عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-19, 12:54 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الجزء الخامس
قالت باربرا بلهجة اتهام:
- لم تقلبي صفحة واحدة منذ بدأت القراءة، أنت تحدقين بالكلمات المكتوبة فقط.
فقالت فانيسا بنبرة احتجاج وهي تغلق الكتاب :
- هذا صحيح.
- ليلة أمس أخبرت الدون عني وعن راي، أليس كذلك؟
قالت فانيسا بحزم:
- قلت لك مراراً ان هذا غير صحيح، هل كان يترك البيت بهدوء، كما فعل هذا الصباح، لو علم بالأمر؟ كان سيقيم الدنيا على رأسك و يقعدها.
*****************************
قالت باربرا بمرارة:
- أنت لا تعرفينه كما اعرفه أنا، أنه ينتظر اللحظة المناسبة عندما لا يكون الآخر يتوقعها ولا يستطيع الدفاع عن نفسه، رأيت ماحدث على الشاطئ صباح أمس.
- ورأيتك أيضاً ترفعين السوط وتنزلين به على يده، كنت محظوظة اذ لم يلحق بك و يعلمك درساً قاسياً.
ضحكت باربرا وقالت:
- ألم أقل لك يافانيسا انه رجل من حديد؟
بعد ظهر ذلك اليوم طلبت باربرا من فانيسا الذهاب معها الى غرفتها، رحبت فانيسا بالفرصة، ربما استطاعت الافضاء بالنبأ اليها، نبأ قبولها وظيفة مرافقة.
اكتشفت ان باربرا غارقة في حب راي حتى اذنيها، كانت تتكلم عنه وترف عيناها بشكل لا يمكن تجاهله، و بعصبية ظاهرة كانت تدخن السيكارة تلو الأخرى.
قررت فانيسا أن تقول رأيها بصراحة.. أليست مسؤولة عن هذه الفتاة؟
- هل كنت تقابلينه في الخفاء لولا شعورك بأن الدون لا يوافق على مثل هذه العلاقة؟ وهل كنت تخشين شيئاً ان انا اخبرته بما حصل خلف ظهره؟
سألت باربرا بحدة:
- مالذي يجعلك تنفرين من راي؟ ماالذي تعرفينه عنه ام عن أي رجل آخر؟ أنت نفسك أخبرتني انه لا صاحب لك، أتعرفين بماذا أفكر في هذه اللحظة؟ ربما أنت تغارين مني.
قالت فانيسا بغضب:
- ان كنت تقصدين انني اتمنى ان التقى راى في الزوايا المعتمة فأنت على خطأ.
قالت باربرا بسخرية ظاهرة وهي تنفث دخان سيكارتها:
- ربما تخافين ان يلتقيك أي كان، ليس سراً على كل حال ان الانكليز شعب بارد متحفظ، غريب أن شعباً كهذا لم ينقطع نسله بعد!
أحست فانيسا بكلامها مثل السوط على جلدها، يؤلمها كثيراً ان فروقات أساسية تفسد علاقتها بأناس ستعيش بينهم لمدة غير قصيرة.قمر الليل
ربما كان أفضل لو عادت الى انكلترا، وأحست بالدموع تلسع جفنيها، الحقيقة انها لم تعد تشعر بالانتماء لا هنا ولا هناك.
وضعت باربرا ذراعها حول كتف فانيسا وقالت بحنان:
- فانيسا.. سببت لك الحزن مع اني لم اقصد ذلك، لكنك تفكرين تماماً بالطريقة التي يفكر بها الدون، كلاكما يظن اني متهورة العواطف، أليس هذا صحيحاً ؟ تظنان اني القي بعواطفي كلها على راي وبأني مازلت طفلة لا تعرف ماهو الحب، لكنني اعرف يا فانيسا، اعرف.
مررت فانيسا اصابعها في شعر باربرا الجميل وقال:
- ياعزيزتي..كثيرون منا يخلطون بين الافتتان و الحب الحقيقي، والسيد الفاداس شاب جذاب و جميل...
*********************
قبلت اطراف اصابعها بطريقة دراماتيكية وقالت:
- آه..ارأيت عينيه؟ يجمعان المرح و العمق، أعرف بماذا تفكرين..بصديقاته الكثيرات قبلي وبأنه ليست له شخصية الدون القوية، لكن من يحب يقبل الحسن و السيء معاً، ياإلهي! كيف اكون طفلة وانا اعرف هذه الاشياء؟
كانت اللحظة حساسة لكن فانيسا ارادت ان تكون قاسية لمصلحة الفتاة فقالت:
- اني اتساءل يا بابرا، هل كنت ستحبين راي لو لم يكن حسن الشكل؟ لا يمكن ان يكون هذا كل ماتريدين في شريك حياتك.
قالت قمر الليل بحدة:
- اعرف ماذا اريد، لا اريد الزواج من شخص لا اعرف، شخص يفرض علي، لا يمكنني تحمل ذلك يافانيسا، انه تقليد رهيب، وأنت تعرفين ان الدون يملك السيطرة الكاملة على حياتي وسيقرر ما يظنه مناسباً لي.
- اسمعي يابابرا، عندي خبر لك.
ثم قامت من مكانها وتمشت باتجاه باب الشرفة و اكملت:
- طلب مني الدون رفاييل ان اكون مرافقتك.
- ماذا تقولين؟
اطفأت سيكارتها و اسرعت لتمسك بيدي فانيسا واكملت:
- أحقاً تقولين؟
فأومأت بالايجاب قائلة:
- هل تعجبك الفكرة؟
قالت باربرا ضاحكة:
- هكذا إذن، أخيراً أقنعته بايجاد وظيفة لك ، نعم يعجبني ان تكوني انت سجانتي.
أحتجت فانيسا بالقول:
- جميل جداً أن تسميني سجانة، لكنني أفضل لقب مرافقة.
تطلعت باربرا ملياً الى فانيسا ثم قالت فجأة:
- اظن الرجال يجدونك جذابة! هذا الشعر الجميل وهذا الوجه وجلدك الناعم...آه ترى كيف يرى الكومبادر كل هذا؟
قالت فانيسا وقد اندفع الدم الى وجهها كتلميذة صغيرة:
- لا اظنه يهتم.
ضحكت باربرا بشقاوة وقالت:
- اوه..لكنك لا تحبينه، من الخطر النفور من شخص بهذا الشكل، النفور نوع من الكراهية و الكراهية، كما يقولون، هي الحب معكوساً.
مرات كثيرة شعرت فانيسا بنفور شديد من دون رفاييل، هذا صحيح، قالت مسرعة لتغير الموضوع:
- هيا نخرج نتنزه.
اجابت باربرا و غمزت بعينيها ضاحكة:
- هيا.
*************************
مر الأسبوع التالي بهدوء، كانت لوسيا منونتيز غائبة في زيارة لاحدى صديقاتها وذهب الدون معها بحجة بعض الاعمال، علقت بابرا على قوله هذا لفانيسا وهي تضحك:
- عمل ومتعة معاً.
صباح يوم الثلاثاء وعند عودة فانيسا و باربرا من نزهتهما المعهودة على الشاطئ لا حظنا شيئاً ما في جو القلعة، كان النشاط بين الخدم قد عاد بشكل ملحوظ بعد فترة كسل و تراخٍ.
عرفت الفتاتان السبب لحظة دخولهما القاعة الكبيرة لتجدا الدون يجلس الى الطاولة ويبدو منشغلاً ببعض الاوراق.
قالت باربرا بمرح:
- اراك قد عدت، كيف العمل؟ على مايرام؟
- لا أستطيع التكهن بشيء الآن، يقوم الانسان بزرع البذرة، ولا يعلم الا بعد مرور بعض الوقت ان كانت ستزهر أم لا، كيف تجري الأمور بينك و بين المرافقة الجديدة؟
- لا بأس ، أليس كذلك يا فانيسا؟
وضحكت بشقاوة ثم ركضت و عانقت الدون مضيفة:
- كلنا افتقدناك مع انك لا تتوقف عن مراقبة حركاتنا و أنت هنا.
نظر بتهكم الى فانيسا وقال:
- كلكم افتقدتموني، هه؟ أشك في ذلك.
سألت باربرا:
- هل عادت لوسيا معك؟
- لا، أقنعتها صديقتها بالبقاء لمدة أطول، والآن لم لا تجهزان نفسيكما للذهاب و شراء بعض الثياب؟ أظن الوقت قد حان يافانيسا لتشتري ثياباً لك بدل لبس الثياب المستعارة.
قفزت باربرا بفرح لكن فانيسا أحست بالانزعاج، لم يدفع لها الدون أجرتها بعد، ولا تستطيع تذكيره بذلك.
قال بصوت منخفض:
- دون رفاييل، أستطيع شراء الملابس في أي وقت آخر...
لم يدعها الدون تكمل كلامها، قال بصوت عميق و لهجة حازمة:
- أرجو أن لا تعترضي ياآنسة كارول، هناك مخزن جيد تشتري منه السيدة مونتيز ثيابها و تعجبني بضاعته، سأوصلكما الى هناك و أرجو ان تشتري كل ماتحتاجين اليه دون تردد.
- كل ما تحتاج له مرافقة؟
لم تستطع ايقاف الكلمات التي اندفعت من فمها، نظر اليها بحدة وقد قطب جبينه.
- تعرفين جيداً انك لست مجرد مستخدمة هنا، ومن زياراتي الكثيرة لاورداز لاحظت انك تختارين ثيابك بدقة و ذوق كبيرين، لست من حجر يا آنسة كارول، واعلم تماماً تأثير فقدان كل شيء على فتاة مثلك، بالطبع لا تعوض الثياب عن فقدان انسان عزيز، لكنك فتاة تحب لبس الثياب الجميلة، هيا كفي عن الجدل.
****************
أحست فانيسا نفسها في قفص، كانت أسيرة جاذبية الدون المتدفقة هذا النهار، نظرت اليه وهو يبتسم بحنان ثم ينظر الى ساعة يده ويقول:
- أعطيكما عشر دقائق فقط، هيا اصعدا كل الى غرفتها وانزلا بمظهر لائق، لنذهب ، هيا.
وكأننا طفلتان، فكرت فانيسا في نفسها، ليتها تستطيع صعود الدرج ببطء، لكن باربرا التي تحمست للفكرة كثيراً، أمسكت بيدها و صعدت الدرج راكضة.
غيرت فانيسا ملابسها بينما كانت تفكر بالطريقة الطفولية التي تتصرف بها مع الدون، عضت على شفتها بندم، ترى كيف يفكر بها. كيف يراها؟ كان قلبها يخفق بعنف، لم يكن السبب صعود الدرج ركضاً، بل أشياء كثيرة معاً، تشوقها كامرأة لفكرة شراء ثياب جديدة، يخالطه شعور بالرضوخ دائماً لرغبة هذا الرجل القوي، المستبد أحياناً كثيرة .
كم وجدته جذاباً اليوم، كان الدون بانتظارهما امام سيارته الفضية الفخمة، وساعد الفتاتين على الجلوس في المقعد الخلفي بتهذيب مترفع، لاعجب ، فكرت فانيسا في نفسها، ان تستغل النساء الاسبانيات هذا الاهتمام ويظهرن كل ضعف و هشاشة امام رجولة هؤلاء الاسبان و شهامتهم.
سأل الدون:
- أتريدين ان ابقى سقف السيارة مفتوحاً آنسة كارول؟
- نعم ، أرجوك، انه صباح رائع.
- أيعجبك ان يطير شعرك في الريح؟
قال و عيناه تلمعان بنظرة طويلة الى شعرها و كتفيها النحيلتين، ثم حول اهتمامه الى المقود و انطلقت السيارة وسط ممر تحيط به انواع الاشجار المزهرة.
كانت فانيسا تحاول السيطرة على صدرها الخافق بعنف، كان في هواء ذلك الصباح الجميل سحر معين، سحر جعل نبضها يتسارع وجعلها تشعر بصباها يتفتح و بسعادة غامرة لكونها ملئية بالحياة.
من مكانها في الزواية اليمنى للمقعد الخلفي كانت فانيسا تراقب جانب وجه الدون الجالس الى عجلة القيادة، أشعة الشمس على وجهه أظهرت لونه الأسمر اكثر حدة و جاذبية.
أدركت فانيسا ان موجات الكره و النفور التي كانت تحسها لدى زياراته لعمها قد خفت حدتها كثيراً، إنها هنا الآن وقادرة على التمتع بجمال لويندا و التمتع بكونها مازالت على قيد الحياة، والدون هو الذي جعل ذلك ممكناً.
أحست قمر الليل بقلبها يغوص في صدرها و يرتجف، عادت الى ذاكرتها كل الاشياء التي حدثت في أورداز تلك الليلة الرهيبة، لو قاومت ارادته و أصرت على البقاء لحملها على كتفيه كما يحمل طفلة.
***************
طافت بسمة خفيفة على شفتيها، هل ظنت حقاً انها تكره الرجل؟ صحيح، يثير غضبها احياناً بكبريائه و تسلطه، لكن هناك جوانب أخرى لشخصيته لم تعرفها الا هنا في جزيرته ، انه في اعماقه يخفي نبعاً من الحنان الدافق و الدفء الى جانب صلابته الظاهرة ، كم ستقاسي زوجة هذا الرجل ! لكن في الوقت نفسه، كم ستجد تعويضاً على ذلك !
توقفت فانيسا عن التفكير بالرجل لتصغي الى ماكان يقوله لباربرا، كان يحدثها عن رحلته الأخيرة مع لوسيا وعن الأماكن التي زاراها و الأحداث التي صادفتهما.
قالت بابرا وهي تغمز بعينها لفانيسا:
- أظن أننا سنسمع قريباً نبأ اعلان زواجك من لوسيا؟ أتدري يا طوني تحيرني؟ كيف تأخذ لنفسك من كانت زوجة لسواك؟
قال متهكما:
- حقاً؟ وهل تدعين معرفتي ياعزيزتي؟
- بالطبع، بالقدر الذي تسمح فيه لأحد ان يعرفك.
ومدت يدها بحنان لامسة كتفه مماجعله يبتسم وتابعت:
- هيا ياعزيزي ، قل لي ، ألست تفكر بالزواج الآن؟
- وأن كنت افكر بالزواج، فليس هذا من شأنك ياصغيرتي، الى ان اكون انا مستعداً لمناقشة الموضوع مع المرأة المعنية.
اختلط الحزم بالرقة من جواب الدون، مماجعل باربرا تصمت و تتطلع الى فانيسا التي ابتسمت، فضول فانيسا ايضاً كان كبيراً.
كانت تود ان تعرف متى سيعلن الدون خطبته على لوسيا التي لابد انها تنتظر ذلك بصبر يكاد يفرغ.
الحبّ...وسرحت فانيسا بأفكارها، هذا الشعور الغريب، فيه عنف وفي الوقت ذاته هو تجسيد للبراءة، فيه نار تحرق وحنان لا حدود لدفقه، نتوق اليه بوجع و نتمنى لو نهرب منه، ابتسمت فانيسا لنفسها، كيف تعرف عن الحب كل هذا ولم تمسها ناره!
هنا، في هذه اللحظة وفي سيارة الدون رفاييل، وجدت نفسها تفكر بجاك كونروى، ترى ماذا لو ظهر فجأة في مكان ما، قد لا تكون تعمل في قصر الدون رفاييل عندئذ الدون سيتزوج لوسيا بالطبع، لن ترغب في وجود فانيسا ومن لواضح ان لدى الدون مشروعاً لتزويج باربرا.
حدقت فانيسا في يديها المتشنجتين في حضنها، وفكرت بأسى، سيأتي اليوم الذي ستكون فيه وحيدة، وقد تضعف لدرجة تتصور معها شعورها نحو جاك حباً و تقبلاً، لكن هل يمكن ان تتخلى عن الحلم؟ الحلم بأن تجد الرجل الذي يتفانى في حبها هي في حبهّ.
تذكرت كيف ردد الدون هذه الكلمات الشعرية على مسامعها وتذكرت الحرقة التي خالطت صوته، ترى أيعشق لوسيا بهذا العنف؟ هل حقاً وجد فيها المرأة التي يتحد بها كما اللهب بالنار؟
**********************
في تلك اللحظة اخذت السيارة تقترب من المدينة، كان منظر البيوت الحجرية القديمة المستريحة في حضن اشجار الزيتون جميلاً.
جو يذكربالعصور الوسطى، ردة فعل فانيسا لذلك كانت رعشى طفيفة حالمة، كان للتاريخ حضور طاغٍ، الشوراع ضيقة و الشرفات حديدية تغطيها أزهار شقائق النعمان الحمراء.
باقتراب السيارة اكثر من منطقة الاسواق التجارية ازدادت كثافة السير، ضجيج السيارات و محاولات الشرطي لتنظيم تدفق كتل الحديد، أعادت فانيسا الى الواقع الراهن.
سمعت الدون يقول لها بنبرة ضاحكة:
- انظري الى جهة اليمين آنسة كارول، متعي نظرك برؤية أحد اجدادي، انه الرجل الذي اكتشف هذه الجزيرة وبنى القلعة على أعلى نقطة فيها، من هناك كان يراقب مملكته كالنسر القابع في وكره.
أدارت فانيسا رأسها وحدقت في المكان الذي أشار اليه الدون، كان لنظرته الضاحكة صدى عميقاً في نفسها، تباً للرجل! انه يعرف تماماً الصورة التي له في نفسها.
- كم كان هذا الجد شرساً! على الأقل هذا ما تنم عنه تقاطيع وجهه
قالت باربرا ذلك وهي تنظر الى تمثال المحارب المدجج بالسلاح و المنتصب في وسط الساحة، أما فانيسا التي كانت بدورها تحدق في التمثال المنحوت من الحجر، فقد أخذها العجب، العجب من الشبه الكبير بين و السائق و الدون الجالس في المقعد السيارة الامامي.
الأنف البارز و العينان الشبيهتان بعيني تسر كاسر، بالاضافة الى القامة الرشيقة المنتصبة بكل اعتداد وثقة.
قال الدون ضاحكاً و موجهاً كلامه الى فانيسا:
- بماذا تفكرين ؟ بالشبه الكبير بيني و بين سلفي الشرس؟
اجابت فانيسا بحماس بينما كان الدون يتأهب لسرد قصته:
- يستحيل على أي كان انكار الشبه، أكاد اراك تجوب المحيطات و تتجه نحو الشاطئ البرزايل و البيرو الذهبية!
- لهذا الدون قصة ممتعة أحسده عليها، قصة زواجه من فتاة انكليزية ، كان القراصنة قد اختطفوها من بيتها، في الوقت الذي وصل فيه القراصنة كانت سفن الدون رفاييل راسية في الميناء، ويقال انه دفع ثمناً باهظاً للحصول على الفتاة في الوقت الذي كان أحد الامراء يحاول شراءها، تصوري ياآنسة كارول فتاة انكليزية جميلة تباع في مزاد علني يحضره قراصنة و مجموعة من البرابرة و جنود اسبان، لابد ان فزعها فاق الوصف.
- مسكينة، وهل أجبروها على الزواج من الدون؟
- مارأيك ياآنسة؟ ألا ترين ان الزواج منه كان أفضل من أي شيء آخر؟ المهم ياآنستي ان السجلات تقول انه وزوجته الانكليزية عاشا حياة سعيدة، للحب طرقه الغامضة!
******************
قال ذلك و ضحك بعصبية بينما كان يدير عجلة القيادة الى اليمين حيث أوقف السيارة امام أحد الصالونات الأنيقة، على جانبي المدخل اصطفت آنية الزهور الجميلة و أمام الباب كان يقف بواب في ثياب العمل الرسمية يراقب السيارات الفخمة و يساعد الزبائن.
وبرشاقته المعهودة سار الدون الى الداخل و الى جانبه باربرا وفانيسا، هناك وبكل ترحاب و احترام استقبلته صاحبة المكان حيث ترك الفتاتين في عهدتها، قائلاً انه سيعود بعد مضي ساعتين، وبينما كان يهم بالخروج استدار الى فانيسا و غمز بعينه قائلاً:
- لن تشتري ثياباً تليق بـ " مرافقة" ياآنستي، ولا شيء باللون الأزرق، مفهوم؟
ابتسمت فانيسا قائلة:
- حسناً ياسيدي، لا شيء باللون الأزرق، وشكرا َلك.
أجابها الدون بانحناءة انيقة و خرج مبتسماً ابتسامة قانعة.
ادارت فانيسا عينيها في أرجاء الصالون، رغم كونه على هذه الجزيرة الصغيرة، كانت آخر الازياء و اكثرها اناقة معروضة فيه.
نظرت اليها مديرة الصالون نظرة فاحصة، مشيرة الى ان لون بشرة فانيسا يجعل اختيار ألوان الثياب التي تناسبه صعباً، ومع ذلك استطاعت انتقاء بعض الثياب التي كما قالت تناسب شعرها المتوهج و عينيها، ثم عهدت بها الى عارضة تدعى روزانا بدأت تضع الثياب و تتمختر بها أمام فانيسا بكل ليونة ورشاقة لتساعدها على الاختيار.
ثم جاء دور عرض فستان من البيج المطعم باللونين النحاسي و البرتقالي على شكل زهرات متناثرة في مختلف الاتجاهات، وعلى كل جانب من تنورته ألصقت جيبه على شكل قلب، لم تكن فانيسا مرتاحة الى الفستان الاخير، فهو كما بدا لها يناسب فتاة أصغر سناً.
اما باربرا التي كانت تراقب الموقف باستمتاع ظاهر فقد قالت وهي تضحك:
- لقد اعطى الدون أوامره و عليك التقيد بها، ألم يقل لك انه لا يريد ثياباً تناسب "مرافقة"! ثم كيف يمكنك ان تقاومي تلك الجيوب الرائعة؟
رائعة زيادة عن اللزوم، قالت فانيسا في نفسها، لكن الفستان الذي لم تستطع فانيسا مقاومة الرغبة في ارتدائه، كان فستاناً للسهرة من الدانتيلا المخرمة فوق طبقة من الحرير بلون التفاح الأخضر معه.
كانت العارضة ترتدي صندلاً جميلاً من الشرائط الجلدية باللون الأخضر، عندما ارتدت فانيسا الفستان مع الصندل ذي الكعب العالي بدت وكأنها عارضة رشيقة، كتفاها ظهرتا من تحت الدانتيلا الخضراء بنعومة وحياء.
كان الفستان يلتصق بجسمها اللين حول الصدر و الخصر ثم يتسع لينزل برهافة حول وركيها والى الأسفل.
*****************
نظرت الى صورتها في المرآة الطويلة، ياالله، انه فستان يليق بمناسبة مهمة، لا يناسبها هي المرافقة أبداً، ابتسمت قليلاً بحرارة وقالت وفي صوتها رنة ندم:
- لا أظن دون رفاييل قصد شيئاً كهذا ياباربرا، انه رائع، لكن من أين اجيء بالمناسبة التي ارتديه لها؟
ضحكت باربرا بمرح وقالت:
- قريباً جداً ياعزيزتي سنحتفل في القلعة بعيد الكروم، ستكونين متألقة و ستجعلين لوسيا تغار.
- لا شكراً لك! ان فعلت هذا أكون بدون عمل بعد يوم على الأكثر، الفستان رائع لكنني لن أخذه، أريد شيئاً أكثر بساطة و بلون معتم اكثر.
لكن باربرا أصرت خصوصاً بعد ان لمحت الحرارة في صوت فانيسا:
- فانيسا، يجب أن تأخذيه.
- لا أظن ذلك ياصغيرتي.
قالت فانيسا ذلك ورفعت ذقنها الى اعلى بكبرياء الانكليزية العزيزية، ياليتها تملك النقود الكافية لشراء هذا الثوب الرائع.
شفافيته ورهافة قماشه أيقظت فيها كل مكامن الانوثة و الرغبة في الاستحواذ على الاعجاب، رغم كل ذلك عادت الى غرفة القياس لتخلع الثوب وتعود فتناوله الى العاملة في الصالون، لتعلقه بانتظار زبونة اخرى أوفر منها حظاً؟
ثم حولت فانيسا اهتمامها الى الثياب الداخلية التي كانت بأمس الحاجة اليها، اختارت منها مجموعة جميلة و مجموعة اخرى من ثياب النوم ذات الوان هادئة مريحة.
وقبل ان تخرج الفتاتان من صالون بيع الثياب خطرت لفانيسا فكرة، ربما اصطحبهما الدون للغداء في مطعم انيق، من الأفضل اذن ان تغير ثيابها المستعارة التي لا تلائمها وتلبس فستاناً جميلاً من الفساتين التي ابتاعتها.
ألقت نظرة سريعة على الثياب وقد قررت على ارتداء الفستان الحريري الأبيض المحلى باللون البرونزي، بعد ارتدائه قررت ان الشعر المنسدل لا يناسب قصة الفستان، ربما اذا رفعت شعرها الى اعلى كان منظرها أكثر احتشاماً واكثر جدية، وهذا مافعلته ، مما دعا باربرا الى التعليق الضاحك عليها وعلى منظرها كآنسة انكليزية حقاً!
وفي الطريق الى خارج الصالون كانت باربرا تسترق النظر بين الحظة و الأخرى الى فانيسا الجديدة هذه، ثم لم تتمالك نفسها وقال:
- تبدين جميلة ياعزيزتي، لكنني أفضلك عندما يكون شعرك النحاسي منسلاً على كتفيك.
- أنا ايضاً أفضله كذلك ياعزيزتي، لكنني الآن مستخدمة الدون فعلياً وأفضل ملاقاته بشكل رسمي.
- هل تخافينه قليلاً يافانيسا؟
- ماهذا الكلام! اية افكار غريبة تعشش في رأسك! ولم أخاف من الدون؟
- ربما لكونك انكليزية وكونه اسبانياً لايعرف كيف يتعامل معك بارتياح كما يفعل شبان وطنك، دائماً هو السيد، ولا تستطيعين الانسجام معه!
****************
- ان كنت أفهم قصدك جيداً ياباربرا، فلا رغبة عندي في الانسجام مع أي رجل كان، وبالتأكيد ليس مع الدون رفاييل! وان كنت...
توقفت فانيسا عن الكلام عندما وجدت نفسها فجأة وجهاً لوجه امام الدون، وانتبهت الى أن صوتها كان عالياً اكثر ممايجب، اندفع اللون الاحمر الى خديها للنظرة الثاقبة التي كان يرميها بها، ترى هل سمع جملتها الأخيرة، بالطبع لم يظهر لها مايدل على ذلك، فهو كعادته وغير كل الظروف مثال اللباقة و التروي، حتى لو رغب ان يعرف القصد مما قالته، فقد اخفي رغبته تلك وراء ابتسامة مشجعة.
- لابد انكما جائعتان، هيا سنذهب لنأكل في مطعم السكاي لايت، لم تزوري المكان من قبل ياآنسة كارول لكنك ستحبيه.
كان المطعم يشغل آخر طبقة من فندق سياحي فخم، عندما فهمت فانيسا ماقصده الدون بقوله أنها ستحب المكان، فقد كان يعج بالعديد من السواح الأوروبين.
ورغماً عنها، وعند سماع الاصوات التي تتكلم لغتها، نظرت فانيسا حولها مبتسمة..واذا عيناها تلتقيان بعينين رماديتين حادقتين، غاري السنغ! غمز لها بمرح ثم حول نظره الى الدون عن رفاييل الجالس بكل ارتياح الى جانب فانيسا، بالطبع لم يغفل الدون عن تلك النظرة الفاحصة، وقبل ان تغيب البسمة عن شفتي فانيسا كان الدون قد استدار اليها ورمقها بنظرة ثاقبة قائلاً:
- اذن انت تعرفين السيد السنغ؟
- قابلته مرة عللى الشاطئ، لم يمكنني تجاهل لطفه، أو هل كنت تتوقع مني كمستخدمة لديك ان أحيله الى حضرتك لتقوم بتقديمي اليه كمرافقة تعمل في حماك؟
ياإلهي، عادت الى تلك اللهجة وعاد التوتر بينهما، استطاعت فانيسا رؤية ذلك في انقباض عضلات وجه الدون.
- أنت حرة ياآنسة كارول في اختيار اصدقائك، والسيد السنغ يذكرني كثيراً بذلك الشاب مونروي، الاتوافقين؟
باربرا التي كانت تجلس باسترخاء في مقعدها تراقب باهتمام ما يجري قالت بحماس:
- كونروي؟ هل هو الشاب الذي أخبرتني كم كنت تتمتعين بعناقه يا فانيسا؟
فقط لو تنشق الارض و تبتلعها في تلك اللحظة، لكن الارض بقيت متماسكة تحت قدمي فانيسا المرتجفتين، الا تكفي لهجة الاحتقار في صوت الدون كلما جاء على ذكر جاك؟ و بغضب شديد قالت لبابرا:
- ظننتك تحفظين سراً، لو لدي أدنى شك في انك ستخبرين أياً كان...
واندفع الدم حاراً في عروقها، وازداد الحرج وهي تشعر بعيون الدون الفاحصة ترقب احمرار وجهها.
- لا بأس ياآنسة كارول، لا بأس، ماهمّ ان فضحت باربرا سرك الصغير هذا؟ أنسيت كم مرة رأيتك وذلك الشاب تنسحبان بهدوؤ لتمتع بالليالي المقمرة في زواية مهجورة؟
لم تعد فانيسا تستطيع احتواء غيظها، كيف يجرؤ ؟ كيف يجرؤ على السخرية من مشاعر الآخرين؟ او هل تكون مشاعره اكثر سمواً و براءة؟ لا..لا تظن ذلك.
********************
وماذا يربط أرملة طموحة برجل في أواسط الثلانينيات، رجل يفضل المصلحة الاجتماعية على براءة لمسات الحب الصادق البسيط؟
هذا الرجل وحش، وبغضب نفضت فانيسا فوطة المائدة ومدتها على حضنها، بينما كان النادل يضع المقبلات على الطاولة.. حبات الزيتون الخضراء، الخيار المخلل و الأسماك الصغيرة.
اجبرت فانيسا نفسها على وضع حبة زيتون في فمها، كادت الحبة ان تخنقها لكنها حاولت استعادة رباطة جأشها و الظهور بمظهر اللامبالي، اضافة الى ذلك و بتحد للدون، نظرت باتجاه غاري مبتسمة، وبادلها الشاب الابتسام، كم تحسده على ارتياحه في التعامل مع الآخرين.
أما باربرا فلم ينغص شهيتها شيء، كل التوتر الواضح بين الدون و فانيسا لم يمنعها من التهام المقبلات و الثرثرة المستمرة.
حاول الدون جاهداً مجاملة الفتاتين و التحدث اليهما ، لاحظت فانيسا ذلك فهي تعرف تماماً السهولة و الحماس اللذين يتحدث بهما الدون عندما يكون في أحسن حالاته.
ابن هذا الرجل المهذب البارد من ذلك الاسباني الذي تناولت معه الفطور على الشاطئ الجزيرة يوم وصولها؟ ذلك الرجل الراقي الذي ماكان مهتماً بالريح تعبث بشعره كفيما شاءت، كان ذلك الصباح حلماً وردياً مشبعاً بعطر الجزيرة الساحر.
خلال فترة الغداء كانت النظرات الفضولية تنصب على الدون و الفتاتين، لم يكن يصعب على احد ان يكتشف ان شخصية مهمة تتناول الغداء في المطعم، اهتمام المسؤولين بالرجل كان واضحاً، ثم هناك أيضاً اناقته المفرطة و تصرفاته ذات النهضة الارستقراطية، وبالطبع قامته الرشيقة و تقاطيع وجهه النبيلة وكأنها منحوتة من الرخام بيد فنان ماهر.
ومما زاد فضول الزبائن جلوس الرجل بين جميلتين احدهما فيها كل سحر المتوسط، والثانية طرواة الغرب.
استفاقت فانيسا من احلامها لتلتقي عيناها بنظرة نافذة من عيني الدون الذي بادرها بابتسامة قائلاً:
- ثوبك الابيض جميل جداً ياآنسة كارول، آمل ان نكوني انتقيت ثياباُ تليق بكا المناسبات، قريباً جداً سنحتفل بعيد الكروم في القلعة، ستلتقين نساء يهمهن المظهر كثيراً، النساء الاسبانيات طاغيات الأنوثة، مغرورات بعض الشيء، ومن اهتماماتهن الأولى مظهرهن الخارجي..و مظهر النساء الأخريات ايضاً، هل ابتعت ثياباً للسهرات؟
- نعم ياسيدي، أنا شاكرة لك كرمك لكن...
- آه ، اعرف ما ستقولين...يجب ان ادعك تردين الجميل في أحد الأيام، لا تخشي شيئاً يا آنستي، أنت مجينة لي ببعض الثياب، بوظيفة و بمكان تأوين اليه، ستكون الفاتورة هائلة لكن أعدك يا آنستي اني سأقدمها لك يوماً.
*****************
كانت ابتسامته وهويتكلم غريبة و متوترة الى درجة التهكم، ثم استرخى في مقعده ومال بجسمه الرشيق الى الوراء حين التقت عيناه بعيني سيدة أنيقة و جذابة، ابتسمت له المرأة بكل دلع الاسبانيات و أنوثتهن.
وبنظرة سريعة الى وجهه الداكن، استطاعت فانيسا ان ترى كل نهم الرجال في عينيه.
ذكرتها تلك المرأة بلوسيا مونتيز، ترى هل احتضنها الدون مساء الأمس وهمس في اذنيها على رجاء ان تعود معه الى القلعة؟ هل قال لها بكل أشواق الأرض الدافئة انها انه يحبها؟ وهل تراه قال لها ذلك بالكلمات ام كان عناقه الحار كافياً لا خيارها؟
وجدت فانيسا نفسها تحدق في الدون وهي تمسح فمها بفوطة المائدة، هاتان الشفاتان الرقيقتان كم تنمان عن قسوة! و الغريب في الأمر انها في اللحظة التي يفتر فيها ثغر هذا الرجل عن ابتسامة، تتحولان الى التعبير عن الطيبة كلها.
طبع هذا الرجل العجيب المليء بالمتناقضات يظهر واضحاً في تكوين فمه فهو يقول له انه عاشق لا مثيل له، لا يحتاج إلا للمرأة التي تعرف كيف تصل الى اعماقه لتتمتع بكل كنوزه الواعدة، ولوسيا المرأة الاسبانية حتى اصابع قدميها تعرف دون شك سر هذا الوصول الذي يجعل من الدون خاتماً حول خنصرها.
انتفضت فانيسا في تلك اللحظة عائدة من تصوارتها، فقد احست بيد تشد على كتفيها بلطف، سمعت صوتاً كرحا يقول:
- بودي ان اصطحب الآنسة كارول الى العشاء ذات ليلة يادون رفاييل، موافق؟.
- بالطبع يا صديقي.
أجابه الدون بلهجة باردة وهو ينقل بصره من وجه الشاب الأميركي الذي لوحته الشمس الى وجه فانيسا الذي علته الدهشة، فهي لم تكن تتوقع ان ينقل غاري الى ساحة الدون، كانت تستمع اليه يسأل عن الليلة التي تكون فيها حرة وهي مشدوهة.
- الآنسة كارول حرة تختار الليلة التي تناسبها، وأنا أكيد أنها ستسر بصحبتك ياصديقي، بعد كل هذه الاسابيع بصحبة الأجانب، ومتأكد ايضاً ان طباع أهل اميركا الشمالية تتوافق مع طباع الانكليز، أتوافقني ياسيد السنغ؟
كان الصوت الدون حاداً و بارداً كالمعدن، لكن لم يؤثر على الشاب الذي ضحك بمرح قائلاً:
- بالطبع أوافقك يادون رفاييل، فانيسا سأمر مساء السبت في الساعة الثامنة و النصف لاصطحبك، وستكون ليلة رائعة، أتناسبك ليلة السبت؟
كم يبدو مرحاً وواثقاً من نفسه.
- حسناً يا غاري.
لم تكن فانيسا متأكدة من رغبتها في الخروج معه، تعترف انها استمتعت بالتحدث اليه على الشاطئ ذلك الصباح، لكنها لا تريد ان تستعجل الأمور، فهو رجل مكتمل و جذاب وهي فتاة تعيش وحدة قاسية مما قد يدفعها لارتكاب الحماقات...
**************************
- حتى مساء السبت اذن ياحلوتي، وشكرا ياحضرة الدون على اعطاء الضوء الاخضر!
ابتسم له الدون ابتسامته المتحفظة الباردة ثم قال:
- لا تنس أيها السيد انه في بيتي لا يسمح لأي فرد كان البقاء خارج القلعة بعد العاشرة و النصف مساء، هذا تقليد البيت الاسباني، لهذا اتوقع منك اعادة الآنسة كارول في الوقت المجدد.
أطلق غاري ضحكة استنكار عالية وقال:
- ماذا لا بد انك تمزح!
- لا ياسيد السنغ، أنا لا أمزح.
- لكنك تدرك ياحضرة الدون انه لا يمكنني ان اعدك بذلك.
- اظن انه من الافضل لك العمل بما اقول به، الآنسة كارول في رعايتي طالما هي على هذه الجزيرة، ويخيل الي انه وقت كافٍ للتمتع بصحبة امرأة تصطحبها في السابعة و النصف و تعيدها في العاشرة
- هذا تزمت رهيب يادون رفاييل، فانيسا فتاة انكليزية وغير معتادة ان يقرر عنها رجل كيف تتصرف، الساعة العاشرة! ياإلهي، بالكاد تكون السهرة ابتدأت ، هيا ياسيدي كن عطوفاً! أليس بين ظلوعك قلب؟
- صدق او لاتصدق ياسيد ألسنغ، لكن لي قلباً و أفهم مشاعرك حق الفهم، ثم بدأ صديقك يتضايق من الانتظار.
رمى غاري نظرة سريعة باتجاه الرجل الذي كان يتناول معه طعام الغداء، ثم رفع يده بحركة عصبية الى ربطة عنقه ووجه الكلام الى فانيسا:
- أنت حقاً في ورطة، سأرى مايمكنني فعله من أجلك ياحلوت الى اللقاء.
وبخطوات غاضبة انضم الشاي الى رفيقيه وخرجا من المطعم.
كانت فاتيسا تحدق بالدون الواثق من نفسه و الشرر يتطاير من عينيها الخضرواين، بحق الله كيف يستطيع هذا الرجل ان يقبض زمام حياتها بهذه السهولة وهذا التصميم؟ كل همجية أسلافه وحسهم الاقطاعي تتمثل في هذا الرجل الداكن اللون والجالس قبالتها...
- أنا لست طفلة بادون رفاييل، استطيع الاهتمام بنفسي.
- تقولين هذا بتحدٍ ياآنسة كارول، وأشك في انك حقاً تصدقين ما تقولين.
- أنت لا تطاق احياناً!
لكن في اعماق نفسها كانت تعرف انه على حق، فغاري ألسنغ بعينيه الحيويتين و مزاجه المرح كان بالفعل شبيهاً بجاك كونروي، وقد تجد نفسها تميل اليه دون ان تدري، وقد تظن حباً و أماناً و تتماي أبعد ممايجب...
ارتجفت فانيسا عندما أحست ياصابع الدون الرقيقة تشد على يدها وهو يقول:
- التلاعب بالعواطف هواية لا أحبذها، والسيد كما يبدو لي خبير بها، تذكرين يوم أحضرتك الى لويندا اول مرة، اخبرتك انه بعد موت عمك الطيب سأضع نفسي في موضعه و أكون لك مرشداً، أنا رجل عند كلمته ياعزيزتي.
*******************
وكما لو كان يرغب في تأكيد كلماته، كانت اصابعه تضغط اكثر فأكثر على معصمها وكانت عيناه العميقتان تغوصان بعيداً بعيداً في عينيها الحائرتين، حاولت فانيسا تخليص معصمها من قبضته او التحرر من نظرته النافذة، لكن دون فائدة.
كانت اسيرته في تلك اللحظة كما في كل لحظة، أخذت انفاسها تتلاحق بصوت مسموع، انها تكرهه..تكرهه لأنه على حق فيما يتعلق بغاري.. وتكرهه لأن شيئاً كان يسري في جسمها كلما لمسها، شيئاً تركها مشدوهة و مرتجفة.
- سأتخذ غاري صديقاً ان اردت، لن يكون بامكانك فعل اي شيء حيال ذلك.
- على العكس تماماً ياآنسة، هناك دائماً ما يمكنني فعله بصدد ما يحدث في الجزيرة، والسيد ألسنغ موظف هنا، أليس كذلك؟
وشد على يدها اكثر فاكثر الى درجة الوجع، كادت فانيسا تختنق، لا يمكنها تصديق ذلك.
هل يمكنه حرمان غاري من وظيفته! لكن نظرة واحدة الى وجه الرجل قالت لها الكثير، سيد لويندا هذا يستطيع الوصول بقسوة ووحشية الى كل مايريد، كل هذا واضح في عينيه، في قبضة يده التي بدأت تؤلم معصمها وفي دقات قلبها المتسارعة.
************************


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس