عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-19, 04:13 PM   #46

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل الثامن عشر__________سأحبك دون قيد او شرط
********

- ماذا تعني باختفت ...؟ اريد معرفة اين هى في خلال دقائق والا سأحرقكم جميعًا ... - هدىء اعصابك سنيور فرنانديز... سنجدها رامي نظر الي مساعده بنظرة نارية عبرت عن الثورة الهائلة التى تشتعل بداخله وقال بصوت مرعب ...
- هذا افضل لكم والا ...
- سنيور فرنانديز ...؟
- تكلمي ماريا فقط لو لديك معلومات عن سنيورا فرنانديز ... اما لو لا تعلمين شيئًا عنها فستغادرين المنزل الي الابد ..الم اطلب منكِ من قبل التفرغ لها ومراقبتها جيدًا ...؟ ماريا اجابته برعب ...
- اعتقد انى اعلم سنيور ... يوجد زي مفقود من ملابس طاقم الخادمات اللاتى يتغيرن يوميًا ... اعتقد ان السنيورا غادرت القصر مع الخادمات ... مدام ليليان اكيدة من ذلك ...
النار الثائرة التى اشتعلت به منذ ان علم بإختفاء لارا والتى كادت ان تقتله خفتت قليلا عندما احيا كلام ماريا الامل بداخله ...فهو ظن ...
اغمض عينيه بألم طاغي ... نعم طوال الدقائق الماضية وهو يظن انها القت بنفسها عبر الجرف الصخري وامر بتمشيط البحر ...وانتظر استلام جثتها بكل رعب ...
اخر مشاهد لها عبر كاميرات المراقبة كانت في الطابق السفلي ... ربما ماريا معها حق ... ربما تكون لارا غادرت القصر متخفية في زى الخادمة
استدعى فورًا " كارلوس راميرو " رئيس الامن لديه الذي هرع لتلبية اوامره ...سأله بقسوة ...
- كم عدد الخادمات اللاتى غادرن القصر في مروحية الخدمة ....؟
كارلوس اجابه وهو يرتعد ...- خمسة
رامى صاح بغضب ...- غبي ..الا تعلم عدد الخادمات ...؟
كارلوس احنى رأسه ولم يستطع النطق بحرف واحد ...هو مذنب تمامًا .. راموس يدفع له الملايين في مقابل حمايته وهو اهمل ...الخادمات اللاتى يتغيرين يوميًا عددهم اربعة وليس خمسة .. فمن اين اتت الخامسة ...؟
تجاهل عقابه للوقت الراهن وامره ...
- صلني بقائد المروحية فورًا ..
رئيس الامن نفذ امره فورِا واعطى له الهاتف فسأل قائد المروحية بلهفة ...
- هل انزلت حمولتك ؟
قائد الطائره اجابه بعفويه جعلته يشعر بيأس قاتل ....
- نعم سنيور ...انزلت الطاقم منذ خمس دقائق ...
..........
فور مغادرتها للمروحية شعرت بالحرية ... لاول مرة في حياتها تشعر بأنها حرة ... ذابت وسط الحشود ... فمهرجان ريودى جانيرو السنوي الشهير الذي يعقد في اواخر فبراير هذا العام كان علي الابواب ... لقد قضت قرابة الشهرين في البرازيل ...
ريو دى جانيرو مدينة واسعة ولن يعثر رامي عليها ابدًا ...
هى رحلت بدون اي شيء... بدون ملابس او اموال او هويه ... لكنها احتاجت لذلك بقوة ... كل ما كانت تملكه هو خاتم ادريانا الماسي ... لكنها لا تستطيع التفريط فيه لن تستطيع العودة الي القاهرة وترك والدتها ورامي هنا لذلك هى بحاجة الان الي مكان تقيم فيه وعمل من حسن حظها انها فترة مهرجانات وينشط فيها طلب العمل ...
معرفتها التامة بالانجليزية والفرنسية ستساعدها ودراستها للمحاسبة وادارة الاعمال في الجامعة الامريكية ربما ستمكنها من الحصول علي عمل في احد الاماكن ...
لحسن حظها ان درجة الحرارة في فبراير في البرازيل تتخطى الثلاثين مئوية والا لكانت تجمدت من البرد ... تجولت في المهرجان حتى ارهقت لم توفق في الحصول علي عمل والليل يهبط بسرعة ... اين ستقضي ليلتها ...؟
سوء تغذيتها لاسابيع بدء يظهر علي مجهودها العام ...انتابها دوارًا عنيفًا يكاد يسقطها ارضًا ... فجأة شعرت بفتاة في اواخر العشرينات من عمرها تسندها وتمنعها من السقوط.. من ملامحها الشقراء استنتجت انها اوروبية
الفتاة غمغمت بالانجليزية ...- هل انتِ بخير... ؟
لارا هزت رأسها بالنفي ... فحدة دورانها في تزايد ..
الفتاة ساعدتها علي الجلوس علي مقعد خشبي في جانب الساحة الواسعة المزدحمة بالمحتفلين بالمهرجان واعطتها بعض الطعام ... شجعتها علي الاكل ...
- تناولي شيئا ...يبدو انك لم تأكلي منذ الصباح...
لارا ترددت في قبول الطعام لكن احتياجها الملح اليه جعلها تقبله شاكرة ... - شكرًا لكِ ....
الفتاة عرفت عن نفسها ...- انا اسمي فلورا ...بريطانية واعيش في البرازيل واعمل كنادلة في حانة ...
لارا ايضًا عرفت نفسها...
-اسمي لارا ... وانا مصرية
فلورا رفعت حاجبيها في علامة علي الدهشة... ..
- انا اعتقدت انكِ برازيلية....
لارا هزت رأسها بالنفي ...
فلورا سألتها بفضول ...- هل تعملين في خدمة البيوت..؟
لارا انتبهت الي انها ما زالت ترتدى زى الخادمات ...فهزت رأسها بالايجاب ماذا عساها غير ذلك ستخبرها ...
فلورا عادت الى فضولها ....- اذًا اخبريني .. هل هربتي من العمل لأن صاحب المنزل تحرش بك ...؟ علي الرغم من ما تشعر به لارا من الم الا انها ضحكت رغمًا عنها ...
- تقريبا
جذبتها فلورا من يدها بلطف ...- اعتقد انك لا تملكين مكان للمبيت .. رافقينى لمنزلي حتى تدبرين امركِ... لارا ترددت بقوة ...كيف ستذهب مع فلورا وهى لا تعلم عنها شيئٍا...
فلورا شعرت بخوفها ...- لا تخافي لارا ..انا اعيش بمفردي وغريبة هنا مثلكِ واعلم صعوبة وضعكِ ... الغربة نار حارقة ...
لمحت لارا من بعيد رجال رامي ينتشرون في وسط الساحة .. بالتأكيد ارسلهم للبحث عنها واعادتها ... مسألة دقائق وسوف يجدونها وهى لا تريد العودة علي الاقل ليس الان ... علي الرغم من خوفها وترددها الا انها قبلت بعرض فلورا فما هى خياراتها الاخرى ... قرارها المتسرع بمغادرة قصر رامي لابد وان يكون له عواقب ولكنه اختيارها ولابد وان تتحمل عواقبه كاملة .... .................................................. ..........................................
- لارا ... هل انتِ مستعدة..؟
لارا حملت حقيبة يدها الصغيرة واتجهت نحو باب شقة فلورا ...
-نعم ... ثم نظرت الي فلورا بحرج وقالت ...
- لا ادري كيف استطيع شكركِ علي مساعدتكِ لي ...؟
- اذًأ لا تفعلي .. انتِ كنتِ بحاجة إلي المساعدة وانا ساعدتكِ ...هذا شيء بسيط جدًا .... امرا طبيعى لارا بين البشر ...
امسكت ذراعها بإمتنان ....
- كيف تسمينه بسيطًا فلورا ..؟؟ انا اقمت عندكِ واستعملت ملابسكِ ثم دبرتِ لي عمل معكِ بدون اي اوراق او هوية ...
فلورا قادتها الي الخارج بلطف ...
- اعتقد اننا لو تبادلنا الادوار كنتِ انتِ ستفعلين نفس الشىء معي ... ثم ان اسمائنا متشابهة .. فلورا ولارا لذلك نحن مرتبطاتان .... هلمي سنتأخر...
في خلال الشهور الثلاث الماضية توطدت علاقة لارا وفلورا لاقصى درجة الحياة استقرت بها نسبيًا وتعلمت اللغة البرتغالية التى يتحدث بها اهل البرازيل بدرجة معقولة مكنتها من التعامل مع زبائن الحانة ...
مأسي الماضى تركت ندوبها علي روحها ... اكتشفت انها تفتقد رامي بقوة لكن اي مستقبل قد يجمعهما سويًا ...هى ترفض اسلوب حياته فالطالما كرهت الاموال الملوثة بدماء الابرياء وعلي الرغم من تأكيد فيكي مرارًا علي ان اموال راموس نظيفة الا انها لم تكن تعتقد ذلك ... فراموس بعد كل ما واجهه في حياته لم يكن ليظل رامي صديقها... ربما يغسلها في فعل الخير ليريح ضميره المعذب لكنه مازال مذنبًا...
والان يوسف زوجها ... الشبكة التى اسقطها رامي فيها كانت من التعقيد بحيث انها اربكتها بقوة .... رغبته في الانتقام منها فاقت الحد .... تذكرت غرفة نومه في فيلا القاهرة .. كانت مصممة طبق الاصل من غرفة والديه والتي شهدت جريمة فؤاد ... لقد تعمد ايذائها وخطط لذلك بتلذذ فالرغبة الشيطانية في الانتقام والتى تملكته كانت خارج السيطرة ... اي شيطان جعله يفكر في محاكاة تلك الغرفة واعادة بنائها وهو يعلم ماذا تمثله تلك الذكرى اليها .. الم يكن حاضرًا معها ليرى ما رأت ويسمع ما سمعت ....
رامي تحول لوحش شره للانتقام .. يتغذي بالدم وهى لا تستطيع لومه لكنها لا تستطيع رؤيته وهو علي تلك الصورة فهو كان يمثل لها النقاء والشهامة والدعم ...اما الان ..؟ هى تعاقبه باختفائها عنه ... اجابت طلبات الزبائن بهمة ... لاول مرة في حياتها تعمل وتستطيع اعالة نفسها... فضلت العمل في المطبخ كى لا تتعرض لسخافات البعض وايضًا كى لا تتحمل وزر تقديم الخمور التى رفضت التعامل معها تمامًا - طلب طاولة ستة جاهز فلورا ..
- حسنًا سأوصله ... عندي موعد مع بعض الاصدقاء بعد العمل لارا... الن تبدلين رأيكِ وترافقينى ...؟ لارا رفضت بلطف ...
- انتِ تعلمين رأيي ... استمتعي انتِ بوقتكِ حبيبتى ولا تحملي همي ...
- كما تريدين لارا لا اريد ان اضغط عليكِ .. لا تنتظريني ..سأعود في وقت متأخر ... الوحدة اغلي عندها من الصحبة ....ستعود الى غرفتها لتتذكر حبيبها وعناقه وتحلم به خلال نومها ... عادت بمفردها الي شقة فلورا ....كانت بحاجة إلي النوم ثم النوم تهرب من واقعها بالنوم لساعات وساعات ... غدًا عطلتها الاسبوعية وسوف تقضيها ايضًا في النوم ....
استيقظت بعد العاشرة ...لقد نامت لحوالي اثنتي عشر ساعة كاملة خرجت الي المطبخ لتعد فطور لها وربما تكون فلورا انتظرتها للافطار سويًا... فلورا كانت مستيقظة وترتشف عصير برتقال وهى تطالع الجريدة الصباحية باهتمام ....
- صباح الخير فلورا ....هل اعد لكِ الفطور معى ...؟
فلورا اخبرتها باهتمام بالغ ...- لا انا افطرت ....يا للخسارة...انظري هذا الخبر المؤسف ...
لارا سالتها بدون اهتمام ...- أي خبر هذا الذى يضايقكِ ...؟
فلورا اشارت الي الجريدة بأسى ....- الملياردير الشهير راموس فرنانديز تعرض لحادث ...احدهم اطلق عليه النار وحالته خطيرة ... من الخسارة ان يموت شخص في مثل وسامته ....
لارا شهقت من الصدمة ...خطفت الجريدة من يد فلورا وانهارت في البكاء بهستيرية ....
فلورا نظرت اليها بدهشة بالغة كانت تبكي بهستيرية وتعجز عن التنفس ووجها حاكى الموتى في الشحوب.. لم تتوقف كثيرا لفهم ما اصاب لارا فالمهم الان اخراجها من حالة الانهيار العصبي تلك... اضطرت لصفعها بقسوة كى تتمالك اعصابها التى كانت علي وشك الانهيار بالكامل ....
سألتها وهى لا تستوعب ماذا يحدث للارا ... - لارا ما خطبكِ .. هل تعرفينه شخصًيا ...؟
لارا اجابتها من وسط دموعها الغزيرة ... بصوت يتمزق من روحها المعذبة .... - نعم اعرفه ....انا زوجته...
************
" مهما تدور بنا الدوائر وتتقاذفنا الافكار مصيرنا سنعود للواحد القهار "
رامي في خطر !!... الاف من انذارات الخطر دقت في رأسها .. كل ما تشعر به الأن هو ضرورة تواجدها الي جواره ... ضرورة رؤيته بنفسها واحتضانه بين ذراعيه والشعور بأنفاسه ... وفلورا فتحت فمها ببلاهة وكررت ...- زوجته...؟؟!!
اندفعت لرؤيته في المستشفى فكيف تستطيع منع نفسها المفجوعة من الاطمئنان عليه لو كانت تملك الاجنحة لكانت طارت وفلورا اصرت علي مرافقتها فما كانت لتتركها وهى في مثل تلك الحالة... الدقائق التى كانت تفصلها عن المشفى الفخم المملوك لمجموعة فينيكس والذي نقل اليه رامي كانت كالساعات بالنسبة اليها .... رامي يموت وهو بحاجة اليها الان ... طوال سنوات صداقتهما كان بجانبها دائمًا وانقذها مرارًا ... حتى الان يموت بسببها فالجريدة كانت تقول .... " الملياردير الشاب راموس فرنانديز تعرض لاطلاق النار في حى روسينها افقر احياء ريو دى جانيرو اثناء محاولته انقاذ زوجته المختفية منذ شهور ... تعود البداية لأوائل الاسبوع الماضى عندما تلقي فرنانديز تهديد من عصابة مسلحة قامت بطلب فدية ضخمة في مقابل اطلاق سراح زوجته فرنانديز تفاوض مع الخاطفين ودفع الفدية الهائلة التى طلبوها في مقابل تسليمه زوجته ولكن علي ما يبدو ان الخاطفين لم يفوا بوعودهم واطلقوا عليه النار... افادت مصادر مقربة من فرنانديز انه رفض اصطحاب الحراسة وذهب بمفرده لتخليص زوجته من ايدي الخاطفين لضمان سلامتها وعدم تعرضها للأذى الامر الذي انتهى باطلاق النار عليه ونقله الي المستشفى الخاص به وبالطبع خبر اصابته ادى الي اختلال اسهم مجموعة فينيكس.. "
اه يا رامي ...مازلت تنقذني وتعرض نفسك للخطر .... دموعها تجمدت علي وجنتيها ...هل ستفقده مجددًا بعدما عثرت عليه ؟
الجزء المفقود من روحها عاد اليها بعودته الي حياتها ولكن بعد اقامتها مع يوسف وحبها له بطريقه تختلف عن حب رامي لن تتحمل فقدانه هذه المرة
قسوة القدر ليس لها حدود ... تذكرت الاطفال في الملجأ وحبهم لرامي تذكرت فيكي ودفاعها المستميت عنه ... لم يقابله احدًا الا و ذاب حبًا فيه ...
دعواتها توالت في صمت ... وفلورا لم تجرؤ علي كسر صمتها فكتمت كل اسئلتها بداخلها ... إلي الأن لا تستوعب ان لارا هى بنفسها لارا فرنانديز المختفية منذ شهور والتى لم تتوقف الصحف لحظة واحدة عن نشر صورها ... كيف لم تتنبه من قبل ؟
وكيف استاطعت لارا اخفاء شخصيتها ... فزوجة راموس فرنانديز ليست شخصية عادية .. .من الواضح انهما يذوبان عشقًا كلا منهما في الاخر فهو القى بنفسه في الجحيم من اجل انقاذها وهو حتى غير متأكد من حقيقة اختطافها وهى تكاد تموت من الالم بعدما عرفت ما اصابه ...اذًا لما افترقا وهما يحملان كل هذا الحب ...؟
فقط سألتها ..- لماذا تركتيه لارا واخفيتي شخصيتكِ ...؟ وعندما لم تجب لارا احترمت صمتها ... فضولها الان سيؤلم لارا بزيادة علي الرغم من انه كان فضول اهتمام لا فضول معرفة ...
قبل ان تتوقف سيارة الاجرة بالكامل لارا ركضت منها الي داخل المستشفي بلهفة ... فلورا لحقتها علي عجل ....بكاء لارا كان يمنعها من التحدث بلغة مفهومه وفلورا تولت عنها السؤال عن مكان راموس وحالته ....
فلورا اخبرتها وهى تتجنب النظر في عينيها ....
- راموس حالته خطيرة وفرصة نجاته شبه معدومة ... الرصاصة التى اصابته استقرت في قلبه .. هو خرج من العلميات لكنه مازال في غيبوبة... وعلي حسب كلام المقربين منه انه فقد الرغبه في الحياة بسبب اختفائكِ و...
وقبل ان تنتهي فلورا من نطق الحروف القاتلة لارا سقطت علي الارض مغشيٍا عليها فقد فقدت كل قوتها الأن ....
لماذا يجبرها احدهم علي الاستيقاظ ...؟ هى لا تريد العودة للواقع الاليم ولكن اليد التى تهزها بقوه واصلت هزها بلا رحمة ....
- سنيورا ...سنيورا ...هل تسمعيني ؟
لارا اضطرت للرد كى تتخلص من الحاح ذلك المزعج الذي ينتزعها من سباتها العميق... قالت بتذمر ...
- نعم
الصوت عاود السؤال بنفس الالحاح ... - سنيورا فرنانديز ...هل انت بخير ؟
نطقه لاسمها كاملا اعاد اليها الحقيقة ...صرخت برعب ... - رامي.. ودموعها عادت إلي الانهمار
الطبيب قال لها بإشفاق .... - السنيور حالته حرجة .. لابد وان تتحلي بالقوة لاجله...
صوت فيكتوريا الباكي نبهها الي وجودها في الغرفة .... - فعلتى خيرًا بظهوركِ لارا ... ربما يعطيه ظهوركِ بعض الامل..
لارا انهارت كليًا .... الدائرة المفرغة التى يدورون فيها لا مخرج منها فالانتقام يؤدى الي مزيد من الاذى والاذى يؤدى الي الرغبة في الانتقام وهكذا لن تكسر تلك الحلقة ابدًا ي اذاها بشدة واذيته لم تكن في رغبته العمياء في الانتقام ... لا بل اذاها لانه اقصاها عن حياته واعتبرها من الاعداء ... عاقبها علي خذلانها له حينما احتاج اليها فأنكر نفسه عنها الم يكن يعلم انها كانت ميتة منذ رحيله ... الم يفكر للحظة انها لم تعد لارا التي يعرفها ... هى ايضًا اذته بإختفائها ...اذاقته من نفس الكأس وانتهى الامر باصابته بالطلقات التى اخترقت قلبه المكلوم .... " كلاهما تلذذ بإيذاء الأخر في خلال رحلة اذيتهما لانفسهما ...."
عودتها الان ربما تكون بعد فوات الاوان... ربما فقدته مجددًا وهذه المرة للابد ... نهضت فجأة والقت عنها غطائها وحاولت الركض لخارج الغرفة تبحث عن يوسف ...نعم هى تبحث عن يوسف ... فرامي وراموس الان غرباء عنها ... يوسف هو زوجها ... وحبيبها...هو من احتواها بين ذراعيه كزوج ...
فيكي وفلورا اجلستاها بلطف ...
فيكي قالت بأسي ....
- رام يحتاجكِ لارا... يحتاجكِ بشدة ... هناك اشياء ينبغى عليك فهمها قبل رؤيته .. ربما تسامحينه علي ما فعله .. بالتاكيد معرفته انك سامحتيه ستفرق في تحسنه .. ستجعله يقاوم ... بكت بإنهيار... - سامحته فيكي ....سامحته...
فيكي هزت رأسها بالنفي ....- هذا لا يكفي لارا,,, رام يموت..
فلورا انتبهت الى حاجتهما الشديدة في الحصول علي الخصوصية فانسحبت بصمت ولحقت بالطبيب الذي غادر علي عجل ....
فيكي جلست لانها علمت ان ساقيها لن تتحمل ... فمستنقع الذكريات الذي هى علي وشك نبشه اقوى من تحملها ...
- سأبدأ لارا منذ يوم عودة امى من مصر ...كانت مدمرة تمامًا مغتصبة ومطرودة ومفلسة وكأن هذا لا يكفيها لتشاهد ايضًا وفاة حبيبها بعينيها ... هى كانت تحب عمكِ جدًا ...الحب الوحيد في حياتها ...
عادا مفلسين محبطين مقهورين ... اقاما في غرفة في افقر احياء ريو ... حى روسينها الفقير... والدتي كانت يتيمة وتعرفت علي والد رامى في اسبانيا وهناك وقعا الحب اثناء دراستها للتمريض هناك .. وعندما طردهما والدك عادا الي البرازيل لكنها كانت حطام انسان ... بقايا كائن حى ... مهما حاولت ان اصف لكِ بشاعة الظروف التي عاشا فيها لن اتمكن من توصيل صورة صحيحة لكِ ... امى ادمنت الكحول ورام اصبح المسؤل عن مصاريف البيت وهو في الثانية عشر من عمره .... لغته البرتغالية كانت جيدة نوعًا ما لان امى اصرت علي تعليمه اياها منذ صغره... لكنه تعذب مع ذلك وعانى مرار الظلم بسبب عمه الذي قتل والده امام عينيه.... مع الوقت رامي تحول ليصبح راموس لأن اسم رامي كان منتقد ... اسم راموس مكنه من التخفى وسط الجموع كأي برازيلي .... حتى كان اليوم الذي غير حياته.. راموس قتل عشيق امى واودع المؤسسة العقابية وانا ولدت ثم توفت امى وانا عشت في ملجأ حتى ...
لارا لم تتحمل المزيد .... صرخت بألم ..- يكفى هذا....خذينى لرامى من فضلك ....
فيكي تحملت المها الخاص وتمسكت بيد لارا تساعدها علي النهوض ..
الرحلة إلي غرفة رامي في العناية المركزة كانت مليئه بالاحزان .... احزان تقاسمتها كلتاهما فرامى جزء غالي من روحيهما معا سواء كان راموس لفيكى او يوسف للارا لكنه سيظل رامي الذي تحمل ظلم فاق الحد وشكله من الداخل ...
لارا ركضت بلهفة في اتجاه غرفته .. كل خطوة خطتها كانت تمزق روحها المجهول الذي يصر علي اخذ رامي منها لن يتركها في حالها... ربما حان وقت دفع الثمن ...اندفعت بقوة الي داخل الغرفة ... رؤيتها لرامي والاجهزة تحيط به من كل جانب اوقفت قلبها عن العمل .. حبه ليس اختيار للاسف ... لكنه مصير وقدر ...
هرعت بلهفة الي جواره ... تناولت يده الباردة في يدها وجثت علي الارض بجوار فراشه .... دموعها الساخنة انهمرت بقوة وتساقطت علي كفه.... لدهشتها رامى حرك يده حركة بسيطة... من ردة فعل الاطباء المحيطين به علمت ان ما حدث لم يكن شيء عادى ...
لارا واصلت البكاء على يده بغزارة ... ورفضت ابعادها عنه بشراسة حينما حاولوا ذلك ... تمسكت به بقوة علي الرغم من محاولات الاطباء اخراجها من الغرفة لتقييم التطورات الجديدة التى صاحبت دموعها .. وعندما حاولوا ابعادها بالقوة صرخت وقاومتهم ....
لكن الجميع تخشب من الصدمة عندما سمعوا صوت رامي يأمرهم بصرامة علي الرغم من الضعف الواضح في صوته..... - اياك ان يتجرأ احد علي لمسها ....
لارا صرخت...- رامى ...!! والقت بنفسها علي صدره المصاب ....
رامى استجمع قوته وابتسم لها ابتسامة واهنة ... مسح علي شعرها بيده وغاب عن الوعى مجددًا ....
**********
تم تنزيل الفصلين السابع والثامن عشر...
قراءة شيقة للجميع...
ولا تنسوا رائعتنا داليا من تعليقاتكم وأرائكم...
دمتم بحفظ الله...




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس