عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-08, 04:49 PM   #3

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

2 _ هدية النمر
لن تنسى روندا نظراتها الأولى إلى جزيرة كاستاريوس فقد برزت من بين الضباب الخفيف الذي كان يخيم فوق البحر كشكل أسود خشن مقلم يرتفع إزاء السماء الزرقاء التي لا شائبة فيها وفوق البحر اللازوردي رغم مظهرها الكالح الوعر أحست بنبضات قلبها تتسارع وبإثارة غريبة خفيفة تتحرك في داخلها .
إذن ما تكبدته لتصل إلى هنا يجدر به العناء فالوصول إلى هذه الجزيرة لم يكن بالأمر اليسير فالقسم الأول من خطتها نجح كالسحر لكنها تألمت من خداعها بيرس .
بعد رحيل الثلاثة ارتدت ملابسها فوق البيكيني الأسود ووقفت على سطح المركب تحمل حقيبتها الصغيرة فأشارت إلى مركب بخاري وأقنعته بأن يوصلها إلى البر وهناك بدأت المصاعب .
إذ يبدو أن ما سمعته من الصيادين ليلة أمس لم يكن بعيداً عن الواقع فمحاولاتها الخبيثة لاستئجار مركب يوصلها إلى الجزيرة ليعود بها بعد بضع ساعات لاقت قلة اكتراث وأحياناً الرفض المطلق .
وانتشر الخير في الميناء بأن الآنسة الصغيرة تود الذهاب وحدها إلى كاستاريوس فتمنى الجميع أن يعود رفاقها في الوقت المناسب لمنعها كانت قد بدأت تشعر بالإحباط وتود العودة إلى سيغال لتمضية ما تبقى من اليوم عندما ذكر أحدهم اسم خوليو أمامها وعلى الفور لعلع الضحك بين المستعين فعلمت أن خوليو هو الرجل الوحيد الذي قد يخاطر ويصطحبها إلى هناك في مركبه السريع فهو المجنون الوحيد بينهم لكنها علمت أن جنون خوليو هو المجنون الوحيد بينهم لكنها علمت أن جنون خوليو هو في حماقته وتهوره لا في عقله .
بدا خوليو متأثراً .. فبذل جهده ليفهمها بوساطة الإيماءات وإدارة العينين أنه سيكون سعيداً جداً بمرافقة بيلا سنيوريتا أي الآنسة الجميلة إلى حيث تشاء مشيراً إلى أن المال لا يهمه .
لكنها أصرت فهي تريد أن تكون رحلتها على أساس عملية وعلمت من طريقة أخذه المال وتخبئته في جيب سترته أن له زوجة شريرة وعدة أولاد .
وقف العديد من الصيادين يراقبون رحيلها مع خوليو دون أن يودعوها ودون أن يلوحوا أو يرسلوا القبل على اليدين كعادتهم فقد كانت وجوه الرجال قاتمة غير مبتسمة بل إن بعضهم كان مقطباً عندها أدركت أنهم كانوا يعرفون أن خوليو مجنون فهم يعتبرونها امرأة حمقاء …
بينما كان الزورق يسير بهما فكرت في أنها أمضت معظم حياتها معتمدة على والدها تفكر على الدوام في ما يحب وفي ما يبغض كان دائماً يطالب أن يسير منزله كما تسير الساعة مع أنه كان يبتعد عن أي مشكلة تبرز وكانت تعلم منذ نعومة أظفارها أنه يتوقع منها هي أن تتولى حل مشاكل المنزل مع الخدم فتتخذ كل القرارات اليومية ولو كان زواجها من بيرس سيكون بمثابة استبدال وظيفة مدبرة المنزل بوظيفة مماثلة .. فما الفائدة ؟
لاحظت كيف ارتجفت عندما ذكرت في نفسها كلمة لو تزوجت وعلمت أن لا فائدة من التفكير في الخلاص من أفكارها وابتسمت بارتياح عندما أخذ خوليو يغني أغنية رومانسية إيطالية .
كان الوقت قد تجاوز الظهر عندما برزت الجزيرة أمام عينيها .. فراحت تراقبها بذهول بل إنها أمضت بضع دقائق قبل أن تلاحظ أن خوليو توقف عن الغناء .. فنظرت إليه فلاحظت أن أساريره تبدلت إلى عبوس طفيف وأنه بقي يراقب البعيد وكأنه يبحث عن شيء لا يرغب في أن يجده .. فأحست فجأة بجفاف شفتيها وبدا لها البحر حولهما فارغاً فلا دليل على الحياة على تلك الصخور المنفرة غير المرحبة التي أخذت تقترب تدريجياً .
لو حدث شيء .. ومن الأفضل أن لا تكون أفكارها محددة عن طبيعة ما يحدث .. فسيختفيان في المياه دون أثر لكن بيرس سيعرف فقد تركت له مذكرة في سيغال تشرح له الأمر وأملت أن يكون تشايس و أموريل قد قالا كل ما يريدان قوله قبل عودتها عن عنادها و أنانيتها و غبائها .
أحست إحساساً غريباً وهي تقف على رمال الخليج الصغير الفضية تراقب قارب خوليو يبتعد خلف الصخور المرتفعة .. ها هما قد وصلا .. هو ذهب وهي لم تر مسلحاً ولا ظهر أحد من أهل الجزيرة ها أمامها وقت حتى الساعة الخامسة ليعود خوليو ويحملها على قاربه .


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس