عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-19, 01:04 PM   #123

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

قبل دقائق :
فتح الشيمي باب السيارة لفارس أمام فيلا سعد الدين مرحبا ليترجل الأخير ويربت على كتف الشيمي قائلا بسخرية "هل نعينك في وظيفة ما.. في هذا الملجأ يا شيمي؟! .. تستأذن يوميا من أجل الدار واليوم تفاجأت بطلبك للمساعدة في ترتيبات الحفل"


مال الشيمي برأسه يقول بابتسامة محرجة " ألم توكل لي مهمة الاشراف على ترتيبات ما قبل الافتتاح وتسهيل مهمة الهوانم يا باشا ؟"
رد فارس متهكما " لكني لم أطلب منك أن تقيم في الملجأ يا شيمي"
تدخل زغلول من خلف الشيمي يقول بلهجة ساخرة" الطقس جميل هذه الأيام في الملجأ يا باشا"


حدجه الشيمي بنظرة خطرة فحرك فارس عينيه بينهما ثم قال عاقدا حاجبيه " ماذا يحدث بالضبط؟ .. ماذا تقصد يا زغلول؟"
تدخل الشيمي قائلا وهو يرمق زغلول بنظرة مهددة " لم يحدث شيئا يا باشا "
انتبه فارس لشويكار تخرج من باب دار الأيتام متوجهة نحو سيارتها فأخرج ذراعيه من جيبي بنطاله متفاجئا لتتلاقى عينيهما.. فترك مساعديه ليقترب منها بينما قال زغلول للشيمي متهكما " ترى ماذا سيكون رد فعل الأستاذة حين أخبرها باسمك الأول .. وأن اسم الشيمي هو اسم والدك!"


أمسكه الأول من ياقته بعنف قائلا بفحيح مرعب " فكر في أن تفعلها وسأقطع لسانك الطويل هذا "
اقترب فارس من شويكار ووقفا أمام بعضهما بتحدي بارد ليبدأ فارس قائلا " أهلا شويكار هانم خطوة عزيزة .. ليتك أخبرتينا بقدومك حتى نكون في شرف استقبالك "


ردت محاولة التحكم في غضبها المسيطر عليها مما سمعته من ابنتها منذ دقيقة " جئت لأرى حال ابنتي التي تحبسها بين أربعة جدران رافضا أن تحضر حفلات المجتمع الراقي ورافضا أن تساعد والدتها في حملتها الانتخابية "
وضع يديه في جيبي بنطاله وقال " زوجتي ليست محبوسة يا هانم .. لكني لا أحب حضور الحفلات ولا أوافق على ذلك بالنسبة لزوجتي إلا في محيط مناسبات العائلة فقط .. هذه طباعي .. قد تكون صعبة لكن عليكم تفهمها واحترامها"


صرخت غاضبة وقد استفزتها ثقته بنفسه " من أنت لتحدد لنا ما نفعله ومالا نفعله .. استيقظ وانتبه مع من تتحدث .. لن تأتي أنت لتحدد لنا أسلوب حياتنا .. هذا الأمر لن أسكت عليه أبدا "
حدجها بنظرات حادة ورد بحزم " انا لا احدد لأحد حياته يا هانم .. كل ما يخصني زوجتي ولن اقبل بما لا يتناسب مع طباعي .. وهذا الأمر لن أقبل بالنقاش فيه مع أحد حتى كارمن نفسها .. فانسي أمر تلك الحفلات للأبد "
صرخت في وجهه متسعة العينان بجنون " هل تتحداني !! .. تتحدى شويكار الشبكشي !! .. هل ستمنع عني ابنتي"


رد بلهجة هادئة لكنها خطرة " أنا لست في تحدي مع أحد يا هانم .. وبالطبع لن أمنع زوجتي عن عائلتها .. أنا أتحدث فيما يخص الحفلات والسهرات المتكررة التي ليس لها معنى.. "


اشاحت بيدها تقول بلهجة ساخرة " زوجتي ! زوجتي! زوجتي ! فلتُفَعِّل زواجك أولا يا سبع الرجال قبل أن تتشدق بهذه الكلمة بكل هذه الثقة فارضا أوامرك ! .. (واقتربت منه تحدق فيه بنظرة ساخرة وتقول بخفوت ) أم أن هذا التعنت وتلك العنجهية لتداري نقصا معينا لديك ؟؟ "


اشتعل غضب فارس كما يشعل عود الثقاب في برميل من البنزين ليهدر بصوت مخيف " ماذا تقولين أنت!!!"
فأجفل زغلول والشيمي يحاولون فهم ما يحدث لكن صوت موسيقى الحفل تمنعهما من سماع تفاصيل ما يقولان .. بينما مطت شويكار شفتيها ترد بثقة " أنا لست ساذجة ولا مراهقة مثلها لأصدق خرافة تفضلك عليها بتلك المهلة حتى تعتاد عليك.."


استدار فارس ينظر لمساعديه غير واثق ماذا سمعا منها بالضبط ليستدير صائحا بتهديد " شويكار هانم !! أنا لا أسمح لك "
ردت بخفوت والجنون يتراقص في عينيها " لا تنزعج هكذا .. كنت أطلعك على ما أفكر فيه ( وفتحت باب السيارة تقول بابتسامة باردة ) عموما.. لا تتحداني وسيكون سرك معي في أمان"
تقبض فارس بقوة مسيطرا على نفسه حتى لا يحطم السيارة فوق رأسها بينما غمغمت شويكار لنفسها وهي تحرك عجلة القيادة وتغادر المكان " أتمنى أن يكون قد استفز بما يكفي.. حتى يطلقها وننتهي من هذه المهزلة "


اندفع فارس بوجه مكفهر يخترق الحفل محافظا بكل ما أوتي من قوة على خطوات مستقرة على الأرض حتى لا يثير فضيحة .. وتجاهل الجميع لا يرى إلا هي بجانب إحدى الموائد تناول الأطفال بعض الشطائر .. ليفاجئها بوجوده ويمسك بمعصمها يسحبها خلفه دون حتى أن ينظر في وجهها ..


تطلعت فيه كارمن وهي تسرع الخطى خلفه تحاول الفهم بينما وقف يونس متخصرا عاقدا حاجبيه باندهاش لحالة فارس المتشنجة .. أما الحاجة نفيسة فلم تلحظ دخوله وخروجه من الباب الداخلي شاردة في فريدة التي ستطير من السعادة وسط الأطفال تدعو لها بالزوج الصالح حتى تطمئن على الأمانة التي وضعت في رقبتها منذ سنين طويلة.
صاحت كارمن باندهاش بعد أن عبرا الباب الجانبي بين الحديقتين " ماذا يحدث يا فارس؟؟ .. فارس ماذا تفعل أنت تؤلمني!!! .. فارس سأقع تمهل قليلا "


لم يرد .. ولم يشعر بالمسافة التي قطعها ساحبا إياها خلفه بينما كلمات تلك المرأة المستفزة تنقر في أفكاره فتدميها .

بعد دقيقة .. فتح باب الجناح ودفعها للداخل بغضب فازداد تسارع ضربات قلبها بعد تأكدها أنه في حالة غريبة ..



أغلق فارس الباب ووقف أمامها متخصرا يتأجج غضبا ليقول بفحيح مرعب " ألم نتفق على أن ما يحدث بيننا لا يخرج من بين جدران هذه الغرفة ؟؟؟؟؟"


ارتبكت وحاولت أن تفهم بم أخطأت ولمَ هو في هذه الحالة فقالت بصوت هارب منها" أجل"
انفجر صارخا في وجهها " ما دمت تذكرين ما اتفقنا عليه .. كيف علمت أمك أننا لم نتمم الزواج بعد يا كارمن !!!"


شحب وجهها مصعوقة ..فلم تتخيل أن تتحدث والدتها معه في هذا الأمر!!!... وبهذه السرعة !!!.


لم تدري بم تجيبه .. فلم تتعمد إخبارها فغمغمت بارتجاف شاعرة بالرعب من منظره المخيف الذي ذكرها بالمرات الأولى التي رأته فيها " لم .. لم أقصد أن أخبرها .. أنا .. أنا.. "
صرخ في وجهها " أنت ماذا ؟؟؟؟ .. أنت ماذا ؟!!!... أهذه جائزة صبري معك وتفهمي !!!.. أهذا ما استحقه منك بعد كل هذا العذاب الذي أعيشه متحكما في نفسي حارقا لأعصابي؟!!!!.. (وضرب المقعد الضخم بقدمه ليهدر ) أهذا ما استحقه منك يا كارمن ؟!!!!!"


رفعت كفيها المرتعشتين أمامه تقول" اهدأ يا فارس واخبرني ماذا قالت بالضبط"
تحرك في الغرفة جيئة وذهبا متخصرا كأسد هائج حبيس قائلا " ماذا تعتقدين ؟! ( واستدار هادرا بقوة أكبر) أمك وقفت في الشارع تشكك في رجولتي .. قالتها في الشارع يا كارمن بالقرب من رجالي ومن ضيوف الحفل ..أهذا ما أستحقه منكم يا آل السيوفي !!!"


شهقت كارمن وغطت فمها بكفيها مصعوقة ليهجم عليها فارس يعتصر ذراعيها قائلا بفحيح مرعب" أنا حذرتك .. حذرتك من أن يخرج أي شيء خارج هذه الغرفة .. حذرتك من غضبي .. حذرتك يا كارمن "
وسحبها من ذراعها بقوة نحو الغرفة الداخلية يلقي بها لتجلس على حافة السرير الذي اهتز تحتها.



فقالت بقلب تتسارع ضرباته بعنف وهي تشاهده يخلع عنه سترته ويلقيها أرضا بعصبية " مــ ماذا تفعل؟!!!"
قال وهو يخلع ساعته ويلقي بها على المقعد ثم يفك أزرار أساور القميص " سأفعل ما يفعله أي زوجين .. انتهى وقت الصبر .. انتهى وقت الاحترام .. الهمجية وحدها ما تفيد معكم"
قبل أن تستوعب كان يدفعها للخلف ويخيم بجسده فوقها يطبع قبلات متسارعة على رقبتها وفتحة فستانها ..
بينما يديه تتحسسان جسدها بلهفة جائع قرر عدم الانتظار واقتحام الأبواب ليهجم على الطاولات بنهم.
قالت بحشرجة " فارس !" ..


لم يجيبها سوى بمزيد من القبلات الهائجة هنا وهناك تتخللها أنفاس بدأت تعلو وتيرتها ..
سكنت .. وحدقت باستسلام في سقف الغرفة بعينين متسعتين تحاول تهدئة نفسها ..
وتحاول التنفس بانتظام يتخللها شهقات لا إرادية..


حاولت أن تستوعب ما يحدث ..
وتطمئن نفسها بأنها دقائق صعبة وستمر ..
متجاهلة ذلك الشعور بعدم الراحة ..
محاولة بلع الإهانة ..
فتخبر نفسها بأنه بسببها قد تلقى إهانة كبيرة منذ دقائق.. لكنها ..


لم تستطع أبدا أن تمنع نفسها من الارتجاف.
قالت من بين شهقاتها ما كانت تنوي توضيحه وهي تحاول التماسك " أخبرتها بحالنا .. لأثبت .. لها .. أنك .. لست .. همجيا .. أبدا "
وسالت دمعة صامتة من جانبي عينيها وهي لا تزال تحدق في سقف الغرفة .
جملتها ضربته في مقتل ..


عبرت شحنات الغضب وهرمونات الرغبة .. واخترقت عقله توقظه ..
ليستوعب فارس أخيرا ما يفعل .. ويدرك بشاعة ما يقوم به .. لكنه لم يكن قادرا على السيطرة على أعصابه ..


لم يكن قادرا على التحكم في جسده الجائع المتعطش لها..
فبرغم غليان الغضب ..
كانت حواسه تشعر بها جيدا ..
تشعر بطراوتها ..
بنعومتها ..
بذلك العطر الهادئ الذي يشعل أحلامه من بعيد ..


كيف سيطاوعه الجسد على الابتعاد بعد الاقتراب؟؟ ..
وحده عقله الذي استيقظ .. فرفع رأسه عنها ودفن وجهه في السرير بجوار كتفها يضرب فجأة المرتبة بجانبها عدة مرات بقوة ..
مرة..
وثانية..
وثالثة..
ورابعة..
مغمغما بغيظ مكتوم الصوت "حذرتك يا كارمن .. حذرتك .. حذرتك"
ضرباته المفاجئة بجوارها أفزعتها لأول وهلة ..لكنها سرعان ما هدأت حين أدركت أن لكماته ليست موجهة نحوها .
قبض على الملاءة بقوة قائلا بعذاب من بين لهاثه المكتوم في السرير " انهضي يا كارمن .. انهضي فورا واسحبي نفسك من جانبي ..اخرجي تماما من الجناح فأنا لست مسيطرا على ذرة واحدة من نفسي "




شعرت ببعض الراحة لكنها لم تتحرك .. ولم تجد مفرا من أن تنتهي من هذا الأمر.. فيكفي ذلك العذاب الذي يعانيه بسببها .
أدارت وجهها نحوه تقول بخفوت" لا .. دعنا نكمل"


رفع رأسه يطالعها متفاجئا .. فآلمها ذلك العذاب الذي يطل من ملامحه ليقول فارس بصوت مبحوح وهو لا يزال يقبض بقوة على الملاءة بذراعه المفرود فوقها "ماذا قلت؟؟"
قالت مستجمعة لشجاعتها مثقلة بشعورها بالذنب تجاهه " أقول دعنا ننتهي من هذا الأمر أرجوك .. فأنا لست قادرة على تحمل هذا الذنب أكثر من ذلك"


إن كان ما قالته والدتها قد جرح كرامته .. فما قالته هي للتو طعنة في صميم قلبه.
فطالعها من ذلك القرب بعينيه المتوهجتين باشتعال لم يتراجع قيد انملة بعد .. ليقول بلهجة متألمة "ننتهي من هذا الأمر!!! أخلصك من الذنب !! .. ( صمت لبرهة ثم تمتم ) حاضر كارمن هانم سأخلصك من ذنبي"
واقترب يلفح عنقها بأنفاس ساخنة قبل أن يوزع قبلات
كان طعمها لأول وهلة مُرا في فمه ..


بقلب مجروح .. وكرامة مطعونة .. قبّل فتحة فستانها التي اتسعت..
إن الشوق يضنيه ..
يذله ..
ويجلده الخذلان.


أما كارمن فظلت نظراتها محدقة في سقف الغرفة يسيطر عليها شعور أقسى مما كانت تمر به لحظتها ..


فلم تكن مستوعبة كيف فعلت بها أمها ما فعلت ؟؟..
كيف تخبره بكل جرأة بأنها تعرف سرهم ؟؟؟..
أكانت أمها مدركة لخطورة ما تفعل ؟ !!
شعرت بيده ترفع فستانها وتندس تحته فأغمضت عينيها بحياء تحاول التحمل وعدم اظهار صعوبة الأمر عليها.


كان يعلم أن تلك اللحظة ستأتي ..
لحظة أن يضيع أمامها فلا يقدر على السيطرة على أي شيء..
لحظة أن يستقبل الفتات منها بلهفة وامتنان .
لحظة أن تغلبه مشاعره فيستجدي الوصال ..
أي نوع من الوصال ..
حتى لو كان ...
حتى لو كان ...
تسولا.


لقد سمحت الأميرة يا فارس
سمحت لك بالاقتراب ..
سمحت لك بلمسها ..
بالغرق في رائحتها ..
لكن ..


لا تكن جشعا ولا انانيا ولا فضوليا ..
لقد سمحت بالاقتراب ..
فلا تعذبها باقترابك.. ولا بلمساتك .. ولا بأنفاسك اللاهبة ..
ولا تؤذيها ببراكين اللهفة المتأججة بداخلك ..
ذُق بعضا من العسل ليخفف من جوعك ..
ليقتل ألم الاحتياج لديك ..
ولكن لا تطمع في اكثر من ذلك ..
فإن كانت صاحبة العطية قد فتحت لك قصر العسل بحس الواجب وبقوة الإحساس بالذنب ..


فكن رحيما بها ولا تكن جشعا ؟؟
خذ حسنتك يا فارس وانصرف بسرعة ..
خد ما يسد رمقك ولا تطمع في الشبع.. وارحمها من شحاذ يتطفل عليها ..
كالعداء في المارثون أسرع بالعدو نحو الهدف المنشود دون أن يعطي لنفسه فرصة ليستمتع بالرحلة ..ليصل لخط النهاية بسرعة لاهث الأنفاس ..




بعد أن أنجز مهمته ..
قبّلها ..
قُبلة على رقبتها ..
وأخرى فوق جفنيها المغلقين في وجهه..
وثالثة في تجويف عنقها..
سينسحب الآن ..
سيبتعد ..
قُبلة رابعة على عظمة الترقوة ..


عليك بالابتعاد يا فارس .. يكفيك بضع رشفات من العسل الذي لم تحلم يوما بالاقتراب منه..
قُبلة خامسة مترددة تسمرت أمام شفتيها..
فاكتفى بأخذ أنفاسها الحلوة إلى صدره .. واستحضر كل قوته ليتخطى شفتيها نحو جبينها يزينه بقبلة طويلة ..


قبلة عشق ..
قبلة اعلان عن انسحاب اضطراري مفروضا عليه ..
أو ربما..
قبلة اعتذار ضمني لتحمله .


كل ذرة من جسده كانت حانقة متذمرة معترضة على الابتعاد .. ويده تمردت عليه برسم تفاصيلها الناعمة لمرة أخيرة .. قبل أن يجبر نفسه بقوة إرادة على الابتعاد أخيرا .. فحررها منه ودثرها جيدا بالأغطية ..


ليترك السرير يرتدي بنطاله.. ويتحرك ليجلس على المقعد بجوار النافذة يطالعها توليه ظهرها صامتة ..
فدفن رأسه بين كفيه ..
ماذا فعل بها ؟..
لماذا طاوعها وهو يعلم أنها لا تريده ؟..
لماذا ضعف أمام رغبته؟ .
كيف وافق على أن يؤذيها حتى لو سمحت له بذلك؟
هل ستكرهه الآن ؟؟؟؟
هل ما كسبه من رصيد معها سيُمحى وكأنه لم يكن ؟

تذكر والدتها ..
تلك المرأة التي يكرهها ويسيطر على نفسه دوما حتى لا يتعدى حدود اللباقة معها كرامة لزوجها وابنتها .


يريد أن يقتل تلك المرأة ..
يقتلها .


رفع رأسه يتطلع في كارمن الساكنة متمنيا لو تقول أي شيء.
أي شيء لتخفف عنه ألم الشعور بالذنب .


حين تحركت بعد قليل دون أن تنظر له مغادرة للسرير يحجب شعرها ملامحها عنه لم يعرف هل يطمئن أم يستمر في قلقه عليها ..
لقد كان مراعيا رقيقا معها رغم ضغط مشاعره وفورانها لكنه لا يعرف هل آذاها أم لا ؟
لفت انتباهه بضع قطرات من الدماء على السرير فاستقام واقفا يجذب الملاءة بعصبية ويكورها ليلقي بها على المقعد ثم استدار للخزانة يبحث أين توضع الملاءات النظيفة .


في حديقة الدار تطلعت الحاجة نفيسة حولها وسألت متعجبة " هل ذهبت كارمن لتستريح؟"


رد يونس وهو يربط بالونا لأحد الأطفال " سحبها ابنك منذ مدة متشنجا ( وقال للطفل أمامه بامتعاض ) هذه آخر مرة انفخ فيها لك بالونا .. أنا لست منفاخا .. متى ستنامون لقد أمسى الليل !"
عقدت الحاجة حاجبيها وقالت " هل أتى فارس ؟!! متى ؟!! ولماذا لم أره "
لم يسمعها يونس فأمسكت بهاتفها يساورها القلق .. إن زيارة هذه المرأة قبضت قلبها لا تدري لمَ !.


انتهى فارس من وضع ملاءة جديدة على السرير وإن كان بشكل غير متقن لكنه يفي بالغرض.. ليسمع صوت هاتفه فاقترب ليجد اتصالا من والدته فأجلى صوته ورد " نعم أمي"
سألته بقلق " علمت أنك بالبيت لكني لم أرك حين وصلت "
قال بهدوء " كان عندي مكالمة عاجلة عليّ أن أجريها "
هذا الولد يكذب تستطيع قراءته جيدا فسألته " أين كارمن؟"


تنحنح وأجاب " لديها صداعا فقررت أن تستريح قليلا "
ساد الصمت لثوان لتقول بإصرار" أريد أن أحادثها "
نظر لباب الحمام المغلق ورد " هي بالحمام حاليا حين تخرج..."


قاطعته بهدوء حازم " أريد أن أحادثها يا فارس ضعها على الهاتف أو أصعد أنا بنفسي "
تحرك مقتربا من الحمام يطرق برفق مناديا عليها .. ففتحت الباب بهدوء تنظر في وجهه لأول مرة بعد تلك العبارة التي آلمته ( دعنا ننتهي من هذا الامر ) وقد غيرت فستانها لمنامة قطنية أكثر راحة ..


كانت هادئة ..
هادئة لدرجة لم تشعره بالراحة فقال " أخبرت أمي أن لديك صداعا وتريد أن تحادثك بنفسها لتطمئن عليك "
تناولت الهاتف تقول بهدوء " نعم حاجة نفيسة "
صمتت الحاجة لثوان ثم سألتها " هل أنت بخير بنيتي ؟"
ارتبكت ونظرت لفارس ثم عادت تقول " بخير .. فقط الصداع يؤلم رأسي "


قالت الحاجة بهدوء " حسنا بنيتي ان احتجت لشيء هاتفيني أو تعالي لغرفتي .. أي شيء في أي وقت .. اتفقنا؟"
خنقها البكاء فردت بحشرجة " حاضر .. شكرا "
وأعطت الهاتف لفارس الذي استدار يقول بعد ثوان من الصمت " لا يا أمي لا أرغب في الطعام الآن "
بعد أن أغلق الخط استدار ليتفاجأ بكارمن تجلس على عقبيها تغطي وجهها بيدها وتبكي بانهيار ..


اقترب منها يجلس على عقبيه أمامها هاتفا بجزع " كارمن .. كارمن أرجوك "
لم تكن تبكي من أجل ما حدث منذ قليل .. لكن مكالمة الحاجة لها لمست برفق جرح لم تكن تدري أنه موجود..


بدون أن تشعر قارنت بينها وبين أمها ..
وبدون أن تشعر لم تقدر على الصمود .. لتنهار باكية .


تكلم فارس متألما لا يعرف هل يقترب أم يتجنب لمسها حتى لا تشعر بالضيق " كارمن .. أنا .. آسف .. لم أتخيل يوما أني قد أفعل ذلك بامرأة فما بالك أن تكون هذه المرأة هي أنت "
ردت موضحة حتى تخلصه من شعوره بالذنب " مكالمة والدتك هي السبب .. رغم أني كنت بحاجة إليها "


تنفس الصعداء أنه ليس سببا في بكائها .. على الأقل بشكل مباشر .. وسحبها من ذراعها لتقف معه .. ثم أرشدها للسرير قائلا " تعالي واستريحي قليلا .. هل أطلب لك شيئا لتشربيه ؟"


هزت رأسها نافية وتكومت تحت الأغطية شاعرة بارتجاف لا تدري مصدره .. فأبعد شعرها عن وجهها ليقف مترددا ثم يتحرك مبتعدا ويتركها لتستريح .




××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس