عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-19, 07:58 PM   #32

Asmaa Ahmad

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقسم من وحي الاعضاءوحارسة وكنزسراديب الحكايات وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Asmaa Ahmad

? العضوٌ??? » 387336
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,397
?  مُ?إني » طنطا - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Asmaa Ahmad has a reputation beyond reputeAsmaa Ahmad has a reputation beyond reputeAsmaa Ahmad has a reputation beyond reputeAsmaa Ahmad has a reputation beyond reputeAsmaa Ahmad has a reputation beyond reputeAsmaa Ahmad has a reputation beyond reputeAsmaa Ahmad has a reputation beyond reputeAsmaa Ahmad has a reputation beyond reputeAsmaa Ahmad has a reputation beyond reputeAsmaa Ahmad has a reputation beyond reputeAsmaa Ahmad has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

(تباً لك....)
قالتها رؤى بتأفف من رجل الأمن الذي رفض إدخالها إلى تلك الشركة لكي تقوم بإجراء مقابلة العمل...ولم تخفي
عليها نظرة الإشمئزاز الذي رمقها بها وهو يخبرها بكل برود:
(العمل هنا للمواطنين...لا للاجئين...)
(دعني أستمع إلى هذا الكلام من مدير الشركة ...)
قالتها بمحاولة أخيره منها ليدخلها لكنه أخبرها بنبرة عالية :
(اذهبي من هنا بإرادتك إلى المنزل ...بدلا من أن تذهبي (غصبا)إلى السجن...)
بمجرد سماعها لكلمة(السجن)غادرت بسرعة ...لم تعد تعلم ماذا تفعل ...شهرين كاملين وهي تبحث عن عمل ...لكنها
لا تلقى سوى الذل والإهانه ...لم تعد تعلم ماذا تفعل؟!..أول على من تلقي اللوم ...أعلى والدتها التي لا تعلم عنها
شيئا ...بل هي بالكاد تتذكر ملامحها ...فمنذانفصالها عن والدها لم تسأل عنها ...ولو بمكالمه هاتفيه ...تجعلها
تشعر بحنانها....أم تلوم والدها الذي جعلها تهرب بالزواج من أول شاب تراه مناسباً لها....أم تلوم تسرعها في
الاختيار ....أم تلوم القدر الذي لم يكن يوما بجانبها...آآآ
.....
اضطرت لركوب سيارة أجرة جماعية ...لان النقود التي معها لم تكن كافية لركوب سيارة خاصة...رغم محاولتها في
توفير النقود ...إلا إنها ستأتي يوم وتنتهي....وسيكون عليها طلب النقود منه ...وهي لا ترغب في ذلك ...الحديث
معه أصبح يحتاج إلى طاقة كبيرة ...هي حتماً لا تمتلكها...يا إلهي ...هل وصلت حياتهما معاً إلى تلك
الدرجة...تحتاج فيها للتفكير ألف مرة قبل أن تتحدث معه...الحياة بينهما أصبحت مستحيله منذ وقت
طويل...وهي تحملت الكثير من أجل طفلها...طفلها الذي هي مستعدة للتضحية بنفسها من أجله...ولن تقدر على
الرحيل بدونه..على ذكر كلمة الرحيل..وهل هي تملك النقود الكافية لكي ترحل دون قلق؟...بالتأكيد لا...وهذا هو
السبب الرئيسي الذي يجعلها تبحث عن عمل ...أن تبني كياناً خاصاً بها بعيداً عنه وعن الجميع...
أغمضت عينيهاوهي تغوص في ذكريات لقاءهما الاول الذي شعرت فيه بأنه طوق النجاة الذي جاء إليها لينقذها من
والدها
.......... ....................
تقدمت لداخل حجرة الأستقبال وهي تحمل في يدها صينية موضوع عليها كوبان من العصير ...توجهت ناحيته
وأخفضت رأسها وهي تقول بهمس:
(تفضل..)
مد يده وأخذ أحد الكوبين وشكرها بابتسامه هادئة ...فأومأت له برأسها ووضعت الصينية على المنضدة
وجلست مقابله...عندما استمعت إلى صوت والدها يتحدث معه ...سمحت لنفسها بإلقاء نظرة عليها..
وسيم!!!...أو كلمة نطقتها عندما شاهدته ...ولا تدري لما قالت ذلك؟!...هل لكونه أسمر بملامح جادة
تشع جاذبيه....أم بسبب ذقنة ذو الشعيرات القصيرة ...وعيناه سوداوان كلون الليل ...والذي تناسق
لونهما مع شعره الغزير الناعم...أم لآن..
أخفضت عينيها بسرعه عندما رفع رأسه فجأة وهي تلوم نفسها على هذا التفكير ...خاصة وأنها قد قررت الرفض
منذ البداية ...وأعدت نفسها لضرب والدها ...آآآ
........
لم تنتبه لخروج والدها إلى الشرفة ...وتركهما معاً إلا عندما استمعت إلى صوته يخبرها :
(هل ستظلين صامته...)
رفعت رأسها قليلا ولفت انتباهه هذه المرة ...ارتدائه لبدله رسميه سوداء أعطت رونقاً جذاباً لجسده المتناسق
عليها أن تعترف أنه بارع في اختيار ملابسه ...
انتبهت إلى صوته وهو يخبرها بمزاح:
(يبدوا أنني سأتعب معكِ...)
(ماذا؟...)
قالتها رؤى باستفهام فأخبرها بابتسامه:
(لأنني لا أحب الصمت .. ويبدوا أنكِ معجبه به...)
ارتسمت على شفتيه ابتسامه صغيرة فأخفتها سريعاً...فأخبرها بهدوء:
(حسناً ...سأتحدث أنا اليوم...)
ثم رفع يده قائلا بتحذير:
(لاكن لا تعتادي على هذا...)
تغيرت نبرته للجدية التامة وهو يخبرها :
(كنت أمزح معكِ ...سأتحدث عن نفسي...اسمي حاتم منصور ...تخرجت من كلية إدارة الأعمال ...
عمري خمس وثلاثون عاماً ...ولدي شركة للاستيراد والتصدير في مدينة نيويورك...و...)
( نيويورك نفسها ..أمريكا؟!...)
قالتها بتساؤل فاومأ لها وتابع حديثه:
(في الواقع أنا أعيش في نيويورك منذ حوالي ثلاث عشرة سنه...وأتي إلى هنا كل سنتين أو ثلاث مجرد
سياحه...)
وقبل أن تسأله عن والديه أخبرها بأن والدته متوفيه ووالده يعيش برفقته ...
(هل ترغبين في معرفة أي شئ آخر؟...)
اومأت برأسها وأخبرته بجدية:
(هل تعرفني من قبل؟...)
صمت لدقائق قبل أن يخبرها:
(هذه أول مرة أراكِ فيها...في الحقيقة أنا أكون قريب أمكِ...)
(أمي...)
قالتها بصدمه متقطعه لتسأله بعدها:
(هل تعرف مكانها؟..)
رد عليها حاتم بجدية:
(لا...هي تتواصل مع والدي بين فترة وأخرى ...وهي من أخبرتني معكِ...)
لمعت عينيه وهو يقول بإعجاب واضح :
(ولكنكِ في الحقيقة ...أجمل مما وصفت...)
والدتها تتواصل مع شخص غريب وتصفها له وتترك ابنتها من دون أن تسأل عنها!!...لاشك أنها كانت تصف له
تلك الطفلة التي تركتها وابتعدت ...دون أن تهتم بأنها كانت تحتاجها ...أغمضت عينيها بألم. ..والدتها بخير
ولم تهتم بها ...إذا لا شئ يشفع لها عندها ...إذا كانت لا تريدها فهي ستكون كذلك ...ستعتبر أن والدتها توفيت
عند تلك اللحظة لمعت عينيها الخضراوان بويض غريب...يشبه الدموع...فأغمضت عينيها وفتحتهما لكي
تتحاشى سقوطها أمام شخص غريب ....
ظلت صامته لبضع دقائق حتى استمعت إليه يطلق تنهيدة خافته وهو يخبرها:
(اسمعيني يا رؤى...إذا كنتِ غير موافقه علي...فأخبريني بذلك وأنا سأضع اللوم علي...وسأنسحب من دون أن
أسبب لكِ المشاكل...)
رفعت وجهها بذهول ولم تصدق حتى الآن أن هناك شباب جيدين لهذه الدرجه...لكنها لن تستطيع أن تجيبه على
طلبه لذلك اكتفت بقول:
(سأصلي استخارة...)
بعد انصرافه برفقة والدها جلست على الأريكة ووضعت يدها إلى ذقنها تفكر قليلا ...من ناحية العمر فالفرق بين
الثلاثة عشر عاماً الذي قضاهم في أمريكا ...ولكن يمكنها التنازل عن هذا الفرق...لأنها ستسافر معه. ..وتبتعد عن
سجن والدها ...وفوق هذا شكله لا يعطيه هذا العمر...فقبل أن يخبرها بعمره كانت تخمن أنه في نهاية العشرينات
...ثم إن كلامه في النهاية أعجبها ...وجعلها تشعر أن هذا الرجل سيسعدها ويعوضها عما لاقته من والدها ...
لذلك ستوافق عليه وستخبر والدها بذلك عندما يعود ...
انتبهت إلى صوت فتح باب المنزل ومن بعدها تقدم والدها وجلس بجانبها قائلا:
(إذا ما هو رأيك؟...)
أغمضت عينيها وفتحتهما قائلة بهدوء:
(أنا موافقه...)
..........

انتهى الفصل
قراءة ممتعه


Asmaa Ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس