عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-19, 12:38 AM   #3

fanar
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 1792
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 158
?  نُقآطِيْ » fanar is on a distinguished road
افتراضي

مرت الأيام والشهور على هذا الحال وأصبحت الدموع رفيقي الدائم فقد كان الأمر يزيد يوما بعد يوم وشقيقته تتدخل في أصغر أمورنا وزوجي يساندها وإن لم يفعل تقوم عائلته بالضغط عليه ليقوم بذلك فقد تحولت لعدوة لهم رغم أنى لم أكن غير زوجة ابن مطيعة لهم
ورغم أن زوجي يحبني ويحاول أن يسعدني بل كان يخبرني كم أني إنسانة جيدة لأتحمل تصرفات عائلته. وأخبرني ان خطته في المستقبل أن نخرج من مبنى العائلة إلى شقة منفصلة ولكن على الصبر حتى تتحسن أوضاعه المادية.
وكنت أسعد بكلماته وأصدقها رغم أني كنت ألاحظ أن لديه مالا لينفقه على نفسه وعلى أهله بينما إذا طلبت شيء حتى الأمور الضرورية يتحجج بعدم وجود المال وبالديون وإذا ألحيت غضب علي واتهمني أني مبذرة وأني تزوجته طمعا في مال عائلته التي لم تكن بالثراء الذي يتظاهرون به
وكانت عائلته تحرضه وأنه يجب عليه ألا يصرف على بينما كان زوج شقيقتهم ينفق على عائلتهم بأكملها ولم يرو ذلك استغلال مطلقا. نفس منطق المطففين فقد كان لهم كيلين يوزنون به. فما يريدونه لابنتهم مختلفا عما يريدونه لزوجة ابنهم.
أصبحت حياتي جحيما وإذا اشتكيت لأمي وبختني مذكرة إياي بصبر أمهاتنا وأنني يجب ألا أعترض على بره واهتمامه بعائلته فمن لا خير له في أهله لا خير له في زوجته. فأعود صامتة مقتنعة بكلامها وأحاول أن أحسن معاملتي مع شقيقاته وأصبحت أقوم بالخدمات لهم لعلي أكسب ودهم من تسريح شعرهم في المناسبات وتبرجهم واختيار الملابس لهم وصنع الحلوة التي يحبونها لهم لينكروا كل ذلك أمام شقيقهم ذمي والتذمر مما فعلته لهم ورغم ذلك كنت أؤمن أن نهاية صبري ومعاملتي الجيدة ستغيرهم قناعة كانت تنميها والدتي داخلي يوما بعد يوم .ولم اكن أرى نتائجها مهما طال الزمن
وفي السنة الأخيرة من الجامعة جاء زوجي من منزل شقيقته متهما إياي بالإهمال وأني استعمل مانعا للحمل من وراءه حتى لا أحمل قبل أن أتخرج من الجامعة ولهذا قرر أن يحرمني من إكمال دراستي. توسلت إليه ورجوته ولكنه رفض، ذهبت إلى والدته أحدثها لعلها تقنعه فوجدت أن الفكرة نفسها قد زرعت فيها أيضا وكأن مصدر الفكرة واحدا في الأصل .. شقيقته سعاد وزادت على ذلك باتهامي بإهمال منزلي وزوجي بسبب دراستي وهو قول باطل فقد كنت أرهق نفسي حتى لا أقصر في المنزل وفي الاهتمام بزوجي رغم الفوضة والتخريب الذي كان تحدثه شقيقاته
وعندما استسلمت أنها لن تساعدني حدثت أبي ولمته لأنه لم يضع شرط الدراسة في عقد زواجنا ولكنه وبخني أن الزوج يعلم ما فيه مصلحة منزله أفضل من غيره ولن يملي عليه تصرفاته وأنه إذا رأى أن البقاء في المنزل أفضل لي وله فعلي أن أطيعه وأيدته أمي فواجب المرأة الأول هو طاعة زوجها والاهتمام بمنزلها أما الدراسة فهي أمر ثانوي وبإمكاني تثقيف نفسي بالقراءة
لأول مرة أرى نفسي اخالف والدي في أفكارهم وارفض ان أقدم التضحيات التي لا مبرر لها غير انانية رجلا يريد ان يثبت رجولته بفرض رايه حتى وان لم يكن هو نفسه مقتنعا بذلك
وجدت مبدأ ان أعيش في الظل خاطئ فأنا بشرا مثلي مثله لي احلامي وامنياتي لا ينبغي ان أضحى بها واعيش في الحرمان والقهر فقط لكي اطيع واسعد زوجا لا يراني شريكة حياته ويحاول اسعادها كم تحاول هي ولهذا قررت ان أتخلى قليلا عن مبادئ واخذ طريقا ملتويا
فاتصلت بزوج شقيقته لأني أعلم أن له تأثيرا على زوجي، وأخبرته بالأمر كله وكيف أن الجميع رفض مساعدتي وأيد زوجي في قراره وأنا لم يبقي لي غير عام واحد لأحصل على شهادتي الجامعية
أستمع إلي وأيدني في أنه علي أن أكمل دراستي وأخبرني أنه سيتصرف وفعلا بعد يومين عاد زوجي للمنزل ليخبرني أنه غير رأيه وبإمكاني أن أكمل دراستي ولكنه غير موافق على أن أعمل بعد ذلك ولم أعترض فالمهم الأن أن أكمل دراستي وأدع المستقبل للمستقبل.
لم يخبرني زوجي لماذا غير رأيه ولم اسأله ولكن شقيقته أنقلب استياءها لغضب جارف وبدأت تسمعني كلمات لاذعة ووصل بها الحال لشتمي وايذائي بالكلام في كل مناسبة، فقد علمت أن زوجها تدخل ولكنها لم تعلم أني من طلب منه ذلك فظنت أن فعلته هذه اهتمام منه بي.
ولم يمضي وقت طويل حتى عاد موضوع الإنجاب للسطح وبدا يكبر ويكبر واخذت والدته تعرض عليه الزواج من أخرى
بل أصبحت شقيقته سعاد تدعو صديقاتها في تجمعات العائلة ليعرضن مفاتنهن أمامه وكان هو سعيد بذلك ويميل لهن ويحاول ان يلفت انتباههن ويغازلهن علانيا وتلميحا دون ان يراعي مشاعري وكسر قلبي بهذه التصرفات التي كنت اعتبرها خيانة لي ولحبي له
حاولت اقناع شقيقته ان هذه التصرفات لا تجوز فكانت ترد علي بوقاحة انه رجل وتسئ الي بالكلام وتستحقرني وكنت أستغرب من ثقتها الزائدة في نفسها حيث كان زوجها حاضر تلك المناسبات ولكنها لم تكن تغار عليه منهن وربما لأنه هو نفسه لم يكن يهتم بهن بل كان يبتسم بسخرية من تصرفاتها المفضوحة ويعاتبها من وقت لأخر.
لم أعلم كيف استطاعت أن تتزوج برجل مثله فقد كانا مختلفين تماما فهي رغم أن عائلتها كانت مرموقة إلا أنها كانت سوقية التصرف ورغم دراستها العالية فلم تكن مثقفة كما أنها لم تكن بذاك الجمال الباهر ولم تكن تعتني كثيرا بوزنها مرجعة زيادة وزنها للحمل والولادة
وعلمت من زوجي أن زوجها قابلها في الجامعة في الخارج وكان متقدما دراسيا عنها ولكنه وقع في حبها وتقدم لخطبتها بعد فترة قصيرة رغم اعتراض عائلته فقد كانت عائلته ثرية جدا وترغب أن يتزوج ابنها من وسط مادي مشابه
ولكنه أصر على الزواج منها حتى يأست والدته من تغير رأيه فاضطرت للموافقة وتزوجا في أقل من عام من تعارفهما وأنجبا طفلين بعد عودتهما للبلاد
ومن حسن الحظ أن طفليهما لا يشبهان أمهما في تصرفاتها وأخلاقها بل هما مثل والدهما راقيين هادئين ومثاليين بشكل جميل وكنت أحبهما كثيرا.
وعودة لقصتي فقد بدأ زوجي يلمح للزواج من أخرى وأصبح يغازل صديقات شقيقته أمامي بكل جراءة
طفح الكيل ولم اعد اتحمل وتشاجرنا وأخبرني بنيته بالزواج لأنه يريد أطفالا فوجدت في نفسي الجراءة لأقول له أنه لا يحق له أن يلقي اللوم علي في تأخر الإنجاب وبإمكاننا أن نذهب للفحص لنكتشف سبب المشكلة ثار غضبا فكيف اتجرأ وألمح انه ربما كان عاجزا وترك المنزل لمدة شهر تقريبا وبقي في منزل والدته
اشتقت اليه كثيرا ولكن ظللت صامدة على رأي فلماذا يجب أن اتحمل أنا الملامة دون دليل قاطع .وأيضا لم لا تكون المشكلة بسيطة ويمكن علاجها وكنت أعلم أنه لو كانت المشكلة منه أو أنه عقيم فإنني لن أطلب الانفصال فأنا أحبه كثيرا ورغم حبي للأطفال الذي جعلني أدخل التدريس في تخصصي الجامعي فأنا لن أتخلى عن زوجي من أجل الأطفال.
ويبدو أن البعد أثر فيه وأيضا شعوره أني لن أستسلم هذه المرة فعاد للمنزل وقام طبعا بلومي وعتابي ولكن الأهم أننا تصالحنا واتفقنا أن نذهب للطبيب ولكن دون علم أهله
وفعلا بعد الفحص اكتشفنا أنه يعاني من مشكلة ضعف ولكن يمكن علاجها وقد يستمر العلاج أكثر من عام ولكن الأمل كبير بتحسنه.
تغير زوجي كثيرا بعد نتيجة الفحوصات لم يعد يطيع عائلته وأصبح يقدرني كثيرا ويهتم بي وباحتياجاتي ولم يعد يبخل علي بشيء




fanar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس