عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-19, 12:07 AM   #8

صابرين شعبان

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية صابرين شعبان

? العضوٌ??? » 329422
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,814
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond reputeصابرين شعبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
💕💕💕💕
طرق محمود الباب كما تعود .. لينبه عرين لمجيئه .. أسرعت عرين تفتح الباب بلهفة و هى تبتسم قائلة .. " أهلا أستاذ محمود "
دلف محمود للشقة ضاحكا و هى تغلق الباب فور دخوله .. " لقد كنت محمود أمس فقط عرين هل عاد لقب أستاذ لذاكرتك مرة أخرى لقد صدقت أنك نسيته لتناديني بإسمي "
أبتسمت بخجل فمد يده بعلبة صغيرة قائلاً .. " هذه حلوى عقد قران ضحى شقيقتي العقبة لك عرين "
تلاشت البسمة من على شفتيها قائلة بجمود و هى تمسك بالعلبة ..
" شكراً لك العقبة لك أنت "
قال محمود معتذراً .. " أنا أعتذر منك غداً إن شاء الله سأجلب لك كتب دراستك و بعض الأشياء الخاصة بدراستك "
ردت عرين و قد أحترق وجهها من شدة حرجها فهو ليس ملزما بها و لا بالانفاق عليها و لكنه يعتذر لتأخره في احضار كتبها .. ماذا ينتظر أن تقول .. لو كانت شدة الخجل. تميت لماتت على الفور .. " لا تقل هذا أستاذ أنا لم أعد أعرف كيف أعتذر عن ما أسببه لك من مشاكل "
رد محمود معاتبا .. " كفى عرين لقد بدأت أغضب منك بالفعل .. أخبريني أليس لديك طعام هنا أو حتى كوب شاي ضيافة منك لم أعرف أنك بخيلة هكذا "
ضحكت عرين بحرج و أجابت .." ثوان قليلة فقط و يكون الطعام جاهز"
تركته و ذهبت للمطبخ لتعد له الطعام بينما جلس محمود ينتظر ..
و في عقله تدور أسئلة كثيرة عنها و عن ظروفها و عائلتها تلك التي ربما حقاً أذوها إن عادت إليهم الأن بعد هروبها من زفافها .. لا يريد الضغط عليها لتتحدث و لكنه أيضاً يكره شعوره بالجهل .. حسنا ليصبر قليلاً بعد ربما تحدثت هى من تلقاء نفسها .. عادت عرين و بيدها صينية الطعام الكبيرة التي أحضرها مع أدوات المطبخ .. وضعتها على الطاولة و هى تقول بخجل .. " تأخرت "
أبتسم محمود برقة .. " لا ستأكلين معي صحيح "
ردت بخجل .. " إن أردت ذلك "
مط شفتيه مرحا و أجاب .. " بالطبع أجلسي .. ليكون بيننا خبز و ملح "
لم تفهم عرين مقصده و ظهر ذلك في حيرة نظراتها فضحك محمود قائلاً .." من أين أنت "
ارتبكت عرين قائلة .. " عائلتي من هنا و لكني كنت أعيش مع عمي في الصعيد بعد وفاة والدي منذ عامين "
تعجب محمود لذلك و سألها .. " و كيف كنت تأتي للجامعة هنا "
ردت عرين بقلق من أسئلته فلاحظ محمود ذلك .. " كنت أقيم هنا في بيت المغتربات كان عمي يأتي ليراني من وقت لآخر غير قضاء الإجازة لديه و بعد الأحيان أظل معهم بضعة أيام أتغيبها من الجامعة ثم أعود مرة أخرى لهنا "
بعد أن صمتت عرين لم يشأ محمود أن يسألها عن شيء أخر و لكنه أشار إلى الطعام قائلاً .. " فلتأكلين عرين و كفانا حديث "
تنهدت عرين باسمة و قالت بخجل .. " حسنا "
بعدها ظل محمود يحادثها عن أخوته و ضحى و والديه و كل ما يحدث من مشاكسات بينهم .. ليمر الوقت سريعًا و هو ينظر لساعته بذهول ..
" يا إلهي سأكل توبيخ من والدي على تأخرى يجب أن أذهب و أراك فيما بعد "
ودعته عرين باسمة .. " شكراً لك محمود أراك غداً "

******************
كان محمود يهاتف عرين من وقت لآخر ليطمئن عليها و يعلم إن إحتاجت شيء قبل مجيئه كانت الأمور في المنزل قلقة بسبب ما يحدث مع ضحى و وقار و ما يحدث بين والده و باهر من صدام .. أحضر لها كتب الدراسة كما وعدها و بعض الأشياء التي تلزمها في دراستها وعدها أنه سيذهب لكليتها حتى يعرف كيف ستكمل عامها دون مواظبة ليخبرها عن أفضل حل يمكن أن تكمل دراستها بدون أن تتضرر تقديراتها .. صعد محمود على الدرج و هو يلهث من حمله عندما طرق الباب بقدمه و هو ينبه عرين لمجيئه ..
" عرين أنه أنا محمود "
فتحت عرين الباب مسرعة لتجده يحمل بين ذراعيه عجلة لصناعة الفخار .. و بعض الأدوات و المعدات التي ستستخدمها معها .. نظرت إليه بدهشة سأله .. " ما هذا محمود لم أحضرت هذه "
قال محمود بتذمر .." أدخليني أولا عرين لأضع حملي "
أفسحت له الطريق فوضع العجلة على الطاولة الخشبية أمام المقعدين .. سألته عرين " لم أحضرتها محمود "
قال محمود بتعجب .." لدراستك عرين هل تظنين أن كليتك نظرية لا بل عملية أيضاً لا تنس أنك تحتاجين إلى تنفيذ ما بالكتب عملي هذا ما سيختبرونك به أليس كذلك "
قالت بحرج .. " و لكنها غالية الثمن محمود "
قال محمود بمزاح .. " سأجعلك تعلمينني كيف استخدمها و أصنع أواني خزفية كمحترف مثلك "
ابتسمت بمرح .. " تريد دروس في كيفية استخدامها "
هز رأسه موافقا فقالت .. " حسنا سأعلمك وقت ما تريد ذلك "
أبتسم محمود بهدوء .. " حسنا سأحضر لك باقي الأغراض مرة أخرى و الأن سأرحل فالوضع في منزلنا مضطرب هذه الفترة "
سألته بقلق .. " هل علم أحد شيء عني "
طمئنها قائلاً .. " لا عرين و لكن هناك مشاكل تخص عمل شقيقي الكبير و يحتاج من الجميع توخي الحذر و عدم المكوث خارج البيت كثيرا من أجل والدتي و شقيقتي "
سألته عرين بخيبة .. " هل ستذهب الأن "
قال محمود بأسف .. " أعتذر منك عرين و لكن الهاتف معك و سأطمئن عليك اتفقنا "
هزت رأسها و لم تظهر له ضيقها لذهابه السريع و أجابت
" حسنا محمود و طمئنني على الجميع أيضاً "
تركها محمود كعادته بعد أن أوصاها بأن تنتبه لنفسها و تغلق أبوابها جيداً و تهاتفه إن إحتاجت شيء ...

*************************
وجده غسان شاردا .. كان يحادثه و لا يجيب يبدوا غير منتبه فقال بحيرة من حاله له فترة طويلة لا يظل في الموقع كثيرا أو يأتي متأخرا و ذادت أخطاء العمال بسبب عدم تواجده المستمر .. " بشمهندس محمود ما بك لي ساعة أحادثك و أنت في واد أخر غير وادينا "
رد محمود بضيق .. " لا شيء غسان فقط هناك بعض المشاكل في البيت مع عائلتي تجدني شارد بعض الشيء "
نظر إليه غسان بشك.. " حسنا بشمهندس محمود أنا فقط أريد أن أخبرك أنه يجب أن تتواجد في الموقع أكثر من ذلك لمنع الاهمال الذي يصدر عن بعض العمال "
رد محمود بضيق .. " حسنا غسان سأتصرف معهم لا تقلق .. ربما على أن أفعل ما قاله لي أبي "
نظر إليه غسان بتساؤل .. " ما هو هذا بشمهندس "
أجاب محمود بهدوء .. " لا تشغل بالك بذلك فقط أحضر لي ورقة بأسماء هؤلاء العمال و أنا سأتصرف و الأن أنا سأعود للمنزل فلدي شيء هام و غداً نتحدث "
تركه محمود و ذهب ليتمتم غسان بحيرة .. " لا أعرف ما يحصل معه منذ وجد تلك الفتاة هنا و هو تبدل لشخص آخر "

**************************
ابتسمت عرين براحة عندما رأته .. دخل محمود للشقة و أغلقت الباب خلفه نظرت لما يحمل بيده بحرج قائلة
" ما هذا محمود ألم أخبرك أن لا تحضره "
وضع محمود التلفاز الصغير و جهاز الأستقبال على المقعد و أجاب باسما " هذا حتى يقوم بتسليتك قبل النوم في غرفتك و أخبرتك مائة مرة أنه لشقتي و ليس لك و الأن سأذهب لأحضر باقي الأشياء من الأسفل و اليوم سأطالبك بأولى دروسك "
هبط للأسفل و أحضر المواد التي تستخدمها في صناعة الفخار .. و وضعها على الأرض قائلاً .. " هل هناك شيء أخر تحتاجينه لم أعرفه "
نظرت عرين لم جلبه بحرج لا تعرف ما تجيب و قالت بخجل .. " لا هذا كل شيء"
أبتسم محمود و قال .. " حسنا عرين أنا سأضع لك التلفاز و أوصله بنظام الأرسال العمومي للبناية و أعود سريعًا لنبدأ "
سألته دهشة .. " هل حقاً تريد تعلم صناعة الفخار "
أبتسم محمود بمرح .. " بالطبع .. أريد أيضاً الحديث معك عن الدراسة فقد قرب العام على الإنتهاء لنعرف ماذا ستفعلين و كيف تحضرين الإختبارات "
هزت رأسها موافقة .. فتركها ليفعل ما قاله جلست على المقعد تنتظر و هى تفكر في ما ألت إليه حياتها .. ماذا كانت ستفعل لو لم تقابله .. لابد أن تخبره كل شيء حتى يعلم ما حدث معها ..و هل سيستمر في مساعدتها أم لا
عاد محمود وجدها جالسة شاردة فسألها بهدوء .. " هل حان الوقت للحديث عرين .. كلي أذان صاغية "
أبتسمت عرين و لم تعقب و تسأله كيف علم أنها تريد أن تتحدث معه .. سمعت صوته المرح يردف .." أخبرتك أني أقرأ تعابير وجهك جيداً فأنت شفافة للغاية لى أنا على الأقل "
نهضت من على المقعد قائلة .. " تريد أن تحتسي قليل من الشاي "
قال محمود بهدوء .. " أجل سيكون هذا جيداً "
ذهبت عرين لتعد الشاي فجلس ينتظر عادت بعد عدة دقائق و جلست على المقعد بعد أن وضعت الأكواب على الطاولة .. سألها محمود مشجعا .. " أخبريني عرين هل عمك لديه أولاد "
كان يريد تسهيل الحديث عليها بأن يطرح الأسئلة و هى تجيب .. " نعم عمي صادق و هو شيقيق أبي الكبير لديه إبنة واحدة و ثلاث رجال "
تعجب محمود من ذلك .. فمن عادة المقيمين في الصعيد أو الأرياف .. تزويج بناتهم لأولاد أعمامهم أو أخوالهم كنوع من الحماية المضاعف لهن من الزواج من غريب لا يعرفون عنه شيئاً .. سألها محمود .. " لم لم يزوجك لأحد أبنائه عرين بدلا من تزويجك لأحد غريب لا يعرفه "
عقدت عرين حاجبيها بغضب قائلة بحزم .. " لأني لم أقبل أن أكون زوجة ثانية لأحدهم "
سألها محمود بدهشة .. " و هل أراد ذلك حقاً أن يزوجك لأحدهم و هو متزوج بالفعل "
ردت عرين بغضب مكتوم و هى تتذكر جدالها مع عمها و أنها ستعود و تعيش في منزل والدها وحدها إن أجبرها على ذلك .. و ما كانت النتيجة ... قاطع محمود شرودها سائلا .. " و ما الذي حدث عرين "
أجابته بضيق .. " لقد وافق على أول خاطب لى غير مناسب ليعاقبني بطريقته فذلك الرجل أخبره أنه لا يريد لزوجته أن تدرس فهو يكبرني بالكثير و كان يريد أن يكون أسرة سريعًا "
سألها محمود بحنق .. " و لم وافقتي عرين كان لابد أن ترفضي وقتها و ليس الهرب من الزفاف "
قالت عرين و قد هطلت عيناها بقهر .. " لم أستطع الهرب وحدي محمود لقد ساعدتني زوجته دون علمه عندما رفضت الزواج من أحد أولاد عمي حبسني في المنزل و لم يسمح لي بالمجيء هنا ثانية و على الفور وافق على ذلك الرجل و أراد الخلاص من مسئوليتي و كأني كنت عبئا عليه "
صمت محمود قليلا و تركها تفرغ قهرها و عجزها من ما حدث .. ثم سألها بهدوء .. " عرين هل لديك ميراث من والدك "
رفعت رأسها و مسحت وجنتيها بحزن قائلة .. " لا أعرف ربما و ربما لا كل ما أعلمه أن والدي كان يذهب إلى عمي كل عام ليأخذ منه نقود مقابل شئ و لكن ما هو لا أعرف .. والدي كان رجل كتوم و لا يتحدث معنا في هذا الأشياء رغم أنه لم يشتكي يوماً بضيق الحال و لكن لا أعرف .. حتى والدتي لم تكن تسأل عن هذا أو ربما تعلم و لم تخبرني أنا كنت إبنتهم الوحيدة و مدللتهم و لم يكن يرفض لي طلب ربما لهذا لم أهتم بمعرفة شيء عن ذلك "
قال محمود بهدوء .. " حسنا يكفي حديث الأن و سنكمل الحديث يوماً أخر و الأن هيا لتعلميني العمل على ألتك الدواره هذه لأصنع أول أبريق بيدي "
ضحكت عرين براحة و قد نفست قليلاً عما تشعر به داخلها من قلق و أشركت به أحد تثق به و تطمئن له ..
" حسنا هيا لنعد الطين الازم لذلك .. أنت أول طالب أحصل عليه "
ضحك محمود بمرح .. " أتمنى أن أكون طالب مجتهد "
ردت تتوعده باسمة .. " هذا لصالحك حتى لا تضرب بالعصا إن أخطأت "
ضحك محمود .. " لقد أخفتني الأن أستاذة عرين "
قالت بمرح .. " هيا كفاك تضيع وقت لحين أجهز كل شيء أعد الأكواب للمطبخ "
قال محمود بمرح .. " أنت تستغليني هكذا و هذا ليس من واجباتي "
ابتسمت عرين بخجل قائلة .. " معك حق في هذا أنا حقاً أستغلك كثيرا محمود و هذا يخجلني بشدة منك "
قال محمود بعتاب .. " لن أجيبك عرين "
أبتسمت بخجل قائلة .. " حسنا هل نبدأ أولى دروسك "
رد محمود بهدوء .. " لنبدأ أستاذتي "

*************************
جلست عرين على الأرض بعد أن أعدت كل شيء لتعمل على عجلة الفخار .. وضعت العجينة من الطين عليها و قامت بغرس يدها قليلاً لعمل حفرة صغيرة في المنتصف و قامت بتشغيل العجلة لتدور قالت لمحمود الجالس أمامها على الأرض .. " قم بوضع أصابع يدك في منتصف الطين و تحكم بشكله هكذا و العجلة تدور "
كانت أصابع عرين الصغيرة ترتفع و تنخفض على الطين الذي يدور بسرعة متوسطة من أجل أن يلاحظ محمود ما تفعله بأصابعها ليقوم بدوره بعمل نفس الشئ .. قالت عرين و هى مازالت مستمرة في تشكيل الطين على شكل إناء من الفخار البسيط ضيق من الأسفل و متسع من الأعلي يشبه الأصص التي تضع بها الشتلات الصغيرة من الزهور أو الشجيرات الصغيرة .. قالت عرين متسأله .. " هل تريد أن تجرب "
قال محمود الذي كان يراقبها جيداً لقد كان هدفه هو تحميسها للعودة للدراسة و لكنه حقا أهتم بمعرفة كيف تفعل ذلك بكل هذا الاتقان يعلم أنها اختارت شكل بسيط حتى لا يجد صعوبة في التعلم و هذا دليل على إهتمامها حقاً بتعليمه لم تختار شئ صعب حتى لا تصيبه باليأس من أول الطريق فيحبط و لا يحب أن يكمل ذلك قال محمود باسما
" و لم لا فلأجرب ذلك يبدوا سهلا للغاية "
ابتسمت عرين قائلة.. " سنرى "
قامت بتمرير خيط أسفل الفخارة حتى تفصلها عن العجلة و قامت بوضعها على سطح أملس من المعدن حتى تجف .. وضعت قطعة من عجين الطين على العجلة و قالت لمحمود بهدوء .. " تذكر تقوم بغرس يدك لعمل فتحة كحفرة صغيرة ثم قم بتشغيل العجلة و ضع أصابعك هكذا و تحكم بشكل الوعاء الذي تريده كما رأيتني أفعل "
نفذ محمود كلامها بعمل فتحة صغيرة في الطين ثم قام بفرد أصابعه الأبهام في الفتحة الصغيرة و باقي أصابعه تحتوى العجينة حتى يقوم بتشكيلها .. قامت عرين بتشغيل العجلة .. فظل محمود ينفذ توجيهاتها واحدة واحدة و لكنه لم يستطع فعلها كم فعلتها هى .. وضعت عرين يده في العجينة توجه يده كيف تتحرك عليها لتشكلها قائلة بحزم ..
" هكذا محمود برفق حتى تستطيع التحكم بها مررها على العجين برفق و لامسها كما لو يدك گ ريشة تمر عليها "
رفع محمود رأسه ينظر إليها بغموض و هى غير منتبة لم تفعل و هى ممسكة بيده .. تنحنح محمود بهدوء و هو يرفع يده عن الفخارة التي ساعدته عرين في تشكيلها .. " أنا تأخرت عرين يجيب أن أذهب الأن و سأراك غداً "
نظرت عرين قائلة بقلق فقد لاحظت تغير نبرة صوته .. هل فعلت شئ ضايقه .. " حسنا محمود و لكن نظف ملابسك قبل أن تذهب فقد أتت عليها بقعة صغيرة من الطين "
أنتبه محمود لذلك .. فسب داخله .. فوالده هذه الفترة يتفحص حتى ملابسه و خصلات شعره .. لاحظت ضيقه فقالت بهدوء .. " لا يجب أن تعمل بملابسك فأحيانا العجلة تكون سريعة و ربما الطين يكون رطب أكثر من اللازم و أنت لن تتحكم في أصابعك الأن فالأمر مازال جديد عليك "
هز محمود رأسه و نهض ليذهب و يغسل يده قبل رحيله عاد بعد قليل فوجدها مازالت جالسة و القلق مرتسم على ملامحها فقال باسما ليهون عليها .. " سأتي غداً لأراك هل تريدين شيء قبل ذهابي "
هزت رأسها نافية .. فقال بهدوء .. " حسنا تصبحين على خير "
أغلقت الباب و ذهبت لتغسل يدها بدورها و هى مازالت متعجبة لتغير ميزاجة هل فعلت شيء و لم تنتبه له .. شعرت بالتعب فذهبت لغرفتها لتغفو تاركة كل ما يؤرقها خلفها الأن و لو مؤقتاً ...

************************
مرت الأيام و محمود على عادته في الذهاب إليها و الجلوس معها و التعلم و الحديث عن حياتها مع والديها من قبل و حياتها الأن مع عمها قبل أن تذهب من عنده هاربة .. كان والده يضيق عليه الخناق هذه الفترة و لا يعرف السبب لذلك هل يخشي عليه أم يضايقه فقط بتحكماته و مراقبته المستمرة لذهابه و إيابه حتى بات يظن أنه عاد صغيرا في الروضة مرة أخرى أحضر ملابس قديمة للعمل حتى يرتديها عندما يبدأ في الدرس مع عرين و لا تتسخ ملابسه عند عودته للمنزل .. كان قلق الجميع على ضحى. و وقار يجعلهم حذرين في كل شئ ربما لهذا والده يراقب تصرفاته .. ذهب لجامعة عرين ليعلم نظام دراستها و لكن يبدوا أنها لابد أن تداوم لأن كليتها عملية أيضاً و ليست نظرية و لذلك وعدها أنه سيذهب معها و ينتظرها لتنتهى ثم يعيدها للشقة .. دلف محمود لشقته و هو يبحث عنها ليجدها جالسة على أحد المقعدين الوثيرين الذي أشتراهم لراحتها بدلا من المكوث ليل نهار في غرفة نومها الصغيرة .. نظر إليها بهدوء و هى غير منتبه لوجوده في الشقة بعد.. لابد أن يوبخها على ذلك حتى تتوخى الحذر و لا تشرد هكذا فربما كان من دخل لص أو قاتل فيؤذيها .. فيبدوا أن من كثرة تسحبه من خلف ظهر والديه و المجيء لرؤيتها جعلته من ذوي الخبرة في التهرب كاللصوص .. تنحنح قائلاً .." مساء الخير كيف حالك اليوم عرين "
أنتفضت الفتاة خجلا و نهضت من مقعدها قائلة .. " محمود متى أتيت أسفة لم أنتبه "
رد محمود بسخرية .." يبدوا أنه أصبح لدي خبرة في ذلك فلا ينتبه أحد لقدومي أو رحيلي "
نظرت إليه الفتاة بعدم فهم لحديثه فقال باسما بمزاح .." أصبحت مثل الرجل الخفي "
هزت الفتاة رأسها بتفهم فقالت تسأله بخجل .. " هل تريد تناول الطعام أم تبدل ملابسك أولا "
نظر إليها محمود قائلاً .." أبدلها أولا حتى لا يلاحظ أبي شئ عندما أعود للمنزل فلا أعلم لم هو يضعني في رأسه هذه الأيام ربما لقلقه على ضحى و وقار "
فمحمود قد أخبرها عن كل ما يمرون به في المنزل هذه الفترة حتى إذا لم يأتي لا تقلق لعدم مجيئه ..
شعرت عرين بالذنب فقالت بحزن .." كف عن المجيء لهنا إذن "
رد محمود بجمود ..." لا أستطيع عرين لا أستطيع تركك هنا وحدك لا تقلقي على عرين أبي فقط قلق من أجل ضحى كما أخبرتك "
ابتسمت عرين ممتنة و قالت .." أذهب و بدل ملابسك لحين أعد لك الطعام هل تناولته "
رد محمود باسما .. " ليس بعد و لكنك ستأكلين معي أليس كذلك "
ردت عرين بخجل .. " حسنا محمود أذهب و بدل ملابسك حتى لا تتأخر في العودة لمنزلك فيوبخك أبيك "
ضحك محمود بمرح .. " معك حق أنت لا تعرفين العم شاهين حين يوبخ أحدهم لا ينجى من يده أحد "
ابتسمت عرين بخجل .. " أتمنى أن أراه يوماً فقد اشتقت لذلك من حديثك عنه "
رد محمود بسخرية قائلاً.. " أما أنا فلا أريد لك ذلك صدقيني أنا سأذهب لأبدل ملابسي "
هزت رأسها صامتة و انتظرته ليعود ....

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕


صابرين شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس