عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-19, 03:35 PM   #8

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول

مسحتُ الرواق بعيني ، أبحث عن عامل البوفيه ، أتحسس إدماني لقهوته ، وربما ألتمس حيرته التي تعلو وجهه يوميا والتي أصبحت غاية لي كل صباح ..
" هاي ، أنت .. أعد لي قهوتي ، أين كنت ! "
بدأت ملامح الملل في الظهور علي وجهه ، هكذا نبدأ دائما .
" بالحليب ، سادة أم زيادة سيدتي "
رفعت حاجبي بتسلية ، ها هو يسألني سؤاله المعتاد بود ، يسير وفق خطتي المعهودة .
" بالحليب ، وزيادة "
قام بإعداد فنجان لي ، بينما يعد كوبا آخر من القهوة يتنافى تماما مع مواصفاتي .
قدم لي الاثنين فغمزت له ، أشاكسه
" لقد أفسدت متعي ياهذا ، لا أريد "
ثم غادرت أحمل هاتفي أتحدث فيه ، أعطي لذاك البسيط ظهري بعد أن لمحت حيرته التي أستمتع بها صباحا .
أخذ العامل يسب ويلعن يومه ، سأتسبب له في شلل رباعي الاطراف ذات يوم ، بعد أن إحطاط لترددي الدائم ، أدهشته باللامبالاة ، وصل لأذني همسه الحانق
" أعني يا رب "
داخل المكتب ..
أغمضتُ عيني بإنهاك بات يلازمني منذ وطأت قدمي هذه الشركة .
بدأت المهنة من أول سُلماتها إلى أن وصلت لمنصب لا بأس به ، ساعدني إعتمادي على نفسي منذ الصغر ، على تحملي لهذه المسؤلية الكبيرة .
مديرة القسم القانوني ، كل ورقة كبيرة ، أو صغيرة لابد أن تمر علي .
ومن غيري يدرك أهمية الأوراق ..
فبورقة خرجت من منزلي ، و إستعادتها كانت طوق النجاة .
دلكتُ رقبتي بعد أن رتبت عدة أوراق هامة في ملف مخصص لها ، أشعر الآن بحاجتي لكوب القهوة ، صدقا لم انوِ أن أترك الكوبان لولا تذاكي هذا العامل ، لقد أفسد يومي بحيلته .
أغلقت الهاتف الداخلي بعد أن طلبت منه إعدادها لي .. إسترخيت أنتظر مندوب شركة هامة ليسلمني عقود و أوراق تنقصني لأغلق الملف أمامي .

***

دلفتُ الى وجهتي ، إصطدمت بأحدهم يحمل فنجان من القهوة الشهية ، رائحتها نبهت مخي وحفزت خلاياي فكنت حتما أحتاجها لتخفف توتر يومي .
تماسك العامل كي لا تُسكب منه ، رددت بهدوء
" أنا آسف ، لم أنتبه "
" لا بأس سيدي "
نظرت لساعتي ، لقد أتيت في موعدي المحدد
" مكتب الأستاذة فريدة من فضلك ! "
إلتمعت عيني العامل
" تقصد أستاذة فريدة مديرة القسم القانوني ، أخر الرواق علي اليمين "
أومأت برأسي وهممت بالمغادرة فاستوقفني
" هلا أسديت لي معروفاً ، هل يمكن أن تحمل تلك القهوة إليها سيدي ، ليس إمتهانا مني لك لاسمح الله ، ولكنها ستعيدني بها آلآف المرات "
عقدتُ حاجبي بحيرة
" وما شأني أنا ؟ "
" هي إنسانة شديدة التردد ، و أنا عامل لاحول لي ولا قوة ، هي لن تمرر فعلتي هذا الصباح "
مللت من ثرثرته ، لقد كلفني هذا عشر دقائق إضافية في جدال لا جدوى منه ، تناولت قدح القهوة ، وقصدت مكتبها .
الرائحة علقت بحواسي ، ما باله هذا الرواق لا ينتهي ، قربت القهوة من أنفي أستلذ برائحتها ، ولم تكد تمر بالقرب من شفتيّ حتى تذوقتها ..
علامات الإستعجاب علت وجه سكرتيرة المدعوة فريدة عندما دلفت لمكتبها ، تنظر لفنجان القهوة بيدي بتساؤل بعد أن أخبرتها بهويتي .
أذنت لي بالدخول ، مكتب حديث ، أوسع و أفخم من مكتبي ، بتصميم مستحدث بهيج ، عملي ، يليق بصاحبته .
قامت لترحب بي ، تستند بكفيها فوق مكتبها ، تشير الي بالجلوس ، توجه نحوي نظرات حادة ، لا أعلم سببها .

***
نظرتُ إلى كوب القهوة الذي يحمله ، مده اليّ ، تناولته باستغراب
" العامل أرسله معي حالما سألته عن مكتبك "
نظرتُ لفنجاني المحبب والذي نقُص قليلا وعلامات القهوة متعلقة بحافته من جهة واحدة وكأن أحدهم عبث به .
تمتمت
" هذا اللعين ، يُفلت من قبضتي مرتين علي التوالي هذا اليوم ، سألقنه درسا ..."
" عفواً "
نفضت حنقي وإنتبهت لمحدثي ، لا يبدو لي مندوب أبداً ، سمعته يعرف نفسه
" يونس فاضل ، مدير الشئون القانونية لشركة .... ، سعدت بلقائك سيدتي "
ربما سيعلق أسمه في بالي كثيرا ، أسم غير متداول و آسر
" سيد يونس ، توقعت حضور مندوب بالاوراق "
" الأوراق هامة لصفقة هامة وددت مناقشتها معكِ أولا قبل عرضها علي الرؤساء "
أشرتُ له بالجلوس وشرعت في طلب مشروب له ، تأكد ظني أنه مرتشف قهوتي عندما طلب مثلها لنفسه .
وضع حقيبته علي الطاولة أمامه ، أستخرج مجموعة أوراق مرتبة ، ناولني إياها ، إلتهمت عيني أسطرها بينما إلتهمت شفتيه قهوته ..
" سأُطلع رئيسي بالبنود والشروط سيد يونس ، عرضكم قيد الدراسة ، شرفت "
***
لم يمضِ على قدومي إلا دقائق قليله وتصرفني بتلك الطريقة ، شعرتُ بالإهانة
" ألن نراجع العقود ؟ "
" وكأن قبولنا بصفقتكم أمر واجب ومسلم به ! "
" لم أقصد ، دعيني أوضح لكِ "
أنهت الحديث بصلافة ، تدفع الملف نحو وجهي تخبرني
" الأوراق تتحدث نيابة عنك سيدي ، لقد فهمت "
رفعت حاجبي بدهشة ، يبدو أن إرسال المندوب كان سيفي بالغرض ، ربما وفر وقود سيارتي ، وقيادتي في الزحام .
هممتُ بالمغادرة ، كدت أفتح الباب ، وصل الى مسامعي صوتها الحانق
" لا ترتشف من قهوتي مجددا ، وإلا .. لا صفقات بيننا "
أتممت مغادرتي وكأني لم أستمع لقولها ، وينتابني شعور بغيض تجاة تلك المرأة ، وقلبي يلهج بالدعاء بعدم قبول الصفقة كي لا أراها مجددا .
الآن علمت تفسير حلمي ، إنها هي الفينيق .. التنين المجنح ، الذي حلمت به صباحا .
فريدة ، هي حقا فريدة في قلة الذوق ، هل إنتبهت حقا لرشفتي من فنجانها ، لم تمتعض وهي تلامس موضع شفاهي .
شعرت بالغثيان لمجرد الفكرة ، أن تتلامس شفاههنا ، أنا .. و ..تلك .. الفريدة .

****

أتصفح كتاب القانون أمامي بهدوء متمعنة في كل مواده ، كنت بحاجة لمراجعته رغم حفظي له جيدا ، ربما هو طبع التردد المتأصل بي الذي يجعلني أسترجع معلوماتي على الدوام .
إبتسمت عندما تذكرت ملامحه - يونس - وهو يجذب الأوراق من بين يدي فور نيله توقيعي .
ثم علت ضحكاتي وأنا أذكر نظرة البلاهة فوق وجهه وهو يرى ترددي بأي قلم أوقع العقد ..
هل بالقلم ذو الخط الرفيع أم السميك ..
كان ما ينقصه صفعي بعد أن غادر الرؤساء متممين صفقة الشركتين ..
تركت الكتاب وثبت فاصل باللون الأحمر لأعود لتلك العلامة لأكمله فيما بعد ، فتحت التلفاز وعدت جوار كتابي لأستعيض بتلك العلامة الحمراء بعلامة زرقاء مرددة
" هكذا افضل "
تنهدت بأسى .. أعاني الملل .. أمضي وقتي في عملي بينما تأسرني الوحدة بدونه .. لولا فريد وشقاوته لما عدت لمنزلي ..
ترحابه وجمال طلته وصوته الشغوف لعودتي .. ما يجعلني اهم الخطى اليه.
أخرجني رنين هاتفي من شرودي
" مرحبا صفية .. كيف الحال .. أنا بخير "
ثم تعالت ضحكاتي
" لم تريّ وجهه أثناء الإجتماع ، والجميع يشيد بي بينما هو يجلس ككيس الفواكة المزينة للجلسة "
ترددت قليلا قبل أن أجيب
" إنه العمل ، إن لم أقدم أفضل ما لديّ ، سيأتون بمن هو أفضل "
هكذا أرى الحياة ، وهكذا هي حساباتي ..
" أنا لا أثق بأحد صفية ، فالضربة تأتي من القريب كما تعلمين ، و الغريب لن يتردد للحظة في ايذائك "
أستمع لردها بينما أرسم بإصبعي دوائر فوق الكتاب جواري
" لقد تألمت كثيرا حتى أصل لما أنا عليه الآن ، ... أجل .. فليكن الغد بعد إنهاء عملي "
أغلقت الهاتف ، أتوجة نحو غرفة نومي الواسعة ، أستنشق الهواء برضا ، فقد نلت ذلك المنزل بعد عناء طويل ، تكلفته شرخا لن يُجبر في رحمي .

****

أتناول غدائي بصحبة هاتفي ، أتحدث الى والدتي المستاءة لتركي إياها وحيدة اليوم .
"سأعود على العشاء أمي .. لا تقلقي أنا بخير .. ليس لدي وقت سأنهي غدائي لأذهب الى لقاء عمل هام "
أبعدت الهاتف قليلا عن أذني .. توقظني بصراخها وكذلك تطعمني ...
لقد تخطيت الثلاثين من عمري ولازالت تعنفني كطفل صغير .
أغلقت الإتصال لأشاهد فتاتين يدلفان متشابكتين الأصابع ، من يراهم يحسبهم شخص واحد من شدة إلتحامهم .. لحظة ..، أهذه فريدة .. !
ضيقت عيني كي أتيقن من ظني الذي صدق.
إنها هي ، ثوب ناعم لايتفق مع البدل العملية التي ترتديها في العمل ، حجاب بهيّ يعانق وجهها الأبيض ، وحذاء أنثوي جذاب يناقض أحذيتها الرياضية البسيطة .
دون شعور إنتبهت لأني قد حفظت تفاصيلها رغم رؤيتي لها مرتين أو ثلاث ربما .
رأتني ، فأحنيت رأسي في إيماءة أحييها ، شاهدت نظرات صديقتها لي ، وحديثهما الذي كما يبدو عني .
لم أجلس طويلا بعد رؤيتي لها ، ربما لو جلست أكثر لعلمت لون شعرها الذي يعلوه الحجاب .

***

" إنه أنيق .. "
بادرتني صفية الكلمات فور إنصرافه
" مدير للشؤن القانونية لشركة كبيرة يا صفية ، كيف لا يبدو أنيقا ! "
" أقصد وسيم "
زممت شفتيّ بامتعاض لأهمس لها
" وثقيل الظل ، ولا أستسيغه ، كدواء السعال المر "
" ياله من تشبيه ، فلتختصري قولك و قولي أكرهه "
لسعتني كلمتها وشعرت بحرقة الماضي لأقول
" بعد ما حدث لي قديما ، لم أعد أكره أحد ، إلا من آذاني يا صفية "
" لقد عانيت كثيرا بعد وفاة جدتك ، أشهد بذلك ، لكنك تحتاجين لأسرة بعد فقدها ، وفقد أقاربك ، لماذا لا تتزوجي يا فريدة ؟ "
نظرتُ لصحني ، تناولتُ اللحم ، أبدو بخير ولكني لست كذلك
" الكل طامع يا حبيبتي ، أتظنين أن هناك رجال ، عفوا لقد نفذوا "
شاهدت إبتسامتها
" بل أنتِ من نفذ شحن عقلك أيتها البلهاء ، ماذا عن زوجي ، رجل وقور ذو رأي صائب وعقل نافذ "
أظهرتُ الملل في صوتي
" كُفي عن إستعراض محاسنه أمامي يا صفية ، زوجك ليس متحرر بل متسلط ، إلبسي هذا .. إمتنعي عن ذاك ، لا تذهبي اليوم لملاقاة فريدة "
ثم تركتُ شوكتي بحدة لأردف
" أنا لا أطيقه "
أشارت اليّ بالتوقف
" كُفي أنتِ عن المراوغة فقد كان نعم العون لكي لتتخلصي من هؤلاء المحتلين المغتصبين لمنزلك ، ولولا حيلته لما عاد إليك عقد شقتك وتمكنتِ من بيعها "
أذعنتُ لكلامها
" نعم .. لا أنكر .. ، ولا أنكر إقراضه المال لي بدون أوراق تضمن حقه ، ولا وقوفه جواري كي أحظ بعمل كعملي ، كان ينقصه أن يتزوجني ويتكفل بي "
" لا بد أن أسجل تلك الكلمات ، سيسعد بها كثيرا "
" لن أتردد في قولها له ما حييت ، زوجك يستحق ، ليتني أجد رجلا مثله "
ثم ترددت بعدها لأسحب قولي
" ذلك لا يمنع أيضا انه متسلط "

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸





التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 04-07-19 الساعة 02:23 AM
هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس