عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-19, 09:46 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثاني

يا له من وجه . رغم ان دانيال كفت عن رسم لوحات الوجوه والتقاط الصور الفوتوغرافية لها كأنها التقطت الكاميرا لتأخذ صورة في خيالها.
عينان سوداوان لامعتان متسعتان وسط وجه قوي جداً, وانف معقوف وفك مربع , كان هذا الوجه مركزا عليها . رفعت ابتسامة الغريب شاربه لأعلى وبدت بعض التجعيدات الخفيفة نتيجة الدهشة حول فمه.
كانت دانيال لا تقاوم ابداً أي فك جميل, احست بدبيب النمل يسري في جسدها , علاوة على ذلك فقد ظهرت غمازة على الخد الأيسر لهذا النمط الرجالي الفاخر, بينما لمعت اسنانه السليمة البيضاء وسط لون بشرته البرونزي. لم يكن ينقصه إلا امرأة تخدمه كعبدة لاكتمال الصورة .
ورغم ان جسده لا يناسب وجهه إلا ان بنيته كانت تصلح لملاكم من الوزن الثقيل, كانت كتفاه مربعتين , ووسطه قوياً والزر الأعلى من قميصه مفتوحاً , وكأنه لم يتمكن من غلق الياقة حول رقبته الضخمة .
قالت دانيال :
-
هيا بنا ننقذ انفسنا سويا.
قال الغريب في دهشة وقد اتسعت عيناه:
-
ارجو المعذرة ؟
قالت بصوت متعب بينما سمعت خلفها صوت ضجة عالية اعادتها إلى الواقع :
-
لا بأس.
هناك خمسة اسباب تمنعها من تحقيق خيالها . خمسة صغار بينهم فتاة . كان اصغر منها على الاقل بعشر سنوات وكان لديها شعور انها أكبر منه بمائة سنة وفي هذه الظروف : كيف يمكنها ان تهرب معه؟ قد يتطلب الأمر منه ان يدفعها على كرسي متحرك. قالت :
-
لا استطيع ان ارحل , لأنني انتظر المربية .
سارعت دانيال بتصحيح معلوماته .
-
الآنسة هاميلتون .. دانيال هاميلتون .
قال بلغة إنجليزية كسول وبلهجة الرجال الجامعيين في ولاية لويزيانا :
-
لقد سعدت بلقائك يا آنسة دانيال هاميلتون .
كان ينطق اسمها وكانه يعرفها معرفة حميمة كان صوته قويا وناعما في آن واحد يشبه الحرير الخام , وعيناه تلمعان مثل العقيق المصقول.
تساءلت دانيال : عما إذا كان قد كون من قبل نظرية عن مدى تأثير الصوت على النساء كوسيلة لاجتذابهن ؟
كانت كل كلمة ومقطع من كلامه تداعب حواسها وتدل على خبرته العميقة , لقد مرت قرون منذ ان أثر رجل عليها بصوته . مدت يدها خلال مربعات الحديد المركب على الباب للأمان دون ان تغادر عيناها وجهه.
اعلن وهو يلف اصابعه حول اصابع دانيال :
-
انا ريمي دوسيه المربية الجديدة التي طلبتها .
نظرت إليه دانيال مذهولة . قالت وهي تضحك في هيستيريا :
-
لابد انني أرى سرابا , هل قلت إنك المربية ؟
-
بالضبط.
-
هذا صحيح؟
قال بصوت منخفض وخفي :
-
طبعا.
هزت دانيال رأسها وكأنها تخرج من حالة لا وعي . ثم استندت بكل ثقلها على الباب بينما تدافعت سلسلة من الأفكار تخترق روحها وبدأت ركبتاها ترتجفان وتخونانها . لو قبل الوظيفة فإنه سيظل في البيت ليل نهار على حساب سوزانا وستراه في كل لحظة, ولكن ذلك لن يكفي , اخذت تضرب جبهتها بكفها.
تساءلت : هل هي دانيال انجمار هاميلتون التي خرجت مع امراء والتي عاشت في الغابات وصحراء نيويورك ؟ هي المشهورة في كل انحاء العالم بسلوكها الفاضل والمحسوب في كل الظروف؟ سألها ريمي وهو يرفع حاجبيه :
-
ألم تطلبي مربية يا عزيزتي ؟
-
بلى , لقد اتصلت كي يرسلوا لي واحدة ولكنك لا تتفق مع المواصفات التي طلبتها يا سيد..
أكمل الاسم ووميض الغضب يظهر في عينيه :
-
دوسيه
إن هذه الوظيفة لا تتفق ايضا مع ما كان يتمناه . إنه خبير جيولوجي ولكن ولاية لويزيانا تقدم فرصا نادرة للعمل بالنسبة للجولوجين منذ ازمة الصناعات البترولية من سنوات . على اثر إقامة المشروع الذي عين فيه منذ سنة ثم وجد نفسه امام خيارين : إما ان يزاول خبراته في نيوهيربريد او يغير مهنته . وبعد ان حاول تجربة الحل الاول وفشل هاهو يجرب الحل الثاني.
قال بلهجة هجومية :
-
ماذا هناك يا عزيزتي ؟ أتظنين ان الرجل لا يستطيع ان يؤدي دور المربية بمهارة؟
-
اوه ... لا .. إنني ...
وضع يديه في وسطه في عزم وقال بإصرار :
-
انت تظنين ان الرجل لا يصل لمهنة المربية بسبب انه رجل ؟
-
إيه .. في الحقيقة إنني لم افكر كثيراً في هذا الموضوع .
قال وهو يمرر اصبعه من خلال فتحات الباب:
-
أليس هذا رأيك ؟ لأنني لا اتمتع بالتقاطيع الأنثوية ؟
نظرت دانيال إلى جسمه القوي الفارع وعضلاته التي برزت تحت قميصه :
-
صدقني يا سيد دوسيه إنني سعيدة لأنك لا تتمتع بالتقاطيع الأنثوية .
-
لا يوجد قانون يمنع الرجل من ان يعمل مربية, الرجل يستطيع ان يؤدي هذا العمل تماما مثل المرأة.
قالت بعد ان قررت ألا تدخل في جدل حول الموضوع :
-
لا اشك في هذا.
في الحقيقة كانت فكرة ان يقدم هذا النمط الذي يتمتع برجولة طاغية لكسب لقمة عيشه عن طريق رعاية الاطفال , إنما هي فكرة وجدت ترحيبا في قلبها .
قال ريمي وهو يبتسم ابتسامة لا تقاوم وقد اختفى غضبه بسرعة كسحب الصيف:
-
إذن هل ستدعينني ادخل؟ نعم أم لا ؟ إن الحرارة زادت هنا.
قالت دانيال في نفسها : إنها تحس بالحرارة أكثر منه ولكنها احتفظت بهذه الفكرة لنفسها لأنه كان من الواضح ان ريمي دوسيه لم يكن في حاجة إلى تشجيع حتى يغازلها .
بعد ان فتحت باب الأمان ابتعدت كي تسمح له بالدخول وهي تتساءل : إلى أي حجرة يمكنها ان تصحبه لتناقشه ؟ ولكن المتمردين من آل بوفييه لم يتركوا ركنا في البيت الفسيح الذي يحتاج إلى طاقة نووية لهدمه إلا وتواجدوا به. ظلت إذن في الحجرة السوداء , ولكن نظرا لجاذبية هذا الرجل المغناطسية وجدت ان الفكرة ليست سليمة .
تجول ريمي بنظراته في الردهة الفاخرة حيث كانت مكسوة بأوراق الحائط بلون العاج الحريري ونجفة من الكريستال وسلما حلزونيا يصلح لقصر. ورغم ان السيدة الواقفة امامه توشك ان تموت من التعب إلا انها كانت واقفة بشعرها الأشقر الكثيف العالي فوق رأسها وقد ارتدت في قدميها صندلا ذا لون برتقالي لامع , قالت له :
-
هيا بنا إلى الصالون في الدور الارضي , حيث لا يوجد طعام على الجدران.
صحب ريمي ربة العمل المتوقعة وهو يلقي عليها نظرة إعجاب وتقدير . كانت أقل منه حجماً حيث كان طولها مائة وثمانين سنتيمترا وبنيتها ملائكية حلوة كجسم عارضة الأزياء .
كانت ممشوقة القوام وإن كانت نحيفة . لقد كانت جميلة حقا خاصة تقاسيم جسدها وساقيها اللتين يمكن ان تطاردا احلامالرجال .
دخلا سويا في الدهليز المقبب والذي يقود إلى الصالون عندما انطلق صوت موسيقى الروك راعدا.
خرج جيرمي من داخل دولاب وظهر بالضبط امام دانيال , وقد غطى وجهه بجورب حريمي نايلون . صرخت دانيال وألقت بنفسها على الجدار وهي تصطدم في طريقها بفازة من الصين مليئة بالورود الطازجة فتقلبها من فوق مائدة ثلاثية الأرجل طراز لويس الخامس عشر . ظهرت جولي وهي تجري في الصالون ثم ألقت بنفسها على ساقي ريمي المذهول حيث اتخذته ساترا تطلق منه شلالا من عصير فواكه ارجواني اللون على شقيقها من مسدس ماء.
اختفى المتامران وراء باب المدخل قبل ان يتاح الوقت لدانيال لنطق اسميهما. جُنت وقالت في نفسها إن ريمي دوسيه دون شك سوف يرد لها مريلة العمل قبل ان يلبسها . كان يبدو عليه الذهول وإن ظل مسيطراً على نفسه.
اصابها الخوف. إما ان الرجل شجاع جدا, او لا عقل لديه ليدخل لدى آل بوفييه ويستسلم لقدره ليواجه هذا القطيع المشاكس صرخت:
-
تانيا اخفضي الاستريو وإلا فلن تعيشي حتى تفهمي معنى الاغنية اريدك يا حبيبي.
رفعت تانيا عينيها إلى السماء قبل ان تنفذ الامر ثم حدجت خالتها بنظرة مفهومة والقت بشعرها الاحمر خلف ظهرها وردت :
-
إنني افهم المعنى من زمان .
ابتسمت ابتسامة مورابة عن ريمي وألقت إحدى حكم اختها :
-
هؤلاء الأطفال نضجوا حقا قبل الأوان !
سألت تانيا وهي تتأمل ريمي في وقاحة :
-
ولكن من هذا الميكانيكي ؟
رد الرجل الذي وجد صعوبة في ان يظل جاداً:
-
لقد حدث إنني مربيتكم الجديدة.
صاحت الفتاة الصغيرة :
-
إنه حقا زمن العجائب وسنرى اكثر من ذلك!
غطى على هذه الكلمات عواء طفل آت من الدور العلوي , احست دانيال ان الدموع تنزل من عينيها لقد كانت منهكة ومقهورة علاوة على ان الاطفال يرعبونها , ولكن لماذا اذن قبلت ان تؤدي خدمة لسوزانا؟
عضت على شفتها ومرت من امام ريمي خافضة رأسها وهي تخفي وجهها خلف ستارة من شعرها الكثيف ثم وضعت يدها على الدرابزين الذي كان مليئا بآثار الأيدي الملوثة وصعدت الدرجات كل اثنتين مرة واحدة يتبعها ريمي , سألها :
-
كم إجمالي عددهم ؟
-
خمسة .
تجهم ريمي , يبدو انه غير مسلح لمواجهة خمسة اطفال ولكن في هذه الضاحية الأرستقراطية لا يهم إن كانت الأم طيبة أم لا. يكفيها ان تستطيع الاتصال هاتفياً كي تعين شخصا يقوم بتربية اولادها بدلا عنها.
حاول ان يخفي عواطفه لأنه كان يظن دائماً انه لا يجب إنجاب اطفال إلا عندما يعرف الوالدان كيف يحبانهم ويعتنيان بهم . سألها :
-
إن الأمر ليس سهلا كي تربي خمسة ابناء بمفردك ؟
-
كيف بمفردي ؟
-
هل انت مطلقة ؟
-
أنا؟ إنني لم اتزوج ابدا.
اطلق ريمي صفيراً من بين شفتيه .
-
حسناً يا عزيزتي .. يا لها من مغامرة !
دارت دانيال حول نفسها فوق عتبة حجرة الرضاعة , بدت عيناها كقمرين فضيين , صاحت :
-
لا تقل , إنهم اولادي , لا شك أنك تمزح؟
رغم إحراجه فإن ريمي احس بالارتياح.
-
هؤلاء ليسوا اطفالك ؟
-
يا إلهي ! هؤلاء الصغار الاعزاء هم ابناء اختي سوزانا بوفييه . إنها غائبة في عطلة مع زوجها تشارلز وإن كان لدي إحساس انها هجرت البيت , هل تعرف اغنياء يذهبون إلى الكاريبي في عز الصيف ؟اكتفى ريمي بهز كتفيه . إنه لا يعرف كثيراً عن الاغنياء.
توجهت دانيال وهي ممتعضة نحو المهد الذي تلمع فيه الصغيرة كاميل وهي تخنق نفسها بذراعها . قالت له :
-
لو حدث وعادت فسوف اقسم بالله بأن اقيم عليها دعوى !
استمرت كاميل في الصراخ والنشيج , تساءلت : ماذا يمكن ان يكون قد اصابها؟
انحدرت دمعتان على خدي دانيال التي كانت بلا حول ولا قوة, وقالت لنفسها : إنها لا تصلح لأن تكون امرأة.
رفع ريمي الطفلة واخذ يهمس في أذنها كلاما غير مفهوم . كانت تلك الكتلة السمينة التي تزن ثمانية كليو جرامات , ذات العينين الزرقاوين الواسعتين المستديرتين وزغب احمر يعلو رأسها , هي في الحقيقة شيء محبوب . اخذ فيلا من القماش من ركن المهد واعطاه لكاميل فأخذت في الحال تمضغ خرطومه وسرعان ما تحولت صرخات الطفلة إلى مناغاة تقطعها شهقات . دهشت دانيال وكأنها شاهدت لعبة من ساحر!
-
كيف استطعت ان تفعل ذلك؟
لم يعلق ريمي كيف لا تستطيع امرأة ان تعتني بطفلة رضيعة على وشك ان تظهر اسنانها؟ نسي انها ستكون ربة العمل فاستسلم لاندهاشه لقد تعود على إعطاء الأوامر لا تلقيها.
قال :
-
كيف لا تستطيعين ان تعطيها شيئاً تمضغه كي تتخلص من آلام بزوغ اسنانها ؟ إنك حقا جليسة اطفال ساذجة!
ردت عليه دانيال بينما الدموع تصعد مآقيها في شعور من الضجر والتوتر:
-
ولكني لست جليسة اطفال! كل ما هناك انه فرض علي ان امارس سلطتي عليهم كأحد افراد الأسرة , ولست خبيرة ان اعرف ان الاطفال يأتون إلى الدنيا ومعهم اسنانهم ولهذا استأجرتك.
ادارت له ظهرها واخذت تبكي تماما كما كان يتخيل النساء الراقيات ومن يبكين بصوت مكبوت وتهتز اكتافهن اهتزازت خفيفة .
كان ريمي مشوشا. إن إسكات رضيعة ليس بمشكلة ولكت إسكات امرأة ؟! إنه لا يستطيع حتى ان يحضر لها فيلا من القماش ليضعه في فمها لتسكت.
أراح كاميل في مهدها واقترب من دانيال غير واثق بما سيفعله . إن المربيات لسن معتادات على اخذ سيداتهن بين اذرعهن للتسرية عنهن ومع ذلك كان الإغراء شديدا . قال متضرعاً بصوت منخفض وهو يديرها من كتفيها برقة:
-
لا تبكي يا عزيزتي , لم يكن من الواجب ان احدثك بهذه اللهجة .
وضعت رأسها على كتفه وتصلبت وهي تصارع دموعها بينما هو يدلك شعرها المتمرد . قالت متلعثمة :
-
أنا .. أنا فعلت ما في وسعي .. إنها .. إنها ليست غلطتي .. إذا كنت لا اعرف شيئا ..
اخذ ريمي يواسيها:
-
اعرف طبعا .
-
أنا .. متعبة ومتوترة .
-
صه!
-
و .. وتوجد بقايا طعام في شعري.
كانت المعلومة الأخيرة بمثابة محبس انفتح . كانت دانيال التي لم تبك امام اي شخص اصلا , قد وجدت نفسها تنطلق في البكاء . إنها لم تنم دقيقة من يومين والراحة التي تقدمها كتف قوية وإن كانت لدقائق إلا انها لا بأس بها ولن ترفضها.
فتحت عينا ريمي عندما رآها تتخلى عن كبريائها واعتزازها بنفسها فهمس :
-
هيا .. هيا انا هنا وابكي كما يحلو لك.
يا لهذا الشيء الصغير المسكين ! لماذا قبلت هذه المهمة وهي تقريبا لا تعرف أي شيء على ما يبدو عن الأطفال ورعايتهم إن الشياطين الصغار يحسون بذلك ويستغلونه بطريقة مخجلة . يا للمسكينة دانيال!
عندما نطق اسمها بصوت خفيض وحلو وجذاب اعجبها ذلك واعجبه كذلك. إنه من الاسماء التي يجب ان ينطقها وهو يعبر عن الحب . ويجب ايضا ان تستند عليه. قالت وهي تتلعثم :
-
إنهم لا يطيعونني ابداً .
قال وهو يربت على شعرها :
-
اعرف.
-
ليس هذا لأنني لا احب الاطفال , لقد كنت طفلة انا ايضاً.
-
نعم .. نعم .
ولكنها لم تعد طفلة, إنها امرأة والاكثر من ذلك انها جذابة وفاتنة بدرجة لعينة.
-
كل شيء سيسير سيرا حسنا يا عزيزتي , وسترين ذلك ما دمت الآن هنا.
تنبهت كل حواس ريمي الدفاعية عندما اكتشف انها تحتاج اليه , كرر كلامه وهو يرفع ذقنها باصبعه:
-
كل شيء سيكون على مايرام .
تطلعت إليه دانيال وكأنه آخر رجل حي على وجه الارض, وان القدر كلفه بأن يحافظ على الجنس البشري . رغم البقع والأكل على شعرها وملابسها فإنها فاتنة وجميلة حقا.
مسح ريمي دمعة من على خد دانيال بأصبعه ثم مسح اخرى من فوق خدها الآخر. احست دانيال انها تتفتت ونسيت الشياطين الصغار وعدم كفاءتها التامة وسبحت وسط سحابة ذهبية ورأت النجوم تلمع واحست بكرة حارة تتكون في معدتها . ولكنه رفع رأسه وابتعد عنها قاطعا تلك اللحظات الرائعة والحالمة.
صرخت دانيال فرفعت يدها إلى فمها وقالت :
-
انت صغير جدا على تقبل العواطف من امرأة .
-
وأنا ايضا تركت لبس الشورت من وقت طويل .
-
آه .. نعم .. أراهن انك لا تعرف فرقة البلاترز الموسيقية ؟
اعترف :
-
لا .. أتعرفين إخوان بلفا .
-
لا .
-
حسنا , لقد تساوينا .
سألته في تحد:
-
هل أنت متأكد ؟ كم سنك؟
-
إحدى وثلاثون سنة , وأنت ؟
- لدي .. هذا ليس من شأنك !
-
خمس وثلاثون .. ست وثلاثون ؟
لم تستطع ان تعرف إن كان عليها ان تحس بالسرور ام الضيق ورأت من الأفضل تغيير الموضوع .
-
آسفة لأنني اضعت وقتك يا سيد دوسيه ولكن بأمانة لا اظن ان المربيات يعاملن النساء بهذه الطريقة.
-
إذا كنت تحبين ان تريني كيف يفعلن ذلك فإنني مستعد .. هيا .
كان يبتسم ابتسامة ابتسامة ساحرة ومهلكة . انسحبت دانيال إلى ماوراء كرسي هزاز بينما خطا هو للأمام .
-
اقدر حماسك يا سيد دوسيه ولكن ...
صحح لها :
-
ريمي من فضلك.
اقترب ريمي ونظرة شيطانية في عينيه السوداوين منها , واعتقدت هي ان قلبها سيتوقف او يخرج من صدرها . اقترب من صدرها . اقترب منها حتى إنها استطاعت ان ترى اثار نمو لحيته . كيف يمكنها ان تستأجر مربية تستطيع ان تعاملها كامرأة وكأنه رئيس عصابة , ثم إن عليه ان يحلق ذقنه مرتين في اليوم ؟ ولكنه موجود امامها بالفعل, ضخم , برونزي البشرة وشعره ذو خصلات مجنونة وسوداء تنسل على جبهته . وعينه أكثر عين كسول رأتها في حياتها .
ذكرها هذا الموقف الغريب بالعديد من نساء عائلة هاميلتون . لقد كن يعشن حياة عشق فاسدة وانها قررت منذ زمن ان تبتعد عن الرجال منذ فشل آخر علاقة لها . ثم إن هذا الرجل جاء من اجل وظيفة خادم وليس من عادتها ان تغازل موظفي البيت.
ومع ذلك في الوقت الحالي هو الذي يغازلها , سرت الرعدة في جسدها . قالت متلعثمة:
-
قل لي ! هل هذه عادتك كي تحصل على الوظيفة ؟
ارتفع طرف شاربه لأعلى وظهرت الغمازة في خده الأيسر ورد عليها بصوت ممطوط :
-
يجب ان تري كيف اعمل لأحصل على علاوة !
احست دانيال بأن معدتها تسقط في قدميها . تعجب ريمي لماذا لم تستدعي رجال الشرطة خاصة وانه يتصرف تصرفات الحانات. ولكن هذه التصرفات كانت رغما عنه. قرر ان السبب هو الكيمياء وتفاعلاتها بين الرجل والمرأة , وهو يعرف ذلك باعتباره من رجال العلم ويعرف القوى التي لا تقاوم في الطبيعة وهي الغرائز ويعرف علم الاحياء من إنسان وحيوان وطيور ويعرف غرائز تلك السيدات الحسناوات الراقيات ذوات العيون الواسعة اللامعة .
سألها :
-
كم عدد من تقدمن إلى الوظيفة؟
-
اوه , بعضهن.
-
واحدة .. اثنتان؟
-
اوه , ممكن .
-
أترين يا عزيزتي ان عليك الاحتفاظ بي لأنه لا يوجد تحت يدك سواي .
اثناء عودتهما إلى المهد لإلقاء نظرة على الطفلة تذكرت دانيال فعلا انه لم يبق امامها وكالة تخديم لم تتصل بها , لم يبق امامها سوى اللجوء إلى خدمات ساحر هندي او مدرب تماسيح .
اختفت كل آثار التوتر العاطفي باعجوبة وتساءلت : هل كانت تحلم؟! إنها وقد اقتربت من سنها الأربعين فمن الطبيعي ان تحلم وتتخيل الرجال الأقوياء .

سألها ريمي وهو يحمل الصغيرة كامبل تحت ذراعه وكأنها كرة البيسبول:
-
منذ متى رحل والدهم ؟
ردت دانيال وهي ساهمة :
-
منذ ثلاثة اسابيع, هل أنت واثق بأن هذه هي الطريقة الصحيحة لحمل الطفلة الرضيعة؟.
-
واثق ومتأكد. هذا اول درس علموه لنا في مدرسة إعداد المربيات . كان يكذب دون ان يبدو عليه ذلك.
-
آه , حسنا.
اخذت كامبل تقهقه من السعادة وكأنها تظهر رضاها . مدت ذراعيها الصغيرتين على طريقة السوبرمان الترانزستور وارسلت قطرات من ريقها في كل مكان .
-
إنهما يريدان القيام برحلة شهر عسل ثاني للاحتفال بحدث يعتبر الأول من نوعه خلال سبعة اجيال من عائلة هاميلتون , لقد استمر زواج سوزانا اكثر من خمس سنوات . هل فهمت؟ نحن ملعونات.
-
ملعونات ؟ كما يحدث في السحر الاسود ؟
-
لا .. لا .. وإنما كما يحدث في لعنة الاسكتلنديين وهذا يرجع إلى عام 1516 , التاريخ الذي لعن فيه شيخ قبيلة منافسة رامزي هاميلتون الذي سرق منه زوجته , ومن تاريخها كان آل هاميلتون يفسدون زيجاتهم , ولذلك فإن زواجا يدوم اثني عشر عاما بين سوزانا وتشارلز يعتبر مفخرة ومعجزة . أليس كذلك ؟ ومادام الأمر كذلك فإنني اعتبر شهر عسل يستمر ثلاثة اسابيع مدة طويلة , ويمكنني اخيرا ان اقول :
-
كم من طرق مختلفة يمكن إيجادها ...
اخذت تتلعثم فتدخل ريمي بصوته العذب:
-
وبعد يا دانيال ! لا تقولي إن شهر عسل مدة ثلاثة اسابيع لا يعجبك؟
قالت متهكمة :
-
لا , ولكن اين تريد ان تقضيه ؟
خفض ريمي من صوته درجة ليصبح كالحرير:
-
سأصحبك إلى السماء يا ملاكي.
استطاعت دانيال اخيرا ان ترد :
-
إنهم لن يسمحوا لك ابد بالدخول.
-
ربما, ولكنها الرحلة التي تستحق العناء , أليس كذلك؟
إن هذا الرجل لا علاج له , إن مستقبله في يديها والرضيعة في يديه ومع ذلك يستمر في مغازلتها دون خجل , ولكنه يعجبها كثيراً ولا تستطيع ان تشعر معه بالضيق على الاطلاق , قال وهو يناولها كاميل :
-
خذيها.
اصابها رعب مجنون فأمسكت دانيال بالرضيعة وكأنها حقيبة بقالة مليئة بالمشتريات , قال لها :
-
انتبهي , إنها مبللة .
ولكنه تأخر في إنذاره , امسكت دانيال الطفلة على طول ذراعيها والقت نظرة قلقة على البقعة العريضة الرطبة التي زينت صدر قميصها .
اخذت تغمغم في غيظ :
-
انتظري كما يحلو لك يا سوزانا ولكني سأنتقم منك عند عودتك مهما طال غيابك !
قال ريمي بعد ان استعاد الطفلة ووضعها على مائدة تغيير الحفاظات .
- لدي شعور ان هذا العمل لا يعجبك على الإطلاق.
-
إنني احب الاطفال كثيراً ما داموا لا يتقيئون عليّ وليس لهم شعر كالزغب , اطفال سوزانا هؤلاء يخرجون عن الطائفة التي احبها .
قال ريمي وهو يغير الحفاض للطفلة :
-
إنهم بالتأكيد ليسوا بالشناعة التي تصفينها .
-
هل شاهدت فيلم اللعنة ؟ حسنا , قد أكون مبالغة ولا اعرف شيئا كثيرا عن الاطفال , فقد انفصل والداي وانا في سن الثانية وتربيت فوق ارصفة العالم. ولن تجد من يماثلني في قدرتي على تهدئة عارضة ازياء مخبولة او مصور في ازمة نفسية , ولكن الاطفال...
اختفى صوتها ولاحظ ريمي ان عينيها الرماديتين غشيهما حزن . اخذت اصابعها تشد في عصبية اطراف غطاء من الحرير موضوع فوق مقعد هزاز. لابد ان حكايتها اكثر تعقيدا عما صرحت به. قال ريمي في دهشة لأنه عاش محاطا بأبناء وبنات إخوته واقاربه:
-
إذن هذه هي المرة الاولى التي ترعين فيها اولاد اختك؟
ردت دانيال معترفة وهي تشعر بوخز الضمير :
-
نعم , إنني اقوم برحلات باستمرار من اجل عملي وقد عدت لتوي من رحلة عمل في التبت.
أراح ريمي كامبل في مهدها وناولها الفيل:
-
في التبت ؟ هل لك اسرة هناك؟
-
لا بالتأكيد !
اعتقدت انه لاحظ لمحة من عدم الرضا في عيني الشابة السوداوين ووجها الحديث إلى الوجهة التي لا تستطيع ان تنحرف عنها , سألته :
-
منذ متى وانت تعمل مربية ؟
-
اوه , ليس من مدة طويلة .
اخذ ريمي وقتا طويلا عن المألوف لغسل يديه.
قالت :
-
اعتقد ان علي ان اطلب منك سيرتك الذاتية وخطابات التوصية .
-
اخشى انني نسيت إحضار سيرتي الذاتية ولكن صدقيني إن لدي العديد من الخبرات, وقد احضرت معي اوراقا من وكالة التخديم.
جفف يديه بمنشفة صغيرة وردية, ثم اخرج استمارة من ورقتين من جيب بنطلونه الخلفي وناولها لها. قالت بصوت حاد مخنوق مصحوب بابتسامة ضيق:
-
لن نحتاج إليها.
كانت تحاول جاهدة ان تسترد تفكيرها السليم , لم يكن من اللائق ان تستأجر مربية تؤثر عليها هذا التأثير الرهيب , قالت :
-
لا ينطبق عليك حقا الشروط التي احتاجها.
قال لها مؤكدا بصوت ممطوط:
-
بل تنطبق, وهذه هي المشكلة , ربما تنطبق علي الشروط أكثر من اللازم .
بدا العرق ينضح من باطن كفي دانيال :
-
لست ادري إلى ماذا تلمح ؟
تراجع للخلف قليلا بهدف ان يخفف من التوتر الذي ساد بينهما. إنه في حاجة إلى هذا العمل والنقود التي سيحصل عليها منه , علاوة على ذلك هناك هذه السيدة الراقية ذات العينين الفضيتين والشعر الذي يلمع كالقمر في الشتاء . ثم اكثر من ذلك فإن هذه الوظيفة هي المجال المغناطيسي الذي يدور حول دانيال هاميلتون ويرغب في ان يستكشفه وعندما يستقر فلا مانع بعد ذلك من ان يعتني بخمسة اطفال صغار. ولكن يجب اولا ان يحصل على الوظيفة وهو محتاج إليها حاليا بشدة . لا يهم المصير الذي تحاول دانيال ان تلقيه فيه بسبب الانجذاب الذي تحسه نحوه.
اطلق زفرة طويلة ومرر يده على شعره ثم اتخذ مظهراً رزينا وقال مؤكداً:
-
اسمعيني ! انت في حاجة إلى مربية وأنا في حاجة إلى عمل واعرف كيف اتصرف مع الاطفال واعدك بأن احسن سلوكي.
-
اجد صعوبة في تصديقك باعتبار ما رأيته منك.
-
لم اكذب عليك عندما ادعيت انك تجذبينني ولكني اكرر عليك انني احتاج الوظيفة وانت تحتاجين مربية , من سيتصل بك؟
-
إنه رامبو الذي عليه الدور.
برزت كرنبة ترتدي بيجامة مكرمشة ووضعت على وجهها قناع وجه رونالدريجان يعلوه شعر برتقالي , وظهرت على عتبة حجرة الرضاعة. وتحت ذراعها كلب اسود في ابيض من الفراء وقالت :
-
الخالة دانيال ؟
-
ماذا يا اميرواز هناك؟
-
إن جيرمي يقوم بتعليق جولي من قدميها على نافذة حجرة المخزن.

نهاية الفصل



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس