عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-19, 10:08 PM   #42

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

......................................
كانت كلا من غسق وتبارك تتجولان في المزرعة وهما تتحدثان بأمور عامة فغسق وتبارك ربطت بينهما صداقة قوية وكأنهما تعرفان بعضهما البعض منذ فترة طويلة ... كانت تبارك تخبرها عن طبيعة عملها في المصرف وكذلك حكت لها عن ملجئ الأيتام
- في بادئ الأمر كان العمل متعبا ... فكما تعرفين يجب الحذر بطريقة التعامل مع المراجعين .... فبعضهم ذو طباع حادة نحتاج للصبر والتأني لكي نتعامل معهم وبعضهم ممن يعتقدون أنفسهم ملوك ورؤساء ونحن عبيد عندهم يريدون كل شيء يتم بسرعة فائقة !!
أجابت غسق بهدوء
- معك حق لكن ليس كلهم هكذا
قالت تبارك مؤيده
- اجل فعلا يوجد من هم طيبين و وودودين !
لم تنتبه تبارك لقدمها التي التوت بسبب نتوء بارز في الأرض لتقع في الحال وهي تصدر صرخة متألمة ... جثت غسق جانبها بسرعة وهي تقول بذعر
- تبارك عزيزتي هل انت بخير
وقبل ان تجيب سمعا صوتا رجوليا يقول باهتمام
- هل انت بخير آنستي ؟!!
رفعت تبارك رأسها وهي تشعر بالخجل من جلوسها على الأرض بهذا الشكل
- اجل انا بخير شكرا لك
نقل نظراته المرتبكة بين غسق وبينهما وكأنه لم يصدق ما قالته ليقول مرة أخرى
- حاولي ان تنهضي لنرى ان كانت قدمك أصيبت برض ؟!
نظرت له تبارك بتعجب ليطمئنها قائلا
- انا الدكتور عبد العزيز ... في الحقيقة انا الطبيب البيطري الجديد في المزرعة !!
سارع بالقول بلهجة مرحة عندما لمح نظرتها المستنكرة والمتعجبة
- حتى ان كنت طبيباً للحيوانات فهذا لا يعني أني لا ستطيع التفريق بين الكسر والرض .... جسد الحيوان والإنسان متشابهان اقصد كلاهما كائن حي أليس كذلك !!
ثم ضحك بارتباك وكأنه يريد أن يبين لهما خفة دمه وتفكهه ... تسللت الابتسامة لشفتيها لكنها كبحتها بسرعة وهي تقول بشكر وامتنان
- أنا بخير صدقني شكرا لاهتمامك
إلا انه أصر قائلا بجدية وهو مقطب الحاجبين
- أسف يجب أن أتأكد بنفسي .
تأففت داخلها بقلة حيلة .. من أين ظهر هذا الطبيب الذي يبدو انه لن يتركها بسهولة إلا أن فعلت ما يريد ... همست وهي تنظر لغسق التي كانت ترقبهما بصمت
- غسق من فضلك ساعديني
سارعت غسق لامساك ذراعها وهي تقول بلطف
- هيا تبارك حاولي النهوض على مهل
سحبت نفسا عميقا ثم وقفت بصعوبة تحاول قدر استطاعتها عدم الضغط على قدمها كان الألم قد بدا يختفي قليلا جثى عبد العزيز على ركبته بسرعة وهو يمعن النظر لقدمها المغطاة بجوارب سوداء شفافة قائلا بلهجة لطيفة ودافئة
- حسنا مما يبدو لي انه لا يوجد تورم إذن هو مجرد رض بسيط حاولي السير قليلا وسيختفي الألم تدريجيا
أومأت بخجل لتستدر بمساعدة غسق وما ان مشت قليلا حتى شعرت بتحسن ملحوظ .. التفت لتشكره لتجده قد اختفى فجأة كما ظهر فجأة
...........
..................
عادت إلى حيث تجلس والدتها وعمتها وما ان رأتها ولدتها وهي تعرج قليلا متكأه على ذراع غسق حتى هتفت وهي تقف وتتجه لها
- ماذا حصل يا ابنتي !!!
أجابتها وهي تطمئنهم بعد أن تجمع الكل حولها بسبب صراخ والدتها
- لا تقلقوا لقد تعثرت بصخرة صغيرة أنا بخير
أجابها زهير وهو يساعدها على الجلوس
- يجب ان أخذك إلى الطبيب
أجابت غسق بعفوية
- لقد رآها الطبيب بالفعل ...
لتكمل بتلعثم
- كان طبيب بيطري في الواقع !
قال زهير بعدم فهم
- ماذا ؟! لم افهم ماذا تقصدين ؟!
أجابته تبارك وهي تحاول أن تتكلم بصورة طبيعية دون ارتباك لكنها لم تستطع ان تمنع تسلل لون الخجل لوجهها
- قال انه يعمل في المزرعة ويدعى الدكتور عبد العزيز
هتف زهير وبدا انه قد تعرف عليه
- اجل عبد العزيز ... بالفعل هو الطبيب الجديد لقد استلم العمل منذ فترة
ليكمل وهو غير منتبه لخجل شقيقته
- ماذا قال عن قدمك ؟!
أجابته بهدوء
- قال انه مجرد رض بسيط وسيشفى بسرعة
أومأ ثم وجه الحديث لوالدته
- هل نعود أمي فتبارك تحتاج للراحة !!
قالت تبارك بسرعة
- كلا اخي لا حاجة للعودة دعنا نستمتع قليلا وأنا سأبقى جالسة
قال بشك
- أأنت متأكدة !؟
هزت رأسها وهي تقول
- اجل أخي متأكدة
جلست حبيبة وغسق قربها تتحدثان معها غير أنها كانت شاردة رغما عنها بذلك الطبيب المضحك ... يبدو لطيفا جدا وذو شخصية مرحة ...هناك أناس تشعر نحوهم بالراحة منذ الوهلة الأولى وهذا ما حدث مع تبارك بالضبط عندما شاهدت عبد العزيز ... شعرت وكأنه قريب من أقربائهم وليس رجل غريب التقته في التو واللحظة !!
...............
............
في المساء كان عبد العزيز يجلس مع شقيقته يشربان الشاي في غرفة المعيشة ... كانت رونق تشاهد فلما تلفزيونيا بتركيز ... بينما عبد العزيز يفكر بتلك الشابة المدعوة تبارك .... كان كالعادة يقوم بجولة تفقدية في البستان ليطمئن على سير الأمور في المزرعة والبستان ... لمحها من بعيد فتاة سمراء البشرة رقيقة الملامح جميلة بشكل غامض .... ترتدي ملابس فضفاضة وحجاب زيتوني فتح اللون ... لفته حول وجهها البيضوي فبدت رقيقة جدا ... تساءل بسره من هي هذه الفتاة ... كانت تسير مع فتاة أخرى وهما منهمكتان بالحديث ... أراد ان يقترب و يرمي السلام عليهما لكنه تراجع لكي لا يحرجهما .... وفجأة شاهدها وهي تتعثر بحجر وتتكوم على الأرض ليسارع إليها ... وكما توقع فعلا كانت رقيقة وصوتها ناعم جدا وخافت يدل على الأدب والرزانة ... عندما سمع الفتاة الأخرى تناديها تبارك تذكر مباشرة ان وليد له شقيقة تدعى تبارك كما ان تقاسيمها تعطي شبهاً له ... أذن فهذه الشابة هي شقيقة وليد !
خلال الشهور المنصرمة لم يتعرف على عائلة وليد عن قرب ...كان يعرف عنهم مايعرفه جميع الفلاحين والعاملين في المزرعة ... لكنه كان يعلم بأن له شقيقان ..فزهير ياتي أحيانا الى المزرعة لكن بفترات متباعدة ! كما ان وليد كتوم وحريص جداً بأي أمر يخص عائلته !
نظر لشقيقته وقال لها بعد ان اجلي صوته
- رونق !!
ردت وهي لاتزال تركز على التلفاز
- نعم أخي ؟!
حك رأسه بحرج لا يعرف كيف يطلب منها ما يريد دون أن يثير انتباهها ... التفتت تنظر له وهي تقول
- ماذا أخي هل تريد ان تأكل شيئاً ام اعد لك الشاي من جديد ؟!
هز رأسه وقال
- لالا عزيزتي سلمت يداكِ لا أريد شيئا ...
ليردف بابتسامة مترددة
- حسنا أنا فقط كنت أريد منك أن تزوري عائلة وليد !!
رفعت حاجبيها والتفتت ناحيته توليه اهتمامها قائلة
- وليد !! صاحب المزرعة !!
أجابها بهدوء
- اجل .
تساءلت باستغراب وهي تركز نظراتها المتفحصة على وجهه
- ولماذا ازور عائلته هل هناك شيء اخي؟
ليرد عليها بحرج طفيف وهو لا يعرف كيف يجعل الأمر يبدو عفويا وبريئا فهو يعرف رونق كم هي ذكية ولماحة وربما ستكتشف اهتمامه الواضح بتبارك وتبدأ بفضولها وأسئلتها التي لن تنتهي ابدا
- الحقيقة ... حسناً ..فقط اطمئني على شقيقته تبارك لقد تعثرت في البستان والظاهر انها أصيبت في قدمها !
رفعت حاجبها الأيسر وهي تفكر بفضول .... لأول مرة أخيها العزيز يهتم بأنثى ... لا ويطلب منها زيارتها أيضا !! هذا شيء ملفت للنظر ... بدأ حدسها البوليسي يعمل بصورة سريعة وفعاله ...مادام أخيها مهتم بتبارك ..اذن هناك أمر ما!!
أجابت وهي تهز رأسها بمكر
- ااااااها تبارك قلت لي !!!
نظر لها بغضب وقال بارتباك طفيف
- مابك رونق !!! هي تعتبر مريضة وزيارة المريض واجب اليس كذلك !
قالت بسرعة وهي تبتسم لحرج وغضب اخيها
- اجل ... اجل ... اخي معك حق واجب طبعاً ... حاضر غدا سأعد لهم كيك الشكولاته واذهب لمنزلهم ... اعتبر الأمر منتهياً !!
أومأ وكان على وشك ان يقول شيئا إلا انه تراجع لتقول شقيقته ببراءة مزيفة
- أتريد ان تقول شيء عبد العزيز ؟!
أجابها وهو يقف بسرعة
- لالا ... لاشيء شكرا لك ... تصبحين على خير
ابتسمت وهي تراقب ابتعاده الهادئ عنها
- وأنت من أهل الخير عبد العزيز
همست برجاء ...
" يارب ان كان ما أفكر به صحيحاً فقربه واجعله حقيقي يا الله "
...............
....................................
نزلت الدرجات بسرعة لقد استيقظت متأخرة لابد ان خالتها الآن مستاءة .. وقبل ان تدلف إلى المطبخ سمعت صوتها وهي تهمس بحدة
- لماذا تفعلين هذا يا أختي أنها ابنتك !! من لحمك ودمك كيف ترميها بهذا الشكل صحيح أنا أحبها واعتبرها كتبارك تماما لكني شعر بها ... أنها تريدك وتشتاق لك أنت ولدتها !
صمتت قليلا لتكمل بصوت منخفض ومنفعل
- ماذا ؟!!! عن إي مستقبل تتكلمين ؟! من المفترض ان تري مستقبلك من خلال ابنتيك !
صمتت لتكمل بذهول
- يا امرأة اتقي الله ؟!!!!
لتصمت مرة أخرى ثم تجيبها بقوة وهي تحاول قدر استطاعتها ان تخفض صوتها
- تبا للمستقبل دون دفئ العائلة و تبا للمال .. تبا لكل شيء ... أنها ابنتك ... ابنتك ... افهمي كلامي جيدا ... ثم أنا اعرف انك تفضلين ابنتك الكبرى عليها ... لا تتخذي مسألة العمل حجة ... انت تتصرفين معها وكأنك تحملين حبيبة ذنب اعاقتها انت .....
وضعت حبيبة يدها على فمها ثم خرجت مسرعة الى خارج المنزل لم يعد لها القابلية على الاستماع .... توجهت الى مساحة خالية من الحديقة تقع جانب المطبخ مباشرة .. اتكأت على الجدار تبكي بحرقة .... والدتها لا تريدها !!! والأبشع من ذلك هي انها تستعر منها ... تشعر بالعار من عوقها بالفعل ! صحيح هي كانت تعرف بكره ونفور والدتها الملحوظ منها لكن ان تستمع لخالتها وهي تستجدي الاهتمام لها وممن ؟! من والدتها ... والدتها يا بشر .... خالتها تتوسل الام بأن تهتم بابنتها ! هذا كثير وكثير جداً
اي شعوراً بالنقص والثقل هذا الذي استحل روحها وكيانها !
الحزن والقهر يغلي بقلبها ... يغلي وكأنه قدر كبير موضوع على نار مستعرة .. ما ذنبها ان خلقت هكذا ؟!!! الله اختار لها هذا الشيء ما ذنبها !!
هي تحاول قدر استطاعتها ان تسترخي ولا تخجل وترتبك لتستطيع التكلم بصورة طبيعية لكن الأمر ليس بيدها .... دائما طبيعتها الخجولة تنتصر عليها فما ان يتكلم معها احد ما فجأة تتحول لكتله من البلاهة ... تتلعثم وتنطق الحروف ببعثرة ووجهها يتحول لثمرة حمراء ....
غبية غبية .... اذا كانت والدتها لا تريدها وتخجل منها فهل سيحبها هو ؟! هل سيفكر وينظر لها كأنثى من الأساس ؟! كلا كلا هي تحلم ... وبالتأكيد ستبقى امانيها مجرد احلام وردية بعيدة المنال! صوته الرجولي جعلها تشهق وتعتدل بسرعة وهي تحاول مسح وجهها الغارق بالدموع لكن كيف وهو على ما يبدو رأى كل شيء
- لماذا تبكين حبيبة !!!
.....................
...............................
كانت تجلس في كافتريا الجامعة مع صديقتها دلجين تتبادلان الحديث عندما شعرت بنظراته المسلطة عليها دون ان تلتفت ناحيته.... رمته بنظرة خاطفة وليتها لم تفعل .... كان يدخن سيكارته وهو ينظر لها بنظرات مظلمة عميقة ومرعبة ... نظراته بعثت داخلها موجة من البرد والارتجاف.... التواء حاد مزق أمعائها خوفاً وذعراً ... الهي .... ماذا يريد منها ... ولماذا يلاحقها من مكان لأخر .... لما لا يتركها وشأنها !!!
فجأة شعرت به يقف ويتجه ناحية طاولتهم ببطء شديد وكأنه فهد على وشك افتراس صيده الثمين ..... سمعت صوته قائلا بجدية وهدوء
- آنسة غسق هل لي ان أتكلم معك على انفراد !!
.......................
.................................
نهاية الفصل السادس
...................


قراءة ممتعة


Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس