عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-19, 11:36 PM   #35

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الاخير

أمشي ببطئ وسط ذلك الظلام متتبعة خطى طارق فقد رفضت كلياً العودة وحيدة خوفاً من ردة فعل والدي فأنا متأكدة من أنني سأنال ضرباً مبرحاً
كما أن طارق لم بعترض
بالطبع لم يكن موافقاً تماماً و لكنه رضخ لإصراري فأنا في الأخير مجرد طفلة عنيدة في نظره و أحسن طريقة لتجنب وجع الرأس هو بالاستسلام لطلباتي الأنانية
لم يكن الطريق مألوفاً علي بالرغم من أنني عشت في هذا المكان
توقف طارق فجأة ثم تمتم بكلمات غير مفهومة و غير مساره
لم أفهم أي شيء ممايحدث هنا
يبدو أنه كان من الأحسن لكلينا أن أعود إلى المنزل لأن الدور الوحيد الذي أنفده هنا هو تشكيل عبء عليه
كان الطريق الذي اختاره طارق هذه المرة وعراً و مليئاً بالصخور و ما زاد الأمر سوءً هو إصابتي التي لم تتعاف بعد
..
و بعد مرور مدة زمنية ليست بالبسيطة لاح في الأفق كوخ آخر و لكن من شكله بدا و كأنه مسكون
فلقد كان مشيداً بعناية في منطقة منبسطة

كانت كل خطوة اخطوها بمثابة عداب بالنسبة لي و مع هذا لم ينتبه طارق مما جعلني أشعر بالغيض و لكنني تحاملت على نفسي فهذا ليس من حقي في الأخير
لأنني السبب الرئيسي فيما وصلت إليه الآن

دخل طارق إلى الكوخ و تبعته و آلاف التساؤلات تدور في ذهني
هل هذا المكان مسكون؟
و إن كان كذلك كيف سنفسر لأهل الكوخ ما حدث معنا؟
لا ! السؤال الأهم هنا هو...
كيف عرف طارق بوجود مثل هذا المكان ؟
تنهدت بحنق و تبعته بخطوات مترددة فأنا لم أعد أستطيع احتمال ذلك الألم أكثر من هذا
فتح طارق باب الكوخ و دخل و كله ثقة و كأنه صاحبه
ترددت في الدخول و لكن في الأخير استسلمت لفضولي

اتسعت عيناي من هول الصدمة
الكوخ كان كبيراً في الواقع و يحتوي على أسرة أيضاً
يا لها من مصيبة أنا متأكدة من أن أصحاب هذا كوخ يعيشون في حالة ميسورة و هذا يعني أننا رمينا بانفسنا في الهاوية و لكن ما كان يستفزني أكثر هي ملامح طارق الهادئة و كأن الموضوع لا يعنيه

و بعد مد و جزر و صراع دام لمدة لحظات وجيزة التفتت إلى طارق الذي كان قد وضع ذلك الجندي المجهول على الفراش

أطلقت تزفيرة طويلة و أبعدت تلك التساؤلات مؤقتا فأنا لن أستسلم حتى أحصل على إجابة شافية من طارق و لكن ليس هذا الوقت المناسب لذلك

"حسناً علينا تغيير ضماضاته و تطهير جراحه قبل أن يتفاقم الوضع و يحدث ما لا يحمد عقباه أمم
نحتاج المياه من اجل تعقيم جراحه و لحسن الحظ انني رايت منبع ماء قريب....."
تنهدت بحنق لأن طارق قد تجاهلني و لم يعرني أي انتباه
"حسناً أنا سأغادر "
هممت بالمغادرة و لكن يداً قوية منعتني من المغادرة

"إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟ "

نفخت فمي بانزعاج
"أنا لست بحاجة إلى أن أعيد كلامي اتركني الآن أنا سأغادر"

"قلت لك إلى اين تظنين نفسك ذاهبة؟ أجيبي على سؤالي قبل أن ينفد صبري "

أطلقت تنهيدة طويلة
"أنا سأذهب لجلب بعض المياه هل أنت راض الآن؟ هيا اتركني"

"أنت لن تذهبي إلى أي مكان بهذه القدم المصابة اجلسي سأقوم بتدليكها لك "

احمرت وجنتاي و بدأ قلبي بالنبض بعنف
هو كان يعلم
هو انتبه لإصبتي
لا أدري لماذا و لكني شعرت بسعادة لا توصف فهذا قد أكد لي بأنني أشغل حيزاً و لو كان صغيراً في قلبه

خضعت لطلبه دون حتى أن أجادله

أمسك بقدمي المتورمة و بدأ في تدليكها
لا أدري لماذا أو كيف
و لكنني أحسست و كأن دفئ يديه تسلل إلى داخلي
لمساته الحريصة و نظراته المتمعنة جعلتني أشعر و كأني شيء هش يخاف أن يكسره
شعور غريب لم يسبق لي أن أحسست به في حياتي
دعوت بأنانية أن تستمر هذه اللحظة أكثر
أنا لا أريد نسيان هذا الشعور
شعور القرب من طارق
هذا يجعلني أشعر و كأننا عائلة حقيقية
بالرغم من أننا كذلك في الواقع فنحن متزوجان منذ أكثر من خمس سنوات

لاحظ طارق نظراتي له ليرفع عينيه ناحيتي و تتقابل أعيننا ببعضها البعض
بقيت متجمدت للحظات و فجأة اشتعلت وجنتاي خجلاً

لا أدري إن كنت أتخيل ذلك و لكنني أحسست و كانني رأيت شبح ابتسامة تسللت إلى وجه طارق
ابتسمت من دون وعي
"أنا حقاً أعشق ابتسامتك"

اتسعت عينا طارق من الصدمة

لأكتشف بأنني لم أكن أهمس بل قلتها بصوت عال و مسموع
ياللإحراج!

ترك فجأة طارق قدمي بعد أن تنحنح بصوت مكتوم
"أنا سأذهب و أحضر الماء أنت قومي بالعناية بهذا الشخص"
...........................


سكون عم المكان
شعور بالوحشة بدأ يتسلل إلى قلبي الصغير ليعبث و يبعث فيه أحاسيس الخوف و. الترقب
نبضات قلبي كانت النغمة الوحيدة التي كنت أسمعها و كأنني في عالم آخر
فقدت الاحساس بمن حولي و مختلف السيناريوهات المرعبة كانت تدور في رأسي مانعة خفقات قلبي من الهدوء
صوت غريب كان منقدي من نفسي و من تخيلاتي السلبية
التفت ببطء نحو ذلك لصوت
لأتجمد أمام تلك العيون الزرقاء التي كانت تحدق في بترقب

تجمدت في مكاني و سؤال وحيد يدور في رأسي
منذ متى و هو مستيقض؟
آمل أنه لم يرى جانبي المثير للشفقة

انفرجت شفتاه عن ابتسامة مائلة
"إذن أنت من قمت بإنقاد حياتي و أنا الذي كنت أتساأل عن السبب الذي أبقاني على قيد الحياة فلولا هذا الألم الذي لا يطاق لظننت أنني ميت بالفعل "

كانت ردة فعلي غير متوقعة
لقد بكيت
نعم
لقد بدأت في البكاء و الأنين بصوت منخفض و كأنني طفلة صغيرة
"أنا سعيدة أنا سعيدة أنك لا تزال على قيد الحياة أنا سعيدة لا بل انا اكاد اطير من الفرح كيف لا و انا اخيرا استطعت ان ارد و لو القليل من دينك انا احس و كانني ارغب في عناقك الان "

صمتت فجاة لاستوعب الترهات التي كنت اتفوه بها توا

يا الهي ترى كيف ستكون ردة فعله

التفتت اليه ببطئ بعد ان استجمعت جل شجاعتي لأفاجأ بتلك الابتسامة الخفيفة المرسومة على وجهه

"شكرا لك لانقادك لحياتي ايتها الصغيرة اممم اعتذر يبدو انك قد كبرت و أصبحت امرأة جميلة ...ياه هذا جد محزن هذا يجعلني اشعر بالندم لتركك تغادرين جانبي "


انا الا اعلم لماذا و لكن قلبي بدء في الخفقان بشدة و شعور حلو تسلل الى داخلي و لكنني أسكته فأنا متزوجة الان لا بل و اصبحت اما

متى اصبحت بهذا الضعف؟

منذ متى صرت اتاثر بمثل هذه الكلمات المنمقة ؟

"هاي انت انتبه لكلماتك عندما تخاطب زوجة شخص ما لانني سانسى كونك منقد حياتي و كون زوجتي تدين لك بالكثير و ساقوم بقتلك بدون ان يرف لي جفن "


"هاه.. زوجتي... عن ماذا تتحدث؟"

"أليس هذا واضحا ؟"

اقترب مني طارق ووضع يديه على كتفي و قربني منه

"اليس هذا واضحا ؟انا اقصد هذه المرءة الواقفة امامك و لعلمك انه مضى على زواجنا خمس سنوات و قد رزقنا بطفل بالفعل "

كل ذلك الاضطراب و الخوف الذي شعرت به من قبل اختفى في غمضة عين

كانت نبضات قلب طارق المضطربة كفيلة بان تبعد جميع المخاوف عني
انا لا ابالغ ان قلت انها كانت بالنسبة لي مثل الادرينالين

انا حقا احب طارق و احب دفئه

ارخيت رأسي على صدره اتسمع على نبضات قلبه التي بدءت تضطرب اكثر ثم انسابت يداي حول خصره معانقة له بلطف ثم همست بصوت منخفض
" انت تقصد طفلان"

هنا خرجت ضربات قلب طارق عن السيطر ة

ابعد يداي عنه بلطف ثم حملني عاليا و ابتسامة واسعة مرسومة على وجهه
"انت حامل بطفلي انا حقا سعييييييييييييد "

و بدء يدور بي في المكان

"انا حقا احبك ياقوتة انت حقا امرءة رائعة يااااي كم انا سعيد"

توقف فجءة عن الدوران

"اه انا اسف لا بد انك تشعرين بالدوخة الان "

انزلني على الارض و لكنني رفضت تركه

"لا اظن انك تحبني بالقدر الذي احبك به...انت حياتي طارق "
قلت تلك الكلمات بصوت مرتفع لتحمر خدودي كالطماطم

"حسنا حسنا هذا يكفي لقد فهمنا انكما زوجان سعيدان و تحبان بعضكما لذا لا داعي للاستعراض لذا توقفا فهذا يشعرني و كانني مجرد دخيل و هذا يؤلم قلبي الصغير كما تعلمان و الاسوء ان ياقوتتي الصغيرة تزوجت بدون حتى ان تقوم بدعوتي و الان هي تمتلك طفلا بالفعل هذا حقا حطم قلبي الضعيف "

ابعدني طارق عنه بلطف و التفت اليه و نظرة مرعبة مرسومة على وجهه

"ما رايك ان تصمت قبل ان اتسبب في اسكاتك للابد و اخلص العالم من صوتك المزعج ايها المخبول؟"

اطلق ذلك المزعج ضحكة مجلجلة و لكنه صمت فجاة ليشهق بالم و بدء وجهه في الشحوب

لا بد بان جرحه قد فك
حملت السطل القصديري و الذي كان طارق قد ملاه بالمياه و وضعته يسخن
"طارق ارجوك قم بمساعدتي فعلينا تنظيف جراحه لقد ازلت الرصاصتان بالفعل كما انني قمت بتعقيم جراحه و لكن هذا ليس كافيا لذا علينا تطهيرها جيدا لقد قمت بوضع الماء يغلي بالفعل.."

لم اتلق اي اجابة من طارق

حسنا انا اعلم بان طارق لا يستسيغ هذا المزعج و لكن من المستحيل ان اترك الشخص الذي انقد حياتي اكثر من مرة يموت امام عيناي

"هيا طارق ارجوك انت لست شخصا بارداً اليس كذلك؟ "

تنهد طارق باستسلام
"حسنا مالذي يجب علي فعله "

"اممم عليك اولا ازالة ضماداته ثم قم بتنظيف جراحه و من فضلك هناك بعض الملابس الغير مستعملة قم بتمزيقها من اجل استعمالها كضمادات انا ساجلب بعض الاعشاب الطبية الموجودة امام المنزل لاصنع منها مرهما من اجل تعقيم جراحه جيدا و لتفادي اية مضاعفات "

.......................

انهينا اخيرا تطبيب ذلك الجندي المزعج

حسنا هو الان نائم بعد تناوله العصيدة التي صنعتها خصيصا له من مجموعة من الاعشاب الطبية ستعجل شفاءه باذن الله

و انا الان جالسة بجانب طارق التقط انفاسي فقد كنت جد مرتعبة من خسارتي للشخص الذي قام بانقاد حياتي و لولاه ما كنت الان بجانب طارق انعم بدفئه

بدء التعب يتسلل الى الى جسدي لتستسلم اجفاني للنوم و اخيرا استسلم كل جسدي و اخر شيء اذكر انني رأيته هو ذلك الجسد الملقى على ذلك الفراش المتهالك

...................

يد ناعمة كانت تتحسس وجنتاي بلطف

ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجهي فقد حزرت صاحب هتين اليدين بدون ان اضطر حتى لفتح عيناي
همست بصوت لطيف و محب
"نوارة ماما لا تزال متعبة هل يمكنك تركها تنام قليلا ؟"

"ماما مريضة؟..ماما لن تتركني صحيح ؟.."

بدات الدموع تنزل من عينيها الكبيرتين

"ماما لن تتركني مجددا صحيح ؟..انا اعدك بانني ساصبح قوية و لن اتسلل كل ليلة اليك انا ساصبح قوية من اجل ماما لذا .. لذا ..ارجوك ماما لا تتركيني لوحدي لقد كنت خائفة جدا "

احسست بالم يتخلل قلبي
صغيرتي المسكينة لا بد انها كانت خائفة لوحدها
سحبتها نحوي و عانقتها بلطف بينما تشبتت هي بملابسي و بدءت في البكاء بصمت

"هيا..صغيرتي الجميلة اقوى من هذا ماما تعدك بانها لن تتركك بمفردك مجددا فماما تحب نوارة كثيرا "
زاد تشبتها بي ثم فجاة خففت قبضتها على ملابسي

يبدو انها نامت اخيرا

بقيت اربت على شعرا بحنان

يبدو ان طارق هو من قام باعادتي الى المنزل و على الارجح انه قام بذلك بينما كنت نائمة

حسناً انا فضولية بشان الكذبة التي اخبر عائلتي ليبرر بها غيابي فانا متاكدة من انه لم يقل لهم بانه وجدني برفقة رجل غريب مصاب بطلق ناري في كوخ مهترء لوحدنا و الاسوء من كل هذا ان هذا الرجل هو جندي فرنسي

عادت الى ذهني الذكرى التي جمعتني مع طارق لتشتعل وجنتاي خجلا مما قمت به
انا حقاً قمت بعناق طارق لا واعترفت بحبي له علناً

حسنا انا لم اكن بتلك الجرءة و لكن على الاغلب ان قرب طارق و دفءه هما اللذان دفعاني لاقوم بمثل هذا الفعل المتهور

و لكن الجميل في الامر ان طارق ايضا اعترف بحبه لي و هذا يعني ان حبي لم يعد من طرف واحد

اخيراً اصبحت مشاعري متبادلة
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهي لاقوم بمعانقة الوسادة
انا حقاً احب ذلك الاحمق

.................................




مرت عدت أشهر و بدأت بطني في البروز
كنت كل يوم أذهب إلى ذلك الكوخ من أجل زيارة منقد حياتي المزعج و كنت آخد معي بعض الملابس و الطعام كما كنت ألقي نظرة على جراحه
بالطبع كان هذا بعلم طارق فأنا حقاً لا أريد أنا أدمر ثقته التي اكتسبتها بصعوبة

و من أجل ألا ألفت الانتباه لي كنت أقوم بأخذ نوارة معي
و لحسن حضي أنها لم تكن تلك الفتاة الثرثارة كما أن علاقتها بذلك الجندي كانت جيدة فقد كانت تحبه كثيراً بسبب حكاياته الغبية التي كان يقصها عليها
أما أخي الصغير المزعج فقد كان يشكل أكبر خطر علي بسبب فضوله الذي لا ينتهي و انا لم أكن مستعدة للمخاطرة باخباره الحقيقة فأنا أعرفه و أعرف لسانه الثرثار فمن المستحيل عليه كتمان سر ما

كانت أيامي عادية و لكنها كانت مختلفة بفضل طارق
حسناً هو ما يزال يعاملني بنفس الطريقة و لكنني أصبحت ألاحظ نظراته لي و التي تغيرت كثيرا و كان هذا يسعدني كثيراً

أنا حقاً أنتظر انتهاء هذه الحرب على أحر من الجمر

أنا حقاً أريد أن أعيش حياةً خاليةً من الخوف و الترقب

لقد زاد قصف العدو لمنطقتانا في هذه الأشهر الأخيرة و الجرحى أصبحوا كثيرين مما جعل من الصعب علي معالجتهم لوحدي لذا و من أجل حل هذه المشكلة المستعصية قررت ان اقوم بتعليم بعض الفتيات طرقا بسيطة و لكن فعالة في الاسعافات الاولية من اجل مساعدة الجرحى

اما طارق فاصبحت عودته نادرة جدا و كلما يعود يكون جسده مليئا بالجراح فاضطر لقضاء الليل كله في معالجة جراحه و تلك هي الفترة الوحيدة التي اقديها بجانبه

و الشيء الوحيد الجيد هو ان قنابل العدو لم تصل الى هذه المنطقة و كل هذا بفضل الله و رحمته لذا ساتحمل قليلا فثقتي بالله كبيرة و انا متاكدة من انه سينصر ثورتنا و بعدها ساعيش بجانب اسرتي حياة طبيعية و هادئة

ساحرص على تعليم ابنائي و على تنشئتهم تنشئة صحيحة

او هذا ما كنت اتمناه ....

احلامي كانت بسيطة و لكنها دمرت تماما في ذلك اليوم الذي من المستحيل ان انساه

.............................


انا اذكر ذلك اليوم جيدا لقد كان يوما ربيعيا من ايام شهر افريل

كنت حينها في الشهر السابع من حملي و بطني كانت بارزة جدا مما كان يصعب علي الحركة اما ذلك الجندي فقد غادر المكان بعد ان تعافت جراحه و لم اسمع عنه اي شيء بعدها

انا اتذكر جل احداث ذلك اليوم المشؤوم و كانها حدثت البارحة فقط

اذكر حينها انني غادرت صوب القرية من اجل شراء الملح و القطن و بعض المستلزمات الاخرى و بينما كنت اساوم التاجر من اجل ان يخفض لي السعر فقد كان غاليا قليلا اذا بصوت انفجار قنابل ملء المكان

لم يكن ذلك بالامر الجديد فنحن اعتدنا على هذا الصوت و على صوت صراخ الناس و بكائهم و كانها سمفونية حزينة

و لكن هذه المرة الصوت كان قريبا

لا بل كان قريبا جدا

امر وحيد دار في دهني

عائلتي في خطر

لا ادكر مالذي فعلته حينها

لا ادكر حتى كيف عدت

و لا الطريق الذي سلكته

كل ما اذكره هي تلك النيريان المستعرة التي اكلت الاخضر و اليابس

لم افكر مرتين بل اقتحمت تلك النيران غير عابئة بحرارتها كل ما كنت اريده هو انقاد ابنتي و امي

لا بل كننت اريد انقاد جميع عائلتي

انا لن ادع اي شخص يموت امامي بدون ان افعل اي شيء

انا لم اعد بذلك الضعف

و بينما كنت اسير وسط تلك النيران كالمجنونة اذا بي ارى امي تحمل شقيقي الصغير بين دراعيها و ابي فوق ظهرها

حسنا هي امرءة قوية جدا و كل يوم تفاجئني بقوتها اكثر

ركضت صوبها على امل معرفة مكان ابنتي الصغيرة

سالتها بصوت مليء بالرجاء

"اين هي نوارة ..اين هي ابنتي..امي اين هي ابنتي.."


توقفت فجاة خالتي علجية و كانها اكتشفت امرا قد نسيته تماما

"الم تذهب معك الى القرية"


هنا امتلات عيناي بالدموع

لا انا لم اعد تلك المرءة الضعيفة التي لا تفعل اي شيء سوى البكاء

مسحت دموعي بقسوة ثم التفتت الى امي و ابتسمت لها بلطف

"امي اتجهي يمينا هناك ستستطيعين الخروج من هذه النيران و ستجدين مجموعة من الفتيات سيقمن بمساعدتك "


" و انت ...لا تخبريني .."


"امي انا لن اترك ابنتي تموت امام عيناي ...انا سانقدها بنفسي ..لا تخافي امي انا ساعود قريبا اعدك بذلك"


تجاهلت صرخات والدتي المترجية و بكاء اخي الصغير الذي كان يستعطفني بدموعه من اجل ان يثنيني على الامر الخطير الذي كنت مقدمة على فعله فانا في الاخير اقرب شخص اليه

و لكنني من المستحيل ان اتخلى عن ابنتي

اقتحمت النيران بدون ان يتسلل الى قلبي اي ذرة من الخوف او الندم على الخطوة التي قمت بها

كانت صورة نوارة و هي تبكي مستنجدة من اجل العون هي الصورة الوحيدة التي اراها امامي

ركضت و ركضت الى ان تخلل الى مسامعي ذلك الصوت المالوف

صوت بكاء طفلة و ليست اي طفلة

انا متاكدة من انه صوت بكاء ابنتي الصغيرة نوارة

لم افكر مرتين بل بسرعة اتجهت صوب ذلك الصوت و انا اصرخ منادية اسم ابنتي الحبيبة متجاهلة الالم الذي كنت احس به جراء الركض فانا في الاخير في الشهر السابع من حملي

لالمحها اخيرا

"نوارة حبيبتي ماما جاءت لانقادك صغيرتي لذا لا تخافي ستكونين بخير"

كانت تلك الصغير عالقة داخل احد الاكواخ تبكي و هي منكمشة على نفسها

بصراحة هالني منظرها لدرجة انني شعرت ان قلبي تحطم الى اشلاء

ترى متى سينتهي كل هذا الالم

ركضت نحوها بسرعة و اخرجتها من داخل ذلك الكوخ

عانقتها بقوة محاولة اسكات ضربات قلبي المفجوع عليها و لكن لم تطل تلك اللحظة الجميلة فقد بدء الكوخ بالانهيار

يبدو ان هذه هي نهايتي

كانت تلك هي الفكرة الوحيدة التي تدور في ذهني و لكن فجاة شخص دفعني بقوة لينهار السقف القصديري عليه

التفتت بسرعة لاعرف هوية منقد حياتي

و احزروا من كان

لا هو ليس ذلك الجندي الفرنسي المزعج

لقد كان طارق

دفعت ابنتي و اجبرتها على الهروب بمفردها

اعلم ان ذلك لم يكن خيارا حكيما و لكنني اثق بقوة نوارة فهي في الاخير ابنتنا انا و طارق

اما انا فبقيت بجوار زوجي من اجل انقاده

كنت احاول رفع ذلك السقف القصديري الضخم و لكنني لم استطع فقد كان اثقل مما استطيع تحمله بالاضافة الى حرارته الشديدة

كانت يداي محترقتان بشدة و تسيلان دما اما منظرهما فقد كان قبيحا و مثيرا للاشمئزاز

لم اصغي الى صراخه المتكرر علي و لا لوصفه لي بالانانية

و لكن في الاخير طفح كيلي لاصرخ في وجهه انا الاخرى

"نعم انا انانية ..انانية لرغبتي في العيش حياة بسيطة برفقة زوجي و اولادي ....انانية لرغبتي في قداء ءاخر ايام حياتي برفقتك انانية لرفضي تركك تموت بمفردك انا انانية لانني احبك و لانني انانية فانا لن استمع الى ترهاتك"

لم اعد احس بيداي حتى ان اظافري جميعها اقتلعت و لكنني لم اهتم لمظرهما المقزز فانا حاليا اريد انقاد زوجي و لن اتركه يموت

و بعد محاولاتي العديدة الفاشلة في رفع تلك القصديرة المزعجة قررت ان احاول سحب طارق من تحتها

امسكته من خصره و حاولت سحبه و لكنه بالمقبل قام بمعانقتي

بادلته العناق و الدموع تنزل من عيني بعد ان انهرت على الارض فقد خارت قواي تماما


"يا قوتة انا حقا احبك كثيرا انت فتاة مميزة و رائعة لقد كنت ارغب و بشدة ان اكمل حياتي برفقتك و لكن يبدو ان هذه هي نهايتي "

قام بتقبيلي من جبيني و بعدها دفعني بقوة بعيدا عنه

"حسنا لويس زوجتي و ابنائي امانة بين يديك ارجوك قم بحمايتهم "


لم افهم اي شيء

حاولت الاعتراض و لكن يدا هوت على راسي لتظلم فجءة الدنيا حولي و افقد وعيي

.............................................


بدءت يداها ترتعشان ليسقط القلم من بين اصابعها

اما الدموع فقد كانت تملء عينيها مانعة اياها من الرؤية جيدا

كيف لا تبكي و هي الان تكتب عن ذكرى مفارقتها لزوجها الى الابد
فجءة سمعت صوت انفتاح الباب لتقوم بمسح دموعها بسرعة فهي لا تريد لاي احد ان يكتشف ضعفها


"حسنا ياقوتة هذا يكفي انا اعلم بانك من المستحيل ان تنسي زوجك و لكن لا تنسي بانك الان متزوجة من شقيقي و قد مرت عشر سنوات بالفعل انا اعلم بان شقيقي ليس ذلك الشخص المميز و لكن لا تنسي انه قام بانقاد حياتك"

التفتت اليها تلك الفتاة التي اصبحت امرءة ناضجة في نهاية الثلاثينات من عمرها

"انا اعلم جهيدة و لكن ما باليد حيلة و اظن انك تفهمينني فهو في الاخير يبقى والد ابنائي "

ثم صمتت متمعنة في المرءة الواقفة امامها

هي لم تتخيل ابدا بانها سينتهي بها الامر بالعيش مع جهيدة تحت سقف واحد

حسنا حسب ما فهمته من جهيدة فان شقيقها كان يعمل كجاسوس ينقل الخبار لصالح عمها بوزيد و هذا كان اخر شيء توقعته اما جهيدة فقد كانت تعمل كجاسوسة مزدوجة

اي ان كلاهما كانا يعملان لصالح الجزائر و عمها صالح كان يعلم ايضا بانه كان فخا و لكنه قرر التضحية بحياته فقط من اجل الا يكتشف امر جهيدة

اما اعتقال ذلك الاحمق فكان السبب في انه ذهب قي مهمة تفتيشية الى منطقتها برفقة احد المجندين لذا اسيء فهمه و القي القبض عليه برفقة رفيقه

كل تلك الحقائق الغريبة كادت تتسبب في صدمة قلبية لها و لكنها اخيرا استطاعت التاقلم معها بالاضافة الى انها الان تعيش برفقة ابنائه نوارة و التوءم يمينة و يزيد

التفتت الى تلك المرءة التي تدعوها بجهيدة

"من فضلك يبدو انه قد حان وقت عودة نوارة و التوءم من المدرسة هل يمكنك ان تقومي بتسخين وجبة الغداء لهم فقد قمت بتحضيرها سلفا "

اومءت تلك المرءة على مضض ثم غادرت الغرفة

و لم تكد تجلس على كرسيها ليفتح الباب مرة اخرى

اطلقت تنهيدة طويلة ثم التفتت لتتعرف على القادم و الذي لم يكن سوى زوجها الغريب

رمقته بنظرة متمعنة ثم صمتت فجءة

ترى كيف ستكون ردة فعله عندما يعرف بامر حملها الذي مضى اسبوع على اكتشافها له و لكن جرءتها لم تكن كافية لتعترف بذلك و لكنها قررت الان فمن حقه ان يعرف ذلك

و لكن كيف ستكون ردة فعله

لو كان الواقف امامها الان هو طارق لما ترددت في اخباره فهي متاكدة من انه سيجن من الفرح و لكن طارق لم يعد موجودا الان

"امم لويس انا حامل "

لم تكن هناك اي ردة فعل

بقيت تنظر اليه منتظرة ردة فعله فهي قد فقدت شجاعتها بفقدانها لطارق


"اولا انا لم اعد ادعى لويس انا الان اسمي محمد ايضا "

اقترب منها و عانقها بلطف

"انا لا اهتم ان انجبتي لي طفلا او لم تفعلي فكل من نوارة و يمينة و يزيد هم بمثابة اولاد لي انا احبك و باخبارك لي بمثل هذا الخبر السعيد زاد حبي لك "

تجمعت الدموع في عينيها بعد سمعها لكلماته لترخي رءسها على صدره و تجهش بالبكاء بينما بقي يربت على رءسها بلطف




الى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية روايتنا اتمنى ان تكون قد نالت اعجابكم و لا تحرموني من ارائكم و تعليقاتكم



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس