عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-19, 04:28 PM   #722

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

♦♦♦♦♦♦


انكسر الغصن الذي وثقت به ووقعت ، السعادة جعلتها تنسى أن لها أجنحتين وانكسرت ..
تكمشت على السرير ترتدي قميص نومها وتبكي بحرقة وألم .. خائفة من أن تخرج إليه .. خائفة من ردة فعله لكن لا .. ألم يعدها ، ألم يقسم بأغلى ما يملكه .. اذا لا خوف .. هي أميرته صحيح ! هو من توجها اذا تدين له بتفسير وتوضيح
وقفت تذهب اليه ، الى حيث كان يجلس على الكنبة في عتمة الصالة ، عيناه مظلمتين .. رجف قلبها خوفاً وذنباً .. همست له " سيد .. أسامة !"
رفع رأسه نحوها فابتسم .. ببرود ربما أو بتكلف " نامي قليلاً .. سآتي بعد قليل "
تسرسبت دموعها على خديها أكثر وقالت باكية " أعتذر .. أعتذر لأنك حظيت بمثلي .. أعتذر لأنني لم أوفيك حقك ، لأنني لم أخبرك منذ البداية .. لكني أقسم لك .. أقسم لك بأغلى ما أملك أنها لم تكن بارادتي "
وقف أمامها وقال مهدئاً " ألم أعدك ألا أحكم عليك بسبب هذا .. ها أنا أفي بوعدي لك "
هزت رأسها بحركة نافية تبلع مرارة روحها وتبكي أسى انكسارها .. أمسكت بيده وراحت تقول " علي أن أخبرك ..علي أن أعتذر "
مسحت بكف يدها الحرة دموع خديها وقالت " أتذكر ..أخبرتك مرة أن سلمان جعلني أبقى في النادي للتنظيف وحدي .. كان العمل شاقاً ولم أنتهي سوى في الساعة الثانية بعد منتصف الليل .. كنت أطفئ الأنوار حينها وفي تلك العتمة أمسكني شخص ما "
شهقت تبكي بينما هو أغلق عينيه يعصرهما بغضب ، بهيجان ربما ، أضافت تقول " لم أعرف من هو كل ما عرفته هو رائحة الخمر التي كانت تفوح منه .. رغم سكره لم أستطع الافلات منه .. كان وغداً لعيناً "
نفض يده عنها وابتعد يشرب كأساً من الماء والغضب يتملكه حتى كاد أن يفيض بينما هي واصلت فتح سترة جأشها لتعري ندوب الماضي وتكشف السر الذي خافت منه " فعل فعلته بي ورحل وعندما استطعت الحراك بعدها لم يكن أحد موجوداً ، حتى الحارس كان قد رحل ويبدو أنه لم يكن يعلم بوجودي يومها "
اقتربت منه قائلة برجاء " أقسم لك أن ما حصل كان قسراً .. أقسم لك أن ذلك كله بسبب وغدٍ... "
" سوزان " ..قاطعها هاتفاً ..صمت يتنهد ثم قال بهدوء " وعدتك .. وعدتك أن يبقى كل شيء كما كان .. وعدتك أن أحفظ سرك هذا ووعدتك أنني لن أحكم عليك بسببه .. ها أنا أفي بوعدي فراعي – حباً بالله – أنني أذوق المرين وأغلقي هذا الموضوع "
" آسفة " .. قالت بنبرتها الباكية فابتسم بدفء يبعث فيها الطمأنينة قدر ما يستطيع " دعينا ننام الآن لنذهب غداً باكراً الى الشاطئ "
عندما تكون ضعيفاً في هذه الحياة ، تغرق في بحر من الظلم يجلد روحك الهشة .. تقاوم ربما لدقائق لكن سرعان ما تتسلل مياه الذل والخزي الى داخلك .. من أذنيك وأنفك ، لا لم يخوناك بل أنت الضعيف ، حتى أنك سرعان ما تفتح فمك بإرادتك وتبتلع كل غصاتك ودموعك وقهرك الى داخل جوفك وكأنك أنت من خنت روحك وجعلتها تغرق مثلك ، تموت مثلك ، تنكسر مثلك . واذ أن ذلك الغصن كان يطل على بحر الحياة الظالمة


وقفت أمام باب مكتب الطبيبة تنتظر أن تسلمها تيم حيث أن مريم قد توجهت الى قسم المحاسبة لتدفع ثمن التحاليل التي أجريت لتيم منذ الصباح والاستشارة.. قضمت أظافرها قلقاً كعادتها حينما تفكر .. تفكر بتيم .. تفكر بالخوف الذي عليها أن تخوض به بعدما أخبرتها الطبيبة عن مرضه .. خطير ولكن يمكن حله بإجراء عملية جراحية ، الا أن عمره لا يسمح أبدأ لذلك يجب أن يحضر الى هنا كل أسبوع حتى يعطى إبرة طبية تحبط من نمو المرض وانتشاره
تأففت بقوة من جراء التساؤلات في عقلها .. الأسئلة المخيفة والسؤال الأعظم ، متى ستنتهي مسؤولياتها وترتاح !
" إيلين" .. سمعت النداء فارتجف قلبها ، التفتت برأسها نحو المنادي لتراه يلهث بقوة .. خائف وقلق
عادت تنظر الى باب المكتب بينما روحها تصرخ من الداخل مناشدة .. رباه
اقترب خطوة منها فهتفت به " ما الذي تفعله هنا مراد ؟! "
قال بقلقه ذاك " هل والديك بخير !"
استنكرت " والدي !"
" أخبرتني موظفة الاستقبال أنك هنا بسبب أحد أفراد اسرتك "
غضبت أكثر " أيتنصت علي موظفينك ؟"
بدأ يغضب هو الٱخر وقال" إيلين .. حباً بالله .. أهذا وقته "
استكان غضبها وقالت بجفاء رغم ارتجاف عضديها " والدي بخير .. كلاهما في المنزل "
رأته يقضب حاجبيه استنكارا ، تدرك تماماً السؤال الذي سيطرحه فسارعت تقول " ارحل مراد "
أجفل لمقولتها بينما هي كررت " ارحل اذا سمحت "
بردت عيناه فجأة .. سيرحل فما أتى من أجله ليس هنا .. سيرحل
فتح الباب فالتفتا اليه كلاهما .. عيناها ارتجفت بينما خرجت الطبيبة تحمل الطفل الرضيع الباكي بين ذراعيها .. طبطبت عليه وهي تقترب من إيلين قائلة " لا بأس .. لقد انتهينا "
نظر الطفل الى إيلين ورمى نفسه نحوها قائلاً بلهجته الطفولية " ماما "
التقطته إيلين بخفوت تطبطب عليه حيث دفن وجهه في كتفها .. التفت بفزع نحو الجلمود المتصلب بفاهه المثغرة وعيناه المرتجفتين .. تمتمت الطبيبة مبتسمة " تيم سيتحسن لا تقلق .. "
ثم التفتت لتعود إلى مكتبها .. أحكمت إيلين قبضتها على تيم بينما مراد يتراجع خطوات الى الوراء ويغادر .. مشى بسرعة والذكرى التي لا يريد أن يتذكرها .. الذكرى التي كانت سبب طلاقهما تصفع روحه من الداخل
جلس في سيارته خلف الموقد وأطلق زفيراً كان قد حبسه ،كمن ركض أميال يتنفس بوتيرة سريعة ، كحكح مراراً وكأن روحه علقت بزوره تخنقه ، روحه تتلوى ألماً وعقله أبداً لا يرحم


جلست على شرفة المنزل تطل على اختها التي تقهقه مع خاطبها بسعادة .. ابتسمت بخفوت لبسمة أختها الجميلة ، لم تكن تقصد أن تتطفل عليهم فهي لا تسمع حديثهم لكنها كانت حقاً تريد أن ترى بريق الفرح يلمع على وجه أختها
" لم تذهب للجامعة اليوم "
التفتت وقد لملمت ابتسامتها ، هزت كتفيها بلا مبالاة " لا أرغب بالذهاب ، ها أنت أيضاّ تجلس في المنزل "
اقترب أكثر وجاورها يطل من الشرفة ليقول " أنا تخرجت جمان "
هربت عينيها بعيداً فأردف هو " هل تتضايقين من أحد ، رهف مثلاً "
ابتلعت ريقها وقالت " ألم تنصحني بالابتعاد عنها ، وقد فعلت "
" أتضايقك ! "
لا تريد أن تخبره بما تفعله رهف وما تسمعها اياه من سموم ودناءة ، وفي ذات الوقت لا تريد أن تكذب عليه مجدداً ، ليس بعد أن عادت علاقتهما الى سابق عهدها ، تريدها أن تبقى نقية ، طاهرة كما السابق من دن وحل الكذب
قالت تغير دفه الحديث " رواد .. هل فكرت في المستقبل "
أشارت الى أختها وخاطبها وأردفت " في هذا المستقبل "
اتكأ على سور الشرفة وقال بأريحية يساير هروبها من سؤاله " فكرت ، بالطبع فكرت .. سيكون لدي ابنتين ، لا بأس بوجود ابن ، في كلتا الحالتين إن لم يعجبني سأرميه خارجاً .. سأمسك بابنتي وأدور معهما العالم أجمع "
قضبت حاجبيها من بغضه لابنه الذي لم يأتي بعد " وماذا عن والدتهم ؟ "
هز كتفه بلا مبالاة " وما دخلي أنا ، تجول في الشوارع مع ابنها "
قهقهت بلمئ صوتها وكأن قلبها يقرع طبلاً بصخب احتاجت أن تخرجه .. تأمل هو تلك الضحكة .. بهدوء ، بابتسامة وتنهد .. تنهد ليتمتم " اللعنة عليك يا رهف "
اسكتت قهقهتها وقالت متعجبة " لماذا ؟ "
ضيق عينيه وكأنه لا يريد لها أن ترى ما بداخلهما ، مد يده نحو شعرها ومشطه بأصابعه قليلاً ويقول " لأنها منعتني من هذه الضحكة جمان "
ولأول مرة .. لأول مرة جمان ، يحمر خديها خجلاً ...


روما كان الصباح قد طلع والشمس بدأت تتراقص على مشارف السماء ، فتحت سوزان عينيها متكاسلةً ، بصداع بكاء الليلة الماضية ، رأته نائماً بهدوء بجانبها فابتسمت تنظر له وتتأمل وجهه براحة ، همس قلبها بنبضات عاشقة لهذا الشخص وقد واتتها رغبة ملحة أن تختبئ في حضنه ، تقترب منه الى تلك الدرجة ، تشعر به بتلك الدرجة ، تتنفسه من تلك الدرجة ، وروحها هتفت بداخلها ، ماذا فعلت في حياتك سوزان لتنالي شخصاً كأسامة ؟ ، اي خير ذاك وأي عطاء فعلته ليعوضك الله بضعفه ويقدم لك أسامة .. لا تعرف لكنها تقسم في داخلها أنها ستفعل كل ما يجب لتستحقه ، لتستحق ابتسامته ، لتستحق حبه
تسرسبت من السرير وراحت تغتسل بعد ان طلبت طعام الافطار .. عليها أن تستعد فقد وعدها بالذهاب الى الشاطئ


جلست مريم على حافة اصيص شجيرة تزين باب منزلها ، لم ينر عتمة الليل سوى الضوء الباهت فوق باب منزلها ، أجل تتواجد عند باب منزلها ولم تجرؤ على الدخول ، كيف تدخل وهو خال من صوت الطفل الملائكي .. نعم عادة ما تأخذه إيلين ليبيت معها ولكن اليوم وضع آخر ، اليوم لا تستطيع أن تدخل الى المنزل دون أن تراه ، ليس بعد أن عرفت مرضه
صوت صرير عجلات السيارة التي اصطفت بقربها أفسد سكينة ليلها ، اقتضبت حاجبيها باستنكار بينما نزل شاهين من سيارته لتلتفت هي نحو شباك جارتها السيدة حسنية وتتأفف
اقترب منها شاهين لاهثاً " ما الأمر مريم "
تأففت مجدداً تشيح بوجهها عنه قائلة " لا أملك الطاقة الكافية لمواجهتك ، ارحل وأخبر جاسوستك ان تتوقف عن مراقبتي "
جلس بجانبها وقال يطبطب عليها " أخبريني ما الذي حدث "
اغرورقت عينيها بالدموع وقالت " الذي حدث أنني فاشلة ، فشلت في كل شيء .. الأمانة التي تركها لي أبي لم أستطع النجاح بها ، لم أستطع النجاح في زواجي وانشاء عائلة .. حتى تيم ، حتى تيم لم أستطع حمايته كما يجب "
حكت له عن مرض تيم وشهقاتها تتابع مقاطعتها في كل مرة .. أمسك يدها يبعث اليها الدفئ الآمن وقال يطبطب عليها " مرض تيم ليس بسبب اهمال أو قلة اهتمامك ، ناهيك على أنه قابل للشقاء "
هتفت به بصوتها المكموم " أتدرك انت .. اتدرك ماذا يعني أن على تيم أن يأخذ إبرة وقائية في وقت محدد ،ماذا لو تأخرت ، ماذا لو تأخر بسببي "
احتضن وجهها قائلاً " لن تتأخري ، لن تجعليه يتأخر .. أنت لم تفشلي قط يا عزيزتي "
سمحت لنفسها أن تنهار وتبكي ، سمحت لقهرها وألم قلبها أن يخرج فلا بأس إن تعرت في الظلام .. لا أحد سيرى ، لن ترى


عودة الى روما.. حيث الشمس الساطعة في السماء، تناول كل من سوزان وأسامة طعام الافطار ، استحم واستعدا للخروج ، الشاطئ كان جميلاً ، حيوياً ورائعاً ..تمشت بمحاذاته على الرمال المبللة التي تتغلغل بين أصابع قدميها وكم تمنت أن تتأبط ذراعه لكنها خجلة .. خجلة منه شاعرة أنها لم تستحقه بعد
" هل تجيدين السباحة ؟ "
باغت أفكارها بسؤاله البسيط فابتسمت تتذكر نفسها الصغيرة " أجل ، كنت أشارك في نشاطات المدرسة .. كان يقام كل سنة مهرجان رياضي ولم أفوت الفرصة أبداً "
أمسك يدها يجذبها نحوه حتى تصل اليه فقد كانت متخلفة عنه بضع خطوات فقد تكون هذه أول مرة تتمشى على رمال مبللة هكذا ففي بلدها ، حيث البحر لم يكن يسمح بالاقتراب من الشاطئ في الأيام الماطرة بينما في الأيام الأخرى كان الشاطئ يعج بالناس فتجد نفسها حرجة من أن تمر من امام كل أولئك وحدها
وكأن يدها معتادة على الأمر تماماً ، تغلغلت بين أصابعه كالمياه حينما تسير في تصدعات أرض يابسة ، ابتسمت محبة لتلائمها معه .. مشى بعض الخطوات ثم وقف صامتاً ، ترك يدها وأنفاس غضبه تتصاعد .. استنكرته ونادته متلهفة لتطمئن عليه لكنه تجاهلها وركض نحو مجموعة شباب .. وقفت هي عاجزة عن السير فغضبه لا يبشر بخير أبداً وللآن لم تفهم سبب غضبه حتى خرج من بين مجموعة الشبان تلك يمسك فتاة من معصمها ويجرها مبتعداً .. وتلك الفتاة بسبب الخزي والاحراج الذي شعرت به ، لم تقاوم اقتحامه عليها
ركضت سوزان نحوهم بينما هتف أسامة " ما هذا لين ! .. ما هذا "
انفجرت لين – أخته – بالبكاء وهي تطأطئ رأسها غير قادرة على مواجهته بينما هو صرخ مجدداً " على أساس أنك في الساحل تبعدين ساعتين عن المنزل لا قارتين .. رباه وما هذه الوضعية التي كنت عليها ها ! "
وصلت سوزان إليهم فقالت تهدئ من روعه " أسامة .. اهدأ فلنتفاهم بعيداً عن أعين الناس "
اقترب احدى الشبان منهم وقال متعالياً " يا هذا .. ألا تظن أنك تتجاوز حدودك مع قطعة السكر"
شهقت سوزان كانت بذات قوة لكمة أسامة لذلك الشاب .. أراد أن ينقض عليه تماماً لولا محاولات الشبان لإبعادهما عن بعضهما ولين تبكي وتندب فعلتها حتى أتى أمن الشاطئ .. هدأ طرفي الشجار وفي النهاية أراد التحدث مع أسامة بهدوء .. اغتنمت سوزان الفرصة وأخذت لين الباكية الى غرفة الفندق علّه وأثناء مسيره إليهما يهدأ قليلاً


بعد النشيج الذي صدع منها هدأت ، وكأنها انطفأت .. انتهى شحن بطارية حياتها لكنها أيضاً لم تدخل الى المنزل
مريم قوية ، لطالما كانت إلا عندما يتعلق الموضوع بتيم الصغير .. تصبح هشة وقابلة للكسر والتحطيم
شاهين صمت ، آثر أن يفعل فمن لا تملك الطاقة اللازمة للنهوض والدخول الى المنزل ، بالتأكيد لا تملك الطاقة لسماع أي شيء
" اذهب شاهين .. أنا بخير " همست مريم بهدوء فقال هو " أريد أن أبقى .. اسمحي لي أن أبقى "
ااقتضب حاجبيها بشدة .. رفعت وجهها نحو السماء وتنهدت مغمضة العينين كأنها تشحن نفسها لنقاش طويل .. عادت تلتفت له وقالت بروي " لماذا ؟ لماذا تريد أن تبقى !"
" لأنني زوجك "
أطلقت ضحكة ساخرة قصيرة ثم قالت بتعقل " لا أظن أنك زوجي شاهين ... فأنا تزوجت الرجل الذي عشقت ، وأنت بعيد كل البعد على أن تكون هو "
أراد أن يتحدث وقد أدرك أنها ستحاسبه من جديد عما فعله في الماضي ، لكنها أصمتته تقول " من أحببت لم يكن ليتركني شاهين "
تأفف متذمراً ،ما مشكلتها ! لقد أخبرها مراراً بأسباب فعلته فلما تواكب على لومه !
أكملت هي غير عابئة به " من أحببت لم يكن ليأتي بعد سنين ويتهمني بالكذب .. "
راقبت صمته المنزعج فقالت " حسناً ، أعلم .. أنت لست ملاك ، ستخطئ في حقي .. لقد أخطأت في حقي مراراً وأنا أخطأت اتجاهك مراراً .. لكن أنظر ، تزوجنا وكدنا أن نربي طفل منا معا "
قال برجاء " لماذا تعلقين في خطأي هذا اذا ؟"
قالت هي باستسلام " لأنك لم تعد شاهين الذي عشقت .. شاهين الذي يأتي إلي فاعلاً ما بوسعه لأسامح .. أما أنت فماذا فعلت ؟ أخبرتني بأسبابك دون أن تنطق بكلمة اعتذار "
أغلق عينيه عما يراه في كلماتها بينما أكملت هي " أنت لم تعتذر عن خطأك حتى .. كم مرة حاسبتك ولم تفعل شيء .. كم مرة بكيت أمامك !؛ اللعنة انهرت أمامك .. هل طبطبت علي ! هل احتويتني ؟ .. أخبرتك أنني سأحرقك وقلت أنك لن تستسلم لكنك تهرب فور أن أشعل النار شاهين "
وقف متوتراً دون أن يجيب ، وبماذا سيجيب !
أما هي فلم تتوانى للحظة عن صفعه بحساباتها ، قالت " شاهين الذي عشقت لن ينظر لامرأة غيري "
قاطعها فوراً " كنت مجبراً على عقد القرآن معها .. لا يعني ذلك الزواج.."
قاطعته بعد أن وقفت بروية وقالت " لا يجعلك هذا حبيبي شاهين ، ولا حتى زوجي .. "
شخرت ساخرة ثم اردفت " زوجي ! هل تعرف كيف تبدو غرفة نومي يا زوجي ! "
" أنت من يغلق الباب في وجهي .. لولا انهيارك لما أتيح لي رؤية صالتك حتى "
" ألم تعتد أن تكسره ، تكسره لأنك - دعني أقتبس منك - تغار ، يقهر دمك أي شيء يمكن أن يجعلك بعيدا عني حتى الباب وحتى ارادتي .. ألم تقل هذا حينما اقتحمت منزلي رغم أن والدي منعك من الاقتراب مني ، صعدت الى غرفتي وكسرت الباب "
أكمل عنها بهدوء " حدث سوء فهم بيننا ولم تجيبي على اتصالاتي أو سمعي "
" أجبرتني على سمعك.. حبيبي لن يجلس هنا ويطلب اذناً ليبقى معي شاهين "
أشارت الى سيارته وقالت " اركب سيارتك وغادر .. قد الى حيث تشاء وقرر ، إن كنت تريد أن تكون زوجاً أو حبيباً .. إن كان خيارك الأول فلديك زوجة أخرى تريدك .. ارحل اليها ، أما إن كنت تريد أن تكون حبيبي فتعال واكسر هذا الباب لتسمع عتاباً آخر ، عتاباً أنا مدركة أن حبيبي سيتلافاه "
فتحت باب منزلها ودخلت أخيراً .. الى البرود .. الى العتمة الحالكة ورحل هو الى جواب واختيار


دخل أسامة لغرفة الفندق ثائراً أكثر وقال بهتاف " أين هي "
أوقفته سوزان وقالت " في الغرفة ولكن اهدأ "
قابلها بنظراته النارية وقال " لا تتدخلي .. لا أريد لأحد أن يتدخل "
أراد تخطيها لكنها عادت تقف في وجهه قائلة " لن أتدخل ولكن أنت عليك أن تهدأ "
" لا تحاولي الدفاع عنها "
" لا أدافع صدقني .. لكنها مراهقة وستخطئ بالتأكيد .. ليست حججاً لكنها حقاً مراهقة "
" وإن كانت مراهقة .. أعلي السكوت عن خطئها !"
" لا بل عليك التفاهم معها .. هي لن تستمع لوالديك فكما أخبرتك .. هي مراهقة لكنها ستستمع لك .. ان دخلت بهذه الثورة ستكسر ما بينكما .. ستبتعد عنك "
هدأت أنفاسه زفر الهواء الملتهب من صدره وقال " ماذا علي أن أفعل "
" ستدخل بهدوء وتحادثها باللين .. ستفهمها خطأها دون أن تخسر تواصلكما معاً فهي في سن الخطأ .. ستخطئ كثيراً لكن هنالك أخطاء لا رجعة منها تبدأ بعثرة صغيرة ، إن حافظت على صلتكما ... ستأتي وتخبرك بتلك العثرة قبل فوات الأوان "
تنهد يبعد عنه شرارة الغضب تلك فابتعدت هي عن طريقه وبخطوات ثابتة اتجه لغرفة النوم .. طرق الباب ودخل ليتفاهم مع أخته


تأتي دائماً ، عاجلاً أم آجلاً ، في حياة الانسان لحظة الاختيار.. تفرز العامل عن الخامل ، الصادق عن المنافق ، أو حتى تقرر الباب الذي ستفتحه لتسير على الطريق الذي يقبع خلفه
الاختيار حرية ، لكنه أسوء نوع منها .. فكرة أنك صاحب القرار بحد ذاتها مخيفة ، ماذا لو كان القرار خاطئ ! هل يمكنك أن تلوم نفسك يا ترى ! ، حرية الاختيار بسوء لومك لنفسك وشجارك مع نفسك ، وما أسوء الصراع الداخلي
قاد شاهين بسيارته كما طلبت منه مريم ، يفكر فيما سيفعله ، في اختياره .. حقيقة المشكلة ليست في الاختيار بل في الواجبات المتتبعة على الاختيار ، نتيجة الاختيار مخيفة وغير معلومة
أوقف سيارته بفجأة حتى أن صوت المكابح المعترض ولول في الصمت والعتمة ، اقتضب حاجبيه مفكراً ، منذ متى كان شاهين خائفاً جباناً ، ألم يكن الطائر الحر الغير مبالي ! ، ألم يكن ليتحدى كل شيء من أجل نفسه ! ... مأشأنه هو بالنتيجة ، سحقاً للنتيجة
أدار سيارته من جديد وعاد أدراجه من تلك الصحراء التي كان يخطو نحوها ، الى خياره بصمود ورضى .. طرق الباب بهدوء يعاكس غليان الأدرينالين في عروقه
فتحت هي الباب وسرعان ما ارتفع حاجبيها تعجباً " شاهين ! "
اقتحم البيت بثبات فلحق به هي بعد أن أغلقت الباب ، التفت لها فقالت هي " اذا ً "
بثبات ردد " لقد اخترت "
استنكرت " اخترت ! "
همس " أجل سيليا ، اخترت "


كانت تقف مطلة على منظر المدينة واحمرار شمس الغروب يكتسحها مفكرة .. تقارن بين ردة فعل أسامة حينما عرف أنها ليست عذراء وحينما رأى أخته بين مجموعة الشبان .. الوقار الذي كان عليه معها والهيجان الذي ثار منه على أخته
التفتت الى باب الغرفة حيث سمعته يفتح ويخرج منه أسامة .. اقترب منها يطمئنها " اتفقنا أنها سترضى بالعقاب مقابل أن أخفي الأمر عن والدي .. ستبقى حبيسة المنزل لمدة شهر "
ابتسمت له وأفكارها .. تساؤلاتها مازالت تعصف بها فقال هامساً " شكراً لك "
التفتت مجفلة له فأردف " لولا كلماتك .. لولا أنك هدأتني لكنت أثرت اعصاراً لا يحمد عقباه .. ولن أسامح نفسي "
" كنت غاضباً جداً "
" لا يمكنك لومي .. أي عقل سيبقى لي في الوهلة الأولى "
التفتت له بعينين مجفلتين وتمتمت " بالضبط .. في الوهلة الأولى ننسى كل شيء .. العقل والحكمة والوعد "
التفت لها أيضاً مستنكراً جمود كلمتها فقالت " دعنا نعود غداً .. لا معنى من العقاب ان كان في روما "
" أعتذر لإفساد الرحلة "
ابتسمت هي مشجعة اياه " ستعوضني .. لن أنسى "
قهقه ضاحكاً بينما هي تعصف عقلها بألف سؤال وسؤال


نــهــآيــة الــفــصــل


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس