عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-19, 01:30 AM   #124

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الــفــصــل الــخــامــس

"إن رافق الكذب الحب ، فلا تنتظر الخير أبدا"

وهران ...في منزل عدنان


أحيانا حينما نشعر بأن الموت يدق بابنا ، ترانا نتمسك بالحياة أكثر ، لعلنا نحظى بلحظة وداع ، حضن أخير أو ابتسامة أخيرة من الذي تتعلق قلوبنا بهم
و في لحظتها تلك أدركت نسيم حاجتها للهرب و المقاومة ، هي من ألقت بنفسها بين ألسنة النار و إن لم تأت برد فعل ،فلن تتأذى لوحدها بل عائلتها ستتدمر
فألقت بحقيبة يدها على عدنان ثم انطلقت تركض باتجاه السلالم ، لحقها فدفعته ، ظنته سقط لكن أمسك بقدمها يجذبها معه
فما كان أمامها سوى أن تطوي ساقها الأخرى ثم تنصبها فتركل وجهه صارخة :
- أنا ابنة المقدم خليل مالكي ،أيها السافل اللعين !.
استعادت نفسها و هربت تختبئ داخل إحدى الغرف ، توصدها بالمفتاح
ثم أخذت تبحث لاهثة عن أي شيء تستخدمه كحائل أقوى ، أو أي غرض آخر كسلاح تدافع به عن نفسها ،فالاحتمالات لم تكن بصفها
أخذت تعاتب ذاتها و هي على حافة الانهيار :
- سحقا لي ! ، يا لي من غبية حمقاء ! ما دخلي أنا بعمل الشرطة و المباحث ؟ ،أنا مجرد فتاة جامعية ،غبية و مغفلة ... أبي سيقتلني حتما .
سرت رعشة قوية على أطرافها ما أن استقبل جسدها الركلة التي وُجٍّهت للباب ، و تعلم يقينا أنها مسألة ثوان قبل أن تقع تحت أسره
ركلة فاثنتين و ثلاث و كانت تهرب إلى أقصى زاوية في الغرفة ، أخذت تضرب ،تركل وتقاوم دون جدوى و عدنان يمسكها من شعرها يلصق وجهها بالجدار :
- لم أكن أريد أذيتك ،لكنك تجبرينني على ذلك !! ..
- أبي سيقتلك ، أكرم سيأتي و سترى بنفسك ما الذي سيفعله به .
- هذه مشكلتك يا نسيم ، تستخفين بي و بقدراتي، بدل أن تتوسلي مغفرتي بعدما تعاونت مع الجندي السخيف كي توقعي بي و تدمري كل شيء خططت له .
حاولت التحرر منه ففشلت ، و تضاعف خوفها و يأسها ما أن شعرت بالرباط البلاستيكي الذي قيّد به معصميها، ثم أخذ يجرها نحو غرفته
قد يتعجب أحدهم لمَ لم تصرخ ؟ ..ببساطة لأنها تدرك عدم نفع ذلك ، فلا أحد سيسمعها لذا فلتحفظ طاقتها لعلها تجد مهربا ما
إلا أن ذلك لم يمنع الرعب من التسلل إلى قلبها ،فتشعر بالدم ينسحب من عروقها و قد أجلسها عدنان على طرف سريره أمام كاميرا كبيرة للتصوير
همست لنفسها "لقد رأيت هذا المشهد في مسلسل سابقا ، و لم يعجبني قط"
- ما الذي ستفعله ؟ .
- سنتسلى ، ثم نرسل المشهد لوالدك لعله يحقق لي أمانيّ .
عقدت حاجبيها تتساءل برعب :
- ما دخل والدي ؟ ،هل كل هذا من أجل شحنة من المخدرات اللعينة ؟ .
تلك الضحكة التي أطلقها ضاعفت من خوفها و دون رغبة منها كانت الدموع تتجمع داخل عينيها ، ستموت قبل أن تدعه يقترب منها ، ستموت قبل أن تكسر أبيها
- نسيم يا جميلتي البلهاء ، أترينني غبيا كي أخاطر بكل هذا من أجل المخدرات فحسب ؟ .
هتفت باكية :- إذا ما هي غايتك ؟ .
أخذ يطالعها باستهزاء ،يهز رأسه كأنه يتعجب قولها
- صديقك الجندي لم يخبرك ما يعرفه أليس كذلك ؟ ( أصدر تأتأة مستنكرة ثم أكمل سخريته ) ، والدي و عمي كانا ضمن ما يسمونهم "جماعات إرهابية" ، ماتا على يد جيشكم العزيز ، أمي قتلت نفسها بعدما وجدنا أنفسنا في الشارع لا أحد يريدنا ، شقيقي مرض و لم يقبلوا علاجه فمات ، بقيت لوحدي يتيما ، منحوني اسما جديدا ، عائلة جديدة ، ثم بحثت عن من هم عائلتي الحقيقية و وجدتهم و ها أنا أنال انتقامي ممن سرقوا مني كل شيء .
- والدك و عمك كانا إرهابيين و مع ذلك تريد أن تكون مثلهما ؟ .
في ظرف ثانية كان أمامها يقبض على فكها بطريقة آلمتها و صرخ :
- كانا متمردين ، أرادا الأفضل للناس لكنهما قُتِلا بكل وحشية ، ثم ما ذنب أمي ؟ ..ما ذنب شقيقي ؟ .
راقبته من خلف دموعها يلتقط نفسا عميقا و يعود ليضع قناعه مجددا :
- يؤسفني أنكِ تكبدتِ عناء سرقة بيانات حاسوبي ،دون حتى أن يُخبرك شريكك بالحقيقة ... كم هذا محزن !
- عن أي حقيقة تتحدث؟
اقشعر بدنها باشمئزاز لما رفع خصلة من شعرها يديرها حول إصبعه و يقول :
- الحمولة عبارة عن سلاح سنُغرق به البلد ، غير أنني من سلالة "إرهابيين " لذا يبقونني دوما تحت المجهر .
- الشرطة ؟ .
- لا يا حمقاء ، بل الأمن العسكري و المخابرات .
حيرتها بدت جلية على صفحة وجهها ، هناك تناقض كبير بين ما يقوله و كلام أكرم ، قد رأت بطاقة عمله بنفسها ، كانت صحيحة
و هل تعلم كيف تكون البطاقة المزورة؟ .
أتراه كذب عليها ؟
- ما الذي تسعى لفعله بي ؟
- عزيزتي ،بماx أن والدك ضابط سامي في الجيش سنستغله قليلا ليفتح لنا بعض الأبواب مقابل أن لا تصبح ابنته إحدى مشاهير الانترنيت ..ما رأيك ؟
دمدمت بغضب :- حقير و وغد سافل قذر !!
عاد ليشد شعرها للخلف كي يرفع رأسها ناحيته ، فأغمضت عينيها تسمح لدموع الألم بالنزول ،فكانت أصابعه تمسحها ثم تنتقل نحو شفتيها و تسمعه يهمس :
- أنتِ من أردتِ هذا ، كنت أريد الارتباط بك و استغلالك قليلا ، لكن باتفاقك مع ذاك اللعين و خيانتك لي فقد جلبت هذا لنفسك ..هل أنتِ مستعدة لنبدأ التصوير ؟
- اذهب إلى الجحيم ، عسى أن تحترق و تموت بأبشع الطرق!!
و قبل أن يتحدث اهتز المنزل كاملا و ملأه صخب عال يرافقه دبيب خطوات ثقيلة ،فلم تتحين لها الفرصة لتستوعب ماهية الأمر و عدنان يسحبها من ذراعها كي يوقفها ، و يضع مسدسا _لم تكن تدري أنه بحوزته_ على صدغها في اللحظة ذاتها التي دخل فيها أربعة رجال ملثمين حاملين لأسلحتهم ،فتكلم أحدهم :
- ضع المسدس أرضا .
- أنتم من عليكم بذلك و إلا فجرت لها رأسها .
وقعت نظرات نسيم على زوج من الأعين التي عرفتها ، فعلمت أن عليها فعل شيء ما فما كان ببالها سوى أن ادعت الاغماء فتراخى جسدها كاملا تحت صدمة عدنان الذي فقد تركيزه فتلقى رصاصتين الأولى في الذراع و الأخرى أصابت قدمه .
و ما أن قبض عليه أحد الرجال رفقة زميله و جراه صارخا متوجعا خارج الغرفة ، اقترب منها رجل ثالث يفك قيد معصميها
و دون أن تفكر
دون أن تتنفس
كانت تركض باتجاه الشخص الوحيد الذي مثّل لها الأمان لحظتها ،فاستقرّت بين ذراعيه ،تحتضنه بقوة و تشعر بذراعيه تضمانها إليه كأنها قطعة منه
- لو تأخرت للحظة عني كنت سأقتلك .
- لا تخافي ، أنا معكِ.
نزع قناعه يدسه في جيبه ،و بظهر أصابعه لامس وجنتها برقة هامسا :
- هل آذاكِ؟ ..هل ضربكِ؟
- لا.
- هل تتألمين ؟ ..
- ساقي تؤلمني لأنه أوقعني على الدرج ،و كذلك رأسي .
عاد ليحتضنها غير مبال أو مدرك لأبعاد تصرفاته ، و هي هكذا بين أضلعه ، قريبة كما لم تكن يوما ، غالية كما لم يحسب أن تكون يوما
تحتمي به ، تأتمنه و تثق به و هو يتمسك بها بعدما كاد الخوف يجتث كل منطقه و تعقله ،فلم يكن يميز الحدود التي تفصل بينهما
متى تنتهي هي و يبدأ هو ؟
جل ما يدركه أنها أضرمت داخله نارا لا تخمد بعدما نصبت على قلبه بنظرة عين .
- أكرم ؟ .
- نعم .
- لا تخبروا أبي ، لو عرف سيقلب الدنيا ، حتى بابا هشام سيدمر العالم لو علم .
أومأ يحترم رغبتها ، يريد أن يصطحبها إلى مكان منعزل كي يشرح لها كل شيء ،و هذه المرة سيقول الحقيقة كاملة دون زيف و لتذهب البروتوكولات و القوانين إلى الجحيم! .. فخوفه عليها جعله يدرك أن ما يجمعه بها ليس مجرد غاية منه لاستغلالها سعيا لإتمام مهمته ،بل أكثر و أعمق و أصدق من ذلك بكثير .
ابتعدت عن أحضانه ترتب شعرها بحركات متوترة و قالت :- هل أنت شرطي ؟ .
- لا .
- هل هناك كذبة أخرى؟
- نعم .
هربت بعينيها أرضا تحجب ألمها عنه ,تخفي خذلانها من كذبه للمرة الثانية ، فاتخذت خطوتين للخلف تضع مسافة بينهما ، رغم قلبها الذي يبغي قربا لا يحق له
خطأ ..ما بينهما خطأ
مشاعرها التي تطورت ، انجرافها ، تورطها في أمر لا يخصها و كاد يؤذي عائلتها
لكن هناك سؤال واحد تحتاج إجابته
- هل كنت تستغلني ؟
كان أكرم مرتبكا ، داخله فوضى عارمة و صخب فؤاده يصم مسامعه ، يدرك حجم الكارثة التي ارتكبها ، يدرك المصيبة التي وقع فيها
أن ينمي مشاعرا اتجاه نسيم كان خارج خطته
كان عليه أن يؤدي مهمته ثم ينسحب ليتخذ مهمة أخرى
فلماذا ، تهتز نبضاته ما أن يلمح طفها ؟
لمَ يزوره خيالها في هدأة ليله الطويل؟
لماذا هي ؟
- سنتحدث ، ليس الآن و لا هنا ، لكن سأتصل بك حتما .
ردت بخيبة أمل واضحة :
- إجابتك هذه تعني "نعم " .. أحسنت يا أكرم .
تخطته تزيحه عن طريقها بدفعة من يدها ثم غادرت ، تحمل قلبها المنكسر بين كفيها
كان لزاما عليها الحذر قبل أن تفتح باب قلبها
الحب عدو يضع رداء الصداقة ، ما أن ترتاح له حتى يغرز سهمه داخل صدرك ، فلا تكون ذات الشخص الذي كنت عليه قبله


يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 15-11-19 الساعة 02:27 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس