عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-19, 11:10 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس

ترسخ في ذهن دانيال ان ريمي يعتبرها ساذجة ومخبولة. خرجت إلى الشرفة حافية القدمين التي تطل على نجيل ضيعة بوفييه.
كانت إقامتها الطويلة في التبت عملا مجنونا وإن ساعدها على الشفاء , وان تضع الامور في نصابها , وان تتصالح مع نفسها ومستقبلها وذكريات احداث لندن.
عاشت هناك في كوخ بسيط على سهل شانج تانج ولا يصحبها سوى ثوب اهل التبت الطويل وماعز . كانت طوال النهار تلتقط مئات الصور للمناطق القاحلة بينما كرست الليالي للتأمل. وعند عودتها اعتقدت انها وجدت السلام ولكنها لم تعد تمتلك من وقتها سوى الدليل على ان الامر يتعلق بالتوازن الحذر والهش.
غزتها عاصفة من اليأس فضغطت خدها على الخشب الناعم لإحدى الشرفات البيضاء . كانت رائحة الورود تطوف حولها وسط الجو الثقيل مما جعلها تشعر بالضيق.
كانت الشمس قد غربت ولكن العتمة لم تكن قد انتشرت في الضاحية الهادئة . في هذه اللحظة كان الحي الفرنسي من المدينة والمسمى بالمربع القديم يبدأ في الحركة والحيوية.
مرت عربة تجرها الجياد محملة بالسائحين في الشارع ولوى الركاب اعناقهم ليتطلعوا إلى عظمة المباني القديمة ويمطروها بالصور الفوتوغرافية ممانزع من دانيال ابتسامة منهكة.
خرج ريمي إلى الشرفة وكاميل في منتهى الراحة وهي داخل المهد الذي صنعه من ذراعيه . رأته دانيال بركن عينها وهو يستقر على الأرجوحة وبدأ يعطي الرضاعة للطفلة . قال لها مشجعا:
-
لماذا لا تجلسين يا عزيزتي؟
ورغم صوت التحذير المنخفض الذي كان ينبهها ألا تفعل شيئا إلا انها لم تنتظر ان يكرر الدعوة.
عبرت الشرفة ولديها شعور انها تغرق في رمال متحركة . على اية حال هي امرأة ناضجة وتتمتع بسن الحكمة. كم تكره هذا الوصف؟ اكتفت بأن جلست بجوار هذا الرجل الذي سيعيش في نفس المنزل الذي تقيم فيه خلال اسبوعين وما عليها إلا ان تثرثر معه في أدب.
قالت بعد ان استقرت في ركن الارجوحة ووضعت ذراعيها حول ركبتيها المنثنيتين :
-
ارجو ان تعذرني لما حدث من قليل , إنني احس بصداع في هذه اللحظة.
سألها ريمي ووجهه بدون تعبير : لماذا ؟
كان إغراء الاعتراف له بالأسباب العديدة لعصبيتها قويا ولكنها قاومته :
-
إنني لم اتعود على الوجود بين كل هذا العدد من الناس . لم يكن المكان الذي اعيش فيه في التبت يشبه على الإطلاق ميدان التايمز .
بدا الاهتمام على ريمي:
-
وماذا فعلت هناك كل هذه المدة ؟
فكرت في نفسها ان تقول : كنت اتعذب وافكر واتأمل وأكفر عن ذنوبي واحاول ان اشفى , ولكنها ابعدت نظراتها عنه حتى لا يستنبط ما تفكر فيه . واجابت :
-
كنت التقط صورا . انا مصورة .
-
من اجل مجلة ؟
-
احيانا . بصفة عامة انا اعرض صوري في معارض وانشر البومات . والصور التي التقطتها في التبت ستنتشر في كتاب عنوانه صورة للتبت.
بدا لها ريمي متأثرا وإن كانت متشككا بعض الشيء , غير من وضعه واراح كاميل في وضع اكثر راحة في تجويف ذراعيه . ثم سألها :
-
هل تقومين برحلات كثيرة مثل هذه؟
-
في كل انحاء العالم.
-
وهذا لا يزعجك ؟
-
ولماذا ؟ لقد تربيت في البراري وامي كانت عارضة ازياء من الدرجة الاولى وكانت الرغبة ان تبقى في بلدك وان تبحثي عن جذورك وتكوني اسرة ؟
-
وطني هو حيث اثبت الكاميرا واوجهها.
-
والراحة؟
ردت عليه ببرود :
-
هذا ليس من شأنك يا سيد دوسيه.
احس ريمي بأن الامر يتطلب فقط ان يمهلها ولكنها ليست من السيدات اللاتي يعاملن خدمهن باحتقار. لقد عزم ريمي ان يكتشف كل الاسرار المخفية في عينيها الرماديتين .
سألها وهو يقترب منها قليلا :
-
هل تحبين كل هذه الرحلات؟
كان هذا السؤال لا يخفي اي فخاخ مما جعل دانيال ترتخي بعض الشيء.
-
إنني اعشق الرحلات لاكتشاف العالم, العادات والناس والغذاء, إن هذا يسحرني.
نظر ريمي إلى الطفلة , إنه لا يشارك دانيال ولعها بالرحلات وكان يفضل لو ان اختلافهما يقع في مجال أكثر تحديداً. احست دانيال بوخز في قلبها وهي ترى كاميل بين ذراعي ريمي الآمنتين . اغلقت عينيها واحست بأنها قد استرخت تماما وانها في امان مع ذلك الرجل الذي بجانبها والذي يهتم بالطفلة بطريقة طبيعية وكأنه تعود على إعطاء زجاجة الحليب للرضع طوال حياته. سألته كي تخرج عن افكارها العاطفية حوله :
-
هل تقطن هنا دائما ؟
-
نعم عائلتي تسكن بابو منذ حوالي قرنين.
قالت له بلهجة لاذعة دون ان تضحك :
-
ولكن لا يبدو عليك انك تجاوزت سن المائة والثلاثين.
سألها بينما لمعت عيناه :
-
اتقصدين بهذا السؤال انني ساظل دائما اصغر منك ؟
احمر خدا دانيال وقرر ريمي الا يزيد من إحراجها أكثر من ذلك .
قال :
-
لقد تركت ولاية لويزيانا مرة. ارسلتني شركة البترول التي كنت اعمل بها إلى اسكتلندا او بالضبط الى هيربريد الجديدة.
كانت دانيال قد قضت شهرا من الصيف في هيربريد الجديدة حيث احبت جمالها وخشونة طبيعتها وصوت تكسير الرياح فوق سطح البحر وكرم ضيافة اهلها من سكان الجزيرة , ولم يشاركها ريمي رأيها على ما يبدو.
قال :
-
لقد اضطررت للعودة لأنني لا استطيع الحياة إلا حيث تعيش اسرتي.
هزت دانيال كتفيها فسألها :
-
كم من الإخوة والأخوات لك؟
-
خمسة ولكننا لسنا اخوة إلا من الأب عدا توني وسكوت فهما توءمان . ونحن متفرقون في جميع الجهات ولكننا على اية حال اسرة .
-
يا إلهي ! هل كان لوالدك خمس زوجات ؟
قالت دانيال مؤكدة :
-
إنها لعنة هاميلتون . إن النساء يقعن صريعات حب لورانس من اول نظرة . ولكنهن لا يتحملن استمرار الزواج به. والغريب رغم ذلك انهن ظللن صديقات له بعد الزواج ولم يكن من النادر ان بعضهن كن يقعن عنده.
-
وهل تؤمنين بتلك اللعنة ؟
لم تستطع دانيال ان تنكر ان المغامرات لا تدوم طويلا وحسب مزاجها فهي ترجع السبب إلى صعوبة اخلاقها او إلى اللعنة الشهيرة . وحاليا لم يكن لديها الرغبة في الرد.
القت نظرة جانبية نحو النافذة ومن موقعها , كان من المستحيل ان ترى الأولاد ولكن ترى الأنوار وتسمع الضجة من التلفاز.
سألته في مرح :
-
ماذا فعلت مع القطيع الوحشي؟ هذه اول مرة يكونون فيها عقلاء منذ كانوا في بطن امهم!!
-
لقد قصصت عليهم انني تلقيت تدريبي على اعمال المربيات في السجن.
احست دانيال بالخوف لحظة, لماذا لم تصر على ان تطلع على اوراق اعتماده؟ ربما قاتل مجنونا؟
وماذا لو انها انتزعت الطفل من بين ذراعيه وهربت بها إلى حجرتها واغلقتها بالمفتاح والمزلاج ؟ لا .
إنها تفضل مصاحبة قاطع طرق هارب على ان تظل في بيت واحد مع الملعون جيرمي بوفييه .
قال ريمي :
-
استرخي يا عزيزتي ! انا بالضبط على ما أبدو عليه.
إن هذا الخبر لا يطمئن . إنه يبدو رجوليا لدرجة رهيبة ولا تقاوم , وصورته تطابق احلامها حول الرجل الذي تحبه, ولكنه اصغر منها بكثير بحيث لا ينتميان إلى نفس المجموعة السكانية الواحدة.
استطاعت ان توجه اليه شبه ابتسامة :
-
رائع!
-
وانا اجدك أكثر روعة يا دانيال .
احست بالحرارة تغزوها ووجدت انه ليس من الحكمة ان يجلس ريمي على طرف الارجوحة معها , وعندما حاول الاقتراب منها نظرت إليه نظرة سوداء فتوقف في الحال.
قال بصوت رقيق وكأنه احد الاطفال :
-
يجب ألا تلوميني , لأنني حاولت ...
قالت له بحدة :
-
هل انت من نوع الكازانوافا من اهل بابو ! لابد ان تخجل من نفسك خاصة والطفلة بين ذراعيك !
لم يبد الضيق على ريمي وألقى نظرة حنان على الطفلة :
-
يالها من عروس محبوبة !
-
نعم .
اعترفت دانيال وهي تنظر إلى ابنة اختها الصغيرة لم يكن احد يتوقع ان هذه الكلمة الصغيرة الطرية يمكن ان تصبح احد وحوش بوفييه . كانت دانيال صريعة هوى الطفلة من اول نظرة رأتها فيها وعندما مدت يدها لتداعب حزمة شعرها الاحمر احست بوخز في قلبها . قالت :
-
احيانا اعتقد انها تحبني .
كان الجنون والهوس الذي يشوب صوتها قد رقق من مشاعر ريمي نحوها . إن المرأة المسيطرة والتي تشعر بالعزة قادرة ايضا على ان تكون باردة كيوم من الشتاء في هيربريد الجديدة .
لقد حلت محل مخلوقة شاردة الذهن غير واثقة بنفسها وحزينة .
همس :
-
طبعا .. انها تحبك.. اتريدين اخذها ؟
قالت دانيال ممتعضة :
-
لا احس بلهفة لأن افعل ذلك.
-
لا تقولي هذا , يكفيك بعض التمرين لا اكثر.
اقترب مرة اخرى قليلا حتى إن ذراعه بدأت تلمسها . وضع ريمي الطفلة بين ذراعي الشابة وقال :
-
خذي واسترخي , هذا كل ما هناك.
ادت النظرة الحانية التي ألقاها عليها إلى العكس , حيث زاد توترها فضغطت بقوة على الطفلة النائمة حتى إن كاميل اصدرت تأوهات منخفضة وتجهمت وهي نائمة .
كرر عليها ريمي وهو يبتسم :
-
استرخي ولا تضغطي عليها , إنها ليست كالأوكورديون .استرخي يا عزيزتي فإنها لن تتكسر.
انتهز هذه المرة الفرصة ليضع ذراعه خلف كتفي دانيال التي كانت في حاجة للمساعدة حقا.
كانت الرغبة الطبيعية في حمايتها قد اجتاحته عندما رأى عدم مهارتها المؤثرة . إنه يحس نحوها الآن بحنان حلو ومر في آن واحد .
همس وهو يداعب جبهتها :
-
حسنا , إنك سرعان ما ستنجحين .
ابتلعت دانيال كلماته كما تبتلع قطعة الإسفنج ماء المطر ولم تعد تحس بسنها التي تقترب من الاربعين ولا يخيفها ذلك. ولا بأن ريمي اصغر منها بكثير. إنه فقط لطيف ومليح جداً. رفعت رأسها بهدف ان تقطع تأثير السحر الذي لفها ولكن الكلمات ظلت محشورة في حلقها وهي ترى النظرة الصادقة والعاطفية التي استقرت عليها . لِمَ لم يؤثر فيها أي رجل مثله في حياتها وهو ما زاد فزعها خاصة عندما اعترفت بأن بعض الاحلام لا تتحقق.
قالت بصوت مشحون بالعاطفة :
-
اعتقد انه من الأفضل ان تضع كاميل في مهدها.
ابتعد ريمي عنها وهو يود لو استطاع ان يقول لها , إنها ساحرة وفاتنة وإنه مغرم بها .
قطعت ضجة كالرعد في الردهة احلامه. مد رقبته وهو مقتنع انها صادرة عن احد الاطفال, ولكن الظل الذي التصق خلف الباب كان طويلا.
قال متسائلا بعد ان حك أذنه :
-
إنه بتلر , أي نوع من الرجال هذا المخلوق؟
كررت دانيال في صوت ساهم :
-
بتلر ؟
-
نعم إنه لم ...
قطعت كلمات ريمي بانفجار صدر من داخل البيت . قفز واقفا على قدميه وسارع نحو الباب . نهضت دانيال فتلقت ضربة من الأرجوحة في ركبتها اوشكت ان تفقدها توازنها . كان رد فعلها سريعا حيث احتضنت كاميل بقوة بين ذراعيها . ففزعت الطفلة واستيقظت ثم بدأت تصرخ بكل قوتها .
خرج الدخان من عقب باب المطبخ . وفتح الباب على سحابة خانقة وعاصفة وخرج من وسطها الصغير اميرواز وقد نكش شعره .
ظلت الطفلة تصرخ وهي بين ذراعي دانيال التي سارعت نحو الشيطان الصغير.
-
اميرواز! اميرواز! ماذا حدث ؟
-
لقد اطلقت جولي مفاجأة , المعكرونة بصاروخ , إنه عمل مسل للغاية.
استعدت دانيال لمواجهة أسوأ الامتحانات فدخلت المطبخ. كان ريمي واقفا وهو ممسك بمطفاة الحريق بالقرب من المائدة التي غطتها طبقة كثيفة من الرغوة الكيمائية وكانت كل الغرفة بجدرانها ودواليبها واراضيها وسقفها مغطى باللون الأبيض بينما انتشرت قطع المكرونة على شكل ديدان بيضاء .
كان الانفجار بالطبع راجعا إلى جولي التي بدت وكأنها خرجت لتوها من فيلم رعب. ووجهها مغطى بطبقة من المكرونة الصمغية يتخللها بعض قطع من عيش الغراب. كان الواضح من مظهرها ان كرامتها جرحت.
اما بالنسبة لكاميل فقد كفت عن الصراخ واخذت تتأمل المشهد في استغراب وكأنها تتفرج على واجهة عرض تعرض هدايا الكريسماس .
وضع ريمي المطفأة ارضا قبل ان يتجه إلى مرتكبة الجريمة وصاح:
-
يا إلهي ! يا لها من حظيرة حيوانات!
صاح جيرمي وهو ينزلق فوق مشمع الارضية اللزج من طبقة مادة الإطفاء الكيمائية وكأنه فوق الحلبة تزحلق على الجليد :
-
يا لها من عبقرية !
اختارت تانيا هذه اللحظة بالذات لتظهر بوجهها المرعوب عند الباب وان تصيح هادرة بصوت حاد :
-
إنه شيء مثير للأشمزاز , إنني سأتقيأ.
بينما ريمي الثائر يوخز جولي بالمكنسة ظهر المدعو بتلر وانفاسه متقطعة وهو يلهث وشعره كانه خارج من معركة وخداه ارجوانيان امام باب المطبخ .
اقسم ريمي في نفسه انه لابد انه هبط الدرج كل اربع درجات مرة واحدة ولكنه امتنع عن أي تعليق واكتفى بأن هز كتفيه ورفع حاجبيه عندما رأى بقعا سوداء على سروال بيجامته . صاح بتلر:
-
يا إله السماوات والرحمات , ماذا حدث إذن هنا .
ربط حزام الروب دي شامبر الذي يرتديه وجرب عبور المطبخ ثم تذكر فجأة ان يمسك ظهره بيده. قال ريمي يطمئنه:
-
لا شيء , مجرد انفجار صغير , يمكنك ان تعود لتنام.
فغرت دانيال فمها دهشة وعلى وجهها تعبير الرعب, وقالت لريمي :
-
ماذا تقول ؟ انفجار بسيط؟ هذا ليس بمنزل وإنما معسكر لتدريب الإرهابيين .
وقف ريمي وقد وضع يديه في وسطه يسيطر على جولي البدينة وهو يقول :
-
لقد اوقعت نفسك في المحظور يا عزيزتي , لقد اخبرتك ان تصعدي لتنامي منذ ساعة .
قالت تتحداه :
-
إنك لن تستطيع ان تجبرني على طاعتك.
قال ريمي بحدة :
-
أتريدين ان تراهني؟
ركلته جولي في قصبة ساقه قبل ان يمسك بها. كتم كلمات السباب التي كان سيطلقها وامسكها من وسطها وجعلها تدور حول نفسها ثم رفعها فوق كتفه وكأنها جوال بطاطس. حاولت ان تركله بقدميها ولكنها منعها من الحركة بأن امسك بكعبها بيد وضبها على مؤخرتها بالأخرى.
قال بحدة وهو ينظر نظرات سوداء من الغضب وهو يمر من امام دانيال :
-
سنصعد إلى أعلى حتى نناقش آخر تعليمات المتفجرات .
راقبه الجميع يخرج وهم صامتون وعيناه توشكان ان تخرجا من محجريهما وخداه شاحبان ملطخان بالبقع . بدا جيرمي مذهولا . بينما بدا بتلر ساهما يفكر وكاميل اخذت تغرد وكأنها تقول له : إلى اللقاء عندما اغلق الباب.
قالت دانيال بصوت مشوب بالإعجاب :
-
اعتقد ان جولي وجدت سيدها.
همس جيرمي :
-
أتعتقدين انه سيقتلها ؟ اتظنيني انه سيقطعها إلى قطع صغيرة ويقدمها غذاء للتماسيح؟
قالت خالته مؤكدة:
-
طبعا لا , إن السيد دوسيه مربية نموذجية .
استقبل بتلر هذه الفكرة وهو يضحك ضحكة مكتومة حدت من حماس دانيال . إنها تريد من جولي ان تتعقل ولكن دون شك لا تريد ان تتعذب . ألقت نظرة على الباب وكأنه اصبح فجأة باب الجحيم .
ارهفت السمع ولكن الصمت ساد كل البيت . ثم ماذا تعرف هي عن ريمي دوسيه ؟
اخذت بانوراما المنظر تتكون في مخيلتها وهي تسير على اطراف اصابعها في هدوء فوق سجادة المكرونة المفروشة على ارضية المطبخ. وقالت لهم بصوت رزين:
-
سأذهب لأضع كاميل في مهدها .. إلى اللقاء.
بعد ان وسدت الطفلة مهدها توجهت ايضا على اطراف اصابعها نحو اشعة النور التي افلتت من حجرة جولي . كانت الكلمات التي ينطقها اشعة النور التي افلتت من حجرة جولي . كانت الكلمات التي ينطقها ريمي بصوت هادئ كلمات حادة ومحددة وتزداد وضوحا كلما اقتربت . التصقت بالجدار والقت نظرة من خلال فتحة الباب الموارب .

- كان من الممكن ان تصابي بجروح, وكان من الممكن ان تجرحي اخاك واخوانك واخواتك . ماذا سيكون شعورك لو ان رأس اميرواز انفجر؟
قالت جولي بصوت هادئ كمواء القطة:
-
لا اعرف.
كانت الفتاة نظيفة كالعملة الجديدة وشعرها الأحمر ممشطا خلف اذنيها وهي جالسة على حافة السرير وقد امسكت رأسها المحني لأسفل بين يدها وهي مرتدية قميص النوم بينما وقف ريمي ويداه في وسطه وبدت عليه الجدية .
اضافت الطفلة :
-
كنت سأحس بالألم .
قال ريمي دون ان يرفع صوته :
-
مجرد كلام! إنه اخوك الصغير وهو يحبك, تذكري ذلك في المرة القادمة عندما تنوين ارتكاب عمل طائش.
قالت جولي والدموع في عينيها :
-
نعم يا سيد دوسيه.
-
وخالتك دانيال! هل فكرت فيما يمكن ان تشعر به وهي ترى انك فجرت الطعام الذي تعبت في إعداده ؟
احتجت الفتاة :
-
ولكنه كان يثير اشمئزازي.
-
لا يهم, ولا يهم إذا كان طعمه مثل طعم عصيدة الكلاب , لقد جرحت شعورها ولابد ان تخجلي.
عضت دانيال على شفتيها وامتلأت عيناها بالدموع تعاطفا مع جولي وعطفا على نفسها وحنانا نحو ريمي : يا له من رجل لطيف!
رغم شهقات جولي فقد بدأت دموعها تفيض , جلس ريمي بالقرب منها وضمها إليه . لفت ذراعيها الصغيرتين حول عنقه الضخم واخذت تبكي من كل قلبها مدة دقيقتين . اخذ ريمي يهدهدها ويهمس في اذنها . اخيراً همس لها شيئا جعلها تنفجر ضاحكة وتبتعد عنه .
قرص انفها وغمز لها بعينه.
-
هذه ساعة نومك . تصبحين على خير يا كرنبتي العزيزة!
سألته جولي:
-
ما معنى هذا؟
-
الفتاة الصغيرة.
-
حسنا.
اتجه ريمي نحو الباب وهو يضحك ولم يتح الوقت لدانيال التراجع إلى الظل. تلاقت اعينهما جزءا من الثانية . كانت تعلن افكارها الجامحة وحاولت الهروب ولكنه امسكها في خطوتين .
قال في صوت حلو وهو يحصرها بينه وبين الجدار:
-
إذن يا رئيستي ! هل تتجسسين علي!؟
تقلص حلق دانيال . كان واضعا يده على الجدار ووجهه يقترب منها في خطورة . قالت:
-
لقد بدا عليك الغضب الجامح.
-
صدقيني يا عزيزتي . إنني كنت فعلا غاضبا ولكني هدأت بنفس السرعة التي اشتعل بها غضبي .
اخذت دانيال تفتش في عقلها عن طريقة لتغيير الحديث :
-
هل رأيت المطبخ ؟ كيف سننظفه ؟
-
اذا كنت فهمت جيدا , أليس لديك خادمة منزلية؟
-
لا, لقد هربت يوم رحيل سوزانا وتشارلز في الإجازة.لقد فضلت وظيفة مرشدة في بيروت.
-
لا تقلقي سأهتم بذلك غدا.
قالت له وهي تبتسم ابتسامة عرفان واعتذار :
-
شكراً , لا شك انك عندما قبلت الوظيفة لم تتوقع الأولاد والمطبخ وإدارة المنزل , إنه كثير عليك.
بدأت عينا ريمي تعودان إلى مظهرهما الغامض.
همس في أذنها وهو يحصرها بجانب الجدار :
-
أكثر من اللازم .. نعم أكثر من اللازم .
حاولت دانيال المقاومة ولكنها خسرت المعركة لقد فات الوقت كي ترفض ريمي مهما قال لها صوت العقل . كم هو رائع ان تكون مرغوبة وهي في هذه السن!
قال لها :
-
لقد تبعتني لأنك تخشين ان اضر خبيرتنا الصغيرة في المفرقعات, أليس كذلك؟ في رأيي الشخصي انت تحبين هؤلاء الشياطين الصغار أكثر مما تعترفين به. وأراهن انك تحبينهم أكثر من نفسك.
قالت له وهي متضايقة :
-
من الأفضل ان تعض لسانك قبل ان تتكلم.
تراجع ريمي نحو الدرج وهو يبتسم لها ابتسامة شيطانية :
-
افضل الا عض شيئا.
هددته:
-
انك تستحق ان اطردك , لا يمكن إصلاحك.
رد قبل ان يتجهم وجهه ويختفي في الدرج:
-
ولكني اجيد اشياء كثيرة لا تستطيعين الاستغناء عنها.

نهاية الفصل


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس