عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-08, 04:50 PM   #5

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت المياه تغمرها حتى الوسط حين وصل إليها أول الرجال قاومته بشراسة تضربه بيديها وتخدشه بأظافرها لكنه أمسك بها جيداً قبل أن يصل آخر و آخر وحملوها وهي ترفس وتقاوم والماء يتقطر منها ثم رموها على الشاطئ حيث امسكوها بذراعيها وثبتوها إلى لرمال وهي خائرة القلب لأنها خسرت فرصتها الوحيدة السخيفة للهروب
أغمضت عيناها تبعد عنها تلك الوجوه السمراء المحدقة لكنهم أوقفوها جامدة في مكانها وبصمت سمعت أحدهم يتمتم بعبارة بلغة لم تفهمها قوبلت بالضحك مما جعلها تخاف أكثر فاستدارت إلى الرجل الذي يتكلم الإنكليزية
_ ماذا قال ؟
_ هدئي من روعك … آنسة .. لاشيء .
_لكنها لاحظت الابتسامة تتراقص على شفتيه وفي عمق عيناه السوداوان .
_لكني أصر على أن أعرف !
هذه المرة لم تكن الفتاة المرتعدة الخائفة من يتكلم .. بل ابنة السير تشارلز تدعمها سنوات من الخبرة الآمرة .
تردد الرجل لحظة قبل أن يهز كتفيه قائلاً :
ولماذا يجب أن تعرفي .. آنسة ؟ لقد كانت مزحة عابرة ليس إلا .
_ وهي تتعلق بي ؟
التوت شفتاه قليلاً : أجل كان يقول الحقيقة آنسة قال أن قطة متوحشة مثلك ستكون هدية رائعة للنمر .
أحست مرة أخرى بالرعدة فالأيدي الآسرة والرجال المتحلقون حولها أصبحوا فجأة تهديداً أكبر مما تطيق : ماذا يعنون _ هدية إلى النمر ؟ وهل يكون هو الوحش الذي سمعت عنه ؟
عاد تفكيرها بجنون إلى خرافات الطفولة التي نسيتها منذ زمن بعيد كما كانت تظن لكنها الآن عادت لتطفو الآن في ذاكرتها تعذبها قصص قرأتها عن ضحايا بشرية تقدم إلى حيوانات متوحشة في أماكن ليست بعيدة عن هذه المنطقة .. وعن بطل أثينا ثيوسوس الذي ينتظر في عتمة متاهات كريت وصول الرجل الثور مينوطور .
ارتعدت رغماً عنها .. فمهما كانت هذه الجزيرة تحوي من أسرار فهي لا تريد أن تكون جزءاً منها قد تحتمل أي شيء : غضب بيرس .. اتهامات تشايس و أموريل .. شرط أن تخرج سالمة من هذا الكابوس .. لكن الأمر سخيف .. إنها تترك لمخيلتها العنان .. و الأسخف من هذا هو الواقع الذي هي فيه .
_ تعالي … آنسة .
جرت دون لطف إلى الممر الصخري الصاعد نحو الجرف المرتفع وأخذت تتعثر في صندلها الفاخر الذي تحطم على خشونة الطريق .. ما هي المسافة التي يتوقعون منها أن تسيرها وهي على هذه الحالة ؟
عند قمة الجرف الصخري أجيبت عن سؤالها فقد كانت تقف بالانتظار سيارة لاند روفر وسائقها .
وضع القائد منشفتها على المقعد لتجلس عليها :اجلسي .. آنسة !
أطاعت روندا بصمت .. فلا خيار لديها وما جعلها تشعر بالسرور أن الرجال الذين جروها إلى الشاطئ إلى هنا تبللوا كما تبللت وبدوا غير مرتاحين وهم يرون بذلاتهم مبتلة بالماء كان اثنان منهم قد جلسا قربها كل من جهة ثم صعد القائد إلى المقعد الأمامي معطياً الأوامر لمن تبقى من الرجال بالعودة سيراً على الأقدام .
انطلقت السيارة بسرعة جعلتها تميل جانباً واستعادت توازنها قدر الإمكان فهي لا تعلم بعد أين سيأخذونها لكنها تكهنت أنهم متجهون إلى البلدة نفسها .
المناظر حولها اخشوشنت تدريجياً والتلال على جانبي الطريق انحدرت واتخذت طابع الفخامة والإجلال كانت إحدى هذه التلال متوارية في حمأة الحر أمامها مرتفعة حتى بدت جبلاً لكنها لم تشاهد كائناً بشرياً حولها ولا منازل بل ركام مهتز وحظائر خراف فارغة .
التفتت إلى أحد الرجلين قربها وقالت الكلمات الوحيدة التي تعرفها : أين الناس هنا ؟
فهز كتفيه وراح يتحدث بسرعة بلغته فلم تفهم ما قال سوى كلمة بالازو .. ألا يعني هذا القصر ؟ هل تحتوي جزيرة صغيرة [محذوف][محذوف][محذوف][محذوف]ة كهذه مكاناً كهذا .. قصر ؟ أم أنها أساءت الفهم ؟ لكن قبل أن تمضي بسؤالها التفت إليه القائد غاضباً صائحاً : اصمت !
وصمت الرجل .. وبدا أن القائد بدأ يشعر بالحر فخلع سترته ورماها لأحد الرجلين في الخلف وكان لاندروفر يتسلق مرتفعاً عالياً الآن والجبل يلوح فوقهم فشاهدت روندا الزبد الأبيض لشلال مياه يهبط من فوق فرفعت رأسها لتمعن النظر إليه .. ربما عندما تصل إلى قمة المرتفع أمامهم ستعرف إن كان القصر موجوداً أم لا .
ووصل لاندروفر إلى القمة فمالت روندا إلى الأمام تنظر إلى ما حول السائق .. لكن قبل أن تتمكن من رؤية أكثر من بضعة سقوف قرميدية حمراء تحتها ومنظر البحر الأخضر وراء القرية رمي فوق رأسها شيء خشن أسود فصرخت بجنون تحاول تحرير نفسها من الغطاء الخانق .
ثم جاءها صوت القائد وكأنه من مكان بعيد :
أنا آسف يا آنسة لكن هذا ضروري فلا يجب أن تشاهدي شيئاً ولا أن يشاهدك أحد هذه هي الأوامر اعلمي أنك ستستريحين أكثر لو توقفت عن المقاومة .
فهدأت في مقعدها غاضبة فاقدة الحس لا تعي سوى محاولة التنفس عبر القماش السميك الذي كان لسترته وتمنت أن يتلفها له ماء البحر العالق فيها .
فقدت كل إحساس بالوقت أو المسافة أو الاتجاه كانت كل حفرة تقع فيها السيارة تبدوا أسوء من الأخرى فراحت تترنح ذات اليمين وذات الشمال عند كل منعطف ل تراه تتحضر سلفاً له .. وأحست أنها عاجزة تماماً كأي طفلة صغيرة .
ثم تغيرت الحركة وأصبح كل شيء أخشن من الأول هل هي طريق مرصوفة بالحجارة ؟ أخذت السيارة تترنح بحدة إلى اليمين ثم تسلقت من جديد وتوقفت فجأة فسمعت أصوات رجال يتكلمون لم يلبثوا أن غرقوا بالضحك .. عليها ؟ رغم حرارة السترة وخوفها أحست بالغضب .. كيف يجرؤ أحد على معاملتها بهذه الطريقة ؟ حين تكتشف من هو المسؤول عن كل هذا ستجعله يندم على يوم ولادته .. لكنها سمعت صوتاً داخلياً ساخراً : لربما جعلوك أنت تندمين على يوم ولادتك !


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس