عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-19, 11:05 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




(الفصل الثالث:وعد بعد منتصف الليل)(1)

& ::&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:&:

(والحب العذري ،أي الحب الشريف الذي ليس فيه مطلب ..هو في نظر العااالم كذبة حمراء،وفرية ليس لها أصل ،وإنما هما غريزتان،حفظ الذات بالطعام ،وحفظ الجنس بالاتصال،فهل تصدق الجائع إذا حلف لك ،أنه لايريد من المائدة الملوكية إلا أن ينظر إليها ،ويشم على البعد ريحها؟!
كلا؛كل حب مصيره إلى النكاح أو السفاح.
وقد علمت الآن أن الحب الشريف كالليل المشمس؛شيء كالمستحيل.)الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله


عادت وعد إلى منزلها ،أخذت تقص على أمها ماحدث ،وعن حكمة عفاف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،إلا أنها لم تخبرها عن قلقها بشأن سلمى،ذهبت الأم لتنام بعد أن اطمأنت إلى رجوع ابنتها
دخلت وعد غرفتها ،بدلت ملابسها ،وألقت بجسدها على السرير ،لم تطفئ ضوء الغرفة كانت تحب القراءة حتى يداعب النوم أجفانها....
ولكنها في تلك الليلة كانت مشغولة البال،تفكر في سلمى !!وماهو الشيء الذي تخفيه عنها !
وهي أقرب الناس لها ،فسلمى بالنسبة لها أختها وصديقتها وكل شيء في حياتها...،فأقل أمر يكدر صفو سلمى فهو يؤلمها ..
قلبت هاتفها النقال (الجوال)ترددت في الاتصال على سلمى ،فلما رأت ساعة الهاتف تشير إلى الواحدة والنصف تراجعت ..فلابد أن سلمى قد نامت ،وبدورها هي غلبها النوم..
وفجأة رن جرس الهاتف..استيقظت ذعرة ..لقد خيل إليها أن أمراً حصل لسلمى ..أخذت الهاتف على عجل لم تنظر في اسم المتصل ردت بسرعة..نعم ماذا هناك ؟
من الجهة الأخرى رد شاب- ببرود-هل هذا هاتف محمد؟؟
فتحول خوفها إلى غضب ألقت بنقمته على ذلك المستهتر ..وهل تتصل في هذا الوقت وأنت لاتعلم مع من سوف تتحدث!
ألا تتأكد أولاً ثم تتصل؟
أجابها بعد أن فرح بردها عليه،وأظهر أسفه واعتذر عن اتصاله في هذا الوقت وأغلق الهاتف..
أقفلت وعد الهاتف وهي تتمتم بعبارات متداخلة كيف له أن يتصل في الواحدة والنصف!! وقد خجلت من صديقتي أن أحدثها في هذا الوقت!!
فلما نظرت إلى الساعة وجدتها تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل!ازداد غضب وعد.... الثااالثة!!
لكن سرعان ما تسللت ابتسامة على شفتيها...جيد لقد نبهني لقيام الليل ،فتحت نافذة غرفتها ..
استنشقت الهواء وأخرجته بقوة،ثم رفعت بصرها إلى السمااااااء....
رأت أطياف نجوم قد غادرت وبقيت بصمتها في الأعالي،ونيازك قد ذهبت تجر أذيالها مختالة في جو السماء،وكأن السماء مرآة الدنيا ،فطلوع النجوم بداية ميلاد.... وأفولها نذير فناء !!!!
وهذا القمر قد شاخ حتى أصبح خيطاً رفيعاً بعد أن كان يملئ السماء والعيون!!!
وقد يغيب في مجاهل السماء وهو في تمام كماله وعنفوانه.....
قراءت وهي ترقب الكون خواتيم سورة (آل عمران)
(إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار..........لعلكم تفلحون)
قرأت كما سن لها رسولها عليه الصلاة والسلام..
ثم أغلقت النافذة وهي ما تزال تقرأ أخر تراتيل الآيات....

صفت رجليها تصلي مثنى مثنى ،ثم أوترت بواحدة بعد أن كانت الساعة تشير إلى الرابعة..
شعرت برغبة في النوم ،لكنها قاومت النوم بل جاهدت الشيطان.. فقد قرب الفجر..
كانت مرهقة تفتح عيناً وتغلق أخرى حتى صدع صوت الحق، قامت فتوضأت، وصلت، وقد كانت في تعب لم تستطع معه المكوث في مصلاها حتى ارتفاع الشمس،ذهبت لفراشها بعد أن أيقضت أخوتها ..مشت إلى غرفتها وأغمضت عينيها قبل أن تتمدد على سريرها،فلقد كانت مرهقة،وماكادت تستسلم للنوم حتى رن هاتفها ،فزعت بعد أن كادت تستسلم للنوم،رأت رقم هاتف غريب ،ربماهو من اتصل البارحة –لم يكن من عادتها الرد -لكنها كانت منفعلة ،وما إن سمعت صوت ذلك الشاب حتى أغلقت الهاتف وهي تتمنى لو أوقفته عند حده،أغلقت صوت الهاتف ونامت....

بعد صلاة الظهر نظرت إلى هاتفها فإذا هو قد حوى عشر مكالمات!!!!ورسائل حقيرة ،لم تكلف نفسها مجرد قراءتها فاكتفت بمسحها ...

في الليلة التالية استيقظت كعادتها لصلاة القيام،فإذا بهاتفها النقال يرن!!
نظرت فإذا هو ذلك الشاب،غضبت وردت عليه ،وأسمعته كلمات لو كان في قلبه حياة لسمعها..
صرخت في وجهه ألا تخاف الله؟! إلا تستحي من الله ؟!إني لأستحي من أن ينزل الملك القدوس إلى السماء الدنيا وأنا في فراشي فهل يليق بعبد ذلك؟؟!!
فكيف بك أنت وأنت تعصي الله عز وجل ،وتخون أمانة الله ؟! كيف بك وقد زاد الله شقاءك حتى أصبحت تعصيه وتغري الناس بعصيانه !!
والله لن ينفعك أن يعذبني الله تعالى معك!صدقني لن ينفعك... ألم يقل تعالى:}ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون{الزخرف39

وفي أثنا حديثها وتفاعلها لم يقطع عليها استرسالها إلا صوت الشاب ساعدينـــــي..
سكتت وعد ،وكأنها لاتصدق ماتسمع..هل تأثر بهذه السرعة!!

ردت عليه بعد برهة نعم ،ماذا قلت؟
لم يتوقع أن ترد عليه ،فرح واسترسل في الكلام ..شرح لها بُعده عن الاستقامة نظراً لقلة قراءته ،وكون غالبية أصدقائه المحيطين به جميعهم مثله فكل واحد منهم يؤثر في الأخر،ولم ينس أن يخبرها أنه مدخن لايحافظ على الصلاة!!
بهتت وعد فلم تكن تتوقع –لصفاء نفسها-أن هناك مسلم لايحافظ على صلاته..!!
تأثرت كثيراً وزاد من تأثرها نبرته الحزينة واستجدائه المساعدة،حدثته عن فضل الصلاة وأنها ركن الإسلام المتين الذي لاينفع ركن غيره إذا فقد..وحدثته عن حرمة التدخين وحلق اللحى ،وأن هذه صفات الفساق وإن اعتادها الناس،فأيما عادة خالفت الشرع فهي رد،رجته أن ينهي المكالمة وأن يذهب في هذه الساعة لمناجاة ربه ،ورجته أرجووووك اذهب صل وناج ربك،أرجوووك ،أرجوووك،أرجوووووك.......

تعجب الشاب من إصرارها ،وفي وسط ذهوله ردعليها أن نعم ، أغلق الهاتف دون أن يزيد على ذلك،أماهي فجلست في مكانها تحمد الله أن هداه على يديها..!!صلت ماشاء الله أن تصلي ثم نامت..

بعد ساعة استيقظت لصلاة الفجر ،وماكادت تعود لفراشها حتى رن هاتفها


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس