عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-19, 10:35 PM   #2

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول

هبطت من السيارة وأغلقت الباب خلفها بعنف, لتمنعه من رؤية دموع إحباطها, ظل طارق مكانه لعدة دقائق الى ان ولجت لمنزلها مباشرة . زفر بضيق يخالطه الندم,فمنذ يوم خطبتهما علم جيداً انه لم يمنحها ما تحتاجه من كلمات حب او غزل كأي خطيبين!!
ولكن ماذا يفعل في شخصيته الصارمة التي يفرضها عليه مجال عمله؟! لقد أصبحت الصرامة والوضوح جزء لا يتجزء من شخصيته, وحتى عندما رأى زهرته التي حركت أشياء بداخله لم يستطع لسانه ان يتفوه بما يخترق قلبه لتعلم به.
أخرج نفس حار وهو يشغل سيارته ليمضي في طريقه ثم ما لبث ان أخرج هاتفه مطاوعاً قلبه وضارباً بكل شئ عرض الحائط,فزهرته الصغيرة بالتأكيد تستحق ان يتنازل عن صرامته قليلاً,،
"ماذا تريد؟"
أتاه صوتها المتصنع الثبات رغم اختانقه بالبكاء على الطرف الأخر فأجبر نبرات صوته الاجشه ان ترق قائلا:
"أريدك أن لا تبكي.. لن اسمح لعينيكى البنيتين الجميلتين بالحزن بسببي"
لحظات صمت طويلة إلا صوت أنفاسها المتقطع بغصة بكاء تحاول الهدوء وتفشل,أخيراً أجابته ببعض الدهشة:
"عفوا !!هل طارق معي؟! منذ متى تهتم لحزني؟!!"
تحشرج صوته مرغماً رغم صرامته في القول:
"منذ ان زين إصبعك الجميل خاتمي,منذ ان سمحت لك بالدخول لحياتي,ضعى في عقلك الصغير انكِ زهرتي, ولن أسمح للحزن ان يدخل قلبك "
إرتبكت زهرة غير مصدقة ان من يتحدث هو نفسه طارق ذو الشخصية العسكرية الصارمة !! طارق خطيبها الذي أحبته بصدق منذ ان كانت تراه صدفة في المناسبات العائلية التي يحضرها في زيارات متقطعة.. لم يلتفت لها يوماً او حتى يمنحها اهتمام لبدء حديث او لإلقاء سلام,دائماً ما كان في بعيداًومترفعاً عن صخب جميع التجمعات الشبابية في هذه المناسبات, قطع طارق أفكارها وقال بخفوت رقيق:
"اتهامك لي اني لا أهتم او اني أُجبرت على تلك الخطبة من اكثر ما تفوهتى به حمقاً زهرتي الذكية,لم أقدِم على الزواج منك من أجل أحد او لأنك المناسبة بل لأنى أردتك,فهل أبعدتي تلك الترهات عن عقلك؟!"
ابتسمت من بين دموعها,ثم ما لبثت ان همست بهدوء:
"نعم سأفعل لأنك طلبت ذلك "
زفر طارق نفسا أخر كأنه أزاح هم ثقيل عن قلبه,،ثم اخبرها سريعاً: "غداً سأفعل المستحيل لأصطحبك من الجامعة ونخرج سوياً كما طلبتي,هل هذا سيرضى سخطك عليّ قليلاً "
قالت بلهفة:"نعم نعم,هذا سيكون أكثر من كافي,لا بل انت تحتاج للكثير لتعوضني جفائك خلال شهور الخطبة الماضية "
ضحك طارق بنبرة خشنة قبل ان يقول:
"لماذا اشعر ان تصرفاتك أصبحت كطفلة مندفعه؟"
ارتعش قلبها بين أضلعها مسحورة مبهورة وبعين الخيال كانت ترى وجهه الوسيم رغم جمود ملامحه يبتسم لها تلك الابتسامة الجانبية بعينين داكنتين تحكي الكثير رغم عدم تفوهه بكلمة.. همست بصوت مبحوح:
"انا لست طفلة,انا فقط أحب…."
صمتت مختنقه مره أخرى غير قادرة على إخباره بما تمرد فؤادها للصراخ به .
على الطرف الأخر وصله همسها فأنعش فؤاده الذي دق بنبضات متصارعه لم يجربها يوماً إلا بقربها,فقال مداعباً بنبره خفيضة: "انك ماذا زهرتي؟ قولي ما تريدين، وانا سأتظاهر بأني لم أسمع "
زفرت نفس مرتجف وقالت:"لا "
عاد يطالبها محتالاً:"من أجلي زهرة..ألا أستحق ان تفرحني اعترافاتك اثناء ضغوط العمل "
قالت محبطة بجفاء متصنع:"انت لا تفكر في اي شئ اثناء عملك يا طارق,حتى انا.. هل أذكرك كم مرة نسيت موعدك معي, كما حدث اليوم؟!"
كان يصر ان لا يدخل في جدال معاها فقال بنبرة هادئه:
"انا لا أنساكِ زهرتي ابداً ومع ذلك انا أحتاج لسماع ما كدتى ان تخبرينى به "
صمت لبرهة ثم أضاف بخشونه عاطفية:"انت أرق من أن ترفضي طلب ضابط مسكين يحتاج لتشجيع "
ارتجفت نبرتها استجابة لتحايله لأول مرة:
"انت تستحق كل شئ برغم جمودك وجفائك,لأني.. لأني "
اختنق صوتها المرتجف فأخذت نفس طويل ثم قالت سريعاً:
"لأني أحبك,أحبك من قبل ان تعلم انت بوجودي حتى "
قبل ان تمنحه فرصة للرد أغلقت الهاتف في وجهه..للحظات نظر الى الشاشة رافعاً حاجبيه بصدمة,ثم ما لبث ان انفجر في ضحكة أنعشت دواخله,هامساً لزهرته الرقيقة:"ربما لو صبرتي قليلا كنت أخبرتك,كم انتِ اصبحتِ مهمة لذلك الجامد حتى يكاد يتنازل عن وجهه الصخري من أجل ان يرى ابتسامة مُحياكِ الساحر "
………………………………
نظر الى ساعة يده فوجدها تعدت السابعة مساءً شتم بعنف من بين اسنانه ،، ها هو ينساها مره اخرى وسط غرقه فى عمله .
وقف طارق سريعاً يحرك كتفيه الذى تيبسا من إرهاق العمل الذى لم يتوقف للحظة واحده منذ الامس ،، ورغم انه لم يذق طعم النوم منذ اربعة وعشرون ساعة ولكنه لن يستطع ان يتخلى عن وعده لها ،، سحب سلاحة من فوق المكتب ليعلقه فى حزامه من الخلف ثم خطف مفاتيح سيارته ليخرج من المبنى ينوى المغادراً ..
فأوقفه صديقة وهو يقول مازحاً " لم كل هذا الاستعجال ،، هل ورائك موعد عاطفى "
لم يتوقف طارق وهو يقول بحزم " على ، انتبه لا افضل طريقة المزاح تلك"
مشى على بجواره وقال بابتسامة متوسعة غير مهتمه بحزمة المعتاد" لم اراك بهذا الاستعجال من قبل ،، لقد اصابنا اليأس من ان ننزعك قبل ان يتمكن منك الارهاق يا رجل "
عاد طارق يحرك رقبته وكتفيه يمين ويسار ربما يبعد ذلك التيبس الذى تمكن منه وقال بهدوء مبتسم " ربما ساجبر اخيرا ،، "
قال على سريعاً همساّ بتوأط متفهم مقصده " لا تكن متأكد من هذا ،، بل ربما ستغرق فى العمل أكثر متهرب من نزق زوجتك "
التفت له طارق رافع حاجب واحد شرير وقال محذراً " انتبه يا سيادة الرائد ،، لما تقول ،، لانى لن اتوانا فى اخبار ابنة عمى بانك تشكوها باستمرار تعلم جيدا انها تراقبك عبرى وانا لن أتردد للحظة فى قول الحقيقة"
ادعى على الرعب وهو يقول " لا ارجوك ،، الا هذا انا لم اقل شئ تذكرك صداقتنا يا رجل ، كما إننا ابناء سلك واحد وهذا يجبرك على عدم البوح بأسرارى تذكر قسمك "
هز طارق كتف واحد بعدم اهتمام ومد وجه قالاً " ربما قد افعل ، ولكن انت مدين لى بخدمة"
توسعت عينى على وقال " منذ متى تساوم ؟!
وضع طارق نظارته التى ذادته وسامه رغم ارهاقه قبل ان يغمز بعينه من تحتهم وقال " منذ ان قررت ان ادخل القفص الذهبي مثلك"
……………………..


.
قال طارق بهدوء:"لا تتحركي من مكانك زهرة,أعلم اني تأخرت ولكن كالعادة غرفت قليلاً في العمل "
بنزق ردت:"هذة حجتك دائماً يا طارق,بدأت أشعر بأني لست بهذه الأهمية التي ادعيتها بالأمس "
رغم نارية أعصابه المعتاده,ولكن هذه المرة رغم ارهاقه كان مسترخي جدا ومُصر على منحها سبباً كافياً لتثق قليلاً برغبته فيها وليس كما تعتقد بأنها مجرد وجه اجتماعي جميل يناسب معايره المطلوبة فقال:
"لن أكرر إخبارك انكِ مهمة و تعني لي أكثر مما تعتقدين يازهرة..لذا إبقي مكانك حتى أقابلك"
لم تلين ملامحها ولا إحساسها المرير..ان كل أفعاله تأتي من احساسه بالمسؤلية اذ تعلم جيداً انها لم تكن من اختياره بل والدته من رشحتها له وهو وجدها مناسبة فلم يتردد في ارتباطه بها,ومنذ سبع شهور او أكثر بقليل دخلت في نوبة صراع معه لتحاول ان تجذب ذلك الجلمود ولكن لا فائدة يراضيها بكلمتين مهادنة ثم في اليوم التالي يعود لنسيانها تماماً,بتهور مندفع وانتقام طفولي غير مبرر أخبرته:"لن أبقى وسأغادر حالاً,وانت لا تحتاج لتكرر شئ لأني لن أصدقك مرة أخرى أبداً"
جز طارق على أسنانه قبل لن يقول بنبرة متسلطة:
"تجرئي وتخطي أمري, ولن تلومي إلا نفسك بعدها "
رغم الخوف الذي دب في أوصالها لكنها جاوبته بتمرد وهي تندفع لخارج أسوار الجامعة:
"انا لست أحد الضباط الصغار تحت إمرتك طارق,سأغادر الأن وأفعل ما يحلو لك,انا لا أخاف منك "
يعلم أنها رغم هدوئها ورقتها فتكاد ان لا تكون ملحوظة بين مجتمعهم..ربما لأنها وحيدة والديها اعتادت منذ صغرها على إحاطتها من كل جانب خوفاً وحرصا عليها,فنضجت على العزلة الحقيقية لن ينكر انه لم ينتبه لوجودها او يلاحظها إلا عندما رمى والديه بإسمها أمامه,،ورغم هذا عندما اقترب منها يحللها بعملية معتادة اكتشف ان تلك الزهرة تملك من الصلابة والعناد مما يجعله يكاد يفقد أعصابه ولكن استدعى كل انضباط انفعالى لديه وهو يقول مهادن:
"لن أفعل شئ,،زهرتي الحلوة, لأني قررت ان يكون اليوم من أجلك لذا انت ستبقين بمكانك حتى أحضر,لا تقودى وانت منفعله "
أتاه الصمت من الجانب الأخر,،رغم ان أنفاسها أخذت في الهدوء التدرجي إلا انها قالت بغصة بكاء متذبذبة:
"رباه انت تهدئني !! طارق انا لا أريد ان أتسبب لك بمشاكل أكثر ولكني لن استمر في استجداء الاهتمام منك "
سمع صوت محرك سيارتها يتخلل كلامها,و خبرته التي اكتسبها من عمله أجبرته على تحليل الكلام بدقة دون ان يغفل حتى عن نفس واحد تجنب تماما حديثها وهو يقول بقوة:"توقفي حالاً عند أول جانب متاح زهرة,قيادتك سيئة بالفعل,فكيف وانت مهتزه هكذا؟!"
"طارق,،طارق "'
صوتها أتاه بنبره منخضة مرتعبة,ثم ما لبث ان اصبح صراخ مستنجد هستيري ثم صمت كل شئ تماماً !!
………………………..


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس