منزل مدحت
يرتشف رشفة تلو الأخرى من كوب الشاي بتلذذ و هدوء ... بينما والدته تضع امامها طبق ممتلئ بالكوسة تقوم بتقشيرها و تقطيعها.
نظرت له و قالت : يا ابني انت ناوي على جناني ... اخواتك كلهم اتجوزوا و هما اصغر منك و انت كل ما اكلمك تقولي لسه مش دلوقتي ... اية هتتجوز و انت داخل على الخمسين.
ابتسم بهدوء و قال : طيب يا ست الكل فكري معايا انا من البيت للمستشفى للعيادة لا بشوف حد و لا بكلم حد.
ادرات شفتيها يمين و شمال و قالت : دكتور نسا قد الدنيا و بيقول مش بشوف حد ... هو انت حد بيشوف بنات زيك يا موكوس.
ضحك بشدة و قال : يا حجة دول مرضى و اغلبهم اصلا ستات متجوزات مش انسات يعني.
و بعدين الاهم اني لا يمكن ابص لمريضة عندي ... انا حالف القسم و قبلها خلفت على مصحف ابويا الله يرحمه ان اراعي ربنا في كل واحدة اعتبرتني امين عليها ... مش اعد ابص واعاين.
قالت : لا حول ولا قوة الا بالله هو انا بقولك عاكس و لا بص بصة استغفر الله العظيم ... يا واد بقولك لو واحدة عجبتك نروح نتقدملها مش تتحرش بيها ... وكسة اية يا ربي دي ... دكتور قد الدنيا و مش عارف يحط عينه على بنت تعجبه.
ضحك مرة اخرى و قال : ادي اخرة برامج التوك شو ... حد يقول لابنه الكلام ده.
قالت بتأفف : ده لما تبقى لسه عيل صغير مش شحط طول بعرض داخل على الاربعين.
قال بصدق : مش هاقولك اني ملاك و لا اني مش زي اي راجل ممكن تلفت نظره اي بنت ... لكن بخاف يا ماما بخاف اخون الامانة ... بخاف واحدة تعحبني وشيطاني يوسوسلي ابصلها بصة تخليني اسقط من نظري.
ابويا لما اخترت تخصص النسا قعد معايا يومها و قالي كلام لا يمكن انساه ... يومها حسيت قد اية انه حمل تقيل ... اني مش زي اي راجل ممكن ضعفه يخونه مينفعش اقول دي مجرد بصة ... فهماني يا ماما.
انا بكشف على بنات و ستات استأمنتني على عرضها و شرفها ... لازم افصل حياتي الشخصية تماما عن حياتي المهنية.
تركت ما بيدها اقتربت منه و ربتت على كتفه بحنو و قالت : فهماك يا عين امك ... ربنا ينور بصيرتك و يقدرك على اللي انت فيه و يوقعك في بنت الحلال اللي تستاهلك يارب.
انهت نعمة تغير الحفاض للصغير و هي تنظر لابتسام بتدقيق و قالت : اية الأخبار يا عسلية مفيش جديد.
رفعت عسلية نظرها من الهاتف لنعمة و قالت بعدم تركيز : لا الحمد لله كله تمام الشغل زي ماهو و فاندام زي الفل معايا.
قللت بانفعال : هتنقطيني يا عسلية و انا برضع مش حمل نقطة.
ابتسمت ابتسام و قالت : حددي السؤال عشان انا مش مركزة بشوف ألوان المكياج اللي نازلة موضة اليومين دول.
عوجت نعمة فمها و قالت : فات شهر اهو من العيد ... ها نقول مبروك و لا لسه ربنا مأذنش.
نظرت لها دقيقة تحاول استعاب كلامها لتصرخ نعمة : الحمل ... الحمل يا بنت صباح.
ضحكت عسلية بشدة و قالت : انتي مركزة في الموضوع اكتر من حودة نفسه.
ضربتها في كتفها و قالت : خايفة عليكي يا عسلية ... ها طمنيني!!
تركت الهاتف و قالت : انا ملحقتش يا نعنع ده كله شهر بس اللي بطلت فيه الحبوب و بعدين اسمع ان الحبوب دي بتعمل لخبطة في الهرمونات و تخلي الدورة مش منتظمة و ممكن تاخر الحمل كام شهر بعد ما ابطالها.
شدت نعمه شعرها بغيظ و قالت : و لما انتِ دكتورة نسا قد للدنيا كنتي بتاخدي القرف ده ليه و انتِ عارفة انه ممكن يأذيكي.
و بدل ما تقلقي و تروحي تكشفي قاعدة تشوفي الوان البوية (الدهانات) اللي بتبيعيها ده.
تنفست ابتسام بعمق و قالت : انا خايفة ... لو روحت و كشفت و طلع فيه مشكلة كان سببها غبائي ممكن اروح فيها.
تعاطفت نعمه معها و ربتت على يدها و قالت : لا هتلاقي كل خير و مش بعيد تطلعي حامل كمان ... يا بت انا دعتلك و انا بولد و الدعوة ساعة الولادة مستجابة ... بس ابقى افتكري بس و ليا الحلاوة.
ابتسمت عسلية لحب و طيبة قلب صديقتها و قالت : ليكي عليا لو طلعت حامل اعملك اللي انتِ عيزاه.
ابتسمت نعمة بهيام و قالت : لو طلع ولد سميه سلطان على اسم المعلم.
هبت ابتسلم واقفة و قالت : نعم يا اختي اروح اقول لفاندام عايزة الواد على اسم صاحبك عشان يفتح كرشي و كرشه و حتى لو وافق انا اسمي ابني سلطان ليه صاحبتي بتحب سلطان اقوم مسميه اسم ابني على اسم جوز صاحبتي.
انا هاسميه لؤي او اياد اسم دلع كده مش سلطان ... حركت فمها بامتعاض و قالت : قال سلطان قال ... المعلم لحس عقلك اكتر ماهو ملحوس يا نعنع.
انتهى
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
|