عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-19, 10:17 PM   #540

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الجزء الثاني من الفصل التاسع عشر
" مصعب... الحقني على المكتب... أريد أن أتحدث معك..."

أسبل أهدابه يخفي خلفهم غضب حاقد ونبرة علياء المتكبرة بطريقة ما تزيد من وقود هذا الغضب.... أخذ وقته ليتبعها بعد أن سبقته متظاهرًا بالهدوء بل باللامبالاة لكن بداخله نبضات خائفة تلح عليه بشكل يزعجه... علياء لا يمكن أن تمرر ما حدث ببساطة وهو يخشى أن تبعده عن محيط ماريا تمامًا... رفع رأسه وألقى نظرة سريعة عليهما لتقابله نظرات وليد الحادة فزم شفتيه ونهض مبتعدًا بينما تشيعه زوجته بقلق تام وخوف ذليل!
نهضت عن مقعدها بتردد ثم اتجهت بحدقتيها المضطربتين لوليد وماريا لتقول باعتذار ونبراتها تتلكأ ما بين ألم وضعف :
" أنا... أنا أريد أن أعتذر... عما حصل... أعتذر بالنيابة عن زوجي"

احتار وليد بما يرد أو كيف يطمئن هذه المرأة أمامه التي تكاد ترتجف من ضعفها...لم يكن قد تعامل معها مباشرة من قبل... فقط تحيات خافتة تبادلاها وكل ما يعرفه عنها أنها شقيقة ماريا... أيعقل أنها شقيقتها!... إنهما متناقضتان لدرجة كبيرة!!
ابتسم وقال بلطف :
" لا عليكِ..."

توجهت نظرات مايا هذه المرة لشقيقتها الصامتة تتوسلها بعينيها أن تسامحها... على كل شيء...إنها أخطأت بحقها وما زالت! والطامة أنها لا تجد طريقة لتتوقف عن هذا... لا تجد شجاعة تنجدها
قالت ماريا بصلابة وهي ترفع رأسها بإباء حسدتها عليه :
" لا بأس مايا... لا داع للاعتذار"

ابتلعت ريقها ثم بنبرات مرتعشة كانت تستأذن وتغادرهما بخطوات متعثرة خزيًا....

وقفت ماريا عند الباب الخارجي لتودعه... كان وجهها جامدًا على نحو أقلقه وبه بعض الشحوب... يدرك أن ما حصل قبل قليل ألمها حتى لو لم تظهر هذا الألم... أمسك بكفها هامسًا بحنان :
" سأتصل بك مساءً..."

هزت رأسها دون رد فتنهد ولم يشأ أن يذهب وهي بهذه الحالة فأحنى رأسه وطبع قبلة دافئة على وجنتها وعاد يقول :
" لا تقلقي كل شيء سيكون بخير..."

ابتسمت ابتسامة صغيرة مبهمة وقالت ببعض.. التعاسة! :
" نعم كل شيء..."

اقترب منها يهمس بقلق:
" ماريا... "

رآها بوضوح ترفع كفها وتضعها على جبينها وتقول بخفوت حزين :
" لقد مللت... مللت من كل شيء... مللت من هذا البيت.. ومن هذه المشاكل التي تصر على الالتصاق بي... ومللت من تظاهري بعدم اللامبالاة"

أراد يواسيها... أراد أن يمحي تلك النظرة اليائسة وذلك التعبير على وجهها الذي هو أقرب إلى الاستسلام!
رباه! إنها ماريا... تلك الفتاة التي بمهلة قصيرة أصبحت كل شيء لديه... جعلته يخرج نفسه من دائرة الجمود وعدم الاهتمام إلا بابنه... جعلته يشعر بالسعادة التي كانت غائبة عنه طويلًا... جعلته يشعر بالحب...
ولكن أن يراها بهذه الحالة وكأنها لم تعد تستحمل الثوب الخانق من اللامبالاة وكبت المشاعر كان أكبر من قدرته على أن يقف وينظر لها فقط... تجاهل حركتها الرافضة وشد من ذراعيه على جسده يكاد يرفعها عن الأرض بينما فمه قريب من إذنها يهمس بعذوبة شديدة :
"وإن أخبرتك بأنني بجانبك ولن أبتعد؟ ... وإن أخبرتك بأنني أحبك ولن أتوقف؟... هل هذا كافي لأن تعتمدي علي... تثقين بي؟"

سكنت حركتها واسترخى رأسها على كتفه فأعاد سؤاله بإصرار :
" هل هذا كافي ماريا؟.."

بعد لحظات من الانتظار المضني هزت رأسها بخفة وهمست بتنهيدة عميقة :
" نعم... كافي "

ابتسم بسعادة عاطفية وهو يقبل رأسها ليسمعها تسأل وكأنها تذكرت شيئًا :
" أين فراس؟.. "

رد وهو يمسد على رأسها من فوق الحجاب وخاطر برق فجأة بدماغه... إنه لم يرى شعرها لحد الآن :
" تركته في البيت ... لم يأتي معه لأنه نام ولم أحب أن أيقظه...لا تقلقي عليه "

لم ترد بشيء وهي تتحرك تفك نفسها من ذراعيه... دارت حدقتاه على ملامح وجهها الحبيبة وشعر كما يشعر كل مرة ينظر إليها... بالحب


يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس