عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-08, 05:29 PM   #16

فرح

كاتبة في قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 8
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 9,286
?  نُقآطِيْ » فرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond reputeفرح has a reputation beyond repute
افتراضي

لا تهزء بي برودي . . .
- أهزأ بك ؟ كنت غبياً عندما جئت غلى غرفتك . . . أترضين عادة مرضاك وتجعلينهم يتنفسون عن ضغط أنفسهم بهذه الطريقة .
أمسكت أعصابها بجهد كبير وهي ترفض أن يفسد عليها هدوءها .
- لماذا أحرمهم مما يتمتع به الأطباء ؟
راقبته وهو ينتفض مبتعداً . . . فأردغت بصوت ناعم :
- أنا لا أقول إلا ما تتوقع سماعه ، ولكنك تعلم ان أقوالي هذه غير صحيحة . . . فما من طبيب أو مريض ، بل ما من أحد اقترب مني من قبل . برودي أنا أريدك أنت ، أنت وحدك . . .
- سيليا . . . .
- لماذا لا تفهمني . ألا تشعر بقلبي الواجف . . . ألا تسمع أنفاسي المتهدجه . . .
- سيليا!
- لن أتوسل إليك أكثر . . .
- يا إلهي ما عدت أحتمل . . ما عدت أستيطع تحمل المزيد . .
وأبعدها عنه متألماص .
- هل رغبت يوماً في أن يكون لك طفل سيليا ؟
- كل إمرأة تحلم بالاطفال .
- ستبدين جميلة في حملك ، ولكنني لأسف لن أكون ذالك الرجل الذي يبعث فيك حياة جديدة .
ثم نظر إليها نظرة طويلة حتى شعرت أن بصره قد ارتدَّ إليه ، ولكنه وقف بسرعاً وخرج من الغرفة لا يلوي على شيء .

استيقطت في الصباح التالي على طرقة خفيفة ، أعقبها دخول كارول التي نظرت إلى سيليا :
- كيف كانت ليلتك ؟
- لا بأس بها .
- سيليا ؟
- هل شاهدت أباك هذا الصباح ؟
ضجكن :
- أجل . . . إنه يصيح بالجميع . . . جوناثان معه في الوقت الحاضر .
- أهو مريض ؟
- لا تسأليني عنه ، إنه لا يتفوه بشئ .
- وماذا عن جوناثان ؟
تنهدت :
- يمارس قواعد المهنه عليّ .
لا بد أن أمراً مهماً دفع برودي إلى استدعاء جوناثان باكراً هكذا .
- أوالدك بخير ؟
- إنه تعب . . . أما زلت تريدين الرحيل اليوم ؟
- نعم ، إلا إذا عدل والدك عن رأيه ، ولا اظنه فاعلاً .
- سيليا ؟
- نعم ؟
- هل قصدك أبي البارحة ؟
ابتلعت سيليا ريقها بصعوبة . . ولكنها ابتسمت :
- لا فائدة من الإنكار . . . أليس كذلك .
- ولماذا تريدين الإنكار ؟
- لا أريد الإنكار . . . ولكنني أؤكد لك أن إتهامات جدتك غير صحيحة . فقد أتى والدك ليلة البارحة ليودعني ليس إلا . . . .
- ولكن ألا ترين أنه بقدومه ذاك أشار إلى ما في قلبه تجاهك . . . أنا لا أصدق ما تقولينه عن عدم إهتمامه بك . . . . خاصة وهو من كان يبدي اهتماماً كبيراُ بك قبل ست سنوات ولا أظن مشاعره تغيرت تجاهك . . . .
تنهدت سيليا من عناد كارول :
- إنه لا يذكرني حتى . . .
- لا أكاد أصدق قولك .
- لن يغر تصديقك أو عمدمه من واقع إصراري على الرحيل .
- حسناً سأتحدث إلى أبي .

أكملت سيليا ارتداء ملابسها وهي سروال أسود ضيق وقميص أخضر واسع . وفيما كانت توضب الحقائب انفتح الباب على غير توقع فالتفتت تتوقع رؤية برودي ولكنها دهشت من رؤية كريستبال إير التي كانت واقفة هناك وعيناها الصغيرتان تحدقان إليها بعجفة وازدراء :
- إذاً أنت راحلة حقاً آنسة هالام ؟ ويبدو أن قرارك هذا اتخذته بعدما اقتنعت للمرة الثانية بأن لا وجود لك في حياة برودي .
- هو لا يحتاجني ممرضة .
- ولا عشيقة !
- سيدة إير . . .
- سئم منك هذه المرة في وقت أسرع من المرة الماضية . . . أليس كذلك ؟ لقد سئم دونا بالطريقه ذاتها.
- في المرة الأولى أم الثانية ؟
- ماذا تقصدين بالثانية . . . ؟ تعنين الصلح!ّ
ضحكت كريستبال .
- أنت تشاركينه فرشه طوال هذه المدة وأنت لا تعرفين أنه لم يكن بينهما صلحاً

تنجت سيليا فتمسكت يدها بالكرسي القابع خلفها ، ترتجف بشدة :
- ولكنك تلك الليلة عندما اتصلت ُ هاتفياً . . . ببرودي قلت لي أنهما عادا إلى بعضهما بعضاً . . . وإنهما يستعدان للخروج معاً .
- لا اعتقد أن ما سأقوله الآن سيضرّ أخداً . . ولا يهمني حتى وإن أخبرتي برودي بما ادَّعيته تلك الليلة , فقد تأخرت على توضيح الأمور ست سنوات . . . . لقد ذكرت تلك الليلة ما كنت تتوقعين سماعه . . . . أتذكرين أنك رفضت أن تحدثيه حينما عرضت عليك استدعاءه للرد إلى مكالمتك .
- ولكنني رأيت دونا معه .
- ممكن . . . لأن كارول أصيبت بحادث أثناء عودتها من المدرسة . فكانت أن رجعت دونا من سويسرا لتكون معها .
- لا لتكون . . . . . مع برودي ؟
ضحكت ضحكه تخلو من أي إحساس :
- لا . . . علمت منذ عرَّفني إليك إن علاقته بك جادة . . . ولكنني أرفض أن تحل نكرة مثلك مكان ابنتي ّ لا أستطيع السماح بهذا !
- إذن . . . لم تخبري برودي بإتصالي ؟
- أوه . . . أخبرته ولكنني قلت له أيضاً ما توقع سماعه . قلت له إنك أدركتي أنه كبير السن على فتاة مثلك ، كما قلت له إنك لا تستطيعين قبول واقعه الذي تشاركه فيه طفله وزوجة ، كما قلت له إنك لا تملكين الشجاعة على قول هذا وإنك لا تريدين رؤيته ثانية . حين رجعت من المستشفى مع كارول شعرت بكابوس يطبق علي ، ولكن مخاوفي لن تكن في محلها .
- إنه لا يذكرني حتى .
- انا لم أنسك قط .
تناهى إليها صوته من الباب المفتوح . . . دخل الغرفة ووقف قربها والنظارة السوداء تخفي أساريره .
- صدقت في السنوات الست أنك لم تهتمي بي . . . وأنك . . .
التفت إلى حماته يرتجف غضباً :
- أظنك بحاجة إلى عطلة طويلة كريستبال . . . عطلة تمضينها بعيداً عني وعن سيليا . . .
- برودي . . .
لم تُجفله نبرتها المصدومة فأردف ببرود :
- أرى أن من واجبك الرحيل .
- ولكن . . . .
- أعتقد أن كارول وجوناثان سيسرهما استدعاء سيارة أجرة لك .
- ولكن إلى أين ؟
- ليتك تذهبين إلى الجحيم بسبب ما جعلتني أقاسي منه ست سنوات !
راقبت سيليا العجوز تخرج كالعاصفة من الغرفة تصفق الباب وراءها . . ثم لم تلبث أن أدارت عينيها الخضراوان إلى برودي لتقول متأوهة :
- كنت تعرفني طوال الوقت ؟
- اجل . . . ولكنني كنت أعمى . . . . عادت كارول من حفله لتقول لي أنها قابلتك وإنها وجدتك جميله كما كنت دائماً . . . . ذلك المساء استدعيت لتلبية حالة طارئة ، وكان تفكيري منصباُ عليك . . . كنت أفكر فيك حين وقعت الحادثة . . . .
شهقت :
- اكان الإصطدام بسببي ؟
- لا . . . بل كان غلطتي . . . . كنت خائفاً من أن تصدميني ثانية بعد هذه السنوات ، وكنت مقتنعاً فيما بعد أن عماي وسيلة لتجنب الواقع . وحين استعدت وعيي في المستشفى وجدتك هناك . خِلتُ نفسي أهذي ، ولكن مع مرور الأيام والأسابيع عرفت أنني أحببتك أنت وحدك دون دونا . . . . وأنني ربما أجبرتك على الظهور في مخيلتي فقد . ولك أذكر حتى لكارول لئلا تظنني فقد عقلي .
لم تصدق أنه كان يناديها هي ألا ترحل لا دونا . . . لقد فهمت همهماته خطأ . . . .
- ثم عدت ثانيه تعذبينني . . . تثيرين غضبي . . ز . نعطينني سبباً أعيش من أجله وأنا كنت حتى ذاك الوقت أرفض الحياة . لماذا جئت . . . يا إلهي ! ماأعظم ما مان عليه عذابي عندما جئت علي أنك ممرضتي فلمست وجه وأنا أشعر ببشرتك الناعمة كالحرير . هل كنت ستدعينني أُتمّ ما أريد يومذاك . يجب أن نبوح بالحقيقة الآن ، فالوقت ليس متأخراً كنا ادَّعت كريستبال . . . . ولم يتأخر يوماً . ؟
حاولت ، وكنت أنجح أحياناً في إيعادك أياماً ولكنني لم أتمكن من نسيانك كلياً ، فقد كنت أول رجل أجببته . . .
- الأول ؟
- والأخير . . . كدتُ أبوح لك بمشاعري ولكنني رأيتك تخرج من المستشفى مع دونا ، وكنت قبل ذلك قد اتصلت بك فإذا بالسيدة إير تقول لي إنك على وشك أن تخرج الليلة بصحبتها لأن المياة عادت إلى مجاريها بينكما .
- أخبرتني كريستبال بمكالمتك . . . وكمنت مستعداً لإرتكاب جريمة بسبب ما أخبرتني به ّ ثم قررت أن أمهلك وقتأُ للتفكير فاصطحبت كارول للقيام برحلة نقاهة طويلة ، حين عدنا وجدتك قد انتقلت إلى مستشفى أخرى . . . وكان هذا خير دليل على قرارك .
- ولكن الأمر لم يكن كما تقول . فقد وجدتني عاجزة عن العمل معك في مستشفى واحدة بعد عودتك إلى زوجتك .
تنهد :
- لماذا وافقت ـن تكوني ممرضتي ؟ ألتعذبينني ؟ أم لتنتقمي مني ؟
- لا أنا من كنت أتعذب . . ولكنك كنت تحتاجني ، ولا تتجاوب إلا معي . أما كنت تعلم أنني أقوم بأي شئ في بسيل مساعدتك ؟
- أي شئ ؟
- نعم أي شئ .
- إذن كنت تقصدين ما قلته بالأمس ؟
_ ماذا قلت ؟
- إنك لم تتوقفي عن حبي .
اتسعت عيناها دهشة :
أكنت مستيقظاً ؟
- طوال الوقت . . . وكيف لي أن انام ؟ حين دخلت إبى الغرفة فلمستِ وجهي وصدري ورحتِ تبوحين لي بما في قلبك ، علمت أنني لن أدعك ترحلين .
- إذن لقد عرفت أنها الحقيقة . وأنني كنت صادقة عندما قلت إنني لم أرد رجلاً آخر سواك من قبل .
- وأنا لم أرد امرأة أُخرى مُذ رأيتك . . . بل لم يكن في حياتي امرأة أخرى طوال هذه السنوات .
دارت حول نفسها بحدة فرأته مبتسماً .
- برودي ؟
فتقدم كنها بخطوات واثقة .
- كنت أعذب نفسي وأنا اتخيلك مع رجل آخر . . . .
ثم توقف امامها حتى كاد يلتضق بها فاندفع الدفء منه واجتاح مشاعرها :
- ثم أخبرتني كارول أن ليس لديك صديق . . . أو زوج أو أولاد ، وأعتقد أنها سألت جون عن هذه المعلومات . . . فتصاعد الأمل عندئذ في نفسي ولكن أدركت أنني أعمى ولم أجرؤ على الأعتراف بأنني تذكرتك . ولكنك كنت ممن يقوم بالتضحيات . . . . وعرفت أنه حين تعلمين مدى حاجني إليك ستتخلين عن الدنيا . . . أوه . . ز ما أشد أسفي على ما سببته لك من ألم بقسوتي عليك سيليا .

كانت متسامحه عى الآلام التي انزلها بها .
- اخبرني برودي . . . ما كان شعورك نحوي . . . منذ ست سنوات ؟
- ألم أبح بخ هنيهة ؟
لا ليس بالكامل .
- أولاً يجب ان أشرح لكي شيئاً عن زواجي . . . كنت أريد زوجة تعزز مركزي الذي تبوأته . . . وكانت هي تتمتع بمزايا تخولها ان تكون زوجة رجل مشهور ولكن لسوء الحظ لم يقل لها أحد إنني سأمضي سنوات قبل بلوغ القمة . . . ولم أدرك يومذاك صعوبة لأن يكون لشاب زوجة أبوها مستعد لشراء أي شيئ تطلبه . . . . وحين ولدت كارول كنا منفصلين . . . ولكنني أحببت إبنتي كثيراً . . . وصممت على المحافظة على العائلة من أجلها حتى جاء هاري .
- أخبرتني كارول عن زوج أمها .
- بعد ذلك أدركت أن زواجي لم يكن زواجاً بقدر ما كان صفقة تجارية ، وقد أدركت ذلك اليوم الذي توجهة فيه إلى العنبر لأزور مرشة ، فاصطدمت بفتاة ، شعرت أنني أكاد أغرق في عينيها البريئتين ، وأنني أرغب في أن تحتويها ذراعي بقوة . . . يومذاك نظرت في عينيك . . . كما انظر الآن . . . فوقعت في حبك .
- برودي ؟ أقلت . . . غنك . . . تنظر إليً ؟
- أيعمك أن أبقى أعمى ؟
- لا يهمني أبداً لو كنت أعمى ، او كان لك ست زوجات وعشرون ولداً . . . ز لأنني أحبك . . . وسأظل أحبك . . .
- ليلى أمس ، بعدما بحت لي ما بحت وأنت تظنني نائماً دخلت عليك في الغرفة . في تلك اللحظة قفز شيء داخلي ، أزال الضغط النفسي عني ، فنظرت إليك . . . فجأة رأيتك . . ز جميلة كما عهدتك .
- لماذا لم تقل لي ؟
- كنت أفكر في أشياء أخرى . . ز مع أن لا شئ كان أهم عندي منك عندئذ ، ولكنني شعرت بحاجتي إلى الإنفراد بتفسي لأتأكد إن بصري قد عاد إليَّ مؤقتاً أم دائماً ، فخرجت من غرفتك لأتحقق من حالتي لانني ما كنت أستطيع إجبارك على الزواج بأعمى .
- لن تجبرني على الزواج ، بل كنت ستسعدني به .
- حبيبتي..... هل تتزوجينني ؟
- يجب ـم أكون غاضبة منك ، فكيف تهينني ظاناً أن حبي شفقة عليك ؟
- لأنه لم يكن باستطاعتي تقديم أقل ما تستحقينه .
- ومن كان يهتم ؟
- انا من كنت أهتم .
- وهل
كنت ستتركني ارحل لو بقيت اعمى ؟
- لا أدري . . ز أترين ، بقيت حتى سمعت أكاذيب كريستبال . اعتقدت أنك تخليت عني منذ ست سنوات . وبعد معرفتي الحقيقة ، لم أعد واثقاً من ردة فعلي.
لفَّت ذراعيها حوله ، وأغرقت وجهها في صدره .
- إنك ترى من جديد . . . . ولن تلبث أن تعود إليك عافيتك . . .
وهل ستتزوجينني ؟
- سأفكر بالأمر .
ألم تكفك ست سنوات ؟
اشتدت ذراعاها حوله .
- أظنني لأحببتك منذ وقعت صدفة بين ذراعيك . . . أجل . . . . سأتزوجك .
وكان لها ولبرودي السعادة التي كانت للزوجين العجوزين دفيدسون . . . وقد عرف كل منهما هذا وقدسه


* * *
تمت


فرح غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس