صدق من القال بأن الحب لا يكفي للإستمرار و هناك أشياء لا تقل أهمية عنه من الممكن لها ان تغير المشهد بالكامل ...كحالنا بين عشية و ضحاها غدونا غريبان بعد ما كنا عليه و قصة حبنا التي كانت حديث المدينة لسنين ..
غادرت الغرفة الموجودة في الطابق السفلي للقصر التي إنتقلت لها بسب الإصابة و صعوبة التنقل من الطابق العلوي للسفلي... و إتجهت لغرفة الجلوس الرئيسية حيث تجلس كل من جدتي الحبيبة و أمي الغالية يتبادلان أطراف الحديث ..
إبتسمتا إثر رأيتهما لي و نهضت أمي مسرعة إتجاهي كي تساعدني و هي تردد بصوتها الحنون :
-"لما لم تخبرين أنك تودين الجلوس معنا ؟كنت أتيت لمساعدتك غاليتي .. "
قبلتها من جبينها معبرة على محبتي اللامحدودة لها وقلت لها كي لا أقلقها علي أكثر ما هي قلقة :
-"حبيبتي الحمد الله حالة قدمي في تحسن بقي أسبوعان فقط و أفك الجبيرة و ترجع قدمي لحالتها الطبيعية أرجوك لا تقلقي و تتعبي نفسك و تشغليها بي.. "
ردت أمي بإستسلام قائلة :
-"حسنا يا مرام أعرف عنادك و تمردك و لكن لتريحي قلب أمك أرجوك أعلميني كي أساعدك.. "
إبتسمت لحنانها و عطائها الغير مشروط تجاهنا ...
أتعبتها كثيرا خلال الأسبوعين الفارطان لذلك أريد دائما ألا أجهدها أكثر فهي تعتني بكل مني و أيضا جنة التي تولت مهمة الإهتمام بها و الصغيرة جد مشاغبة مما جعلها لا ترتاح سوى حال نوم جنة ..
جلست بجانب جدتي بعد أن قبلتها و جلسنا هناك نتبادل أطراف الحديث... و إلتحقت بنا مها التي عادت من الجامعة على ما يبدو في حالة غير طبيعية حيث أنها لم تشاركنا الحديث البتة... من الواضح أنها تشاجرت مع أحد هناك فهي لم تكف على تحريك ساقاها دليل على عصبيتها ..
لم أسالها بل قررت الإنتظار حين نكون لوحدنا حتى لا تحرج أمام جدتي و أمي... فمها حساسة للغاية و لا تفضي بما في قلبها بسهولة و سلاسة ..
جل حديثنا كان على أطفال أختي الكبرى و صغيرتي جنة ...و كيف أنهم أتعبوا امي معهم اليوم فالمسكينة كانت تلاحقهم من مكان لأخر كي لا يتشاجروا مع بعضهم و على ما يبدو رغم حرصها حدث ما كان متوقع ككل مرة ..
أفرجت جدتي عن إبتسامة جميلة معقبة :
-"تلك المشاغبة بألف ولد لقد فعلت الويلات في أبناء أختك و أخذت جل لعبهم.. "
لم أتمالك نفسي بالضحك من أفعال حبيبتي المتمردة ...
بينما نحن مبتهجون و إذ برنين الجرس فتوجهت مها مسرعة للباب لتفتح ...
و بقيت كل من أمي و جدتي تسردن لي ما فعلته جنة اليوم و أنا مستمعة و متلهفة لسماع المزيد و بينما نحن هكذا رجعت أختي معلنة عن وصل ضيف من ترحيبها ..
إختفت إبتسامتي حال معرفتي هوية الضيف... و حل محلها الدهشة فأخر شخص توقعت قدومه بعد أخر مكالمة ..
|