عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-19, 10:25 PM   #23

اروى بدر

كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية اروى بدر

? العضوٌ??? » 373310
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  مُ?إني » القاهرة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » اروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
أنا القافلة التي سارت ولم تبالي بنباح الكلاب...
افتراضي

قبل ذلك بعدة أيام
أسند يداه على المكتب أمامه وهو يلهث بقوه محاولا أخذ نفس طويل من الهواء ليقول لوجه الضابط المندهش أمامه:
-هه ..مياه...هه أرجوك..
رفع الضابط حاجبيه بقوه من هذا الرجل الذى أقتحم المكان فجأة وهو يستجوب مجرمين في قضيه سرقه محل ما فعقد الضابط حاجباه :
-انت مين ؟ وازاى تدخل كده أنت شارب حاجه ولا ايه ؟
استرد ياسر أخيرا بعض أنفاسه :
-لا والله يا باشا مقصدش ..بس ..في مصيبه حصلت
أرجع الضابط ظهره للخلف وهو يقول بتهكم وقد أسند وجهه على كفه يده :
-أرغي (تحدث)
بلع ياسر ريقه محاولا ان يرطب حلقه الجاف :
-يا باشا انا جيت اتصل بـنمرة أتصلت برقم غلط
-وده بقا اللي عملي عليه الدوشة ديه كلها ؟
-لا يا باشا ..والله المشكلة ان اللي ردت عليا حد قتلها
بانت ملامح الدهشة على وجه الضابط :
-والله ..؟(ثم تحولت للعصبية الساخرة ) جرا ايه يا ***** أنت جاي تعملهم علينا على المسا .. شكلك مجنون وهربان من سرايا المجانين
-والله يا باشا ..
قاطعه بصراخ :
-بس ولا كلمه بدل ما اخليك مكان اللي وقفين دول
نظر ياسر للمجرمين الواقفين والأصفاد حول رسغيهما، فبلع ريقه بصعوبة وهو يرجع نظره للضابط :
-أرجوك صدقني أنا في مصيبه
وقف الشرطي بنرفزة وكاد ان يصفع ياسر لولا الصوت الخشن الذى أتى من خلفهم :
-في أيه يا أمين ؟
التف الضابط الذى أكتشف ان أسمه امين الان ليؤدي التحية لذلك الرجل العملاق عند الباب :
-أبدا يا فندم ده واحد باين عليه واخد حاجه وجاي يعملهم علينا
تأمل الرجل نظرات ياسر ليدور خارجا من الباب وهو يقول بصوته الخشن :
-تعالا ورايا
--------------
-يا بشمهندس ...شارع لبنان اهو يالا بقا ,,بلاش تقطع رزقنا على الصبح
أستيقظ ياسر من غفلته وسرحانه على صوت سائق العربة ليسرع بالنزول والشتائم والكلمات الغاضبة تلاحقه ..رفع نظره للمستشفى المقامة امامه والاسم اللامع عليها ليعدل من وضع نظراته قبل ان يخطو بداخلها ..وقف أمام مكتب الاستعلامات وهو يسأل الممرضة التي أبدت بكل وقاحة أعجابها به فسألها بصوت صارم:
-لو سمحتي يا أنسه الاقى مكتب المدير فين ؟
-الدور الثالث جنب أوضة الأشعة
-شكرا
استدار ليذهب حيث وجهته لتصل له كلمات الممرضة لزميلتها:
-ده بينه الدكتور الجديد
دلف للمصعد وهو يضغط على الزر الثالث وكاد ان يغلق الباب لتوقفه يد أحد ما ليعاود الفتح ..نظر لرجل في اوائل الثلاثينات ينهج قبل أن يدخل بجواره وهو يقول بندم :
-أسف جدا يا أستاذ
-لا مفيش مشكلة
كان رأس ياسر يدور فى جميع الاتجاهات .. وليس في حمل ان يتكلم لكن يبدو على رفيقه ذلك أنه ثرثار وتأكد من ذلك حينما مد يده :
-أنا سمير أبو النجا
أومأ أحمد برأسه وهو يمد يده بتعب وبكل تحمل نطق :
-ياسر العياط
أتسعت عينا هذا السمير وهو يهتف:
-أنت الدكتور الجديد ؟ يا ميه أهلا وسهلا ..أخوك دكتور عظام برضو
أنت رايح فين دلوقتي ؟
زفر ياسر عله يفهم انه متضايق من الحديث معه ليقول بغضب مكتوم:
-أوضة المدير
-أنا رايح هناك برضو .. يالا بقا عشان نتعرف زيادة
شتم ياسر بداخله وهو يفكر بأن الايام القادمة سيصاحبه صداع دائم
------------------------------
(بعد يومان وقبل يوم واحد من اجتماع رأفت وراسيل )
صوت خبط القلم على الطاولة الخشبية كان يدق في رأس ياسر ليقول بحده لم يقصدها :
-سميييير أنا صدعت
وقف ذلك الاحمق -كما بدأ ياسر يدعوه بداخله – عن الدق ليزفر براحه وهو يعاود النظر للورق بين يداه محاولا التركيز ..فقاطعه رنين هاتفه رفعه بملل .لتتسع عيناه وهو يبصر الاسم امامه ليرد بسرعه استمع لبعض الكلمات ثم أغلق الهاتف ورقال لسمير بعجلة وهو يخلع بالطو الأكباء ويلبس جاكته:
-سمير شوف أنت باقي الكشوفات عشان عندي مشوار مهم ساعتين وراجع
...........
نظر للبيت البسيط المكون من ثلاثة أداور فقط ولكن رغم بساطته هذه فهو كان في منطقة راقية يعمها الهدوء، زفر ياسر بقوة وهو يدلف للبيت وصوت القرآن يصل له من الدور الثاني ...صعد السلالم حتى وصل للبيت المطلوب ليقترب من الباب المفتوح المعلق بجواره ورقه بيضاء خط عليها اسم المرحومة "سامية عطا لله "وقد وقف عنده بعض الرجال وقف ياسر عندهم ليسلم عليهم ويخبرهم بالعبارات المعهودة في هذه الأوقات ..ثم جلس على احدى الكراسي شد من جاكته و أدار بصره محاولا استكشاف المكان وملاحظه أي قريب للقتيلة ...كان جالسا حيث يعطى ظهره للقادم من الغرفة الاخرى التي يقام بها عزاء النساء ... فسمع صوت طرقات كعب عالي خلفه وأقدام واثقه تقترب منه أكثر وأكثر وكأنها تمثل ضربات قلبه الأن ليلتف مغصوبا .. تسمر بدنه كالحجر وهو يبصر تلك الحورية ذات الرداء الاسود وهى تتهادى بمشيتها نحوه ..تأملها من ساقها بالكعب العالي حتى شعرها البندقي .وعيناها الكهرمانية ....سلخ عيناه بعيدا عنها حتى وجدها أمامه تكلم أحد الاشخاص ومن الحديث فهم انها ابنه تلك السيدة المتوفاة تلك السيدة التي قتلت بالمعنى الأصح، أغلق عيناه محاولا عدم التذكر ترك فنجان القهوة المر متجها نحو تلك القامه الطويلة التي رغم شحوب وجهها هزت بدنه ودموعها واضحه في عيناها:
-أحم.. لسلام عليكم ...
ألتفت له وهى تنظر باستغراب وحاجبيها يتقاطعان وشعرت بقبضة غريبة تستولي على قلبها وتعصره بداخلها :
-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
مد يده وهو يحاول رسم الحزن على ملامحه:
-البقاء لله
مدت يدها وهى تومأ برأسها منتظره أن يكمل :
-احم أنا..أبن أأأ صاحبة الحاجه سامية
قالها بسرعه وهو يدعو بداخله ان تصدقه ..ليجدها ترفع حاجبيها ثم أومأت بابتسامة وهي ماتزال تدقق في عيناه بشك:
-اهلا وسهلا بحضرتك
بلع ريقه يحاول ان يأتي بفكره تساعده على ـن يأخذ منها ما يريد :
-أأنا شغال صحفي في صفحه الوفيات وكنت حابب انى اكتب مقال عن الحاجه الله يرحمها .
يبدو ان له مهارات في الكذب وهو لا يعلم فتلك الفتاة صغيرة الجسد صدقته ..وهى تشير له نحو أريكه في ركن من أركان الصالة الكبيرة :
-أتفضل
جلس على الاريكة لتجلس هي على الطرف الاخر وهى تضع قدما فوق اخرى :
-أتفضل اسأل ؟
عدل من جلسته ليكون مقابلها وهو يشد من جاكته :
-احم أنسه ..
-وجدان الصاوي يا أستاذ.؟
بادر لذهنه اسم احد المطاعم القريبة من منزله :
-نادر السعيد
أومأت له براسه ليكمل مستعينا بكلمات يسمعها كثيرا بالأفلام :
-أولا عايزك تحكى كل اللي تعرفيه حتى أي تفصيله صغيرة
قلبت شفتاها وهى تهز رأسها :
-طيب
أخرج دفتر صغير لا يعلم متى حمله وقلم من المشفى قد نسيه معه ليكمل صوره الصحفي ..وهو يعدل وضع نظارته :
-أتفضلي
- .أمى كانت ساكنه لوحدها ..انا مش ساكنه هنا ..لأني كان ليا سكن خاص بعيد عنها جنب شغلي ..في اليوم ده
سحبت نفسا عميقا محاولا ان تبعد الدموع عن عيونها :
-...في اليوم ده اتصلت بيا على المغرب قالت لي أنها عايزانى في موضوع مهم قلت لها خلاص هجيلك بعد مخلص شغلي في المكتب وبعدين روحت البيت بليل عشان اقابلها لقيت ناس كثير متجمعة عند العمارة ولما سألت واحد منهم ..قال لي اللي جرا وأنها ..
هنا انهارت دعامات تلك الضعيفة وهى تخرج بعض الدموع :
-أنها انتحرت
بدى التأثر على وجه ياسر وهو يقول لها بحزن ومد لها منديل :
-اسف أني فكرتك
التقطت منديله ماسحه دموعها :
-مفيش مشكله اساسا كذا صحفي جم قبلك
انتظر قليلا حتى هدـت واشارت له بان يكمل فاحتدت نظرته وهو يقترب منها قليلا :
- كان في مثلا في البيت حاجة غالية تدعو ان حد يهجم عليها ؟
هزت الفتاه رأسها بالرفض :
-لأ خالص كل الفلوس والذهب في خزنه في البنك... هنا مكنش في غير محفظتها
تألمت نظرات ياسر هو يتذكر الصوت الطيب الذى رد عليه في الهاتف يوم الحادث ثم وقف وهو يمد يده لتلك الباكية:
-شكرا لـ أجابتك والبقاء لله مره تانية يا انسه وجدان
مدت يدها محاوله ان تتغلب على أحزانها :
- العفو
ثم تذكر الورقة التي كتبها مسبقا ليخرجها وهو يدسها في يدها :
-بصى يا أنسه وجدان ده رقمي وعنواني عشان لو عزتي أي حاجه متتردديش ..ولو افتكرتِ أي حاجه اتصلى بيا تمام ؟
هزت رأسها بالموافقة وهى تقف مودعه اياه :
-شكرا أستاذ نادر
أبتسم لها ابتسامة خاصه وهو يتأمل احمرار أنفها من البكاء ..:
-ها خلصتِ يا ست هانم
التفا الأثنان نحو الصوت الخشن الساخر خلفهما لتضيق عينا ياسر وهو يرى ذلك الفتى وابتسامته اللزجة التي تعلو فمه وهو يتأملها بنظرات وقحة لم تريحه، كاد يريد عليه لتأخذ وجدان هذا الدور قائله بصوت حانق:
-هيثم ..لم الدور في ناس موجدين وبعدين ده صحفي كان جاي عشان ينشر قصه ماما في الجرنان
أنقل ذلك الهيثم ثقل جسده على القدم الاخرى ومازالت نبره صوته ساخرة :
- ..صحفي أمممم...في جريدة ايه ان شاء الله؟
تصبب العرق قليلا على وجه ياسر ليهمس بأول اسم خطر على عقله :
-جريدة "الخبر"
مدت وجدان يدها مره أخرى لياسر وقد تحولت علامات الحزن للغضب :
-شكرا مرة تانية يا أستاذ نادر لو احتجت حاجه هتصل بيك ان شاء الله
تناول رقه كفها بيده الضخمة وهو يومأ لها بوجوم ..ابتعدت عنه عاقدها كفيها فوق قلبها النابض بقوة ليقترب هيثم منها وهو يحاوط خصرها بوقاحه أمام نظر ياسر المشتعل كفتيل :
-مش قلت بلاش نسلم على رجالة؟ ..أنتِ متعرفيش انى بغير يا...
وحول نظره لعيون ياسر المشتعلة ليرفع حاجبيه بمكر :
-خطيبتي !
تورد جسد وجدان حنقا وهى تنظر له بغضب ووصل صوتها منخفضا لآذان ياسر وهى تقول لهيثم بغضب:
-شيل أيدك من عليا
لينفث ياسر نفثا حارا وهو يتركهم مغادرا ..وقد رمى سلام غاضب لا يعرف لما !
أما وجدان ألتفت لهيثم بغضب وهى تزيح يده بقوه من على خصرها :
-أبعد أيدك عني
أبعدها هيثم وهو مازال يلصق ابتسامه ماكره على شفتيه ليرفع يدا الأثنتين :
-خلاص خلاص براحه علينا ..
ثم أقترب بشده لأذنها لترمقه بنظرات تضج بالغيظ:
-وبعدين يا روحي ..أنت مصدقه أن الراجل ده صحفي ..هه ..هبلة
تركها متصلبة وهى تتأمل ظهره والحيرة تبدو عليها لتتسأل نفسها هل نادر صحفي حقا؟
~~~~~~~~~~~~~~~



اروى بدر غير متواجد حالياً