عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-08, 05:20 PM   #13

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

, لهذا أعتذر عن هذه الفوضى . لحسن الحظ , لا آتي الى هنا إلا للنوم ولذلك لا ألاحظه . أنهيت العمل في المطبخ , فهل تريدين انتظاري هناك ؟
- نعم بالطبع .
وأخذت تنقل خطواتها في الردهة بحذر , ثم شهقت مسرورة عندما فتحت باب المطبخ , وقالت :
- آه هذا جميل جدا .
- هل أعجبك ؟
وتبعها الى المطبخ ثم أخذ ينظر حوله بابتسامة راضية وأضاف :
- لقد جاءت النتيجة كما أردتها بالضبط . عندما أشعر بالكآبة على حالة المكان , أدخل الى هنا لأذكر نفسي بأنني لم أخطىء حين اشتريت هذا المنزل .
فقالت ضاحكة , غير قادرة على إخفاء اعجابها بالمطبخ :
- لم تخطىء حتما .
ومررت إصبعها على خشب الصنوبر الذي صنعت منه الخزائن ورأت خزانة ذات رفوف للأطباق تمتد من الأرض الى السقف , وقد رتبت فيها أطباق صفراء وزرقاء تتماشى مع ستائر النوافذ .
سارت الى النافذة لتنظر منها الى الحديقة , وأجفلت عندما لمس نيال ذراعها بخفة , ليحول انتباهها الى حيث كان يشير :
- تلك هي أدير تحلق . هل ترينها ؟
- نـ ... نعم .
حاولت أن تجعل نبرة طبيعية ولكنها عجزت عن إخفاء ارتجاف كلمتها هذه . كان نيال قريبا منها للغاية فاشتمت رائحة العشب التي علقت بثيابه وامتزجت برائحة النظافة التي تفوح منه . أخذت نفسا عميقا , فساءت الأمور أكثر . وازدادت فعالية الرائحة , فجعلت رأسها يدور . وتسارعت نبضات قلبها , وأدركت انها تحبس أنفاسها .. ثم .. ابتعد نيال فجأة .
- سأبدل ثيابي ولن أتأخر . حضري لنفسك القهوة إذا شئت . ستجدين كل ما تحتاجينه في الخزائن.
- شكرا .
وانتظرت حتى ابتعد , فاستدارت تحدق في الباب ثم تنفست بعمق قبل أن تبدأ بتحضير القهوة ... أرادت أن تشغل نفسها أكثر مما أرادت أن تشرب القهوة . وفضلت ذلك على الجلوس والتفكير في طبيعة الشعور الذي أثاره نيال فيها حين وقف قربها منذ دقائق .
وضعت إبريق القهوة على الموقد الكهربائي , ثم ضغطت على الزر . فتعالى صوت دوي , انطفأت بعده الأنوار فجأة وغرق المكان كله في ظلام دامس .
ضغطت سارا على قلبها الذي تسارعت خفقاته , وتساءلت عما فعلته . ثم سمعت صوت نيال يناديها , فسارت باتجاه ما ظنته الباب لكنها ما لبثت أن أطلقت صرخة ألم حين اصطدم وركها بزاوية المنضدة .
صاح حالما سمع صوتها :
- سارا ؟ هل أنت بخير ؟
واندفع يهبط السلم ركضا , ثم أطلق شتيمة حين تعثر بكومة من الأخشاب في الردهة .
سارت نحو الباب باحتراس , حتى لا تصطدم بشيء آخر , ووركها لا يزال يؤلمها :
- أنا بخير يا نيال . لا أدري ما الذي حدث . ضغطت على زر الموقد الكهربائي فانقطعت الكهرباء . آسفة .
- هذا غير مهم . هل أنت بخير ؟
كان مجرد ظل عندما تقدم نحوها في الردهة . سادت الظلمة في المنزل , ولم يضئه سوى شعاع القمر الفضي الذي تسلل عبر نافذة المطبخ .
عندما وصل الى عتبة الباب كان في عينيه قلقا ولهفة عليها أدهشاها .
اتسعت عيناها لرؤيته بهذا الشكل , ولم تستطع تحويلهما عنه . كان جسمه متناسقا , رائعا . لاحظت ذلك وعيناها تنتقلان من كتفيه العريضتين الى وركيه الضيقين , وبدا كتمثال من العظام والعضلات القوية . ولم تلاحظ التعبير الذي بدا على وجهه إلا بعد أن رفعت عينيها ورأت نظرة الاهتمام التي رمقها بها فأيقظت حواسها كلها .
- سارا ... هل أصابك مكروه ؟
نطق باسمها برقة , كما نطقه ذلك اليوم عند النهر , فتملكها دوار عندما اختلط المشهدان في ذهنها .
- لا , لا شيء يستحق الذكر .
وفي لحظة سحرية ومن دون مقدمات أخذها من خصرها وقربها منه لتلتقي بعدها شفتيهما في قبلة دافئة زاخرة بمشاعرهما التي حاولا أن يكبتاها امتزج فيها الترقب بالخوف إذ أدركا أنهما يتعديان الحدود التي رسماها ذلك اليوم عند النهر .
- سارا .. سارا ..
نطق بإسمها مرة أخرى , وراح يكرره بشوق , فجعله من الجمال بحيث اغرورقت عيناها بالدموع وهي تسند رأسها على صدره الدافىء . رفعت رأسها وأخذت تتأمل قسماته أرادت أن يعرف كم تحبه وتشتاق اليه إلى وجوده ... وقربه .. وحبه تسللت يده لتمسح الدموع من على وجنتيها وراح يقبل بنعومة أهدابها بادلته قبلاته وكأن غيمة من الشوق واللهفة كانت تلفهما معا .
- نيال ...
همست باسمه خارقة الصمت , فشعرت به يجمد مكانه وهو يتلمس العواطف الجياشة التي التي حملها صوتها . وتوقف قلبها عن الخفقان حين عما إذا كان يرفض ما تقدمه له من حب وحنان .
لكنه فاجئها حين حملها بين ذراعيه قائلا:
- تعلي نخرج الى الشرفة ونبتعد عن هذه الفوضى .
تعلقت بعنقه وخرج بها الى الشرفة , حيث وضعها برفق على الإرجوحة وجلس بجوارها فلم يستطع تمالك نفسه عن ضمها بين ذراعيه وشدها الى صدره وتقبيلها لدرجة أنها لم تستطع أن تتنفس . فتأوهت حين التصقت بجسده وقد امتدت يداه لأزرار قميصها وراح يفكها بيد مرتجفة من عمق المشاعر أزاح قميصها وراح يقبل كل إنش من جسدها فذابت بين يديه . رفعت بصرها اليه لتلتقي نظراتهما وكان نظراته تقول لها هل أتوقف لكنها كانت في عالم آخر عالمهما معا نعم انها تحبه وتريده لها , وقد أدركت أن هذه الأمسية انطبعت في ذهنها الى الأبد . لم تحب رجلا آخر من قبل , ولم ترغب في ذلك قط . لكن البهجة والسعادة غمرتاها الآن , وهي في أحضان هذا الرجل الذي استحوذ على حبها واهتمامها وعواطفها كلها .
* * *
- سارا .
ناداها باسمها برقة من جديد , لكن صوته حمل نبرة جعلت قلبها يجمد . أبقت عينيها مغمضتين وقد تملكها إحساس بالخوف .
- آه , يا سارا .
ارتجفت سارا وهي ترى نظراته المصوبة اليها , وأخذت تشعر بمزيج من الارتياح والشوق إليه . سيكون كل شيء على ما يرام , لأن نيال ماكان ليظهر لها تلك العاطفة لو لم يكن يُكنُّ لها بعض الحب .. وماذا لو لم يكن يحبها ؟ لم تستطع التخلص من هذا الاحساس بالشك , فأجفلت حين ابتعد عنها وهو يقول بهدوء :
- يجب أن نتحدث , يا سارا .
- لماذا ؟
وضحكت ضحكة قصيرة , اختلط فيها التوتر بالشك , وأضافت :
- ماذا هناك لنقوله , يا نيال ؟ مدت يدها ناحية ذراعه لتعيده الى جانبها وأضافت :
- أردت منك أن تعرف مشاعري نحوك , وأنت أيضا أردت ذلك .
- نعم , لقد أردت ذلك .
كان في موافقته ألم مبرح جعلها ترجع ذراعها الى جانبها , شعرت بقلبها يدمى فشهقت . رأت وجهه يتغضن , وهو يغالب عواطفه , فعرفت أنها لن تنال منه أكثر من ذلك .
هبت واقفة , حتى أنها لم تكترث لعريها . فقد ندم نيال على إظهار اهتمامه بها وعواطفه نحوها ! وأحست حين أدركت ذلك أن أثمن لحظات حياتها أضحت رخيصة .
بدا وجهه قاتما , كما غاب لون عينيه فبدتا باردتين فارغتين .
- سأحضر القهوة . لا !
ورفع يده يسكتها حين رآها تهم بالكلام , وأضاف :
- أقل ما علي أن أفعله هو أن أشرح لك الأمر يا سارا .
ودخل الى المنزل قبل أن تنطق بكلمة واحدة . اخترق وقع قدميه على الأرضية الخشبية السكون . أخذت تتنفس بعمق ولكن الهواء أبى أن يملأ رئتيها , وأحست بالموت والفراغ , وبرغبة في الهرب من هذا البيت ومن نيال ومما قد يقوله أو سيفعله لن يشكل أي فرق . إنها تحبه حتى وإن كان لا يشعر بشيء نحوها . أخذت تجمع ملابسها الملقاة على الأرض وراحت تلبسها بسرعة وعندما دخلت أخيرا الى المنزل , وجدته جالسا الى مائدة المطبخ . ودت لو تغتسل , وتترك المياه الساخنة تنصب على جسدها البارد , علها تدفىء أطرافها المتجمدة . لكن ما من شفاء لهذا الصقيع الذي جرى في شرايينها ! قد يدفئها نيال بقربه مرة أخرى , لكنها شكت في أن يساعدها ما سيقوله على ذلك .
نهض وسكب لها فنجان قهوة وكان قد ارتدى كامل ملابسه ومن دون أن ينطق بكلمة واحدة .
وجلست هي بوهن , قانعة بتدفئة يديها حول فنجانها , فقد خشيت أن ترفعه الى شفتيها ويداها ترتجفان بهذا الشكل .
سمعته يتمتم بصوت خافت , لكنها لم تنظر اليه . لم تستطع ذلك , لم تستطع أن تنظر إلى عينيه فتقرأ الندم فيهما .
- هل تذكرين حين التقيت بلورا ؟
كان صوته خافتا , ولهذا لم تجفلها اللهجة بل السؤال . رفعت عينيها إليه . لكنها سرعان ما حولتهما بعيدا حين رأت نظراته على وجهها , وقالت :
- لا أفهم ما تعنيه .
واتجف صوتها .
- قالت لورا إنها تظن أنها تعرفت إلي من قبل .
كان صوته خشنا بعض الشيء , مما يظهر أنه بذل جهدا بالغا ليحدثها بالموضوع .
أرادت أن تمد يدها لتلمسه , وتخفف عنه وتريحه , لكنها خشيت أن يصدها . فقدرتها على السيطرة على أعصابها ضعيفة للغاية .
وعندما أومأت , تابع يقول , وقد ازداد انخفاض صوته فزاد من توتر أعصابها :
- لم أعرف بما أجيب , صراحة . تجاهلت الأمر لأنني لم أشأ أن أعترف بأنها رأت على الأرجح صورة لي . ولهذا السبب بدوت مألوفا لها .
- لا أفهم . أي صورة ؟ ماذا تقول , يا نيال .
وأدركت فجأة أن عليها أن تعرف كل شيء . ما شأن لورا أو الصورة بكل هذا ؟
أخذ يحدق في فنجانه الفارغ وقد عكس صوته كآبة جعلتها تضطرب حتى قبل أن تسمع ما كان يقوله :
- الصورة التي كانت أليسون تحتفظ بها قرب سريرها . كانت شريكتها في الغرفة فتاة تدعى لورا عندما كانت تلميذة في مدرسة التمريض . ولعلها هي لورا التي قابلتها الليلة الماضية .
- أليسون ؟
وبللت سارا شفتيها وسألته : " ومن ... من هي أليسون ؟ " .
عند ذلك رفع بصره , وبدا في عينيه تعبير جمد الدم في عروقها , وأجاب :
- زوجتي .
* * *
- لن يحبها أبدا



- زوجتك ..
سمعت سارا نبرة الصدمة في صوتها . وأخذت تحدق في نيال وقد شحب وجهها ليماثل شحوب الأموات .
تنفست بسرعة وهي ترى الغرفة تدور من حولها وقالت :
- أنا لم ... لم أكن أعلم أنك متزوج .
- أنا لست متزوج حاليا .
وهب واقفا فجأة وسار نحو النافذة , وأراح يديه على قاعدتها ثم أحنى رأسه , وتابع يقول :
- توفيت أليسون منذ ثلاث سنوات عندما كنا نعمل مع القوات الدولية في أفريقيا .
واستدار نحوها فعضت على شفتيها وهي ترى العذاب في عينيه , وسمعته يضيف :
- وقد مات الطفل معها .
- طفل .. ؟
وعجزت عن إضافة أي كلمة أخرى , فقد أثقل ذهنها ما أخبرها به , وامتلأ قلبها أسى للألم الذي رأته على وجهه . ولكن بدا أنه لم يكن بحاجة الى ما يحثه على الكلام , وساورها شعور بأنه يريد أن يطلعها على الأمر ... إنه بحاجة الى أن يروي لها القصة كلها .
- نعم , كانت أليسون حاملا في شهرها السابع عندما ماتت من جراء نزيف في المشيمة .
- نزيف في المشيمة ؟
وقطبت سارا جبينها وهي تحاول استيعاب ما تسمعه ثم أضافت :
- ولكن أما كان ممكنا مساعدتها ؟ فهذه الحالة لا تؤدي الى الوفاة عادة .
- لو كنت موجودا , ربما لاستطعت مساعدتها . وهذا ما فكرت فيه مرارا وتكرارا . هل كان بإمكاني أن أنقذ أليسون ؟
ومرر أصابعه في شعره بضعف . كان وجهه كئيبا وعيناه غائمتين بذكرى ما حدث . حزنت سارا من أجله ولما عاناه , وللألم الذي يملأ نفسه . ولكن أي عزاء يمكنها أن تقدمه له ؟ كل ما يمكنها فعله هو الإصغاء الى حديثه , وإن كان قلبها يتحطم يأسا .
- أين كنت , يا نيال ؟ قلت إنك كنت في أفريقيا , ولكن أين كنت عندما .. عندما مرضت أليسون؟
تنهد وهو يعود ليجلس عند المائدة , وقال :
- توجهت الى إحدى القرى الحدودية البعيدة . تألف فريقنا من طبيبين وثلاث ممرضات , وكانت أليسون إحداهن . إلا أنها خفضت ساعات عملها عند تقدم حملها . لم تكن مريضة أو ما شابه , بل كانت تشعر بأنها في أحسن حال . لقد ناسبها الحمل .
وابتسم وهو يشرد مع الذكريات ويضيف :
- كانت أليسون امرأة هادئة جدا , لكنها حازمة للغاية . لهذا رفضت العودة الى انجلترا عندما اكتشفت أنها حامل . كانت تؤكد أنها لن تتعرض لأي خطر إذا ما أنجبت طفلها حيث كنا نعيش . وكان المكان يبعد أكثر من مئة ميل عن أقرب مستشفى . اقنعتني بأن لا بأس في ذلك وأن لا شيء يستدعي القلق .
رفع ناظريه , فشعرت سارا بعينيها تغرورقان بالدموع حين رأت الأسى على وجهه , وهو يقول:
- ما كان علي أن أصغي إليها . كان علي أن أجبرها على العودة للوطن .
راحت تنظر إليه بعطف , وقالت :
- ما كانت لتعلم , يا نيال . لم يكن بإمكانك أن تتنبأ بما سيحدث , وليس باستطاعة أحد أن يفعل .
- ربما , ربما هذا صحيح . ولكن ما كان علي أن أتركها كل هذه الفترة . فالقرية التي قصدناها تبعد يوما كاملا في سيارة الجيب عن المركز الطبي . وهذا يعني أنه علينا قضاء يومين في الطريق ذهابا وإيابا , ويوما في القرية للعمل . قررنا أن يذهب الفريق كله , فلا بد أن هناك أمور أخرى نقوم بها عدا التطعيم . وكان على أليسون أن تبقى لتواجه أي مشاكل صغيرة قد تنشأ أثناء غيابنا .
- لقد جرى ذلك إذن أثناء غيابكم عن القرية ؟
- نعم . وكما علمت فيما بعد , بدأت أليسون تنزف بغزارة عصر أول يوم . كان في المركز امرأتان من المواطنين الأصليين , ولكنهما تفتقران الى العلم والخبرة فلم تعرفا ما عليهما فعله . طلبتا من أليسون أن تستلقي , وقامتا بكل ما في وسعهما , لكن النزيف لم يتوقف ... أرسلوا بطلبي الى القرية , فتركت كل شيء وعدت على جناح السرعة , ولكن الأوان كان قد فات . فقد توفيت أليسون من الصدمة التي يسببها النزيف .
- أنا آسفة جدا , يا نيال . لا بد أنك عانيت الكثير .
ومسحت سارا دموعها وهي تضيف :
- يا له من حادث مؤلم .
- كان بالإمكان تجنبه وهذا ما يعذبني أكثر ... لو لم أصطحب أليسون معي الى أفريقيا للعمل , لما حدث ذلك قط . كما أنها لم تكن من النوع المغامر ! لقد رافقتني لأنني أردت ذلك . سافرت معي إلى هناك ومع ذلك , زعندما كانت بأمس الحاجة إلي , أين كنت أنا يا سارا ؟
- لا تقل هذا .. لا , يانيال . وضعت يدها على كتفيه مواسية وقالت : " لم يكن الذنب ذنبك . يجب أن تدرك هذا .
- يا ليتني أستطيع !
- وأشاح بنظره عنها فجأة , موضحا أنه لا يريد أي تعزية منها .
وتراجعت , وشدت على قبضتيها وهي تراه يقصيها عنه من جديد .
وعندما نهض وتوجه نحو الباب لم تحاول منعه . وكيف تستطيع ذلك ؟
فليس لديها ما تقدمه إليه . لعل ما شعر به نحوها منذ قليل , لم يكن سوى رغبة عابرة , لكنها لم تكن كافية لتنسيه المرأة التي ما زال يحبها .
وقف ويده على مقبض الباب , ثم قال بصوت خالٍ من أي شعور :
- وأنا سألوم نفسي إذا ما تطورت الأمور بيننا , يا سارا وإبداء أسفي غير كافٍ , لكنني


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس