عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-19, 04:30 PM   #48

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




الفصل التاسع عشر_________________ المنجم
*******

بكاء والدته المتواصل منذ ايام دمره كليًا ... فبعد ان شاهد اغتيال اسرته بالكامل علي يد عمه القاتله اقسم علي الانتقام ... اقسم علي الانتقام في كل دقيقة قضاها يراقب جثة والده... لكن بكاؤها الان يمنعه عن التركيز ... لم تتوقف عن البكاء لثانية واحدة طوال الاسبوع الماضى ...بعد مغادرة فؤاد لغرفتهم,, احتوته امه بين ذراعيها الممتلئتين بالكدمات واغلقت الباب عليهما بالمفتاح ... وفقط واصلت البكاء .. في الصباح التالي .. رامى شاهد بعض الاوراق تندس من تحت باب غرفتهم ركض يتفحصهم لانه كان يتوقع الاسوء ...فؤاد نفذ تهديده والاوراق التى يحملها رامى الان بين يديه هى شهادات وفاتهم ... لاول مره في التاريخ شخص يري شهادة وفاته بعينيه .... فؤاد محى عائلة فريد المنصوري من علي وجه الارض... الظلم والاستبداد بلغ حده وعمه ترك جثة شقيقه طوال الليل مع اسرته المدمرة ... ومع كل دقيقة قضاها في الغرفة بجوار جثة والده تنامت في داخله الرغبة في الانتقام .... اخر كلمة قالها لفؤاد وهما يغادران الي البرازيل بعد اسبوع من الحبس الاجباري في غرفتهم بالقصر ... قال..." ستدفع الثمن ...صدقني لن اتركك .. انتظر انتقامي "ضحكة السخرية التى ارتسمت علي شفتي عمه اعلمته انه لا يأخذ تهديده بجدية ... فجبروته لن ينحنى امام تهديد طفل لم يتجاوز الحادية عشر لكنه وجد نفسه في وضع المسؤلية فحاول انقاذ ما يمكن انقاذه .. نعم سوف يرحل من ذلك الجحيم الذي عاش فية سنوات عمره كلها لكن اكثر ما كان يؤلمه هو تخلي لارا عنه ...
لارا لم تحاول ان تتحدى سلطة والدها كما كانت تفعل وتأتى لزيارته ولو من خلف الباب ... سوف يرحل ويتركها خلفه ... لن يحاول اخذها معهما فهى لا تستحق ... فقط لو كانت اظهرت بعض الدعم لكان حطم القصر واخذها بالقوة... لكنها خائنه وخسيسة مثل والدها ....والدته الجميلة ذبلت وازدادت سنوات علي سنوات عمرها الرابعة والثلاثون ... عندما وصلا البرازيل كانا مفلسين تمامًا ... فعمه لم يسمح لهما حتى بأخذ مجوهرات والدته الشخصية ...بأعجوبة تمكن رامى من التسلل الي غرفته واصطحب معه مدخراته الشخصية ...لم يكن مبلغ كبير لكنه يكفي ... قبل مغادرتهما مطار القاهرة رامى علي والدته كى تجيب علي اسئلته - امي ارجوكِ اجيبيني ... هل النقود المصرية ممكن تداولها في البرازيل..؟ هزت والدته رأسها بالنفي ... فلمح مكتبًا لفرع صغير من فروع المصرف المتحد الشهير في صالة المطار حيث يجلسان .. قرر بنفسه استكشاف الامر فهو كان يعلم ان والدته لن تفيده كثيرًا في حالتها تلك...- من فضلك سيدى ...هل اجد لديكم عملة البرازيل ...؟الموظف نظر الى رامي بدهشة واجابه ...
- لا للاسف لا يوجداليأس والاحباط البادى علي ملامحه دفعا الموظف ليسأله بإهتمام ... -هل ستسافرالى البرازيل ...؟هز رأسه بيأس ... - نعم ولدى بعض النقود المصرية لكن امي اخبرتني انها لن تفيد هناك الموظف سأله بفضول اكبر ...- اذًا لماذا لا تترك لها هى الاهتمام بالامر..؟ بالتأكيد هى ستتصرف رفع رأسه بكبرياء....- هذه التى تجلس هناك هى امي ...هل ترى كم هى حزينة ...؟ والدي توفى منذ اسبوع ومن وقتها هى لم تتوقف عن البكاء وانا احاول مساعدتها سنعود الي بلدها البرازيل لنقيم فيها وانا لدى مبلغ من المال واردت تغيره لعملة البرازيل .. بالتأكيد سنحتاج اليه فور وصولنا .. ابي كان يفعل ذلك قبل سفرنا إلي اي دولة اجنبية كان يستبدل بعض النقود من المطار بعملة الدولة التى سنسافر اليها ... الموظف فتح فمه بإنبهار ... ذلك الطفل الواقف امامه يحمل من الرجولة والجلد اكثر مما قد يحمله بعض الرجال ....- تستطيع استبدالهم بالدولار ...بالتأكيد افضل من المصري ... البرازيل بلد كبيرة والدولارات يتم تداولها هناك ...رامى اخرج المال الذي اخفاه في ثيابه واعطاه للموظف ... - حسنًا جدًا ...ابدلهم لي اذًا ...واخبرنى بقيمتهم بالدولار الموظف ابتسم بحنان بالغ واخبره بتقدير واضح ... - رائع ...انت ثري .. معك مبلغًا كبيرًا ..2200 جنية رامي اجابه بحزن ...- نعم هذا كان مصروفي كنت اوفره حتى اتمكن من شراء بيت الدمى الذي كانت لارا تريد وضعه في الحديقة ... ابدلهم الي الدولارات من فضلك ....الموظف قال بجدية من يعقد صفقة هامة .... -سأعطيك افضل سعر لتغيير الدولار ...تفضل دولارتك وبالتوفيق ... اتمنى ان ارى ابني مثلك يومًا ما ...ما اسمك يا بطل ..؟- رامى فريد المنصورى .. الموظف مد يده ليصافح رامي بتقدير.... - وانا اسمي يحي ... حسنًا رامى اقامة سعيدة في البرازيل لكنى اريد ان اطلب منك شيئًا ما رامى فلا تخذلني - أي طلب ...؟- انا اكيد من ان هؤلاء السبعمائة دولار هم كل ما تملكان ... اتمنى ان تقبل مني ثلثمائة دولار ليصل المبلغ الى الالف دولار ... لتتمكنا من تدبير اموركما حتى تستقران .. وبالطبع رفض بكبرياء تتخطى سنوات عمره ..- اسف انا لست شحاذا ... انا اغير نقودي فقط ولا اقبل الاعانة ...يحى اخبره بلطف ... - لا يا رامي انت رجل رائع .. اعتبر الثلاثمائة دولار خاصتي كقرض مؤجل وسدده يومًا ما .. انت سيكون لك شأن عظيمًا في المستقبل ... هذا هو كارتي الشخصي عندما تعود مجددًا الى مصر وانت ناجح ابحث عني واعد لي نقودي .. سأنتظرك... رامى تردد لبعض الوقت لكن يحى وضع الالف دولار والكارت في جيب سرواله واحتضنه بحنان ... - اذهب وساند والدتك هى بحاجة اليك...النداء الاخير لطائرة البرازيل تكرر ... فنظر اليه بإمتنان ثم غادر مع والدته للحاق بالرحلة ...يحي شعر برغبة في البكاء وهو يراقبهما يغادران لكنه كتمها ... هذا الصبي يحمل كل صفات الرجولة من يومه ... اليوم كان يتسم بالهدوء ولم يتعامل مع الكثير من الزبائن ... ذلك الصبي اثار مشاعره بشدة وقلة العمل ستجعله يفكر فيه طوال اليوم وربما تغلبه دموعه ... قرر الهاء نفسه عن رامي بالجريدة اليومية فهو لم يقرأها حتى الأن تصفح الجريدة بملل وعجز عن اخراج رامي من تفكيره ... عيناه تجمدت علي خبر زلزل كيانه ...خبر وفاة اسرة بالكامل تنتمى لطبقات المجتمع الراقي كان يحتل صفحة كاملة من الجريدة اليومية ... لم يكن الامر بغريب فالاثرياء عادة ينشرون اخبار زواجهم ووفاتهم علي صفحات الجرائد لكن الامر الذي جعل عيناه تقفز من محجريهما كان رؤيته لصورة رامي ووالدته ورجل اخر في اواخر الثلاثينيات وتحت الصورة خبر يقول ... " مصرع الدكتور فريد المنصوري واسرته في حادث مروري مروع الاسبوع الماضي " يحي قفز بفزع من مقعده واتجه الى حيث غادر رامي مع والدته ... عاد الى مكتبه وهز رأسه بعدم تصديق ...
**********
الغرفة التى تمكنا من استئجارها في حى روسينها كانت اقذر ما يكون لكن ميزانية رامي كانت في تناقص مستمر ...وحبست والدته نفسها في الغرفة طوال الوقت ومازالت لا تستطيع السيطرة على انهيارها ... لغته البرتغالية كانت جيدة الي حد ما لكنه كان يعاني ويتعرض للمهانة بسبب اسمه الغريب وديانته ...
وتدريجيا تحول الم والدته لاكتئاب وعزلة اختيارية عن كل العالم ورامي اضطر الى تحمل المسؤلية ... ومع الوقت اتجهت لشرب الكحول بغباء عساها تنسى واقعها الاليم وبعد شهر من المعاناة افلسا بالكامل ... ومع تعثرهما في الدفع صاحب الغرفة بدء في التلميح بأن هناك عدة طرق للدفع غيرالنقود فطرده فورًا وخرج يبحث عن عمل ..لغته البرتغالية تحسنت جدًا بعد شهر كامل من التحدث بها فقط لكنه مازال يواجه السخرية بسبب اسمه فقرر تسمية نفسه راموس بدلًا من رامى ... العمل الوحيد الذي استطاع الحصول عليه كان تنظيف السيارات بالكاد تمكن من تحصيل ما يكفي لسد جوعهما ولكن تبقت مشكلة الايجار ...فجيعته كانت كبيرة عندما انتهز صاحب الغرفة النذل فرصة غيابه واستدرج والدته بالكحوليات ودفعها الي اقامة علاقة جنسية معه ....اصبح مشهد الرجال المترددين علي والدته روتينًا عادي اضطر لتحمله فقط بزجاجة من الخمر الرديئة اصبحت تسلم نفسها الي أي شخص يغذيها بالخمور ... كل خلية من خلايا جسده صقلت بالكره الدفين لفؤاد وضعهما الحالي وصل الي الحضيض بسببه ... وفؤاد القاتل ينعم بأموالهما ويعيش حرا طليقًا بدون عقاب او حساب... سينتقم منه يومًا ما وسيجعله يدفع الثمن واقسم على ذلك ...
اي شيء كان يؤمن له ولوالدته الطعام اعتاد فعله ... لايام كان ينام بدون طعام لتوفير طعام والدته التى اصبحت كالجثة الهامدة ... تعلم جميع الحرف التى تخطر علي بال بشر ...
في اثناء نومه في احد الليالي في الجراج الذي يعمل به تحرش به صاحب الجراج وحاول الاعتداء عليه ... بمعجزة تمكن من الافلات وفر هاربًا في الظلام ...لعام كامل وهو يعمل في ذلك الجراج ليل نهار والان هو مضطر لتركه عمل في النهار في توصيل اشياء يجهلها لكنها كانت تدرعليه ربح افضل من عمل الجراج وفي الليل كان يعمل في تنظيف مطبخ مطعم شعبي وكان يحمل معه بقايا الطعام يوميًا ... كمية الظلم والذل والقهر التى تحملها فاقت تحمل اعتى الرجال لكنه صمد في وجه الظلم ....اليوم المشؤم الذي غير حياته للأبد اتى بلا مقدمات ...في صباح ذلك اليوم علم انه كان يستخدم لنقل المخدرات ولولا ذكائه الذي مكنه من الهرب لكان تورط في عملية اطلاق النار بين المروجين والزبائن .. لعامين كاملين وهم يستخدمونه لنقل المخدرات دون علمه مر بيوم سيء جدًا .. يوم سيء اخر يضاف الي حياته ... وعندما انتهى دوامه المسائي في المطعم وعاد الي منزله وهو يحمل الطعام كالمعتاد فوجىء بوجود اخر عشاق والدته مازال موجود ولم يرحل كعادته ... هو كان صارمًا بشأن رؤيته لعشاقها الكثيرين عندما يعود وحذرها مرارًا وهى في العادة كانت تستجيب ...
فور وصوله الى غرفتهما الحقيرة سمع صراخ والدته التى كانت تتلقى لكمات بعنف في جميع اجزاء جسدها وخصوصًا في بطنها ... بدون تفكير هجم على عشيق والدته من الخلف وتعلق في رقبته ...
العشيق الغاضب القاه ارضًا وركله بعنف في صدره كسر احد ضلوعه ثم عاد الى والدته يلكمها في بطنها مجددًا وهو يقول ... - لن تكملي هذا الحمل ابدًا ....سأقتل هذا الجنين اللعين ..والدته فقدت الوعى من شدة اللكمات وتدفقت الدماء من كل اجزاء جسدها
وبكل قوته حاول ايقافه وعندما لم يتمكن من منعه من محاولته اجهاضها " اللعين سوف يقتلها من الضرب " التقط زجاجة خمر ملقاة بإهمال علي الارض وضربه بها بكل قوته على رأسه ليسقط جثة هامدة عند قدميه ...
" راقبني يا قدر فانتقامي قد بدأ ... سأهدم الجدارن واحطم القيود ..لن ارضخ للظلم ويومًا ما سأعود ..."فتى الرابعة عشر اصبح قاتلًا .... حرم من تعليمه ومن ثروته ومن والده والدته انتهكت بقسوة بسبب استسلامها لليأس .. حياتهما دمرت بالكامل والمسؤل شخص واحد ... فؤاد المنصوري لابد وان يدفع الثمن ...في كل يوم قضاه في مؤسسة الاحداث اعتاد ان يلعن فيه فؤاد عدد غير معلوم من اللعنات ...علي الرغم من محاولات عشيق والدته بإجهاضها الا انه هو الذي قتل والجنين كتبت له الحياة فكانت فيكتوريا ... عشيق والدته كان يخشى ان تعلم زوجته الثرية بخيانته لها وتطرده من حياتها ويفقد الكنز الذى يغرف منه بلا حساب فحاول اخفاء جريمته لكن فيكتوريا تمسكت بالحياة ... موت والدته وهى تلد فيكتوريا قتل الجزء الادمي المتبقي من نفسه ... الطفلة اودعت احدى دور الرعايه وكتبت نهاية قصة اسرة فريد المنصوري للأبد ...نصيبه من الحياة في الجحيم لم ينتهي بعد فإقامته في المؤسسة كانت دربًا من جهنم ... راموس العنيد المتمرد عوقب بكل انواع العقاب لكنه ازداد تمرد .. طوفان ثورته لم يكن له رادع .. لكماته نفثت عن غضبه في وجوه زملائه وصدورهم ... راموس اصبح رمز للشغب والتمرد وعدم اطاعة الاوامر ...
فكرة الهرب تخمرت في رأسه لن يبقي هنا يومًا اخر ..
سيبحث اولًا عن شقيقته ثم عندما يجدها سيختفيان ... انتظر حتى اوى الجميع الي فراشهم وتسلل من فراشه ... راؤول فرنانديز احمق مثالي يعتقد ان المراهقين المحكومين ملائكة فلم يكن يشدد الحراسة علي الابواب ... فاختبأ خلف جدار صالة الألعاب وراقب الباب ... الحارس سيقوم بجولته المعتادة ويترك الباب لمدة دقائق ... سينتهز فرصة مغادرة الحارس للقيام بجولته وسيتسلل خارجًا من علي السور ... لايام وهو يخطط ويراقب واليوم قرر التنفيذ ... حانت اللحظة التى كان ينتظرها عندما بدأ الحارس جولته .. ركض في الساحة العارية يحاول ان يسابق الزمن ويختفي قبل عودة الحارس ... وبالفعل كاد ان يفلح لولا ان لمحه الحارس قبل مغادرتة لساحة المؤسسة بخطوات واطلاق صافرة انذار .. الحارس رفع سلاحه في اتجاهه واطلق طلقة تحذيرية ليخيفه فيتراجع لكنه كان قد اختار .. اما الحرية او الموت فواصل ركضه نحو الحرية ... امام اصرار رامي الواضح علي الفرار الحارس حسم امره ورفع سلاحه مجددًا ليطلق النار عليه ولكن هذه المرة كان يصوب علي ساقه ... تعليمات فرنانديز كانت واضحة بشان استخدام العنف مع المراهقين لكن هذا المحكوم علي وشك الفرار ولابد وان يمنعه فجأة غشى المكان ضوء مبهر من الكشافات الضخمة المقامة علي الابراج وصوت راؤول يتردد في مكبرات الصوت بتهديد للحارس يمنعه من اطلاق النار علي رامي ... ثم يوجه حديثه إلي رامي قائلًا .. - راموس انا اراك عبر الكاميرات .. الباب مفتوح تستطيع الهرب وتعيش كهارب لباقي حياتك او تستطيع العودة وتحدي ظروفك .. نحن هنا نمنحك فرصة للحياة بشرف وبهوية جديدة لكن يجب ان تعمل بجهد لتستحق تلك الفرصة ... القرار قرارك والباب مفتوح .... وكما اضيئت الاضواء فجاءة انطفئت فجاءة ... واصبح القرار فعليًا في يده ليقرر ....
****************
- راموس ... ميعاد درس الرياضياترامى نظر الي الحارس بغضب واكمل عبثه في تراب الفناء ...- راموس ... اوامر سنيور فرنانديز واضحة وصريحة ... " من يرفض التعليم يعمل في المنجم ..."رامى ضحك بإستهزاء .... - اوامر فرنانديز تسري عليك انت لا على الحارس نظر الى خلف رامى بإحراج ثم هم بقول شيء ما لكنه قوطع بصوت جهوري يأمره ... - ريكى ... اتركنا بمفردنا ...الحارس انسحب فورًا وهو يشفق علي رامي من غضب سنيور فرنانديز آمر المؤسسه فعلي الرغم من طيبة قلبه الواضحة واستقامته الا انه كان يستطيع ان يكون مخيفًا عندما يتعلق الامر بالتمرد ... راؤول فرنانديز شخصية مميزة جدًا .. صاحب مباديء ويريد تطبيق فكر جديد في مؤسسات الاصلاح ... - رامي ... لماذا ترفض حضور الدروس اليومية ..؟رامي اجابه بشراسة ...- انا اسمى راموس ..." راؤول خبير في النفس البشرية " ... امس عند هروب رامي ناداه راموس ليجعله يتراجع عن الفرار واليوم يناديه رامي ليساومه فهو يعلم انه يكره اسم رامي .. نظر اليه بتمعن وقال ...
- هل تعتقد ان انكارك لهويتك سيغيرها ...؟ انا اوافق علي مناداتك راموس ولكن بشرط ... عدني بحضور الدروس وانا سأناديك راموس في كل يوم تحضر فيه الدروس هز رأسه بعناد ...- لا - في هذه الحالة ستعمل في المنجم رامي بصق ارضًا وقال ...- اللعنة عليكم في لحظات قليلة راؤول كان يطوقه بذراعين فولاذيتين اطبقتا علية ككلابة حديدية وقال بتهديد .... - اعتذر فورًا ...لكنه ابعد رأسه للجانب الاخر ورفض الاعتذار ....راؤول حرره وقال بحزم ..- ستعمل في المنجم بدءاً من غدًا ... " المنجم "ربما كان عمل المنجم هو ما يحتاج اليه رامي في الحقيقة لتفريغ شحنة غضبه ...منجم الماس لم يكن منه امل يرجى ومع ذلك اصر راؤول علي العمل فيه فراؤول فرنانديز لم يكن يعرف معنى المستحيل ... المنجم مملوك لاجداده منذ دهور وعلي حسب قول جده الكبير ان الالماس موجود ولكنه سيظهر عندما يرضى المنجم عليهم ويكف غضبه بسبب جشع بني البشر ....استخراج الماس لم يكن يشغل بال رامي فقد كان يطرق الجدران بغضب وبصورة عشوائية لم يترك شبرًا من الجدران الا وطرقه وهو يتخيله وجه فؤاد المنصوري ... عمه القاتل لم يقتل والده فقط ليكتب قاتل حينها بل قتل من قبل ذلك بسنوات .. قتل جده " فرامي " كان الشاهد الوحيد علي ما حدث ... حظه السيء ان يشهد علي اجرام فؤاد ليس لمرة واحدة فقط بل لمرتين ... الاولى عندما كان عمره خمس سنوات فقط وكان يذهب سرًا الي اسطبل الخيول كى يطعم فرسه رعد بيديه ... يومها شاهد عمه وهو يجلد رعد بكل قسوة ليثور ويدهس جده الملقي علي الارض فاقد للوعى بكل شراسة ... فؤاد اكتشفه ونظر اليه نظرات كلها تهديد الجمت لسانه الصغير فعاد الي غرفته واندس في فراشه ولاول مرة في حياته تجد والدته فراشه الصغير مبلل في الصباح... لكنه لم يستطع الكلام او البوح بما حدث لاي شخص ... -وجه غضبك بصورة صحيحة فتفوز .. لكن هكذا انت ترهق نفسك بدون طائل ... جميع عضلات جسده تحركت بتحفز وهو ينتظر ....راؤول اقترب منه ووضع كفه علي كتفه و واشار الي الفراغ بيده الاخرى ثم قال ....- منجم اجدادي .... مع انى لم ارزق بأي اطفال يحملون اسمي الا اننى اتمنى ان يستخرج المنجم ماساته.. هل تدري لماذا ؟رامي هز رأسه بالنفي ... - حتى احول الملجأ الصغيرإلي المنظومة المتكاملة التي احلم بها ... كى امنح اطفال الشوارع فرصة لتتعلم وتعيش في بيئة صالحة... ربما استطيع مساعدتهم حتى يكونوا افضل .. هم اطفالي الذين لم انجبهم وسأبذل قصارى جهدي لمساعدتهم .... هل ستضع يدك في يدي يا رامي ...؟زمجر بغضب ...- راموس... - الحل ليس ان تنسلخ من جلدك ... من يدافع عن والدته يكون رجل حقيقى والرجل الحقيقي لا يندم ابدًا علي تصرفاته لانها تكون دائمًا في محلها ...ومع حديثه الحنون بدء يشعر بالتوتر ...سيطرعلي اعصابه بقوة هائلة .... راؤول اكمل بحزم ... - هل تدري ما الفرق بين مؤسستي واي مؤسسة اخري ؟مجددًا هز رأسه بالنفي .. - الفارق انني أختار المحكومين بنفسي ... من المراهقين الذين اشعر انه هناك امل من اصلاحهم ... احاول منحهم فرصة جديدة للحياة .. قبل أي حدث اختاره ادرس ملفه جيدًا واعرف عنه كل شيء منذ يوم ولادته ... ثم اضاف بفخر ....- نزلائي ليسوا مجرمين ... نزلائي اصبح منهم اطباء مهندسين ومعلمين ... انت اخترت ان تصنع جحيمك الخاص بنفسك لو اعطيت نفسك وقتًا للتفكير سترى انك النزيل الوحيد الذي يعاقب دائمًا انك الوحيد الذي يعمل في المنجم مع العمال ...لديك فرصة استغلها... انهي دراستك واخرج من هنا شخصًا افضل كلامه يحمل الكثير من الحقيقة والكثير من الامل لكن مرارته غطته وغرق فيها حتى اذنيه .... فتجاهل كلام راؤول وواصل طرق الجدران بغضب .... - اخبرتك ان تسيطر علي غضبك وتوجهه لمصلحتك ... انت تهدر قوتك في تكسير الجدران وحتى لو ظهر لك الماس لن تستطيع تميزه من شدة غضبك ... تناول راؤل المطرقة منه وبدء يطرق الجدران بخبرة ... - هكذا نعمل رامي ... نزيح طبقة بحرص لتظهر ما تحتها ... نزيح القشور لتظهر المعادن ... مجددًا زمجر بغضب ...- راموس - صفقة اخرى راموس .... سأناديك راموس واعدك بأن اضم شقيقتك لملجئي ... انا اعلم انك سألت عنها كثيرًا جدًا .... اعدك سأبحث عنها وسأجدها لكن بشرط استكمال دراستك ....في اخر مرة رأى فيها والدته قبل وفاتها كانت تبكى بحرقة ....اخبرته انها تحبه وانها تتمنى الموت فهى السبب في سجنه بحماقتها وضعفها ... طلبها الاخير منه كان ان يعتنى بشقيقته التي ستلدها قريبا بعد خروجه وهو وعدها ....قطع وعدًا لها وهو لا يخلف وعدًا ابدًا...xفرفع رأسه بتحدي وقال ... - اتفقنا
منذ ذلك اليوم علاقة رامي وراؤول توطدت بشدة فرامي اكتشف ان راؤول شخصية فريدة من نوعها ....اعجاب خفي ولد بداخله وحرص على اخفائه ببراعة ...كان يقاوم حبه بضرواة فقد ذاق مرارة الحب من قبل ... كل من احبهم اختفوا من حياته واحد تلو الاخر ولم يتبق سواه ...لن يحب احدًا مجددًا وعد راؤول له بإيجاد شقيقته اعطاه الامل ووافق علي حضور الدروس في البداية كان يجد صعوبة بالغة في التحصيل بسبب انقطاعه لسنوات عن الدراسة بالاضافة لكونه يدرس باللغة البرتغالية لكنه اكتشف انه يملك ارادة من حديد ....
مازال يفضل العمل في المنجم علي الرغم من استياء راؤول لكنه كان يجد نفسه هناك ....- المنجم للعمال رام ...ركز في دراستك ..- ارجوك راؤول دعني بحريتي ...انا ارتاح هناك ....امام اصراره الشديد لم يجد راؤول حلًا سوى الاذعان المؤقت فرامي عنيد جدًا ولابد ان يتعامل معه بحذر اذا اراد كسبه لصفه...- هل هناك أي اخبار عن ....؟راؤول اجابه بأسف.... - لا حتى الأن ... لكن انا وعدتك وسأنفذ وعدي ....اخر معلومات استطعت الحصول عليها انها تم تبنيها من قبل عائلة في ساو باولو وانا اتتبع اخبارهم..." الصبر "....لا حل امامه سوى الصبر فالامور لا يمكن ان تتأزم اكثر مما سبق وحدث بالفعل ....راؤول استطاع بذكائه وفطنته امتصاص ثورة رامي وتوجيهها الى العمل وايضًا استطاع ان يجعل رامي يتحدث عن الماضي بإستفاضه في جلسات التنفيث عن الغضب العديدة التي تلت اخبره فيهاعن ماضيه بالتفصيل واخبره عن لارا......
***************
اليوم عيد ميلاد لارا ... كان ينبغي ان يكون وفر ما يكفي لشراء بيت الدمى الان واهدائها اياه رغمًا عن انف والدها لكنها لا تستحقه بأي حال .... ونقود بيت الدمى نفعتهما في اول وصول لهم في البرازيل ... تذكر يحي موظف الصرافة ومبلغ الثلاثمائة دولار ... بالفعل هو كان مبلغ صغير لكن لولاه ما استطاعا الصمود في الشهورالاولي قبل تدهور حالة ادريانا وادمانها ....اليوم طرقاته علي جدران المنجم اتخذت طابع مختلف ... لم تكن قوية بل كانت رقيقة لم تكن تهدف لمجرد التنفيث عن الغضب فقد نفث عنه لايام وراؤول اثبت انه يستطيع ان يكون مستمعًا جيدًا... اليوم كان وجه لارا هو من يحتل الجدران وليس وجه فؤاد ...افتقدها بشدة... اليوم اكملت العاشرة ...اراد ان يطرق وجهها بغضب عارم كما كان يفعل مع فؤاد لكنه لم يستطع ...احدى الطرقات كشفت عن عينيها ...نعم شاهدت بريق ازرق يذكره بعينيها ....فركض الى راؤول فورًا ليخبره بإكتشافه العظيم ... نعم لقد كشف عن الماس وليس اي نوع من الماس بل الماس الازرق ...اندر انواع الماس في العالم ....راؤول انعقد لسانه من الصدمة واحتوى رامى بين احضانه بقوة ... - رام.. انا لا استطيع التصديق ... الماس الازرق نادرًا جدًا في العالم وحتى انه غير متواجد في البرازيل ... ماحدث يكاد يكون معجزة ...بعد اكتشاف الماس رامى تحول كليًا ليولد رامى جديدًا مختلفًا تمامًا عن رامي القديم ... اصبح لديه الثقة في نفسه الثقة في الانجاز ....
نفوذ راؤول وسلطته مكنوه من طلب عفو مبكر عن رامى في سن السادسة عشر ....فتى السادسة عشر اصبح حرًا من جديد وبنفس الغضب السابق لكنه اكتسب مهارة السيطرة علي غضبه ... المفاجأة الكبرى كانت تبني راؤول فرنانديز الرسمى له ليصبح رسميًا ...." راموس فرنانديز "
وتوالت نجحاته وانجازاته وانهى دراسته الجامعية في الاقتصاد ليفتتح مؤسسة فينيكس الضخمة بكل شركاتها المتعددة ....
*****
لايام لارا لم تفقد الامل في استيقاظ رامي فهى لم تكن تحلم عندما شعرت بيد رامى تمسح علي شعرها ولا عندما سمعته يأمرهم بعدم لمسها ... رامي عاد اليه الوعى للحظات ثم اختار غيبوبته مجددًا ... لايام لازمت غرفته ولم تتركها ابدًا .... قلبها لم يتوقف عن الدعاء ولو لثانية ... صلت كثيرًا عسى ان يستجيب الله لدعواتها الملهوفة.... خطوات خلفها نبهتها انها لم تعد وحيدة في الغرفة .... استدارت لترى راؤول فرنانديز يدخل الغرفة بصحبة زوجته...تعرفت الي الزوجين اللطيفين فرنانديز منذ اللحظات الاولى لعودتها بعد حادث رامى ... فيكي اخبرتها عنهما ... راؤول وكاترينا فرنانديز ...الاباء الوحيدين والحقيقين اللذان حظت فيكي بهما يومًا والدعم الرائع الذي اخرج رامي من قمقمه بعد ان تقطعت به السبل...
راؤول نظر الى رامي بحسرة وقال .... - لو ادركتي معاناته جيدًا لن تظلميه ابدًا ... انتِ كنتِ تمثلين جزءًا كبيرًا جدًا وهامًا ايضًا من حياته... وعدم بحثك عنه المه اكثر من الظلم الذي تعرض اليه.... انتِ الغيتيه من حياتكِ تمامًا وتناسييى وجوده... ربما تظنيني معتوه انا الاخر لاطلب من طفلة البحث عنه لكن انا فقط اشرح لكِ مرارته لارا لا قناعاتى انا .....اغرقت عيناها بالدموع.... - رامي ايضًا لا يفهم ما عانيته ... ما حدث يومها سبب لي صدمة ... نوع من فقدان الذاكرة انا فعلًا نسيت كل ما حدث في هذا اليوم المشؤم ..راؤول سألها فجأة...- هل تتذكرين اكثر شيء رغبتي فى الحصول عليه وانتِ صغيرة ولم تناليه يومًا...؟
ذكرياتها رحلت لطفولتها البائسة ... تمنت كثيًرا امتلاك بيتًا كبيرًا للدمى ولكن والدها رفض دائمًا بدون مبرر فلم يكن افتقارهم للاموال او المكان هو السبب بالطبع ..... وقبل ان تجيب عن سؤاله راؤول اجاب نيابة عنها... - بيت كبير للدمى ... بالطبع راموس هو من اخبرني ... رام كان يقتصد من مصروفه حتى يستطيع اهدائكِ واحد.. انا اخبركِ لتعرفي كم كنتِ محور حياته .. كان يعيش لأجل تلبية رغباتكِ ... ربما الرابط بينكما كان غريبًا نظرا لحداثة سنكما وقتها ولكنه فعليًا شعر بالخيانة من تخليكِ عنه كاترينا تدخلت في الحوار.... قالت بألم ....- رام هو الابن الذى لم انجبه لكنه عوضني احساس الامومة ... كان لي ابن حقيقي كأنه من دمي ... سامحيه لارا لاجل السماء .. انا لا اتحمل المه... ارادت الصراخ فهى ليست بحاجة اليهما ليشفعا لرامي لديها .. هى تعلم جيدًا انه كان لديه كل العذر ليفعل ما فعله مع والدها .... لكن الذي لا تستطيع غفرانه هو وضعه لها في نفس كفة فؤاد ... لماذا انكر نفسه عنها لسنوات ...؟
لكن في الحقيقة هى ستغفر له ذلك ايضًا طالما سيبقي حيًا لكنها لن تسامحه مطلقًا اذا ما مات وتركها الان ....فيكي اخبرتها عن مقدار المه ومعاناته في اثناء شهور اختفائها ...
كانت ابشع كوابيسه تتمثل في انتحارها وايضًا اخبرتها عن مدى الم والدتها وكيف انها لم تتوقف عن البكاء حتى انها رفضت العلاج الطبيعى الذي كان يمثل لها فرصة ... وعادت اسوء من قبل بعدما كانت اصبحت افضل..
غيبوبة راموس منعتها من مغادرة غرفته حتى لزيارة والدتها التي تحاملت علي نفسها وقدمت لرؤيتها ربما لتتأكد بنفسها ان خبرعودتها مؤكد وليس مجرد اشاعه... وبمجرد رؤيتها بخير غادرت بنفس الصمت الذى دخلت به علي مقعدها المتحرك....
كم كانت انانية وغبية عندما اختفت وتركتهما يعانيان .... لكنها كانت تعنى عقابهما بالفعل ... عقابهما على اشياء ربما لم يكن في امكانهما منعها تكهرب الجو فجأة عندما بدأت الاجهزة المحيطة برامى تطلق انذارات مخيفه.... قلبها كاد ان يتوقف عن العمل فعلى الرغم من انها ليس لديها اي خبرة في المجال الطبي لكن رؤيتها للخط المستقيم علي شاشة جهاز متابعة العلامات الحيوية المتصل بجسده انبئتها ان امر خطير قد طرأ.... الضوضاء الصادرة من الاجهزة وصلت الى مسامع الفريق الطبي الذي تدخل فورا للسيطرة علي الوضع ومجددًا ...حاولوا اخراج لارا وعائلة فرنانديز ...لارا صرخت بجزع ....- رامي... ثم تمسكت به بقوة كانت تعلم جيدًا ان وجودها يعيق الفريق الطبي عن العمل لكنها تمسكت بالامل فلدى محاولتهم السابقة لاخراجها من الغرفة رامي عاد لوعيه للحظات ... لكن الوضع الحالي لا يبشر بالخير فيومها لم تكن الاجهزة تصفر بجنون مثلما يحدث الان .... اخيرًا استسلمت وقررت الابتعاد عندما لم تجد استجابة من رامي لكنها في اثناء ابتعادها بلوعة اشتبكت سلسلة رقبتها بيده وارتطم خاتمها الماسي المعلق بها بأصابعه... شعرت به يتعلق في الخاتم بقوة ....ارادت تنبيه الفريق الطبي لما يحدث لكنها لاحظت انهم يحملقون في شاشة المتابعة بإندهاش شديد فالمنحيات السابقة عادت لترتسم بانتظام وتوقفت الاجهزة عن اطلاق صفيرها.... اما رامي نفسه فلم يترك سلسلتها من يده بل الاكثر اثارة انه بدء يتحرك ببطء .... ثم فتح عيونه بحركة ابطء....
*****


انتهى الفصل...
يتبعه الفصل العشرون...





الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس