عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-19, 03:27 AM   #10

اروى بدر

كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية اروى بدر

? العضوٌ??? » 373310
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  مُ?إني » القاهرة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » اروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
أنا القافلة التي سارت ولم تبالي بنباح الكلاب...
افتراضي

الحياة.. أن أرتدي ثوب الطهر والعفاف وأن أصنع لنفسي ساترا أجعل منه شوكة في وجه من يحاول أن يقترب مني..
الحياة هي ناعمة مثل الأوراق وصلبة كالجذور وخشنة كالساق وطيبه كالعطر..
الحياة .. كالتربة الخصبة تعطي من يزرع فيها بذرة دون انتظار المقابل
لو كانت الحياه سهله لم نكن لنبكي عندما نخرج من أرحام أمنا ..

القاهرة......
رفعت ذراعها المتعبة ماسحه قطرات العرق المتصببة ثم رفعت عينيها للساعه الموضوعة في أحد الاركان لتتسع عينها ..هي ميته لا محالة!
أسرعت برمي مئزر المطبخ والقبعة لتصيح لصديقتها التي تأخذ الطلبات :
-بثينة!... أنا لازم أمشي معاد مناوبتي بدأ
رفعت صديقتها يدها بعلامة الموافقة، لتسرع بتناول سترتها وحقيبتها وهى تركض للباب الخلفي للمطعم ، رفعت ساعة يدها بتوتر وعينيها تحوم في كل مكان علها تجد وسيلة موصلات بسرعه زفرت بحنق عندما مرت ثلاث دقائق ولم تنجح في أن تجد مواصلة عامه ..أسرعت بالركض نحو موقف الباص وهى تفكر بذعر في أنها ستطرد اليوم بدون شك ، وصلت أخيرا لضالتها لتجد الباص العمومي قد وصل للمحطة وقد تجمهر الناس حوله ..أسرعت كمحاربه أمازونية لتقتحم الصفوف الحاشدة من الناس ، هذا يشد ذراع هذا وهذا يلكم هذا كله من أجل الوصول للحافلة :
-لو سمحتم ..لو سمحتم
بدأ الباص في التحرك لتتسع عينيها بخوف وهى تزيد من دفعها للناس صارخه :
-عدوني ..لو سمحتم
زادت سرعه الأتوبيس ليفر بالنهاية وقد أمتلأ عن أخره بالركاب ، وقعت أرضا على الأسفلت الصلب لتجرح أحدى ركبتيها ويقطع فستانها الأسود، وقفت بصعوبة وهى تلعن بداخلها الموصلات العامة ، رفعت الساعة أمام عينها لتجدها قد تأخرت نصف ساعه عن موعد عملها ..فتحت محفظتها بسرعة مخرجه كل محتوياتها ..عدت ما تملك من مال لتزفر بحنق مفكرة أتدفع المال لأخذ التاكسي؟ ..زفرت بقوه معنفة نفسها وهى ترجع المال للحقيبة فهذا المال له ضرورة أخرى ..نظرت للوقت مره أخرى لتبدأ بالركض أمله أن تذهب في الوقت المناسب ركضا!
----
وصلت أخيرا وهى تلهث والعرق يتصبب من جبينها ..اتجهت لصديقتها في مكتب الاستعلامات :
-هه ..عبير هه ...
أسرعت عبير وهى تخرج لها من خلف مكتب الممرضات :
- رحمة ..أيه اللي أخرك ده كله؟
أشارت لها للكرسي بتعب لتسرع عبير بسحب كرسي لها وهى مازالت خائفة:
-أيه يا رحمه اللي عمل فيكي كده ؟
كادت ترد ليأتي لها صوت غليظ من خلفها :
-أخيرا ست الحسن والدلال شرفتنا وجت
وقفت رحمه بتعب لتلتف للممرضة المشرفة عليها :
-أنا اسفه والله يا مدام رقية... لكن الموصلات كانت زحمه
ابتسمت المرأة ذات الجسم الضخم :
-هه لااااا بعد كده نبقى نجبلك مرسيدس عشان توصل حضرتك
أغمضت رحمه عينيها لتصيح رقيه :
مخصوم منك يومين بسبب التأخير والاهمال ...ويلا في حادثه حصلت على الطريق العمومي والشغل كله على رأسي
تنهدت رحمه بتعب لتربت عبير على كتفها مشجعه
اتجهت لغرف التبديل لترتدي زي الممرضات قبل ان تتجه نحو غرفه الطوارئ لتبدأ يوم طويل للغاية .
صدمت شخص ما لتبتعد بقوه معتذرة بينما لم تلحظ نظرات الاعجاب المرسومة على أعين هذا الرجل ضربه صديقه بمرح
-ايه يا دكتور تامر سرحت في أيه؟
- هه
ضحك بقوه على صديقه
-لا ولا حاجه مركز انت أوى مع رحمه
التف له تامر بدهشة اعجاب:
-هي اسمها رحمه؟!... اسم على مسمى والله
ابتسم بسخرية:
-هه متنخدعش بالمظاهر
ارتفع حاجب تامر باستغراب:
-تقصد أيه؟
وضع الأخر يده في جيب معطفه الطبي مشيرا بذقنه للطريق الذي سلكته رحمة:
-دي حكايتها حكاية... اهو يا سيدى اللي انت شايفها ملاك دي بيقولوا انها أتعرفت على واحد غنى أوى ، عارف أنت بقا الواحدة لما تلف عالواحد ...المهم وقعته في جمالها و اكتشف بعد كده أنها بتخونه ...لأ و أيه مع أعز صحابه ، طبعا رجعها لأصلها وطردها واكتشفت انها حامل من صاحبه في الحرام وأهي ذي ما أنت شايف ...الله اعلم بتعمل ايه دلوقتي
كان يتابع اتساع عيني صديقه بحماس فيحاول زيادة الرتوش على القصة ، أما الأخر فلم يصدق ان ملاك الرحمة ذات الاعين الساحرة وتلك البشرة البيضاء كالحرير وعينيها المنخفضه بكسره حزن وملابسها وحجابها المحتشم تفعل مثل هذا.... همس وهو يضرب كفه بأخرى:
-لا حول ولا قوه الا بالله.. اللي اختشوا ماتوا صحيح.. وجاية تشتغل هنا بعد ده كله
لف ذراعه صديقه ذراعه حوله:
-يا بنى سيبك أهي واحده من بتوع بنات الد..
غطت رحمه أذنها يقوه ولم تقدر على سماع باقي الحديث الذى سمعته بالصدفة وهى تتجه نحو غرفه الاشعة ..تريد أن تصرخ في وجههما بأن هذا كذب.. كذب ...كله كذب
سقطت دمعه من عينيها لتهمس بخفوت :
-يا رب ...انت العالم يا رب
*********************


اروى بدر غير متواجد حالياً