عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-19, 11:34 PM   #34

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابع و العشرون

خمس سنوات
خمس سنوات كاملة مرت على ذلك الزواج الغريب الذي جمعني بطارق
تلك الخمس سنوات كانت من أجمل السنوات التي أمضيتها في حياتي
أغلب أيامها كنت أقضيها في الشجار مع طارق على أمور تافهة لا أتذكرها حتى
و لكن سعادتنا لم تطل لأن الحرب لم تنتهي فقد اندلعت الثورة الجزائرية الآن و الاستعمار استمر في قصف المنطقة فالجبال كانت تعتبر المأوى الذي يحتمي فيه المجهاهدون الجزائريون
بالطبع انظممت إلى الثورة برفقة طارق كممرضة
و بسبب ذلك دار شجار كبير بيني و بينه انتهى بهزيمتي له شر هزيمة

قاطع أفكاري صوت فتاة صغيرة
"أمي هل أنت هنا؟ "

رفعت عيني نحوها و رسمت أجمل ابتسامة أملكها
"نعم نوارة مالذي تريدينه؟ "

دخلت إلى الغرفة بخطواتها الصغيرة و شعرها منفوش بسبب نومها
يبدو أنها قد حلمت بكابوس مجدداً بسبب الدموع التي كانت متجمعة في عينيها
"تعالي عزيزتي اقتربي من ماما لا يوجد هناك شيء تخافينه ستنتهي الحرب قريباً و سيكون كل شيء بخير "

اقتربت مني و عانقتني بقوة سامحة لدموعها بالنزول بينما بقيت أربت على رأسها حتى استسلمت للنوم
تنهدت بألم على حالتها

المسكينة قد تدمرت طفولتها تماماً

و لكنني سأعمل جاهدة لكي لا تعاني ما عانيته في طفولتي
نعم أنا سأحمي ابنتي من أي شخص حسود
و فجأة عادت إلى ذهني ذكرى المرأة التي دمرت حياتي تماماً
أنا لن أكذب و أقول أنني نسيت أمرها و سامحتها
بل أنا لا ازال لحد الآن أكرهها و لكن كرهي خف قليلاً بعد سماعي لقصتها على ألسنة مجموعة من النساء

بالطبع تلك القصة تحتوي على العديد من البهارات التي أضفنها من تلقاء أنفسهن لذا ملخص القصة أن تلك المرأة المدعوة بحسينة كانت معجبة بالسيد عبد الكريم الذي كان من المفترض أن يصير زوجي لو تذكرون

المهم يبدو أن حبها تحطم لأن ذلك الرجل اختار شقيقتها بدلاً منها و بالطبع كتمت غيضها و استسلمت عن حبها له و لكن مع الأسف لم تستطع نسيانه لذا قامت برفض جميع طلبات الزواج
مرت عدت سنوات و بعدها أصيبت شقيقتها بوباء الكوليرا و بعدها توفيت
و تجدد أمل حسينة و التي كانت تنتظر بشوق عودة السيد عبد الكريم من تجنيده
لتفاجأ هذه المرة بفتاة لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها تسرق منها الشخص الذي صبرت على وجع فراقه عدت سنوات و بعد صراع مع نفسها قررت التخلص من العائق التافه الذي يقف في وجه تحقيق حلمها الذي لطالما تمنت حدوثه و تجسيده على أزض الواقع و استغلت تواجد الجنود الفرنسيين و الباقي أظنكم تعرفونه
حسناً نهايتها لم تكن تلك النهاية السعيدة و لكنني لم أهتم بذلك
و لا أخفي عليكم هذا و لكنني أحسست في قرارات نفسي بالرضا فهي تستحق ما حدث معها
أظنكم تشعرون بالفضول
حسناً حسبما فهمت فإنها قامت بنشر شائعة أنني قمت بإغواء بعض الجنود الفرنسيين بالقرب من النهر و بالطبع قاموا بتصديقها لأن الجميع كان يعلم بأن في مثل هذا الوقت يتجمع الجنود الفرنسيون في تلك المنطقة و لا يوجد أي شخص عاقل سيذهب إلى هناك لذا التهمة كانت منطقية بالرغم من أنهم تناسوا بأنني مجرد طفلة في الثانية عشر من عمرها و لكن خالتي علجية فضحت مخططها على الملأ و بالتالي سحقت حلمها تماماً و بعدها اختفت تماماً بدون أن يعرف مكانها غير أن جثتها قد وجدت مرمية في النهر قبل سنة من الآن
حسناً ربما أمتلك قلباً قاسياً و لكنني لن أكذب عليكم أنا لم أشعر و لو بذرة من الشفقة اتجاه تلك المرأة و لن أشعر أبداً بعد كل ما فعلته بي فأنا في الأخير مجرد بشرية و لست بملاك
أجفلت فجأة عندما سمعت صوتاً يقترب من الغرفة
أبعدت رأس نوارة من حجري بلطف خشية إيقادها ثم حملت السكين المخبأ تحت مجموعة من الأغطية و وجهته نحو الشخص الذي قام بالدخول و الذي لم يكن سوى طارق

"هاي أنت انتبهي لما تفعلينه لقد كدت تأخذين حياتي أيتها الحمقاء"

"هاه! أتظروا من يتكلم هنا الشخص الدي تسلل و كأنه لص يريد إزهاق أرواحنا "

و لكنني صمتت فجأة متذكرة نوارة النائمة

"هاي مالذي حدث هل أكل القط لسانك أم أنك تعترفين بهزيمتك أيتها الحمقاء المزعجة"

"هل لك أن تصمت؟ فنوارة نائمة الآن و لا أريد إيقادها "

تغيرت ملامحه إلى الجدية
"هل هو كابوس آخر؟ "

أومأت له بالإيجاب ثم ساعدته في نزع قميصه الملطخ بالدماء
لا أدري هل هي دماءه أم دماء الجنود و لكنني اعتدت على هذا المنظر
"يبدو أن عملية التهريب قد نجحت "
قلت تلك الكلمات و أنا أحدق في ظهره المشوه بسبب ذلك الحريق المشأوم

ارتسمت ابتسامة انتصار على وجهه
"و من تظنينني أكون؟ بالطبع قد نجحت فأنا قد كنت هناك "

بدأت في تعقيم جراحه
"يا لك من متواضع"

أنهيت تعقيمي لجراحه ثم بدأت في لمس تلك الندوب الكبيرة و المرعبة و التي تذكرني بالماضي
وضعت رأسي على ظهره و انفلتت دمعة من عيني

أحس طارق بذلك و لكنه لم يتحرك بل أمسك بيد و ضغط عليه بلطف
"لا بأس كل شيء سيكون بخير ستنتهي الحرب و سننال استقلالنا و سيحضى أبناؤنا بطفولة جميلة و سيتلقون أحسن تعليم إن شاء الله"

شددت عناقي له لا أدري لماذا و لكن دفئه يشعرني بالتحسن ثم استسلمت للنوم أخيراً

......
في صباح اليوم التالي استيقظت بهدوء
ثم خرجت من الغرفة

علي أولاً أن أجهز الفطور فبل استيقاد والداي فنحن نعيش معهما و أنا أعمل كحكيمة القرية

حسناً أنا لست بتلك البراعة في مجال الطب و لكن معرفتي ليست بالقليلة فيما يخص بأنواع الأعشاب الطبية و الإسعافات الأولية و التي تعلمتها بفضل كل من عمي بوزيد و عمي صالح رحمهما الله
أنهيت تجهيز الفطور ثم انتظرت استيقاض البقية و لكن ضجيجاً غريباً آت من غرب المنطقة لفت انتباهي
و كالعادة
لم أستطع مقاومة فضولي لذا و ببساطة قمت بتتبع ذلك الضجيج
لأجد مجموعة من الرجال الذي يبدو أنهم عبارة عن مجاهدين كانوا يتكلمون في شيء ما و لكنني لم أستطع سماعه
أحسست بالفضول لذلك اقتربت لأتسمع على كلامهم

أطلقت تزفيرة هادئة
يبدو أنهم قد قاموا بإمساك بمجموعة من الجواسيس الفرنسيين و يخططون لقتلهم في الغد بعد استجوابهم و استخراج المعلومات منهم
حسناً هذا لا يهمني فليقتلوهم أو ليفعلوا ما يشاؤون بهم فهم يستحقون ذلك بعد كل المعاناة التي تسببوا لنا فيها
حاولت المغادرة و لكن إحساساً من عدم الطمأنينة اجتاح قلبي
و كأن هناك شيء مهم غفلت عنه
تجاهلت ذلك الإحساس و عدت أدراجي فأنا متأكدة من أن الجميع مستيقظ الآن و سيشعرون بالقلق إذا لم يجدوني

.............

الوقت كان ظهراً
كانت أمي تتكلم مع جارتنا حمامة حول شيء ما بينما كان ذهني شارداً حول ذلك الشعور الذي لم أجد له تفسيراً

" أنت توافقينني الرأي أليس كذلك ياقوتة؟ "

"هاه! ماذا؟ عن ماذا كنتما تتحدثان ثانيةً؟"

رمقتني خالتي علجية بنظرات متشككة مما جعلني أشعر بالتوتر ليسود المكان جو ثقيل

"مامي أين أنت؟ "

أحسست بالسرور بسبب توقيت نوارة الممتاز
"استستموحني عذراً فيبدو أن نوارة تناديني "
"نعم نوارة ماما قادمة انتظريني قليلاً"
ثم غاذرت المكان متجاهلة نظرات الشك التي كانت ترمقني بها كل من خالتي علجية و تلك العجوز المتطفلة حمامة "

.........

كان الوقت عصراً

كنت مستلقية على الحصير برفقة نوارة النائمة
مسحت على شعرها بلطف
و بقيت أتأمل ملامح وجهها الملائكي النائم
الحقيقة أن أغلب ملامحها و رثتها من عند طارق
من عيونها السوداء الواسعة إلى شعرها الأسود الناعم الطويل و أنفها الروماني
إنها حقاً نسخة مصغرة منه
تذكرت فجأة ذلك الحوار الغريب الذي سمعته صباحاً
ليعاودني ذلك الشعور الغير مريح
و في الأخير و بعد صراع كبير بين عقلي و قلبي دام لدقيقة كاملة
حسمت أمري و قررت إلقاء نظرة صغيرة
تسللت من المنزل و بأعجوبة استطعت الهروب دون أن يكتشف أبي أمري فقد كان جالساً بالقرب من الطريق الذي سلكته في الهروب
توجهت نحو المنطقة الغربية حيث كان أولئك المجاهدين و لكنني لم أجد أي شيء
حسناً هذا غريب
و لكنني لم أستسلم و قررت مواصلة السير بدون أي دليل
و فجأة سمعت صوت إطلاق ناري
تجمدت في مكاني للحظات بعد أن شُلت أطرافي من هول الصدمة
مرت ثوان معدودة لأقرر في الأخير تغيير و جهتي و تتبع ذلك الصوت
كانت ضربات قلبي تتزايد طردياً مع كل خطوة تخطوها قدماي المرتعشتان
توقفت فجأة عندما لاح لي شبح رجل يحمل شيئاً ما يصوبه لشخص آخر
حزرت بسهولة ما كان يحدث فهذا لا يتطلب الكثير من الذكاء
يبدو أنهم قد قرروا إعدام الجنود في وقت أبكر
أحسست بشيء خانق في قلبي
لم أستطع فهم هذا الشعور لأجد نفسي أسير بدون وعي في الطريق المعاكس
لا أدري لماذا؟ و لكن هناك صوت في داخلي يطلب مني الاتجاه صوب تلك الناحية
لأجد نفسي أتبع أوامره و أتجه صوب تلك المنطقة النائية التي لم أقترب منها و لو حتى لمرة واحدة في حياتي
أكملت سيري لألمح كوخاً مهترئاً يكاد يسقط
نزلت ببطئ نحوه فالأرض قد كانت زلقة بسبب نزول كمية من الأمطار الأسبوع الماضي
زلت قدمي فجأة لأسقط بقوة نحو ذلك الكوخ
نهضت بصعوبة
يبدو أن قدمي اليسرى قد أصيبت
تحاملت على الألم و نهضت متجهة نمو ذلك الكوخ
يبدو أن سقوطي كان أسرع وسيلة للوصول إلى غايتي بالرغم من أن كلفته لم تكن بالرخيصة فقدمي قد بدأت في التورم و أشك في قدرتي على العودة إلى المنزل
إلا أن ألماً آخر كان مصحوباً بوجعي مما زاد الطين بلة
بطني
بطني كادت تقتلني
لحظة
لا تخبرني أنني حامل
حسناً دورتي الشهرية لم تأت لمدة شهرين و قد شككت بالأمر في الأول إلا أن عدم إصابتي بالدوار كما حدث عند حملي بنوارة جعلني أنفي صحة تلك الفرضية
أرجوك لا تمت يا بني أرجوك ابقى معي
حسناً أنا لم أنزف و هذا يعني أنه لا يزال على قيد الحياة أو هذا على الأقل ما أتمناه
نهضت بصعوبة و توجهت نحو ذلك الكوخ
ليس بدافع الفضول هذه المرة بل من أجل أن آخد قسطاً من الراحة فأنا الآن أحمل روحاً بداخلي
ابتسمت بلطف عندما تذكرت ردة فعل طارق عندما علم بحملي بنوارة
لقد كان سعيداً لدرجة لا تصدق كما أنه لم يهتم لجنسها عندما ولدت بل سعد بها لدرجة كبيرة
اقتربت من الكوخ ثم فتحت الباب الذي أصدر صريراً مزعجاً
لم يكن أي شخص موجود في الكوخ و كانت هناك زربية محشوة بالصوف فاستلقيت عليها بألم و استسلمت للنوم بعد أن أقنعت نفسي بأنني سآخد غفوة قصيرة من أجل استجماع طاقتي و بعدها سأعود للمنزل و أخبر طارق بالخبر
متشوقة لمعرفة ردة فعله عندما يعلم بالأمر
أغمضت عيني و صورة وجه طارق المبتسم كانت آخر شيء جال في ذهني قبل أن أستسلم لنوم عميق
.....................
داعبت أشعة الشمس أجفاني لأفتحهما ببطئ
ثم تغيرت ملامحي فجأة
تبا لقد قديت ليلتي هنا
كيف سأفسر الأمر لأمي و أبي ؟
لا بد أن نوارة الآن خائفة لوحدها و لا بد أنها أمضت الليل وحيدة تبكي بسبب مشاهدتها لكابوس آخر
و لكن الأسوء من كل هذا
بأي وجه سأقابل طارق ؟
مالذي سأخبره ؟
كنت أسير ثم وقعت بجانب كوخ و نمت فيه؟
أي أحمق سيصدق مثل هذه القصة؟
حياتي ستدمر مرة أخرى بسببي و لكنني هذه المرة لن أسمح بذلك
أنا لن أسمح لحياتي الزوجية بأن تدمر بهذه السهولة
قاطع أفكاري السوداوية صوت مجموعة من الرجال
تبا سيقدى علي إذا وجدوني هنا بمفردي
فتحت النافذة المهترئة لتجرح يدي بسبب ملمسها الخشن و تبدأ الدماء في السيلان
لم أهتم للأمر بل خرجت من النافذة بسرعة قبل أن يفضح أمري

لم أستطع الوقوف على قدمي لأقرر الزحف على بطني
كنت يائسة جداً لأنني قمت بتدمير حياتي بيداي هاتين
اختبأت وراء أشجار التوت البري متحملة أشواكها التي دخلت في جلدي
و بقيت أراقب أولئك الرجال الذين كانو يقودون شخصاً يرتدي ملابس عسكرية فرنسية و كان معصوب العينين
لا أدري لماذا و لكن ذلك الشخص كان يبدو مألوفاً بالنسبة لي
أخرج أحد الرجلان مسدسا ثم أطلق طلقتين واحدة أصابت كتفه و الأخرى قدمه ثم غادر هو و أصحابه تاركين تلك الجثة في العراء بدون أن يكلفوا أنفسهم عناء دفنه
لا أدري لماذا و لكنني انزعجت من سلوكهم الغير إنساني بالرغم من أن هذا ليس من طبيعتي
انتظرت مغادرتهم ثم تحاملت على نفسي و خرجت من بين تلك الأشواك
كان جسدي يؤلمني كثيراً و لكن لا أدري لماذا كنت أريد أن ألقي نظرة على ذلك الرجل
اقتربت منه ثم ابعدت العصابة عن عينيه
با إلهي إنه هو
مالذي يفعله هذا الأحمق هنا ؟
شتمت بصوت مكتوم ثم سحبته نحو الكوخ
يبدو أنني سأجري عدت تعديلات على خطتي فهذا الرجل قد أنقد حياتي مرات عديدة و أنا من المستحيل أن أغادر و أتركه يموت و كأن شيئاً لم يحدث
أنا لست ناكرة للجميل و من المستحيل أن أنسى أفضاله علي

أولا علي إخراج الرصاصة من جسده
حسناً لحسن الحظ أنه فاقد للوعي في هذه اللحظة لأن هذه العملية ستتسبب في ألم لا يطاق
بحثت عن أعشاب جافة من أجل أن تساعدني في إشعال النار بالإضافة إلى بعض الأغصان
و بعد محاولات عديدة فاشلة نجحت أخيراً في إشعال النار
أخرجت السكين الذي دائماً ما أصحبه معي
ثم عقمته بواسطة النار و بعدها أخررجت الرصاصتين بسهولة فلحسن الحظ أن البندقية التي استعملت كانت سيئة الصنع أو مقلدة
نزعت قميصه ثم مزقته و استعملته في تضميض جراحه
حسناً هذا سيفي بالغرض مؤقتاً
حاولت النهوض و لكن يداً أمسكت بدراعي مانعة إياي من التحرك
أحسست بقشعريرة سرت في جسدي لألتفت ببطئ
تمجمدت تماماً أمام تلك العيون الزرقاء التي كانت تحدق بي بفضول

"أأ.... أحم لا تفهم هذا خطأ فأنا أعيد الدين لك فقط "

ارتسمت شبح ابتسامة على شفتيه ثم أغمض عينيه مرة أخرى

أبعدت يده عن معصمي
علي المغادرة بسرعة فأنا متأكدة من أن أبي ثائر الآن لكنني لا أستطيع تركه لوحده
بقيت أحدق في ذلك الجسد الملقى أمامي أفكر في أحسن طريقة لمساعدته فضميري لا يسمح لي بتركه وحيداً يموت من البرد كما أن جراحه لم تطهر بالطريقة الصحيحة لذك ستكون جراحه معرضة للإلتهاب و قد ينتج على ذلك مضاعفات خطيرة
صرخت بقلت حيلة
"تباً تباً تباً مالذي يجب علي فعله الآن؟"
تنهدت بحنق فالصراخ لن يحل أي شيء و لكنني حقاً أكره عجزي هذا
قاطع أفكاري صوت خطوات أقدام
ثم سمعت شخصان يتكلمان
لحظة هذا الصوت مألوف
نعم إنه صوت طارق أنا متأكدة من ذلك
انفرجت أساريري عن ابتسامة واسعة و لكن فجأة تذكرت الوضع الذي أنا فيه الآن
لتتجمد فجأة الدماء في عروقي
ترى كيف ستكون ردة فعله عندما يراني في مثل هذا الوضع ؟
بالطبع سيسيء فهمي و ربما يقوم بتطليقي
لا لا أنا لا أريد ذلك انا حقاً أحب طارق
أحب اهتمامه بي عندما كنت حاملاً بنوارة
أحب ابتسامته عندما تقوم نوارة بمناداته بأبي
أنا لا أريد خسارته
و لكن يبدو أنه مقدر علي خسارة الأشخاص الذين أحبهم
قاطع تفكيري صوت صرير الباب المزعج
هذه هي نهايتي
بدأت الدموع في النزول من عيني تلقائياً
أعلم بأن هذا ليس من حقي و لكن ليس باليد حيلة فهي قد قامت بعصيان أوامري لتنزلق من عيني تباعاً

"إذن أنت هنا.. يا لك من زوجة فاشلة لقد أمضيت اليوم كله أبحث عنك... حسناً كان علي أن أتوقع حدوث أمر كهذا فأنت في الأخير تبقين تلك المرأة الفضولية "
صمت فجأة عندما لمح الشخص الملقى هناك

"طارق ارجوك دعني أفسر لك أنا... "

"لا بأس أنت تحاولين رد الجميل له حسناً أنا أيضاً كنت لأفعل نفس الأمر فهو في الأخير السبب الرئيسي لبقائي على قيد الحياة "

" هاه! مالذي تقصده؟ متى قام بإنقاد حياتك؟ لحظة لا تخبرني،هل حدث هذا أثناء ذلك الإنفجار المشؤوم ؟ "

ارتسمت ابتسامة مائلة على وجهه
"هذه قصة طويلة سنتكلم عنها فيما بعد الآن يجب علينا العودة للمنزل فوالدك يكاد يجن و أمك لم تترك مكاناً إلا و ذهبت إليه لذا دعينا نؤجل هذا الحوار لوقت آخر"

"و لكن ماذا عنه؟ نحن لا نستطيع تركه هنا ليموت وحده؛ ضميري لا يسمح لي بذلك"

"و هل تظنيني شخصاً بلا ضمير؟ من المستحيل بالنسبة لي أن أترك شخصاً قام بإنقادي أنا وزوجتي يموت بمفرده "

احمرت خدودي خجلاً عند سماعي كلمة زوجتي تخرج من شفتيه
يبدو أنني أخيراً استرجعت أنوثتي و لكن في الوقت و المكان الخطأ

أمسك طارق ذلك الشاب و حمله على ظهره

"مالذي تفعله طارق؟ هذا سيكون خطيراً و ربما ستفتح جراحه "

"أنا سآخده معنا و سنقوم بالإعتناء به إلى غاية شفائه و بهذا نكون قد رددنا دينه ثم سنتركه لحال سبيله فور استعادته لعافيته"

"و لكن إلى أين سنأخده؟ فوالدي من المستحيل أن يسمح لنا بالإعتناء به نظراً للون عيونه "

أطلق طارق تزفيرة طويلة
"لا يهم أنا فقط سأقوم بمساعدته؛ هناك كوخ صغير بالقرب من الغابة في الناحية الشرقية و لا أحد يعلم بوجوده غيري سآخده إلى هناك و سأتولى علاجه بينما أنت اسبقيني للمنزل فوالدتك تكاد تجن من الخوف عليك "



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس