عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-19, 06:31 PM   #524

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي


اقتباس من الفصل السادس عشر

إشتقت إليك.. فعلمني أن لا أشتاق علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق إن كنت نبياً .. خلصني من هذا السحر.. من هذا الكفر حبك كالكفر.. فطهرني من هذا الكفر....
" نزار قبانى"
...................................
كان يقاوم نفسه بقوة ألا يفعل ، ألا يؤذيها ويحطمها أكثر ، ألا يجرحها ، إذ أنه يعلم يقيناً كيف ثقتها مهتزة بنفسها بالفعل ! ولكنه لم يستطع الأمر كان فوق احتماله أيضاً ، ويمزق جوارحه ...

نزع ذراعه من تحت رأسها مبعد كفها التي تستريح فوق صدره العاري بنوع من الجمود ...

ثم اعتدل يجلس وهو يخرج ساقيه الطويلين من تحت الشرشف الوثير ثم وضع مرفقيه فوق ركبتيه دافناً رأسه بين كفيه ... هو كان ببساطة يتألم ، نادم علي ذلك الطريق الذي تجره له جوان كأنه غرٌ ساذج ، مسلوب الإرادة أمام تحايلها !

واقع في ذلك البئر العميق المظلم ... رامية علي عقله شباك تحجبه وراء ظلال قاتمة فلا يفيق من تلك الهوة إلا بعد أن يحقق لها ما تريد ويشبع روحه الجائعة إليها ...

كان يتنفس بقهر !! ظهره متصلب معبرا عن معاناته باثاً فيها كره عظيم تدركه ، موجه إليها ؟!

" لماذا تفعل هذا معى ؟!" صوتها الخافت أتاه من وراء ظهره دون حياة !

كفيه كانت تتقبض على جانبي وجهه بعنف وهو يقول ببرود " هذا علي أساس أني من أقف كل ليلة أمام باب بيتكِ مترجيكِ أن اصطحبكِ لفراشي!"

ساد صمت مدوي في أرجاء غرفته ... سكوت قاتم أسود وجارح ... متخلله صوت أنفاسها العنيفة تزفر باحتراق مؤلم وكأنه وجه إليها ألف الطعنات دفعة واحدة ...

للحظات ظن أنها سوف تنسحب ململمة بقاياها ككل مرة يذبحها فيه !

ولكنها لم تفعل ؟! لا هي دفعة واحدة كانت تقفز من مكانها ناشبة أظافرها في ظهره مخربشة إياه بشراسة حيوان جريح وهي تصرخ فيه بقهر " اللعنة عليك ، من تظن في نفسك لتعذبني كل مرة ..لتقوم بإذلالي ؟!"

كتم تأوه مؤلم وهو ينتفض بعيداً عن مرماها ، ثم استدار مواجهها ممسكاً بكلا ذراعيها اللذان ارتفعا في نية واضحة لمهاجمته من جديد ..ثم قال " أنا لا أحد يا ابنة صادق الأمير ... مجرد نكرة أمام ابنة الأكابر ، هل هذه الإجابة التي تسعين إليها ككل مرة أيضاً توجهين لىّ استهجانكِ ؟!"

كانت ثائرة غاضبة كما لم يرها من قبل ... وكأن ما يفعله فيها ما يدفعها للشعور به يجعلها تخرج من تلك الهالة الهشة ، تودع تلك الروح الشفافة المهتزة التي تخترق الفؤاد تلقائيا ، مستفزة شيئاً فيه لحمايتها " ملعون أنت وحججك ولسانك ، بل أنت كل أحد أردته يوماً واعتبرته مجرد كائن أسطوري لا وجود له ....

إذ أني آمنتك علي نفسي منحتك أنا ، بعد أن عاهدت روحي بألا تُسلم لبني جنسك أبداً حتى لو كان بديلي الموت !"

دارت عينيه داخل محجريه بنفاذ صبر ، وكأن اعترافها هذا بدل أن يُهدأ روحه ، لعنه ألف مرة بالكره ... قال من بين أنفاسه العنيفة " ما تمنحيه لي ليس كافياً يا جوان ... تعلمين منذ ليلتنا الأولي أنه ليس ما أردت ... لقد خدعتي ؟!"

عينيها سكنتها نظرة أغضبته وهي تتراجع عن ثورتها تنكمش بجبن أحرقه وهي تقول باهتزاز " أنا لم أغشك يا نضال لقد أخبرتك قصتي كاملة ... وأنت من قررت المجازفة مع قلبٍ مات ولا أمل في إحيائه !"

نفض يديها بعيداً لتهبط علي الفراش مرة أخرى تنكمش حول نفسها بحسرة وهي تسمعه يقول بلهجة لاذعة " ويوم اكتشافي هذا أخبرتك أني سوف أكتفي بمساعدتكِ للوصول لسَبنتي ، دون الحصول على الثمن المقرف هذا "

رفعت ذقنها تنظر إليه ببرود وهي تقول بجفاف " إذاً لماذا تقبله ، ألم تعد تستطيع المقاومة ... هيا نضال لا داعى أبداً للتمثيل أمامي أن الأمر لا يعجبك ؟!"

لم يتردد وهو يقول بنفور كاذب " بل يقرفني ... لذة باهتة ليس لها معنى مجوفة فور فراغي منها ... لا تترك بداخلي إلا الشعور بالندم ، بالذنب بالجرم الذي أقع فيه بسببكِ !"

الحزن الذي سكن بداخلها كان لا يحتمل عندما مدت كفها تضعها علي قلبها وكأنها سوف تكبحه تهدئه حتى لا يسبب لها ذبحة ، قالت بوقاحة " وهل أنت مراهق مسكين يقع في حبال إغوائي ، إذ أن ما تثبت لي وأنا بين ذراعيك عكس هذا تماماً ... بل تكاد تجن وكأنك لا تريد الانتهاء أبداً ، كن صادقاً مع نفسك مرة واحدة أنت تعجبك المسرحية إذ أنك تأخذ ما تريده وترغبه ، دون حتى أن تطلبه !"


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس