عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-19, 12:03 AM   #42

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس:
"أتدرين أن ذكريات طفولتي و مراهقتي كانت دائما تزورني في غربتي؟
تداعب خيالي بجمالها، تنعشني شقاوتها، تجعل قلبي ينبض حبا كلما كنت جزءا منها...
مرات كثيرة تراءت لي صورتك، مرحك اللامحدود و لسانك السليط الذي كان يهاجم كل من يزعجك...و كلما تذكرتك وجدت نفسي أتساءل: أتراك تغيرت؟ أم لازلت الفتاة الشقية التي سلبت قلبي بمرحها؟
سأسعى لمعرفة الجواب قريبا يا إيماني، يا من ضم قلبي حبك منذ الصبا و ظلت ذكرياتك كرسائل أحملها بقلب جوازي سفري كلما رأيته تذكرت موطن جسدي و قلبي"...



-"هل تعرفها يا حمزة؟"
قالتها والدته بعد أن رأت الاندهاش البادي على ملامحهما معا. التفت حمزة إلى أمه ثم قال: -"لقد التقيتها صباحا في الكلية، أثناء زيارتي لصديقي سعد".
أومأت برأسها ثم دفعته لتستقبل إيمان التي كانت تطرق رأسها في خجل: -"مرحبا حبيبتي، كيف حالك؟"
قالت إيمان ببشاشة: -"مرحبا خالة كريمة، أنا بخير الحمد لله...ماذا عنك؟"
ابتسمت كريمة و هي تقول: -"بخير عزيزتي، تفضلي بالدخول".
دخلت خلف كريمة لتلمحه جالسا على أريكة يطالع أوراقا ما...و كأنه علم أنه مراقب رفع عينيه ليصطدم بعينيها الخضراوين....أهداها ابتسامة ساحرة، فأبعدت عينيها عن عينيه ووجنتاها تشتعل بحمرة الخجل...لحقت بوالدته إلى المطبخ و ظلتا تتسامران قليلا، ثم أعطتها كريمة الصحن الخاص بهم مليئا بقطع من المخبوزات الساخنة الشهية...شكرتها إيمان و عادت إلى منزلهم لتسلم الصحن إلى أمها، ثم تتجه إلى غرفتها و ترتمي على سريرها الوثير...ظلت تحدق في السقف بشرود لتتذكره...تساءلت في نفسها: -"كيف لم أتعرف عليه عندما رأيته في الكلية؟"
أجابت نفسها بعد ثوان و كأنها تحاور شخصا آخر، لا تعيش حوارا أحادي الاتجاه: -"كيف لك أن تعرفينه يا إيمان و قد مر وقت طويل منذ أن رأيته آخر مرة....لم تكوني سوى طفلة حينها..."
اقتنعت بوجهة نظرها و استسلمت لسلطان النوم الذي لفها بعباءته الدافئة بعد أن كانت تعاني الأمرين مع مستشاره الأول؛ التعب...
******************************
في منزل عائلة حمزة:
دخل حمزة إلى المطبخ و قال لأمه باهتمام: -"من تلك الفتاة التي أتت قبل قليل يا أمي؟"
قالت أمه باستفهام: -"ألم تتعرف عليها؟'
أومأ برأسه نفيا،فتابعت والدته: -"إنها إيمان ابنة جارينا الحاج محمد و الحاجة سميرة".
نبضة خائنة تسللت مغادرة قلبه فور أن عرف هويتها...استعاد تركيزه بسرعة ليهتف باندهاش: -"حقا؟ لم أعرفها، لقد تغيرت كثيرا".
-"بالتأكيد، لقد مر وقت طويل منذ أن رأيتها آخر مرة، بما أنك لم تأت إلى البلاد منذ عشر سنوات".
قالتها بنبرة مؤنبة، فأبعد عينيه عن عينيها المحدقتين به، و بدأ يفرك يديه في توتر و كأنه تلميذ مذنب ينتظر عقاب معلمته...ظل الصمت حليفهما لدقائق، فظل مشيحا بوجهه عنها في خجل...تمنى لو كان نعامة حتى يستطيع دفن وجهه في التراب و لا يرى نظراتها المؤنبة....أصدرت أخيرا عفوها الملكي عندما قالت بهدوء: -"سنذهب لزيارة عمتك هذا المساء".
رفع رأسه ليقول بتساؤل: -"و لم سنزورها؟"
-"ألم تقل أنك تريد الزواج؟ لن تجد أفضل من ابنة عمتك منى لتكون زوجة لك".
قام من مكانه و كأن حية لدغته...سيطر على انفعالاته و قال بهدوء: -"لا أريد يا أمي".
شهقت أمه بصدمة و قالت: -"ماذا؟"
-"لا أريد الزواج من منى، تعرفين أننا كالقط و الفأر نتشاجر كلما اجتمعنا. هل تريدين إحالة حياتي إلى جحيم؟"
غمغمت والدته: -"لقد كان ذلك عندما كنتما صغارا يا حمزة...أما الآن فكلاكما راشدين".
قال حمزة بهدوء: -"منى لا تليق بي،و أنت خير من يعرف ذلك...سأذهب لغرفتي لأنام قليلا...أيقطني عندما يقترب موعد أذان المغرب".
أوقفته قائلة بلهفة: -"هل أبحث لك عن فتاة أخرى؟"
أسبل أهدابه و قال: -"انسي هذا الأمر قليلا يا أمي، لن أهرب من أمامك...لا زالت الإجازة طويلة فارتاحي حبيبتي".
ابتعد عنها ليتجه إلى غرفته. منذ أن عاد إلى الوطن قبل أسبوع أقسمت والدته ألا يعود إلى الخارج مرة أخرى إلا و هو مرتبط...استلقى على سريره و رفع نظره إلى سقف الغرفة و كأنه يشاركه أفكاره...ربما لو أخبرته أمه برغبتها بأن يرتبط بمنى مساء يوم أمس لوافق على طلبها بدون جدال...لكن بعد اصطدامه بإيمان و تعرفه عليها مستحيل أن يتركها و يتزوج بأخرى....و كيف سيترك المرء من تعلق قلبه بها سابقا؟ ربما حدث ذلك عندما كان مراهقا و لم تكن هي سوى طفلة، و قد نسي افتتان المراهقة بعد نضوجه...لكنها ستظل الفتاة التي تحركت بسببها نبضات قلبه....
ظل عقله يسترجع ذكريات قديمة عندما كان يلعب الكرة مع أولاد الحي و تقف هي و صديقاتها لتشجعهم...ابتسم لتلك الذكريات البعيدة السعيدة ثم قام من مكانه ليتجه إلى الحمام...توضأ و استقبل القبلة ليصلي حتى يستخير ربه عن الأمر الذي راوده في عقله...ما إن انتهى حتى ارتمى على سريره و أسبل أهدابه ليغط في نوم عميق...
**************************************

بعد أن علمت السيدة سميرة بعودة حمزة ابن صديقتها و جارتها قررت الذهاب إليهم بعد صلاة التراويح لتسلم عليه...
اصطحبت معها إيمان و في طريقهما إلى المنزل، توجهتا إلى المخبز و اشتريتا حلوى بكريمة الشوكولا...طرقتا الباب لتفتح لهما كريمة و تستقبلهما بالأحضان و القبلات، فمع انشغال كل واحدة بأعمال منزلها المتراكمة، لم تسنح لهم الفرصة لتبادل الزيارات...قادتهم إلى البهو حيث كان يجلس حمزة يشاهد التلفاز بملل، و لكن ما إن وقعت عيناه على الضيفتين حتى أطفأه و قام من مكانه ليسلم عليها و على أمها التي خاطبته قائلة: -"حمدا لله على سلامتك يا بني...لقد اشتقنا إليك....مر وقت طويل منذ أن رأيناك آخر مرة، لم تكون سوى مراهق حينها...الآن صرت شابا يافعا يعتمد عليه".
أجابها بابتسامة: -"و أنا أيضا اشتقت لكم يا خالة، و لكن تعرفين يشغلني العمل و التزاماتي هناك فلم أكن آخذ الإجازات إلا لماما".
غمغمت سميرة: -"أعانك الله يا بني و بارك فيك".
ظلت الصديقتان تتبادلان أطراف الحديث مع تدخل قليل من إيمان...أما حمزة فقد كان يراقبها بتمعن دارسا جميع حركاتها و طريقتها السلسة في التعبير أثناء الحديث و استشهادها بمقتطفات من كتب عديدة تدل على مقدار تقافتها و اطلاعها على عديد من الأمور و خاصة ما يخص الدين الحنيف...انصرفت إيمان ووالدتها بعد ساعات على أمل لقاء آخر قريب...
****************************
بعد يومين:
دخل حمزة إلى المطبخ أثناء انهماك والدته في إعداد الإفطار. قال ببشاشة : -"هل أساعدك في شيء يا كريمة؟"
التفتت كريمة إليه و هي تمعن النظر في ملامحه جيدا، يبدو أنه يريد إخبارها بشيء ليقترح مساعدتها في البداية...قالت بهدوء: -"لا داعي لذلك يا حبيبي".
ثم تابعت بصرامة: -"أخبرني فقط بالمصيبة التي افتعلتها حتى تأتي لتطلب مساعدتي في إعداد الطعام كرشوة من أجل أن أسامحك".
قهقه عاليا ثم قال بهدوء بعد أن هدأ: -"لقد كبرت على القيام بالمصائب يا كريمة...لكنك تظنين بي سوءً و أنا أردت مساعدتك بما أنك داخل المطبخ منذ ساعات حتى أشفقت عليك يا حبيبتي".
وضعت والدته يدها على خصرها و قالت بنبرة متهكمة: -"مسكين، هل تظن أنني سأصدق إدعاءك البريء. أخبرني بما تريد قوله و إلا انتزعته منك انتزاعا كما كنت أنزع أضراسك في صغرك".
ضحك مرة أخرى و قال بمرح: -"ما هذا التشبيه العجيب يا أمي؟ يبدو أن كثرة ارتيادك لعيادة طبيب الأسنان أثر على عقلك".
قالت و هي تشير بالسكين الذي كانت تقطع به الخضروات ناحية وجهه: -"اعترف و إلا...."
قاطعها قائلا: -"أستسلم يا أمي، إلا السلاح الأبيض. أبعديه عن وجهي الجميل وإلا رفضتني العروس عندما أتقدم لها".
تركت ما في يدها و جلست على الكرسي و هي تقول باهتمام: -"عروس! هل قررت الزواج أخيرا يا حبيبي؟"
أومأ برأسه و أفصح عن هوية الفتاة الذي يريد الزواج بها، فتهلهلت أساريرها و قالت بفرح:"و نعم من اخترت يا حبيبي...سنذهب لخطبتها قريبا".
-"سأفاتح أباها بالموضوع اليوم بعد التراويح".
أومأت برأسها و تابعت عملها و هي تدعو الله أن يجعلها زيجة العمر لابنها...
****************************
تأنق حمزة أثناء ذهابه لصلاة التراويح، ثم خرج متوجها إلى مسجد الحي. بعد انتهاء الصلاة، قام من مكانه ليتوجه ناحية الحاج محمد الذي يقف مع بعض سكان الحي و قال بهدوء: -"السلام عليكم".
رد الجميع التحية، فقال أحد الجيران: -"حمد لله على سلامتك يا غالي، اشتقنا لك فقد طالت غيبتك".
ابتسم حمزة و هو يتقبل التحيات من جيرانه، و ظل يتحدث معهم وهم يغادرون المسجد. توجه كل واحد منهم إلى منزله و بقي فقط هو ووالد إيمان الذي قال بهدوء بعد انصراف آخر جار: -"هل تود إخباري بشيء ما يا حمزة؟"
ابتسم حمزة و هو يعترف أن من كان يصف الحاج محمد بسرعة الملاحظة على حق...أومأ برأسه و قال بهدوء: -"أجل يا عمي".
ثم تابع بعد لحظتين من الصمت: -"بدون مقدمات، أود أن أتقدم لخطبة كريمتكم الآنسة إيمان"
ظل الحاج محمد صامتا لثانيتين ثم قال بهدوء بعدها: -"لن أجد أفضل منك ليرتبط بابنتي، لكن لا بد أن أعرف رأيها في الموضوع".
-"بالتأكيد".
ربت محمد على كتفه و قال: -"سأخبرها بذلك و سأجيبك قريبا بإذن الله".
ابتعد محمد عنه أما حمزة فدلف إلى منزله و هو يتمنى أن توافق إيمان على طلبه...
*************************
بعد أن تناولوا العشاء قال الحاج محمد لابنته بهدوء: -"إيمان اتبعيني إلى المكتب أريد أن أخبرك بأمر مهم".
أومأت برأسها و لحقت به ووجيب قلبها في تعالي. لا تدري لماذا تشعر أن الأمر متعلق بالشيء الذي كان كل من والدتها و أيوب يتغامزان كلما نظرت إليهما.
جلست أمام والدها تفرك يديها في توتر و كأنها تلميذة مذنبة تنتظر عقاب أستاذها...رحمها والدها أخيرا بقطعه لحظة الصمت قائلا بصوت رخيم: -"لقد تقدم لطلب يدك شاب من أصل طيب و حسن الخلق، لن أجد من هو أفضل منه زوجا لك...لكن القرار بيدك حبيبتي..."




Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس