عرض مشاركة واحدة
قديم 26-05-19, 03:44 PM   #35

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنكبي ثم قال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".

"ضيف أنت على هذه الحياة
أيها العبد
قد تطول ضيافتك بها
و قد تقصر
فاغتنم كل لحظة منها
لعلك تنجو
من عذاب جهنم
و من قبله عذاب القبر"



"أيامنا دائما في تغير و أحوال الناس كذلك، فتارة تكون أيامنا كحديقة ملونة غناء مليئة بشتى أنواع الورود المختلفة الألوان و الروائح، تصطف العصافير فوق أغصان شجرها لتشدو أجمل الألحان، فتتراقص عليها الورود و أوراق الشجر و النباتات الخضراء...و تارة تكون أيامنا كسفينة تبحر بهدوء في عمق المحيط، لتهب فجأة عاصفة قوية فيحاول الربان السيطرة على سفينته بعد تمزق الشراع...و يهتف لسان كل مسافر بالدعاء: يتمنون النجاة من الموت الوشيك، و يستغفرون الله على الذنوب التي قاموا بها في السابق...تنجو السفينة بأعجوبة، و يصل المسافرون إلى ديارهم...فمنهم من يتعظ من هذه التجربة التي كان فيها قريبا من الموت، و بعضهم يعود إلى لهوه و مرحه دون اكتراث...
رسالتي إلى كل شخص يمرح و يلعب، و يظن أن الحياة أمامه لا زالت طويلة، لكنه مخطئ تماما: فحياتنا قصيرة جدا، و ما لسنا سوى عابري سبيل بين دروبها...استغل ما تبقى من عمرك، و كن قريبا من خالقك، و اترك أثرا في دنياك تجازى عنه في آخرتك"...
كلماتها الرقيقة اقتحمت قلبه كسهم أطلقه رامٍ محترف ليصيب عدوه...ربما لأن كلماتها مختلفة عما يتداوله الجميع في هذه الأيام: كلمات نابعة من قلم كتب بأمر من القلب و دعم و تأييد من العقل...ضغط الزر الخاص بإضافة تعليق ليكتب: "كلمات موزونة و معبرة تتسلل إلى أعماق الروح بسرعة كبيرة....سلمت أناملك و دام الإبداع عنوانك".
بعد دقائق قليلة ردت صاحبة المنشور على تعليقه بكلمة شكر يليها وجهان تزينهما الحمرة...أغلق هاتفه ليضعه على المنضدة، و غمغم بأذكار النوم قبل أن يسبل أهدابه و يغط في نوم عميق...
**********************************
بعد أيام:
استيقظت إيمان باكرا، أخذت حماما منعشا و ارتدت جلبابا خفيفا ثم خرجت من المنزل متوجهة إلى الكلية. وصلت لتجد صديقتها واقفة أمام المدرج. ظلتا تراجعان المحاضرات مراجعة أخيرة إلى أن جاء زميلهما حسام...اقترب منهما و هو يقول بنبرته المرحة مادا يده ليصافح إيمان: -"مرحبا يا فتيات، كيف حالكما؟"
ردت عليه إيمان بنبرة مغتاظه: -"هل أنت مسلم؟"
أجابها باستغراب: -"بالتأكيد".
تابعت كلامها قائلة: -"إن كنت مسلما فتحية المسلمين السلام عليكم، و ليس مرحبا...كما أنك بنطقك السلام ستكسب حسنات تتقل كفة ميزانك....و ثانيا، أنا لم أعد أصافح الرجال".
صدم حسام مما قالته، فالتفت إلى عبير متسائلا بدهشة: -"أ هذه صديقتك إيمان حقا؟ أم قمتم باستبدالها بفتاة أخرى؟ منذ متى و هي لا تصافح الرجال؟ لم يمر سوى أيام قليلة على آخر اجتماع لنا، و كانت تلقي التحية باللغة التركية كما تحب".
ردت عليه إيمان بجفاء: -"التغيير وارد".
دلفوا إلى المدرج منهيين الحوار، و اتخذوا أماكنهم منتظرين وصول الأساتذة المعينين لحراستهم و توزيعهم لأوراق الامتحانات...
خرجت إيمان من المدرج تكاد أن تقفز من شدة الفرح، لقد كان الامتحان سهلا للغاية حتى أنها أنجزته في نصف الوقت... كما أنها وُفِقت في اجتياز جميع الاختبارات التي مرت بها هذا اليوم....
عادت إلى المنزل لتجد جدتها تساعد أمها في تحضير الأكلات الرمضانية التقليدية، انضمت إليهما بعد أن غيرت ملابسها بأخرى بيتية...كن كنحلات نشيطات داخل المطبخ، يحضرن ما لذ و طاب لاجتماع أفراد العائلة على مائدة الإفطار هذا اليوم...انتهين قبيل أذان المغرب مع وصول الجميع إلى بيتهم،استقبلوهم بحرارة و جلسوا حول الطاولة التي ضمت أشهى المأكولات...لم يخلو إفطارهم من المرح و المزاح...بعد انتهائهم توجه الرجال إلى المسجد ليصلون العشاء و التراويح، أما النساء فصلين في المنزل بعد أن نظفوا المائدة و الأواني...التف الجميع في الصالة بعد انتهاء الصلاة يشربون الشاي المغربي بالنعناع و هم يتأملون صورهم التي كانت إيمان تحتفظ بها، و كل واحد منهم يسترجع ذكريات الماضي و هم يتضاحكون عن الصور التي كانت توثيقا لحدث مرح حصل منذ سنوات...التفوا بعدها حول إيمان التي حدثتهم عن فوائد الصيام، و غاية تشريعه...ثم أخذت الجدة مكانها لتحكي لهم قصة سيدنا أيوب عليه السلام المعروف في صبره في أشد مواقف حياته...استمرت الأمسية إلى السحور، قام فيها شباب العائلة بإجراء مسابقة دينية فازت بها إيمان عن جدارة و ذلك بفضل ما قرأته خلال الأيام السابقة من الكتب الدينية التي أصبحت شغوفة بمطالعتها...كانت سعيدة جدا بما حققته من تقدم في دينها و باللحظات السعيدة التي عاشتها مع عائلتها...
في الصباح، استيقظت باكرا و ارتدت فستانا طويلا أبيض اللون تعلوه سترة من الجينز. وضعت حجابها ثم غادرت المنزل بصحبة صديقتها و ابنة خالتها عبير بهدوء حتى لا توقظا النيام...ظلتا تراجعان في سيارة الأجرة لأنهما لم تتمكنا من ذلك بسبب الاجتماع العائلي...كانت إيمان متخوفة من هذا الامتحان فهي لم تستعد جيدا لهذه المادة لأن الأستاذة المكلفة بتدريسها لهم لا تشرح الدرس بتاتا. منذ بداية الأسدس و هم يكتبون إلى أن تنتهي الساعتان المخصصتان للحصة ثم يخرجون من المدرج كما يدخلونه: فارغي العقول...لم تنتبه إيمان أثناء وجودها بالحرم الجامعي إلى الشاب الذي كان يسير أمامها منشغلا بالنظر إلى هاتفه فاصطدما ببعضهما. ترنحت لكنها استعادت تباثها، فسارع الشاب لينحني ليلتقط دفترها و يعيده إليها متسائلا بصوت رخيم: -"هل أنت بخير يا آنسة؟"
أومأت برأسها و قالت: -"أنا آسفة، كنت منشغلة بالمراجعة و لم ألمحك أمامي".
أجابها بعد أن زينت ابتسامة جذابة تغره: -"لا عليك، و لكن يجب عليك المراجعة قبل الامتحان بيوم حتى تظل المعلومات راسخة في ذهنك".
ردت عليه بحزن: -"أنا لم أفهم المادة حتى، فالأستاذة لم تشرح لنا شيئا من دروسها سامحها الله، لهذا أعيد المراجعة قبل الامتحان حتى لا أنس شيئا".
-"ستبلين حسنا إن شاء الله، فقط لا تنسي الدعاء قبل البدء".
سألها إن كانت تعرفه، فأومأت برأسها نفيا...أخبرها به ثم ودعها متمنيا لها التوفيق...
وزعوا عليهم أوراق الامتحان، فهمست قبل أن تنظر إلى الورقة بالدعاء الذي أخبرها به الشاب: -"اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن أن شئت سهلا".
ثم شرعت في الإجابة على الأسئلة...خرجت عند انتهاء المدة المحددة للامتحان و هي راضية على ما أنجزته...كانت تخرج هاتفها من حقيبتها، فاصطدمت بنفس الشاب مرة أخرى...ابتسم لها و قال بهدوء: -"القدر جعلنا نصطدم مجددا... و سأستغل الفرصة لأسألك كيف كان اختبارك؟"
-"جيد الحمد لله تمكنت من الإجابة، عن إذنك الآن و شكرا مرة أخرى".
عادت إلى المنزل و غطت في نوم عميق لترتاح من عبء آخر يوم في الامتحانات. بعد أن استيقظت طلبت منها والدتها إحضار صحن قدمته لإحدى الجارات قبل يومين...توجهت إيمان إلى منزلهم الذي يقع في أول الحي...رنت الجرس ليفتحه شاب طويل القامة، ما إن رآها حتى قال باندهاش في نفس الوقت الذي خرجت فيه والدته لترى من الزائر: -"أنتِ!"
-"أنت!"
قالتها إيمان بصدمة بعد أن رفعت عينيها إليه، لتهتف والدته التي تقف خلفه بتساؤل: -"هل تعرفها يا حمزة؟"...



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 26-05-19 الساعة 04:00 PM
Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس