عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-19, 10:10 PM   #101

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اللهم صل على محمد وآل محمد
اليكم احبتي الفصلين

الفصل الثالث والثلاثون
........................
- ألان سأخبرك واشرح لك أبي
سحب نفساً عميقاً ثم قال شارحاً بهدوء
- أنت مقبل على انتخابات المجلس المحلي للمحافظة أليس كذلك ؟!
رفع راشد حاجبيه الكثيفان بتعجب ثم قال بعدم فهم وهو يومئ بحذر
- اجل هذا صحيح ! لكن ما دخل ترشيحي بزواج ابن عمك ؟!
ابتسم زاهي بمكر ودهاء ثم أجابه قائلا
- ان رفضت زواج معاذ من تلك المرأة ...هو لن يسكت .... بكل تأكيد سيقول امام ...
قاطعه والده قائلا بثقة وتأكيد
- معاذ لن يتكلم وتحت اي ظرف ثق بذلك ... انا اعرفه جيداً ...
اجابه زاهي بغيض وغيرة ...اجل كان ولايزال يغار من معاذ ...يغار من حب والده له ... دائما يمدح صفاته امام الجميع ...وهذا الأمر لم يكن يروق له اطلاقاً ... منذ كانوا صغاراً وهو يشيد ويفخر به وبأخيه طه ..... صحيح هو لا يفرق بالمعاملة لكن إصراره الدائم على ان يكونوا مثله ويتخذوه قدوة لهم ولد فجوة كبيرة بينهم وبين ابناء عمه .... خاصة معاذ !!
- حسناً ابي .... لنفترض بأنه لن يتكلم ...ماذا عن والدته ؟!! انا اعرف وانت تعرف ومتأكد بأن والدته لن تبقى صامته .... ستقوم بنشر خبر رفضك هنا وهناك .... ستقول بأنك تقف امام سعادة ولدها .....
هز راشد رأسه قائلا
- فلتقل ما تريد ...وما دخل هذا الكلام بأمر ترشيحي في الانتخابات ؟!
ابتسم زاهي نصف ابتسامة وأجابه بهدوء وتروي
- انا سأقول لك ما دخله .... دخله هو ان هذا الامر سيقلل من شعبيتك بين الناس ...سيتهمونك ب ...اممممم ..فلنقل بأنك تفضل ابناء محافظتك على المحافظات الاخرى ... بالتالي سينعتونك بالعنصرية والانحياز حتى وان لم تكن هذه نياتك ابي ... الناس تأخذ بظواهر الامور ... ويصدقون ما يريدون وما يسمعون .... وانت لديك الكثير من الحاقدين المنافقين الذين يتربصون بك شراً ... اما ان وافقت وبينت سعادتك وترحيبك ... سيرتفع صيتك بين الناس وسيزداد احترامهم لك اضعاف مضاعفة ...كما اني بصراحة ....

صمت زاهي قليلا وهو يسحب نفساً عميقاً .... اعتكاف معاذ وإضرابه عن الزواج لم يكن يعجبه ابداً ...معاذ اول شاب في العشيرة وصل لسن الثلاثين وهو لايزال عازباً .... لم يكن يستمع لهمهمت وتساؤلات شباب عشيرتهم فقط بل الامر تعدى الى العشائر الاخرى ايضاً ... فهو بكل مجلس عشائري يذهب اليه في المحافظات المجاورة ... كانوا يسألون عنه على اعتبار انه ابن اخ الشيخ راشد المعروف بين الشيوخ بهيبته وسلطته وكبريائه ..... لن يأتي الأستاذ معاذ وينسف كل ما بنوه بغبائه وعناده ....
حثه والده قائلا بفضول وانتباه شديدين بدى وكأن الفكرة قد راقت له
- اكمل ...اكمل كلامك يا ولدي !
ليكمل زاهي بحماس عندما لاحظ نظرات والده المستحسنة والتي تنبئ بأنه سيوافق بالفعل
- بصراحة يا ابي ...لم اعد اتحمل سماع تلك الهمسات بين شباب العشائر المجاورة ...كلما اذهب الى مكان يسألوني عنه ...وانا اضطر للمراوغة واختراع الكذبات ... لقد انزل رؤوسنا ابي ! بالله عليك وافق ولننتهي من هذا الموضوع الذي بات يقض مضاجعنا !

ارجع راشد ظهره الى الوراء مفكر بما قاله ولده للتو .... الفكرة راقت له ....بل راقت له كثيراً ... كما انه هو الاخر بدأ يشعر بالانزعاج بسبب عدم زواج معاذ الى الان !
قال زاهي بأصرار وهو يحاول ان يطرق الحديد وهو ساخن
- هيا ابي ...الامر لا يحتاج الى التفكير .... وافق وتوكل على الله ...انه الحل الأمثل والأنسب للجميع !
رفع راشد نظراته الحائرة وقال مفكراً
- اتعتقد ذلك ؟!!!
هتف زاهي بقوة وحماس
- اجل اجل ابي اعتقد وبكل تأكيد !!
- اذن تقترح ان اتصل به لأخبره !!
اومأ زاهي رأسه قائلا
- اجل ابي اتصل به مساءاً واخبره بأنك وافقت فقط من اجله ولكي لا يظن بأنك تقف امام سعادته !
اجابه راشد بهدوء
- دعني افكر بالامر مرة اخرى وادرس الموضوع جيداً ثم نرى ما سنفعل !

.......................
.............................
احد المقاهي في اربيل
.........
عدة ايام قد مرت منذ خروجه من السجن ... يدور بحلقة مفرغة ...كان هو و كورشير يواصلان البحث والتقصي عن كل ما يتعلق بالقضية كما ان التحقيقات كانت لاتزال جارية .....ذهبا الى موقع البناء وقاما بسؤال عدة اشخاص ... صحيح ان الشرطة حققت معهم الا ان كورشير اصر على ان يعاود الذهاب هناك ومحاولة استكشاف الامر مرة اخرى !
هناك امر مريب يجري .... لديه احساس بذلك ... ولقد ازدادت شكوكه عندما لاحظ الارتباك الذي اصاب الساعي عندما سأله كورشير عدة اساله تخص الحارس الامني المختص بالمشروع !!!
كان يشعر بأنه يريد ان يقول شيئا ما ... لكنه بدا خائفاً ومتردداً !
ربما هو يخاف على مصدر رزقه .... فهو بالنهاية رجل فقير وكبير بالسن ايضاً ... يكد على اولاده الخمسة .... وفي الوقت الحالي اصبح الناس يخافون التورط باي امر يمس القانون ... رباه لقد وصل بهم الامر انهم عندما يرون جريمة خطف او قتل تجري امام اعينهم فأنهم يدعون عدم الانتباه ومنهم من يخاف حتى من ادلاء شهادته بالحق !!
السؤال المهم الأن كيف يمكنه اخذ المعلومات منه دون ان يضغطوا عليه او يجبروه !!!
قطع استرسال افكاره عندما انتبه لدخول كورشير الى المقهى ...كان يبحث عنه هنا وهناك ..رفع زهير يده واشار له ...تقدم الاخير ناحيته مسرعاً القى عليه التحيه واتخذ مكانه جالسا في الكرسي المقابل له ... قائلا بتساؤل
- اذن هل هناك اخبار جديدة !!
هز زهير رأسه نافياً وهو يقول بيأس
- لاشيء جديد للأن ...لكني اشك بأن الساعي يعرف امر ما لكنه خائف !
اجابه كورشير وينحني بجذعه مستنداً على الطاولة بذراعيه
- اجل وانا احسست بذلك ايضاً ... ربما المكان والزمان كانا غير مناسبين للحديث معه !
زفر زهير الهواء بعمق .... كان يشعر بالعجز الشديد ...يعلم ان الحقيقة باتت قريبة منه جداً الا ان الامور لا تجري لصالحه ابداً ..... همس وهو يرجع بظهره الى الوراء فاركاً جبينه بتعب
- اذن !!!! كيف يمكننا اقناعه لكي يتكلم ... ماذا تقترح ؟!
اجايه كورشير مفكراً
- اترك هذا الامر لي سأجد الطريقة المناسبة ثم اخبرك .... والان ركز بما ساقوله لك !
اعتدل زهير بجلسته وهو ينظر لكورشير بتساؤل ليكمل الاخير قائلا بحماس لا يلق بما هم به الان
- لقد قررت ان افتتح مكتب هندسي خاص بي ... المكتب كان يخص والدي رحمه الله وكنت بالفعل انوي ان اباشر العمل فيه .... لكن شاءت الصدف ان اعمل في المشروع قبلها ... وكنت اريد منك ان تشاركني العمل ... اقصد ان تكون شريكي فيه ... ما هو رأئك ؟!
اجابه زهير قائلا
- الحقيقة كنت انوي ان اعود الى مكتبي السابق لكن فكرتك راقت لي ! بكل الاحوال انا من المستحيل ان اعود لذلك العمل الذي ورغم امانتي ونزاهتي المشهود بها كنت للأسف موضع شك واتهام !
وافقه كورشير الرائي بقوة
- وانا ايضاً ..كرهت العمل هناك !
عاد زهير يسأله عن الساعي قائلا
- اذن ماذا سنفعل مع العم اسماعيل !!
اجابه كورشير بهدوء
- اخبرتك ..اترك هذا الامر لي سأجد طريقة ما ...او ربما نذهب انا وانت لمنزله !
قال زهير بحيرة
- وماذا نفعل ان رفض المساعدة !!
اجابه كورشير بثقة وتأكيد فهو من خلال عمله في الشركة استطاع ان يلمس طيبة ونقاء ذلك الرجل الطيب
- بأذن الله ستكون شهادته لصالحنا ! العم اسماعيل رجل تقي ويخاف الله ... لا اظنه سيرفض المساعدة هذا ان تأكد فعلا بأنه يعرف شيئاً ما!
..........................
.............................
البصرة
.........
يجلسان حول طاولة الطعام .... يتناولان وجبه العشاء .... تشاركهم ملك التي لم تكف عن إطلاق أسئلتها الطفولية التي تعبر من خلالها عن سعادتها المفرطة ... عندما علمت بأن رضاب ستأتي لكي تعيش معهم في البصرة
وهو كان يرد عليها والابتسامة لا تريد ان تفارق وجهه ......
اما هي فكانت تنظر لهما ببرود وهي تلوي فمها بعدم رضا .... معاذ لايخفي سعادته ...وكأنه
لايكاد يصدق بأنها اخيراً منت عليه بموافقتها ...تلك الماكرة الشمطاء ..تعززت عليه لأكثر من اسبوع لكي تحكم سيطرتها منذ الان !
يبدو انها ماكرة وليست سهلة ابداً ....... كيف اوقعت بمعاذ الذي كان يرفض فكرة الزواج رفضاً قاطعاً !!!
رن هاتفه النقال فجأة ...وما ان قرأ اسم المتصل حتى فز واقفاً .... مشى عدة خطوات ليقف عند باب المطبخ المفتوح ....قال بهدوء وترقب
- اهلا عماه ! وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صمت قليلا يستمع لحديثه ثم اجابه بسعادة
- اجل ..اجل عمي ... حسناً ...ان شاءلله ... سأتفق على موعد محدد ثم اخبرك ...
صمت قليلا يصغي اليه ثم اجابه ممازحاً بمرح
- شكرا لك عمي... كان بودي ان اقول العقبى لأولادك ...لكن ماشاءلله كلهم متزوجون

اعقب كلامه بضحكة مرحة عميقة صادرة من اعماق قلبه .... الهذه الدرجة هو متحمس وسعيد !!! ماذا فعلت به تلك الشمطاء لتسحره بهذا الشكل !!!
اغلق الهاتف وعاد ليجلس مكانه يأكل بشهية مفتوحة على غير العادة .... قالت له وهي تتصنع ابتسامة صفراء
- اذن ما الذي قاله لك عمك العزيز ليجعلك سعيداً بهذا الشكل ؟!
هي كانت تعرف جيداً ما قاله ولا يحتاج الامر للشرح ..... كان قرار الشيخ راشد هو اخر امل لديها لإلغاء هذا الزواج ..... رباه كانت شبه متأكده من رفضة !!! مالذي جرى له وجعله يوافق بهذه السرعة ؟! ربما قد اصابه الخرف المبكر .... واولاده كيف وافقوه ؟!!! انت تريد وانا اريد ويفعل الله مايريد .... الظاهر ان الله قد جعل تلك المرأة من نصيب ولدها المسكين ...
رغماً عنها بادرت بالسؤال الذي هي على يقين مسبق بأن اجابته ستلهب النيران في قلبها اكثر واكثر ..... رفع نظراته الضاحكة لها وقال بأبتسامه واسعة
- لقد ابلغني بأنه موافق ومرحب جداً بقرار زواجي
اومأت قائله ببرود
- غريب كيف وافق بهذه السرعة ؟!!!
اجابها معاذ بجديه
- ربما غير طريقة تفكيره ...او ..ربما هو يهتم فعلا بسعادتي يا اماه !
وهل يوجد كلمات مناسبه تستطيع ان ترد بها عليه !!! وكأنه يخبرها بأن عمه يبحث عن سعادته اكثر منها !!!!
يشهد الله انها تريد سعادة الدنيا كلها لولدها البكري ....لكن سعادته مع من تستحقه ...من تليق به ....وليس مع تلك الدخيلة السارقة المطلقة !
- امي غداً سنذهب الى اربيل ان شاءلله
نظرت له بدهشة وقالت بتعجب
- لكن بهذه السرعة يا ولدي ! ثم اليس من المفترض ان يرافقنا عمك لكي يطلب يدها لك رسمياً بما انه قد وافق على زواجك ؟!!!!!
اومأ قائلا بهدوء
- اجل امي معك حق بما يخص عمي ...لكني اريد ان أأخذك اولاً لكي تتعرفي عليها وعلى عائلتها
ليضيف بحماس وثقة جعلت مخالب الغيرة تنهش صدرها نهشاً
- متأكد بأنك ستحبيها اماه ! بل ستحبين عائلتها ايضاً صدقيني !!
الصبر من عندك يا الله ... همستها بداخلها وهي تهز رأسها ايجاباً بينما ترسم ابتسامة غيض على شفتيها وهي ترد عليه بجملة اخرجتها مرغمة
- ان شاءلله يا ولدي !
تنحنح معاذ واجلى حنجرته قائلا بليونة
- امي ....ارجوك عاملي رضاب بلطف
رفعت هدى حاجبيها وكادت ان تطلق صرخة استنكار تسمع الحي كله لكنها تماسكت وقالت بغيض
- ماذا تظنني يا ولد !!! هل انا وحش سألتهمها ؟!!! ام ربما سأشوي على اُذنيها بصلاً !!!
اجابها معاذ مهدئاً والدته بسرعة
- لم اقصد ما فهمتي ..انا فقط
قاطعته بصرامة وغضب وهي تكاد تنفث النار من فمها
- اسكت ..اسكت ولا تتفوه بكلمة عكرت مزاجي سامحك الله
تمتم معاذ معتذراً بصبيانية جعلت قلبها يرق له ... وهو يتقدم ليجثو امامها مقبلا يديها بالتناوب
- اسف اماه ...ارجوك لا تغضبي مني فعلا انا لم اقصد ما فهمته !
تنهدت بحسرة ...اااه انه ولدها البكري ..لا تستطيع ان تغضب عليه ...هو نور عينها تحبه وتريد له السعادة حتى لو على حسابها
- لست غاضبه يا معاذ ... رضي الله عنك يا ولدي واسعدك ...كل ما اريده هو ان تكون رجلا في منزلك وتسيطر عليها منذ البداية ... لا تتهاون معها ابداً حتى لوتطلب الامر لأن تضربها !!

اضربها ! همسها معاذ بسره ... اه يا امي فقط لو تعلمين ما يجول بخاطري وما انا متهيئ ومخطط لأفعله معها ... فقط فلتأتي هي وتنور غرفتي !!!! سأخرج عليها صوم السنين العجاف الماضية من حياتي !!!
اجابها بمرح وابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيه
- فلأتزوجها الان يا امي ...وعندها لكل حادث حديث ...... ولدك رجل من ظهر رجل لا تخافي علي ابداً
هب واقفا ثم استأذن وخرج من المطبخ بينما همست والدته ببرود وهي تراقب ابتعاده عنها
- ارجوا ان اكون مخطئة بظني يا معاذ !!
..................................
................................
اربيل

دلف الى الغرفة بهدوء .... ليشاهدها ممددة على الفراش ترتدي قميص نوم حريري ... ازرق اللون يشبه لون عينيها .... قصير جداً يصل الى منتصف فخذها المكتنز ... بينما فتحت الصدر المثلثة المشدودة حول نهديها المثيران لم تترك شيئاً لخيالة المعذب .... الذي تعذب خلال الايام السابقة ... فهو قد هجرها لعدة ايام بسبب تلك المشكله السخيفة .... وما ان تصالحها حتى كان لها عذرها الشرعي ... بدت له الايام وكأنها كانت تسير ببطء شديد وكسلحفاة عجوز تتحداه !!!
اما شعرها العسلي الطويل كان منثوراً بهمجية مثيرة على اكتافها وكأنها تناديه تعال المس نعومتي ..... تمسك كتاباً بين اناملها البيضاء تقرأ فيه بتركيز ... ما ان احست بدخوله حتى رمت الكتاب على السرير وهبت راكضة اليه بلهفة طفلة صغيرة ... ليستقبلها بذراعان مفتوحان ... رمت جسدها على صدره العريض
وطوقت رقبته بذراعيها ثم رفعت نفسها لتطبع قبلة عميقة على شفتيه الضاحكتان ..... احتضن خصرها ورفعها ليكون وجهها مواجهاً لوجهه وهو يقول بصوت اجش بينما اصبحت عيناه لامعة وعميقة الرغبة المجنونه انعكست بهما كاللهيب المتراقص
- مادمت قد لبست لي قميص النوم المغري هذا فأنا اعتقد ان الحصار قد فتح اليس كذلك ؟!!!
اومأت بابتسامة واسعة وهي تقول بخجل
- اجل لودي الحصار قد فتح اليوم منذ الصباح !!
انزلها وبدأ يفتح ازرار قميصه قائلا بغمزة ماكرة وهو يتتبع خطواتها حين عادت ادراجها الى الفراش
- حسناً انتظريني بطتي الجميلة فقط أأخذ حماماً سريعا وسأعود اليك فوراً
بعد مرور عدة دقائق عاد الى الغرفة وهو يرتدي فقط بجامة حريرية سوداء ... عاري الصدر ... رمى المنشفة بأهمال على الكرسي وتقدم منها وكأنه اسد مفترس يتهيأ لالتهام فريسته بتلذذ .... تمدد جانبها وسحبها الى صدره العريض وقال بمرح
- تعالي هنا قطتي .... لقد اشتقت لك كثراً
ضحكت مرتبكة وهي تسبل اهدابها .... تركز نظراتها على تلك الشعيرات السوداء اللامعة ثم قالت بخفوت
- كنت اتمنى ان احمل بطفلنا منذ ليلتنا الاولى وليد !!!
قبل جبينها وقال بشقاوة
- لسنا على استعجال للأطفال الان غسقي ثم ان لم يحصل الحمل الشهر الماضي فسأحرص على ان يكون طفلنا في احشائك في هذا الشهر !
همست بخجل وهي تدفن وجهها بتجويف رقبته
- وليييييييد تأدب !!
قفز ليعتليها بخفة قائلا بشوق جارف والرغبه منعكسه بعينيه الفحميتن
- لا ...لاحبي لا مجال للخجل الليلة ..اكاد اذوب شوقاً اليك ...
قبل شفتيها بنهم وكأنه يأكل طبق حلوى شهي بنكهة الفرولا ... ثم ابتعد عنها قليلا وقال بأنفاس لاهثه مضطربة
- اعتقد بأني سألتهمك التهماً متوحشاً !!!
احتضنت جانب وجهه ثم همست بخجل تبادله النظرات المتعطشة
- وانا اريدك ان تلتهمني ولييد !
- لك ذلك ايتها المثيرة !!

غرقت غسق بين ذراعيه ....وعاشت ليلة من ليالي الف ليلة وليلة تحت وطأة لمساته الرقيقة ...
تلك اللمسات التي كانت تثير داخلها وغزاة لذيذة ....تجعل جسدها يتوق شوقاً لارتشاف الى المزيد والمزيد من بحر حنان هذا الرجل الذي بات يسيطر بعشقه على كل خليه من خلايا جسدها و قلبها وعقلها !!!
......................................
..............................................
................
كانت تنظر لانعكاس صورتها في المرآة .... تقضم شفتها السفلى بتوتر .... لقد ازداد
ارتباكها وخوفها اضاعف مضاعفة الان .... بل اكثر بكثر مما كانت عليه صباحاً ... فما
ان اخبرهم وليد بأن معاذ ووالدته سيأتون اليوم لزيارتهم ولتعرف عليهم حتى اصابها مغص
معوي .... شعرت بالمرض والبرد والحرارة فجأة .... لأول مرة تخطب بهذا الشكل ... فعندما
خطبها همام الحقير لم يتقدم لها بشكل رسمي ! ممن يخطبها ولماذا !! اذا كان قد اتفق مع والدتها على كل شيء
هي كانت مجرد لعبه حمقاء وغبية يحركونها بينهم كيفما يشاؤون !
اما الان ...الان اختلف الامر ... كل ما سيتم هو بموافقتها وارادتها هي ... بلعت ريقها بصعوبة
وعادت تنظر لوجهها الذي وضعت به القليل من مستحضرات التجميل ....
اقتربت منها حبيبة وقالت بهمس
- رائعة الجمال اختي !
التفتت لها رضاب واجابت بأبتسامة مترددة
- حقاً !!
اومأت حبيبة مشجعة وهي تقول بمكر محبب
- صدقيني اختي .. معاذ ما ان يراك سيطير عقله !
عضت رضاب شفتها وصدرت عنها ضحكة قصيرة ومتوترة ..... دلفت تبارك الى الغرفة وقالت بأبتسامة واسعة
- هيا رضاب ...العريس ووالدته بانتظارك
همست رضاب وقد تحول وجهها للشحوب وعاد اليها المغص من جديد
- يا الهي تبارك ...انا ..انا ..اشعر بالخجل كيف ادخل للصالة وحدي ...تعالي انت وحبيبة معي !
اجابتها تبارك بصبر
- حبيبتي لا يجوز هم جاؤوا من اجلك انت ... ثم انت لست لوحدك امي ووليد والعمة سعدية كلهم يجلسون في الصالة ....هيا يا فتاة ...تشجعي وكوني قوية !!
اومأت بصمت وهي تسحب نفساً عميقاً تحاول من خلاله تهدئه خفقاتها المدوية وارتجاف جسدها الواضح
......................
...........................
على المراية وكفت ما شفت وجهي
وشفت وجهك طلعلي وكمت أحاچيك
وثبت بمرايتي وجهك مرايات
وأباوع وجهها مرايتي بيك
بكذلتك شِّد ركبتي وطلع الروح
أريدنها بعد تتكرب عليك
اريدن هيچ كون آنه انخبط بيك
بيا شارع مشيت كبالي ألاكيك
أفوت بغير شارع هم ألاكيك
أرد للبيت قبلي الكاك بالباب
اطب كبلي تطب وتكلي أتانيك
بغيرك فكّرت كلت آنه أنساك
طلع غيرك يشبهك وفكرِّت بيك
..............

- السلام عليكم
قالتها وهي تدلف الى الصالة ... ترسم على شفتيها ابتسامة صغيرة ناعمة وخجولة ....تسير ببطء شديد ....قلبها يخفق بسرعة لم تعهدها ابداً .... مشاعره متضاربة تعصف داخلها .. لا تعرف كيف تحددها !!
سعيدة ؟!! ربما اجل .... ربما لا ...ربما هي متوجسة وخائفة من الحياة القادمة التي تنتظرها في محافظة اخرى ...بيئة اخرى ...أناس غرباء ستعيش معهم ... زوج لا تعرف عنه شيئاً ... سوى انها تشعر بالرحة والآمان عندما يكون قريباً منها ..... هل حدسها هذا يكفي !!!!
لقد سلمت امرها لله وكفى .... كانت تردد الدعاء الذي اوصتها خالتها به
(( اللهم من كان يريد بي خيرا فقربه مني وقربني منه ...... ومن كان يريد بي شرا فابعده عني وابعدني عنه ))
وكم كانت تشعر بالسكينة والهدوء والراحة عندما تردده .. قلبها مطمئن جدا جدا لمعاذ خاصة بعد تلك الرؤيا العجيبة !

ما ان رأها حتى اخذت الدماء تفور فوراناً في شراينه .... اخيراً ...اخيراً يا رضاب اصبحت لي ... عيناه كانت تفضح سعادته التي لمسها كل الموجودين في الصالة من وليد والخالة سعاد وسعدية ....كانت جميلة وصغيرة ...خائفة وخجولة .... يكاد يلمس توترها وخوفها ...
ترتدي فستان زيتوني فتح اللون ... ملتف حول قدها الرشيق ... شعرها الناعم منثور على اكتفاها ... حمرة الخجل الظاهره على وجنتيها زادتها جمالا وبرائة

هب واقفاً دون ان يشعر وهو يرد على سلامها ...لولا انها لازالت محرمة عليه لمد يده لكي يحتضن كفها الناعم الذي من المؤكد بأن نعومته تنافس نعومة الحرير تماماً ....ولسحبها ناحيته لتجلس جانبه ...يشبع جوع عينيه منها دون احراج او تأنيب للضمير !!
ما ان راتها ملك حتى ذهبت اليها راكضة لتحتضنها وهي تنادي بسعادة
- امييييييييي
ابتسمت رضاب بنعومة وهي تمد يدها لتمسد شعرها بحنان
قالت سعاد ببشاشة
- تعالي رضاب ...تعالي يا ابنتي وسلمي على حماتك هدى ...
رفعت رضاب نظراتها الخجوله ... ثم اقتربت من الاخيرة التي اصطنعت ابتسامة باهته على شفتيها وهي تقول
- اهلا يا ابنتي ...ماشاءلله جميلة .... لا تأخذيني حبيبتي لا استطيع الوقوف ... السفر البعيد كان مرهقاً بالنسبة لي .. وانا امرأة كبيرة في السن وصحتي بالكاد تعينني على الوقوف
ثم اضافت وهي تدعي الأسى
- اعانك الله يا ولدي المسكين كيف يحتمل السفر الطويل كل اسبوعين مابين البصرة واربيل ! انا من مرة واحد واكاد اشعر ان عظامي تكسرت فكيف الحال معه ؟!

انحنت رضاب لتقبلها من وجنتيها ببرائة تامة دون ان تعير ادنى انتباه على ملامح حماتها الباردة ولا على عدم وقوفها لكي تبادلها التحية .... ولا على كلماتها المبطنة الخبيثة
بينما قالت سعاد بعفوية ودون ان تفكر بمغزى ما قالته
- ان شاءلله سيتزوجان قريباً ويرتاح معاذ من السفر الطويل هذا !

كانت مقصودة !!! همسها معاذ بسره وهو يعاود الجلوس في مكانه .... الظاهر والدته بدأت حربها الباردة مع رضاب !!! فليستر الله ....لن يستبق الاحداث الان ..... رغم الكلام المبطن الذي قالته ...الا انه سيصبر ربما ...ربما ...هو مخطئ بظنه ...الايام التالية ستكون حافلة بالكثير على ما يبدو !!
جلست رضاب قرب خالتها سعاد في الجهة المقابلة لمعاذ ووالدته بينما استحلت ملك حجرها بتملك طفولي اعتادت عليه ..... تنفست بعمق وهدأت مخاوفها .... اختفى ارتباكها قليلا بعد ان رأت والدته ....تبدو امرأة طيبة القلب ....ملامحها حادة لكن عيناها الشبيه بعيني ولدها كانت حنونة ...لقد شعرت بالرحة والالفة تجاهها تماما كما حصل الامر مع معاذ ... الحمدلله ...الله رزقها بخالة اخرى ستكون لها الصدر الدفئ عندما تتزوج وتبتعد عن خالتها سعاد !!

اخذ معاذ يتبادل الكلام مع وليد لكن عينه تزوغ بين حين واخر في الجهة التي تجلس عليها معذبته ....
مشت نظرات هدى المتفحصة على كل انش بملامح وجسد رضاب .... اذن هذه هي رضاب التي
اطارت صواب ولدها ! حتى ملك مجنونة بها ....كيف ركضت اليها بلهفة ما ان دخلت للصالة ... وكأنها والدتها بالفعل ... لقد غسلت دماغيهما وانتهى الامر .....
في الحقيقة وهي مجبرة على الاعتراف امام نفسها بأن عائلتها هم اناس محترمون وطيبون ... خالتها سعاد ووليد كانا لطيفين جداً ... لا عجب ان ولدها اعجب بهم ..... لكن بالنسبه لرضاب لا تعرف لما قلبها لا يرتاح لها هي بالذات ..... تشعر ناحيتها بالحقد .. ليس بيدها .... لن تنكر بأن رضاب جذابة .... فهي جميلة وذات وجه بريء ....حتى هي كادت ان تصدق برائتها الزائفة هذه ..لكن على من !!!
هي هدى التي لم يستطع مخلوق على خداعها ....لن تنطلي حيلة هذه الفتاة الصغيرة عليها
حسناً هي من تشبث بولدها ...وهي من ستتحمل كل ما سيجري لها !
................
.............................................
كانت تجلس في غرفة المكتب وهي تفرك يديها بتوتر ..... لقد طلبت من خالتها ان تنادي لها وليد حيث اخبرته بخجل شديد ... بأنها تريد ان تتكلم مع معاذ بأمر مهم جداً يخص مستقبلهما معاً ... ووليد اجابها متفهماً صبوراً كعادته
- من حقك ان تتكلمي معه وان تضعي الشروط التي تريدينها .... اذهبِ الى غرفة المكتب وانا سأنادي معاذ حالا ..

ليس سهلا عليها ان تقول لمعاذ ما هي مصممة عليه .... لكنها رغم جراءة ما اشترطته وما فكرته به في الايام الماضية مراراً وتكراراً ...
الا انها يجب عليها ان تتسلح بالقوة ... موافقتها جاءت بالدرجة الاولى لأجل ملك .... اجل ملك
لولاها لما فكرت ولو بعد مئة عام بان تتخذ زوجاً لها مرة اخرى !!!
مجرد ان تتذكر كل ما مرت به سابقاً تتوقف الدماء في عروقها .... للأن ورغم شفائها الشبه تام من ماضيها المشوه لازالت تحلم بهما .....ليس سهلا عليها ان تطوي الصفحة وتبدأ من جديد
كما انها لم تتعرف على معاذ جيداً وهو الاخر لم تسنح له الفرصة لكي يتعرف عليها !!
هما الاثنان يحتاجان بعض الوقت للتأقلم والاعتياد على بعضهما البعض ....ومعاذ رجل شهم بما يكفي لكي يحتمل شرطها الوحيد هذا !!!
انقطع حبل افكارها برائحة عطره التي سبقت دخوله ..... ازاد معدل ارتباكها ....خفقاتها اصبحت تدوي بجنون ....وكأنها طبول حرب شرسة .....ابتلعت ريقها ونظرت اليه وهو يتقدم منها بهدوء ....ثم جلس على الكرسي المقابل لها .... المسافة بينهما كانت قصيرة جداً ....قصيرة بما يكفي لتلمح لأول مرة صفاء عينيه الزيتونيتين ....وتلك اللحية الفحمية المشذبة بعناية .... ركبتاه كادت ان تلمس ركبتيها المتشنجة ....
معاذ رجل قوي البنية ووسيم جداً ....الان فقط انتبهت لهذا الامر بشكل اوضح من السابق !!!

عندما طلب منه وليد ان يتكلم معه قليلا على انفراد هبط قلبه لقدميه ... اعتقد بأنها غيرت رأيها ....ربما بسبب تصرفات والدته المستفزة ....ام ربما ندمت على قرارها !!!
لكنه ما ان علم بأنها تريد ان تتكلم معه قليلاً حتى هدأت خفقاته واستكان الخوف داخله قليلا ...تنحنح قائلا بصوت رخيم وقوي
- اذن يا رضاب .. وليد اخبرني انك تريدين ان تكلميني بأمر مهم جداً
اومأت وهي تسبل اهدابها ...عاقدة اصابعها المرتجفة على ركبتيها .... اخذت نفساً عميقاً لتهدأ من ارتجاف جسدها من هذا التقارب والانجذاب الذي تشعر به نحوه .... رطبت شفتها السفلى ..ثم همست وهي لاتزال مسبلة الاهداب ....لاتقوى على النظر لوجهه الوسيم
- انا ...كنت ...كنت ..اريد فقط ان ..ان ..اقول لك بأني ...اقصد ...عندما ...ن..نتزوج..ان ..ان...
اومأ وهوعاقد الحاجبين ينظر لها بتركيز ليحثها بفضول
- اجل رضاب ...اكملي ارجوك لا تتوقفي ولا تخجلي مني !
ازدردت ريقها ورفعت عينها وقالت بتلعثم ووجهها يتحول لثمرة طماطم ناضجة
- انا ..لست مستعدة .ل ..ل ..اقصد ...لإقامة ...اقامة ..اقصد ..انا ...
ابتسم وقد لانت ملامحه العابسة ...لقد فهم ما تريد قوله بالضبط ...لذلك وفر عليها الجهد واكمل بهدوء وتفهم
- انت لا تريدين اقامة علاقة زوجية كامله ..اليس هذا ماتريدين قوله ؟!!!
اتسعت عيناها بشدة وانفرجت شفتيها وهي تشعر بالحرارة تنتشر بكل ذرة في جسدها بينما قطرات العرق اصطفت على جبيتها ... لتهمس مبررة بخجل واحراج شديدين
- فقط ..فقط ..لبضعة اسابيع يا معاذ ..الى ان ..اعتاد ..اقصد ...اتعرف عليك اكثر ...
من اجل ان يسمع حروف اسمه من شفتيها الشهيتين مرة اخرى واخرى ... لهو على استعاد على امهالها ليس بضعه اسابيع بل شهر شهران ثلاث اوحتى سنه همس وهو ينحني تجاهها ودون ارادة منه امتدت يده السمراء الضخمة لتغطي يديها المرتجفان بقوة .. وهو يقول مطمئناً بصوت خشن اجش بينما ملامحه باتت اكثر دفئاً وحنانا
- لا داعي لكل هذا الارتباك رضاب ...انا متفهم لوضعك جيداً ...وعلى استعداد لانتظارك المدة التي تريدينها ....فقط اهدئي ولا تقلقي
لاحت بعينها نظرة امتنان بينما حرارة كفه الدافئة انتقلت اليها كالشرارة الكهربائية تخترق جسدها لتستقر بأعماق قلبها ....ليس هذا ما اثار حفيظتها وتعجبها بل الامر تعدى ذلك بكثر فهي ارادت قربه ...ارادت ان يستمر بأحتضان كفها والنظر اليها بهذه الطريقة !!!!
ابتعد عنها ثم اعتدل بجلسته قائلا وهو يرفع طرف شفته بشبح ابتسامة صغيرة ... يحاول قدر استطاعته السيطرة على ذلك الارتجاف القوي الذي هز جسده الضخم ...وبعثر كيانه بثانية واحدة ... يديها كما تخيلها تماما ...ناعمة ...دافئة وصغيرة .... وكأنها يد طفلة لم تتجاوز الرابع عشر ...
- وانا ايضاً لدي طلب صغير منك يا رضاب وارجوا ان تلبيه لي !!
رفعت نظراتها مجفلة ... ثم همست بتشوش
- ط..طلب !!
اومأ قائلا
- الحجاب .... اريدك ان ترتدي الحجاب يا رضاب ...فأنت وكما تعرفين ان المجتمع في المحافظات الجنوبية هو مجتمع متحفظ جداً وعشائري ... والحجاب هو من الأمور المهمة هناك ..ليس الحجاب فقط بل حتى ارتداء العباءة التقليدية التي توضع على الرأس ايضاً اغلب الفتيات هناك لازلن يرتدنها !
رمشت بعينيها عدة مرات ثم قالت بعفوية وبراءة
- الحجاب لابأس به سأرتدية يا معاذ انا اساسا كنت قد افكر بارتدائه منذ مدة ...لكن العباءة انا ..انا لا اعرف كيف ارتديها ابداً
قهقه بخفه وهو يشعر بالسعادة فهاهما يتفقان على حياتهم الزوجيه القادمة ورضاب باتت تكلمه بأريحيه ...لقد نطقت اسمه مرتين وكأنها معتادة على ذلك ..هل توجد سعادة ممكن ان يشعر بها اكثر من هذا !!
اجابها متفهماً
- لا ترتديها رضاب يكفي الحجاب والعباءة المخصصة بالمحجبات !
اومأت وهي تبتسم بحذر بينما قلبها يعلن اولى خفقاته العاصية عندما نبض واستجاب لضحكته الممازحة !!!
انتهت زيارتهم التي استمرت لعدة ساعات .... اقترحت سعاد قائلة بكل طيبة ورحابة صدر بما انهم أصبحوا عائلة واحدة
- لماذا لا تقضوا الليلة هنا ... فهنا بيتكم ايضاً وسيسعدنا وجودكم بيننا !
اجابتها هدى بأبتسامة متكلفة وهي تعدل عبائة رأسها السوداء
- شكرا لك عزيزتي ...لكني لا استيطع النوم الا في بيتي وعلى فراشي ...اعذريني لكن طباعي هكذا !!!
رغم انهم تفهموا موقفها وتقبلوه بطيبة وبرائه الا انه احس بما يختلج في قلب والدته ...فلعدة مرات سافرت الى منزل خالته في بغداد ولطالما بقيت هناك عدة ايام ملبيه دعوة شقيقتها بحماس ..اذن مالذي يجري معها الان !!!!!
........................
...............................
خرجت من المصرف متوجهة الى الشارع العام لكي تستقل سيارة اجره ... عدلت حزام حقيبتها ثم وقفت منتظرة على جانب الرصيف ....
الأيام السابقة شهد المنزل حالة فوضى شديدة ..فوالدتها تولت مهمة تجهيز رضاب .... الاخيرة التي كانت مستسلمة لأوامرها بكل برائة كالطفلة تماماً ....
اسعدها جداً التغيرات التي طرأت على رضاب .... فهي اصبحت اكثر اجتماعية معهم واكثر انطلاقاً بالحديث .... لقد ذهبت البارحة الى الطبيبة وأخبرتها بكل المستجدات التي حدثت مؤخراً ...وقد اعربت الطبيبة عن تفاؤلها بتحسن حالة رضاب وانها بالفعل لم تعد بحاجة للجلسات الطبية ... رضاب فتاة قوية من الداخل رغم الهشاشة التي تظهرها من الخارج ....
الا انها على يقين بأن هناك مستقبل حافل وسعيد بأنتظارها مع معاذ !
عادت من شرودها عندما لمحت سيارة تمر من أمامها .... كانت تسير ببطء ...لم تهتم بها بل ركزت نظراتها على الجهة الاخرى .... فجأة سمعت صوت مألوف لديها يناديها بهدوء ورزانة
- تفضلي لأوصلك انسة تبارك
............
.......................
الاسبوع كان يجري كالبرق على رضاب ...الخالة سعاد تأخذها كل يوم الى الأسواق ...
لم تبقي لها شيئاً لم تشتريه ...حتى ملابس النوم المغرية .... بكل ثقه وترفع تتكلم مع البائع وتختار لها كل ما هو عاري وفاضح .... اما رضاب كانت تطأطئ رأسها ... محمرة الخدين وهي تجر عباءة خالتها السوداء من الجانب كالطفلة تماماً هامسه لها بخفوت
- يكفي خالتي لا تتعبي نفسك بشرائها فانا لن ارتدي تلك الاشياء ابدا ....
النظرة المتوعدة التي رمته لها .... كانت كفيلة لجعلها تبتلع لسانها وتنصاع لرغبة خالتها بكل استسلام وقلة حيلة . ....الملابس كانت عارية جداً تخجل من مجرد التفكير بأن معاذ يمكن ان يراها ترتديه !!!! ربما ستموت خجلاً .... يا الهي ..لماذا هي تتصرف بهذه الغرابة ... لماذا هذا الخجل الذي تشعر به !! ولماذا نبضاتها تزداد ما ان تتذكر انها ومعاذ سيكونان بغرفة واحدة او بمكان واحدة !!
المفترض انها متزوجة ....ليست فتاة عذراء تجرب الزواج للمرة الاولى !!!
لكن ربما هي بالفعل عذراء ! ان لم تكن عذراء الجسد فهي عذراء القلب ... قلبها لم بخفق لأي احد كما يخفق له !!!! هل وقعت بحبه ؟! هل ما يصيبها الان هو عارض من اعراض الحب ؟!

بعد ان خرجوا من المحل همست رضاب بخجل وتذمر
- لم يكن هناك داعي لشراء كل ذلك العدد الكبير من قمصان النوم خالتي !!
لتجيبها الاخيرة بقلة صبر وضيق
- يا بلهاء اغريه ودعيه يحبك اكثر واكثر
قالت رضاب بتذمر
- لكن خالتي انا
لتسكتها سعاد بصرامة امومية
- انت اكرميني بسكوتك فقط ...وكل شيء سيكون على ما يرام اعدك !

اكملا رحلت التسوق وكل شيء كان يتم كما تريد خالتها بالضبط ...اما هي .... فهي كانت تسير كالهائمة ...فوق الغيوم ...تفكر بكل ما جرى لها في الشهور المنصرمة !!!!
اين كنت يا رضاب ... واين اصبحت ؟ ماذا لو لم يحصل معك كل تلك المآسي !!!!ماذا لو انك لم تكتشفي خيانتهم للأن !!
كنت لربما لاتزالين في لندن ...تعيشين في تلك الدوامة القذرة .... لالا ...لاتريد التذكر ...يالله اجعلني انسى ... هي لا تريد التفكير باحد الان ...الا به هو .... معاذ ...اه معاذ ....من اين ظهرت بحياتي ؟! كيف دخلتها وملأتها بدفئك وحضورك الطاغي ؟!! بعد ان كانت مظلمة سوداء وباردة! كيف جعلتني اغير رأي وانا التي كنت مصرة على ان لا اتزوج ابداً !!!!
وانا ...انا رضاب المتعبة التي يطاردها ماضٍ بشع كيف وافقت ..كيف فتحت لك باب قلبي لتدخل اليه ....ماهو ذلك السحر الذي يشدني اليك !!!!وكيف ستكون نهاية جنوني وحكايتي معك !!!!
أهي النهاية !!! ام ربما هي البداية ؟!!!!
.......................
.............................
كان زهير يجلس بغرفته شارداً يفكر بكل ما يجري له !!! البارحة ورغم انشغالهم بالبحث والتقصي فقد ذهب هو وكورشير الى منزل العم اسماعيل ...... في بداية الأمر تفاجأ بزيارتهم ... ظل يقف باهتاً شاحب الوجه امام الباب ...ليقول له كورشير مازحاً
- اذن يا عم اسماعيل هل ستبقي ضيوفك يقفون عند الباب كثيراً ؟!!
عندها فقط افاق من دهشته وقال محرجاً وهو يتنحى جانباً
- اسف يا ولدي ...تفضلا اهلا وسهلا
دلفا الى الداخل ...المنزل كان صغيرا وقديماً ... الجدران متآكلة بفعل الرطوبة .... والاثاث بسيط ومتهرئ ....الا ان رائحة النظافة كانت تنبعث من اركانه .... جلسا ارضاً على بساط محاك من الخيوط الملونة ..... في بادئ الامر تبادلا بعض الكلمات وهم يسألونه عن احواله ...كان يجيبهم بحذر وترقب شديدين ...ثم ما لبث ان انطلق معهم بالكلام .... بدأ كورشير سؤاله عن الحارس وعن وعما كان يفعله في اثناء تأديته للعمل
- صدقني يا ولدي انا لا اعرف شيئاً ولم ارى شيئاً
اجابه زهير متدخلا
- ارجوك يا عم تذكر جيداً .... اي معلومة حتى وان كانت صغيرة اتمنى ان تخبرنا بها لأنها ستنفعنا في قضيتنا !
ليجيبه الرجل وعلامات التعب والاجهاد والفقر بادية على وجهه المليء بالتجاعيد
- اخبرتك يا ولدي ...لا اعرف ولا اتذكر اي شيء ..حبا لله اتركاني اربي اولادي براحة ....فأن جرى لي إي شيء حياتهم ستنتهي لا عائل لهم من بعدي الا الله ! أولادي سيضيعون !

تسلل اليأس الى قلب زهير .... العم اسماعيل خائف وهذا واضح جداً ....ربما هو غير مدرك لاهمية شهادته ...فهما كالغريقين المتعلقان بقشة صغيرة ..... الشك الذي كان يساور كورشير بخصوص بهاء بات يساوره هو ايضاً ....فبهاء غير مهتم بالقضية ابداً وكأنها لا تعنيه ....
لم يحاول الاتصال بهما او حتى السؤال عن نتائج التحقيقات الجارية !!!!
قبل خروجهم من المنزل وهم يجرون اذيال الخيبة والخذلان التفت كورشير قائلا للعم اسماعيل بهدوء وبنبرة ذات مغزى
- نشكر تعاونك معنا يا عم ..وآسفون جداً على إضاعة وقتك ..تأكد من اننا لن نزعجك ابداً لكن تذكر بأن مستقبل شابين بريئين قد يتوقف على كلمة حق تقولها ... وتذكر ايضاً بأن لك اولاد ولن يرضيك ان يتهموا ظلماً كما اتهمنا نحن الاثنان !!

عاد من شروده على صوت الهاتف وهو يرن للمرة الثانية بإلحاح نظر الى المتصل وقد كان كورشير
رفعه بسرعة قائلا بترقب
- اهلا كورشير !
استمع اليه بانتباه ....لانت ملامحه العابسة ....وارتسمت ابتسامه سعيدة على شفتيه وهو
يرد عليه بحماس ولهفة
- انا قادم اليك حالا !!
........................
.................................
نهاية الفصل الثالث والثلاثين






Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس