج حركتها ( لا تهربي يا جبانة وواجهيني )
كالمعتاد .. ينجح باستفزاز الطفلة التي بداخلها .. فاقتربت ببطء ليظهر طرفها فقط له دون ان تتناول الهاتف بعنادها .. عاد صوته ليرتفع هذه المرة بكل غضب وهو ينفجر فيها ( اياكي ان تفعلي هذا مرة اخرى .. ان تنقطعي عني هكذا .. ماذا ان مت .. ماذا ان اردت توديعك قبل .. )
لم يكمل كلماته وهي تتناول الهاتف بلهفة متسائلة بقلق ( اي موت .. علي .. ما بك .. ياللهي .. انت لا تنوي ان ترتكب حماقة .. اخبرني .. هل المكان الذي تقطنه فيه اي خطر .. لما لم تذهب الى احد الفنادق الكبيرة .. لم ل .. )
قاطع سيل كلامها المندفع بلا رباط بقوله بشغف عنيف متقد ( اياكي ان تحرميني منك كي لا احرمك مني افهمتي .. هذا اولا .. اما ثانيا فمشكلتنا انا وانت منذ تزوجنا هو نوعية حوارنا .. فنحن نكذب على بعضنا اما بهدف مراعاتنا لمشاعرنا المستترة او نتعمد جرح بعضنا كي نخفي ايضا تلك الاحاسيس التي تتحكم بنا )
حروفه التي تسللت عميقا جدا مستنفرة كل خلاياها مع احتراق نظراته التي كان يرمقها بها بشوق تراه للمرة الاولى على ملامحه بهذا الشكل الفاضح وهو يتاملها بدقة وبنهم وكانه يلمسها بعيونه .. وبصوت بالكاد ظهر سالته ( م .. مالذي تهذي . به .. اي اح.. احاس .. )
لم تكمل لانه قاطعها ايضا وهو يجيبها بكل وضوح وصراحة ( لقد اشتقت لك .. بجنوووون .. اشتقت لانفاسك ... بجنووون .. لهمساتك .. لصوتك .. للهاثك .. حتى اني اشتقت لغضبك ... بجنون .. مالذي فعلته بي يا امراة .. لم اكن اصدق باني رجل امراة واحدة الا عندما قابلتك ..)
حمم لاهبة كانت تتدافع في عروقها بدل الدماء وقد زلزلتها كلماته بكل قوة .. وبنبرة اجشة مبحوحة تساءلت بصعوبة وبجشع نهم لسماع كلماته ( م .. مالذي يعنيه .. كلامك .. عن المراة الواحدة )
نظر اليها بتمعن قبل تضيقه لعيناه وهو يتساءل بخفوت قاسي ( انت تستمتعين بهذا .. تستمتعين بحالة التشوش التي تجعليني اعيشها معك .. لقد اعدتني كمراهق رغم اني لم احب حتى في مراهقتي .. طبعا اذا نحسب ابنة جارتنا التي كانت تنوي امي تزويجني بها )
قطع احاسيس لذتها بكلمته التي جعلتها تهتف بحدة مفاجئة ( مااذا .. ابنة جارتكم من ؟؟ )
ابتسم بتحدي متعمد وقد ظهرت خطته لينتقم من افعالها به وهو يجيبها ( اجل ابنة جارتنا .. انها عروسي السابقة ولكن .. لم يتم النصيب .. لقد رايتها في الاسبوع الماضي على فكرة )
رفعت حواجبها وهي تقول باستهزاء جارح ( ها .. رايتها اذن .. مبارك يا علي .. اهذا ما عنيته باني سافتقدك ان فقدتني .. يارجل .. كم انا سعيدة لك ان تجتمع بحبك الاول .. ان اردت يمكنني ان اطلبها لك .. بما اننا عائلتك انا واسيل )
قاطعها علي هذه المرة بحدة صارمة اخافتها بعض الشيء ( لا تتكلمي معي وكانك رفيقي بالجيش .. في البدء المراة متزوجة .. لذا لا يصح ان نتكلم عنها هكذا .. ثم .. هي ليست حبي الاول فحبي الاول امراة غبية تنوي تزويجي من غيرها .. امراة لم اعد اشعر بالحياة الا عندما اتشارك تفاصيل يومي معها .. ان اخبرها الاماكن التي زرتها .. ان اتحدث معها عن انطباعاتي بكل صراحة دون خجل .. ان ابكي امامها لاجد ذراعيها يحتوياني حتى وان فصلت بيننا الاف المسافات فكلماتها تقوم بهذا .. هل تعرفينها يا ترى )
لم تتمكن في البدء من الاجابة وهي تنظر اليه ببلاهة وقد اشتعل وجهها بلونه القرمزي وكاد فمها ان يتدلى من دهشتها من تعامله معها بهذا الشكل .. منظرها جعل علي يرفع احد حاجبيه وابتسامته تتسع وهو يناديها ببطء مثير ( سما .. سما )
ازدردت لعابها وهي تجيب بصعوبة ( ن .. نعم )
اشار نحوها مغمغا بهمسة حارقة لم تعلم كيف تحمل بين طياتها اهانتها هذه التي تعتبر كالجنة لها ( لاجل المعرفة فقط .. انت هي المراة الغبية )
اشارت نحو صدرها والعديد من العواطف تتفاعل بداخلها دون ان تتمكن من التعبير عنها سوى .. بان انهت المحادثة كي تتمكن من التنفس .. انهتها وهي تدفن نفسها اسفل البطانية لتختبئ من الجميع .. انهتها وهي لا تصدق نفسها .. لقد اعادها لتلك السما .. تلك السما التي كانت بكلمة واحدة تمتدحها من حبيبها تشعر بانها ملكت الدنيا .. سما البريئة التي تزوجت بشكل عرفي فقط لتجتمع بحبيبها ثم تحدت الجميع ودخلت السجن ايضا بسبب حبها .. انه يتلاعب بعواطفها الان بكل سهولة .. يتحكم بها .. ينسيها كل اوجاعها .. ينسيها حتى اثامه معها .. ان ترى باب سعادتها متمثلا به فقط لهو امر خطير جدا .. ورغم كل ما حذرها عقلها منه وجدت نفسها تقف فوق السرير وتتقافز كطفلة حصلت على لعبتها الاولى .. ياللهي .. مالذي يفعله بها لكي تشعر في كل مرة يعترف فيها باحاسيسه وكانها المرة الاولى .. صوت الرسالة التي وصلتها جعلتها تتوقف عن القفز وعن اصدار الضحكات المجنونة التي جعلت ابنها يقتحم الحجرة ويقف عند بابها مبتسما وقد راى امه للمرة الاولى بهذه الطفولة والاندفاع السعيد .. حروفه التي كتبها جعلتها تضرب بكفها فمها وهي ترفع عينيها نحو ابنها الواقف بجانب الباب وهو يغمزها بمشاكسة ( فقط اضحكي .. تبدين كزهرة الجوري التي تتفتح لتملا الكون بعطرها الاخاذ .. فقط اضحكي .. فهذا وعدي لعماد )
عندها اجابته بدورها بما املاه عليها قلبها ( انا .. اضحك .. ولكن دموعي ليست من سواك .. ومن يريد الزهور فليحتمل اشواكها)
ولقد احتمل .. بشجاعة وصبر .. باتصالاته المتكررة .. بتحمله لكل جنونها وغضبها الطفولي منه .. حاول معها ان يؤسس نظام حوار متحضر صادق .. وبرسالاته الصباحية والمسائية اشعرها بانها تشاركه بالفعل كل تفاصيل يومه .. لقد كان يغدق عليها بكل شيء يخصه .. يجعلها تقراه ككتاب مفتوح .. في منتصف اجتماع يبعث لها يسالها عما تلبسه مثلا .. او يسالها عن لون ربطة العنق المناسب للون قميصه .. يخبرها بنكتة قد تبادلها المجتمعون .. وبدورها .. وجدت نفسها تنحرف معه .. تندفع معه .. حتى وهي تشاكسه متعمدة بما يؤذيه ..( الم تعد تخاف ان يقولو عنك زوج السيدة ) .. اجل لقد سالته هذا بشكل مازح قاسي .. وعندها اجابها بكل فخر ( بل سافتخر لكوني زوج امراة ناجحة .. هل هذا يكفيك يا مشاغبة .. ثم .. لا تستهيني بي لقد حصلت على الموافقة اخيرا .. سابيع ارض منزلنا هنا وهكذا ساعود باموال قد ابدا فيها مشروع ينافس شركتك )
عندها اجابته بكل تحدي الدنيا ( في احلامك .. انت مكانك في شركتي .. الا يعجبك هذا )
استمر بنبرته المازحة حتى وهو يجيبها بجدية ( يعجبني بالتاكيد فانا لا استطيع الابتعاد عنك .. ثم .. بالتاكيد انتي لا تريدين ان تخسري مهندس ناجح مثلي يحمل شهادة الماجستير )
بنبرة مستنكرة اجابته ( هل تتفاخر علي بشهادتك ياترى .. يمكنني انا الاخرى ان احصل على الماجستير على فكرة و .. )
قاطعها قائلا بتاكيد ( ساحرص على هذا اذن .. رغم انك لا تحتاجين لماجستير اصلا فانت ذكية بالفطرة .. ام انك تريدين ان تزيدي مميازاتك كي لا يستطيع احد ان يطالك )
بارتجاف اجابته وقد هزها تذكرها لحالتها السابقة ( اجل .. لا احد يطالني فانا لست سهلة المنال .. حتى وان رضيت بفترة سابقة ان اكون زوجة سرية .. حتى وان تخلى عني رجل رغم حبه لانه يرى زوجته احق مني ... وحتى وان تخليت عني انت ايضا عندما قارنتني مع مرام .. اتعلم .. حتى ان طابور العرسان الراغبين برضاي في كل لحظة يطول)
بعنف اجابها ( هل تتعمدين ثارة جنوني .. في البدء اياكي وتذكيري بسراج لاني ساقتله ان رايته ينظر اليكي كما كان يفعل سابقا .. انا الى الان لا اعلم اين كان عقلي عندما وافقتك على تلك الزواجة .. كيف سمحت لنفسي ان اتخلى عنك له .. ارجوكي اقفلي على هذا الامر لانه يثير حفيظتي وجنوني اكث .. ثم .. ما قصة العرسان هذه .. و .. من اخبرك بان مقارنتك بمرام كانت تنتهي لصالحها ؟؟ )
حتى وهو يجيبها بهذه الطريقة فان جراحها كانت قد بدات بالنزيف بشكل اوجعها لذا لم تكن بمزاج يسمح لها بمناقشته .. ربما هي تلك الذكريات التي لا تزال تهاجمها من فترة لاخرى .. عندما اختار سراج زوجته وعندما تخلى عنها وعندما اختار علي خطبة مرام وكونها مهندسة مثله .. ببطء حركت راسها بعلامة الرفض المبهم وهي تقول بتعب ( علي .. اريد ان انام .. غدا علي اجتماع مهم وقد تعب حقا سمير في تحضيره .. تصبح على خير )
يومها بالفعل نامت .. نامت ودموعها ترسم خطوطها على وجنتها ... هل ما تفعله صحيح يا ترى .. سؤال لم تطل اجابتها عليه ... ففي اليوم التالي تفاجات باتصال علي المرئي وهي في طريقها للعمل .. لم يكن هذا وقتهم المعتاد للحديث مما اقلقها وقد ظنت ان هناك مصيبة قد حدثت .. وعندما اجابت ورات شكل علي انصعقت .. عيناه الحمراوتان .. شعره المشعث .. وجهه المرهق وتلك الهالات السوداء حول عيناه .. كل هذا جعلها تساله بجزع ( علي هل انت مريض ؟؟ )
عندها انفجر علي فيها بشكل فاجاها ( اجل مريض بك .. في البدء اقسم انه لولا ثقتي بان فراقنا قد افادنا وجعلنا نتحدث دون تهور كما انه لولا حاجتي للبقاء قليلا ببلدي لاستعيد نفسي لرايتني الان اقف امامك واجذب يدك لاعقد قراني عليكي .. عن اي طابور عرسان تتحدثين هااا .. اجيبي يا سما )
تجيب ؟؟؟ مالذي عليها ان تجيبه .. انها حقا عاجزة وقد اختلطت كل احاسيسها مع كلمته عن الزواج .. تاخر اجابتها سمح له ان يمعن النظر فيها قبل ان يامرها بتسلط ( ابعدي الهاتف عنك قليلا لارى ما ترتدينه .. ثم .. لما تضعين هذه الحمرة الفاقعة .. لم تبدين بهذا الجمال .. سما .. عودي الى المنزل وابدلي ثيابك .. لا اريد لرجل ان ينظر اليك مرتين .. منذ البارحة وانا اعيش كابوس زواجك من غيري .. ياللهي ساموت عندها يا سما)
عندها فقط نطقت بتلقائية ( بعيدا للشر عنك يا علي .. ارجوك لا تتكلم بموضوع الموت الان .)
رفع حاجبيه متسائلا بحدة ( اذن .. هل ستنفذين ما قلته للتو )
تنحنحنت لتستجمع صوتها الهارب ( ان ابدل ملابسي وان لا اضع حمرة على شفاهي .. ممم .. اعتقد انك يجب ان تعتاد على هذا يا علي .. ثم ان لون الحمرة ليس فاقع كما تقول .. )
بغضب قال مقاطعا ( ازيلييه وفقط )
رفعت حاجبيها بتحدي ( هل تغار علي يا علي )
ابتسم بسخرية وهو يصفق لها بطريقة استعراضية ( وهل هذه الملاحظة تحتاج الى ذكاء .. اجل .. اغار .. وبجنون .. وبتملك .. هل لديك مانع .. الا يكفيني اصلا حبك ذلك لاحمد وكانه بطل )
قضمت طرف شفاهها بتوتر وهي تساله ( حبي لاحمد .. علي .. هل جننت .. الرجل متزوج .. هل نسيت .. على الاقل ان كنت تريد ان تغار فيمكنك الغيرة من رجل اعزب )
حرك علي راسه باستهزاء موجوع ( رجل اعزب اذن .. هيا اطربيني يا سما .. هل يوجد حولك اعزب ينوي طلبك للزواج )
لم تتمكن منع شيطانها المتحدي وهي ترى جنونه هذا للمرة الاولى .. وباستفزاز بارد قالت ( هل تعلم باني لم اكن اعلم بان سمير اعزب .. لقد ظننته متزوج .. ولكنه قبل يومين عندما تاخر بعمله اخذت اعتذر له لاني اكلفه بالكثير وقد اردت ان اقدم اعتذاري لزوجته وعندها اخبرني بانه قد طلقها منذ زمن بعيد )وصمتت بتعمد موحي قبل اضافتها ( يبدو وضعه مشابه لوضعي .. فلقد علمت ايضا بانه لديه ابنة منها ..و .. )
كان علي هذه المرة من اقفل الهاتف .. اجل انهى المكالمة رغم انها واثقة من معرفته بخطتها .. انهاها ولم يبعث حتى لها برسالة توضيحية .. وتعمد ايضا ان يعاقبها بغيابه الكامل عنها ليومين .. لقد رد لها صاعها صاعين وقد شعرت بغيابه عنها وكانه يقتلها ببطء .. وعندما اتصل بها اخيرا في ليلتها السابقة تظاهرت بالجمود وهي ترد عليه وقد انتوت الا تظهر امامه اي من احاسيسها ولكنه فاجاها بنظراته الصامتة نحوها قبل قوله بكل عنفوان مس روحها ( افهميها يا سما .. انت لي .. جسدك كامراة لي .. روحك كانثى هي ملكي .. لم احلم يوما بامراة سواكي .. بكل وضوح كنتي انتي بين ذراعي .. كنتي انتي زوجتي بالكامل .. اجل انها انتي .. لذا .. لن اسمح لخيال رجل ان يمسك او يفسد حلمي بك ... لقد اوصلتني الى الذروة يا سما .. افهمتي .. الى الذروة .. في البدء اردت ان اعرض عليكي الزواج بشكل حضاري .. ولكن .. يبدو انني لن انجح .. فانا ساخطفك ان لم توافقي .. ساجبركي على الموافقة .. اجل يا سما سافعل .. او ساتحول الى قاتل .. انا .. لم اتخيل نفسي .. مع امراة .. سواكي .. تى مرام .. لم افكر بها .. )
وصمت قليلا امام صمتها قبل قوله بعنف فجائي ( اصلا مرام لم استطع حتى تقبل لمسي لها يا مجنونة فقد كنتي تعششين بداخلي .. ياللهي .. ياللهي .. الا تدركين حقا ما يمكنك فعله بي بلمسة واحدة .. والله اصبحت خائف على نفسي لو رايتك ان انسى كل شيء و .... اوووف .. اوووووف )
نفسه العالي احرقها وقد فهمت مقصده .. فهمت مالذي تفعله به حقا .. فكل مشاعره كرجل بلغ منتصف الثلاثينات دون ان يمس امراة قد انفجرت الان .. قد انفجرت لتكون هي بانوثتها سيدته حقا ... تلك الانوثة التي اعطبها في السابق تجاهله ازدهرت بقوة الان .. نظراته التي كان يرمقها بها اقشعر لها كامل جسدها .. اين كان كل هذا في السابق .. هل حقا كانا يحتاجان ان يتعدا عن بعضهما ليعرفا مدى شوقهما .. ليعرفا لاي درجة ينصهر كلاهما في الاخر .. وبنبرة بدت هادئة رغم ما تحمله من اعاصير عواطفه همس لها ( لا تفعلي هذا مرة اخرى .. ارجوكي .. )
ابتسمت ببطء واثق وهي تجيبه ( حسنا .. لن اثير غيرتك مرة اخرى .. هل هناك طلب اخر يا استاذ علي )
تفاجات بارتباكه الذي ظهر واضحا عليه للحظة قبل قوله برجاء غريب ( مممم .. هل ... تسمحين لي .. ان .. اقبلك .. اريد ان .. اشعر بانك .. ملكي)
فاجاه طلبها الذي لم تفهمه .. نظراتها المنصعقة جعلت علي يخفض راسه وهو يفرك جبينه وقد اصدر صوت ضحكة خجولة وهو يقول ( ارايت .. لقد اخبرتك باني اعيش مراهقتي المتاخرة معك .. حسنا .. ساعتبر صمتك موافقة )
و .. مد اصبعيه نحو شفاهه ليقبلهما قبل ان يلصقهما على شاشة هاتفه حيث موضع ثغرها .. حركة تركها بعدها شاهقة وقد تشنجت بالكامل وقلبها يكاد يخرج من صدرها .. هل من الممكن ان تستشعر حقا قبلته رغم انه لم يمسها .. انفاسها الحمقاء ابت حتى ان تغادر رئتيها وقد غشيت عيناها ضبابة سوداء مع احساسها الكامل بالدوار .. حسنا .. هذه ليست مرتها الاولى مع رجل .. ولكن .. هذه حقا مرتها الاولى التي تشعر بها بهذه الطريقة .. عندما انهت المكالمة عند هذه النقطة كانت بدنيا اخرى .. دنيا لازالت تسبح فيها دون ان تتمكن من التركيز باي شيء يحدث امامها الان .. لقد كانت تشعر بانها مكشوفة حتى ان اي شخص سينظر اليها سيعلم بان علي قد قبلها .. يبدو انها جنت .. انها لاتزال تشعر بدفء فوق ثغرها رغم انها قبلة وهمية .. اجل انها وهمية .. مالذي يحدث لها .. عشقها له اوصلها حقا لمرحلة الجنون .. صوت سكرتيترها قاطع غرقها اكثر بدوامة ذكرياتها وهي تعلن عن بدء الاجتماع .. اجتماع لم يرافقها عقلها معها وهي تجريه وقد بقي محتجزا بتلك اللحظات التي كانت تسرقها طوال الايام السابقة مع علي .. لحظات انتهت بسقوطها الى سابع ارض بعدما كانت تحلق في سابع سماء وردية .. انتهت مع خبر سمعته بالصدفة في القناة الاخبارية .. ( انفجار في فندق الشرق في مدينة دمشق .. قصف متتالي على الفندق من طائرات روسية .. النيران تشب في المكان وسيارات الاسعاف والاطفاء غير قادرة على الوصول هناك .. و .. نتمنى الا يكون هناك ضحايا بشرية رغم ان الفندق ممتلئ بقاطنيه )
خبر اعتادو سماعه .. خبر لولا معلومة صغيرة تعرفها لما انتبهت له سما .. علي .. علي يقطن في فندق الشرق .. علي هناك .. علي الذي لا يرد الان على اتصالاتها الجنونية .. لا يمكن ان يحدث هذا لها .. لا يمكن .. ان يخطفه الموت منها بعدما وجدته اخيرا .. لا يمكن .. كيف لحياتها ان تكون بدونه .. محاولات فاشلة للوصول اليه دون جدوى .. لقد بقيت في الظلام .. بقيت هكذا دون ان تعرف اي شيء ... دون ان تفهم .. هل حقا علي قد ذهب .. كيف من الممكن ان يختفي هكذا دون ان يترك لها اي اثر يطمئنها ..( كنت دوما اتساءل عن سبب بقائي على قيد الحياة يبدو انه لايزال لي دور فيها ) هذا كان كلامه .. والان .. هل انتهى دوره حقا .. كيف فقط سيمكنها ان تعيش في نفس الحياة التي لا يكون هو فيها .. هل سيكون هذا الفراق حقا هو النهاية ؟؟

يتبع 3


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس