عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-08, 04:49 PM   #4

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

دون تفكير … ودون وعي للوقت سبحت وطافت فوق المياه الدافئة ثم استراحت فوق الرمال تحس للمرة الأولى في حياتها بأنها جزء من مادة ومخلوق من هواء وماء وشمس .
غطست تحت المياه تغرز أصابعها في الرمال الصلبة في القعر بحثاً عن الأصداف .. ثم استلقت في المياه الضحلة تسمح للموج الخفيف أن يغسل جسدها .. لم تعرف من قبل مثل هذا السكون .. ما أسعدني وتساءلت بحزن لماذا هذا الإحساس بالسعادة ؟ ليأتي بعده إحساس جارف بالأسى ؟! من يدري ؟
دفعها الجوع أخيراً للخروج من الماء ففتحت منشفتها الملونة على صخرة صغيرة مسطحة قرب الماء وأخرجت من الحقيبة الغذاء الذي أحضرته معها ومعه علب من المرطبات باتت ساخنة الآن وما عليها إلا إيجاد بركة باردة تتركها فيها حتى تبرد قليلاً .
بينما كانت تجلس دون حراك فوق الصخرة أحست أنها تجلس عند طرف العالم تمطت بكسل تتمتع بأشعة الشمس وبالملح على بشرتها ثم مررت أصابعها في شعرها المبلل فمدت يدها إلى الحقيبة فأخرجت منها المشط وسرحته .. بدت الراحة غريبة هنا وهي تجلس على الصخرة تسرح شعرها .
نظرت إلى ساقيها تقيميها في سرها مع ما تبقى من مرتفعات و أشكال في جسدها .. لقد اقترح عليها عدة أشخاص في الماضي أن تكون نموذج تصوير أو عارضة أزياء لكنها لم تفكر في الأمر بجد فهذه مهنة تجعلها عرضة لفضول الناس وهي لا تحب الاختلاط كثيراً .
كان بيرس يشعر بالغيرة دائماً من آراء الآخرين بجمالها لكن ردة فعل أبيها على فكرة العارضة كانت قاطعة للغاية واعتقدت أن ذلك مرده اضطرارها إلى السفر والابتعاد عنه إلى عالم جديد قد لا يكون له فيه نفوذ .
خطر لها أنها في هذه المرة يجب أن تصر وأن تقنع والدها و بيرس بصواب رأيها وبوجوب أن تخط لنفسها نمطاً معيناً للحياة فلم لا تعمل عارضة ؟ ماذا في هذا العمل ؟ وفكرت سأستخدم اسماً مختلفاً .. فإذا نجحت أو فشلت فسيكون هذا لي أنا لا بسحر اسم ستورم .
أخذت قارورة الزيت من حقيبتها فدهنت جسدها كله دون تحفظ بعد أن اكتفت من نور الشمس نقلت منشفتها ووضعتها تحت صخرة بارزة ثم استلقت في ظلها على وجهها .. كان الهواء بارداً يتلاعب بحرارة بعض الظهر فأغمضت عيناها عما يحيط بها من صخور .. لكنها سمعت همس البحر من بعيد .. ودوى صوت رفيع خفيف لحشرة طائرة في أذنها .. سأنام بعد لحظة .. لكن لا يجب أن أنام .. لا يجب .. كانت تقول ذلك وهي تطير فوق غمامة بيضاء من اللاوعي اللذيذ .
لم تدر ما الذي أيقظها .. كل ما عرفته أنها عندما أدارت رأسها تركزت عيناها على حذاء لماع لا يبعد عنها إلا نصف متر وخلف الحذاء حذاء آخر وإلى اليسار آخر …
بقيت لحظات مسمرة في مكانها تحدق وهي لا تصدق ما ترى ثم التقطت بأصابع مرتعدة خرقاء من الحرج والخجل روبها ووضعته على صدرها قبل أن تجلس .
هذا أسوأ من أي كابوس أمامها ما لا يقل عن ستة رجال يرتدون جميعهم زياً رسمياً أخضر قاتماً وأحذية لماعه تصل إلى الركبة ولم يكن هناك أسلحة مصوبة إليها لكن كلاً منهم يحمل مسدساً على خصره عندئذ أحست بمعدتها تخور من الخوف .
أرادت أن تتكلم لكن الكلمات لم تخرج فقد جف حلقها وبدا الصمت يستمر ويستمر حتى الأبد كان الرجل الأقرب إليها صاحب السلطة كما يبدو فقد كان يعتمر قبعة عالية مدببة ويحمل عكازاً حينما خاطبها أخيراً استخدم إنكليزية صحيحة ثقيلة اللكنة :
_ كوني طيبة يا آنسة وارتدي ملابسك لترافقينا .
_ إلى أين ؟
_ هذا ما لم أقوله ولن تعرفيه فلدي أوامري وأرجو أن تسرعي فلن ننظر إليك .
أشار إلى الرجال فاستداروا بطريقة عسكرية مطيعة مع أن اثنين من الشبان منهم تبادلا نظرات الأسف والابتسام لفت الروب على جسدها وهي تشعر بالأسى لكنها على الأقل سترت جسدها فاستعادت بذلك كمية لا بأس بها من ثقتها بنفسها .
التقطت منشفتها ونفضتها من الرمل ثم أعادتها مطوية إلى حقيبة القش كان الرجل المسؤول يراقبها فتمنت ألا يلاحظ ارتجافها لكنها لم تكن تدري ما إذا كان الخوف هو الشعور الذي يعتمرها الآن .
وضع الرجل يده على ذراعها : تعالي يا آنسة !
فصاحت باحتجاج : لن تنجو بفعلتك هذه فالبحار الذي أقلني إلى هنا سيعود قريباً .. و …
واختفى صوتها بعد أن شاهدته يهز رأسه ببطء : من الغباء انتظاره آنسة .
_ لكنني أعطيته التعليمات .
فرد بهدوء : ونحن أيضاً أعطينا الأوامر للصديق الذي أوقفناه بعد أن أوصلك .
فصاحت : لم تقتلوه ؟
_ لا .. فنحن غير متوحشين .
_ إذن اتركوني وشأني .
وكرهت نفسها بسبب لهجة التوسل في صوتها لكنه رد بمنطق : لكن إلى أين ستذهبين .. آنسة ؟ ما من وسيلة لديك لمغادرة الجزيرة .
فجأة تحركت روندا وضربته بحقيبتها التي جعلته يترنح وذلك عندما وقعت الضربة على صدره ثم ركضت تتلوى بجنون متجنبة الأيدي الممدودة للإمساك بها واتجهت رأساً إلى البحر دون أن يكون عندها أي فكرة محددة عما ستفعل .. لكنها سباحة ماهرة لو استطاعت الوصول إلى تلك الصخور الناتئة في البحر .. فهناك أمل في أن يجيء بيرس على متن سيغال للبحث عنها فينقذها قبل أن يصل إليها متعقبيها .. فهي لم ترى أي أثر لقارب قريب ولا بد أنهم استخدموا طريق البر للوصول إلى هنا .


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس