[زاهره]

أول أيام رمضان
نفحات رمضانية...حارة إستوائيه

- قووووووووم يا مرعي...قوم يا حبيبي علشان تلحق تصلي الضهر.
- يوووووووه...حاضر يا ماما قايم... أنا قايم.
تشد المخده من على راسي:
- يا ابني الساعه بقت اتنين و نص.
سمعت صوت الحاج اللي وقف عالباب و قال سنفونيته الشهيرة:
- قوم يا ولد... ما هوه إنت لو مفضلتش قاعد سهران على الايميل إمبارح لقرب الفجر مكنتش قمت قرب المغرب.
رميت المخده و قعدت على السرير لما اسوف الناس دي عاوزه ايه:
- قرب المغرب ايه يا عم عرب... العصر لسه بدري عليه.
- عصر؟ طب قوم صلي الضهر يا فالح.
خرج و هوه بيضرب كف على كف، بصيت لماما اللي طبطبت عليا:
- معلش قوم يا ضنايا قوم.
- حاضر يا ماما... ها؟ قوليلي عاملالنا ايه على الغدا؟
ضحكت:
- غدا... غدا ايه يا مرعي يا حبيبي... كل سنه و إنت طيب إنت ناسي إن النهرده رمضان؟
ضربت جبيني:
- آآآه و الله نسيت يا أم مرعي.
- يلا... يلا بقه يا حبيبي قوم صلي... و ما تنساش تتوضى.
خرجت و قفلت الباب وراها... الظاهر إنها عارفه إن الدنيا بتكون شبورة و انا قايم من النوم و مش بعيد أقوم أصلي و انا مش واخد بالي إني متوضيتش.
السلام عليكم و رحمة الله... السلام عليكم و رحمة الله... مين ده؟ بابا قاعد على شمالي ليه؟ هوه اللي بيسجل ذنوبي النهرده؟
سألني:
- ها؟ إيه خطتك لرمضان؟
- و الله يا حاج الواد كبّو و البنا...و العيال إصحابنا عاملين جدول.
- و ده فيه إيه الجدول ده إن شاء الله؟
- لازم نعيش...
- لازم ايه؟ إنت يا ولد بقالك فترة مش فاهملك كلام.
- بهزر معاك يا بابا... بهزر.
قام من جنبي بيأس و هوه بيضرب كف على كف بطريقتة الشهيرة:
- طب ابقى قول أذكار الصباح.
شاكسته:
- الكبيرة و الاّ الصغيرة؟
- أي حاجه تيجي منك حلوة ياخويه.
- إنت بتتريق يا بابا؟
- لا أبداً... بس إنت قول أي حاجه و هتيجي منك حلوه.
يا عيني عليك يا ابو السيد... الراجل يئس مني على الآخر:
- طب بينا نقولها مع بعض... يلا معايا عالسقفه...ها.
رجعلي و مسكني من قفايا:
- عالسقفه... ها؟ هوه إحنا هنغني... يا ابني... يا ابني ارحمني إحنا ف صيام.
سابني و قعد يقول:
- اللهم إني صائم.
- و أنا يعني اللي فاطر... اللهم إني صائم أنا كمان.
قررت أبعد عن بابا قدر الإمكان أو هوه اللي خد القرار ده حفاظاً على صيامه و مر اليوم بكل سلاسة بإستثناء خناقة صلاة العصر و خناقة أذكار المساء لإننا اختلفنا هنقولها كبيرة و لا صغيرة و لما ضحكت و إقترحت إننا نقولها متوسطة أكلت شلوت جه بالغلط في ضلوعي و قعدني مكتوم لغاية لما خلصنا الأذكار.
قبل أذان المغرب بنص ساعة إتصل بياً العدوي و قالي إن البنات مش نازلين النهرده و بعدها إتصل بيا كبّو و قالي نفس الكلام.
كان لازم أتحرك... إيه التهريج ده؟ اتصلت بتوحه ( دي بقه اسمها فتحيه و لو حد ندهلها باسمها الحقيقي ممكن ترتكب فيه جنايه):
- الو.
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
بعدت التليفون عن ودني و بصيتله:
- مين دي؟
رجعت تاني أقول:
- الو.
- ما قلنا و عليكم السلام...
كملتلها:
- و رحمة الله و بركاته... ايه يا بت يا فتحيه؟ أنا مي مي.
اتغيرت النبرة 180 درجة:
- مي مي... إزيك يا واد يا مي مي ؟ كل سنه و إنت طيب... و بعدين ايه فتحيه دي إنت هتهرج من أولها.
بصيت للتليفون:
- ايووووه كده... مش عامللالي فيها رابعه.
- سمعت إن محدش من الشله نازل النهرده... مش كنتم متفقين مع كبّو إننا نتقابل ف النادي.
بنبرة حزينة:
- ايوه... ده إحنا كنا هنولعها... احم احم ايوه يا مجيده هنولعها نفحات رمضانية إيمانية.
- هههه مجيدة يبقى أمك وصلت... طيب يا فتحــ... توحه أنا هطلب مجيدة.
قفلت و طلبت مجيدة (الشهيرة بجي جي و دي كام مش بتطيق إسمها مع إنه جميل ... كله مجد كده):
- الو.
- و عليكم السلام...
- و رحمة الله و بركاته.... بت يا جي جي أنا مي مي.
- مي ميييييييييي.
يا عيني عليها و على مي مي بتاعتها:
- ايوه ياختي مي مييييييي... كل سنه و إنت طيبه.
- و إنت طيب بقولك ايه.....
قعدت تتكلم... تتكلم .... تتكلم... أنا عارفها تعشق الكلام قد عينيها:
- جي جي قصري أنا لسه شاحن عشرة جنيه و لو خلصت هولع فيكي... قصر الكلام إنتم مش ناولين ليه النهرده؟
- النهرده... اسكت ده أنا مكبوسه... كنا متفقين ننزل كلنا أنا و البت توحه و في في و جايدا كانت هتووووووولع... آه...آه هتولع نفحات ايمانية رمضانية.
- بسسسسسسسس يبقى ابوكي شرف طب سلام ياختي.
لا كده كتير أنا هتصل بالبت في في ( فؤاده... مش عارفه أهلها ليه سموها فؤاده بتفكرني بالفيلم اياه... جواز عتريس من فؤاده باطل):
- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
- الوووووو
حيرتوني... اقول ألو تقولولي و عليكم السلام ... أرمي السلام تقولولي ألو.
- الوووو... مين معايا.
- معاكي مي مي ياختي.
- مي مي واحشني يا واد... آخ... لا لا اللهم إني صائمه.
- هههههههههه و إنتي اكتر... آخ لا لا اللهم إني صائم.
- بطل لماضه يا واد و قولي... خيراً.
- خيراً... إني طالعه من فيلم تاريخي... لا ياختي مش خيراً ده شراً اللي يعرفكوا يشوف خيراً.
- أكيد بتقول كده علشان لغينا خروجه النهرده... معلش أنا كمان...
- مكبوسه...
- إيه؟
- هتقوليلي مكبوسه ما البت الموكوسه قالتلي كده كمان.
- الموكوسه تبقى جي جي ههههههه مش بقولك طول عمرك عسل... آخ...
- اللهم إنك صائمه.
- الوووو... الووووو جايده إنتي سمعاني.
جايده؟ يبقى أخوها عالباب... لما أقفل قبل ما تلفحني بنفحاتها الرمضان الإيمانية الإستوائيه،رزعت السكه ف وشها... أنا ليه متصلتش من الأول بجايدا هيه اللي هترسيني عالحوار .. (جايدا دي اسمها جهاد و الشله كلها سمتها جيدا بعد لما اتفرجوا على فيلم شيكامارا بتاع مي عز الدين لأنهم شايفين إن جهاد رقيقه اوي زي شخصية جيدا الدنبوكي في الفيلم)
- مرعيييييييي قوم إتوضا... معدش حاجه على الاذان.
- حاااااضر...الو.
- الو.
شوف الناس العسل... الهادي النادي الشادي... ايه ده انا صايم:
- ايوه يا جايدا انا مي مي.
- ايوه يا مي مي... خير؟
- معلش بتصل ف الوقت ده.
- أنا فعلا مشغوله مع ماما.
- طيب مش هأخرك... أنا بس كنت عاوز أعرف إنتم مش نازلين ليه النهرده.
- بابا جي جي موافقش و قال إن مينفعش تنزل مع صاحباتها أول يوم ف رمضان و مامت في في قالت حاجه زي كده... أما أنا فاختي وقعت إمبارح و عورت رجها يعني كل واحده فينا ليها ظروف... معلش بقه.
- حصل خير ... و ألف سلامه على أختك.
- الله يسلمك ... الجايات أكتر.
- آه طبعاً أكيد... سلام.
هيه بقت كده.. ما نبنيش من الموضوع إلا إن الكرت خلص و آل إيه نفحات إيمانية.
- مرعييييييييييييي.
- جاااااااااااااااااااااااا ااااااااي.
و بكده قضيت أول يوم مع بابا و إحنا في نفحات رمضانية إيمانية بس إنما إيييييييييه... كانت حارة إستوائية.
أشوفكم بكره.
و متنسوش تعيشوا جو النفحات الرمضانية
الشديدة الحرارة
المدارية
الإستوائيه