عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-08, 04:51 PM   #9

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

عرفت الرجل القصير النحيل من خلال صوته فهو من رافقها إلى غرفتها .. وتذكرت لطفه وتعاطفه معها عندما ساعدها فابتسمت له :
_ أتريد الآنسة شيئاً ؟ أليست الغرفة مريحة
_ إنها رائعة .. ولكن ..
و أخفضت صوتها وكأنها تتآمر : بعد حمام ستكون أروع .
_ بكل تأكيد آنستي هل لك أن ترافقيني من هنا ..
رافقها إلى ممر رخامي حيث فتح باباً قبالة باب غرفتها وجدت روندا أمامها حماماً من الرخام الزهري اللون فيه زاوية للاستحمام ومغطس صغير ورفوف زجاجية تحمل زيوت الحمام والصابون و أدوات التجميل الأخرى ومشجب مناشف فضي يحمل مجموعة مختارة من المناشف السميكة الناعمة .
_ أهناك شيء آخر آنستي ؟
_ بعض الملابس فقط .
_ ستصل حقائبك قريباً .. حتى ذلك الوقت .. أنا آسف فكما ترين آنستي .. ليس هناك امرأة هنا .
_ هذا ما قيل لي .. لكني دهشة فسيدك كما بدا لي أعزب .
تغيرت أسارير وجهه إلى الرزانة التي يتحلى بها الخادم المدرب المخلص .. ما كان يجب أن تذكر السيد في كلامها معه وقال بأدب :
_ اقرعي الباب عندما تكونين جاهزة وسأرافقك إلى غرفتك جففت بها جسدها ثم التقطت الروب الحريري الأسود زهي تشعر بالقرف للاطرارها إلى ارتداء روب رجل .. ستطلب من الخادم أن يجلب لها البيكيني والروب الذي لا بد جف الآن وربطت الروب ونظرت إلى نفسها بانتقاد لكنها أحست بالانتعاش وبالقدرة على مواجهة ما ينتظرها فقرعت الباب .. وهي تعلم أن الخادم ينتظرها :
_ أتحب الآنسة أن ترتاح قبل العشاء ؟
فسألته وهو يقودها بلطف إلى سجنها الفضي : ألن تذكر لي اسمك ؟
_ أنا توماس آنستي .
_ أوه .. إذن أنت لست يونانياً كسيدك ؟
_ أنت على حق آنستي .. أنا لست يونانياً .. أرجو أن تتمتعي بالراحة .
لم تشعر قط أنها بحاجة إلى الراحة كما هي الآن فها هي العتمة بدأت تهبط والأنوار راحت تنطفئ لكنها لاحظت أن نوراً آخر بقي في الغرفة كان معلقاً فوق لوحة لم تلاحظها معلقة على الجدار قرب الباب قبالة سريرها تماماً .
تقدمت بدافع الفضول تنظر إلى الصورة فظنتها للوهلة الأولى صورة الرجل الذي قابلته في الطابق السفلي .. ثم أدركت أن الرجل في اللوحة يرتدي ملابس قرن بائد وأن قماش اللوحة نفسها من نوعية قديمة .
لكنه يبدو كسيد القصر تماماً شعره أسمر أحمر موضوع تحت قبعة تزينها الجواهر ويده ممدودة يستريح عليها هو أسير آخر في الظلام يا للسخرية !
كانت اللوحة بكل تأكيد أصلية مع أنها لم تميز التوقيع أو الكلمات الشاحبة المكتوبة عليها أيضاً .. لكنها عادت وتبينت أن الكلمات ربما اسم صاحب الصورة وهذا ما كان يتم فعله في لوحات القرن الرابع عشر لكن الثياب بدت لها تنتمي إلى حقبة أبعد من هذه الحقبة فجذبت كرسي طاولة الزينة ووقفت عليها تتحقق مما ترى لكن لسوء الحظ كانت الكلمات قديمة بحيث لم تعد مقروءة فنزلت وهي تحس بالإحباط .
لكن ثمة أسئلة كثيرة تريد عنها إجابات .. وأعادت التفكير بأحداث الساعات القليلة الماضية بذهول لقد أغرقت .. خطفت .. هددت وخوفت بل أرعبت .. الرعب هنا ارتجفت وقد تذكرت لحظة دخولها إلى القصر وزمجرة الحيوان المنخفضة الذي لم تستطع رؤيته .. ما هي تلك الجملة التي قرأتها مرة الرعب الذي يسير بالظلام وارتجفت عندما اكتشفت ما تعينه هذه الكلمات .
إذن يبدو أن النمر موجود فعلاً .. لكنه مروض بكل تأكيد .. ترى هل تروض الوحوش الضارية أبداً ؟
استدارت تنظر إلى اللوحة مجدداً .. يا لهذا الشبه الكبير ! إنه لا يصدق ! فلهما الجاذبية نفسها ترى هل كان هذا النبيل العتيق يدرك مدى جاذبيته كما هذا الرجل الموجود الآن في القصر ؟
كانت غارقة في أفكارها حنى أنها لم تسمع الضجيج المفاجئ .. وحينما سمعته لم تجد مكانه فوراً بل سارعت إلى النافذة ونظرت خارجاً ففوجئت مذهولة برؤية طائرة هيلكوبتر تهبط على سقف القصر .. فظنتها تقصد اليابسة .
هذا تطور جديد .. لاشك فيه فبينما يمنع الناس من المجيء عبر البحر ويعتقلون يسمح لآخرين بالدخول والخروج عبر السماء كما يريدون وهذا يعني كذلك أن هناك وسيلة أخرى غير البحر لمغادرة الجزيرة وضحكت فغلبها أولاً التفكير في كيفية خروجها من غرفتها وبعد ذلك .. وحده الله .. يعرف كيف هي لا تسمع صوت الطائرة وهذا بعني أنها إما حطت في القصر نفسه وإما رحلت .
التفتت عندما سمعت صوت المفتاح في الباب الذي أطل منه توماس يحمل صينية عليها إبريق شراب التوت وكوبين وأعلن وهو يضع الصينية على طاولة أثرية صغيرة :
_ طلب مني السيد أن أبلغك أن له الشرف في تشاركيه العشاء هذا المساء .. آنستي .
_ حسناً .. أعتقد أنني لست في موقف يسمح لي بالرفض .. لذا من الأفضل أن تقول له إنني سأتشرف بهذا ..هذا إذا وجد أنه قادر على ترك ضيوفه الآخرين .
_ ضيوف آخرون آنستي ؟
_ أجل .. الرجلان اللذان وصلا بالطائرة لتوهما أم إنهما أودعا السجن أيضاً ؟
فابتسمت له أحلى ابتسامته وقالت بخفة : كما تقول توماس .
ثمة ما يجري في هذه الجزيرة لا يريد سيدها العظيم أن يعرفه من في الخارج .. فماذا يا ترى يحاول هذا العظيم أن يخفي ؟
ما إن خرج توماس حتى سارعت إلى المرآة تنظر إلى نفسها بانتقاد ورقصت عيناها وهي تنظر إلى نفسها للحظة ثم تقدمت إلى الصينية وصبت لنفسها كوباً من العصير المثلج .
والتفتت إلى اللوحة المعلقة على الجدار ترفع الكوب بابتسامة تحية .. وهمست من بين أنفاسها
_ والآن سيدي النبيل … فلنر إذا كنت من البشر .
_ سعيد أنا لأن محنتك الأخيرة لم تهبط روحك المعنوية آنستي .
التفتت روندا ووجهها يشتعل ناراً وكأنما تكلمت بصوت مرتفع منذ متى يقف بالباب ؟ هذا الصوت البارد المتعجرف هو الإعلان الوحيد عن وجوده .
تقدم إلى الغرفة يتحرك دون صوت ولاحظ أنها تنظر إليه تقيم ما يرتديه من ثياب النوم فابتسم :
وجدت أنك قد تنزعجين لو ارتديت ملابس سهرة السهرة للعشاء .
تلمحيه الساخر جعلها تصر على أسنانها فمسألة صغيرة كالملابس هي نقطة نقاش بينهما ولقد سجل عليها نقطة ويعرف هذا جيداً فقالت لنفسها : أوه .. سأنتقم منه ولو لمرة واحدة !
تقدم إلى الطاولة التي تحوي الإبريق وصب لنفسه كوباً ثم قال :
لعل هذه الفترة القصيرة من الخلوة لم تفقدك القدرة على النطق لقد كان لديك أقوال كثيرة تقولينها عندما التقينا باكراً وكنت أتوقع أمسية مسلية .
هزت كتفيها بغير مبالاة : آسفة لأنك تجد صحبتي مملة لكنني لست معتادة على تسلية غريب في مكان حميم كهذا .
_ رد يثير الإعجاب ولكنه يناقض شخصيتك لماذا لا تطلبين خروجي إلى الجحيم إذا كان هذا ما ترغبين فيه ؟
_ وهل لهذا فرق ؟
_ جربي …
الأمر مغر بالفعل لكن لو خرج لن تستطيع إقناعه بإعطائها بعض الحرية ولن تقدر على معرفة ما يجري هنا مع أن الأمل بنيل أقل حرية أو أدنى معلومة ضئيل جداً إلا أنها لن تسمح لأدنى فرصة بالإفلات من يدها .
_ ولم أنت واثق من أنني أريد رحيلك ؟
_ لأنني خاطف وسالب ولست واثقاً مما إذا كنت سأقبل يدك بعد العشاء وانسحب .. لكن مع كل هذه التهم الموجهة ضدي لن تهمني تهمة الإغواء .. والغرفة كما تلاحظين مناسبة لهذا …
لعنت روندا الاحمرار الذي غزا وجهها وقالت : أنت مخطئ …
لكنه قاطعها : لا تكذبي علي يا جميلتي لقد قلت لك إن الكذب علي خطأ كان لديك عدة ساعات من العزلة تفكرين خلالها في عقلك الأنثوي ماذا أخطط لك .. أعتقد أنك وجدت الفراش واسعاً كفاية .
ضحك ساخراً لرؤية احمرارها يشتد .
_ أترين .. لا يمكنك خداعي يا عزيزتي حسناً .. لن أفسد شهيتك للعشاء أنت للعشاء أنت هنا آمنة ولا أنوي أبداً مخالفة قواعد الضيافة .
_ يسرني سماع قولك هذا .
أوه .. إنه لا يطاق واثق من نفسه مقتنع بأنه يسيطر على الوضع ! لكنها أخيراً ستجعله تحت رحمتها وعندها سترى سيطرته هذه تتلاشى عند قدميها .
أنهت شرابها وقلبها يخفق باضطراب وقالت : إذا كنا سنتصرف حسب قواعد الضيافة فعلى الأقل اذكر اسمك فليس من العدل أن تعرف أشياء كثيرة عني في حين أنك لا تقدم لي شيئاً في المقابل .
ومدت له الكوب ليملأه من جديد ففعل وهو يقول : يشبع غروري اهتمامك آنستي .. اسمي ماتيوس سيبراتوس إنك دون شك سمعت اسمي سابقاً .
طبعاً سمعته فبعد لقائها رجال الأعمال والدبلوماسيين الذين يزورن منزل والدها لا يمكنها نسيان اسم صاحب شركة القرن العشرين المتطورة لدار مصرفية قديمة قد تكون جذورها ممتدة منذ القرن الرابع عشر في اليونان .
_ إذن أنت فعلاً الأمير سبيراس ….
فقاطعها : ما عدت أستخدم هذا الاسم .. ولا اللقب آنستي وجدت اليوم أنه بلا قيمة .
_ لكنك تعيش هنا كالأمير الحاكم .
_ ربما نحن فقراء زراعياً والصيد لا يسد حاجاتنا لذا حاولت أن أطور الأشياء لشعبي بإقامة صناعات صغيرة لهم ستخفف من اعتمادها على أشياء غير ثابتة في حياتهم التقليدية فهل أنا مخطئ في هذا ؟ وإذا طلبت منهم في المقابل الولاء والطاعة .. فهل أطلب الكثير ؟
_ لكنك تطلب أكثر من الكثير منهم في إجبارهم على العيش هنا دون نساء .
لاحظت نظرة الانتصار التي بدت على وجهه وقال :
_ العديد من النساء المحليات يتمتعن الآن بعطلة مكتسبة على الأرض الأم على حسابي وغيابهن الآن أمر مؤقت أؤكد لك و إلا ستواجهين ثورة .
_ والأميرة سبيراس ؟ هل تمتع هي الأخرى بإجازة في مكان ما ؟
_ أمي تعيش في فيلا خاصة بها في إسبارطة على شبه جزيرة البيلونيز لماذا لا تسأليني ما إذا كنت متزوجاً كما سألتني عن اسمي ؟ فهذه المراوغة غير الضرورية مملة .
كم رغبت في أن تركله لكنها سألته محافظة على رزانتها .
_ حسناً .. هل أنت متزوج ؟
_ لا .. يا جميلتي لكنني أنصحك أن لا تعقدي الآمال على أوهام فلن أتزوج في الوقت الحاضر .
فنظرت إليه نظرة كالعسل :
_ كنت فضولية فقط سيد سيبراتوس بما أنك تعرف الكثير عني فهذا يعني أنك تعرف أني مخطوبة .
_ آه .. أجل إلى ذلك الشاب الأشقر الذي كنت تحبطين رغباته كلها في الملهى ليلة الأمس .. إنكما خطيبان مثاليان ومع ذلك لا ترتدين خاتم الخطوبة .
_ سيقيم والدي حفلة لنا خلال هذه السنة ليعلن الخطوبة .
_ يا لهؤلاء الإنكليز التقليدين الباردين ..ألا يفكرون في نوع من العلاقة أولاً ؟
_ لا يحق لك أن تقول هذا فأنا و بيرس مغرمان ببعضنا بعضاً .


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس