عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-19, 03:25 AM   #8

اروى بدر

كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية اروى بدر

? العضوٌ??? » 373310
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  مُ?إني » القاهرة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » اروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
أنا القافلة التي سارت ولم تبالي بنباح الكلاب...
افتراضي

الفصل الأول

أنزل الكرسي الثقيل من على ظهره ثم أستدار لها:
-ها كده حلو ؟
نظرت بعدم رضا لمكان الكرسي فامتعضت شفتاها:
- لأ هناك أحسن
نظر للمكان الذى أشارت له وكان المكان القديم الذى كان فيه الكرسي من قبل ليصيح بها:
- أستغفر الله العظيم على الغباء ...بصي هو هنا مكانه حلو ومش هشيل حاجه تانى
ضربت بقدميها الأرض:
-بقا كده ؟
عقد يديه أمام صدرره:
-أعملي اللي عندك أنا تعبت ومكنتش الشيال بتاع حضرتك
مسحت ذقنها بإشارة التوعد وهى تضع يدها في خصرها:
-طيب والمصحف لأقول لماما
ثم جرت صارخه:
-يا ماااااااااااااامااااااااا اا يامااااااااااماااااااا ....شوفي أبنك
ابتسم على جنونها هامسا:
-مجنونه
-وأنت أجن منها
ألتف للصوت الأنثوي من خلفه وقد أتت (بصينيه) عليها أكواب الشاى فأقترب منها وهو يبتسم:
-ماشى مقبولة من القمر
-فى أيه يا ياسر مالك مزعل اختك ؟
رفع رأسه لأمه وتلك المتوحشة خلفها تُخرج له لسانها ليقول بتوعد:
-ماشى يا قطه... مش دخلتى ماما في الموضوع... طب ورب العزة ما هعمل حاجه تاني
امتعضت ملامحها وهى تضرب الأرض:
-يا ماما شوفى بقا
نهرتها الفتاه الأخرى وهى تُدور بالملعقة داخل أكواب الشاي:
--ريتاج !...خلاص مكان الكرسي حلو كده أرحمِ أخوكِ بقا
ألتفت لها ريتاج:
--مالكيش دعوة أنتِ.... آه ما هو أنتِ أمه الثانية
هزت راسيل رأسها بقلة حيلة وهى توزع أكواب الشاي على أمها وأخيها ثم اتجهت للمطبخ زافره بضحكه:
-والله العظيم مجنونه
ركضت ورائها ريتاج وهى تصيح كالأطفال:
-أنا مجنونه يا راسيل ؟
ألتقط ياسر الشاي وهو يبتسم على المشاجرة اليومية ثم نظر لأمه:
-ها يا أمي الشقة عجباكِ ؟
تأملت أمه الجدران ثم ابتسمت برضا: :
-جميله تسلم يا بنى
قبل يد أمه: :
-أنا هبقا أتصل بيكى أول ما أركب التليفون
حزنت ملامح أمه:
-أنا مش مستريحة لسفريتك ديه خالص
زفر بتعب من كلام أمه المعتاد:
-يا أمى يا أمى... تانى ؟ مش خلاص أتفقنا هبقا أزوركم كل أسبوع
مدت أمه شفتيها بعدم رضا ليزفر ياسر وهو يشيح بوجهه الحزين بعيدا عنها ، ماذا يفعل إذا كان هو بنفسه لا يشعر براحة لهذه السفرية، ليهمس لها محاولا أن يصبر نفسه قبلها:
-ربنا يقدر اللي فيه الخير يا أمى
أتى صخب ريتاج ثانيه وهى تركض خلف راسيل التي أتت بصحن من المخبوزات وجلست بجوار اخيها:
-طبعا عصافير الحب
رماها ياسر بوسادة صغيرة بجواره:
-أتلمى بقا وأهدى
أخرجت ريتاج لسانها للخارج ثم أسرعت بالجلوس تحت قدم أمها وهى تبتسم:
-كلمت الراجل اللي هياخد العفش ؟
ترك ياسر كوب الشاي وهو يرد على سؤال أمه:
-أيوا رأفت جهز الموضوع ده
قطع كلامه صوت كسر الكوب الزجاجي الذي فلت لراسيل، نظرت لهم بوجه باهت وهى تتلعثم: :
-أسفه أأأأ أأنا هنضف هنا
ثم فرت بسرعة للمطبخ وهى تتعثر فى مشيتها زفرت أمه بحنق:
-أستغفر الله العظيم ...ربنا يجازي اللي كان السبب
نظر لها ياسر بغضب:
-أأأأمى خلاص أقفلي الموضوع
مطت امه شفتيها بعدم رضا بينما لم يلاحظ أحد ملامح ريتاج المرتبكة والتي انسحبت بهدوء لغرفتها
.......................................
-كده 250جنية... مرضي يا حاج ؟
مط الرجل ذو الشوارب الكبيرة فمه بامتعاض قبل أن يدس حفنه المال في جيبه قائلا بصوته الخشن كأنه ثور يُشخر :
-مرضى يا دكتور ياسر
ثم ألتف ذلك الرجل للصبية الواقفين بجوار العربة وهو يصرخ بهم بشده هزت بدن ياسر :
- أتجر يا واد أنت وهو ..يلا بلاش عوق

راقب ياسر العربة القديمة - التي لا يعلم كيف تعمل حتى وقتنا هذا - وهى تهتز بسبب وزن ذلك الرجل الغليظ النتن الرائحة ..زفر بحنق وهو يمشط شعره بيده قبل أن يلتفت ناظرا للعمارة البسيطة ذات الأربعة طوابق قبل أن يدخلها بخطوات متكاسلة.. خطى السلالم بسرعه ليقف أمام ذلك الجحر الصغير المسمى شقه بغرفتيها الصغيرتين في الطابق الاخير والذى كلفه جزء لا يستهان من مرتبه الشهري، فتح الباب الخشبي القديم والذى أصدر صوت مزعج وفى داخله قرر أن سوف يغيره عندما يفتحها الله عليه، أغلق الباب –الذى أصدر نفس ذلك الصوت المزعج مرة أخرى –رمى المفاتيح على الطاولة الوحيدة الموجودة بشكلها الطبيعي بينما معظم الاثاث لم يرتب بعد ..ثم أبعد عدة علب كرتونية قبل أن يخرج راديو عفا عليه الزمن وهو يمسح الاتربة عنه بحركات واهيه ووضعه على الطاولة ضاغطا على زر التشغيل ليصدح صوت –الست أم كلثوم – في الغرفة فابتسم ببشاشة وهو يكلم نفسه :
-الله عليكِ يا ست

فات الميعاد وبقينا بعاد
والنار بقت دخان ورماد
تفيد بايـه يا ندم وتعمل ايه يا عذاب
طالت ليالى الالم واتفرقو الاحباب
وكفايه بأه تعذيب وشقا
ودموع فى فراق ودموع فى لقا
تعتب عليا ليه انا بايديه ايه
فات المعاد فات فات المعاد


*****


اروى بدر غير متواجد حالياً