عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-19, 02:48 AM   #728

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السادس


يوم جديد صباحاً**

ما هذه البلد التي لا ترى الشمس فيها ظلاً أو امتداد لأشعتها الدافئة .. قارب الخريف بها وبدأ الجو يفقد ربيعيته المعتدلة التي كانت موجودة بالأمس .. زفرات غاضبة أفرغها في الهواء حتى لا يفرغ معين غضبه على هذه الساكنة جواره .. سكنت أخيراً بعد نوم ليلة قلقة ..
يهاجمه القلق من وضعها المرهق طوال يوم أمس حتى جن الليل فأويا لفراشهما .. كانت تدور في أثناء نومها بتحركات كبيرة وأنات متعبة .. أثقلت على قلبه كأنها تذكره بهذه الليالي التي مرت عليها تعبة .. مريضة بأيام زواجهما القليلة .. انتظر حتى تفيق .. محدقاً بها.. عيناها تدوران تحت أهدابها المسبلة بستائر النوم الثقيلة .. هتف بها متلهفاً قلقاً حتى قبل أن تفتح عينيها ..
" صباح الخير أسوار .. لماذا كنت تأنين طوال الليل ؟!!"..

صعقة نالت عقلها الجالس فوق غمامة النوم لمجرد اللهفة في صوته .. فتحت عينيها على نظرات تحدق فيه لتعرف ما يقصده بالضبط .. وجدت قلق شديد داخل دكنة عينيه .. كان يبحث عن مصدر تعبها وتبحث عن اهتمامه الحقيقي .. لم تحتج للموارة إذاً فقط فشلت أمس .. مدت كفها فكشفت الغطاء عن ساقها التي كانت أسندتها على وسادة صغيرة لتريحها من هذا النبض المؤلم بها.. ثم سحبت قميصها القطني الطويل وكأنها تريد أن تؤلمه فيما جلبه عليها فتثبت له جرأتها الجديدة فقط ليعلم أنها بالفعل قد تبدلت أو ربما تتلاعب بمشاعره ألم تفعلها ذات مرة .. صدح عقله وهو ينظر لتصرفها بنفي مزمن .. لا أسوار لا تختبرك سنمار .. ليست هي من تفعل هذا .. كاشفة عن بياضها الوردي حتى ركبتها ليجدها متورمة .. أجابته بهدوء من يطلب العون من جلاده :" أمس عندما ابتعدت تجاه الأكواخ ..علمت أن عمي قد وصل .. عدت أهبط المنحدر فسقطت على ركبتي .. تناولت مسكنا ليلاً لكنها كانت تورمت أيضاً ..ولم يجدي المسكن فما زالت تؤلمني جداً .. خائفة منها لدرجة أني أخشى وضعها على الأرض ".

هبط من الفراش حتى لا يوقظ الغالي الذي جلبته ليكون بينهما .. فلم يجادل بل احتضنه ونام في غمامة ناعمة لأن رائحتها تغمره .. همس وهو يتحرك :" كان لابد لك من العودة ببطء .. سقطة مثل هذه قد تحدث شرخاً في الركبة ".

أجابته بضيق بارز الأنياب ينتظر كلمة ليهاجمه :" لا تلق باللوم علي .. الق باللوم على من هاجمني صباحاً .. على من أحدث توتر في المنزل .. أظنه لن يزول أبداً".

دار حول الفراش وجلس جوار ساقها محدقاً فيها بعينيه ذات النظرة الساكنة بالوجع يريد إعلامها ما به وماهما فيه :" لم أهاجمك أسوار .. لا تجعليها هكذا .. أريد زوجتي التي تقتلني بتجنبها لي .. أنت لا تتخيلين ما تفعلين بي كرجل .. وإذا نظرنا علي أني حالة خاصة..".

سددت له نظرة لائمة ليجيبها بما هو أعمق درجة في صوته مع عينا بدوتا بصفاء الصدق :" أنا أتعرف على مراهقتي الآن معك .. جموح غير طبيعي ".. عبارته الأخيرة جلبت تورد غير طبيعي ودفء اقتحم خلاياها بصورة مباغتة .. لم تعد تركز على شيء أخفضت نظرها عنه فلم يعد لها مهرب من هذه الرغبة المنطلقة صوبها .. تبحث عن مفر من كل المشاعر التي حاصرتهما معاً بقيد حريري أجاد حبكه..

لم تجد حلاً لها غير النظر لركبتها ومحاولة منها لإنهاء هذا الوضع فتعيد عليها غطائها حتى لا تتهم بأنها تغريه .. وداخلها شيء من هذه الشقاوة الأنثوية الرابضة بجموح تعززها غريزة الجدة حواء .. تتمنى أن يسمعها ما يعزز كبريائها دائماً..

منعها عندما مد أنامله حول محيط الكدمة الموشى بالزرقة وبعض الكدرة المصفرة .. لم تكن تشعر بأنامله وكأن الكدمة ما عادت تؤلمها .. لا تصدق ضغطته الرقيقة هذه ،وكأنه صنع من القطن ..،وليس هو ذو القبضة القاتلة التي كانت تكسر عظامها كلما اقترب منها ..حتى لو داعبها كانت أصابعه خشنة كأنها قدت من حديد ..ارتباك شديد جلبته لذة الذكرى .. هتفت داخلها تريد منع هذه الذكريات ليس لكونها تؤلمها ولكنها تتمناها .. تباً لك أسوار .. تباً تحلي بالعقل .. كوني ذات كبرياء.. رفع أصابعه عنها .. فوجدتها فرصة للفرار من هذا التواصل الغير محمود العاقبة .. أهالت بسرعة الغطاء على ساقها ..

تركها تفعل ما تريد فبالنهاية مشيئته سينفذها ولا مفر لها من أحلامه وعشقه .. وقف يسألها بجدية :" هل لدينا أي دهان للعضلات؟!! .. أي شيء سيفيد ".

أجابته بسرعة حتى يذهب بعيداً فيقطع هذا التواصل الساخن الجالس في المكان ينتظر هجمات شهوة بينهما .. راحت تشير لدرج منضدة الزينة تتحدث لتشغل عقلها عما هي فيه من ارتباك راغب في اقترابه :" هناك .. داخل حقيبة بلاستكية زرقاء قد تجد .. فكريمة ممرضة زوجة عمي من وضعت هذه الحقيبة وأصرت عليها .. قائلة لي.. ستكونين في غربة وقد يمرض منك الغالي .. ماذا ستفعلين لو مرض ليلاً؟!!".

انحنى جالباً الحقيبة ينظر إليها وحجمها قائلاً:" كم مكثتِ حتى يفحصونها بالمطار .. أقصد كل هذه الأدوية ".

أجابته بابتسامة وبكلمات تقصدتها :" لا شيء .. ابتسموا وهم يودعوني".

عقب بابتسامة شاحبة كونه عانى في الدنيا وحده لقد نحت بأظافره في الصخر الصلد حتى صارت له مكانة :"لا أصدق عادة يفتشون الأدوية بعناية كونها تعتبر طريقة لتهريب المخدرات .. عمك أكيد ساندك.. هاتف منه وكل شيء يسير ".

أجابته بتقطيبة ثم انفرجت أساريرها تغيظه بمصدر أهميتها المنفرد الشخصية :" لا .. الجواز الأجنبي جعل الجميع يركض لينهي الإجراءات ". لم تذكر له أن الحقيبة تم تفتيشها بدقة بل كادت الطائرة تفوتها بسبب هذه الحقيبة ..

وقف يحمل عدة امبولات بلاستيكية ثم أختار منها ما يفيدها .. سألته بارتباك:" كيف علمت أنه هو والكتابة جميعها باللغة الإنجليزية ".

أجابها بهدوء يحمل الكبرياء من سؤالها الساذج نوعاً ما :" هناك رسم عضلة فوق مغلفه .. رجل يضغط على ظهره .. لذا سَهُلت القصة ".

بدأ بالفعل يضع على أصابعه بعض الدهان مما أضطرها لكشف ركبتها مرة أخرى .. ليهبط بهما على ركبتها بنفس الخفة السابقة يتعمد الضغط بخفة تزداد كل فترة .. لكنها لا تؤلمها .. سألته باهتمام :" ما تعليمك سنمار؟!! .. متى توقفت عن الذهاب للمدرسة ؟!!".

سدد نظراته تجاهها فهذه أول مرة تسأله عن طفولته .. كان بالماضي يحكي هو عن أخوته وعائلته .. لكنها لم تكن تسأل بهذا الاهتمام .. غادرها بنظراته نحو النافذة التي بدأت الشمس الضبابية تداعب زجاجها .. لا يريد هذه النظرة المهتمة بزيادة ثم يجدها تشفق عليه .. نظر نحو الأفق البعيد وكأنه يقتات هذه اللحظة الألم كله :" منذ مات أبي ؟!!.. كنت بالصف الثاني الإعدادي .. وجدت نفسي محمل بكل المسئولية .. لكني كنت أحب التعليم وأعشق الكتب .. ظللت عام ونصف العام أعاند نفسي حتى نلت الشهادة الإعدادية بنظام المنازل .. أذاكر في المنزل وأذهب للامتحان .. والتحقت بالثانوي ولكن العمل لم يمكنني من استكماله .. عام خلفه الأخر رسوب دائم ولم أجتاز الصف الأول الثانوي .. واجهت نفسي بالحقيقة واكتفيت .. خاصة عندما علمت أن الغالي دحية لم يكن سوى جالب للموت بمراكبه ..كيف كنت سأكون طبيباً وجالب للموت بالميراث بنفس الوقت ".

شعورها بالراحة من تدليكه جعلها تتحدث بارتياح :" أظنك كنت ستكون طبيباً ماهراً .. لقد داويتني مرتين بمهارة فائقة .. وتدليكك الآن يدل على هذا ".

رفع نظراته إليها .. فقد كان سابح داخل ذاته يحكي لها ما لم يخرجه لبشر من قبل .. ربما طرحه لهذا لم يكن إلا لأنه صار يريد التطهر من كل الماضي فبدأ من حيث بدأ التحول معه ..

ابتسم لإدراكه ما قالته هتف مغمغماً بضيق :" أحدهما كنت محمومة بسبب ضربة السوط والأخرى كفيك بسبب سخونة العسل .. كلاهما بسببي .. كنت السبب فمن باب أولى أن أداويك ..".

علقت بهدوء مهاجمة :" من باب من أفسد شيء فعليه إصلاحه .. لكن هذا لا يصلح مع البشر ".

اختفت ابتسامته بغتة مصمم على العودة للطريق الذي بدأها ربما لو تعرف تفاصيل معاناته مع الأيام تشفق عليه فتعود كما كانت .. وعلق داخل عقله المتخم وهو يعيد الكره فينظر لها معقباً:" تم نزع أرضنا وطردنا من الدوار .. مكثنا في منزل قديم مهترئ الجدار حتى لا تتزوج رحيل هذا الرجل العجوز الذي أصر عليه قاسم .. وقتها صرخت تزوجت من سنمار وباسم .. كان باسم لم يتعدى العام ونصف العام .. كنت بالبداية أكره رحيل .. فقد كانت زوجة أبي .. شديدة قاسية .. لا تحب أحد ..لكنها وقفت ضد الجميع حتى لا تتزوج ولم تتركني لأحد .. كانت تطعمني ثم تهتم بباسم .. لذا جعلته الأول في قلبي .. أنت لا تعرفين كم عانيت مع الحياة ".

غمغمت بمن تقاسم الوجع داخل روحه :" أعرف كم عانيت .. كل مواقفك أعلمتني سنمار .. حنانك على عبد الله وأمه .. حتى جدته فاقدة الذهن .. كلبك قرصان .. فرسك كل شيء كنت تهتم به لأنك لم تجد من يهتم بك مثلما أردت ".

كان قد أنهى تدليكه لركبتها تنهد مقرراً :" عليك الراحة اليوم .. لا تقفي عليها .. سوف أساعدك في اعداد الإفطار .. لدينا مخبوزات من أمس والبقية بسيطة .. أجبان وخضر مقطعة وكفى ".

جلب رابط ضاغط ولفه بعناية حول ركبتها حريصاً على عدم ضغطه بقسوة .. بينما هي تقول مستفسرة :" لو ظهر أن لرحيل يد في حرق قصر الماء وموت من فيه .. ماذا ستفعل سنمار ؟!!".

سدد لها نظرة محدقة وكأنه سقط في غياهب السماء الرحبة لا يعرف له اتجاه .. فلم يعرف بماذا يجيب عليها .. سوى بغصة شديدة تحمل كلمة :" أحببتها ".

أغمض عينيه على وجع ثم تحدث :" لا أعرف أسوار .. أحببت من جعلتني أحيا كذبة كاملة .. عاملتني كابن لها ..كانت تمنحني العطف والقوة وقتما أحتاجهما .. في الماضي كنت عندما أختلف مع أحد الأولاد وتسمع فقط .. تهرول للخارج وتمسك بالولد وتظل تضربه حتى يبكي .. تقول له سنمار سيدك وتاج رأسك أنت وأهلك .. ".

تنهد بقوة ثم هتف بحيرة :" لا أعرف .. ماذا أفعل .. ربما لو كنت كما الماضي كنت قتلتها .. لكني قد تغيرت .. هذا القلب تغير .. فما عدت قادر على القتل".

ثم هدر بخفوت مشبع بالعاطفة المشبوبة جلبتها اللحظات التي تشاركا فيها الأسرار:" أنت غيرتي حياتي كلها .. بدأت بقلبي .. فلم أعد أعرف كيف سيتصرف سنمار الجديد ".

بينما هي تسحب قميصها المحتشم لتسدله على ساقها .. حتى تواري شفقتها عليه وعلى طفولته الضائعة .. قبل أن تكمل ما تفعله . هتف صوته بضيق متألم :" أما زالت هناك ندبة ".

توقفت عما تفعله بفعل يده التي أحاطت بأصابعها تمنعها التدثر بردائها .. وبأصابعه الأخرى يمرر باطنها على علامة رفيعة كانت ضربة سوطه بهذا اليوم البعيد ..

عيناه تجتاز كل ما بينهما من حواجز .. ثم مال فجأة على ساقها ليلثم تلك الندبة .. بغتة حطت شفاهه الدافئة على جرحها القديم الحارق لكبريائها .. ثم ارتفع بسرعة مبتسماً منتصراً كونه فعل شيئاً أرد فعله من لحظة كشفت ساقها أمام عينيه :" كانت أمي عالية عندما يصيبني جرح .. كانت تقبله لي والغريب كان يشفى بسرعة ".

تلك اللحظات الجديدة بينهما جعلت شيء أكثر ارتباك يلوك قلبها .. وتتصور العلاقة الكاملة بينهما هل ستكون على شكل مغاير لو سمحت له بها .. انتفضت مكانها وحاولت الهبوط أرضاً .. لكنه منعها بذراعه الذي أسند مرفقها :" سوف أسندك حتى الحمام وعندما تنتهين سأعود لأحملك أسفل تجلسين حتى ننهي نحن كل شيء ".

سألته مستفسرة وهي تسكن تحت ذراعه المحيطة بظهرها :"من أنتم ؟!!.. هل ستجعل الضيوف يخدمون أنفسهم؟!! ".

ابتسمت عيناه بإغراء لقاء عينيها القلقة ..ثم انفرجت شفتاه عن همسة أكثر إغراء :"أقصد أنا والغالي .. مثل الأمس تماماً .. نام على ظهري برهة ثم أستيقظ .. مع أن كلمتك تغريني لأفعلها فهم أصحاب المنزل .. خاصة الطاووس منتفخ الريش .. ابن عمك راشد .. كم يغريني رؤيته يغسل الأطباق .. وينظف الأرضية ".

اغتمت حواسها فجأة وبدأت تبتعد عن ذراعيه .. وكأنها تتذكر تلك المرحلة الصعبة التي تمنت نسيانها .. لكنها الآن تتذكر ما كان خارج نطاق عقلها في الفترة الماضية .. رأت نفسها وتذكرت كل شيء .. انحنت ركبتها فجأة من وطء الذكرى .. مما جعله يهتف بها حانقاً :" كدت تسقطين نفسك أسوار .. ما حدث ؟!!".

أعاد إحكام يديه حول جسدها هاتفاً بتحكم :" لا تحاولي .. سأوصلك للحمام ولو أردتِ مساعدتك في الداخل أيضاً ".

غمغمت بصوتها وكأنها تبحث عن حقيقتها الضائعة :" هل أقصى عقاب لديكم تنظيف الأرض .. ظننتكم مبدعين أكثر من هذا .. أم الإبداع بالظلم تدعونه للضعفاء فقط ".

سدد لها نظرة جانبية بكل ما بداخله من آسف .. ثم تحرك بها أسرع للحمام هاتفاً لها قبل تركها :" أنظري لي أسوار .. كنت مثل الحجر معك ولكنك كنت كالماء ظللت تنهمرين فوقي حتى أحدثتِ ثقباً كبيراً كل هدفه بالحياة أن يحاوطك برعايته .. ثم لا تظني أنك ضعيفة .. قد تكونين ذات هشاشة جسمانية ولكنك من داخلك قوية .. بحيث فعلتِ كل ما تريدين .. القوة كامنة هنا وليس هنا ".

أشار بإصبعه القوي لقلبها ثم رفع عضلات ذراعه لأعلى لتراها قوية صلبة منتفخة تبدو كصخرة تتحرك تحت جلده خاصة بعد أن بدأ يراقصها لتراها .. شيء حوله جعلها تبتسم لتجيبه :" هل فعلاً تراني هكذا ؟!!.. أظنك تجامل سنمار .. لقد انسلخت عن عقلي وكأن من تفرك الأرض أخرى .. تذكرت الآن ما غفل عنه عقلي وقتها.. ربما كلماتك السبب في تذكري هذا ".

كانت عينيهما حوار طويل من الصمت فكلاهما يتوجع حقاً .. مد لها ذراعيه على كتفيها يمسدهما بحنان مباغت :" لقد ألمتك من أول لحظة حتى أدركت أني لا أريد سواك .. هشة ضعيفة .. أو قوية .. لم يعد يهمني هذا .. لقد أعدت لي طفولتي الضائعة أسوار.. حتى رجولتي أعدتيها لي .. عدت داخلي أمل بالحياة .. أصبحت أريد العيش.. ألمك لم يكن بلا ثمن لقد أعدت حيوات وليس حياة واحدة.. ولن أقسم أني لن أتحدث عن الماضي بيننا .. لأنه ساعدني أن أولد من جديد ".

مالت رأسها على صدره بفعل ضغطة خفيفة من راحته على مؤخرة رأسها .. اقتراب شديد جعلها تضع راحتيها على صدره فتصطدم بها نبضات قلبه ووجيبه المرتفع .. جعلتها طريقته تبحث بعينيها عن سخريته اللاذعة داخل عينيه وكأنها تحفز نفسها على الانفلات من بين يديه .. .. عيناه كانت واعدة بالاهتمام .. ربت على ظهرها بدفء وصوته تحول للين ناعم :" هيا أسوار قبل أن أتهور فتخشيني من جديد ".

كل ما فيه غريب ..كانت تريد الصراخ باعترافها الداخلي .. أفتقد سنمار بخشونته .. هل اللين الذي هو فيه يجعلها تخشاه حقاً ؟!!.. أم لكونها تشعر أنها تتعامل مع شخص غريب عنها ..

تحركت للخلف خطوة مغلقة الباب دونها .. أسندت ظهرها عل الباب .. تنصت لصوت تحركه بالغرفة .. بين شعورين أحلاهما مر ..

أنهت اغتسالها ووضوئها .. خرجت لتجده واقف يصلي .. يركع ويستقيم ثم يهبط ساجداً .. لكمة وجهت لمعدتها لتوها .. شيء غاية في الكمال بالتقرب ذلفاً لله .. لم تكن تتخيل أنها ستراه على هذا الموقف وخاصة في غرفة جمعتهما معاً.. تحركت محاولة التخفيف من ضغطتها على ساقها المصابة ..

جلبت إسدال صلاتها الذي تحرص عليه دائماً .. نظرت لطفلها الهائم في نومه .. ابتسمت له بوداعة .. أنهى صلاته وسحب لها مقعداً صغيراً يخص منضدة الزينة ثم همس بصوت خشن :" ليتنا كنا أطفالاً .. ولم نكبر كنا ظللنا بوداعة الصغار مثل الغالي ".

أطرقت في صمتها ليستطرد وهو يمسك مرفقها المغطى بملابسها المحتشمة :" لفد منحته زجاجة الحليب فأكمل طعامه ونومه كذلك .. تعالِ أدي فرضك جالسة على المقعد . وسوف أذهب لأتفقد المطبخ ثم أصعد أحملك لأسفل ..ثم أنادي العائلة للفطور ".

تحرك بها أجلسها على المقعد متولية قبلتها :" انقذتني أسوار عندما دعوت علي .. كأنك دعوت لي .. جعلتني أرى أن الله قد وضعك في طريقي لأعلم الحقيقة كاملة .. كم أتمنى خدمتك في أداءك الصلاة بقية عمرك .. ربما تدعين لي حقاً .. ترى ماذا سيحدث لو دعوت لي؟!!".

أجابته بطرفة من عينيها تلاها إطراقها للأرض أمامها :" كنت أتحسب على من ظلمني فقط .. كنت أدعو لك بالهداية .. ".

عاد يكرر عليها برجاء متوسل :" أدعي لي أن تحبني أسواري مثلما أفعل ".

حدقت فيه لكنه لم يرد منها إجابة .. كان يحمل الغالي معه نائماً ويغادر الغرفة ..

لامت نفسها على عدم جلب كل أشياء الغالي حتى لا يكون مرهقاً هكذا ثم عادت تتذكر هيئته أمس والطفل فوق ظهره .. يشبه الهنود الحمر ودول أفريقيا التي ما زالت في بدايات التطور المدني .. سيستطيع التعامل مع الوضع .. فالأمس كان أكبر دليل على إخفاقها ونحاجه كرجل عائلة .. أليس هذا الوصف الذي رسخته لها خطيبة ابن عمها ..

نفضت رأسها عن الأفكار الحارقة لبوصيلات أعصابها .. ثم رفعت كفيها حتى آذنيها لتبدأ شعائرها التي لن تجتهد بالنهاية لتدعو له ولكل أحبابها ..
******************





التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 09-09-19 الساعة 04:08 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس