عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-19, 03:49 AM   #777

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أغلقت (هاميس) الهاتف وأغمضت عينيها بألم وهي تضم الهاتف لقلبها .. لا تعرف لماذا وعدت (وتين) وهي تعرف أنّها لن تستطيع فعل ما طلبته منها .. كيف تريدها أن تتفهم الوضع؟ .. كيف تريدها أن تسمع تبريرات (آدم)؟ .. ما الذي يمكن أن يبرر الخيانة؟ .. دوت الكلمة برأسها مراراً .. أجل هو خائن .. دمعت عيناها وهي تلتقط البرواز الموضوع بجوار الفراش .. تأملت صورتها و(رُبا) تحتضنها بحب وعلى شفتيها ابتسامتها الملائكية تلك .. تأوهت بحرارة وهي تضم البرواز لصدرها .. (رُبا) الحبيبة .. شقيقتها الملاك .. لم تستطع حتى الآن تجاوز فقدها .. طيلة الوقت تتعامل مع خسارتها برفض للواقع .. تتخيلها سافرت مكاناً بعيداً وترفض الاعتراف داخلها أنّها رحلت للأبد .. والآن .. الآن تشعر أنّها قد رحلت حقاً .. رؤية (آدم) وهو يمسك بكف تلك المرأة الصهباء جعل طعنة سوداء تنغرس بقلبها .. رؤيتها لـ(رفيف) تندفع نحوها وتلك المرأة تحتضنها بهذه الطريقة جعلت ناراً تشتعل بصدرها وصورة شقيقتها بوجهها الميت الشاحب ترتسم أمام عينيها تخبرها أنّها ماتت حقاً .. كيف يريدونها أن تتعامل مع الأمر بهذه البساطة؟ .. كيف يبرر لها نسيانه لشقيقتها بعد مرور هذا الوقت القصير على رحيلها؟ .. وهي الذي ظنته انهار بموتها وسافر لأنّه لم يحتمل رؤية مكانها خالياً .. التقطت أنفاسها بصعوبة وتحركت لتترك غرفتها ونزلت السلالم مسرعة .. ستختنق لو بقيت هنا .. يجب أن تخرج .. تريد بعض الهدوء والهواء النقي .. جميعهم خانوها بترحيبهم بتلك المرأة لتحل مكان شقيقتها .. كيف يفعلون هذا بها؟ .. كيف؟ .. كانت على وشك مغادرة القصر عندما لمحت والدتها تجلس بإحدى شرفاته الخارجية وتتطلع للخارج بشرود .. عضت على شفتها بعنف .. والدتها وحدها كان رد فعلها بحد ذاته صدمة لها .. لكن كيف يصدمها؟ .. منذ متى تصرفت والدتها نحوهم باهتمام؟ .. منذ متى تهتم لأمرهم وتشعر بحزنهم .. غيرت اتجاه أقدامها واتجهت نحو أمها بخطوات غاضبة .. وقفت أمامها وتأملتها بعينين حانقتين لترفع (رجاء) عينيها الشاردتين نحوها وقطبت قائلة وهي ترى ملامحها المكفهرة
_"ما الأمر (هاميس)؟"

تنفست بقوة وهي تهتف
_"ما الأمر؟ .. تسألينني ما الأمر حقاً؟"
ازدادت تقطيبة (رجاء) وهي تنظر إليها بينما تواصل بغضب
_"كيف أمي؟ .. أنتِ بالذات لم أتوقع تصرفكِ هذا .. كيف ترحبين بتلك المرأة؟ .. كيف نسيتِ ابنتكِ بهذه الطريقة؟"
قالت أمها بصرامة
_"(هاميس) كيف تتحدثين معي بهذه الطريقة؟ .. هل جُننتِ؟"
_"لقد فعلت أمي .. لقد جُننت .. وهل تركتم لي عقلاً بتصرفاتكم؟ .. جميعكم خنتم (رُبا) وأولهم أنتِ وأبي"

_"(هاميس هاشمي) .. تهذبي وأنتِ تتحدثين معي"
مالت تسند كفيها إلى الطاولة أمام أمها وتقول بحرقة

_"لماذا أمي؟ .. ظننتكِ وحدكِ على الأقل سترفضين خيانته لابنتكِ .. ظننتكِ تغيرتِ أمي وصرنا نعني لكِ شيئاً لكن لا .. لا زلنا أنا وأخويّ لا نعني لكِ أي شيء"
تنفست (رجاء) بقوة وهي تغمض عينيها ثم همست بعد لحظات بمرارة
_"لأنني تغيرت يا (هاميس) .. لأنني عرفت الحقيقة التي رفضتها لسنوات"
قطبت وهي تنظر لها قبل أن تتراجع مجفلة مع رؤية الدموع تسيل على خديها وهي تقول بألم

_"ربما لو كنت عرفت بهذا الأمر قبل أشهر لكان رد فعلي جنونياً وسيئاً لكنني الآن لا أستطيع .. لا يمكنني أن أغضب .. أشعر بالألم لأجل ابنتي حقاً لكن .. لا يمكنني أن أحرم (آدم) من البحث عن سعادته .. ربما قديماً كنت كرهته من كل قلبي ولعنته لما فعله بعد رحيل ابنتي لكن الآن لأستطيع .. ليس بعد أن عرفت حقيقة الحياة .. ليس بعد أن انتصرت في معركتي مع أشباح الكراهية والظلام داخلي .. هل تظنين أنني لم أتألم لرؤية (آدم) مع زوجته؟ .. هل تعتقدين أنّ خنجراً لم ينغرس بقلبي لرؤيتهما وأنني لم أشعر أنّ ابنتي ماتت مرة أخرى؟"
سالت دموع (هاميس) وهي تسمعها

_"بل تألمت .. تألمت بشدة لكنني لم أعد تلك المرأة الأنانية التي لا تفكر سوى في نفسها فقط .. (آدم) تعب هو الآخر وتألم كثيراً .. أعرف أنّه أحب (رُبا) وأنّها حتى لحظاتها الأخيرة كانت سعيدة معه كما أخبرتني مراراً وهذا يغفر له الكثير عندي .. يشفع له عندي حبه واهتمامه بها وإسعاده لها .. يشفع له عندي الآن لأسامحه وأفكر أنّه هو الآخر يستحق السعادة .. والصغيران أيضاً يستحقان أماً تهتم بهما"
تجمدت دموع (هاميس) مع كلماتها الأخيرة وهتفت برفض

_"لا .. لا يمكن أن تكون أماً لهما .. لن تحل محل شقيقتي أبداً"
نظرت لها بأسى لبرهة ثم قالت بابتسامة حزينة
_"ليس من حقكِ (هاميس) .. ليس من حق أحدنا .. كما أن جدكِ أخبرني أنّ هذه كانت رغبة (رُبا) من الأساس"

تراجعت بحدة وهتفت
_"ماذا؟ .. مستحيل"
هزت كتفيها قائلة بهدوء

_"يمكنكِ أن تسأليه بنفسكِ وتعرفين أنّ جدكِ لا يكذب أبداً .. كان يمكنه ألا يخبرني أبداً على اعتبار أنّه لا يحق لي التدخل في حياة (آدم) الشخصية بعد موت (رُبا) لكنّه أراد أن يمحو الألم والغيرة من داخلي نحو تلك المرأة التي ستأخذ مكان ابنتي في حياة زوجها وطفليها"
هزت (هاميس) رأسها بعدم تصديق بينما تابعت أمها بعد تنهيدة طويلة

_"(رُبا) كانت تحب (آدم) كثيراً وفكرت في سعادته قبل أن ترحل .. لذا .. لا يمكننا نحن أن نكون من الأنانية لنحرمه من فرصته الجديدة ليجد الحب والسعادة هو والصغيران"
تغضنت ملامحها بالرفض والألم لتكمل (رجاء) بألم
_"(رُبا) رحلت يا (هاميس) وهذه حقيقة يجب ألا نتعامى عنها .. لقد رحلت وجميعنا أكملنا حياتنا من بعدها .. الحياة لا تقف عند أحد بنيتي مهما بلغ حبه في قلبنا"

تساقطت الدموع على خديها من جديد وهي تهز رأسها برفض وأمها تقول بابتسامة حزينة
_"انظري لنفسكِ (هاميس) .. أنتِ نفسكِ تابعتِ حياتكِ وأصررتِ على الارتباط بحب حياتكِ ووقفتِ أمامي لأجله وها أنتِ مخطوبة له وسعيدة الآن، وستتزوجين منه قريباً ستبنين سعادتكِ معه رغم كل شيء"
اتسعت عيناها وهي تنظر لها قبل أن تخفض عينيها إلى دبلتها الذهبية وانقبض قلبها بألم وهي تسمعها
_"لقد رحلت (رُبا) للأبد يا (هاميس) ونحن لن ننساها أبداً لكن هذا لا يعني أن حياتنا ستتوقف وبالتأكيد لسنا من الأنانية لنتابع حياتنا ونسعد من جديد ثم نرفض أن يفعل (آدم) المثل"

ارتجفت شفتاها وهي تبحث عن كلمات اختنقت في حلقها الذي صدرت منه حشرجة باكية وهي تنظر لأمها بعدم تصديق ولم تحتمل كل الألم الذي تشعر به في قلبها فاندفعت تغادر المكان تاركة أمها تحدق في أثرها بألم وقد عادت الدموع تسيل على خديها وأطرقت رأسها تبكي في صمت للحظات قبل أن ترفع رأسها مستشعرة وجوده بالقرب يراقبها .. التقت عيناها بعينيه وخفق قلبها بقوة وهي تشيح بوجهها .. لماذا يراقبها؟ .. لقد باتت تشعر به قربها دائماً هذه الأيام .. كان يراقبها في صمت مؤخراً .. لماذا؟ .. ألم يقل أنّ كل شيء قد انتهى بينهما للأبد .. تصاعدت غصة مؤلمة بحلقها وزادت حرقة الدموع في عينيها وألم قلبها يزيد .. لماذا تبكي الآن؟ .. لقد أضاعت فرصتها معه للأبد .. تذكرت كلمات (وتين) لها قبل سفرها وهي تخبرها أنّه لا زال يحبها وحزين لطلاقهما وأنّ عليها أن تحارب لتستعيده .. لكنّها جبنت .. هل يمكنها أن تحلم حقاً؟ .. لا .. إن كان يحبها بالفعل فلماذا لم يردها إذن؟ .. لماذا تركها حتى الآن؟ .. هو لم يعد يريدها في حياته فعلاً .. لقد قتلت حبها في قلبه كما قال .. كتمت آهة موجوعة من مغادرة شفتيها، لينتفض جسدها بخفوت عندما شعرت بلمسة يده على كتفها .. لمسة جعلت قلبها ينتفض بين ضلوعها بقوة ودفعت بالدموع أكثر إلى عينيها .. التفتت تنظر إليه وشعرت بيده تضغط على كتفها أكثر .. رفعت عينيها تنظر إلى عينيه اللتين لمحت بهما مشاعر كثيرة .. حزن .. ألم .. مواساة و .. حب .. هل هذا حب؟ .. تلك النظرة التي كانت تراها في عينيه قديماً قبل أن يتزوجا وتقتل حبهما بيديها .. تلك النظرة التي اشتاقتها كثيراً .. همست اسمه بارتجاف وهي تنظر لكفه التي مدها نحوها وسالت دموعها وهي تمد يدها بتردد ليقبض عليها بإحكام .. همست باكية وهي تنظر لعينيه
_"أنا آسفة (شاكر) .. سامحني .. أنا حقاً آسـ "
انقطعت جملتها بشهقة مصدومة حين قبض على كفها وشدها بقوة لتنهض من فوق مقعدها وفي لحظة وجدت نفسها بين ذراعيه .. اتسعت عيناها وهي تجد رأسها فوق نبضه مباشرة وذراعاه تشتدان حولها وصوته يهمس في أذنها
_"أنا الآسف حبيبتي .. آسف لأنني تركتكِ تحاربين كل أشباحكِ بمفردكِ سامحيني"
شهقت بالبكاء وخفضت ذراعيها لتحيط خصره بهما وتضم نفسها إليه .. لا تصدق أنّها بقربه مجدداً .. أنّه يسامحها .. همست ببكاء حار

_"أنا آسفة .. سامحني .. آسفة يا (شاكر) .. سامحني على كل شيء"
ربّت على ظهرها بحنان وهو يغمض عينيه يضمها له برفق وحنان يستمع لبكائها واعتذارتها المتواصلة تتوسله أن يسامحها ويعيدها إليه .. تتوسله ألا يتركها لأشباحها أبداً حتى لا تهزمها في غيابه كما فعلت من قبل .. همس وهو يضمها إليه أكثر
_"يكفي حبيبتي .. لا تبكي .. أنا معكِ الآن .. لن أترككِ تحاربين وحدكِ أبداً .. سأكون معكِ في كل لحظة من الآن فصاعداً .. لقد انتهى ذلك الكابوس بسلام .. لقد عبرتِه بنجاح حبيبتي"


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس