عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-19, 11:57 PM   #23

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



###

كانت جالسة على أريكة غرفة المعيشة ...كان هذا الوقت من الأوقات الذي يشاهدون فيه مع بعضهما البعض..لكن هذه المرة..كان التلفاز مُطفئاً
كان خارجاً من المطبخ ...متوجهاً ناحية الدرج ليصعد لغرفته..حينما رأها توقف وغير طريقه بخطوات سريعة غاضبة..جلس على الأريكة ليضع المسلسل الذي يشاهداه معاً..قدم المشاهد حتى وصل لتلك الممثلة التي لطالما أبدى إعجابه بملامحها وأناقتها
نظر إليها بحدة ..مشيراً:قبيحة...هاذي الممثلة قبيحة ومو عاجبني شعرها يلوع الكبد ومو حلو أبداً وطالعة تفشل
نظرت إليه مرام بتساؤل:لكن إنت الي قلت إنها حلوة
بغضب: وإذا أنا قلت إنها حلوة ؟!..أنا رجال ماعرف لهالأمور...أنا ذوقي خايس
تروحين تسوي كذا وتنفصلين من المدرسة أسبوع عشان رأيي السخيف؟!!!
مرام بغضب: تتوقع ليش أهتم برأيك لهدرجة؟!
أشار بسرعة بغضب: لأني أخـــوك!!
مرام بغضب :لا لأني أ...
وضع يده بسرعة على شفتيها ليُسكتها...نظرت له بصدمة
يعقوب وهو يتنفس بسرعة أشار بيده الأخرى :أختي..إنتِ أختي الصغيرة
###
مسـاءًا

كان واضعاً خده على يده وهو ينظر للورقة التي أمامه ..بينما يده الاخرى كانت ممسكة بقلم وردي ذو شعر منفوش
بينما هي كانت تُكمل واجباتها على حاسوبها المحمول..مُحركة قدماها في الهواء تحت الطاولة
لين بمرح:قـيس..
نظر إليها وهو بنفس الوضعية بتملل :همم؟!
إلتقطت له صورة ضاحكتاً بشقاوة..
قيس نظر لها بنصف عين:إيش الحلو إنك تصورني وأنا ماسك قلم أطفال الروضة حقك ذا
لين : هههههههههه بالضبط هذا الحلو في الموضوع ..تضحك ههههههههههه
قيس : كل أغراضك مو طبيعية مثلك
لين :يلا ماخلصت قراءة السلايدات طولت هذا وإنت معلم فيزياء
قيس بإنزعاج: كيف بدرسك وأنا مو عارف الموضوع عن إيش ياغبية
لين: لا حول تراه مو درس بتشرحه لطلابك ..بتشرحه لي لي أنا لين
قيس: بالضبط مو أنا معلم خصوصي لطالبة مختلة مثلك هذا يتطلب تحضير أكبر
لين بإستنكار : كَريه بحط صورتك في كل تطبيقات السوشيال ميديا والناس بيتنمرون عليك وبتنهار وبتشوف
قيس مُمسكاً بأوراق أخرى :لا تشاهدين أفلام واضح تتأثرين ....مرة ثانية خليني أذاكر لك أول بأول أما كذا يتراكمون ونطول
نظرت له لثوانِ ثم تابعت حَل واجبها وتحريك قدميها تحت الطاولة: متحمسة لرحلة الويكند
قيس:ليه
لين رفعت حاجبها بإستنكار:ليه ليه؟..رحلة يعني أكيد بتحمس
قيس: موب متوترة لأنك بتجلسين مع ناس ماتعرفينهم ؟
لين توقفت عن الكتابة على لوحة مفاتيحها لتنظر إليه:قيس
قيس وهو ينظر للورقة التي أمامه : إمم
لين:قيس
بنفس الحالة:إممم
مدت يدها لتمسك بذقنه وتدير وجهه لينظر إليها ...نظرت لعينيه مباشرة : ليش ماتبيني أروح ؟!

" قيس خافضاً رأسه بدون أن ينظر لها: أنا مخنوق
رفعت رأسه بأصابعها واقتربت نحوه قليلا: مو إنت إلا تنزل راسك قيس، ومو أنا الي تقول بقربها مخنوق"
" قيس سكت .. ونظر ليديه متجنبا أن ينظر لها
غلا أمسكت ذقنه بنعومة لتديره ناحيتها : قيس ناظرني واتكلم"
" قيس ضحك متوتراٌ وأشاح بوجهه عنها وهو يرتشف من قهوته
غلا أخذت كوبه بيد وبيدها الأخرى أعادت وجهه لإتجاهها : جاوبني"

أزاح وجهه للوراء ..قُبض على قلبه حينما تذكرها ..لطالما أمسكت بذقنه حتى ينظر إليها وهي تتحدث إليه
أجاب دون أن ينظر لعينيها :لا تقولين كلام من عقلك وتصدقينهً
نظرت إليه بتفحص..لم يكن على طبيعته
إعتدلت بجلستها لتنظر ناحية حاسوبها مجدداً...كان قد سألها مُسبقاً إن كانت متوترة لحضوها الرحلة..سألها مجدداً السؤال نفسه ..مالذي يحاول أن يشير إليه بسؤاله هذا
###

كانت منغمسة في تحضير القهوة التي بين يديها ..إنه يومها الأول لترقية جراح إليها كـ"بارسيتا" أو"مُحضرة قهوة"
كانت عينيها مُرتكزة بجد على القهوة وهي تحاول أن ترسم على سطحها بالحليب الذي بيدها الأخرى
إبتسم وهو يقف بجانبها وبيده قطعة كعك لإحدى الزبائن : صعب صح؟! حتى أنا طولت لين عرفت أرسم عليها عشان أساعد جراح
مازالت عينيها تنظر نحو القهوة بتركيز شديد وبغضب في نفس الوقت،مُنكرة : لا مو صعبة ..بس يبي لها تركيز
وضعتهما أمامها بغضب...أخفقت مُجدداً
نظر إليها مواسياً :مو مشكلة كلنا كذا بالبداية..شوي شوي تتعلمين بداية الغيث قطرة
نظرت إليه بغضب: أنا دا...
صمتت بدهشة وهي تنظر إليه ...كان ينظر إليها مُبتسماً كالعادة ...لكن تلك الكدمة التي على خده....

ريان مبتسماً:شفيك؟!
ليلى
وملامح الدهشة مازالت واضحة على وجهها:لا ولاشيء
ريان إبتعد عنها ليُقدم قطعة الكعك للزبون ..
عاد مُجدداً خلف ركن القهوة ..نظر إليها رافعاً حاجبيه مُشيرا إليها :تعالي بعلمك كيف
نظرت إليه بتردد خلف صندوق المحاسبة...توجهت إليه
بدأ يعلمها الطريقة مُحضراً قهوة جديدة لإحدى الزبائن ..لكن تركيزها كان مُشتتاً وهي تنظر لتلك الكدمة التي على وجهه

تقدمت وصوت خطوات كعبها يخط على أرضية المقهى الخشبية...كانت على أبهى حُلتها اليوم ..
وقفت بجانبهما ..يفصلهما ريان في المنتصف
:لو أعطيك ورقة بترسمين ملامحه على غيب من هالتحديق
ضغط على أسنانه بقهر..بينما هي نظرت إليها بإحراج ..كانت فعلاً تحدق بتلك الكدمة التي على وجهه دون أن تشعر
أردفت غادة وهي تتناول علبة ماء وكأنها المالكة لهذا المقهى : تخوف الكدمة على وجهه صح ؟!...هذا الي يصير للي يغازل بنات الناس
كانت رافعة رأسها ترتشف الماء..
أمسك بذراعها بغضب ليبعدها عن الرُكن ويجلسها عند طاولتها المُعتادة
ترك ذراعها ليجلس أمامها ..بنبرة غضب: شفيكِ إنت تألفين على رأسها ياغبية..وش راح تفكر فيني
غادة بغضب: تستاهل لا تهتم فيها لهدرجة الي يقول هي عاطيتك وجه اللحين ولا معبرتك
ريان إبتسم بسخرية:هـه..غيورة تخافين أحد غيرك يسرق إهتمامي فيك
غادة :بلا غباء ماتهمني أبداً لو يخفوطنك ويحبسونك عندهم ويضربونك بجلس أصفق لهم وأنا أضحك وأقولهم أحسن أحسن مايهمني هالغبي
ريان رفع حاجبه بإبتسامة جانبية مستهزئا..مُقلدا إياها: بـعـد عن توأمــي!!ً
غادة صمتت وهي تنظر له بحقد : وييييع قلت كذا عشان لا يقتلك ويدخل السجن ولا إنت ماتهمني
ضحك مستهزئاً غير مصدقاً لما تقوله..

في الزاوية الأخرى كان واقفاً عند إحدى الطاولات ليأخذ طلبهم

كان رجلُ مُهندم ذو لحية وشعر كثيفان مفتول العضلات جالس مع زوجته التي كانت ملامحها ناعمة ..كان وجههـا صافياً..
لكن لم يكن صافياً من تلك الكدمة التي تمتد من شفاهها السفلية حتى ذقنها

صاح بصوت أجش وطريقة غير حضارية ..من يراه بذلك القميص الأنيق والساعة الثمينة لا يعتقد إنه هكذا..لكن لطالما كانت الصورة النمطية خاطئة: وش تبين؟!
أجابت برقة محاولة إخفاء ذلك الشعور الذي يتوسط قلبها ..لكن تلك الشفة السفلية المرتجفة تفضحها :وش عندهم؟
صفع بقائمة المقهى مُلقياً إياها على الطاولة أمامها لتسقط تحت الطاولة..قاضباً جبينه: محل قهوة يعني وش عندهم ياغبية..اقرأي والا ماتعرفين تقرين بعد يالمتخلفة المريضة
ضغط جراح على دفتر الملاحظات التي بيده بغضب..بينما هي إلتقطت القائمة التي قد سقطت بجانب قدمي زوجها
وضعتها على الطاولة..أجابت دون أن تنظر إلى القائمة: شاهي
نظر لها وأجاب بإشمئزاز:اللحين جايبك مقهى عشان تطلبين شاهي فعلا بنت فقر
أكمل متحدثاً لجراح: واحد ايسد امريكانو وواحد شاهي لبنت الفقر
سأل جراح بهدوء محاولاً كتم غضبه ..موجهاً سؤاله إليها: لو سمحتِ إيش نوع الشاي الي تبيه..عندنا أنواع مثل مايتضح من القائمة "قال ذلك لانه يعلم إنها لم تقراها..لم تنظر لها حتى"
فتحت شفاهها حتى ترد ..لكنه قاطعها بصوت عالِ جعل الجميع ينظرون إليهم: جيب أي شيء لو زرنيخ لبنت الفقر بنت أبوها الملعون تحمد ربها إني شخص متحضر وأسألها عن رأيها وإيش تبي وأطلعها وأرفه عنها بس هي متخلفة ماتعرف تحمد ربها وترتقي لمستواي ..شاهي أجل..جيب لها شاهي جيب
ودً جراح أن يضع القلم الذي بيده في منتصف عين ذلك الرجل المتخلف..
أجابت بصوت خافت مسموع والغضب قد كان واضحاً على معالم وجهها: شفيك تصارخ الكل إلتفت يناظرنا بليز لا تسب أبوي قدامي ..أبوي ميت ماتجوز عليه غير الرحمة ترضى أسب أمك الله يرحمها
"أبوي ميت"..وقعت صدى كلماتها على مسامع جراح كالخنجر ..يشتم والداها الميت ؟!

بغضب أمسك بذراعها بقوة ولكمها على وجهها ..
أسقط بسرعة القلم ودفتر الملاحظات من يده لتتخطى يداه تلك الطاولة التي تفصل بينهما..سحبه من قميصه ليجره بعد أن لكمه على وجهه لناحيته ..كان يجره بعيداً عنها يجره لناحيته وجسد الزبون يدفع الطاولة التي أمامه جانباً
لكم الزبون جراح على وجهه ليمسك بيده الاخرى قميص جراح هو الآخر: بأي حق تضرب زبون عندك يامتخلف؟
لكمه جراح في رقبته ليسقط أرضاً ..أجابه:عشان تعرف إن كل قوي فيه الأقوى منه
صرخ بغضب ويداه تعتصر رقبة جراح ليفلته: أنا زوجها ياغبي!!!
لكمه وهو يصرخ:الله يلعنك ويلعن تخلفك الي يخليك تضرب زوجتك وتستضعفها
بصق في وجه جراح ليلكم ذقنه :لا تخليني أشتكي عليك وأوديك في ستين داهية ياحيوان ياقذر
أمسك ذقنه متألماً لينتهز الزبون الفرصة ويدفعه عنه..نتيجة ذلك ضُرب رأسه بالطاولة..بصق دماءه على الزبون :روح..إذا ماتعرف المكان راح أدلك
لكمه مجدداً صارخاً: غبي لا تدخل نفسك في أمور أكبر منك تفكر نفسك راح توقفني يعني !!أقدر أتفرد فيها في البيت وأضربها لين تموت ياغبي
كان غاضباً طوال الوقت..لكن هُنا إنفجر تماماً..خرج عن السيطرة ..أسقط نفسه عليه كالوحش وبدأ يلكمه بعنف ووحشية
كان صراخ ريان في الجهة الأخرى غير مسموعاً لديه ..كانت كلمات الأخرق تتردد على مسامعه ..تجعله يثور أكثر..يلكمه بوحشية أكثر
أمسك الكُرسي الخشبي الذي بجانبه دون وعي ..وقف على رجليه ليُلقيه عليه
هُنا صرخت غادة بإسمه موقفتاً إياه لكنه قد فات الأوان ...

إتسعت حدقتيه عندما سمع صرخة ...نظر للأمام ليستوعب مافعله
كانت ممُسكة كتفها بألم ..لم يقع الكرسي على ذلك الاخرق...
بل ليلى!

كان ينظر له ريان مُتسع الحدقتين مشتدُ حنقه..إتجه ناحيتها ليطمئن عليها
إقترب إليهم جراح بخوف حينما عاد لصوابه ..مردداً إعتذاره
تحدث ريان بهدوء ونبرة غاضبة لجراح دون ان ينظر إليه..وهو يطمئن عليها:إنقلع جراح
لم يوقفه ذلك بل إقترب ناحيتهم ليضع ريان يديه على صدر جراح ويدفعه بعيداً :خـــلاص إنـقـلع برا جراح ...إذلف إطلع برا فكنا من شرك!!
كان المقهى خالياً من الزبائن..خرج الجميع بعد ذلك الصراع العنيف الوحشي الذي رأوه ..حتى ذلك الأخرق إستغل الفرصة ليخرج هو وزوجته بعيداً عن ذلك الوحش الذي كاد أن يقتله
خرج دون أن ينبس ببنت شفة
#

:توقعتك تدخن للحين
لم يُحرك رأسه ..إكتفى بأن ينظر لها بنظرة باردة والسيجارة بين شفتيه...كان جالساً في إحدى الأزقة التي بجانب مقهاه..أبعد السيجارة من بين شفتيه لُيخرج الدخان من رئتيه مطولاً ...نظر للأمام ليتحدث ببرود: ليش إنت هنا... مو خايفة على نفسك مني؟
وضعها مجدداً بين شفتيه ...
إلتقطت السيجارة من بين شفتيه ..نظر إليها ببرود ..تخطته لتجلس بجانبه.
إرتشفت من السيجارة...بينما هو زفر ماكان يمتكله من الدخان..نظر إليها :توقعتك أخذتيها من عندي عشان ترمينها
زفرته هي الأخرى : لا...تضييع فلوس وسيجارة على الفاضي
جراح:ماكنت أدري إنك تدخنين
أجابته وعيناها تنظران للأمام: قطعته من رجعت هنا ... كنت أدخن في أمريكا
أدارت رأسها ناحيته ...نظرت إليه :لأنه يذكرني فيك
نظرا لبعضهما للحظات .. :كنتِ تحاولي تكرهيني فيه
أجابت: عشان صحتك ... لكنه يذكرني فيك
نظر بتعمق لعينيها : ماكنت أتمنى إنك تذكريني بشيء مضر لصحتك
رفعت حاجبيها بإنه قد قضي الأمر وإنتهى ..أدارت وجهها للأمام لتزفر الدخان: على الأقل تذكرتك بشيء
جراح:ليه تتوقعين إني نسيتك ؟
بإستهزاء : هه..مافي شيء يدل على إنك تتذكرني
تابع وهو مايزال ينظر إليها:إيش معنى إسم المقهى؟
هزت كتفيها :إيش عرفني إيش معنى إسم مقهاك الغريب هذا
أردف: لاألبيرو ريكو ...الشجرة الغنية بالإيطالي .. من معاني إسم غادة ..بلغة البلدة المفضلة لغادة...ماجاكِ فضول حتى تبحثين عن المعنى
نظرت إليه...إرتسمت إبتسامة خفيفة على محياها..وضعت السيجارة بين شفتيها مُجدداً لتخفي إبتسامتها
جلساً للحظات دون أن يتحدثا ...كُلِ منهما وجهه ناحية الأمام
أطلق تنهيدة ...
:خايف تخسر المقهى بعد؟
أجاب: إيه
غادة وهي تلتقط عود خشبي ضغيف من على الأرض لتُمثل كتابة ماتقوله على الأرض: ليه ماتتعالج جراح
ساخراً:هه
نظرت إليه..بجدية: أتكلم جد..ليه ماتتعالج من إضطراب الغضب النفسي ..راح أساعدك بدور لك طبيب ممتاز.. جراح خسرت الكثير ومازلت تخسر بسبب هالإضطراب
بضيق:أدري إنك تتكلمين جد غادة...أنا أسخر من نفسي...أنا وحش إبن وحش..الشيء متأصل فيني
كانت تنظر بضيق لتلك الندبة التي تشق حاجبه الأيمن إمتداداً من أعلى حاجبه حتى جفنه ..نظر إليها وهو يعلم تماماً إلى ماذا تنظر


"في غُرفة المعيشة...التي كانت خالية تماماً...ماعداً تلك الطاولة المنخفضة في منتصفها..وبضع وسادات على الأرض ...وتلفازقديم على طاولة خشبية مُهترئة
كان مُستلقِ نصف جالس..متكئاً بكوعه على وسادتين..مقابلاً وجهه للتلفاز..متابعاً لذلك البرنامج السخيف الذي لطالما كان يسمع صوت ضحكاته عليه..يبصق بذور دوار الشمس في الهواء دون إكتراث لما يخلقه من قذارة..
نظر بنصف عين للصبي الصغير ذو الشعر البني الذي كان جالساً في الجهة المقابلة ..كان يصنع مجسم طائرة بحماس
ألقى بعبوة سيجاراته على الطاولة ناحيته ..ليحاول إلتقاطها خائفاً من أن تفسد طائرته
تنهد بإرتياح عندما سقطت على الطاولة بجانب مجسم طائرته دون أن تفسده
أمره وهو يطحن البذور بين أسنانه بنهم :قم جهز لي سيجارة
قام مطيعاً إياه راكضاً نحو المطبخ ليشغل رأس السيجارة التي بيده ..
عائداً بسرعة لوالده حتى لا يوبخه إن تأخر..
قدمها له بينما بصق والده البذور من فمه التي قد سقطت على خد الصغير وملابسه ..ليتناول سيجارته بين شفتيه
مسح تلك البذور من عليه ليجلس مرة أخرى ليصنع طائرته
صرخ بغضب: ماصار شاهي هذا الي تسوينه إخلصي عليَ بيخلص البرنامج وأنا بعدي ماذقت سم الهاري التي تسوينه
لم تمر ثوانِ حتى خرجت بثقل وهي تحمل بين يديها الصينية وعليها إبريق الشاي
وقف الصغير بسرعة ليساعد أمه ويحمل الصينية بدلاً عنها ..إبتسمت إليه وهو يضع الصينية على الطاولة
نظر إليها بنظرة غضب ..بينما هي كانت تجلس ببطئ ويدها خلف ظهرها تسند ثقلها..والأخرى على الأرض ..كانت في شهرها الأخير ..وكان ذلك الحمل متعب جداً والجلوس على الأرض يجعله أسوء
سكبت له بعض من الشاي وناولته إياه
نظر لها بغضب :الله يلعنك يالكسولة يالقذرة ...حتى شاهي تطولين وإنتِ تسوينه يالمتخلفة...الله يستر منك ومن تأخيرك في المطبخ يالكلبة...الله يلعنك
لم ترد عليه ...تابعت صب الشاي ..:الله يطول بعمرك يا أبو جراح عندي طلب وأتمنى ماترفضني...جراح عنده واجب في المدرسة و نحتاج فلوس عشان يكمله
إعتدل بجلسته ليُقرب وجههإ إلى وجهها وينظر لها بنظرة شك وتفحص...كانت تنظر له بشجاعة حتى يتم طلبها...كان قذراً متعرقاً ذو رائحة نتنة وأسنان صفراء
زفر ذلك الدخان في وجهها .. بدأت بالسُعال
صفعها على وجهها : تشوفيني قاعد لك على بنك ؟!؟! لو أنا عندي فلوس بظل في هالبيت المقرف معك ..
قرص رقبتها بأصابعه متابعاً: لو عندي كان بروح المغرب أتزوج لي أربع بدالك يالكلبة ههههههههههه
كانت تتحمل الألم لإكمال واجب صغيرها..
بينما كان هو ينظر بخوف نحوهما..لطالما تكررت هذه المشاهد عليه
بصبر وهي تنظر نحو مجسم الطائرة : أترجاك ..فلوس المشروع بس...آخر طلباتي
نظر ناحية ماتنظر إليه..
أخذ مجسم الطائرة من بين يديه الصغيرة ...
ليحطمه على جسدها
بكى بُحرقة...كان صوت بكاءه العالي يملئ أرجاء المنزل
كان يضربها بُعنف ..يلكمها يشد شعرها...يركلها
كان يبكي ليس لأن مجسم طائرته التي كان يعمل عليه لعدة أيام قد تحطم على جسد والدته فحسب...
بل لتلك الدماء الغزيرة التي تخرج من أسفل والدته...
لا يعلم كيف أتته تلك الشجاعة للحظة...لكن منذ ذلك اليوم...أصبح متمرداً قاسياً لا يهابه
أخذ جهاز التحكم بين يديه الصغيرتين المرتجفتين...ليضرب به رأس والده
أدار وجهه ناحيته والغضب واضح من عينيه المخيفة... أسقط جهاز التحكم من بين يديه وهو يبكي
تناول والده كأس الشاي الزجاجي ليُلقيه عليه ..
سالً الدم من أعلى حاجبه..
"

نطقت بكلماتها لكِ تيقظه من شروده في تلك الذكرى المروعة ..: إذا كان الأب وحش مو معناها إن الإبن يكون وحش بعد...الأبناء مو لازم يورثوا كل شيء من الأباء
نظر نحو عينيها ...أردفت بهدوء: لا تفقد نفسك لإعتقاداتك...عمرك ماكنت وحش.
قبلت إبهامها ...نظرت نحو أثار عضتها التي كانت على يده ...وضعت إصبعها عليها
ووقفت لتبتعد وتغيب من أمامه.

يُتبع في الجزء القادم...



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس