عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-19, 02:16 PM   #20

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث

مررت علي عامل الكافيتريا لأطلب كوبين القهوة المعتادين .. أشعر بسعادة العامل بعد أن أنهيت حيرته اليومية وتعامل فريدة معه ..
فقهوتها أصبحت شغفي ..
ورؤيتها صباحا صارت من مسلمات يومي ..
فريدة ( وجه الخير ) صارت حرفيا وجه الخير لي ..
إستقامت حياتي بعملي الجديد فما عدت احمل هم إخبار أمي عن معاناتي .
وضعت القهوة علي المكتب ، أتنحنح بحرج ، جئت في طلب لها و أرجو ألا تردني صفر اليدين ..
" هناك رجل وجب إنهاء عقده ، تقدمت فيه عدة شكاوى وتحققنا من صدقها .. ونفذت أيام أجازاته .. لكن .."
تركت ما يشغل يديها ، تتفرس وجهي منتظرة ما بعد اللكن ..
" لكن عنده أسرة ، وتأخيره وغيابه بسبب والدته المريضة ، متكفل بمصاريف إخوته ودراستهم .. أناشد إنسانيتك ف.. "
إنتبهت لخطأي فأردفت
" سيدتي .."
رفعت إحدى حاجبيها ، ثم عقدتهم في حركة تنم علي ترددها
" فلننحي الإنسانية جانبا يا يونس .. نحن في مؤسسة كبيرة تملك عدة تروس تدور حول بعضها بانتظام .. إن فسد إحداها وجب تغييره والا تعطل الكل .. أنت رجل قانون .. أي أن القانون يسير علي الجميع كخط مستقيم بلا رحمة "
" وروح القانون ! "
" عدنا للكلام الذي لا يروي "
" ستدمر أسرة بأكملها يا فريدة "
يبدو أنها ملت من كلماتي المقتضبة فتشاغلت بأوراق أمامها .. هممت بالمغادرة دون كلمة أخرى ..
" دعه يكمل عمله ، و أخبره أنه الإنذار الأخير وإن تكرر غيابه سأقوم بتحويله للتحقيق وطرده بنفسي "
مجنونة .. هي مجنونة ، مترددة ، متناقضة .. دوما ما تخبرني أهم القرارات وانا مغادر ، قد لا أسمعها يوما ..
وفي لقاء عمل آخر بعد عدة أيام .. حضر الجميع ، بدت منهكة في قراءة العقود ، شرعتُ في مساعدتها في ترتيب الأوراق الهامة للإطلاع عليها أولا ، يداها مرتعشتان قليلا ، آثار البرد تلتهم عينيها و أنفها لتصبغهما باللون الأحمر ، كان اللقاء سيمتد أكثر لولا رأفة الرئيس بها ، وقعت العقود ..وغادر الجميع الا نحن ..
لملمنا الاوراق ، حملتها عنها .. أوصلتها لسيارتها ومضت سريعا ..
لست أدري ما تلك الرغبة الملحة في تتبعها ، ربما رغبت في الإطمئنان عليها ، وربما وددت أن أعرف مكانها ، حافظت علي المسافة بيننا لشدة قلقي عليها وحرصي ألا تغضب لمراقبتي لها .
صفت سيارتها أمام بناية راقية ، شاهدتها تغلق سيارتها وتلتقط حقيبتها الزرقاء الكلاسيكية ، المناسبة لثوبها الرقيق الذي ارتدته اليوم أثناء لقاء العمل .
***
بدأت أعراض البرد تهاجمني .. والصداع يعمي عيني عن الرؤية ، حمدت ربي كثيرا عند وصولي بسلام .
أغلقتُ سيارتي و إذا بأحدهم خلفي .. إرتعدت أوصالي عندما شاهدته فهمست
" عليّ "
جائني صوته الساخر
" هل ظننتِ بأنني لن أعرف طريقكِ "
" ولماذا تريد معرفته ، كان بيننا رحم و قُطع "
شرارات الغضب بعينيه بدأت في الظهور
" أنتِ من قطعه يا أبنة خالتي "
" طالما تبجل قرابتنا لهذا الحد ، إبتعد حفاظا على سمعتي ، وإلا ما فائدتها و أنت تستوقفني هكذا وكأني أدين لك بشىء"
عاجلني مسرعاً وكأنه يرغب في إفراغ ما بجوفه كي لا ينساه ، او لربما يخشى هربي كما فعلت قديما .
" بالكثير "
" هل جننت ، لقد إسترددت حقي ، و إن كان لك حق عندي فلتقاضيني "
همس وقد إقترب خطوتان مني
" سأفعل ، ومن سيمنعني ! "
" أنا "
لم يكن هذا صوتي ، إستدرتُ لأجد يونس وقد بدا غاضباً كما لم أره من قبل ..
" من أنت ! ، يبدو أنكِ تدينين لذاك أيضاً ، كفتكِ ثقلت ، و إقترب الحساب "
قالها بنبرة محذرة ، مهددة ، ثم غادر ...
فقدت توازني ، كدت أسقط ، لولا كلماته التي أخترقت أذني لأنفذ ما قال بالحرف ، دون أن ألتفت إليه .
" تماسكي يا فريدة و إصعدي لشقتكِ "
وفي اليوم التالي ،طلبت إجازة من العمل ، أشعر بالمرض العضوي والنفسي منذ رأيت ذلك الأحمق بالامس .
" سلقت الدجاج يا فريدة "
أسقطت قدمي أرضا بعد أن إحتميت بها لتدفئني ، أعتقدت أني أدفئ ذاتي بذاتي دون الحاجة للغطاء ، مللت السرير والنوم ..
" شكرا لكِ يا صفية ونعم المعين أنتِ "
مسحت علي شعري تتلمس حرارتي
" تبدين أفضل الآن "
" لست كذلك "
نظرت اليّ مستفهمة ، تنهدت بحرارة
" رؤيتي لعليّ جددت جراحي "
مسدت ذراعي
" ليست جراح ، بل كانت أمتع أيام .. أنسيتي ذكرياتنا في منزل أبي رحمه الله ، لم نكن نكف عن الضحك ، أتذكرين الجورب ذو الاصابع في بداية ظهوره ، عندما رآه أبي لاول مرة كاد يسقط من الدهشة ، الى أن اشترى دسته ملونة كاملة منه و أخذ يتشاجر عليها هو و أمي "
نظرت إليها بأستمتاع وقد نجحت في إلهاء عقلي
" لا .. لا أذكر "
ضربتني علي رأسي فتألمت
" آسفة يا فريدة ، لقد نسيت مرضكِ ، هل أحضر الغداء ، أوشك وقتي النفاذ علي المغادرة ، زوجي علي وصول "
" هذا الرجل أبي الروحي ، أشكريه لأنه وافق علي حضورك اليّ "
"فارق السن بيننا ما يجعله يتحملنا سويا ، أعتقد أنه تزوج بإثنتان وليس واحدة ، لقد ساعدكِ حتي قبل أن ينجذب اليّ ونتزوج "
بدأت تهيم في زوجها أمامي فقلت لاستوقفها
" حسنا ، سحبت شكري "
بعد مرور يومين
إلتقينا في المصعد ، تواجهني عينيه بتساؤل لم يلفظه.. ، أعد الأرقام لأصل لطابق مكتبي ..
ترجلنا من المصعد ، من يرانا يظننا جئنا سويا ، دلفت الى مكتبي وهو ملازم لي كسلوفانة اللولي بوب ، الى أن جلست خلف مكتبي ونطق أخيرا بسؤاله الصامت في علامة إستفهام فقيرة
" من ؟ "
ضيقت عيني مستفسره أكثر ، يبدو لي حزورة وليس سؤال ..
" من ذلك الرجل الذي كنتِ بصحبته ؟ "
عقدت حاجبي مجيبة
" وما شأنك ! "
إلتقط أنفاسه بصبر ، صدره يعلو ، ينظر تجاة النافذة حانقاً
" أجيبيني يا فريدة ، من ذلك المتعجرف الذي استوقفكِ متبجحا يطالبك بدين عليك ، وما هذا الدين ! "
رفعت حاجبي بتعب ، ظننت أني نسيت الأمر برمته ، لكن على ما يبدو أنني لن أنسى أبدا .
" ابن خالتي "
صمتَ لأسترسل في الحديث .. لكن الصداع داهمني مجددا وكأنه يلازم تلك الذكرى المقيته.
" كيف أنتِ الآن ؟ "
سؤاله عن حالي في هذه اللحظة بالذات أثار شيئا في نفسي ، عله مهتم !
عينيه متلحفة بالقلق ، ربما أتوهم ، مسدت رأسي بألم .. أغمضت عيني للحظات ، وعندما فتحتهم وجدته أمامي ، يمد كفه كي يتحسس حرارتي ، فابتعدت برأسي ..
" يونس ! ما بك اليوم ! "
شعرت بتردده ، لتكمل يداه طريقها نحو النافذة خلفي ليغلقها .
أشرت له بيدي ليجلس ، يبدو أني لازلت مريضة .. ربما أحتاج ليوم آخر ، أستعيد فيه صحتي .
***
عدتُ لمنزلي بعد يوم مرهق ، تلقفت ابن شقيقتي بين أحضاني ، بينما داعبني صوتها ..
" مرحبا بسيادة المستشار "
" أتمنى "
قبلتها بحب ، أشتقت اليها والى الصغير ..
" أين جدتك يا عبد الرحمن "
" في المطبخ "
ذهبت اليها وأنا احمله
" أنا اتضور جوعا يا أمي "
" لقد إنتهيت حبيبي "
وعلي طاولة الغداء بدأت أميرة -أختي- الحديث
" كيف حال العمل يا يونس ؟ "
كدت أغص بما آكل ، لا يعلم أحد بفصلي من عملي وذهابي لآخر ، حاولت أن أكون طبيعيا ..
" بخير ، لماذا لم يأتِ زوجك معكِ كعادته ؟ "
" مشغول "
شردت بعقلي نحو تلك المترددة ، ذات الإجابات المهتزة ، لا يهم ، ما يهم أنني نلت إجابة شافية وافية حول ابن خالتها .. طننته عاد ل ...
" يا ليت "
لم أنتبه الا علي كلمة أمي ، ونظرات أختي ، لأعقد حاجبي متلمسا ما فاتني
" فيم شرودك يا يونس ؟ "
دلكت رأسي مجيبا
" هل فاتني الكثير ؟"
ضحكت أمي
"يبدو أن عقلك مشغول بأحدهم "
ثم غمزت لي لتردف
" أم نقول إحداهن "
إبتسمت كمراهق أبله.. فعلت ضحكتها
" يبدو أنني سأخطب لك قريبا يا يونس "
تنهدت مسبلا جفني
" لا تتعجلي الأمور يا أمي ، كلا سيأتي في وقته "
قمت لأرتاح قليلا بغرفتي ، وتركت أمي و شقيقتي يثرثرن كعادة النساء ..
هاجمتني عيناها المريضة مجددا ، كانت هشة اليوم علي غير عادتها ..
أضافت سترتها البنية اليوم علي بشرتها البيضاء هالة ممتزجة الألوان ، مصبوغة بسحرها .
رنين صوتها الخافت
" يونس ! ما بك اليوم ؟ "
كدت ألمسها ، كدت أمزق عذريتي اليوم معها ، بلغت من العمر ثلاثين عاما ولم أمس إمرأة ، وربما لم أنظر لإحداهن يوما ..
( أسمعكن ) .. لست كاذب .
فقد إنشغلت بعد موت أبي في الكد والكفاح لأزوج أختي ومن ثم بناء ذاتي .. فلم أحيا كغيري من العابثين يوما ..
لكن مع .. فريدة .. الأمر يختلف .. شعرت بنيران تجري في عروقي حالما شاهدتها مع رجل ، وسرت اليها كالمحموم .
لم أحتمل قرب قريبها منها لأهرول إليها ..
كادت تسقط أمامي فور مغادرته ، منعت يدي عنها بشق النفس .
علت البسمة ثغري عندما تذكرت حديثها اليّ فور إغلاقي للنافذة.
" بعد أن أخذت عقد إرثي شرعت في تسجيله قانونيا ، ومن ثم بعتها ولم يعرف عني أحدهم شيئا ، يبدو أنهم كانوا يبحثون "
سكنت الآلآم محياها وهي تردف
" عني ، أو رغبوا في إنتهاك العقد مني بالقوة "
" ماذا كانوا سيفعلون بالعقد .. هو بأسمك ، وإن أخفوه فسوف يؤول لك نصيبك في بيت جدك ، ما مصلحتهم "
" لا شأن لي بهم وبأفكارهم ، لقد سرقوا أوراق تثبت ملكيتي لجدران تحميني من الشارع يا يونس ، كيف تطالبني بالتفكير في نياتهم ، فليذهبوا جميعا الي الجحيم "
لم تهدأ إلا و أنا أقدم لها قهوتها ، تقذف قلبي بسهم إبتسامتها بهمس رقيق
" شكرا لك "
حدثت نفسي و أنا اتقلب علي سريري
" كيف سأنام الآن وصورتها تغزو عقلي وهمسها يشعل براكيني ويتركها ثائرة .."
ملئت الإضاءة غرفتي ، و إذا بالصغير يتدثر جواري لأضمه اليّ ..
قال وهو يداعب ذقني
" لماذا لا تتزوج يا يونس "
حسنا ، لقد ارسلوا اليّ بفارسهم المغوار ، و أنا قبلت مبارزته..
" ولماذا أتزوج و أمي تطهو لي الطعام وتدللني ، وتدعو لي وتعانقني وتقبل رأسي .. "
قاطعني ذلك المحنك
" كي تنام جوارك ، تمسد ظهرك ، ت ... "
وضعت يدي علي فمه كي لا يتعمق ، تغمرني الدهشة من طفل في العاشرة من عمره .. على ماذا تربيه امه و امي ، كان هذا ما ينقصني .
" إذهب .. وقل لهما ، أني سأفعل "




هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس