عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-19, 01:21 AM   #47

ظل فتى

? العضوٌ??? » 442021
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » ظل فتى is on a distinguished road
افتراضي


الفصل التاسع : الفصل الأخير : الهروب من القناع
إنها لحظة اسطورية حقا !
اللحظة التى يرفع فيها الكاتب قلمك عن القصة معلنا نهاية اخر سطورها و ناقلا
أياها للقراء لينطلقوا بين غمار سطوره متجولين باحثين عنه هناك , قد تجيدونه
حتما , فأي كاتب سينقل لك ذاته لطور السطور ليكتشفه القارئ و يرى تلك المشاعر
التى دفنها بعمق الكلمات داخل فصوله الطويلة تارة و قصيرة تارة .
لم يشأ الحظ أن يجعل رواية "انفانتينو" أن تكون محصورة بين غلافين إذ أن كل
فصولها الإثني عشر قد وضعت داخل الجريدة محلية دون ادراك منهم ان ما
حملته في بطنها عشرة اشهر ما هي إلى قصة حقيقة حدثت للكاتب و للاولاد داخل
ذلك المكان الجميل حيث إمتلك كل واحد منهم قدرة عجيبة جعلته متفوقا على غيره.
الشاب القاعد أمامك بنظارته الواثقة و قميصه الصيفي الأنيق الذي ماكان ليرتديه
لولا رغبته في الذهاب للمكان اللقاء معتقدا أنه سيلتقى الفتى صاحب القناع الذي
إختفى بعد تلك اليلة الموضوع دون ان يراه أحد.
الفصل الأخير : ليلة الهروب من القناع
إنه عنوان جذاب حقا !
هل قرر انفانتينو الغدر بي و إنهاء قصته مبكرا تاركا لي المجال لأكمل للقارئ ما
تبقى من القصة التى صار العارفون ببدايتها كثر وليس كما كانوا في البداية
ثمانية اشخاص فقط !
هل يعتقد القارئ أن أسعد لحظة قد يعيشها الكاتب الجديد هو أن تنال قصته قدر كبير من إهتمام ؟
ليس تلك حتما !
فالقصة بنت مدللة للكاتب سيراها هو صغيرة و بسيطة مهما نضجت سطورها و
صارت في أعين الجميع جميلة ذو حبكة و أسلوب جميلين !
ماذا ؟ هل صرت أكتب بأسلوب مختلف حقا ؟
ربما لم اعد أستطيع المواصلة بتلك الطريقة التى ابدع في سردها و حبكها
" انفانتينو" , فكلانا نتشابه في طريقة الكتابة الغريبة المستفزة التى تدفع القارئ لقراءة الفصول و تركيز مع كل كلمة و وضع استنتجات خاطئة , او تكاد تكون صحيحة , فكلانا أيضا نخفي أكثر مما نكشف عادة !
لكننا سنسعد حقا بتلك الفرضيات الكثيرة التى يصنعها عقلك الصغير باحثا عن مخرج أمن من متاهة الغموض التى نعلقه بها داخل الفصول الكثيرة , لنقرر بعدها إعطاءه جرعة صغيرة من التفاصيل قد تشفي فضوله الغريب لمعرفة الحقيقة .
و الأن أيها القارئ أحضر ورقتك و قلمك المليئ بافكار النقدية و جلس في مكانك مسترخيا و دع لنفسك العاشقة تنطلق لنقد النهايات ربما بسبب تعلقها بها ففراق أسطر لا يختلف كثيرا عن فراق الحبيب , أو ربما فراق الأصدقاء الذين يواصلون سير للوصول للمكان الذي سيجمعهم من جديد بعد أن كان الحي الثالث عشر المكان الذي نشأ داخله قبل ثلاثة عشر عاما قد جمعهم أول مرة .
قبل دخولنا داخل تلك الصفحات الصفراء المهترئة التى وضع بداخلها ملخص للفصل الأخير ، دعني اعرج بك نحو مكان أعتقد أنه قد نسيته البعض !
إنه ذلك المكان الذي إنطلق من داخله كل شيي !
حيث يتجمع افراد منظمة "أنتوان" بشكل دائري و ذهول بادي على وجوهم التي ربما لم تصادف أتعس من هذه الليلة ،
إنها ليلة فراق الزميل "توني " العبقري المبرمج الذي يظهر أمامك جثة هامدة وسط الغرفة واضعا يديه داخل جيب سرواله و كأن به يخفى شيئ كان قد تركه لهم قبل موته .
إن الاشخاص العباقرة مثله لا تموت أعمالهم بسهولة ، فالعارفون به جيد كأنتوان الذي وقف بعيد عن جثة يدروكون حتما أن ما يقبع داخل جيبه ما هو إلا رسالة تكشف عن شخص الذي تسبب في هذا كله !
ربما !
أو ربما ...
لا أحد يعرف ما يفكر فيه العباقرة حتى لو كانوا جثث هامدة لا تتكلم !
- سيدي ، لقد مات "توني" منذ 45 دقيقة ، أنه من السيئ سماع ذلك ، هل نتصل بالشرطة الان ؟
لوبيز متوجها بسؤال لأنتوان الذي أطال نظر داخل شرفة في صمت مخفيا حزنه لفقدانه لاحد ابناء الذي كان يفتخر به . هل تستحق هذه القضية أن تفقد أولادك بهذه الطريقة البشعة
- الشرطة ، سيأتون حتما ليخبرنا أن من فعل ذلك شخص مختل عقليا يملك دوافعه ، ألا ترى أن طريقتهم تلك صارت تقليدية و قد حفظها الجميع ؟ أليس كذلك "سيرجيو "؟
ملتفتا بإتجاه سيرجيو بعد أن اخفى جزء كبير من حسرته و حزنه بإسثناء ذلك الجزء المكشوف , ذلك الجزء الذي لم يخفى على "سيرجيو" العارف لجزء من حقيقة هذا العجوز الذي يقف أمامه ،
إن معرفة ماضي الشخص في وقتنا لا تحتاج للأطلاع على تلك السجلات التى تبرع الحكومة بأرشفتنا داخل الغرف المظلمة , بل كل ما قد تحتاجه هو أن تطبع إسم ذلك شخص داخل الحاسوب لتعرف كل شيئ عنه ، إهتمامه , مولده و أهم أعماله
لكن هذا لم يحدث مع أنتوان ابدا !
فنتيجة بحث "سريجيو " المعمق عندما قام بأحضاره لهنا كانت مفاجئة له حقا !
لا معلومات عن هذا الشخص !
لا اسم له داخل العالم المعلوماتي الذي يوجد بداخله عدد غير منتهى من اسامي !
و هذا ما دفع " سيرجيو" لقبول إنضمام هنا رغبة منه في كشف ما يخفيه هذا العجوز الذي أخذ يناظر الجميع واحد تلو الأخر ليجد في عيونهم فضول لمعرفة ما يخفيه عندهم منذ ذلك اليوم .
أعتقد أنها اللحظة المناسبة لفعل هذا يا " أنتوان" .
فقط يجب عليك أن تصدق ما يقوله لك ، ولن يجد "سيرجيو " أصدق من هذه اللحظة العصيبة التى تمر عليه وهو يقترب لأول مرة من الجثة بخطواته متثاقلة التي أثقلها فراق كل من كان يصفهم بأفراد أسرته !
- سيدي ، أنا .. أنا اؤمن اننا قد فقدنا احد افراد اسرتنا التي تجمعت هنا فقط لان الجميع قد يعتبرك "الاب"
"الأب"
إنه كلمة ليست مناسبة لشخص كأنتوان الذي لم يكن يملك أي أولاد مما جعله يصنع هذه الأسرة معوضة أياه عن من فقدهم في الماضي !
- "الاب" ! لست أبا جيدا . ربما لن أكون كذلك يوما , لوإستمريت في فقدان الأفراد الذي كانو يؤمنون بهذه الكلمة , أنا ... لقد فقدت فردا اخر حقا !
"سيرجيو" بقرب منه باحثا عن ثغرة لتوغل داخل حقيبة الاسرار التي تثقل كاهل العجوز الذي يصفه الجميع بالاب لانه قد تعلقوا بيه دون أن يعرفوا لماذا جمعهم داخل هذا المكتب .
- لن تفقد فردا اخر مجددا ، إن .. إن الفقدان أمر سيئا حقا ، حتى فقداننا معلومات عن الشخص الذي نكن له كل الاحترام قد يصبح سيئا يوما ما . اترى يا سيدي ، لقد قتل هذا الاشقر _ مشيرا لتوني _ دون أن يعرف ما تخفيه بداخلك طوال تلك السنوات ، يصمت لبرهة ثم يواصل رغم قدرتنا على وصول للجميع , لكن هناك اشخاص قد لا نعرف عنهم شيئا حتى يخبرنا بذلك في لحظات مناسبة ، الا تعتقد أن هذه لحظة مناسبة سيدي !
يصمت " أنتوان" وهو يستمع لأحد أبناءه الذي أوشك أن يحطم تلك الهالة الصامتة ليرى ما يوجد داخلها من حقيقة , إن الجميع الأن صار يبحث عن الحقيقة !
- الحقيقة ! اتدرى يا سيرجيو أن فرق بيننا و بين الشرطة هو في تلك الحقيقة ، هم يسعون خلفها دوما ، لكن ما يحدث هنا مختلف ، إن الحقيقة هي من تسعى نحونا ، أتدرى لماذا ؟ لاننا من صنع تلك الحقيقة !
يغمض عيونه ببطئ مخفيا ذلك الجزء الذي منح سيرجيو بصيص لكشف القليل من الذكريات التى تجول داخل باله .
إن " أنتوان " عكس الجميع هنا !
لذلك أن ما يقوله لم يتعرض للعنة النسيان التى اجتاحت الجميع مؤخرا.
ربما هذا هو الوقت مناسب لأخبار اولادك بتلك الحقيقة قبل أن يعرفوها في أخر فصول الروائي المجهول الذي غادرغرفته متوجها ناحية ذلك المكان الذي سبقه إليه " روما" صاحبة الرقم واحد و ذلك حسب رقمها الذي تم أختيارها به
هل الترتيب مهم أيضا الليلة كما في الماضي !؟
ربما ليس كذلك , لذلك سادع لك حرية أختيار أي الأرقام ستختار ،
فالكل لم يتبقى له سوى دقائق قليلة و يصل هناك .
الرقم إثنان - اي ارنيستو- أغلق باب الغرفة و تركني هناك حبيسا اتخبط داخل نصوصه باحثا عن طوق الحقيقة الذي يبحث عنها الجميع وسط بحر النسيان الذي غرق في أعماقه الجميع و صار الجميع يرى الطوق النجاة يصطع على شكل رجل عجوز سيخبر أولاده بالحقيقة هناك.
أما هنا , فالطوق الوحيد ربما يكون أوراق بالية أحاول فتحها ببطئ لكي لا تضيع كلماتها المنقوشة داخلها بخط طفولي لا شك أنه لذلك الشاب الذي صار اقرب لوصول للمكان قبل غيره ، لقد صار أبعد بكثير ، ربما هي اللحظة المناسبة لافتح على مسامعك اخر الفصول قبل صدورها بشكل فعلي , أعرف أن صوتي الغليظ المزعج سيكون سبب في إيقاظ النيام لذلك سأحول التحدث بصوت منخفض , فقط حاول أن تسمعني جيدا ايها الباحث عن الحقيقة داخل هاته الكومة الورقية البالية .
ترى هل سيغضب مني الكاتب إن فعلت هذا ؟
ربما ، فهم قد صاروا ينزعجون من الحرق الأحداث قبل صدورها و الذي يطول قصصهم خصوصا مع انتشار أؤلئك السيئين الذين يدخلون حواسيب الناس دون إذننهم
مثلك انت يا سهيل ! هل ترى ما يقوم به الان ؟ إنه ...
دعك منه واستمع لي وأنا احكي لك أول اجزاء الفصل الاخير !
ترى هل ستكتب مجددا يا "انفانتينو "!
فما حدث من زمان يتكرر اليوم و يفتح شهية أي كاتب للنسج جزء جديد عن قصة " أولاد الحي الثالث عشر " فعلا !
" هل أنا في حلم !
إنه ليس كذلك , فكلهم الان بجانبي , لن استعمل أرقام مجددا ، فانا لم أعد اخاف ذلك القناع الذي رافقنا مطولا . لقد فرض علينا تلك العادة الغريبة لمدة طويلة ، لا أعرف كم شهر بقينا هنا ، فالزمن في هذا المكان كان مختلفا حقا .
كان الجميع .. او دعني أقل نحن الثامنية ندخل يوميا إلى تلك الساحة بأعمدتها الحلزونية الشامخة وأرضيتها المبلطة بلونين الابيض و الاسود مرتدين لباسنا الابيض الذي لم نكن نملك غيره ، إنه كما فهمنا مع الأيام أنه اللباس الرسمي للمكان الذي حبسنا داخله ، كل واحد منا كان يعرف المكان الذي يقف فيه , أنا كنت خلف تلك الفتاة التى لم أعد أعتقد أنها مغرورة فأنا الأن أراها جميلة حقا , أعتقد أني لست جيدا لمعرفة معادن البشر من أول لقاء فالأشخاص الذين قد تعتقد أن سيئون في البداية قد لا يكونون كذلك مع مرور الأيام و ...
دعني من هذه النصائح التى يعرفها الجميع وسأعود لأسرد لك القصة من أول يوم , ففي بداية كان قناعه المخيف لنا , لكن مع مرور الوقت الذي لا ندرى كيف مر بتلك السرعة !
صرنا نحب تلك الساحة الواسعة التى يتوسطها بيانو أسود موضوع هناك و بجانبه ذلك الرجل المقنع الذي كان ينظر إتجاهنا و نحن واقفين أمامه لثواني قبل ان يطلق العنان لأصابعه مطلقا تلك النغمات الهادئة. إنه ما ينبع من تلك الألة جميل حقا , إنه مثلما أخبرتي تلك الإيطالية أن كلمة بيانو بالإيطالية تعني رين أو رقيق. إن هذا الرجل رائع حقا
في الحقيقة لست بارعا في فهم عالم الموسقى ، ولم أكن أكثر شخص تعلقا بتلك اللحظات , فتلك الفتاة التى عرفت أن اسمها "اماندا " قد احبت هذا المكان قبلي الفتاة وصارت تغني بصوتها السجي بتناغم مع الموسيقى قد قالت ذلك تكرارا على مسامعي حتى صدقت ذلك
إن تكرار سماع نفس الكلمات سيجعلك تصدقها يوما ما , هذا ما أخبرني به في تلك الليلة لاصبح بعدها مولعا بالكتابة أحداث التى تحدث لنا داخل هذا المكان , لم أكن أدرى أن ما كنت أخطه هناك مستمتعا سيجعلني كاتبا محبوبا يبحث الجميع عنه لمعرفة إسمه الحقيقي
لابأس , سأخبرك لأول مرة أننى كنت هنا دوما أكتب ما أراه وما أسمعه لأوصل لك قصة قد أخفوها داخل غرفهم منذ زمن دون رغبة منهم في إظهارها لأحد فما حدث بعد ذلك لم يكن في حسبان أولئك الذين يخفون وجوههم بالأقنعة , فبعد أن
صار الجميع يعشق تلك العادة اليومية حين تبدأ أصابعه بتلاعب بمفاتيح البيانو فننطلق بأروحنا مغنين بأصواتنا أيضا خلفه بتلك الكلمات التى نحفظها منذ أول يوم
"عندما أسمع صوت دمي العتيق
إذا تتذكر سنوات الرعب الماضية
أشعر أنك قد طهرت روحي الغجرية
سأمضي في العالم أغرس الورود بدل الألم "
الكل سعيد وهو يردد تلك الكلمات ، لما قد صارت تراودنا فكرة الهروب !
لا أدرى ، لهذا كنت يوميا أجلس في مكاني البعيد بعد مغادرتنا لتلك الساحة و مراقبا هذا المكان العتيق
، اشجار كثيفة و بناية شاهقة ذات طراز معماري أندلسي كنت أرفع رأسي محاولا رؤية قمتها لعلى أراها فتدب في داخل روحي الأدبية التى إكتسبتها رغبة في الجلوس هناك و طبع الكلمات داخل دفتري الذي لا يفارقني اينما ذهبت , إن فكرة الجلوس هناك والكتابة فكرة مجنونة و تقليدية , ادرى ذلك يا "سهيل "
صاحب الرقم صفر الذي كلما أنزل رأسي موقفا تأملي للفوق وجدته ينظر ناحيتي بنظاراته الساخرة تلك ، لست بحاجة لسماع نفس الكلمات كل يوم , فهذا الشخص قد صار شخصا مختلفا مثلي منذ عيد ميلاده حين أُدخل تلك الغرفة السرية و خرج منها بعد ثلاثة عشر دقيقة تقريبا , على ذكر أيام الميلاد , لقد كانت أعياد ميلادنا متقاربة كثيرا وقد أحتفلنا جميعا بها ولم يتبقى سوى ذلك الفتى , من اقصد بالفتى يا ترى ؟ لن يكون حتما "سهيل " الذي ابصرني وصار قادما ناحيتي و على محياه تلك الإبتسامة البريئة قبل أن يغير أتجاهه حين أبصر القادم نحوي , إنه نفسه ذلك الفتى الذي قال أن إسمه "كاميدا " , لم أحس أبدا بخطواته وهو يقترب مني ليجلس بجانبي ناظرا لقمة البناية التى فارقتها عينان منذ لحظات , أنا متحمس للحديث مع هذا الفتى الذي لا يتحدث كثيرا , ربما سيجلس صامتا لن يقول اي كلمة لذلك أمسكت قلمي وباشرت بسرد تلك اللحظة ثم بصوته الهادئ بدون مقدمات
- المكان جميل حقا , ألا تعتقد ذلك , إن .. إن الهروب من الجنة هو أول خطيئة إرتكبها البشر , نحن المميزين سنفعل ذلك أيضا , أليس كذلك يا A….
ليس الوقت المناسب لتعرف إسمي , ربما قد تمكن هذا الفتى من أخبارك بالاول الحروف , لاباس فمعظمنا هنا يبدأ إسمه بذلك الحرف الابجدي , لذلك قاطعته قبل التلفظ بباقي الحروف و على محياي إبتسامة كانت ترافقني كلما سمعت صوته
- إنه جميل حقا , أتدرى أن البشر لن يطيب لنا العيش في اماكن جميلة كهذه , أو ربما نحن المميزين نملك معاني مختلفة عن الجنة , أترى ذلك المكان الذي هناك ؟ إنه جنتي التى سأصعد لها يوما , هل ترى ذلك ممكنا " كاميدا " ؟
إلتفت ناحيتي مبتسما بهدوء وقد نالت عيناه قسطا من الجنة التى وعدت نفسي بها ! هل سأذهب هناك يوما و أنا افكر في الهروب من هذا المكان في هذه الليلة
- لقد صارت كلماتك جميلة حقا , أنا... الذي عشت وحيدا هنا , صرت الان محاطا بأشخاص مميزين تطوقني السعادة كلما رأيت في عيونهم , هل أستطيع الإفتخار بك يوما ؟
- ربما .... ساكون كذلك خارج هذا المكان , عندما يقرأ أكثر من ثمانية أشخاص ما كتب في هذا الدفتر , ستصبح فخورا بي حقا
إبتسم ورد بسرعة شديدة مستوعبا ما كنت قلته , إنه رائع حقا !
- سأكون سعيدا حقا
إبتسامته تلك دفعتي لرمي الدفتر بجانبي و دفع فضولي لسؤاله عن السر الذي يخفيها عنا , فالكل منا صار يملك عالمك الخاص يتميز فيه , إلا هو , هل تراه لا يملك العالم الذي منحنا اياه !
- قل لي إذا , ما أحلم به وارد إذا !
- جنتك الفوقية , إنها فعلا تستحق ذلك يا صديقي
- هذا جيد حقا , هل... هل ترافقني هناك يوما
في تلك اللحظة زار الصمت الرهيب المكان موقفا حوارنا الجميل واضعا على وجه " كاميدا " غموضا كنت رأيه عدة مرات وقد عاد للظهور مجددا أمامي
- ألن تخبرني عن عالمك انت يا كاميدا ؟ اعتقد اننا جميعا قد صرنا اصدقاء مقربين ! الاصدقاء لم يعدو يخفوا عن بعضهم ما يميزهم لذلك فاشركانا ما يميزك . كما أن الليلة هو عيد .....
لم اكد اكمل ما باشرت به ليوقفني قائلا :
- ليلة ميلادي ! انا ... لم احتفل به سابقا . في الحقيقة لم اكن اعرف أن هذه الليلة هي عيد ميلادي ، لا ادرى ذلك حتما , ساخبرك بسر لم يعرفه أحد بعد أنا أيضا املك دفتر مثل ذلك الذي معك ، أنا اخبأه في ذلك المكان ، في ذلك اليوم الذي سينتظر قصته أكثر من ثمانية اشخاص ابحث عنها هنا
وواعطاني ورقة مكتوب فيها عنوان البيت الذي ولد فيه قائلا :
- إن هدية عيد ميلادك يا AN…
لم يحن الوقت لتعرفي إسمي الحقيقي ! "
إنتهى اول جزء ، هل اعجبك صوتي المزعج ؟
ربما كنت سيئا جدا فانت الان ايها قارئ الذي اراك قد بدأت تهتم و تعجب باحداث قصة انفانتيتو و نسيتني أنا الكاتب الحقيقي حيث صرت الاوراق باحثا لك عن الجزء الثاني لاكمل القصة
هل كل الكتاب ليسوا منظمين مثل هذا الشاب ؟
لا يهم دعك مني و إلحق به للمقهى حيت يمكنك رؤيته و قد اتبع الصوت الذي ناده حين رأه يقبل الطاولات باحثا عن شيئ من الماضي .
لقد وجده بسرعة !
كانت فتاة التى لطالما كتب عنها قد وجدها امامه هل هذه أحد الصدف !
إنها ليست كذلك حتما !
فوجود تلك فتاة قصيرة بجانبها لم يكن وارد في قصة الماضي ، إن التغييرالاحداث يحدث هذه المرة على شكل شخص جديد لكن بمثل تلك لم يكن بالتغيير الكبير, بل كان أقصر من المتوقع .
اقترب انفانتتو من الطاولة و علامات حيرة تغلب على وجهه حين رأها و هي الان شابة يافعة جميلة تنظر ناحيته بنظرة تختلف عن تلك التى في الماضي .
إنها نظرة شوق ربما !
فهما قد نشأ في مكان واحد ، هل كان من الجيد القدوم هنا بتلك الهيئة الغير منظمة التى أنت عليها ايها الكاتب ؟
لم تكن أنت أيها القارئ أول من لاحظ ذلك ، بل الفتاة "ميلانو" التى أخذت تنظر له نظرة شاملة من اخمص اصابع مرورا بقميصه المتدلي جزء منه صعودا للحيته المتناثرة بعشوائية و ختاما بشعره الكثيف الغير مصفف الذي بدأ و كأنه لا يهتم به إلا نادرا . ، اضافة إلى ..... !
يكفي ايتها البنت النبيهة !
فبعض أولاد لا يهتمون بمظهرهم عادة حين تكون حياتهم خالية من البنات الجميلات ، و هذا ما ولد صعوبة في بدأ الحديث في حضور بنتان . إن الامر معقد بوجود واحدة ، فكيف يكون بوجود تلك التى لا تنفك وتنظر لخدوده اللتان اشعا حمرة لثواني قبل ان يقول
- روما .. هل انت ..؟
ترد الفتاة الاخرى ، روما بنفسها لم تجد جواب عن هذا سؤال السهل الغير مكتمل
- انها روما حقا ، لا اعرف كيف عرفت ذلك , لكنك في الغالب أحد أصدقائها A
- اصحاب A !
بصوت مشترك و بدهشة بانت على وجهيهما
- نعم يا سيد ، إن هاته الفتاة التى تراه الان لا تعرف أحدا غير أؤلئك الذين يبدؤون بحرف A , اتسائل اي واحد منهم أنت ؟ هل انت ارنيستو أم ار..
- انفانتينو ، إنه أنفانتينو كراباو ، لا اعرف الكثير من تفاصيل عنه الان ، لكنه كان كاتب بارعا في الماضي ، أعتقد انك قد اصبحت كاتب مشهور الان !
بابتسامة تسأله روما أمام أعين تلك التى تراقب عن كثب باحثة عن كلمة تدخلها للحوار الذكريات الذي نشأ بينهم
- في الحقيقة .. لازلت أحاول تطوير نفسي الأدبية أكثر ، أعتقد أنني سيصير لي إسم عن ما قريب ، ألا تعتقدين ذلك
- اتمنى ذلك بحق . لا اعرف اي صدفة جمعتنا هنا في الحقيقة ، هل أن اسألك انفانتينو ، هل أنت أيضا .....
تخطف ميلانو الحوار ببراعة من طرف السؤال باحثة لها مكان داخل حديثهم الذي يخلوا من إسمها الذي لا يبدا بحرف A !
- هل انت كاتب "انفانتينو " ؟ أسفة على قطع حديثكما ، لكن هذا ما أردت سؤال عنه
سادت حيرة وجه انفانانتو دون ان تشاركه روما ذلك . إنها تعرف أن هذه البنت قد تقول اي كلام لتبحث عن ماضي صديقتها الغامض
- نعم ، انا كاتب هاوي . لم انل شرف كتابة اي كتاب أو رواية بعد ، ربما ساكتب رواية تكونين أحد ابطالها يوما ما !
تضحك روما و هي ترى ابتسامة التى ظهرت على وجهها الصغير
- لا داعي لفعل ذلك "انفانتينو" ،لانها لن تقراها على كل حال ، لا اعتقد إنك قد تكملين كتاب يوما ما
تجيب بسرعة محاولة أن تكسر تلك الصورة التى تحاول أن تخلفها كلماتها الاخيرة
- أنت واهمة يا صاحبة العيون الخضراء ، فانا مؤخرا صرت مولعة بذلك الكاتب الذي يكتب في الجريدة ، أنه موهوب حقا ، أنا انتظر فصله الجديد بشوق ، قيل أنه سينزل بعد يومين
بدهشة مشتركة ايضا !
لكن لم تكن لنفس السبب هذه المرة ، بل كان دهشة روما لان صديقتها صارت تقرأ فعلا !
اما انفانتينو فكانت دهشة ممزوجة بفرحة لعثوره لاحد معجبين بكتاباته ! فهو لم يكن يتابع تعليقات التى تتخلف من فصوله الاسبوعية
- هل صرتي تقرئين حقا ايتها قصيرة ؟ لقد صار العالم في اسفل مثير للاهتمام حقا !
- أنه روائي رائع حقا ، القصة جميلة حقا باسلوبه ، حاولت نصحك بقرأها مرة لكنك .........
- لكنني كما تعرفنني ، كما يعرف أيضا "انفانتينو" ، لا احب قراءة الروايات ، إن اول رواية سأقرها هي تلك التى يوجد عليها اسم كاتبنا الرائع
مشيرة ناحية "انفانتينو" الذي بدأت السعادة تظهر و تختفي على وجهه و هو يمسح وجهه ببطئ وهو يسمع حديثهما !
إن كلهما معجبتان بالكتاب نفسه بإسمين مختلفين !
- على ذكر كاتبنا السيد " انفانتينو" ، انا اتسائل هل كل الذين يكتبون لا يولون اي اهتمام لمظهرهم الخارجي ؟ إم هذا يحدث معك فقط ؟ انا فقط أحاول ان أعرف إن كان كاتبي المفضل مثلك لاحضر نفسي لعدم إلقاء البال لمظهره عند لقاءه

مططئة راسها خجلا ، لم تكن تدري أن لقاءها قد تم و قد مارست هوايتها المعاتدة
ببراعة ! الأمر الذي دفع الجميع لضحك من كلماتها الاخيرة ، أنها ممتعة حقا !
أعتقد اني محظوظ بوجودها في فصول روايتي و ليس في روايتك يا انفانتينو !
ذلك الاخير نفض الضحك الذي كان سببه هو ، إنه يدري ان مظهره الخارجي ليس مهما ، فكل الاناقة يرمي بيها داخل فصوله !
- ستصادفينه يوما ، اذا كان موهوبا كما تقولين ، فيصدر رواية يوما ما ، سيكون .. سيكون سعيد باهتمامك به ، لا يهم طول تلك سعادة مادامت موجودة !
- روما ، هل كل أصدقاءك سيواصلون سخرية من طولي ؟
- ربما لن يفعل A الثاني ذلك !
- لا تستعملي كلماتي مجددا ، يجب احترام حقوق الفكرية أيتها الشقراء
تبتسم روما من كلماتها الجديدة التي باتت تستعملها منذ برهة ، منذ خمسة دقائق فقط ربما ! لتلتف لانفانتينو قائلة :
- انفانتينو ، يشرفني ان اقدم الصديقة الثامنة ، "ميلانو أراغونيس" ،انها A ايضا كما ترى !
على ذكر ذلك الحرف الذي تكرر كثيرا في لقاءهم هذا , هناك شخصان يحملان نفس حرف قد باتا قريبان من انضمام لهما ، هل ستطول عودتك ايها القارئ للغرفة ؟
ربما فانا لازل ابحث عن الحزء الثاني
، هل هو موجود حقا ؟
فربما قد فقد بعد تلك الفترة الطويلة !
لا يهم فالان ستواصل مرافقة ابطالنا
أتسمع ذلك الصوت الجميل القريب !
انه لتلك الفتاة التى تردد اغنية قديمة بسعادة لن اكتب كلماتها مجدد ، فكل قد حفظها ، او ربما ستجد كلمات اغنية في اخ
لن اكتب كلماتها مجدد ، فكل قد حفظها ، او ربما ستجد كلمات اغنية في اخر فصل للكاتب ، او ستجده في احد فصولي السابقة ايضا
ماذا .. الن تبحث عنها
، حسنا ساكتبه لك مجددا
"عندما أسمع صوت دمي العتيق
...........

- ألن تتوقفي عن ترديد هذه اغنية ؟ ، هل ساندم لاني قد سمعتك ذلك المقطع ؟
"أرنيستو " او كما تحب منادته "اورو" يمشي مع تلك الفتاة التى تتشابه مع اولاد في الحرف A أيضا !
انها صدفة أخرى وليدة ذلك الحي العجيب !
- هل كنت مضطرا لفعل ذلك ؟ لا أهتم للمزاج الذي كنت فيه حين فعلت ذلك ، فقط صار عندي اهم معجبان ! هذا يدفعني بتفكير بالامر بجدية أكثر في المستقبل !
يواصل مشيه ببطئ راغبا منها في التكلم عن المعجب الاول !
هل عرفته؟
أنه نفسه حتما الذي تفكر فيه ايها القارئ
- معجب ؟ أعرف أنك قد كنتي احسن من أدى أغنية داخل الحي ، لقد كان رائعا ، هل إنتبه له احد غيري ؟
تقف "اماندا" و على وجها حنية كبيرة ناظرة لهاتفها و هو يظهر الرسالة التى وصلتها هذا المساء . انها تحن لتلك ايام التى عاشتها مع "كاميدا" داخل الحي ! تلك النظرة لم تعجب "ارنيستو" , لكنه يطبع لامبالة مصطنعة ليسمع تحدثها وهي تقول :
- "كاميدا "، لقد اخبرني في تلك الليلة ، ليلة ميلادي أني أمتلك صوتا رائعا ، لقد قال بصوته الحزين أنه سيحضر لي أول حفلة إذا ما صرت مغنية مشهورة ، لذا أنا اتيت هنا لارى إن ....
يتوقف و قد بدت واضحة على وجهه القليل من تلك أحاسيس التى تخالج المعجب عندما يتحدث على غيره ! هل تعرف ما هي ؟ فأنا لم أعش هذا الشعور قبلا ! ليرد بشكل مستفز
- ذلك الاحمق ، لم أكن أدري أنه قد قال ذلك ، ربما سيقول عكس ذلك الان عندما يسمع مقطعك الاخير ، لم تعد موهوبته كما كانت صغيرة حقا
- سخيف حقا ، سينال اعجابه فهو عارف للاصوات الجميلة و ليس مثلك ايها المتعجرف
- أنا متعجرف ! . أنا لست متعجرف ، أنا متهور و أسدد كرات عشوائية امام المرمى فقط ! . تلك اصدق كلمة قالها ذلك الفتى الغامض في تلك الأمسية ، لم أكن احب غموضه حقا ، لذلك اتيت اخبره انني قد .. ..
- ستخبره أنك قد صرت متهورا أكثر من السابق ، سيرى الفيديو و يتأكد ان نبؤته صارت حقيقية !
يلتفت بسرعة و بغضب مصطنع ناحيتها . كان يعرف ذلك ، أنها كانت وراء ذلك الفيديو داخل السيارة
الفتيات لا ينسون الانتقام ، فقط يجيدون اختيار الوقت المناسب لفعل ذلك !
- إذن فأنت كنت وراء ذلك ! ؟
- هل يوجد شخص قد يفعل لك أمرا مستفزا كهذا دوني !
يتنهد و هو الذي كان يعتقد أنها قد تفهم أن ما يقوم به فقط لانه معجب بها لكن ..
- نذير شؤم لا يتغير ، أتعلمين ذلك ، انها نبوءتي الصادقة أيضا !
- لا اعتقد انك تملكها مثله ايها المتهور
بضحكة لم يشاهدها قبلا رغم عيشهم سوية لمدة طويلة ، إنها نوع مختلف عن الضحكات السابقة !
، تلك الضحكة أفقدتها تركزيها حيث مضت مبتعدة عن المكان الذي تقصد
لينبهها "ارنيستو" ساخرا و بصوت عالي
- المقهى هنا ، لقد وصلنا ايتها الحمقاء ، أم أنك تقصدين مكان اخر!
تتراجع خطوات قليلة بسرعتها التى كانت بطيئة تاركة المجال لارنيستو ليصفها مجددا بذلك الاسم !
لقد حفظته حقا " نذير الشؤم "
دخل نذير الشؤم و المتهور للمقهى باحثين بين طاولاتها عن شخص بموصفات "كاميدا "
وصف كاميدا ان وفر
الفتى صاحب الشعر الاصفر وعينان نعستان و خدود الممتلئتان إضافة لجسمه الممتلئ و طوله المعتدل و نظاراته الجادة التى لم تكن تفارقه
لكن !
لم يكن يوجد هناك شخص بتلك الموصفات
مما اشعرهما انه لم ياتي ربما ، و هذا ما دفعها للجلوس في طاولة منتظرين قليلا ، فهو كان يحترم مواعيده في السابق ،
لقد كانت المرة الأولى التى سيجلس معها في طاولة واحدة .
إنها فرصة لا تعوض له حتما للتحدث معها في ذلك الموضوع الذي سينهى تلك الخلافات الاستفازازية التى تطغي على علاقتهما !
جلس في مقعده منظرا اياها ان تاتي لتجلس معه , لكن انتظاره قد طال حقا !
اين ذهبت هذه الفتاة ؟
لم يلتفت "ارنيستو " باحثا عنها لكي لا تعتقد أنه يود أن يجتمعا لوحدها !
إن للمعجبين عادات غريبة حقا !
لذلك بقي يقلب هاتفه المتصل بالانترنت و هو يظهر امامه إعلان لتحميل تطبيق جديد اسمه ..............
- ارنيستو .. ارنيستو ، هل تسمعني يا هذا ؟
صوت ينادني !
انه ليس صوتها حتما !
بل كان ذكوريا يعرفه جيدا !
لقد كان .. هل يعقل أنه ... !
التفت بسرعة اتجاه الصوت ليرى ثلاث فتيات و معهم فتى يشير ناحيته مبتسما، لقد كانوا هم اصدقاء الماضي .
ماهذه الليلة التى ظهر فيه اولاد ذلك الحي من جديد ؟
إنها صدفة حتما ايها المتهور
فها هو قد قرر إنضمام لهم متنسيا ما كان يصبو لحدوثه منذ لحظات !
ربما ليست ليلة لفعل ذلك أمام هؤلاء الذين يعتقدون عكس ما يحسه !
اقترب منهم وجلس على مقعده و على وجهه ابتسامة ثابتة كان سيتقبل بيها أصدقاء الماضي .
لحظة !
هناك شخص جديد لم يكن هناك
كانت تلك الفتاة القصيرة أول من يراه , إنه يهتم بامور الضئيلة حقا !
- إنه من الصدفة أن ألتقى بعدد كبير من الحمقى في مكان واحد ، لا اعلم لما قد صدفت تلك الحمقاء اليوم ثم وجدت نفسي في طاولة واحدة معكم ، ربما كاميدا يود جمعنا جميعا ليخبرنا بإمر ما ، صحيح فهو قليل الكلام كما تعرفون كلكم بإسثناءها مشيرا بأعينه للفتاة للميلانو
إلتفت الجميع مستمعين لكلامته الترحيبية
هل هناك اشخاص لا يجيدون الكلمات الترحبية مثل ارنيستو !
لتلتفت صاحبة الإسثناء باحثة عن مدخل للتكلم
- " روما "، أستطيع تخمين انه قد يكون "ارنيستو" ، لا عجب في ذلك
- إنه هو حتما ، صرتي تعرفينهم دون ان يقولو أسماءهم
- في الحقيقة كنت اعتقد أنك المغرورة الوحيدة ، اعتقد أن هذا ارنيستو ينافسك في ذلك
- لست مغرورة يا ميلانو ، اترين ذلك حقيقيا
يقاطعهما " أرنيستو " قائلا
- لا أعرف من تكونين بعد , ربما تكونين أختها , حسنا لا يهم ذلك , فأختك فعلا مغرورة يا صغيرة
- لست صغيرة , بل أنت الطويل و المتحذلق
سينطلق صراع أطوال هناك في المقهى
لذلك من الأحسن لك أيها القارئ أن تعود للغرفة لأنني وجدت الجزء الثاني للقصة اخيرا
والان هل ستقعد معهم أم تعود للغرفة لأكمل سرد القصة لك ؟
صحيح أنك تستطيع سماع أحداث الجزء الثاني من الكاتب بنفسه و صوت الرخيم هناك , لكنه ليس مركزا معك و لا مهتم باهتمامك ، فكل ما يشغل تفكيره هو تلك الصدفة التى جمعتهم هناك !
و الان هل ستختار صوتي مجددا لسرد القصة ؟
رائع إختيار جيد مجددا !
أعدك أن صوتي سيكون مميز هذه المرة !

" لا يزال غامضا كما عاهدناه , صامتا لا يتحدث كثيرا , أو ربما لا يتحدث مطلقا
أنا محظوظ حقا لأني قد تحدثت معه لمدة طويلة بعيدا عن قناع الغموض الذي
يرتديه
كانت خمس دقائق !
او ربما أكثر بقليل ! لم يعد مهما الوقت هنا مادمك قد حظيت بفرصة لمجالسته
فلطالما إعتقدنا أن هذا الولد يعاني من الوحدة ، فهو قد عاش هنا في هذا المكان
وحيدا لمدة طويلة حتى أتينا نحن هنا و صارنا أسرة واحدة , أسرة واحدة نعيش و
نعرف كل شيئ عن بعضنا وحتى تلك التفاصيل الصغيرة كنا على دراية بها
كتلك المعاملة التى يعامل بيها "ارنيستو" صاحبة الصوت الجميل "اماندا " لا يمكن
تفسيرها سوى أنها ............
لا داعي لذكر تفسيري لتلك النظارات التى تمرقه بها و هو سعيد بفوز هذه الأمسية
كل سعيد من أجله لكن ليس مثلها بصدق
هل تعتقد انني قد ارتبطها يوما ؟
ربما من يدري ؟
في الحقيقة لست متحكما في ذلك ، فأنا مجرد ناقل للأحداث الحقيقة التى حدثت هنا
ربما سألتقيهم يوما ما و أعرف ما حدث بينهم و سأخبرك بقصتهم في جزء جديد !
أنا متشوق لأعرف ذلك أيضا !
أعتقد أنها ستكون أمنتي لهذه الليلة ، أنا لم أخبرك بعد , إن الليلة هي عيد ميلادي !
وهنا انا قد عرفت هدية "كاميدا" التى أعطاني أياها و قد كتب فيها ..........
- "أنفانتينو" ! هل تسمعني ؟ ألن تتضم لنا ؟
ذلك الصوت أعرفه جيدا !
أنه صوت ذلك المتهور يستدعني للإحتفال معهم بالفوز
أنهم لا يزالون غير مدركون خطورة هذا المكان ، ربما سأخبرهم الان
سأخبرهم أن ما يحدث داخل تلك الغرفة الموصدة ما هو إلا .........
- هيا انفانتينو ، هيا سنقيم حفلة داخل غرفتنا
كانت تلك الفتاة العبوسة أيضا تناديني ، تلك الفتاة التى عرفت في ما بعد أن إسمها "روما" , إسم رائع حقا !
"غرفتنا "!
ربما هي المكان الوحيد الذي لا يوجد بداخله كاميرات مراقبة ، فالرجل الذي نعتقد
أنه بارع في العزف يمتلك وجها اخر خفيا لا يحب لنا رؤيته لذلك يراقبنا من
غرفته تلك !
هل هي فرصة لأخبر الجميع بضرورة الهروب من هنا ؟
لم يتبقى الكثير لاطلاقه لذلك الوحش !
صحيح أنه يريد جعلنا نحن المميزين فقط , لكن ما يطمح له سيئا حقا !
أنا اعتقد ذلك
ترى ما يقولون حين أخبرهم ما رأيته ليلة ميلاد ذلك الولد الذي لا يبتسم إلا نادرا ؟
أنه مريب حقا ، لكنه الأن يرافقهم للغرفة ,هل من الجيد التحدث عن خطة الهروب في حضوره يا ترى !؟
مشيت للغرفة و كان أمامي ذلك الفتى يمضي هناك قبل أن يناديه الرجل المشرف
على الملجأ من الشرفة البعيدة ، أو كما صرنا نسميه " الحي الثالث عشر "
يقولون أنه شخص طيب و كل يحبه هنا باسثنائي أنا الذي رأيته كل شيئ
رأيت الحقيقة !
لا يهم ، لم تبقى سوى لحظات قليلة و يعرف حقيقتك يا "أنتوان" المبتسم !
دخلت الغرفة لأجدها شبه مظلمة و لا أحد هناك ، هل غيروا المكان دون أن يخبرني أحد ؟
أم إنهم مازالو يمارسون تلك العادة السخيفة عند أي ليلة ميلاد
إنهم لا يتغيرون حقا ! سيظلون أطفال مهما صاروا مميزين
ترى هل سنواصل هذه العادة في السنوات القادمة يا ترى ؟ أقصد عندما نصير
خارجا !
أتمنى ذلك
أتمنى أنكم تقرأون فصلي الأخير هذا و تتجمعون من جديد !
لا يهم المكان حتما !
فأنتم لاطالما كنتم تحبون لقاء ليلة الميلاد !
سهيل ، روما ، اماندا ، ارنيستو و تيتو. حتى أنت يا "كاميدا" صرت تحب ذلك
لا أعلم بحقيقة الفرد الأخر ، في الحقيقة لم أكن على وفاق معه ، ذلك الفتى الذي
أتى من خلفي ودفعني بقوة لأسقط على اريكة السوداء هناك !
هل يستقبل هذا الفتى عيد ميلادي بهذه الطريقة القاسية ؟ إنها أول مرة يفعل هذا
لقد كان أقوى فرد في المجموعة بطوله الفارع الغير متناسب مع سنه و بشرته
السمراء الحنطية وأنفه المدبب إضافة لإرتداءه المستمر لتلك القبعة السوداء التى
يخفي داخلها شعره .
باشرا قائلا بصوته الخشن البارد و وجهه الخالي من أي تعابير
- هل يمكنك إعتبارها هدية عيد ميلادك
- هدية عيد ميلاد ! ألا تعتقد أنك لم تختر اليوم المناسب لتعاركني فيه ؟
- هل يوجد ليلة أخرى غير هذه حتى أفعل هذا ؟ الجميع سيظهر لك الإستلطاف في ليلة ميلادك ، أنا .. احاول أن افعل عكس ذلك كما ترى !
مرعبة حقا نظارات ذلك الفتى التى تخترقني مرسلة إتجاهي كل تلك المشاع السيئة التى خبأها بداخله طوال هذه الأيام ، أو الأشهر !
الجميع هنا لم يكن يجالسه باسثناء الفتاة "روما"
ترى هل ...
- حسنا أقدر لك ذلك ، لكن لا أملك وقتا لأعارك شخصا حظوظي أمامه شبه منعدمة ، إذا فكرت في الامر ، تحدي شخص أخر سيكون ممتع لك بكثيرا !
- التحدي ؟ اه صحيح .. أنت تعتقد أني أكن لك الكراهية إذن
- ليس إعتقاد فحسب ، بت متأكد الأن
- حسنا ، أعتقد أن الجميع كانوا متأكدين من ذلك قبل عيد ميلادي ، لكن الان ، هم سعداء لأنني لا أبادلهم ذاك الشعور البغيض ، أتعرف لما ؟ لأنني لم أخفي عليهم ذلك السر الذي تخفيه أنت !
يبتسم ذلك الفتى مطرطقا أصابعه ليشير للبقية بالظهور !
كما توقعت تماما أنهم يختفون دقائق قبل وصول الساعة 00:00 ليظهروا حاملين معهم كعكة مزينة بثلاث عشر شمعة مكتوب عليها بخط جميل
" عيد ميلاد سعيد انفانتينو"
ثم ردودها بصوت مشترك !
بإستثناء ذلك الفتى الذي جلس على أريكة بجانبي قبل الجميع الذين كانوا سعداء بهذه المناسبة .
15 ماي 2001
تلك الليلة الأخيرة في ذلك المكان !
هذا ما كنت أفكر فيه محاولا نقل الخطة للجميع ليسبقني ذلك الفتى قائلا بصوته الذي صار فيه القليل من إبتهاج
- إنها ليلة الميلاد الأخيرة لنا هنا كما تعلمون ، لذلك سنستمع بها كما ينبغي ، لأننا بعد ساعة سنكون خارج هذا المكان حتما "
- "طبعا "
الجميع بصوت واحد متحمس !
و كأن الجميع يعرف بحقيقة ما يحدث ، هل كل هذا حدث بسببه ؟
إنه ذلك الفتى الذي أعتقدت أنه لا يكلم أحد
حقا أنا اهمل في بعض المرات التفاصيل البسيطة التي تقلب أحداث القصة ، فانا منذ دقائق كنت سأكون بطل المنقذ لأجد الجميع يعرف خطة الهروب من ذلك الفتى الذي كان إسمه مشابها لاسم الفتاة التى تنظر ناحيتي بسعادة " روما "
كان إسمه " أروما "
شخص أخر أرتدى إسمه حرف A
ذلك الفتى الذي قال لي بعد إن أخبرنا بالخطة الهروب التى وضعها , سأعترف أنها كانت أحسن من تلك التي وضعتها , أنا لست مميزا مثله حقا !
- الكراهية أمر معقد ، إذا أردت أن تكره أحد فماعليك سوى أن تجد سبب مناسب لفعل لذلك ، إن عدم توفر السبب سيجعلك تحبه يوما ما !
فعلا "أروما" لم يكن سيئا كما اعتقدت !
لقد أحبه السبعة قبلي وأنا ثامنهم ! "
إنتهى الجزء الثاني ووسأنطلق باحثا عن الجزء الثالث مجددا
هل سيطول بحثي الأن خصوصا أننا قد وصلت بنا القصة للجزء الأهم , الهروب
من ذلك المكان !
الكل يحاول الهروب لكن شخص واحد فقط يحاول العودة هناك لتلك الأيام بشغف كبير!
أو لنقل أن تلك اللعبة التي بصددها قد جعلت مهتم أكثر بتلك المجموعة ، أنه
الشرطي "ألونسو" الذي أنهى اللعبة قبل إنتهاء الوقت.
بارع هو حقا ! رغم أن اللعبة لم تكن معقدة ، فربط صور الاشخاص بأهتماماتهم
ليس صعبا , لكن إيجاد جواب لسؤاله كان ما شغل تفكيره !
"من روما ؟"
إنها حتما واحدة من هؤلاء ! فتاة ربما ! و هنا يوجد فقط أثنتان !
الإختيارات باتت محدودة جدا ، هل سيختار تلك الفتاة الشقراء أم صاحبة البشرة
السمراء ,
أذا توغلت داخل تفكير ذلك الشاب العاشق للبنات أصحاب البشرة السمراء ، فأنت
قد تجده يفكر بإختيار الفتاة التى على اليسار . أي "أماندا" , لذلك بدأ يحرك فأرة
لإختيارها قبل أن يعود بسرعة و يختار الفتاة الثانية ، أي "روما" ,
الاختيار الصحيح
قبل إنتهاء الوقت هناك فقط وبعد أختياره برز سؤال مكتوب يسأله لما أختار تلك
الشقراء ليطبع عبارته الشهيرة بكل ثقة متنسيا أن هذه لم تكن سوى فخ ! "
" إذا كان لابد أن تختار بين أمربن ، سيختارك الاول ، لذا اختر أنت الثاني"
طبعها بكل ثقة منتظرا أن يفى بوعده كما قال ، هل تنتظر أن يفى مجرم بوعده يا "ألونسو" ؟
إن مجرمي العالم الرقمي رغم أنه سيئون أحيانا , لكنهم يملكون مبادئ قد لا تجدها
عند رجال الشرطى في الكثير من المرات , و ذلك ما ظهر جليا عند ظهرت أمامه عبارة كتب عليها
" نجحت ! "
سأعود بعد دقيقتان !
دقيقتان كانت كافية لألونسو ليحتفل فرحا بإنجازه الذي قد يجعله ذو مكانه مرموقة
في ذلك المركز الساهر على تلك القضية دون غيرها !
أو ربما هي كافية كذلك لإتصال بأخيه معتقدا أنه قد كشف لعبته السخيفة ، لكن ما
حدث كان قبل مرور الدقيقتان !
لقد عاد للظهور قبل موعده , و هذه المرة بتسجيل مباشر حيث يظهر أمامه شاب
يرتدى ذلك القناع و بدلة سوداء رسمية ، كان ذلك هو اللباس المتعارف عليه عن
من يسمون أنفسهم بقراصنة أو الهاكرز باستثناء ذلك القناع البشع !
بدأ برفع أصابع يد الخمسة و أخذ يخفيهم واحد تلو الأخر وكأنه ينهى عدا تنازلي
ليبدأ التحدث بصوت مركب :
"مرحبا بي مجددا !
كما ترى لم تمر دقيقتان بعد لكنني اعتقد أني مستعجل قليلا، هل أعجبتك بدلتي
الجديدة ؟
إنها رائعة حقا ، سألتقى بها الماضي بعد دقائق ، لذلك ساترك لك حاسوبي فتش و
أبحث به بأريحية .
أنت الأن مرتاح لأنك وصلت لهدفك أخيرا و وفيت بوعدك
أنا أيضا سعيد حقا !
أتدرى لما أنا كذلك ؟
لأنه بعد دقائق قليلة سيعرف الجميع أن من يبحثون عن كشف الحقيقة هم فعلا من
يصنعونها ! لا تشغل بالك بهم فأنت شخص جيدا في وسط ذلك العالم الموحش
لذلك سأسرد لك قصة قرأتها مؤخرا ، لن أطيل عليك فأنا أعرف شغفك بدخول
عالمي المليئ بقضايا ستجعل الجميع يناديك بإسم العبقري مع أنك لم تفعل كثيرا في
سبيل ذلك ، هكذا هم الرجال الشرطة الان ، يتسلقون أعلى المناصب بمجهود
غيرهم ! في بداية كنت أعتقد أن الشرطة غبية , لكن الأن صرت أؤمن بذلك ,إنها
ليس كلماتي حتما ، فأنا لا أجيد قول مثل هذه الكلمات كما تعرف ، أنها عبارة من
القصة التى أردت إخبارك بها والتى قمت بقرصنتها اليوم , ستعرض مستقبلا على
شكل مسلسل يحكي عن مجموعة لصوص يسطون على دار صنع أموال وسط
ذهول الشرطة التى ضلت تشاهدهم و هم ينفذون خطتهم دون أي تدخل منهم ، هل
ترى كم هم مثيرون للشفقة حتي في قصص الخيالية ؟
أتمنى أني لم أحرق عليك أحداث المسلسل , لكنني مضطر مرة أخرة لسرقة
عبارة أخرى لإستعمالها لأختم بها لقاءنا الأخير هذا
'ايها الشرطى ، لقد كان من الشرف أن أسرقك ! "
ثم إنقطع البث فجأة تاركا "ألونسو" حائرا في كلماته الاخيرة تلك
من سرق من ؟
فألونسو الأن مقبل على دخول لحاسوب" Soucero"
ذلك الحاسوب الذي كان يقف بجانبه "سهيل" قبل أيقافه الكاميرا بسرعة وهو لا
يدري كيف تمكن من جمع تلك الكلمات التى قالها على مسامعنا مؤخرا , فهو لم
يكن يجيب تركيب الكلمات مثل أصدقاءه الأخرين ، ليس أمر متعلق بعدم إتقانه
اللغة الإسبانية بشكل جيد ، بل هذا يرجع لشخصيته الغير مبالية المحبة للرفاهية
و..........
أترى تلك البدلة السوداء التي يرتديها ، إنها نفسها التي كان يصور بيها منذ قليل ،
سيخرج بها للقاء الماضي كما قال سابقا !
لن تجد شخص يهمل تلك التفاصيل الصغيرة غير هذا الشاب الذي ترك حاسوبه و
إنطلق بسرعة بشغف كبير متوجها هناك عند الشخص الذي طالما أخبره أنه دون
فائدة ، أو هذا ما كانت تقوله نبوءة "كاميدا"
فكل تلك النبوءات التي أخبرهم بها صارت حقيقية , إلا هذا الشاب العربي إستطاع
بأفعاله السرية والخطورة أن يحطم أسطورة النبوءة التي يؤمن بيها الجميع هناك أو
ربما فعلا ما يقوم به ليس مفيدا حقا !
لا يعرف أحد الحقيقة , لذا تراه يسرع الخطوات للوصول هناك في أسرع وقت
و كشف حقيقته الخفية لأول مرة !
فرغم تلك النبوءة الغير محفزة ، لكن كان "سهيل" يثق به مثلما كان يثق في
"أنفانتينو "، لذلك فتح حساب Soucero ليطلعه على الإنجازات التى يفتخر بيها
والتى كان سببها هذا الحساب المثير للخوف !
وصل للمقهى و مثل ما فعل من سبقه ، ظل يبحث عن صاحب الشعر الأصفر لكن
ما وجده كان مختلفا !
إنه هناك !
ذلك الشخص الذي لا يغادر غرفته يجلس مع فتاتان وولد أخرق أخر يجلس
بصمت معهم , لا عجب أن يصفه بالأخرق فهو يعرفه جيدا
إنه نفسه الذي ظهر في الفيديو الذي حصل عليه هذا المساء ، أي صدفة جمعت
"أرنيستو" و "أنفانتينو" و أيضا ..
الفتاتان !
أعتقد "سهيل" أنه قد رأهما قبل ، كان مجرد إعتقاد فقط لأن حياته لم تكن تخلوا من
الفتيات الجميلات حيث كان يواعدهن كل ليلة ، ربما هن أحد أؤلئك البنات اللائي
أعجبن بلون عيونه العسلي و شعره أسود رطب مموج إضافة لبشرته الذكورية
القمحية و كذا إبتسامة التى يطبعها كلما رأى فتاة جميلة ، أنه بارع في التعامل مع
الفتيات !
إنها موهبة حقا تلك التى أمتلكها بسبب عدم اتقانه أي شيئ !
! فهاهو يمضي ناحية صديقه و هو ينظر بغزل للفتيات هناك في المقهى ، كان يود
أن يحظى بفرصة لجلوس مع تلك الشقراء الجميلة التى تقعد هناك وتنظر له خفية
منتظرة منه يأتي بجانبها , لكنه لم يفعل ذلك لأول مرة منذ زمن , بل أتبع الصوت
الذكوري الذي نادى عليه .
إتباع الصوت الذكوري ، أم نظرة الإعجاب الأنثوية !
ترى ما كنت سأختار لو كنت في مكانك يا "سهيل" ؟
من المؤكد أنني كنت ساختار........
- "سهيل " تعال إلى هنا ، لم أتوقع أن أراك أيضا هنا أيضا
"سهيل" وصل وجلس بجانب صديقه قائلا عبارته الشهيرة وهو يبتسم
"مرحبا بي "
- أنا الذي مندهش من وجودك هنا أيها الكاتب ، أنه من الجيد أن يخرج كاتبنا الرائع في جولة مع الجميلات ، أليس من الجيد أن تشاركني أنا في هذا بدل من هذا الاخرق !
مشيرا لارنيستو الذي كانت الدهشة تعتريه مثلما كان البنات ينظران له بدهشة وتمعن ، من هذا الغريب الذي يرحب بنفسه دائما !
- في الحقيقة لا أدرى لما هنا ! ولا اعلم لما أنت هنا أيضا أمامي
يصمت قليلا وهو يحك خده الأيسر ليواصل
- كما ترى أنهم الاولاد .........
يقاطعه قائلا :
- نعم ، لقد عرفتهم ، تلك الفتاة الشقراء "روما" ، وذلك الفتى "ارنيستو" ، اما تلك الفتاة المغرورة فهي "أماندا "الخرقاء ، لكن هناك امر غريب أيضا، هل نسيت أحدا ؟
تلتف "ميلانو" التى لم تسمع إسمها بإتجاه صديقتها ، فهذا الولد رغم أنه كان
يغازل البنات في طريقه , لكنه الأن لا يهتم لهن , خصوصا لميلانو التى إستغرب
وجودها الليلة مع أصدقاء الماضي !
- هل صرت أمر غريبا الأن. سائلة صديقتها روما
- ستعاتدين على هذا الوصف الجديد ، أليس أحسن من سابقه كثيرا ؟ " أمر الغريب"
نطقت أخيرا تلك الصغيرة
كان صوتها كفيل بفتح للحديث الأولاد عن ذكريات الماضي تحديدا تلك الليلة
الأخيرة التى فر فيها الجميع من هناك .
تلك الليلة التى يتذكرها الأولاد بنسبة قليلة ومتفاوتة ، فكل واحد منهم سيذكر الجزء
الذي يتذكره جيدا ، حاول أن تربط ما سيقولونه بالجزء الثالث الذي عثرت عليه
بسهولة هذه المرة !
الجميع صامت دون كلام ، تجمعهم هذا يذكرهم بتلك الأمسية الأخيرة حيث كانوا
هنا جميعا ، الليلة الغائبون هم تيتو ، اروما و كاميدا !
سيصل تيتو بعد لحظات هذا مؤكد
" أروما "!
ربما هل سيظهر كاميدا ؟
- هل سيظهر فرد أخر يا ترى ؟ لقد كنت وحيدة هنا قبل ساعة والأن أنا محاطة بأربعة اشخاص من الماضي ، لا أعلم إن كان اجتماعنا مقرر أم لا ، كل ما أعرفه الأن أني أعرفكم جميعا رغم أني مازالت أنسى الكثير من التفاصيل.
"روما" متسائلة و هي تطبق إبتسامة لم تدم طويل بعد أن رأت " ارنيستو "من
مقعده بشكل مخيف و على وجهه الكثير من الجدية كان قد أجاد طبعها قائلا :
- النسيان ؟ تجمعنا هنا ؟ كاميدا ؟ هل تعتقدون أن كل ما يحدث صدفة ؟ إن
مفهوم الصدفة الأن هو كل ما يكون مرتب حدوثه بدقة مع إهمال بعض التفاصيل ، غياب تلك التفاصيل يحعل الجميع يسمى ما حدث بالصدفة ، أليس العالم بحاجة لمن يفهم تلك التفاصيل و يدرسها ليكتشف ......
تقاطعه " أماندا" قائلة :
- ليكتشف العالم أن تقليدك لتيتو ليس متقن بما فيه الكفاية ، ألا تعتقد أن اللاعب المتهور لا يجيد التمثيل بتلك البراعة
يبتسم الجميع وهم ينظرون لارنيستو وهو يستعد لرد عليها بنفس الطريقة إستفاززية !
- أنت تعلمين أن رأيك ليس مهما لدي ، ربما ليس بمثل أهمية رأيي عندك ، أعتقد ان الجميع قد أعجبوا بتمثيلي ، أليس كذلك ؟
الجميع بصوت واحد بإسثناء "روما" و "ميلانو" ! –
" كان سيئا !"
شعر بخيبة أمل من هذا الإجماع النادر بينهم
، لقد تغلبت أماندا مجددا !
كان سيشعر بخيبة أمل جراء تلك السقطات المتكررة أمام نفس الأنثى ، لكن الصوت القادم من أسفل جعل السقطة الأخيرة أقل خيبة
أنه حقا لا يجيد التمثيل مثل ذلك الشخص !
لكن كان لميلانو رأي مختلف عنهم لتقول و هي تضحك
- لقد كان جيدا "أرنيستو" ، لم أتعرف بعد على من تحاول تقليده لكن بفضلك سأتعرف عليه قبل أن يرفع انفانتينو يديه ووينادي له !
يفكر لثواني ليرد عليها
- لا أعرف أن كان ما تقولونيه مدحا لي أم سخرية ، الأهم الان أني املك مواهب متعددة بعكس الاشخاص الذين يرتدون بدلات جميلة فقط لينالو أعجاب الفتيات
موجها أسهم كلماته لسهيل الذي كان مركزا على غير عادته ليرد بسرعة
- هل يجب أن اقول لك أنت جيد دوما ؟ ، لقد صنعنا جيل من الفشلة في كل المجالات بسبب مديحنا المبالغ !
إن روح "تيتو" قد سبقته لهنا ، فالجميع صار يقلد طريقته الناقدة في الكلام ، تلك العبارات كانت ستشعل مشاداة بين أولاد لولا تدخل "انفانتيتو " حيث قال محاولا تهدئتهم
- دعونا نتفق أن "أرنيستو" كان جيدا ، لكنه لا يضاهي أبدا قدرة العجيبة لاروما هل تذكرون تلك الليلة حين خلق الذعر في الدار حين أشعلنا النار ، أعرف انكم قد نسينا تفاصيل كثيرة لكن ....
لم يكد يكمل ذكره للتفاصيل التى كتبها في الجزء الثالث للفصل الأخي الذي هو بين يدي الان لتنطق روما بصوت عالي و مخيف ضاربة الطاولة بقوة
- الحريق ! أروما ! .... لقد حدث فعلا !؟
- ماذا تقولين يا روما.
"اماندا " متعجبة مذعورة بحالتها تلك لترد ميلانو التي كانت أقلهم ذعرا بسبب رأيتها لنفس الحالة سابقا
- إن .. إن "روما" حالتها أصعب ربما ، إنها لا تذكر شيئ ، ربما تتذكربعض الأمور أحيانا لكن .....
توقفها "روما" هذه المرة بلهجة أشد
- لقد ... لقد تذكر كل شيئ الان ! لقد هربنا في تلك الليلة ، ليلة ميلادك "انفانتينو" !
عاد الصمت لثواني ليسود مكسرا روح تيتو هناك ، الجميع الان سيسرد قصة الهروب بطريقته
أما أنا ساسرد لك الهروب بأسلوب "أنفانتينو" ، لم يعد هناك الكثير من الوقت لينطق ذلك الوحش
فالساعة الان تقترب من الثالثة صباحا !
الجزء الثالث "الهروب الفعلي "
"الجميع عرف الخطة الان ، كل بات يرى أن عالمه سيكون أفضل خارج الصور
الذي طوق علينا لمدة طويلة من أجل ولادة شخص جديد ومميز مقابل سرقة كل
ذكرياتهم !
صحيح أنهم قد ولدوا ثمانية أشخاص مميزين ، لكنهم قد سرقوا لهم شيئا ثمينا مقابل
ذلك !
نعم هذا ما رايته انا ثم رأه "أروما " ، ففي تلك الغرفة توضع كل ذكرياتنا ،
طفولتنا
أحلامنا السابقة
طموحتنا
كلها تركت هناك في الغرفة التى منعونا من دخول لها ، أنا ولد مطيع دوما لكن
فضولي لم يكن كذلك ، لذلك دخلتها و رأيت تلك القوالب الصغيرة الموضوعة هناك
و داخلها بطاقة ذاكرة مكتوب على كل واحدة أسم واحد منا
كان إسمي على واحدة منها ، لم أستطيع الحصول عليها لأنني لا أعرف ألية التى
يعمل بها هذه الألة ، ربما لو كان معي سهيل لكان أمر سهلا ، فكل واحد منا قد
دخل هذه الغرفة في ليلة ما و خرج منها بارعا متفوقا في أمرما ، سهيل صار
بارعا في الحواسيب الألات و الامور المتعلقة بها ، أما أنا فكما ترى ، كاتب هاوي
ساصبح شخصا خطيرا بعد قراءتهم لهذا الفصل ،
نعم , لقد كانا نحن العينة الخاصة بذلك المشروع الذي تقوم به الحكومة بسرية تامة
من اجل إبتكار ذلك الوحش ، أعرف أن ذلك الوحش يختبأ هناك في القالب الذي لا
إسم عليه .
لذلك قمنا في البداية أي بعد احتفالنا بعيد ميلادي بإضرام النار في الدار من أجل
خلق الفزع داخل نفوسهم أولئك الحراس و زعيمهم صاحب القناع البشع إضافة
للمكلف بمرافقتنا الذي أعرف إسمه لكن لن اقوله
أو اقوله لك ؟
لا يهم ساقوله في اللحظة المناسبة , فاروما الأن يصرخ بصوت عالي
"حريق ، حريق "
كان صوتا فزعا جدا و هو يبكي مدعيا الألم ليجعل الجميع يبتعد عن الغرفة التى
حصلنا على كلمة السر الخاصة بها بفضل براعة سهيل الذي أخترق هاتف ذلك
المكلف كانت كلمة سر التى نعرفها جميعا
إنها ...........
دعك من هذا و لتدخل معنا الغرفة حيث توجه الجميع باتجاه قالبه الخاص حيث
تختبأ داخلها كل ذكرياته !
حصولنا على ما في داخلها يتطلب إدخال كلمة السر
أكره تلك العقبة التى صارت تجتاح كل الأمور التكنولجية الان ، لم نرد الخروج
دون الحصول على ذكرياتنا لذلك فكرنا في نفس الامر أن كلمة السر ربما تكون
أسماءنا ، لذلك و بعد تردد كبير لأن الوقت لم يعد في صالحنا كتب كل واحد إسمه
أنا كتبت
ANFA.....
كلمة المرور خاطئة !
باقي فقط محاولتان !
محاولتان فقط و تختفي تلك الذكريات إلى الأبد ، تلك ألية التشفير التى برمجت بيه
هذه الألة العجيبة لم تبقى الكثير من الوقت ، فكاميدا كان بالخارج عند البوابة
السرية التى أنشأها "اروما "طوال الفترة الماضية بجانب الصور حين كان يقضي وقته هناك ،
لم أكن اتوقع أنه سيساعدنا يوما لكنني كما تعرف سيئا جدا في التوقع !
فقد توقعت مرة أخرى أن تكون كلمة السر هي رقم الذي أختاره كاميدا لكل واحد
منا في أول ليلة لذا كتبت
"Dos"
كلمة المرور خاطئة
باقي محاولة اخيرة و ستمحى كل ذكرياتنا إلا الأبد !
لم يكن أي أحد منا على إستعداد لتخلي عنها بسهولة ، فنحن طماعون حقا
نريد الموهبة
نريد التميز
نريد المال
نريد الذكريات
إننا في النهاية بشر نود الحصول على كل شيي !
تلك الرغبة دفعتنا لتركها هناك بخيبة كبيرة و ذهاب بسرعة للمكان المتفق عليه الحريق صار كبيرا الأن !
هل ستحترف ذكرياتنا ، هل سيحترق ذلك الوحش أيضا ، لم نرد للعالم أن يصادف
ذلك الوحش الذي صنعوه لهم ، إنه ليس وحش كما يتصوره خيالك الكبير ، بل هو
بسيط جدا سيدخل جيوب الجميع ليسلبهم ما سلب منا و يضع تلك .. ....
لم اجد لها تسمية مناسبة حقا
. فمن الصعب علي وصفها الان وأنا أسرع الخطى بشكل جنوني و أصدقائي
لنغادر هذا المكان ، كنا قد أتفقنا أن يلحق بنا "اروما" بعد أن نصل هناك لكنه تأخر
قليلا
بل تأخر كثيرا !
- لقد تاخر كثيرا "أروما" ، هل سنهرب من دونه ؟
صحت مرعوبا وأنا اترقب أن يظهر قبل أن ينفذ صبرنا ، فالهروب من دونه ليست فكرة جيدة ، بل فكرة تنرفز تلك الفتاة اي روما التي صاحت في وجهي بغضب قائلة
- لن نذهب من دونه ، نحن الان أسرة واحدة ، إن العالم الجميل في الخارج يحتاج لشخص مثله ، أليس كذلك كاميدا ؟
كان "كاميدا" الذي أمامنا مختلفا تماما ، رغبته في الخروج من هنا باتت كبيرة بعد أن قضى طفولته كلها هناك ، أنه بالمناسبة ............
- عائلة ! هل أنا املك عائلة ؟ أنا أحس ذلك الإحساس الأن ، ليس الوقت مناسب لوصفه لكنه حقيقي ، أنها اول مرة التى أحس ذلك ، هل .. هل سنلتقى حين نخرج من هنا ؟
- سنلتقى حتما ، أننا عائلة التى ولدت هنا !
ترد روما بإبتسامة و فعل مثلها الجميع ، كلنا كنا نحب ذلك الولد ، لم اتوقع أن
نحس أننا أسرة حقيقية في ذلك المكان ، أن أحاسيسنا لن تتخلى عنا بعكس ذكرياتنا
التى تركناها خلفنا
ربما تكون قد احترقت الان ، فالحريق صار شديد !
مرت لحظات و شاهدنا شخص يقترب منا ، ها قد وصل " أروما " اخيرا ، أنه
يسير ببطئ على غير عادته
ربما هو متعب فقط
لحظة !
لم يكن أروما
بل أنه المشرف على الميتم
أنه السيد "انتوان " الذي لم أرد قول إسمه قبل قليل
لقد وجدنا فعلا !
ماذا سنفعل الان ؟ كل خائف من نظاراته المرعبة تلك ،فهو يقترب مادا يده إلينا
قائلا
- هل تودون الهروب من الجنة التى خلقناها من أجلكم ، أنكم فعلا متمردون ، فأنتم بشر في النهاية تهربون من النعيم لتصارعوا الجحيم الذي بالخارج, ألم تخبرهم يا كاميدا أن العالم بالخارج متوحش كثيرا !
أغمض كاميدا عيونه ثم التفت إلينا و قال :
- العالم المتحوش ؟ إن العالم الذي يود صنعه أبي رائعا مقارنة بالذي في الخارج حقا ، لكنني .. سأكون اكثر سعادة معهم بالخارج ، أعد أبي بذلك
- أبوك لا يؤمن بالعهود ، أنه يؤمن فقط بنبوءتك الصادقة ، هل ستكذب نبوءتك و تخرج من هنا ؟ سأقول لك أمرا ، هروب الجميع لا يهم الاب بقدر هروبك أنت ! لأن الجميع سيعود للحصول علي ذكريايتهم يوما ما ، البشر يحنون للماضي أكثر مما يسعون للمستقبل ، أنه ما اخبرك به الأب ، هل تود أن تعيش بتلك الحنية طول حياتك ؟
سكت "كاميدا". الذي تغيرت ملامحه فجأة بعد سماعه لكلمات السيد " أنتوان"
أنا كنت أراه شخص سيئ , هل كان توقعي صحيحا هذه المرة
لكن غيري كان يؤمن أنه شخص جيد ، ما رأيك أنت فيه ؟
صمت "كاميدا" توقف فجأة حين أشار لنا بأصبعه لذهاب خارجا
- هيا بنا نخرج من هنا
- لن أجبركم على العدول عن قراركم ،حتى أنت يا "كاميدا" ؟ يبدو ان الأب وأنا لسنا محظوظين في أولاد حقا
لم نلقى بالا لكلماته تلك و نحن نمضي بالخروج , صار الجميع خارجا وكنت أنا و كاميدا اخر شخصان ليدفعني بقوة للخروج من هنا ثم اقفل الباب بسرعة وعاد نحو السيد "انتوان "
لم أعرف ما حدث بعدها سوى أننا صرنا خارجا الان
أما كاميدا و أروما مازالو بالداخل .
الكل صار حزينا لذلك ، فالأسرة قد فقدت فردان الان ولا ندرى ما حدث بالداخل ،
حتى أنا لا أدرى ماذا حدث هناك
، أنا الكاتب "انفانتينو كاراباو "
الوحيد الذي يعرف ذلك هو أنتوان
هل تقرأ هذا يا سيد أنتوان ! من فضلك أخبرنا ما حدث في داخل هل تسمعني ؟
أنا أسمع ذلك الصوت الذي كسر جمود ذلك المكان
أنه صوت عيار النار
هل .. هل اطلق عليه النار
لقد............ لقد مات كاميدا ! "
إذن فالوحيد العارف للحقيقة هو "أنتوان" كما يزعم ، إنه شخص مريب حتما
فرغبته بجمع الأولاد الذين هربوا في تلك الليلة تجعلنا نشك أن يعرف أمرا ما وقد
حان وقت إخبارنا به !
بالمناسبة لقد أكملت ملخص الفصل الأخير في جزءه الثالث ، لا يوجد أوراق
أخرى بإسثناء تلك الورقة الأخيرة المكتوب عليها بخط كبير
"النبوءة الصحيحة في الصندوق الأسود أسفل البيت الأبيض "
!البيت الأبيض
! الصندوق الأسود
! النبوءة الصحيحة
كلها كلمات دون معنى و لن نعرف ما يُقصد بها ، هل نتوجه عند الكاتب لنسأله عن ذلك ؟
لكنها مكتوبة بخط يختلف تماما عن خط الكاتب الذي رافقني منذ قرأتي للمخلص
صرت أميز خطوط ببراعة الأن !
لا أعلم لما يقولون عني أني لست دقيق الملاحظة ؟
فأنا الان.........
دعك مني و أنطلق بسرعة وقودها الفضول ناحية البناية حيث مقر منظمة "أنتوان"
لقد كُشف كل شيي لكن هناك أشياء تبقى متعلقة بسريتها لمدة أطول
كإسم تلك المنظمة مثلا !
شخص واحد فقط يعرفه
إنه ذلك العجوز القاعد على كرسيه الدوار و بجانبه "سيرجيو" ، الشخص الذي صار الذراع الأيمن له بعد قتل "توني" الذي كان يعرف الكثير من التفاصيل عن الحادثة القديمة و ماضي "أنتوان" داخل الحي الثالث عشر
- أذن فتوني كان يعرف الكثير من التفاصيل ، حسنا لا أدرى لما لم بخيرنا بها أحدكم ، لكن القضية صار معقدة فعلا ، هل تعتقد أننا قد ننجح في الحصول على أي معلومات من الشرطة بعد الأن ؟
"سيرجيو" متسائلا بعد إجتمع بزعيم المنظمة لوحدهما في تلك الغرفة البعيدة نوعما عن مكان تجمع الأخرين حول الجثة .
- إن الشرطة قد لا تعرف شيئا عن هذا الأن ، ربما سخبرنهم أن يخفو وفاة العجوز الروسي ، سيكونون سعداء بالتخلص منه الأن
- إذن فهذا الروسي كان على علاقة بهم ؟
يصمت "أنتوان" مغمضا عيناه البنيتان لتذكر ذلك الإجتماع الذي سمع فيه كل شيئ ، في تلك اللحظة عرف "أنتوان" المخطط الذي يسعى له الأب الكبير أي الزعيم و ذلك الروسي
- ذلك الروسي لم يكن على علاقة بهم ، بل كان أحد مبتكري فكرة ذلك الوحش كان دائم التردد على الحي ليرى ذلك الشيئ في الغرفة السرية ، في الحقيقة كانت سرية لكن ...
يقاطعه "سيرجيو" الذي كان يفكر بصوت عالي
- لكن الاولاد تمكنوا من الدخول و رؤية الوحش ! لقد بدأت أعجب بهم حقا ! لكن هل حدث هذا صدفة أم .......
- لا مجال للصدفة في هذا العالم " ، كل ما حدث مرتب بعناية ، فالحقيقة بعد أن عرفت أن ما يحاولون القيام به سيئ جدا حاولت إيجاد حل لكنني لا أستطيع فعل ذلك ، فأنا واحد منهم ، لن يترددوا في قتلي أن غدرت بهم ، كما أننا كنا مراقبين أكثر من أولاد ، الزعيم كان يقول ذلك ، المميزون لا يهربون من الجنة . لذلك ... لذلك فكرت في أن أجعل أحد أولاد يكتشف الغرفة و يعرفوا المخطط الشرير الذي كنا بصدده . كانت نتيچة أسرع مما توقعت ، فأولاد قد هربوا فعلا دون حصولهم على ذكرياتهم التي بقيت هناك في ليلة الحريق ، لقد كانوا مستعدين للعيش بدونها ، بإسثناء ذاك الولد الذي جعل الجميع يهرب وعاد للحصول عليها لكن ما حدث أنه........
لم يكد يكمل كلامه ليقاطعه صوت قادم بقوة ناحية الغرفة !
- سيدي ،سيدي ، هناك أمر غريب
كان صوت "لوبيز"
- لقد وجدنا شفرة غريبة في هاتف "توني " ، لم نجد لها تفسير لكنها في غالب تحمل معنى ، هل لك أن تأتي لتراها ؟
ينظر "أنتوان " ناحية "سيرجيو" و كلاهما يدرك أن ما تركه "توني" ما هو إلا رسالة أحتضار كان قد كتبها بسرية شديدة .
توجه الجميع عائدين للغرفة التى فيها الجثة ليقاطع "سيرجيو" متسائلا السؤال يشغل بال الجميع الأن
حتى أنا اود أن اعرف جواب له !
- سيدي ، هل حقا "كاميدا" مات ؟
تذكرت ، أنه الوحيد الذي يعلم الإجابة ، لكنه لم يخبر أحد بها بعد !
إن تغير ملامحه المفاجئ بعد سماعه هذا السؤال جعل "سيرجيو" يتوقع أن يجيبه
أجابة التي يتمناها الجميع
أن يخبرنا أن كاميدا...................
- كاميدا ! إن ما يثبت أن الشخص قد مات فعلا هو وجود قبره ، أعتقد ... أعتقد أن "توني" سيجيب عن ذلك أحسن مني !
كيف ستجيب جثة هادمة يا ترى ؟
أن "أنتوان " الذي صار لا يؤمن بالنبوءات يعتقد أن الجثة قد تتكلم و تجيب عن
سؤالنا
ربما قد يحدث هذا !
فكثير من الجثث تحمل في طياتها أجابات عن أسئلة البشر الفضولية !
دخل "أنتوان" الغرفة ليناوله "تاييخو" هاتف توني بسرعة حيث كان يظهر الرسالة التى كتبتها "توني" سابقا و أظهرها ثواني قبل أن يموت جزاء تلك رصاصة كان قد كتب فيها

شفرة معقدة حقا تلك التى تركها "توني " !
ربما لا أحد يعرف ما تعنيه تلك الأرقام إلا ذلك الشاب الأشقر الذي كان يمسك
الهاتف وهو يفكر في نوع الشفرة التى صنعها ذلك الفتى .
إن "توني " شخص حذر جدا ، لقد وجده "سيرجيو" هنا حين أتى به "أنتوان بعد
إن كان مرشحا لإنضمام للمركز الشرطى كضابط هناك ، لكن عدم إقتناعه بما
يقومون به و عدم كفاءتهم جعله يقبل العرض الذي تلقاه من " أنتوان" الذي كانت
القضية الأولى في منظمته هذه التي يصادفها الأن.
إنها قضية جد معقدة كتلك الشفرة التى عجز الجميع عن فهمها مما دفع "لوببز"
لسؤال " أنتوان " بنبرة إستسلامية
- سيدي أن تلك الشفرة معقدة حقا ؟ هل لديك أي تفسير لها ؟ أننا نعرف أن " توني" شخصا بارعا في خلق الشفرات لذلك قد نجد صعوبة في تفسيرها , ثم لا أعلم .. لا أعلم كيف قاموا بفتح الخزانة و سرقة ما فيها , لقد ضاع كل شيي عن القضية
- ثم إن " توني" لم يكن شخصا سهلا ، الشخص الذي تفوق عليه ربما يكون أقوى بكثير ، هل نحن مستهدفون يا سيدي ؟
" روبيرتو" متسائل هو الأخر , يبدو أن مقتل أحد زملاءهم قد جعل الخوف يدخل في قلوبهم , هذا ما أخبرهم به " أنتوان " في أول يوم أنضموا للمنظمة
" إن الخوف من الموت هنا يقتلك أسرع من الموت "
فهاهو قد رأي الخوف لأول مرة قد دب في نفوسهم بإسثناء شخصان ,
" رافييل" العضو الصامت الذي لا يتحدث كثيرا
و " سيرجيو" الشاب الذي أخذ ينقر على هاتفه بسرعة, ربما يبحث عن أمر ما في
الأنترنت ,
أو ربما قد وجد حلا لتلك الشفرة !
لا أحد سيحيبهما , ليجيبه "أنتوان " و هو يمشي معطيا ظهره لهم مقتربا من الشرفة
- أننا .. نحن لست مستهدفين ، لكن ما يخبأه "توني" سيكون خطيرا لو وقع بين أيديهم ، لذلك قد خبأها توني في مكان ما لكي نجدها قبلهم ، لم يعد الوقت في صالحنا يجب أن نجد .........
يوقفه "سيرجيو" قائلا بوثوق بعد أن أغلق هاتف " توني" و وضعه في جيبه
- سنجد السر الذي خبأه "توني" في منزل كاميدا ، أن هذا ما تخبرنا به هذه الشفرة يا سيدي يجب أن نسرع إلى هناك ، أن ... أن توني يخبأها هناك حتما
لكن كيف فهم "سيرجيو" تلك الشفرة بسهولة ، هل هي سهلة حقا ؟
لم يسأله "أنتوان" عن ذلك أيضا، ربما لثقته الكبيرة في قدرته على فهم الشفرات
خصوصا تلك المتعلقة بالهواتف. كل ما فهمه الأن إن المعنى الحقيقي لهذه الشفرة
هو "كاميدا" !
- هيا بنا نذهب إلى هنا ، "سيرجيو" "تايخو" " روبيرتو " هيا لنذهب هناك
أسرع الجميع ماضين نحو المنزل الجبلي قبل أن يوقفهم صوت ذلك الصامت
إنه "رافييل" حين قال بصوت عالي و هو يمسك هاتفه و ينظر بدهشة و إستغراب
لم يخفيا على وجهه الخالي من التعابير
- سيدي ، سيدي لقد ..... ؟
- ماذا هناك يا "رافييل" ، هل حدث خطب ما ؟ إستدار " أنتوان" متسائلا
- في الحقيقة ... لا شيي تحديدا .. سأنتظر عودتكم هنا
. يتحدث بتردد شديد و كأنه قد رأى أمرما في هاتفه
- حسنا ، هيا بنا !
إنطلق الجميع تاركين "رافييل" وحيدا هناك يشاهد ذلك الفيديو الذي تم نشره منذ دقيقة من حساب شخص في مركز الشرطة كان إسمه "ALonso14"
هل عرفت حساب من ؟
أنه حساب الشرطى "ألونسو "
ترى ماذا نشر يا ترى ؟ هل وجد دليلا أو صورة للقرصان الذي يسعى خلفه
فهو يبحث و يتصفح حاسوب " سهيل" بلهفة منذ أربع دقائق باحثا عن أي دليل أو
صورة له هناك .
إن الكثير منا صار يحتفظ بالصور في حواسيبهم لذلك فإيجاد صورة أمر ممكن
حقا و ربما يكون قد عثر على أمر ما و نشره بسرعة
حسنا لنعرف المزيد من التفاصيل دعونا ندخل مركز الشرطة الذي كانوا منذ دقيقة
فقط ينتظرون نتائج التى تؤل له نتيجة بحث "ألونسو" داخل الغرفة ، لتجد ذلك
الشرطى يصرخ بصوت عالى داخل غرفة الإجتماع
- سيدي " يوناي" , لقد نشر الفيديو الأن
كما كان متوقعا , إنه يفي بوعوده حتى لو كنا أكثر حيطة , أصيب " يوناي " بالأحباط لأنه لم ينجح مرة أخرى في أيقافه , عناصر الشرطة طالما كانت أخر من يعلم و أول من يتحسر !
- لكن يا سيدي , هل هذا معقول ؟
- ماذا هناك ؟ هل كتب تحية شكرا لنا , أنهم مستفزون دوما , أتمنى أن أراه يوما ذلك الأحمق
- سيدي , لقد ..... لقد رأينه جميعا ! إنه ... أنظر هنا
يقترب " يوناي " من حاسوبه ليرى ما لم يتوقعه , أن الفيديو الذي تم نشره الأن
كان من حساب الضابط " ألونسو" !
هل يعقل أن يكون هو ؟
- إذن "الونسو " هو القرصان soucero , كنت أتمنى أن لا تكون لكن ما حدث قد جعلني أتاكد أن شكوكي كانت صحيحة , هيا بنا للمكتبه
إنطلقوا بسرعة بإتجاه المكتب و علامة التفاؤل خلفت تلك الحسرة التى كانت على
وجه " يوناي " , لا يهمهم إن المطلوب فردا منهم , الأهم أنهم قد وجودهم .
هذا ما كانوا يعتقدونه , فهم لا يدرون أن " سهيل" قد قام برفع الفيديو من حساب
"الونسو" و هو لا يعرف شيئا عن ذلك !
وقف الجميع أمام باب المكتب ليفتحه الباب " يوناي " موجها مسدسه ناحيته بعد أن
فتح الباب بسرعة قائلا :
- سلم نفسك يا " ألون....."
- سيدي لا يوجد أحد هنا
بتحسر شديد الذي عاد لمكانه الطبيعي
- لقد هرب إذا , هيا بنا نبحث عنه
- حاضر يا سيدي !
إنطلقوا باحثين عن هدفهم الخاطئ , دعهم يبحثون ولنذهب لمكان لم تزره بعد
أو ربما تكون قد سمعته عنده كثيرا من أبطالنا لكن لم يسبق لك أن رأيته
إنها تلك الغرفة السرية في الحي الثالث عشر , المكان الذي دخل فيه الزعيم الذي
يرتدى ذلك القناع مع مرافقه " ميدران " الذي لم يسبق له أن راه هذه الغرفة
أترى تلك الحواسيب الكثيرة التى هناك , إنها جاهزة الأن لتخزين ذكريات كل
البشر بداخلها بعد إطلاق ذلك الوحش
ليس وحش كما يصفه الجميع دوما , بل إنه
Oblivio Now
صارت جاهزة الأن
ستنتطلق بعد خمسة دقائق فقط !
إنها اللحظة التى لطالما إنتظرها الأب
- سيدي ، ماهذه الحواسيب كلها .. هل كله هذه من أجل ذلك الشيئ
يلتفت الأب بإبتسامة لن تستطيع رؤيتها تحت قناعه قائلا
- ذكريات البشر ,كلها ستوضع هنا , إن ذلك التطبيق صار جاهزا , إبتداءا من صباح الغد سيبدأ الجميع بوضع ما نوده داخله , كل شيئ سيضعونه , إهتمامتهم , ذكرياتهم , كلها بعد مدة ستصبح ملكي فقط , ثم هناك يمكن لذلك الوحش أن يستيقظ
يقف " ميدران" مندهشا مما يقوله الأب , كيف يمكن لتطبيق في الهواتف أن يجعل
الجميع يضعون ذكرياتهم ,إن هذا الأب شخص مجنون حقا !
ذلك المجنون عرف أن ما يقوله غير منطقي و أن " ميدران " لم يستوعب بعد لما
يود القيام بهذا
حتى نحن لم نعلم بعد ماذا يود فعله هذا الرجل الذي لم ينزع ذلك القناع منذ زمن
طويل قبل هذه اللحظة التى وقف فيها بجانب العلبة رافعا أياها عاليا قائلا بصوت
عالي كاسر جمود تلك الغرفة التى كانت تعمل طوال تلك السنوات في هدوء لصنع
ذلك الوحش !
" الذاكرة الموحدة " !
الوحش هو ذاكرة موحدة تحمل مبادئ و مفاهيم و قيم قد قام بصنعها سيزرعها في
عقول جميع الناس بفضل ذلك التطبيق الذي بدأ بإنتشار بين كل مستخدمي الهواتف
الأن
تتعالى ضحكته بعد فتحته للعلبة و وضعه لبطاقة الذاكرة داخل الحاسوب ثم ضغطه
على زر الأحمرفي جهاز الحاسوب المقابل له !
Oblivio Now إنطلقت الأن !
تعال صوت هاتف معلنا عن وصول إشعار جديد
" حمل التطبيق الأن , إنه مجاني"
عاد الزعيم بإتجاههو في طريقه بدأ بنزع القناع لأول مرة و بصوت فيه الكثير من فرح قال
- الأن أستطيع أن أرى العالم بدونه , لقد تركت هذا العالم يعاني من الأختلاف , أي إختلاف صار يؤذي هؤلاء البشر ، إختلاف الدين , إختلاف الأفكار , إختلاف العرقي , حتي إختلاف البشرات و الألوان صار يؤذيهم , متى يفهم البشر أن تلك الإختلافات التى وضعت بداخلها وضعت لتميزنا و ليس لتجعلنا نتصارع فيما بيننا .
يصمت قليلا قبل أن يتابع :
- حروب كثيرة قادها البشر بسبب إختلافهم على أمر ما , إن هذا العالم السخيف لن يستوعب تلك الفكرة الجوهرية لذلك صنعنا له هذا الشيي
يواصل بصوت خافت أقل مما كان عليه
- "الذاكرة الموحدة" , الذاكرة التى صنعتها أنا و أخي تحمل في داخلها أفكار و معتقدات نحن فقط , نحن فقط من سنوحد هذا العالم بعد أن نمسح كل ذكرياتهم و معتقداتهم السخيفة , إبتداءا من الغد سيمنحني العالم ذكرياتهم لأدفنها داخل هذه الحواسيب و يحصلون على تلك الذاكرة الجميلة التى ستجعلهم متفوقين حين ينسون تلك الخلفات السخيفة التى صنعوها بأنفسهم , يا له من شعور الأن , أخي , أنا لست سيئا , أنا فقط أحاول أن أصنع عالما فاضلا أنا فقط من يحكم في أفكاره , أخي هل ...... هل أنا شخص سيئ , ربما لست أسوء من أولئك الذين حطموا عالمنا الجميل بإسم السلام
ثم صاح بصوت عالي وقف " ميدران " حائرا و هو يرى الأب بصورة لم يراها
من قبل
" أمي , أبي , أتمنى أنكم تقضيان وقت رائع في الجحيم "
تلك الحيرة التى أعتلت "ميدران" توقف بعد سماعه لرنين هاتفه , كان المتصل هو " أروما" , يتناول هاتفه للتحدث باحثا عن مهربا من هذا الوحش الذي يقاربه ليقوله له " اروما" دون مقدمات
- "ميدران" , أن البيت يحترق الأن , هل الأب سعيد بهذا
- الأب أعتقد أن أسعد شخص الليلة , حسنا إن الأب يخبرك أن ........
- أخبره أنت الأن , قل له أن أبنك قد تذكر كل شيئ الأن , أنا أشكر ذلك الحريق , لقد كان مشابها لتلك ....
لم يكمل " ميدران" مكالمته ليمسك الاب الهاتف منهيا المكالمة قائلا بصوته الفرح
- لقد تذكر كل شيئ , هذا جيد حقا , إن أؤلئك السبعة يتحدونني إذن , لابأس إذن , سيأتون يوما ما للحصول على ذكرياتهم , إنها هناك
مشيرا للعبوات السبعة الموضوعة في أحد أركان الغرفة و مطوقة داخل صندوق زجاجي ليتقدم ناحيتها فاتحا أياها بعد أن وضع كلمة السر
كانت كلمة السر هي

نفس كلمة السر التى كتبها "توني" على هاتفه
ترى ما سر هذه الشفرة
يرى " ميدران " أمامه 7 بطاقات ذاكرة وضعت هناك وعلى كل منها إسم
معين
"روما"
"أنفانتينو"
" أماندا"
" ارنيستو"
"تيتو"
" أروما "
" سهيل "
ترى بأي ذكريات سيبدأ " ميدران " ؟ كان يود معرفة ذكريات " أروما" الفتى الذي نشأ هنا , لكن الإختيار لم يكن بيده , بل كان مبرمجا ليختار عشوائيا لذلك أختار له ذكريات تلك الفتاة أولا
يختار " روما" !
أدخل كلمة السر
كلمة السر هي : ..............
كلمة السر صحيحة !
إنها فرصة لنا نحن لنعرف ماضي أولئك الأولاد الذين إجتمعوا أخير بعد وصول " تيتو" و دخوله مع ذلك الشخص للمقهى و رأيتها للجميع هنا , أنها ليست صدفة حتما , لكن الأهم هو أنهم قد أجتمعوا أخيرا حين أتى ذلك العجوز الذي كان يرافق "تيتو" و قدمه لهم دون أن ينادي له " انفانتينو" هذه المرة ويقول بصوت مرتفع بعد أن صارت المقهى فارغة لا يوجد أحد فيها سواهم
- أنا سعيد بتجمع أولاد الحي الثالث عشر في مقهى " مورس" من جديد
" أولاد الحي الثالث عشر من جديد "
يبدو عنوان جيدا للفصل القادم
أليس كذلك !



-


ظل فتى غير متواجد حالياً