عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-19, 12:59 AM   #7407

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

بعد حوالي نصف ساعة

بحالة من الفوضى يرثى لها دخلت لميس الجناح تجرّ نفسها وَهْنا، تتبع زوجها -الذي كان يحمل ابنه المنهك بين ذراعيه- والذي كان يبدو لها بغرابة في أشدّ حالاته قوّة وصلابة

بإنهاك خلعت عن نفسها ثيابها المجعّدة التي كانت ترتديها لتقف أمامه ببنطالها وبلوزتها اللذين كانت ترتديهما تحت ملابسها الشرعيّة، ثمّ مدّت ذراعيها إليه لتأخذ الطفل الذي لم يتحرّك من بين ذراعيّ والده قيد أنملة

بغير تصديق التهمته بنظراتها لا تصدّق حتّى الآن أنّه بوضعه هذا لا يشكو سوى الإرهاق كما أخبرهم شقيق زوج أختها الدكتور أحمد وكما أكّدت عليها أختها

بصوت متحشرج حثّته تقول: تعال عندي حبيبي

بوهن لم يفعل الطفل سوى أنّه أسبل أهدابه، وبجزع نظرت لزوجها الذي طمأنها قائلا: خلص اتركيه معي ما تخافي تعبان اللي صار مش قليل

محاولة الاقتناع هزّت رأسها موافقة ثمّ قالت: أعطيني ايّاه بدّي أحمّمه، وألبسه شي دافي

باهتمام أجابها: انت كمان تعبانة روحي اتحمّمي وغيري أواعيكي وأنا بحمّمه بالحمّام التاني

مقرّة بتعبها هزّت رأسها موافقة وبالفعل جرّت نفسها نحو خزانة الملابس وأخرجت لها بعضها ثمّ توجّهت نحو الحمّام بصمت

تابعها الكاسر بنظراته لينبّهها في اللحظة التي أوشكت على غلق الباب فيها قائلا: لا تسكري بالمفتاح خلّي الباب مفتوح

جمدت حينها للحظة ثمّ هزّت رأسها ودخلت وتركت الباب من وراءها شبه مفتوح

.....................................

بعد عشرة دقائق كان الكاسر يخرج من الحمّام عاري الجذع مبتل الجسد والشعر يلفّ حول وسطه منشفة كبيرة يحمل ولده بين ذراعيه وقد أحاطه هو الآخر بمنشفة أخرى، ثمّ أجلسه فوق السرير وأخرج له بعضا من الملابس ألبسه إيّاها قبل أن يضعه بالسرير الصغير بجانب سريرهما ويدثّره جيّدا ثمّ جلس بجانبه ليراقبه يغفو بسلاسة وسرعة غير معتادة على شقاوته وكأنّما جسده الصغير بعد كلّ أحداث اليوم قد استنفذ طاقته واستسلم لسلطان النوم علّه يعاود شحذ طاقاته حتّى صباح الغد

ربّت على خدّه بحنان قبل أن ينحني ويقبّل جبينه بحبّ مقاوما سحقه بين ذراعيه وشفتاه تتمتمان بعبارات حمد كثيرة ففقده اليوم كان قاب قوسين أو أدنى لولا لطف من الله وتلك التي كانت تخرج الآن من الحمّام ترتدي بيجاما خفيفة من الساتان الناعم ببنطال واسع وقميص بلا أكمام

راقبها تقف أمام المرآة للحظات سرّحت بها شعرها بلا تركيز ثمّ تركته دونما تجفيف واقتربت لتستلقي فوق السرير بالقرب منهما وكم بدت له في تلك اللحظات جامدة بلا حياة لولا عيناها اللتان لا تزالان تحملان من الفزع الكثير ولا عجب

قاتلة هي تلك الدقائق التي عاشوها جميعا قبل ما يزيد عن السّاعة، دقائق كان على استعداد أن يضحّي فيها بما بقي من عمره، هانت عليه الحياة في سبيل نجاة ابنه... بل نجاتهما معا

يغمض الكاسر عينيه للحظة بتعب فينتفض قلبه وكأنّه يستمع لهذر ابنته الفزع من جديد بينما عيناه تتقافزان فوق البحر الهائج يبحث عن أيّ دلالة لوجودهما فعقله رغم كلّ ما مرّ به لا يصدّق، وآه كم كانت صدمته وهو يستوعب حقيقة ما تقوله ابنته فهناك ما بين موجة تعلو وأخرى تنهار وجدهما معا يصارعان الموت والحياة

هو يرفس بكلّ ما يمتلكه من قوّة داخل جسده الصغير وأخرى يستمدّها من حلاوة الرّوح وهي... تقاتل، نعم هذا ما بدا له وقتها وما رآه صدقا بعدها، لقد كانت تقاوم الموج والضعف والخوف، لقد كانت تضحّي بنفسها لأجل... ابنه!!

يا الله

بطرف عينه نظر إليها فوجدها على حالها شاحبة تحدّق بالطّفل بعينين فاغرتين تأبيان الانغلاق، بعجز تأمّلها لا يعرف ما الذي عليه فعله الآن، لا يعرف كيف يفكّر ولا بماذا، وفجأة انتفض جسدها برعدة برد فاقترب منها وقال بصوت خشن: هسّة بتمرضي ليش مش متغطية

قالها ثمّ ألقى الغطاء فوقها بالفعل، أمّا هي وعلى ذات الجمود همست تقول بصوت مبحوح: كان راح يغرق... كان راح يروح من بين ايدينا

اهتزّت أحداق الكاسر متجاوبة مع هزّة عنيفة ضربت صدره فقال مختنقا من أثر الانفعال وتلك الـ"نا" تفعل فيه الأفاعيل: و الله لطف ولحقناه، ومن بعد ربّ العالمين الفضل إلك

بشرود أجابته هامسة والشحوب بوجهها يزداد: يمكن أنا السبب!

التفت إليها للحظة ثمّ جلس بجانبها وتأمّل وجهها وارتعادة مقلتيها للحظات ثمّ ودون أن يشعر امتدّت كفّه ليبعد بعضا مع خصل شعرها الملامسة لوجنتها الظاهرة فتتلكّأ هناك قليلا ووببطء شديد غير مقصود تحرّكت أصابعه لتلفّه خلف أذنها وتسرح قليلا هناك ثمّ قال: أكيد إنت السبب، لولاكِ كنت فقدت ابني للأبد

قالها ثمّ ودون أدنى مقاومة استجاب لرغبة ملحّة داخل صدره فالتقط كفّها المرتعشة ليقبّل باطنها بعمق قبل أن يكمل قائلا بهمس أجشّ: جميلك برقبتي ما راح أنسالك إيّاه طول العمر

ارتعادة جديدة ضربت جسدها من جديد ثمّ وبعيون جافّة حدّقت بوجهه مفارقة وجه ابنه أخيرا، تريد أن تخبره أنّها هي من كانت ستفقده، بأنّ فقده كان ليكون ضربة قاصمة لروحها، بأنّ النمر هو ابن قلبها الذي لم تنجبه ولكنّها جبنت وصمتت فلم تجد كلماتها المحبوسة في أسوار روحها لها منفسا إلّا عبر الدموع فابتلّت عندها حدقتيها أخيرا وتغرغرتا بدموع انفجرت فجأة تسيل على صفحة وجهها تخفّفان من حرقة العيون وألم القلب

أمّا هو فأمام انفجارها جمد للحظات مبهوتا، يراقب ارتعاشات الشفتين ومناجاة العينين فتصدّعت أسوار جموده أخيرا وقد تكالبت عليها عواصف الشوق و سيول الامتنان، فاستلقى بجانبها بطوله ليحيطها بذراعيه فيحتويها بكلّيّتها بضخامته وأخذ يهدهدها بأناة كما لم يكن يعلم بأنّه يعرف

ناعمة مرتعشة بين ذراعيه، محتاجة مرتعدة خائفة، أحاطته بذراعيها تعلّقت به ودفنت شهقاتها فوق شعيرات صدره التي تعشق، تشكوه خوفها ومعاناتها، تبثّه رسائل خفّية لحاجتها إليه تطالبه بأمان تفتقده

ملبّيا...

قبّل جبينها مواسيا..

وشاكرا ممتنّا... قبّل الخدّين...

وأمّا الشفتين فمن بعد طول حرمان لم يشعر بنفسه وهو يلتقفهما أخيرا عطشا ملهوفا مشتاق

وبغمرة الشوق... غاص... بل غرق

وعلى عكس ابنه الذي كان أكثر حظّا منه، لم يجد هو ولو حبل نجاة واحد ليتمسّك به، فما بين الشوق الجارف والحاجة الملحّة تقاذفته المشاعر، تخبّط بين أمواجها، يختضّ بلا حول ولا قوّة

لتقذفه الأمواج أخيرا على شواطئها

ضعيفا

منهكا

و... مهزوما

.................................................. .................................................. ..


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس