عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-08, 04:50 PM   #7

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

3 _ وحش الجزيرة


إنها مستلقية على سرير خشبي ضيق في مكان مظلم صغير . كانت هذه أول فكرة مرعبة عنت لها وهي تعود إلى وعيها على مضض لكن عندما اعتادت عيناها على الضوء المنخفض أدركت أنها مستلقية على أريكة في معتزل صغير ذي قناطر محفور في جدار حجري سميك مخفي عن الغرفة وراءه بستارة سميكة مثبتة على خشب أسود .
جلست ببطء يدها إلى رأسها تحس بالدوران والغثيان وكادت تعيد رأسها إلى الوسادة تنتظر مرور الدوار حينما سمعت باب الغرفة ينفتح وكرسي يزاح من مكانه وأوراق تتحرك .
إنها ليست وحدها .. بينما كانت تحدد هذا أدركت أشياء أخرى أدركت أن الغطاء الثقيل الملقى فوقها مطرز تطريزاً يدوياً .. وأن الأريكة بالرغم من قساوتها قطعة أثرية نفيسة … وأنها _ وهذا ما شتت أفكارها _ لا ترتدي إلا روباً حريرياً أسود هو لرجل … ترددت للحظة تترك المجال للغضب الناري أن يخمد في جسدها ثم تحركت بخفة قدر استطاعتها تدفع عنها الغطاء قبل أن تهب واقفة .
كانت الأرض الموزاييك الأنيقة تحت قدميها شديدة البرودة فتحركت بخفة دون أن تحدث صوتاً إلى طرف الستارة ونظرت إلى الخارج حولها .
كانت قطعة الأثاث الأساسية في الغرفة عدا رفوف الكتب ذات الغلافات الجلدية الفاخرة طاولة ضخمة تقع تقبع وسط الغرفة التي وضع على نوافذها أغطية سميكة جعلتها لا تدرك الوقت وفي الغرفة أيضاً مصباح فوق الطاولة كان مصدر الإنارة الوحيدة فيها لكنه كان يكفي كما هو ظاهر الرجل الجالس خلف الطاولة الغارق في قراءة وثائق لها مصدر رسمي .
لم تستطع روندا إشاحة بصرها عن وجهه .. لم يكن وسيماً بشكل تقليدي بأنفه المقوس و انعطافة فمه الرقيق الشفتين .. ومع ذلك فهو آسر وفاتن نظرتها التقطت أيضاً شعره الكث الأسمر المتدلي حتى ياقة قميصه الحريري وأهدابه السميكة التي تغطي لون عينيه .
ذكرها بشخص ما حركت دماغها بحثاً عمن يكون إن له علاقة بصورة شاهدتها .. لكنها ليست صورة فوتوغرافية .. ما هي يا ترى ؟ … ثم تذكرت كانت صورة لوحة وضعت في كتاب فني اطلعت عليه مرة .. لوحة الأمير يعود إلى عصر النهضة في أوربا .. واللوحة تشبه هذا الرجل الجالس على بعد أمتار منها .
بينما كانت تقنع نفسها بسخف تفكيرها سمعته يتكلم بصوت منخفض رنان :
_ أنا لست فرجة لمسترقي النظر … آنستي !
سرعان ما لفت الروب حول جسدها و أعادت ربطه ثم رفعت رأسها بثقة كانت بعيدة عن الإحساس بها وتقدمت من خلف الستارة نحو الطاولة تسأله آمرة : من أنت ؟
_ أنا سيد الجزيرة .
خطفت عجرفة بيانه البسيط أنفاسها ثم تنبهت إلى أنها تحملق به مشدوهة فسيطرت على نفسها بقساوة قائلة :
أرى هذا بإمكانك إذاً تدبير أمر رحيلي لأعود إلى جزيرة ماسيرنو حيث أصدقائي .
_ بإمكاني هذا .
لكنه لم يرفع رأسه نحوها يل استمر يدرس الأوراق التي في يده فأجبرت نفسها على ضحكة خفيفة : تتحدث وكأن هناك بعض الشك .
_ لا شك على الإطلاق آنستي .. فأنا أستطيع ولكنني لن أفعل .
ورفع رأسه إليها فشهقت عندما التقت عيناه عينيها كانت عينين عسيليتين محاطتين بإطار ذهبي يزيد من حيويتهما ووحشيتهما .
_ أتلمح إلى أنني سجينة هنا ؟
_ إنه أكثر من تلميح آنستي إنها الحقيقة أنت سجينتي و ستبقين هنا إلى أن أقرر رحيلك .
مد يده إلى جرس فضي صغير و أكمل : سأجعل توماس يرشدك إلى غرفة أعددتها لك .
فقالت بحدة : انتظر .. هذا أمر سخيف .. أنت لا تعرف شيئاً عني بل أنت لا تعرف من أنا .. لذا لا يمكنك حجزي هنا رغم إرادتي .
فسألها بصوت ناعم : حتى لو جئت أنت إلى هنا رغم إرادتي ؟


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس