عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-19, 10:37 PM   #3

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني

بعد أسبوع
ظل طارق في جلسته دون ان يحاول التحرك من مكانه,نظر لوالد خطيبته بعينين مجهدتين لم تخلو من غضبه,وهو يستمع لما يقول الرجل بصوت تخلله القهر:
"انت لست مجبر على ترك عملك والجلوس هنا أكثر من ذلك..كلانا يعلم جيداً ما النهاية الطبيعية لهذا الارتباط,،ارحل بُني انا أحلك من إلتزامك "
قابل فريد سليمان صمت قاتل من صهره الجالس أمامه فأيقن ان خطيب ابنته يفكر في الأمر بالفعل وفقط ينتظر الفرصة .
أطرق طارق بوجهه ينظر للأرض كتفيه العارضتين انحنت بثقل غريب لم يجربه حتى وهو يتعرض لرصاص الموت في عمله الهام وألم يسكن قلبه دون قدرته على البوح به,أخذ عاتق الهدوء والصمت يتحمل جذع الجميع ودموعهم التي لا تتوقف, يستمع للجزم بموتها فتضرب الكلمات قلبه بلهب يحرق صدره,ولكن لا رد لا اعتراض ولا حتى بوح بغصته,رفع رأسه أخيراً وقال بجمود لا يفسر معانته ابداً:
"ليس من حقك مطالبتى بشئ, لم أعلن عنه, حتى اللحظة زهرة خطيبتى رسميا, ولن أتركها إلا عندما أقرر أنا "
قال فريد بملامح واهنه دون ان ينظر اليه:
"وليس من حقك ان تمنحها أمل وجودك عند استفاقتها,ثم ترحل متخلياً عنها فتقتل كل شئ بداخلها كما.. كما …"
أغمض فريد عينيه بقوة فتسللت من تحت جفنيه دموع المرارة على فلذة كبده وحيدته التي خرج بها من الدنيا,ثم أضاف بتحشرج:
"كما شوهت يا طارق فإبنتى تحطمت ولم تعد تصلح لك او لغيرك,فقط لا أتمنى في هذه اللحظة إلا ان يبتعد عنها شبح الموت "
وقف ببطئ من مجلسه ليقترب من فريد ولم تلين ملامحه المتحجرة وهو يتأمل وجه حماه,قبل ان يقول بهدوء:"ستنجو, لقد أكد الأطباء انها ستنجو,الغيبوبة التي دخلت فيها كانت إجبارية منهم حتى لا تشعر بالألم أثر الزجاج الذي اخترق جسدها دون رحمة "
ارتعش صوته عند شرحه الأخير فإبتلع ذلك الوجع قبل ان يضيف بنبرة أجشة:"كما انها لن تصلح لغيري بالفعل, سأتغاضى عن ذلك التطرّف منك وانت تتخيلها مع غيري,انها لي سيد فريد وانا لا أتخلى ابداً عن ما هو لي "
فتح فريد عيناه المجهدتين المتألمتين بنظرة فضحت ذلك الاستجداء منه,ومن يلومه لضعفه!! من يعتب عليه طلب الرحمه لصغيرته حتى وان توسل من أمامه ألا يتخلى عنها,ولكن همس بمحاولة أخيرة يمنحه فرصة الهرب قبل ان يكسر صغيرته:"نحن لا نعرف ما ينتظرنا,الطبيب قال انها ستفقد الكثير من معالمها فشظايا الزجاج لم ترحم معالمها جسدها"
جانب فمه اهتز بما يشبه الابتسامة قبل ان يقول بخشونه:"ولكنها لم تطل داخل زهرة التي عرفتها وقررت ربط مصيرى بها "
*********
"لقد أفاقت "
همسها طبيبها المعالج بعد ان طلب من طارق التحدث بإنفراد رائفةً بحال والديها .
أخذ طارق نفس عميق مسيطر,قبل ان يغلق جفنيه وهو يقول مقتضب:
"وبعد؟!"
صمت الطبيب طويلا يتلاعب بأوراقه متردد في إخبار من أمامه كل شئ صراحه يعلم جيدا ان من في مثل مركز طارق كضابط أمن وطني,لا يفضل المراوغة او اخفاء الحقائق بل يجب ان يكون كل شئ دقيق ومكشوف تماماً لذا قال مباشرة بحسم:
"تعلم من بداية طلبك لدخولها المسشفى العسكري ان حالتها صعبه, ليس خطورة علي حياتها بقدر الدمار الذي ستحيا فيه بعد استفاقتها واكتشافها ما فعله بها الارتطام"
بجمود رد طارق:
"الان وقد أفاقت, وانا هنا معك لسبب محدد , أريد ان أعرف كل شئ"
تنحنح الطبيب قبل ان يقول بخشونة:"الحادثة كانت قوية طارق والزجاج الأمامى تحطم ليسكن أماكن متفرقة في أنحاء جسدها,لذا هنا انت لن تعاني مع وجهها فقط,والذي رغم الترميم الذي حدث وسيحدث في وقت ليس بقريب نظراً لخطورة اجراء اي جراحات تجميلية حالياً,يتبقى لديك جروح منتشرة في ذراعيها وأحد ساقها وبشرة معدتها و..."
قاطعة مغمض العينين وأنفاسه تتخطى شفتيه بصعوبة وقال بتحفز ثقيل مهيب:
"لا أحتاج لسماعك تكرر ما أعرفه, ما مدى الضرر الداخلي, وما الذي تحتاجه مني تحديدا لتقوم بإصلاحه "
زفر الطبيب بحدة وكأنه كان يتوجس من ردة فعله..خائف من هروبه كما كان يتوقع الجميع, وقال:
"جرح بطنها لم يصل للرحم بل الخبر الجيد ان تسعين بالمئة من اصابتها ظاهرية وان كانت عميقة بحد خطر.. لذا أبقيتها مخدره الفترة الماضية لأنها لن تتحمل الألم,ولكن الأن يجب ان يكون هناك مسكن من نوع آخر ولا أحد يملكه إلا انت "
تخلل طارق شعره بعصبية قبل ان يقول بنبرة حزن يحرقه مرغماً:
"المشكلة لا تكمن بي كريم, هي من رفضت رؤيتي تماماً, لقد سمعت صراخها الأمر بخروجي من الغرفة "
بخفوت قال كريم:
"أعلم.. لذا استدعيتك فوجودك الدائم الفترة الماضية رغم صعوبة ان تأخذ اجازة من عملك,،جعلنى أجزم انك لن تتخلى عنها,رغم رؤيتك الضرر عندما أصررت ان تتواجد وانا أقوم بالتغيير على جراحها المغطاه"
كرر طارق بتصميم واصرار:
"أياً كانت معاير الجميع ورؤيتهم عمق أثار تلك الحادثة,إلا أني أعلم انها لم تطال ما لمسته بداخلها, لذلك بالتأكيد زواجى منها قائم "
رغم صلابة وعملية من أمامه والتي اشتهر بها منذ كانوا جميعاً في الثانوية العسكرية وإلا أنه يثق تماماً انه لن يتخلى عن جريح ورائه,فما باله ان كان هذا الجريح امرأة وعدها بالزواج!! "
قال كريم مطمئن تماماً على الحاله النفسية لمريضته:
"وهذا ما أريد تحديداً سماعه منك,الأمر يحتاج منا جميعاً الصبر فالتجربة التي ستمر بها زهرة ليست سهله "
هز رأسه موافقا,ثم ما لبث ان قال بحسم مهيب متسلط:
"انت لن تخبر احد ان تلك الجراح العميقه لن تشفى منها يوماً حتى وان خضعت لعمليات تجميل,بل تلتزم بالقول ان كل شئ سيختفي مع الوقت "
قال كريم بقوة:
"انت لم تختارني انا بالذات, لمتابعة حالتها بعشوائية بالتأكيد !! لذا اطمئن تماماً ان كل معلوماتها الطبية لن تتخطى تلك الغرفة "
*********
إنها المرة الأولى التي يشعر فيها بالخوف والتردد,خوف لا يزال طعمه في حلقه مر كالعلقم,عندما تذكر وصوله لمكان الحادث بعد عدة دقائق مرت كدهر ليلة سوداء ليس لها آخر, رغم قصر تلك الدقائق,ليجد سيارتها التي اصطدمت بسيارة أخرى ورغم عدم إصابة الأخر بضرر كبير إلا ان التحطم الأكبر كان من نصيبها,ومن يلوم وكيف يُتهم والخطاء الكامل كان من زهرته الغاضبة المتهوره !!
مد طارق يده يمسك بيدها المستريحة بجانبها يغطيها بكفه الضخم بثبات غير مبالي لمحاولتها المستميتة للفكاك منه,كانت تشيح بوجهها للطرف الأخر رافضة النظر اليه..لقد أجبرها والدها على الاستماع لطارق مره أخيرة,و أما هو فرض نفسه عليها بقوة من حديد فصمتت تماما مكتفية بإدعاء عدم وجوده في الغرفة,،قال بهدوء دون ان يفقد اعصابه:
"ليلة تعارفنا لأول مرة أخبرتك ان اكثر ما يزعجني, ان يفرض أحدهم عليّ شئ وأكره العناد, وانت بتهور ترسلين لي خاتم خطبتك, تقرري مصيرنا سوياً دون ان تمنحيني حق اتخاذ المصير مثلك "
سمع صوتها المختنق من أثر جراحها يأتي بصعوبة وتحشرج يعلم جيدا انه سيصاحبها لوقت طويل:
"وأذكر أيضاً قولك انك تريد عروس أشبه بالكمال, وهذا ما شجعك على الارتباط بي, وها انا فقدت أهم شروطك بجانب عدم مبادلتك لي المشاعر من الأساس لذا انا ايضاً أملك حق الحفاظ على كرامتي يا طارق "
قال بهدوء وكفه تشتد حول أصابعها:
"ومن الأحمق الذي أخبرك انك فقدتي أحد شروطى زهرة؟!"
صمت لبرهة مدعياً الحيرة ثم أردف بغلظه:
"ومن قال انك اقتربتى من الكمال, حتى؟! من يوم ان عرفتك درستك عن قرب, وكانت خطبتناً التي حولتيها لسيجال وتناطح كجبلين, حتى تلك الهيبة التي يدعي الجميع اني أفرضها دون أدنى جهد مني, لم توقفك عن انتقادى والشكوى لوالدتك مرة ولوالدتي مرة أخرى,ولرأيتِ المسكين الذي لم ينقصه بالتأكيد عدم ثقتك في حبه لكِ "
شعر طارق بإهتزاز جسدها الواضح الذي امتد لانتفاض أناملها تحت كفه, فوقف من مكانه يستدير حول السرير حتى يستطيع النظر لوجهها, فأوقفته بصرخة خرجت مكتومة خفيضة كلفتها الكثير والكثير من طاقتها,فرفعت كفيها المليئة بجروحها لتغطي وجهها الأكثر بشاعة وكل ما تتمناه في تلك اللحظة ان تتلاشى من الوجود,ان تختفي من هذا العالم قبل ان ترى نظرة اشمئزاز او حتى مجرد تعاطف على ما أوصلت نفسها اليه بخطوة متهورة ابداً لم تكن تحسب لها حساب:
"توقف أرجوك ارحمني وارحل من هنا,لم أعد أريد شئ منك, لا حبك ولا كرهك عاد يهمني أخرج من هنا يا طارق"
أحياناً الحزم والمواجهة المباشرة تأتى بنتيجة أكثر ضمان, من التعاطف,انه لم يعرف يوما الهروب وعدم المواجهة لذا زهرة مجبره للتعامل مبدئياً مع حقيقة ان بعض الجروح لا تُشفى إلا بلسعة أكثر الأدوية حرقة,حرقة تُلهب الجوف بالمرارة ولكنها بالتأكيد ستداوي الجراح التي ان تركها ستتعفن وتكون نهايتها الموت بأبشع الطرق,جلس أمامها حريص ان لا يتلامس مع جسدها حتى لا يسبب لها المزيد من الألم, وبقوة واصرار كان يعود ليمد كلا يديه ودون ان تهتز فيه عضلة واحده, وبعين خاليتين من المشاعر لحسن حظها كان يزيح كفيها عن وجهها ونظر بتجهم, لوهلة واحدة قتلته تلك النظرة الجريحة التي أطلت من حدقتيها البنيتين, ثم سارعت لإغلاق جفنيها بقوة تسببت في إجفالها نتيجة عن ألم شد بشرتها !!
عاد صوتها المختنق يتنفس بصعوبة هسترية وهي تأمره بحدة خرجت معاكسة تماما لصوت أشبه لطير صغير مجروح كسر جناحيه ويستسلم لمصير أسوأ من الموت:
"لا تنظر لي،هل تقصد إذلالي بعد ان أصبحت أشبه مسخ بشع الخلقة؟ "
لم يهتز ولم تؤثر به تلك الهستريا التي تتعامل بها,يتفهم تماما ما يحدث معها بل وينتظر الأسواء بكثير مما يحدث بالفعل .
بصوت جامد لا حياة فيه كان يأمرها بخفوت:
"أنظري لي "
كبح رعدة ألم مرت على طول عموده الفقري عندما أجابته وهي تئن ألما:
"أتعلم ما الأكثر ذبحاً لي الأن,اني لن استطيع ان أرفض بصمت طلبك,لأنى ببساطة..لن أستطيع هز رأسي, والأكثر اذلالا لي ان أكتم دموعى لأنها اذا هبطت على وجههي ستسبب لى ألم لا يُحتمل, فاتوسل الجميع بعض المسكنات بنبرات تأخذني للحضيض, وليتهم سيمنحوني ما أحتاجه "
كان يسري ألمها في جسده مثل النار, فلم يستطع منع نفسه, يعلم الله كم كان يحاول ان يحفظ حدوده, ان يراعي الله فيها كما وعد نفسه ان لا يلمسها قبل ان تدخل عصمته,وبدون تفكير او تردد كان ينحني بذراعين قويتين حازمتين وحنونتين حريصتين للإلتفاف حول جسدها المتوجع وضمها الى صدره..قاومته بضعف وهي تطلق تأوه مضنى,ثم سرعان ما استسلمت برد فعل غريزي متعبة تشبثت بطرف قميصه تخبره بحرقه:
"انا تدمرت تماما يا طارق ما عدت أنفع لك..أصبحت مسخ بشع المظهر"
بحرص شديد في التعامل كان يرفع ذراعه يضعها على ظهرها يمسده برفق,وقال برقة:
"كُفي عن تلقيب نفسك بهذا حبيبتي, فالانسان يرى نفسه في أعين محبيه, والتي لا تخضع بالتأكيد لأى معاير جمالية فانية "
شهقت بنفس عالٍ خرج من رئتيها ليسبب لها ألم فوق آلالمها,فلم تعد تحتمل وأطلقت لدموعها العنان والتي تلقاها فوق قميصه وعلى صدره,لهثت بصعوبة فقالت وبالكاد صوتها المختنق يخرج كلماتها واضحه:
"يجب ان أواجه نفسى بالحقائق, ارتباطي بك كان يخضع لعدة معاير اجتماعية أهمها ذلك الجمال الذي كنت أملكه وأصبح مجرد ذكرى في طَي النسيان, انت تشعر بالشفقة و بالمسؤلية, لذا تناديني الأن بحبييتي ببساطة شديدة وانت منذ سبعة أشهر لم تجاملني بكلمة حب واحدة,لذا انا لا أصدقك "
السؤال الأبدي الذي طرق عقله في تلك الحظة.. لماذا عقول النساء معقده؟!لما لا يستطعن تقبل الحقائق ببساطة؟ ما الذي يُفكرن فيه بالضبط حول مشاعر الرجل؟! هو ليس انسان مثالي و يستطيع ان يفكر ان هناك نوعية من الرجال ان كانت مكانه بالتأكيد ستفر هاربة, ولكن مؤكداً ان هناك مثله لن يتخلى عن امرأه منحته ثقتها ووافقت ان تعطيه حياتها, لذا كيف يستطيع ان يطلق على نفسه لقب رجل بثقه ان تصرف كأشباه الرجال؟!! وعلى تلك الزهرة التي فقدت الايمان في كل شئ وأولهم صدقه,ان تقتنع انه لن يتركها لمجرد أوهام تحتل عقلها الذي توقف عن التفكير السليم كما يبدو,بصوت اجش خشن قال:"كنت سأدعوك بها ليلة اعترافك لي بحبك, انتِ من تسرعتِي وأغلقتِي الهاتف في وجهي,بالمناسبة انا لم أحاسبك على فعلتك تلك,ولكن مؤكد سأفتعل معك عراك كبير بعد زواجناً,حتى لا تكرري الأمر "
شعر بيديها الواهنة تلتف حول خصره بصعوبة,ورأسها ينغرس في صدره كأنها تحاول ان تثبت لنفسها أنه هنا, انه لن يتخلى عنها فور تركها,،رغم الجمود الذي نطقته بصوت متقطع معاكس تماما لتشبثها المستميت فيه:
"انا لن أتزوجك,انت ستتركني حالاً وتستدير خارجاً من الغرفة ومن حياتي الى الأبد, ستنسى انك عرفتني في يوم من الأيام, وان كنت صادق في.. في …."
صمتت برهة واحده ثم أضافت بإختناق إشتعل بنار منصهرة تدفقت بحلقها حتى وصلت لقلبها الذي حطم بغير تدخل منه !!!
"أعني.. أقصد ان كنت أحببتني.. حاول ان تنسى صورتي اليوم تماما وتذكر فقط وجهي يوم خطبتناً "
لم يتحرك على الفور، رغم جسده الذي تحفز بالغضب كردة فعل تلقائية,ولكنه بذل جهد مضاعف أن لا يضغط عليها بذراعيه ان لا يصرخ فيها يأمرها ان تتوقف عن ما تفعله ؛ ثم,ثم ماذا؟؟ رحمتك يا الله رئفتك بخلقك الضعفاء..أمنحها السكينة وأمحو عنها الوجع,لأنها تستحق,بنفس المراعة لوجعها كان يفلتها من تشبثها به يبعدها عنه بحرص وحذر شديد..فأخفضت وجهها سريعاً ودموعها تنزل على جروح وجهها تلهبها اكثر مما هي محمرة ومتورمة أساساً حتى كادت ان تفقدها ملامحها, ولكن بالتأكيد لم يرى طارق ما يظهر على السطح بل بعقله وقلبه كان ينظر من خلفهم لوجه مستدير أبيض لا تشوبه شائبة و لعينين بنيتين واسعتين بأهداب كثيفة وأنف صغير منمق مع وجنتين محمرتين على الدوام ليكمل صورة وجهها التي ماثلت احدى جميلات آلهة الإغريق بفم كبير نسبيا لم يزيدها الا فتنة..
طوق وجهها بين كفيه بحذر ورفعه لتواجه عينيها المشتعله كجمرتين ساخطتين,بسطوة لم يستطع ان يتخلى عنها رغماً عنه,أمرها بحزم:
"اريد النظر في عينيكِ,وإلا لن أتحرك من هنا حتى للعام القادم "
ابتلعت ريقها بصعوبة وهمست:"لا أستطيع ……"
بصوت رجولى جامد كرر:
"تستطيعين لأني أريد..افتحي عينيكِ وانظري لي "
*********


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس