عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-08, 04:08 PM   #2

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

_ فتاة الكهرمان الحزينة
كانت مرهقة إرهاقاً شديداً تكاد تعجز معه عن وضع المفتاح في ثقب قفل الباب الأمامي …. كانت رحلة طويلة متعبة فلقد تأخر هبوط الطائرة بسبب الضباب وأصيبت إحدى الفتيات الصغيرات بالهستيريا من جراء الخوف فكان أن جلست معها هيلاري لتهدئ روعها .
أقفلت الباب خلفها حامدة ربها ثم وقفت تنظر حولها في غرفة الجلوس كانت نظيفة مرتبة إذا اعتنت السيدة نورتون بهذا ولكن الجو عابق برائحة العفن الذي ولده عدم السكن بها … فتحت هيلاري النافذة لتسمح لهواء مساء شهر كانون الثاني بالتدفق للداخل ارتجف جسدها قليلاً فهي ما تزال تحن لشمس الكاريبي لكن عقلها المتعب رحب بلفحة الهواء البارد .
كانت كومة الرسائل البريدية تنتظرها على طاولة الطعام الصغيرة وعندما دخلت إلى المنزل التقطت المزيد من الرسائل من صندوق البريد … لكنها تستطيع الانتظار للغد إنها بحاجة للاستحمام … دخلت إلى غرفة النوم وراحت تخلع ثيابها …السرير بالانتظار والأغطية مرفوعة إلى الوراء ترحب بها وثوب نومها حاضر نظفت وجهها من المكياج وهو عمل روتيني تقوم به حتى ولو كانت على وشك الموت ورمت نفسها على السرير وغطت في نوم عميق ….. تحركت مرة أو اثنتين ثم فتحت عينيها فانزعجت من الأصوات في الشارع ولكن هذه الأصوات لم تكن السبب باستيقاظها تمطت متكاسلة متكاسلة قبل أن تجلس متثائبة ولما ألقت نظرة على الساعة وجدت أنها نامت ساعة كاملة نهضت من السرير لتدخل الحمام نظرت إلى جسمها في المرآة … لقد كانت في الويست انديز مع العارضات الأخريات للقيام بعرض مجموعة من أفخم ثياب السباحة لمجلة أزياء شهيرة .
ولكنها لم تخطط لتصبح عارضة ولم تعتبر يوماً أن مظهرها الجميل وطلتها بهية … ولكن مع ذلك كان جول أول من اقترح عليها الفكرة وهي ما تزال تلميذة في المدرسة ..
جاء ليزور ابنة عمه جوليا التي كانت أفضل صديقة لهيلاري وصحبهما للغذاء معاً يومذاك كان اسماً لامعاً بالتصوير وما كانت هيلاري لتكون من البشر لو لم يتحرك غرورها لاهتمامه بها لكن وفي الوقت ذاته رأت حياتها تسير باتجاه مختلف .
والشكر عائد لجول الذي منحها أول فرصة حين اختريت الفتاة الكهرمانية للقيام بدعاية لسلسلة أدوات تجميل غالية الثمن ولعل ما ساعدها شعرها البني الذهبي الطويل وعيناها اللوزيتان المتسعتان اللتان تصبحان خضراوين أو ذهبيتين حسب اللون الذي ترتديه وكانت تجربة مذهلة لها أزياء غريبة صممت لها ألوانها ذهبية كهرمانية صفراء وكان تأثيرها أمام لون بشرتها العسلية مذهلة وكان وجهها يبرز من المجلات وتبدو فيها عينيها وكأنهما تتسعان على الدوام بلا نهاية أما الفم الرقيق فيتكور قليلاً بمزيج من البراءة والإغراء فسرت دار الأزياء الفرنسي النشوة والسعادة لزيادة مبيعاتها .
لكن جول نصحها بعدم المضي بذلك قائلاً : سيصبح ذلك سمة لكي وسيربط الجميع بينك وبين مستحضرات الأمبر فقط …نعم لا بأس بذلك لمدة قصيرة ولكن ماذا سيحدث لو ضجرت من العمل .. أو ضجروا هم منك …………
وكان أن عملت بنصيحته وتهافتت عليها العروض ولكنها أحبت العمل مع جول وستبقى شاكرة له للأبد.

استحمت وجلست تطلب الاسترخاء أمام النار .كانت السيدة نورتون قد ملأت البراد وسلال الخضار راحت هيلاري تشوي قطعت ستيك وأعدت السلطة التي تناسبها .
بعدما أكلت ونظفت المائدة حملت قهوتها إلى الأريكة مع رسائلها وكان معظمها فواتير ثم وجدت رسالة من لورنا .
نظرت هيلاري إلى الغلاف وإلى الخط المائل المألوف أنبأتها غريزتها أن لورنا ما كانت لتراسلها لولا وجود أزمة تعاني منها …ولا شك أنه أمر لا تريد سماعه…
إلا إن كان الأمر يتعلق بهوود استحوذ عليها إحساس بالذعر … لم يكن بخير مؤخراً وهذا ما تعرفه من رسائله القليلة النادرة . ظلت نظراتها شاخصة للغلاف والقلق على هوود يتصارع مع الرغبة في تمزيق الرسالة قبل أن تقرأها فهي غير مدينة لأختها غير الشقيقة بشيء .. بل الواقع معكوس .
لكن هود لم تلقى منه غير العطف والتقدير وهي مدينة له بشيء مقابل هذا أوه ليس بسبب المال الذي يضعه في حسابها في المصرف كل فترة لأنها قادرة على رده فهي لم تلمسه يوماً.
فتحت على مضض مغلف الرسالة وأخرجت الرسالة كان خط لورنا يملأ الصفحة :
حبيبتي هيلاري … احزري ماذا سأتزوج سأذهل الجميع وأفعل الصواب ولو لمرة واحدة أما العريس فهو تشارلي إيزيربلود بالطبع …آه يكاد أبي يطير من الفرحة العرس في الشهر القادم وأريد أن تكوني وصيفتي … وماذا في الأمر ؟ أرجوك قولي أنك ستقبلين حبيبتي أرجوك تعالي للمنزل هيلاري أحتاج إليك أتوقع أن أسمع منك …. مع حبي … لورنا.
لكن الصدمة وقعت على رأسها في آخر الخطاب : بالتأكيد سيقدمني بروس إلى العريس في الكنيسة .
جلست هيلاري جامدة تحدق في الرسالة ثم أطبقت يدها بشدة عليها فحولتها إلى كرة مجعدة وقالت لا يا إلهي . أجبرت التفكير أن لورنا ستتزوج من الشاب الذي حلم هوود بأن يكون زوجها لم ترى لورنا منذ سنتين عندما كانت هيلاري في الثامنة عشر ولعل أختها قد نضجت الآن لكن عندما تذكرت لورنا أختها المجنونة وجدت أن هذا غير معقول .
حاولت أن تتذكر تشارلز إيزيربلود لقد كان موجوداً دائماً وهما تكبران فوالده يملك الأراضي المجاورة ولكنه لم يؤثر قط في هيلاري .. كان أشقراً لطيفاً وثرياً جداً إنه صيد ثمين بالنسبة لمعظم الفتيات ولكن لورنا ابنة الصناعي الثري المدللة العنيدة … لورنا الشابة الصغيرة الجميلة المتألقة ذات الشعر الأسود الكثيف الأجعد ستتزوج من أجل الحب ولا تظن أبداً أن السبب رغبة العائلتين في زواجهما … أعادت تمليس الرسالة من غير وعي منها ثم راحت تعيد قراءتها إنه أسلوب لورنا ولكن أهذه رسالة عروس تشع سعادة ؟
أغمضت عينيها فمنذ ذهاب هيلاري البالغة عشر سنوات إلى ستونكليف للعيش هناك وهي تحمي لورنا ففي الليلة الأولى على ذهابها أجفلها فتح الباب في غرفة غريبة وسمعت لورنا تقول بصراحة : تقول السيدة ستالرت أنني كبيرة كفاية لأنام دون مصباح ولكنني خائفة من الظلام أيمكنني النوم معك أرجوك هيلاري أرجوك !
أمضت هيلاري ليلة غير مريحة … إذ كان السرير لا يتسع لشخصين وفي اليوم التالي حين علم هوود بالأمر أغرق بالضحك وأمر بنقل سرير لورنا إلى غرفة هيلاري ثم ارتد إلى والدة هيلاري مبتسماً : ألم أقل لك أنهما ستصبحان أختين !
كانت أمها أوليفا أرملة منذ خمس سنوات ولم يكن لديها مهارات تساعدها وكانت مضرة لقبول أي عمل وأن تكون ممتنة للسقف الذي يأويها حتى لو كان السقف لأخت زوجها وزوجها . أدرك جوش و ميلاني جيستون أن من دماثة الخلق القبول بأوليفيا وطفلتها في منزلهما والواقع أنهما لم يكونا ملزمين بإيوائهما وهذا ما كان يؤكدانه وقد جعلا الأمر يبدوا وكأنه دلالة إحسان وحدهما هي و أوليفيا يعرفان أن أمها تدفع إيجاراً سخياً .وذلك لم يكن كافياً وكثيراً ما سمعت عمتها تتذمر من ارتفاع الأسعار والتضخم المالي وكان عليها أن تتعلم إطفاء الأنوار لئلا تذهب الكهرباء سدى وكان محسوباً عليهما كمية الماء التي تستخدمانها في الحمام ومع الأيام كانت ترى وجه أمها يزداد مع الأيام يزداد تعب وهزيمة .
ثم اضطرت أوليفيا للعمل نادلة ليلية ومنذ ذاك الحين نادراً ما كانت تصل إلى المنزل قبل منتصف الليل وبما أنها بالأساس امرأة ضعيفة انهارت في النهاية وجيء بها للمنزل تذكر هيلاري غضب عمتها ولكنها اضطرت لإحضار الطبيب الذي قال أنها بحاجة للراحة وأنها بحاجة للابتعاد والراحة ولكنهما لا تملكان المال وفجأة حصلا على جائزة سندات التوفير ولم تكن ثروة كبيرة ولكنها كانت كافية لشراء تذكرة لرحلة بحرية في المتوسط بناء على نصيحة الطبيب ….
وحدث ما كان يتوقع فقد غضبت عمتها وزوجها وارتفعت الأصوات بالحديث عن الأنانية والطمع فيجب ترميم السقف ولكن أوليفيا هذه المرة لم تكن مستعدة للسماح لهما بالتسلط عليها فسارعت لحجز رحلتها البحرية ودفعت ثمنها …
وبعد أن عادت أمها ظهر في ابتسامتها عمق وبان في عينيها نظرة حالمة.
ثم وصل هوارد جيلفورد إلى المنزل كان طويلاً ضخم الجثة وجهه مربع يميزه شعر رمادي عند الفودين ابتسم لهيلاري وقال بلكنة شمالية :
مرحباً حبي … عندي فتاة أصغر منك بسنتين .
ردت هيلاري بابتسامة مترددة وأدركت أنه يريد أن تحبه لم تفهم السبب إلا بعد ابتعاد سيارته الجاكوار إذ صاحت العمة ميلاني كالعاصفة : يا للوقاحة كيف تجرؤين كيف تسمحين لهذا الرجل المغرم بك بالمجيء إلى هنا ………………
تورد وجه أوليفا لكنها ردت بهدوء : قبل أن تضيفي شيء أحب أ تعرفي أني و هوارد سنتزوج .
ارتفع صوت ميلاني لحد الصراخ : تتزوجان تتزوجين رجلاً قد إلتقيته في رحلة بحرية ؟ أنت لا تعرفين شيء عنه قد يكون متزوجاً … ولن تستفيدي بشيء
انتعش وجه أوليفيا بابتسامة : أعرف ما يلزم … إنه أرمل ماتت زوجته منذ أربع سنوات لديه ابن في الرابعة والعشرين ابنة في الثامنة …….. لعمله علاقة بالإلكترونيات ويعيش في يوركشاير ….هل من أمر آخر تريدين معرفته؟
أصبح وجه ميلاني أكثر تهجماً لعدم موافقتها على الزواج حتى يوم الزفاف وكانت ميلاني وزوجها المدعوان الوحيدين من جهة أوليفيا إلا أنه كان هناك عدد من الناس في مكتب الزواج يعرفون هوارد ويحبونه كما كان ظاهراً وقد توجهوا جميعهم إلى حفل الاستقبال الذي أقيم في فندق لندني .
وهناك كان في انتظارهما شاب أسمر طويل . فقال هوارد بسعادة : بروس .. تمكنت من المجيء !ارتد هوارد إلى أوليفا قائلاً : تعالي لأعرفك إلى ابنك الجديد كان في أمريكيا يدرس في الجامعة ولولا ذلك لإلتقيته من قبل .


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس