عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-19, 04:23 PM   #5

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4 - الحمل الوديع

توجها يوم الجمعة , كما أقترج جي كي الى ليدز , كان هناك محل أزياء نسائية يدعى مارتيللي ولا يسترعي الأنتباه من الخارج , طلب جي كي من السائق الوقوف أمامه , وكان داخل المحل عالما مختلفا , عالم أزياء نسائية رائعة وثمينة , لم تحلم سارة بوجوده خارج لندن على الأقل , وكان لجي كي ذوق ممتاز فأختار لسارة ملابس لاءمت جسدها النحيل الى حد الكمال : الألوان الحارة كالأحمر والأصفر ثم الأخضر أكثر من أي لون آخر , ولما بدأت سارة أرتداء الواحد تلو الآخر فكرت بأن جي كي ستشتري لها فستانين أو ثلاثة , ألا أنه أشترى في النهاية , كل ما أعتبره ملائما لها من بدلات نسائية جميلة , فساتين سهرة , تنورات.... وأخيرا معطفين أحدهما من الفراء لترتديه مساء , أضافة الى مجموعة بلوزات شتوية , أعترضت سارة حين رأت كومة الملابس المتزايدة , ألا أن جي كي كان متمنعا الى حد لم ترغب فيه بأثارة غضبه , وأدركت حينئذ صحة ملاحظة جارود عن أستعداد والده لشراء أي شيء ترغب فيه.
زارا بعد ذلك محل أحذية وأشترى لها مجموعة أحذية وصنادل وزوج أحذية طويلة الساقين , من الجلد الخالص , حينئذ توصلت سارة الى الأقتناع ألا فائدة من الأعتراض خاصة وأنها بدأت الأحساس بالتعب.
وأخيرا عادا الى البيت عصرا لتناول الشاي , ومساء لتناول العشاء سوية لوحدهما , وفضلت سارة البقاء مع جي كي في البيت حيث كان عطوفا وطبيعيا أكثر معها بشكل تستطيع فيه نسيان ماضيها الأجتماعي المختلف.
أتصل جارود بوالده يوم السبت ليخبره بأنه لن يستطيع حضور الحفلة , وكان جي كي قد ذكر الحفلة لسارة ألا أنها لم تبد أهتماما لحضورها , أذ لم ترغب بالذهاب الى مكان مكتظ بالناس حيث تكون محط أنظار الجميع , وكانت في الغرفة حين أتصل جارود بجي كي.
" ما الذي يمنعك من المجيء ؟ أنت تعرف جيدا أن لورين تتوقع مصاحبتك لها".
لم تستطع سارة سماع ما قاله جارود غير أن جي كي قال غاضبا:
" كلا , كلا , سارة لا ترغب في الذهاب".
أحست سارة بالدم يغلي في عروقها والأحساس الغريب يعاودها , لم يرغب بالمجيء , لأنه ظن بأنها ستطلب مصاحبته وهكذا يكون معلقا بينها وبين لورين , أحست بالغضب اشديد ينتابها , كيف يدرؤ على التفكير بتلك الطريقة.
بعد عدة دقائق , أعاد جي كي سماعة الهاتف الى مكانها بغضب:
" حسنا ليذهب الى الجحيم".
" ماذا جرى يا جي كي؟".
" لا بد أنك سمعت لن يأتي الى الحفلة رغم وعده للورين".
" هل لديه عمل مهم؟".
" كلا , وهذا هو الجانب الأسوأ , أنه سيذهب الى مونت كارلو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع فوستر ميرك".
" من هو فوستر ميرك؟".
" أنه والد تريسي , وبلا شك سترافقهما ترايسي , أنه يعتبر فوستر صديقا مقربا منه خاصة وأن الفرق بين عمرهما هو عشر سنوات فقط".
أحست سارة بأنقباض في بلعومها , كان عليها أن تدرك من قبل أن رجلا مثل جارود يقضي غالبية وقته خارج البلد ولا بد أنه يحيا حياة مثيرة ومهمة أكثر من حضور حفلة محلية راقصة , ومع ذلك أحست أحيانا بأنها تحبه لأنه جعلها تشعر بالأمان.
" سمعتك تذكر أسمي , لم ذلك؟".
" أقترح بأن أذهب مع لورين بنفسي , كما لو أن لورين ترغب بصحبة عجوز مثلي".
" آه........".
ونظرت سارة الى أصابعها محاولة أيقاف نفسها عن تخيل أشياء لا وجود لها , من الواضح أنه لم يفكر بها أطلاقا , أنه يعتبرها طفلة يهتم بها والده لا غير , وكانت سارة غبية الى حد صدقت فيه أنه يعتبرها شيئا آخر أكثر من مجرد أزعاج دائم له.
" هل تريدين الذهاب أذن؟".
دهشت سارة لسؤاله :
" أنا , كلا, أنني أشعر بالسعادة أكثر هنا".
" حسنا , سأذهب أذن لأستحم وسأراك عند العشاء يا عزيزتي".
بعد أن ذهب , أصغت سارة الى بعض الموسيقى الحديثة ثم بدأت بالرقص والدوران حول المكان , كانت الموسيقى سريعة جعلتها تنسى كل شيء , وكانت تائهة في عالمها الخاص حين عاد جي كي ووقف عند الباب مراقبا أياها قبل أن يقول:
" أرى أنك بدأت بالأستقرار".
" آسف , أستمري أذ أحب أن أراقبك , ذلك الفستان يلائمك تماما".
كان فستانا قصيرا , وأخضر اللون ومن الصوف مما أتاح أبراز تفاصيل جسدها الجميل , وكان شعرها الأحمر متناثرا على كتفيها بلا أنتظام , ثم قال جي كي:
" لم ألحظ هذا من قبل يا سارة , ألا أنني أعتقد بأنك ستكونين أمرأة جميلة".
أحمر وجه سارة وأكتفت بالهمس:
" جي كي".
" حسنا أنها الحقيقة..... وأعتقد بأنني سأشتري لك سيارة".
" أوه كلا , رجاء , لا تشتري لي أي شيء آخر , ليس لأنني لا أقدر ما تفعله , ولكن لا تبذر نقودك علي".
" هراء , أنك في حاجة الى سيارة سباق صغيرة".
وتذكرت سارة كلمات جارود الساخرة عن كيفية دفع والده لشراء سيارة لها , وأقشعر بدنها للفكرة , أذا عاد ووجد السيارة أمام المنزل فعليها أن تتوقع أسوأ رد فعل.
أعترضت مرة أخرى ألا أنه أكتفى بالضحك وقال:
" سأتصل بهورنز يوم الأثنين وسأرى ما لديهم من سيارات ".
أعتادت سارة في الأسبوع التالي لفكرة العيش في مالثورب , كانت أيامها مكتظة بالنشاطات المختلفة وأذا ما حدث وبقيت في المنزل , قضت وقتها في غرفة المكتبة متفحصة الكتب التي لم يقرأها جي كي , وتعلمت ركوب الحصان مع دايفوث , ثم كان عليها تلقي دروس قيادة السيارات بينما وضعت سيارتها الخاصة في الكراج.
وأكثر أهمية من أي شيء آخر تعلمت سارة الثقة بنفسها , ورغم أن من زارهم خلال تلك الفترة هم عائلة ماكسويل , الأب والأم والأبنة والطبيب لاندري من القرية فأنها تعلمت فن الحديث بشكل تدريجي , لم تتحدث معها لورين كثيرا بل عاملتها ببرود متعمد , ألا أن والدها دونالد ماكسويل كان رجلا ساحرا وأنشغل بالحديث مع سارة عن أهتماماتها المختلفة , أما جنيفر ماكسويل الأم فأنها كانت أقل مودة وأبدت ما يدل على أعتبار سارة محظوظة.
وفكرت سارة بأنها لا تستطيع ألا أن توافقها على رأيها , مع أختلاف واحد هو أنها لا تستطيع التكهن بما سيجلبه لها المستقبل.
ذات مساء أخبرت سارة جي كي بأنها ستذهب الى للتسوق , ألا أنها تركت السيارة في سوق بريدجستر وأخبرت بوتر أنها ستلقاه خلال ساعة بعد أن تشتري بعض الأشياء , ثم توجهت الى بيت عائلة ماسون , ورغم مغادرتها المكان منذ أسبوعين فقط ألا أنها أحست بغربة المكان عنها , طرقت الباب ففتحت ليلي ماسون الباب .
" يا ألهي , أنها صاحبة السعادة ياأمي".
لم تهتم سارة بملاحظتها بل دخلت مباشرة حيث وجدت السيدة ماسون في المطبخ:
" أهلا سيدة ماسون , كيف حالك؟".
تفحصتها السيدة ماسون بدقة , معطفها الموهير بقبة من الفراء والمظلة الجميلة في يدها :
" ها قد جئت ثانية , لم أتصور ذلك أبدا".
"لماذا؟".
" لأنك عدت لأخذ حاجياتك مثل أرنب مذعور مصطحبة معك ذلك الرجل معاملا أياي كالغريبة في بيتي".
" لكنه لم يدخل البيت".
" كلا , لكنه وقف عند البوابة مراقبا أياي كالصقر , ولم أجرؤ على دخول المنزل , حتى غادرت أنت أخيرا".
" لا تقولي ذلك يا سيدة ماسون".
" لا تعارضي ما أقوله , أذ أن ما تفعلينه لا يليق بنا".
" ما الذي فعلته؟".
" ذهابك مع رجل غريب قبل أن تخبريني مسبقا بما سيحدث".
" لكنني لم أعرف مسبقا , أصيب والده بنوبة قلبية و.......".
" وطلب رؤيتك لست غبية لأصدق حكايتك هذه".
" لا أعرف ما تعنيه بصراحة , أذ أنك تعرفين قصة الوصية كما يعرفها كل شخص آخر".
" وذلك الرجل , السيد كايل هو الوصي عليك...... أليس كذلك؟".
" نعم.....".
" ما قلته صحيح أذن".
" كلا , أنك لا تفهمين , أنني لا أعيش مع جارود...........".
" وهل أصبحت تدعينه جارود الآن؟ والآن غادري المكان حالا قبل أن أنادي سيريل ليأتي ويدفعك خارجا , أذ لا أريد رؤية فتاة مثلك".
" سيدة ماسون , لم أقم بما يخجل صدقيني , أنني أعيش مع والد ذلك الرجل.....".
" ولكنك قلت بأنه أصيب بنوبة قلبية".
" نعم".
" والآن, غادري المكان يا آنسة روبنز , أذ لا أرغب بسماع المزيد عنك , لست بحاجة لأزعاج نفسك بالمجيء لعرض ملابسك الجديدة أنني أعرف معنى ما حدث , أذ لست غبية الى هذا الحد".
هزت سارة رأسها ثم أندفعت الى الخارج بعد أن دفعت ليلي جانبا.
ركضت خارج المنزل وواصلت ركضها في الشارع حتى وصلت الى السيارة.
كان بوتر جالسا خلف المقود يدخن سيكارته , ألا أنه أطفأها حالما رأى سارة قادمة.
" هل أنهيت التسوق يا آنسة؟".
" نعم شكرا يا بوتر".
بدأ بوتر قيادة السيارة بينما جلست هي في المقعد الخلفي , لعله لاحظ أكتئابها ودموعها , ألا أنه لم يكن متعودا على التدخل في شؤون مستخدميه , والى أن غادروا البلدة كانت دموعها قد جفت , ألا أن الأذى بقي كما هو , لم تكن تتصور أن بأمكان أي أنسان أن يكون سيئا الى هذا الحد ,أذ أتهمتها اسيدة ماسون بأشياء.. لا بد أنها كانت مدركة خطأها , لم فعلت ذلك أذن؟ هل هي الغيرة؟ هل سمحت السيدة ماسون لأحساسها المرير بالسيطرة على سلوكها الطبيعي؟ لم تعرف سارة الأجابة , ألا أنها كما قالت السيدة ماسون لن تفكر بالعودة ثانية الى هناك.
لوح لها هدلي , حارس المنزل , بيده حين مرت السيارة , فردت التحية متناسية آلامها للحظات , خاصة وأنه لم يعد بمقدورها تغيير أي شيء الآن.
كانت قدماها مبللتين , فخلعت حذاءها عند دخولها الصالة , قدم موريس للترحيب بها وتناول معطفها قائلا:
" أن السيد كايل في غرفته يرتاح بعض الوقت , هل تريدين بعض الشاي؟".
" نعم رجاء , هل تستطيع تجفيف زوج الحذاء؟ ".
ثم ناولته أياهما وسارت الى غرفة الجلوس محاولة في الوقت نفسه أبعاد صوت السيدة ماسون عن ذهنها.
أبتسمت أذ وجدت في أنتظارها مفاجأة أعدها جي كي : مجموعة أسطوانات حديثة , فأسرعت لأختيار بعضها والأصغاء اليها , ثم رفعت الصوت أعلى ما يمكن محاولة بذلك التخلص من أحزانها , وسمحت للموسيقى أن تذيب كل قيودها , أغمضت عينيها ورقصت بأسلوب المراهقين الذين راقبتهم طويلا على شاشة التلفزيون , كان الصوت مدويا الى حد لم تسمع صوت وقوف سيارة السباق السريعة أمام المنزل ,أو حضور أي شخص الى أن أستدارت فوجدت جارود مستندا الى أحد الأعمدة مراقبا أياها , كان لا يزال حاملا معطفه السميك وقطرات المطر تغطي شعره , بدا نحيفا وطويلا وجذابا الى حد أثار الخوف فيها.
وتوقفت سارة فجأة , مدركة حالتها الغريبة : شعرها المتناثر وقدميها الحافيتين أسرعت فأطفأت الجهاز وفجأة ساد الصمت بينهما.
لم يقل شيئا ألا أنه واصل النظر اليها والى جسمها ووجهها وللحظات الى شفتيها , تساءلت سارة أذا كان قد نظر من قبل الى لورين , بهذه الطريقة فجعلها مسحورة به , أستقامت في وقفتها وأستدارت فتحرك هو الآخر.
أستدار وذهب ليتناول معطفه الى هستر والتي كانت مقبلة من المطبخ تحمل صينية الشاي لسارة , تناول صينية الشاي وعاد الى الصالة ليضعها على الطاولة.
" الشاي جاهز يا آنسة سارة ...".
قال بأستهزاء.
جلست وبدأت صب الشاي قائلة:
" شكرا , وهل تريد تناول الشاي يا سيد كايل؟".
هز رأسه رافضا وأشعل سيكارة .
" وكيف حالك؟ يبدو لي أنك بدأت أعتبار المكان بيتا لك".
أقترب ووقف الى جانبها فتساءلت في قرارة نفسها عما أذا كان مدركا لما يثيره فيها من مشاعر ثم قررت أن الأحتمال مستبعد أذ أنها لم تكن بالنسبة اليه غير طالبة مدرسة.
" آسفة أذا كانت الموسيقى قد أزعجتك".
قالت بهدوء مرتشفة شايها.
" آه وهل كانت موسيقى ؟ " وأضاف مستهزئا : " لم أدرك ذلك".
لم ترغب مناقشته وقالت:
" لم أسمع السيارة".
" وهل يثير هذا أستغرابك ؟ هل سررت لرؤيتي؟".
" وهل يتوجب عليّ ذلك؟".
أبتسم جارود:
" أنني وصيك , ألست كذلك؟".
" أنك العديد من الأشياء ".
وأحنت رأسها مرة أخرى.
" ماذا تعنين ؟ ما الذي أخبرك أياه جي كي؟ ".
وبدا عليه الفضول رغم تحفظه.
" نادرا ما نتحدث عنك , وقبل أن تكتشف بطريقة ما أريد أخبارك أن لدي سيارة سباق الآن".
كشر بوضوح الآن :
" آه , ما هو نوعها؟".
" ترايمف , ألا أنني لا أستطيع قيادتها أذ ما زلت تحت أرشاد المدرب , لذلك لن أشق طريقي بسرعة مجنونة الآن".
" يا له من أمر مؤسف , ويا له من لسان سليط ,منذ أسبوعين ما كنت تجرؤين على مخاطبتي بهذه الطريقة".
أحست سارة بأحمرار خديها ثم تساءلت:
" ألم أجرؤ فعلا؟".
هز كتفيه ووضع سيكارته في فمه , ثم فتح زر قميصه العلوي وتخلص من ربطة عنقه ,كالعادة , كانت ملابسه ثمينة ومفصلة لتلائمه , وتساءلت سارة عما أذا كانت لورين تعرف عن عودته , وفيما أذا كانت ستأتي لقضاء الأمسية معه , وأزعجتها الفكرة فأدركت بأنها واقعة تحت سيطرته رغم أنها لا تراه الا قليلا.
جلس على كرسي مريح قبالتها وقال:
" أرى أن جي كي أشترى لك بعض الملابس أيضا".
وحين أومأت برأسها أيجابا , واصل:
" أن هذا الفستان يلائمك تماما".
كان الفستان عسلي اللون ضيقا , له فتحة جانبية , كان الصدر مطرزا باللون الأخضر.
وأذ رفعت رأسها لاحظته مغمضا عينيه , فنهضت واقفة بهدوء وأرادت الأنصراف لتغتسل وتصفف شعرها , ألا أنه فتح عينيه حالما مرت بجانبه فقال:
" هل ستهربين؟".
" كلا , كلا أطلاقا.... أرجو المعذرة أذ أريد الأستحمام وتغيير ملابسي".
" سأراك عند العشاء أذن".
" وهل ستبقى؟".
" ألا يحق لي ذلك؟".
" هل ستأتي الآنسة ماكسويل؟".
" كلا , ما لم تكوني دعوتها قبل مجيئي".
" كلا , بالطبع لم أدعها".
وضغطت سارة بقوة على يديها .
" رائع , أرتدي فستانا جميلا وسآخذك بعد العشاء الى أحدى الحفلات".
وتسارعت دقات قلبها :
" حفلة؟".
" نعم حفلة , حيث نلعب ونفوز ببعض المسابقات".
" لا أظن أنك تريد مثل هذا النوع من الحفلات , وأنت تعرف ذلك".
" كلا , أورافقك الرأي , ألا أنني أعدك بأنها ستكون حفلة رائعة".
" ماذا عن جي كي؟".
نهض جارود واقفا وقال بحسم:
" سارة , أنك وصيتي , أذا أحببت ذلك أولا , وأذا ما قلت بأنك ستأتين الى الحفلة فهذا يعني أنك ستأتين".
" حقا؟ ".
وألتمعت عيناها ببريق غريب.
" هل ستأتين؟".
أرتجفت سارة وتركت الغرفة متوجهة نحو الطابق الأول.
أغتسلت في الحمام الفاخر مستخدمة الماء المعطر , غسلت شعرها ثم جففته وأنتبهت الى تزايد أهتمامها بسبب قرب حلول موعد الحفلة , وفكرت بأن من السخافة التفكير بهذه الطريقة ألا أنها لم تستطع التحكم بعواطفها.
بعد ذلك تفحصت ملابسها بأهتمام لم تظهره من قبل , وأختفت من رأسها صورة السيدة ماسون وكلماتها الجارحة , فأحست لذلك بعرفان الجميل لجارود كايل.
أختارت أخيرا فستانا من الشيفون الوردي , فتحة الصدر مدورة ومنخفضة , وأكمام طويلة , ضيق عند الصدر وعريض أسفل ذلك ,كان فستانا قصيرا من طراز حديث أبرز أنوثتها وجمالها , لم تفعل شيئا بشعرها بل أكتفت بتمشيطه وتركه منسدلا على كتفيها , وأخيرا نظرت الى أنعكاسها في المرآة فأبتسمت راضية.
كان جي كي وجارود في الصالة الصغيرة حين توجهت الى هناك لأنها أستطاعت سماع صوتيهما , ولاحظ جي كي قدومها فقام لأستقبالها:
" أنك تبدين رائعة , لم أرك ترتدين هذا الفستان من قبل , أنه جميل جدا".
أبتسمت سارة بأضطراب وسارت معه الى الصالة حيث كان جارود في أنتظارهما.
أرتدى جارود بدلة غامقة اللون وكان لتناقض لون شعره وبشرته جمالا أذاذا.
ناول سارة عصير ليمون فتناولته منه بيدين مرتجفتين ,أبتسم جي كي وعلّق :
" يجب أن تذهب الى مكان ما الليلة بهذه الملابس الجميلة".
نظرت سارة بأتجاه جارود فأحنى رأسه وقال:
" أنها ذاهبة الى مكان ما يا جي كي , ستذهب معي الى الحفلة".
قطب جي كي جبينه:
" ماذا تعني بقولك أنك ستأخذها الى حفلة؟".
" أعني ما قلته بالضبط".
أستدار جي كي نحو سارة ثم الى جارود مرة أخرى:
" ما الذي تعنيه بأخذ هذه الطفلة معك؟ أنها أصغر سنا من أن ترافقك الى أماكنك المعتادة".
وبدا على جارود الضيق وأحست سارة بالأنقباض في صدرها :
" سأصطحبها الى حفلة عيد ميلاد هوارد لوسون الحادي والعشرين , أذ وعدته بحضور الحفلة منذ عدة أشهر".
" كما وعدت لورين بمصاحبتها الى الحفلة الراقصة ونقضت الوعد بدون أي أهتمام".
" كلا , لم أنزعج ولأضف الى معلوماتك , لم أكن أرغب بمصاحبة لورين الى الحفلة".
" لذلك ذهبت الى مونت كارلو مع تريسي ميرك بدلا من ذلك!".
تحركت سارة بقلق وكرهت جو الخصام العائلي المحيط بها.
" حسنا ذهبت الى مونت كارلو مع فوستر ميرك".
" ألم تذهب معكما تريسي؟".
" كلا.... ما الذي تريد معرفته يا جي كي؟ هل تريد مني وصف ما فعلت تلك الليلة كي تسمع سارة وتفكر جيدا قبل أن توافق على الخروج معي؟".
" حسنا ,ذهبت الى مونت كارلو مع فوستر توجهنا الى الكازينو وقامرت طوال الليل ".
أنتابت سارة القشعريرة ثم غيّر جي كي موضوع الحديث:
" هل ستذهبان الى حفلة هوارد أذن؟".
" أذا كانت سارة لا تزال ترغب بالذهاب.... هل تظنين بأنك ستشعرين بالأمان في صحبتي؟".
هزت سارة كتفيها ثم تساءلت:
" هل أنت متأكد من رغبتك في الذهاب؟".
ضحك جارود بقوة:
" ماذا تعنين بذلك؟ أنني غير قادر على أمتاع نفسي في حفلة عيد ميلاد صغيرة مثلا؟".
" لم تقل سارة ذلك؟".
" كلا , بل كانت على وشك النطق بذلك , يا ألهي! هل تتصور يا جي كي بأنني سأصطحب سارة الى الحفلة لأني منجذب نحوها؟".
تراجع جي كي عن موقفه وقال:
" كلا , لا أظن ذلك".
" هذه هي الحقيقة , لا تهمني تلك الناحية ,ولنتوقف عن النقاش فورا , أنني الوصي عليها ويحق لي قضاء الوقت معها , أليس كذلك؟".
" بالطبع , حسنا جارود سأصمت , ولكن تذكر كن حذرا في قيادتك السيارة".
فقال جارود بغضب:
" أنني قادر على التحكم بسلوكي بدون الحاجة الى نصائحك ".
ثم غادر الغرفة.
بعد ذلك نظر جي كي الى سارة بقلق:
"هل تريدين الذهاب معه حقا ؟".
أحنت سارة رأسها قائلة:
" نعم".
" ولكن تذكري جيدا من هو وما هو عمره , أنك طفلة حساسة ولا أريده أن يؤذيك".
تنهدت سارة قبل أن ترد :
" لكنك سمعت ما قاله , أنه يعاملني مثل أبنته".
" أعرف , أعرف , قد أكون عجوزا متشككا , لكنني أعرف مدى جاذبية جارود للنساء , كما أعرف أنه أنسان وسيلتهم الفريسة أذا كانت سهلة".
" ولكن جي كي , لست حمقاء , لست حملا ضعيفا ولا أنوي التصرف كذلك , ألا أنني أرغب بالخروج الليلة كنوع من التغيير فقط".
فتساءل جي كي قلقا:
" هل تشعرين بالملل هنا أذن؟".
أبتسمت سارة مطمئنة أياه:
" كلا بالطبع , ليس هذا ما عنيته , ما أريده هو الخروج الى مكان جديد ,أنك تعرف ما أعني أليس كذلك؟".
أجابها جي كي موافقا وتمنت سارة ألا تكون قد دفعته الى التفكير بأنها ناكرة لجميله.


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس