عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-19, 02:07 AM   #86

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لوس أنجلوس.. ليلا

"مهما فررت من قدرك فإنه سيجدك"


يجلس على كرسيه خلف مكتبه ، يحرر تنهيدات حارة من صدره لعل نار الشوق داخله تخمد قليلا و ترحمه
ما أعلق نيران الشوق بالفؤاد! ..تحرقه حرقا .
فخلال الأيام التي ترك فيها الجزائر و عاد إلى منزله فهم ما كان يفعله بنفسه و الدرب الخطير الذي ستؤول إليه الأمور لو بقي هناك ،بجانب التي سكنت عقله ،أسرته و لم تحرره
و قد بات يدرك أن ما يشعر به محض جنون أصابه لحظة وقعت عيناه عليها
سببه ذلك الحزن في نظراتها ، براءة روحها التي تعكسها ملامحها الهادئةx ، صوتها الندي الذي يلامس قلبه و يطرب أذنيه

تعويذة سحر ألقتها عليه فبات عالقا لا سبيل من تحرره
كأنه فقد إرادته ، منطقه ، عقله ..و يكاد يفقد قلبه لامرأة لا يعرف عنها سوى القليل
التقط هاتفه ينظر إلى الصورة التي التقطها لها في غفلة منها ، و ابتسم هامسا بلغته الروسية :- ما الذي فعلته بي؟ ..لماذا لا أستطيع إخراجك من تفكيري ؟ ..ماريا .
تقلقلت أحشاؤه ما أن لمح الدفتر الذي نسيته و احتفظ هو به حينما أدرك أنه يمثل مذكراتها اليومية ، كانت حركة أنانية منه و لا يمكن لأحد لومه
فقد أراد معرفتها ، أن يسبر كنهها ، أن يفهم لماذا هي بالضبط؟ ما الذي يميزها ؟
التقطه يقلّبه بين أصابعه ثم فتح أول صفحة و هي الوحيدة التي كتبت بالعربية فمرر أنامله على الكلمات المكتوبة بخط جميل، ثم قلب الورقة و ابتسم ساخرا
أهي صدفة أم قدر أن يجد أنها كتبت كلماتها باللغة الانجليزية ؟
ازدرد ريقه بتوتر ، نبضات قلبه تتسارع و أنفاسه تضطرب و يجهل السبب
نعم ، سيتطلع إلى أسرارها ..لكن الأمر لا يحتاج كل هذا التوتر .
تنفس بعمق ثم شرع بالقراءة و ليته ما فعل ، فعند أول سطر شعر بألم يجتاح صدره
" في قصتي ، أنا أصاحب الألم و أتخذه عشيرا و صاحبا ، يلازمني ، يحضنني و يرفض تركي ..ليته يفعل فأستطيع التنفس للحظة ..أن أغمض عينيَ و أحظى بثانية من السلام ..أريد أن أعيش ..للحظة واحدة أكون فيها عاديةx "
تساءل عن الدافع وراء كتابتها لتلك الكلمات الموجعة فأخذ يتابع ما بدأه ،فيقرأ " يتعجب الكل من بقائي على قيد الحياة ، و وقوفي على قدمي و متابعة حياتي ، يظنون بأنني لم أتأثر ..أنا تحطمت .. ليته قتلني لم يصنع مني شبح إنسانة تكره انعكاس صورتها ، اشمئز من جسدي و تلك الجروح التي تركها عليه تذكرني بكل ثانية قضيتها تحت أسره ..ليتهم ينصتون ..ليتهم يفهمون ..ليتهم ينجدونني ..أنا أتعذب ..أتوجع "
من ذاك الذي تتحدث عنه ؟ ..أتعرضت للاختطاف ؟
بلهفة كان يقلب الصفحة بحثا عن كلمات تجيب عن تساؤلاته و تشبع فضوله و ما أن وقعت أنظاره على كلامها حتى أغلق الدفتر و أخذ يتنفس باضطراب كأن روحه تٌنتزع من بدنه
" اللون الأبيض يرمز للسلام ، في قاموسي هو لا يعكس سوى الموت ، تلك الأيام التي قضيتها في الغرفة البيضاء حيث ملبسي و مأكلي و حتى لباس سجاني يحمل ذات اللون الكريه ، تمنيت لو أرى نقطة من سواد ، صرت أرجوه كي يجرحني لعليّ أرى لونا آخرًا "
أيوجد إنسان على وجه الأرض يحمل ألما كالذي تحمله تلك الفتاة و هي بعمر الزهور ؟
ثقل وجعها كثقل أوتاد تهد كتفيها هدًّا
عاد ليفتح الدفتر و ينتقل إلى صفحة أخرى فيزداد ألم قلبه تعاطفا " الكل اطمئن حينما عرفوا أن مختطفي لم ينتهك شرفي ، ما هو الشرف يا ترى ؟ أيتلخص في غشاء للعذرية فحسب ؟ .. لقد عراني جسدا و روحا ، جرحني ، انتهكني بلمساته ، سرق مني حواسي و ذاكرتي و كدت أفقد عقلي ..أخذ مني ما هو أغلى من عذريتي :شعوري بالأمان و صرت أخاف من نفسي، فماذا بقي من الشرف الذي يتحدثون عنه ؟ "
غمم مصطفى بحسرة و الصدمة تكاد تنهشه :- يا الهي ! ..كيف صمدت ؟
فيأتيه الجواب في كلماتها التالية " أنا لم أصمد ، حتى بعد سنوات ، أراني ما زلت محبوسة في ذات الزنزانة و صرت أنا سجاني ..هو كان يجرحني ليستمتع بألمي ، و أنا أفعل ذات الشيء لأتخلص من شعوري بالذل ..أحارب ألمي بألمي ..يا لي من مثيرة للشفقة ! "
ظل يقلب الصفحات واحدة تلو الأخرى فيجد بعضها فارغا و البعض كتب عليه باللغة العربية و على حين غفلة توقف عندما اصطدم باسمه الذي كُتب بحروف منمقة ..فابتسم ثم عبس .
ابتسم فقد كان له نصيب ضمن أفكارها
و عبس لأن ما بها يكفيها و لا ينقصها جنونه لتتعامل معه
ستخافه
ستهرب منه
لهذا فليبقى بعيدا عنها أفضل لكليهما .
أمامه فقط أن يردّ لها دفترها و يفارقها دون عودة .


يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 01-11-19 الساعة 02:27 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس