عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-08, 04:51 PM   #8

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

_ إذا كان هكذا فأنا آسفة لم أكن أعرف أن هذه الجزيرة أملاك خاصة وأؤكد أنني لن أرتكب الغلطة مرة أخرى .
قال لها ببطء وهدوء :
لكنك سترتكبين أخطاء مختلفة خطيئة الكذب مثلاً .
_ لم أكذب .
_ لا ؟ .. إذن ألم تكوني أنت من رقص في ذلك الملهى في ماسيرنو ليلة أمس ؟ ألم تتشاجري مع أصدقائك بعد تلقيكم تحذيراً واضحاً بالابتعاد عن الجزيرة ؟ التحذير الذي بدا قاطعاً لأصدقائك أما أنت فتجاهلته كل التجاهل
وما يشغل بالي الآن لما فعلت ذلك ؟
صمتت روندا .. إنها تفضل الموت على أن تقول لهذا الشقي المتعجرف .. اليوناني أنها جاءت إلى الجزيرة بمحض إرادتها العنيدة لأنها ولأنها فقط تلقت تحذيراً بألا تفعل .
_ الأسباب شخصية لا تهم سواي نعم أنا تلقيت تحذيراً لأمتنع عن المجيء إلى هذا المكان وأنا آسفة لأنني وضعت قدمي في هذا المكان … فهل يكفيك هذا ؟
_ للأسف .. لا أنت أتيت وفي الوقت الحالي ستبقين .
_ حقاً ؟ قد تغير رأيك لو سمعت من أنا ! والدي رجل ذو نفوذ عندما يسمع بهذا … الاعتداء ..
_ أنت وحدك المعتدي لقد تسللت إلى ما لا حق لك بالتطفل عليه كما أن هويتك ليست لغزاً .. آنسة ستورم .
فتح درجاً في طاولته أخرج منه مغلفاً رماه لها أخذته فوجدت اسمها مطبوع عليه وفي داخله صورة لها مقتطعة من صحيفة إضافة إلى مقال صغير عنها فسألته ساخطة : من أين حصلت عليها ؟
رمت المغلف على الطاولة بخشونة حتى أن بعض ما يحتويه تبعثر فقال :
هذا ليس شأنك لكن ذلك سيجعلك تعرفين أني لا أعب بهويتك فأنت فتاة شهيرة .
_ ووالدي رجل شهير .. أتحتجزني لتطلب فدية .
_ لا .. يا آنستي لن أفعل هذا .. لكن لو فعلت فأي ثمن تضعينه فدية لك ؟ ربما ليس ثمناً مرتفعاً إذا كانت هذه المقالات صادقة .
أحست باحمرار وجهها : هل أنت واثق أن هذه المقالات تذكر الحقيقة عني ؟
لكنها تساءلت لما اندفعت بالدفاع عن نفسها أمام هذا الرجل .. وأغلق الملف وأعاده إلى المغلف .. ووضعه من جديد في درج الطاولة .
_ فتاة صغيرة أفسدها الدلال .. وهذا الطراز لا يثير كثيراً .
_ يبدو أنك تحملت عبئاً لا يستحق .
_ هذه طريقة للتعرف على ضيفة غير متوقعة .
قطب جبينه قليلاً وقد لاحظ ارتجاف ساقيها ثم أشار لها بالجلوس على مقعد جلدي مرتفع الظهر يماثل الذي يحتله .
_ اجلسي آنستي .. قبل أن تقعي فأرضي قاسية قد تؤذي ثانية هذه البشرة الناعمة .
جلست ببطء وجمود بعد أن استوعبت مضامين كلامه وسألت : روب من هذا ؟
فرد ساخراً : ليس لي وهو لا يليق بك آنستي لكن ما من امرأة تعيش في القصر والثياب الملائمة لك يصعب أن نجدها في أوقات طارئة .
_ طارئة ؟ هذا لم يكن .. لا يمكن أن يحدث ..
إنه كابوس .. يا رب .. اجعلها تفيق منه .
وتابع صوته : ثيابك كانت مبللة من جراء محاولتك السخيفة الهرب من رجالي ولأنها ترشح ماء فقد تسبب لك الأنفلونزا …
_ إذن .. أنت من ..
منعها إحساسها بالخزي والعار من إكمال كلماتها ملمس الحرير على بشرتها أصبح فجأة مؤلماً لأنها تصورت نفسها عارية عاجزة تحت نظرات هذا الرجل المخيف . قال بحدة :
لا تظهري هذه الصدمة آنستي فأنت لم تحرمي رجالي من نعمة النظر إلى جمال جسدك فهل أنا أقل إنسانية منهم ؟ أم أنك تفضلين اهتمامهم بك ؟
قالت بهدوء واستسلام : إذا كنت تقصد إذلالي فقد نجحت .. وكل ما أرجوه أن تكون قد اكتفيت الآن وأن أستطيع المغادرة دون تأخير .
_ وهل يجعلك الإذلال صماء كذلك آنستي ؟ أنت لن تغادري الجزيرة .
كافحت لتمنع انفجارها الغاضب القلق :
_أظنك مجنوناً لن تحتجزني .. أنت تفهم هذا مؤكداً ! أصدقائي يعرفون مكان وجودي وهم سيأتون بحثاً عني نعم أنت حجزتني لكنك لن تستطيع حجزهم .
_ لن أفعل هذا ولا أعتقد أنهم سيبحثون عنك .. فأصدقائك يعتقدونك ضيفة لدي بملء إرادتك .
_ ولماذا يعتقدون هذا ؟
_ لأنهم تلقوا رسالة منك أو بالأحرى تلقوا رسالة اعتقدوها منك تطلبين منهم فيها أن يرسلوا لك حقائبك إلى الجزيرة .
_ سيعرفون أن الخط ليس خطي فبيرس يعرفه .
_ عندها سيعرف توقيعك فتوقيعك مميز آنستي .
ورمى لها بطاقة اعتمادها المصرفية على الطاولة فصاحت به : إذن لقد زورت توقيعي إضافة إلى جريمة خطفي ؟ ما أكثر الشكاوى التي سأرفعها ضدك عندما أتحرر من هذا المكان ! إلا إذا أضفت جريمة قتل على جرائمك الأخرى .
عادت السخرية إلى صوته القاسي : كلمات قاسية لكني أعذرك فقد عانيت الكثير لتزوريني فهل ألام إذا عانيت لأحتفظ بك ؟
فجأة تدفقت الدموع من عينيها بصمت فدفنت وجهها بين يديها وتركتها تنهمر ثم سمعت صوت جرس يدق وكأنه آت من مكان سحيق لكنها لم تنتبه كثيراً له حتى بعدما ساعدتها ذراع لطيفة على الوقوف وراحت كلمات متشجعة تتمتم في أذنها بصوت عميق وأجش وهي تتحرك معمية النظر طائعة كالحالمة نحو الباب .
كانت غرفتها جميلة .. فرغم ذلها وغضبها قدرت على تقييمها .. ولم يمض إلا بعض الوقت حتى أقفل الباب عليها .. فلاحظت أن الأبواب الزجاجية المفتوحة التي تؤدي إلى الشرفة كانت مزودة بقضبان مربعة متصالبة تمنع هربها
لكنها سمحت لنسيم رقيق دافئ عابق بأريج الزهور أن يدخل الغرفة .
تمددت فوق السرير الضخم المزدوج على وجهها تسند ذقنها إلى يديها وتحاول التفكير بهدوء في ورطتها لقد توقفت عن البكاء وتذكرت كلمات كانت تقولها لها مربيتها عندما كانت طفلة : دموع الغضب سريعة الجفاف يا عزيزتي !
حسناً لقد جفت الآن لكن أكثر ما يضايقها الآن أنها لا تعرف سبب احتجازها .. هو بكل تأكيد لا يحتجزها للانتقام منها على اعتدائها على أملاكه ؟ فعلى الرغم من طريقة التي عاملها بها لا يبدو رحيماً وارتجفت حينما تذكرت نظراته الباردة القاسية وحينما تذكرت أنها ما تزال تجهل هويته .
أسندت ظهرها تحدق إلى الستائر الحريرية السوداء المتراجعة عند أطراف السرير كي يرخيها من ينام فيه قبل النوم جالت نظرتها ثانية إلى النوافذ المسدودة بقضبان الحديد ثم إلى الخزانة …وجلست في مكانها .. يتملكها قلق فجائي هذه غرفة امرأة ومع ذلك فما من امرأة تسكن هنا كما قال لها .
نهضت عن السرير فداست بساط مصنوعاً من جلد الماعز وتوجهت إلى طاولة الزينة حيث تناولت منها قارورة عطر هي إحدى قارورات عدة موجودة هناك .. هذه بكل تأكيد زجاجة غورلان المفضلة لديها أعادتها مكانها بسرعة وهي تحس بجفاف في فمها وأخذت تتحقق من باقي أدوات التجميل فإذا هي جميعها ذات ماركات شهيرة تستخدمها دائماً و أدركت بانفعال غاضب جديد أن كل تحرياته عنها كانت مكتملة وفكرت أن ترسل كل ما على الطاولة إلى الأرض بحركة واحدة من ذراعها .. لكن تعقلها تغلب فهي لا تشك أبداً في أنه سيتركها تنام في جو الغرفة الذي سيغمره العطر لو فعلت هذا .. وفكرت ثانية : حرير وعطور .. و أقفال الباب وقضبان متشابكة على النوافذ .. وكأنه جناح حريم .
ارتفعت يدها إلى عنقها وهي تفكر في أن هذا الكابوس حقيقي .. .. ألهذا هي هنا ؟ لقد قال لها إنه سيد المكان .. فهل يعني أنه سيدها كذلك ؟ أهذا هو عقابها على غزوها لخلوته ؟ وتماسكت بسرعة .. هذا هو القرن العشرين
ومهما كان هذا الرجل متعجرفاً فهو لن يكون بربرياً له لهذه الدرجة ثم أنها تعرف معنى الرغبة إذا شهدتها في عيني رجل وسمعتها في صوته وهو لم يظهر لها سوى الغضب البارد الممزوج بالاحتقار .
تأوهت قليلاً وهي تنظر إلى نفسها بالمرآة .. إنها بحاجة إلى حمام كي تغسل أثر الملح والعرق والغبار عن نفسها وشعرها يجب عليه أن تواجه سجانها في أحسن حالاتها .. لا عجب إذن أنه عاملها باحتقار وعجرفة لكنها ستجعله يرى أنها شخص يحسب حسابه .
_ آنستي ؟


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس