ألقى التحية على الجميع و تبادل أطراف الحديث مع الجميع ما عداي ...ثم وجه حديثه لي و طلب مني برصانته المعتادة إستدعاء جنة كي يراها فأخبرته بأنها نائمة ..
و كنت على وشك الإعتذار منه لأنه لا يستطيع رأيتها و إذ بجدتي تقاطعني :
-"و إن يكن يا صغيرتي... خذيه ليراها في الغرفة فهو لم يراها منذ مدة.. "
جدتي ماذا فعلتي؟ كيف لي تحمل بقاءنا بمفردنا؟ من المأكد سأضعف أمامه... لو أنك طلبتي من مها مرافقته بدل منه لأرحتني من هذه المواجهة الحتمية بيننا ...فمهما كنت قوية و أنا أكلمه على الهاتف سأضعف أمامه مباشرة ..
طلبت منه بصوت ضعيف مرافقني للغرفة فمشى خلفي دون كلمة بيننا حتى وصلنا الغرفة فدخل كلانا و توجهنا لسرير الصغيرة ...
تلك اللمعة مجددا و هو ينظر لها و تلك الإبتسامة التي أبرزت أسنانه الناصعة عذاب بطيىء لا نجاة منه ..
أغرق الصغيرة بالقبولات و هو يمسح على شعرها بحنان... ذكرني بالماضي و حنانه عليها الذي ليس له مثيل ..
أردت معاتبته على جفاءه كل هذه المدة و لكني تراجعت و أخذت ركنا أشاهدهما بتمعن و دموعي منهمرة على خداي... لم أتحمل المشهد فخذلتني دموعي..
عودي لوعيك مرام... لا تدعيه يراك بهذا الضعف و الحساسية ...أنت دائما ما مثلتي القوة أمام الجميع ...
لا تستسلمي...
مسحت دموعي بسرعة حتى لا يشاهدها ..
-"مرام .."
صوته الخشن أعادني للواقع فنظرت له فأتم حاديثه و هو يقدم لي كيس باللون الوردي لاحظته حال دخوله غرفة الجلوس :
-"هذه هدية جنة بمناسبة عيد ميلادها... أسف لم استطع إعطاءها قبل ذلك لإنشغالي في تجهيز أوراق السفر... و أيضا أتأسف منك لعدم إستطاعتي حضور الحفلة ...فطائرتي غدا صباحا.. " |