عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-19, 07:33 PM   #58

بدر albdwr

? العضوٌ??? » 452462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » بدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond reputeبدر albdwr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس
تم كل شيء كما اراد عمر و والدته، نقلت اغراض زهراء لغرفته التي اضحت غرفة عروس حقيقيه ؛فقد جددت سعاد كل شيء؛ و كأنها وجدت متنفس لرغابتها لفعل ذلك حقيقة ،بل طلبت من عمر اصطحاب زهراء لشراء اثواب جديدة تليق بعروس، علي الرغم من اعتراض زهراء انها تمتلك الكثير من الاثواب اللائقة من خطوبتها السابقة، و لكن كعادتها لم يثني ذلك حماتها التي قالت بلهجة غير قابلة للنقاش
"ستفعلي ما اريد زهراء ،لقد تعبت منكما انتما الاثنان، سيمر عليك في السابعة ،و لننهي الامر علي ذلك"
كانت قد انتهت لتوها من ارتداء حجابها ، حين دخل عمر ليسأل
"هل انتهيت ؟"
ارتدت قفازيها و نهضت قائلة
" انتهيت "
نظر اليها بتردد
"هل سأرافقك بمظهرك هذا ،يا الهي ان عينيك حتي لا يظهران ؛انك تبدين.......
لم يستطع اتمام جملته
حين قاطعته دون اهتمام
"كالعفريت، لقد سمعتها كثيرا ،و لكن بما انك لم تري عفريت فعليا فهذا تشبيه فاكس بلغة العصر الحالي"
ثم استطردت بسخرية
"و نعم منتقبة و اقول فاكس فهو ليس لفظ محرم كما اعتقد ؛ و الأن ان انتهيت من ملاحظتك القيمة،
جدا هل نغادر؟؟ "
اشار بيده تجاه الباب لتتقدمه ،و هو يهز راسة بيأس ،ثم ادرك انها لا تراه ،فقال ساخرا
"تفضلي امامي"
خرجت من باب المنزل، ثم وقفت مترددة بعد ان تجاوزها، التفت اليها بعد ان شعر بترددها
"ماذا هناك؟"
ثم انتبه للأمر ،معتذرا خجلا من غباءه
"اسف لم اتأقلم مع هذا الوضع، ارجو ان لا تمانعي"
ثم وضع يدها تحت ذراعه متمهلا في خطواته؛ حتي تستطيع مجاراته .
شعرت به يتوقف، يفتح باب السيارة
"اركبي زهراء "
تحسست لتضع حزام الامان حين سمعت صوته متسائل
"الي اين سنذهب؟ هل تفضلين مكان بعينه؟"
اقترحت بتردد
"لما لا نمضي اليوم بالسيارة نتنزه بصمت ؟ حتي يمر اليوم و نعود فصدقا انا لا اريد شيء "
قاطعها بملل
" و ماذا تقترحين ان نقول لأمي حين تسال عن ما اشتريت ؟
هل نقول سرقنا، اما شغلنا ببعضنا فنسينا ؟تحدثي زهراء ،و دعي اليوم يمر "
علي عكس توقعاتها مر اليوم بهدوء؛ بل و تمتعت فيه بالتسوق؛ كان عمر متفهما ؛ يسالها عما تريد فتخبره ،و عن الوانها المفضلة فيختار هو الموديلات، و يصفها لها لتنتقي ما تشاء ،و بعد ما انتهت من مشترياتها ،شارت علي عمر ان يبتاع عباءتان قيمتان لوالدته .
كانا في طريقهما الي الخارج، حين
رأي ترددها في المغادرة
"ماذا هناك ؟ هل نسيت شيء؟"
قالت بخجل
"لا و لكن .......
حثها بنفاذ صبر
"انطقي.. ماذا هناك ؟
حسمت امرها
"هناك متجر رائع للمثلجات ،اعتدت ان اتناول منه المثلجات حين اتسوق هنا ،هل يمكننا ؟....
و قطعت حديثها
سألها و كأنه يحدث طفلة صغيرة
" اين هو هذا المتجر؟
اخبرته عن مكانه بالطابق الثاني، و عن نكهتها المفضلة، و فضلت ان تتناول كنزها في السيارة،
ما ان اغلقت بابها ؛حتي اخرجت دبوس صغير من حقيبتها ثنت به طرف نقابها من جهته ؛لتتناول ما في كوبها بنهم شديد،
ظل مسمرا نظراته عليها، متذوقا احاسيس غريبه تراوده تجاهها، تلك الخصوصية التي تشعره بها حين ترفع نقابها امامه هو فقط ،شعور بغيض بالتميز يشعر به لم يختبره من قبله، بل و يمقته لأنه لا يشعره الا معها هي .
تنهدت بأسي بعد انتهت من كوبها
فسأل ساخرا
"لقد انهيته في وقت قياسي ، هل تنوين التقدم لموسوعة جنيس في تناول الطعام "
خبي حماسها من الخجل
"هذه قلة ذوق منك ،الرجل المهذب
يعرض علي مرافقته المزيد ،لا تسميم بدنها بملاحظات لن اتنازل للرد عليها"
رد مغيظا
"لقد ابتعت لك اكبر وعاء "
هتفت ببغض
"و انا شكرتك"
"اذن لأصبح رجل مهذب يجب ان اعرض عليك حصتي"
مطت كلماتها باستفزاز
"عمر ان اردت ان اطاع، فيجب ان اتمني ما يستطاع،
تناول حصتك بالعافية لك "
نظر اليها متمتم
"انت تدعين علي صحيح، لهجتك تدل علي ذلك "
ناولها الكوب في يدها
"خذي انا لا أريد"
تناولته منه بهدوء
"ان كان هذا ما تريده ،شكرا لك"
و انكبت عليه كسابقه دون ان تلتفت
ادار محرك السيارة يتمتم
"لا حول و لا قوة الا بالله ،هذه دعوات امي علي بالتأكيد "
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
مرت ثلاث ساعات منذ ذهب و حماتها لاستقبال اقاربهما ، حاولت ان تبدو انيقة ذلك اليوم؛ فارتدت بنطال من الجينز الازرق فاتح اللون، و بلوزة حريرية بيضاء قصيرة الاكمام ناسبت بشرتها، و جسدها تماما ،و انتعلت حذاء منخفض ابيض اللون ايضا، و بعض الحمرة لشفتيها و وجنتيها مع القليل من عطرها المفضل .

سمعت صوت قفل الباب ،ثم صوت حماتها و هي ترحب بأخت زوجها و ابنتها ، تحض عمر ان يعلم زهراء بوصولهم.
خرجت بهدوء اليهم مبتسمة
"السلام عليكم"
ساد الصمت الغرفة، و شعرت بيده علي كتفيها
"عمتي مرام ،هذه زوجتي زهراء"
لا تعلم ان كانت هذه البرودة بأطرافها نتيجة وضعه يده علي كتفيها، ام نتيجة للفظة زوجتي التي خرجت بعفوية من فمه.
حثتها حماتها بمرح
" اقتربي زهراء"
امسك يدها يقدمها
"عمتي نهال يا زهراء"
مدت يدها مرحبة
"اهلا عمتي"
شعرت بيد باردة تمسك يدها بقوة
"اهلا ،،مبارك يا حبيبتي "
ردت زهراء بما يليق ،حين عمر قدمها خطوة اخري
" مرام ابنة عمتي"
أنامل باردة تلامس اطراف اصابعها و عطر ساحر يلفها و هي تسمع التمتمة الساخرة
"مبارك يا عروس ،لقد احسنت الاختيار يا عمر "
شعرت بتشنج جسده؛ فقبضت علي اصابعه مطمئنة؛ متظاهرة بالحبور
"شكرا لك مرام، هذا من لطفك "
قطع هذا الترحيب البارد صوت سعاد ،تدعوهم للدخول
"هيا الي الداخل ،ام سنقضي اليوم امام الباب"
دخلن الي غرفة المعيشة و حماتها تقول
"عمر ادخل الحقائب الي غرفة سالم رحمه الله ،و انت يا زهراء اسبقيني للمطبخ ،و انا سأبدل ملابسي و الحق بك "
اشارات زهراء لخالتها بالطاعة، و حاولت ان تبدو خطواتها واثقه، و هي تتجه للمطبخ...
الذي ما ان خطت اليه، حتي تنفست بعمق تحاول السيطرة علي توترها
"يا الهي انهم يكرهونني دون شك، لقد شعرت بذلك انها حتي لم تصافحني، بل بالكاد لامست اناملي"
يبدو ان مخاوف خالتي و عمر حقيقية، و تمنت من قلبها ان تمر الايام القادمة بسلام.
ساعدت حماتها بقدر ما تستطيع ،و كادت ان تنهي الامر بسلام؛ لولا دخول نهال و ابنتها
" لقد جئت لمساعدتك ؛فانا اعلم ان زهراء لا يمكنها تنسيق المائدة، و نقل الطعام عليها "
لاحقت زهراء حماتها و هي تقول مبتسمة
" جزاك الله خيرا ،ابدا لا استطيع ترتيبها كما ستفعلي ، عن اذنك امي"
انسحبت بهدوء من المطبخ ،و لم تشعر بعمر الذي كان في غرفة الطعام ينظر بتوتر الي وجهها المتألم، متسائل
" كم ستصمد امام عمته "
تنحنح يشعرها بوجوده قائلا بهدوء
"من الافضل ان تجلسي بجانبي، تعالي الي هنا علي يمينك "
اخفت مشاعرها بمهارة، تخط ابتسامة علي ثغرها شاكرة
"شكرا لك "
جلست الي جانبه، تشعر بالحرج، و شعر هو بذلك فسألها ببروده المعتاد
"ماذا قالت لك عمتي لتخرجي و انت تشبهين الجزرة الحمراء من الخجل؟ "
ردت بهدوء
" امرتني بالخروج؛ لأني لن استطيع تنسيق المائدة، فانا لا اري ما افعل بالطبع"
" لقد بداءت عمتي باكرا حربها اذا"
قطع حديثهما دخول امه و عمته الي الغرفة ،يتجاذبن الحديث و ينقلن اواني الطعام .
و حين انتهين، اجلست نهال ابنتها امام عمر، و جلست هي امام زهراء و سعاد علي راس المائدة كعادتها.
مال عمر اليها متسائلا
"ماذا تفضلين زهراء؟"
اختارت ما تريد تناوله تحت ابصار ابراج المراقبة امامها دون حرج
ثم وضع كوب العصير في متناولها.
كانت الجلسة يتخللها الكثير من الذكريات، و بطبع الكثير من عمر و مرام، و هما صغيران كانا يفعلان و كانا يحبان ،و كان يأملان،
رسمت زهراء ابتسامه ،حاولت قدر الامكان ان تبدوا محايدة و طبيعية .
و اخيرا انتهي سيل الذكريات بانتهاء الغداء، ثم استأذن عمر ليستريح قليلا بعد ان انتهوا من تناول الحلوى
'هيا زهراء لقد أجهدت اليوم، سنستريح قليلا؛ لنستمتع بالسهر ليلا بعد اذنكم "
مد يده الي يدها فقامت برشاقة متمتمة بعبارات الترحيب و الاستئذان.
ما ان دخلت الي غرفتهما حتي تنفست الصعداء ،تهمس وهي تخلع حذائها
"عمتك تحاول ارهابي ،انها تحاول ان تضع حدا لي لا اتخطاه في حواركم "
استلقي عمر علي وسادته
"لقد انقذتك منها لساعتين ، انا سأخذ غفوة ،و انت افعلي ما تشائي"
لم تشعرانها غفت الا بعد سماعها دقات علي باب غرفتهما استقامت علي الاريكة
"ادخلي امي"
لكنها سمعت صوت مرام
"اسفة لأزعجاكما، و لكن امي غفت و كذلك عمتي ،فشعرت بالملل ،و جئت لأيقاظ عمر فانا معتادة علي ذلك منذ الطفولة ،فهو يعلم اني لا احب ان اكون وحيدة"
"حسنا هذه قلة حياء و عدم ادب"
فكرت زهراء ،و قالت بابتسامة صفراء
"بالطبع حبيبتي ،سيسرنا ذلك "
مشت بهدوء تلتمس طريقها نحو فراشه ،مدت يدها الي صدر عمر الغافي
" عمر استيقظ حبيبي ،عمر مرام هنا تود محادثتك "
هب منتفض كأنه في كهف منعزل
قد استعاد ذكري سوداء بعيدة صائحا
"ابعدي يديك عني ، هل جننت؟"
ارتعبت هي ترفع يدها عن صدره تتمتم
"اسفه ،ماذا هناك عمر؟ ،ما بك!!!"
استفاق ممررا كفه علي وجهه ، يحاول استيعاب وجود مرام في غرفته ،تتطلع بسخرية و تشفي الي زهراء ،و الأخرى بجانبه؛ و قد انحسر اللون عن وجهها ، محاولة السيطرة علي ارتعاش شفتيها من رد فعله ،تجاهل الواقفة بالغرفة؛ التفت الي زهراء متناولا يدها
"اسف حبيبتي ،انا اسف، كنت اري كابوس مزعج في منامي ،يبدو ان طعام امي الدسم فعل فعلته معي "
زاد الطين بلة، و هو يرفع يدها الي شفتيه مقبلا باطنها يهمس
"لقد اخفتك انا اسف "
لقد قبل يدها ، هل جن تماما !!
يالهي لقد شعرت بشفتيه، كان وقعهما كلكمة في صدرها ، و رغم ذلك حاولت التماسك، و لم تسحب يدها
"لا بأس حبيبي ،لا باس، لقد خفت عليك "
غيرت مسار الحديث ، تجذب يدها من بين يده
هاتفة بمرح مصطنع
"مرام جاءت لإيقاظك ؛لأنها شعرت بالوحدة المسكينة ؛ بعد ان غفت امي و عمتي "
بسماجة احرجت زهراء نفسها ، ملتفتا الي مرام
"و ماذا سأفعل انا؟ هل سألقي عليك النكات ؟ام علي ان اقفز، و اقف علي راسي لتسليتك"
فتحت فمها لترد الحرج عن الفتاة ، و لكنها صمتت؛ و هي تسمع صوتها بميوعة و دلال
" لا هذا و لا ذاك عمر، اريد فقط ان اتحدث اليك، لقد افتقدت هذه الايام جدا، الم تفتقدها انت ايضا"
سجلت ملحوظة اخري في ذهنها
" هي سميكة الجلد كذلك "
قاطعت زهراء رده
"لا بأس حبيبتي ،هيا يا عمر؛ فقد اخذت قسط كافي من الراحة "
قام و هو يمد يده اليها يحتضنها
"لأجلك عينيك فقط "
ثم قبل رأسها
ان كانت ظنت ان عمر قد جن فقد تأكدت الان بالدليل
ازداد احمرار وجهها هامسة
"سلمت عيناك عمر "
خرجت،و هي تسحب مرام من زراعها فيبدوا انها تسمرت امام الغرفة هاتفة
"استبدل انت ملابسك، و سأذهب انا لإيقاظ امي ،و مرام توقظ عمتي هيا مرام "
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
كانوا يتناولون العصير حين قالت نهال
"و كيف تعرفت علي عمر يا زهراء؟ فقد علمت من سعاد انك فقدتي النظر من سنتين تقريبا ،هل رأيته ؟ام انك تحسست وجهه كما نري في الافلام القديمة ،فانت لم تره من قبل بالتأكيد، يالهي انا لا اتخيل ان لا اري الرجل الذي سأرتبط طوال حياتي ،انه وضع لا احسدك عليه انت و ابن اخي، فهو يتألم بالتأكيد ان زوجته لا تعرف حتي ملامح وجهه"
وشهقت بخفوت لتعطي التأثير المناسب لشفقتها المزعومة
ساد الصمت و لم يسمع الا صوت انفاس الجميع .
سعاد صمتت و هي لا تستوعب مدي وقاحة قول عمة ابنها،
و مرام و هي تحيي امها بداخلها علي اصابتها للهدف بدقة،
زهراء كانت تدعو ان يمر فقط الموقف بسلام؛ فهي فعليا لا تهتم بكلام امرأة غيورة حاقدة تظن انها اخذت مكان ابنتها ،
اما عمر فقد بلغ غضبه مداه؛ و هو يري بريق النصر في عين ابنة عمته، و وجه زهراء و قد تلون حتي فقد لونه الطبيعي، و هي تظهر عدم اللامبالاة ،سب نفسه لما عرضها اليه فهو يعلم طباع عمته جيدا فهذه فقط البداية ،و لكنه اخرس صوت ضميره
" هذا لا شيء امام ما قمت به من اجلها "
و لكن غضبه تجاه عمته و ابنتها لم يخبو فقال ببرود
" لقد علمت زهراء
عني ما يكفي لتقبل بي زوج يا عمتي ، و انا ايضا علمت عنها ما يكفيني و يزيد عما اريد في شريكة حياتي يكفيني اخلاقها و دينها ،و تحملها لطباعي فانا مطمئن تماما انها لن تهرب يوما متعللة بفظاظتي و سوء طباعي "
قطعت عمته حديثه ، تتصنع الاسف
"كيف فهمت كلامي يا ولد؟ انا فقط كنت أتساءل هل رأتك زوجتك من قبل ام لا "
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

تحركت بعدم ارتياح من نومها ، تشعر بانها مراقبة لا بل سمعها المرهف انبأها ان هناك من يكتم ضحكاته و هذا ما ايقظها ثم تنبهت لوضعها فاعتدلت سريعا تسمع صوته متسائل بسخرية
"هل استيقظت اخيرا؟ ام اقول، هل انهيت طقوس نومك؟"
كادت ان تقفز لتغرز اظافرها في وجهه، لقد اتخذت كل الاحتياطات لتجنب هذا الحرج، فقد ارتدت سروال رياضي و بلوزة قطنية واسعة بأكمام طويلة، و احكمت الغطاء حولها حتي تتحرك في اقل حيز ممكن، و لكن صدقت الحكمة القائلة
"الطبع يغلب التطبع"
جلست تمسد خصلاتها الثائرة، رافعة انفها بشموخ، توجه نظرها نحو صوته، هاتفه بصوت جدي
"اسمع انت، طالما شاء قدري الباسم دائما ،ان انام في غرفتك ،ستتغاضى عن هذا الامر ،و لا نذكره ،و ستتوقف حالا عن الضحك
لأنك تضايقني "
علا صوت ضحكاته الساخرة اكثر صائحا
"انت لا تصدقي فعلا ،يجب ان تخجلي ،لا ان تملي شروطك و نواهيك "
همست بخفوت و خجلها يغلبها
"اهدأ عمر، و اخفض صوتك اخوك هنا و عمتك و ابنتها ماذا سيقولون"
ثم وضعت كفيها علي وجنتيها
" و ماذا ستظن امي "
قال و مازال اثر الضحك في نبراته
"ستظن كل شيء ،الا انك تنامين و احدي ساقيك علي الجدار و الاخر علي سور الاريكة ،صدقا كيف تفعلينها ! هل هي جينات عناكب ام خفافيش ربما !!!
و عاد صوت ضحكاته الساخرة ، ردت و قد اصابتها عدوي ضحكاته تغض الطرف عن سخريتها
"سأخبرك، لكن عدني، الا تضحك مجددا "
رفع يده
"لن اضحك اعدك "
قالت بخفوت
"هذه عادتي منذ الطفولة ،عندما انام اضع ساقي علي الحائط، انا لا ارتاح و اشعر بالاسترخاء الا في هذا الوضع؛ لذلك طلبت من امي ان نحرك السرير في غرفة سالم ناحية الجدار"
قاطعهما صوت سعاد من الخارج
" عمر ان كنت انتهيت من فقرتك الضاحكة الصباحية، فآخوك هنا من ساعات "
هتفت بسخط
"هل استرحت الأن ؟"
قاطعها بدون اهتمام
"كيف علمت ان احمد هنا؟
قالت و هي ترتدي حجابها و تتجه الي الباب
"اخبرتني امي بعد صلاة الفجر انه سيأتي باكرا اليوم، و كنت انت لا تزال في المسجد"
اتجهت بهدوء الي حمام الضيوف ،و بعد ان اغتسلت و عادت لغرفتهما كانت خالية ، رتبت الفراش و طوت الاغطية بعناية ،ثم خرجت لغرفة الطعام ، و هي تدعو ان يمر اليوم علي خير دون صدام ،حين دخلت ملقية السلام
لم يتواجد علي المائدة سوي
احمد لحسن حظها علي ما يبدو
" و عليكم السلام يا زهراء ،كيف حالك ؟"
ردت و هي تتحسس اقرب المقاعد إليها
"الحمد لله بخير، كيف حالك انت ؟و عملك ؟؟؟
"بخير حال الحمد لله ، و عملي كذلك فقد نلت ترقية ،و انتقلت علي اثرها للعمل في الفرع الرئيسي بالقاهرة.
هنأته بسعادة حقيقية
"مبارك لك انت تستحقها بالتأكيد، ستسعد امي كثيرا لذلك"
قاطعهما صوت عمر عند دخوله
" ما هذا الذي سيسعد امي ؟
ثم التفت الي اخيه الذي نهض لمعانقته
"ابا حميد ، لقد افتقدناك يا رجل ،حمدا لله علي سلامتك "
رد عليه بمرح
"لن تفتقدني كثيرا بعد اليوم، لقد كنت اخبر زهراء بانتقالي لفرع الشركة الرئيسي هنا بعد ترقيتي، و سأعود للبيت يومي الخميس و الجمعة؛ لان المشروع الذي سأديره في مدينة جديدة علي اطراف القاهرة "
دخل الجميع الي غرفة الطعام، ما بين مرحب بأحمد ،و ملقي لتحية الصباح، حين سمعت زهراء شهقة عالية من نهال و هي تردد
"بسم الله ،اعوذ بالله ،ما هذا يا زهراء لقد افزعتني ما هذا الذي ترتديه علي مائدة الطعام، و كيف ستتناولين به طعامك؟"
تقبلت الامر بسعة صدر
" انا ارتدي النقاب في وجود احمد يا عمتي، و انا معتادة عليه، لا تقلقي، استطيع التعامل مع الامر"
قاطعتها نهال بسخرية
"و لكن كل هذا السواد انه كئيب، لقد اثرتي علي مزاجي الرائق "
وافقتها مرام
"فعلا يا عمر كيف تسمح بذلك ،يجب علي الزوجة ان تكون دائما انيقة و مشرقة امام زوجها ،انا لا اخرج من غرفتي دون ان اتأكد من اناقتي، و اني اصبحت بهجة لمن يراني ،و ليس مصدر لمشاعر السلبية و للكأبة امام زوجي ،خاصة يا زهراء و اسمحي انت لست جميلة لتخشي الفتنة لترتدي كل هذا "
كانت زهراء تستمع دون تأثر حقيقي بما يقال، و تبتلع كل هذه الاهانات بصبر
حين سمعت من بجانبها يقول ساخرا
" انا اسمح لها لان هذه حرية شخصية ،و من وجهة نظر مجتمعيه بحتة كما اني لا يمكنني اجبارك علي ارتداء الحجاب، كذلك لا يمكنني
اجبارها علي خلع نقابها؛ حتي لو لم اقتنع به ،وكان من وجهة نظري قطعة زائدة علي الحجاب ،و لكن يكفيني انها هي اقتنعت"
ثم احتوي كف زهراء القابع علي سطح المائدة ،و قد خفف من حدة نبرته
" اما من ناحية الكأبة و الاناقة ، فزهراء بهجة لناظري في كل حال حين تخصني و تميزني بإظهار زينتها و اناقتها بارتدائها ما تشاء و تحب تحت سقف بيتي ،دون ان يشاركني غيري هذه بهجة، و حين تحجب ذلك عن دوني من الرجال كدرة تحتجب بصدفتها فهذه ايضا بهجة خالصة تشعرني بانتشاء يصل لحد الغرور "

رفع نظره اليها باستهزاء و هو يواصل
" كما ان مقاييس الجمال مختلفة مرام كما تعلمين فهناك نساء بارعات الجمال لا يساوين في اعين ازواجهن شيء الا متعة مؤقتة ،و هناك اقل منهن جمالا و لكن في عين رجلها هي كل النساء.
ان كانت زهراء في بداية حديث نهال غير متأثره ،فكانت بنهاية حديث عمر كقطعة جمر من حرارة الخجل، و ما يوحيه كلام عمر من معاني و مشاعر لا توجد بينهم اصلا.
قطع احمد الصمت السائد في الغرفة، بعد ما قاله عمر و هو يرنو الي اخيه بنظرة غامضة ،هاتفا بمرح
"ان كانتا هيئة الدفاع و النيابة قد انتهتا من مرافعتهما فهل يمكننا البدء بالطعام فصحن الفول هذا يناديني و انا سألبي النداء علي كل حال .
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
كان يصعد اخر درجة من الدرج المؤدي لطابق والدته حين شعر باستنفار في حواسه ،و استشعار لخطر لقادم ،لم تتجاوز نظرات عينيه سور الدرج حتي وجد مصدر هذه الذبذبات ، فتاة متوسطة الطول، ممتلئة القوام دون بدانة، ترتدي حجاب وردي اللون و بدلة بيضاء تناسب قوامها ،كانت تواليه ظهرها، و هي تدق الجرس علي باب زهراء ،و لكن قلبه و الغضب الذي استعر بروحه انبأه بهويتها ،استعاذ من الشيطان و هو يرد هذا الخاطر المستحيل عن عقله، مقتربا منها ، يسعل ليجذب انتباهها متسائل
"هل تريدين زهراء؟"
.قطع حديثه حين شعر بجسدها قد تجمد، و يدها التي كانت تمس الجرس توقفت، كأن روحها قد انتزعت، و اصبحت تمثال شمعي دون حراك.
اما هي فقد شعرت ان نصل خنجر حاد قد اخترق صدرها ،و وصل الي قلبها عندما سمعت صوت من يحدثها، لم تشعر الا و هي تردد لنفسها
"ليس هو، ليس هو ،لا يمكن ان يكون هو، تناجي الله في نفسها الا يكون كابوسها قد تحقق اخيرا ،و في هذا الوقت خاصة "
نادي بنفاذ صبر
"انت انا احدثك، هل انت صماء؟"
عضت علي شفتها و اغمضت عينيها ،و هي تحاول ان تجمع شتات نفسها التي تبعثرت فقط لسماع صوته، ثم استنشقت الهواء ببطء ،و هي تذكر نفسها بنذالته و كذبه لتجمع بقايا غضبها و مقتها له لكي تستطيع مواجهته، مستديرة بهدوء و هي تقول بصوت بارد
"لا انا لست صماء ،انا فقط بطيئة الاستيعاب ،صدق من قال ان الدنيا صغيرة جدا ،كيف حالك احمد







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 05-09-19 الساعة 04:37 AM
بدر albdwr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس