عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-19, 12:18 AM   #422

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس و العشرون .. الجزء الأول :
************************************

إن نظراتى إليك .. بعض أفكارى فيك ....

تختلف النظرات بإختلاف الحالات .. تحديدا بإختلاف حالتها هى ... و لم لا و قد إجتمع ما أحبه بالجمال فى إمرأة إلا و كان فيها .. أراها و فيها الجمال النسوى كله .. و كأن العالم قد زخرف و نقش لعين عاشق بجمال المعشوق ...
فمع إبتسامتها تلد الدنيا البهجة و السعادة و الحب .. و لم يكن للدنيا قبلها رحما .. و باتت رؤيتى لها كل مرة هى بدء الدنيا من جديد كولادة جديدة مكتملة ...
ظاهريا .. عشقك هو كل محاسنى .. رغم أنه شر عيوبى .. بعد أن نزلتى على قلبى بسحرك فخيل لى أن العالم قد تلخص فى صورة جميلة مرئية .. لى وحدى .. يدخل كل جمال فى تفسيرها .. و لا يكتمل تفسيرها أبدا ...
فملكت بعدها العالم كله من حيث لا أملك إلا الحب .. لأنها فى كمال الإغراء .. و فى أقصى الحياء .. و حيائها يبعث فى نفسى أقصى الجرأة ...
بنظراتها الضاحكة اللعوب و التى تتدلل و كأنها تخبرنى أنها تشعر بأفكارى و تلمسها .. كإساءة الدلال إلى و إحسانه على .. بت أراكى فى كل مكان و كأن العالم فى عينى قد تحول لصورة مبهمة .. يطبع عليها قلبى رسمى لتجسدك ..و يبعثه فى كل شئ حدقت إليه عينى ...
و بوجهك أنتى يبلغ الشوق القصوى .. و يأخذ بعقلى كله .. و يستولى على قلبى جملة .. أدور فى محرابك و أتخيل نفسى أجوبة ساخرة و جسدك هو أسئلتها .. كتهلل جبينك .. و إستحياء وجنتيك .. و إفترار شفتيك كقبلة على الفم .. و حلاوة طعمها يكون بالفكر ...
كنظرة الحب .. يقع موقعها بالعين و الحقيقة أنها بالقلب .. الذى يبرق بصورتك .. و يشرق بوجهك .. بمعان كنسمات الصبح العليلة من شدة سحرها .. مملوءة بروح الندى ...
و بذلك لا يكون لى سوى الطاعة العمياء .. التى ألوذ بها فى ومضاء عشقك ...

مرر صبرى عينيه على وجوههم المتجهمة و العابسة .. الأول يعبث بصحنه و لا يأكل و الحزن مصيبه .. و الثانى يحرك الملعقة بكوبه دون توقف .. و الثالث يقلب علبة سجائره بين أنامله بحركة مستمرة ...
تطلع صبرى بزينب التى هزت رأسها بأسى و عادت بعينها لجمعهم الصامت .. الحزين .. المتجهم ...
تنحنح صبرى بنبرة عالية لينبههم و يخرجهم من شرودهم .. و قال بحدة :
- بقيتوا بتصحوا قرب الضهر .. من إمتى الإستهتار ده .. الوكالة و شايلها لوحدى و فى المصنع بيدوروا عليك يا أستاذ رامى .. و المستشفى نادر لما بتروحها يا عوو ينفع كده .
رفع رامى رأسه عن صحنه و قال بضيق :
- مين هيبقاله مزاج لا للشغل و لا أى حاجة و مراته بعيد عنه و ما يعرفش هى فين و لا عند مين .
مصمصت زينب شفتيها و قالت بإشفاق :
- يا حبيبى هيرجعوا .. بس لما نفسيتهم ترتاح شوية .
ترك حمزة الملعقة و طالعها بقوة و قال بحدة :
- يعنى نقعد نستنى لما يحنوا علينا و نلبس طرح .. و لا كأننا رجالة .. الناس هيقولوا علينا إيه .
تنهدت زينب بأسى و أجابته بترفق :
- إهدا يا إبنى .. مش لازم تتعصب ده إنت مسافر تعمل عملية كبيرة و لو نفسيتك كانت وحشة ممكن تتعب هناك .
توقفت دورة علبة السجائر بين أنامله و قال بهدوء و برود يلائمانه جدا :
- حمزة عنده حق .. صبرنا عليهم كتير .. بس زودوها قوى .. و لو مارجعوش خلال أيام قبل ما أسافر مع حمزة .. هيبقى مصيرهم إسود معانا .
إقترب رامى برأسه من فارس و قال بحزم :
- و إحنا لسه هنستنى الكام يوم دول .. أنا داخل فى إسبوعين ما أعرفش حاجة عن ليال .. و بدأت أفقد أعصابى خلاص .
طرق فارس بيده على ساقه بغضب و قال بنبرة جافة و عينيه بها نظرات التوعد :
- أكيد فى حد بيساعدهم .. و مسيرى هعرف هو مين .
طالعه حمزة برجاء و قال بوهن :
- الله يخليك يا عوو هاتلى ميناس .. عاوزها معايا و أنا بعمل العملية .. هصالحها و هعتذر لها .. بس تبقى معايا .
إلتفت فارس برأسه نحوه و قال بعجز :
- يا ريتنى أعرف مكانهم .. و الله ماساكت و بدور عليهم فى كل حتة و مكلف ناس يدوروا عليهم بس كأنهم فص ملح وداب .
مرر رامى أنامله على ذقنه النامية و قال بشراسة فاقدا صبره :
- يعنى إيه .. أعيش حياتى عادى و لا كأنه مراتى سيبانى و عايشة على راحتها و بتنام بره عند مين ما أعرفش .
ثم إبتلع ريقه بقوة و قال بغضب عارم و هو يطالع فارس :
- كله من مراتك .. لمتهم حواليها و خليتهم يتحدونا و يبعدوا عننا .. أنا مش مصدق إن ليال قدرت تبعد عنى إسبوعين .. دى ما كنتش بتقدر على بعد يوم واحد .. هنت عليها .
قبض فارس كفه بقوة كاظما غضبه و وقف مسرعا و قال بجمود :
- أنا همشى بدل ما أحط عليه و أزعله منى لأنى المرة دى هقص لسانه علشان أخلص .
و حمل هاتفه و أشيائه و هم منصرفا .. فتعالى رنين هاتفه طالع شاشته بتلهف و أجابه قائلا بهدوء :
- ألو .. أيوة فعلا عندها شقة و محلين فى البيت ده ... باعتهم ؟!! ...... مين ؟!! .. رجعت المحل لعمها .... توكيل إيه و مين اللى عملت له التوكيل ؟!!
إشتعلت عينيه و إشتد بأس ملامحه و زادت شراسة و جمود و أغلق الهاتف و قبض عليه بقوة حتى أنه إعتصره و حوله لحطام هاتف .. و إستدار بجسده المتصلب ناحية الجميع ليأتيه رد صبرى الصامت منذ البداية قائلا بهدوء متزن :
- أيوة .. أنا اللى بساعدهم .
وقف رامى ببطء و هو يطالعه بإندهاش فاغرا فمه .. و عينيه قد إتسعتا حتى أنهما كادا أن يخرجا من محجريهما و قال بإيجاز :
- نعم ؟!!!
أغمض حمزة عينيه بيأس و طأطأ رأسه بضجر و قال بنبرة مكظومة عميقة :
- ليه يا بابا كده .. شايفنا بنتعذب و بتتفرج علينا .
رفع صبرى عينيه ناحية فارس المتصنم و يطالعه بدهشة و قال بجمود :
- و إنت مش عاوز تقول حاجة .
إبتسم فارس بسخرية و حرك رأسه بنفى و قال ببرود :
- ﻷ مش عاوز .. كتر خيرك يا حاج .. بس وصلها بقا إنى مش هسامحها و هى ماتلزمنيش .
وقفت زينب مسرعة و هى تراه ينصرف بوجه محتقن و جذبته من ذراعه و أوقفته قائلة برجاء :
- إستنى يا إبنى بس .. إستهدى كده بالله و إقعد .
تنفس مطولا قبل أن يجيبها و هو يقول بنبرة ثابتة :
- أنا هرجع القصر تانى .. خلى بالك من مهاب .
و سحب ذراعه بترفق من بين قبضتها و إنصرف مسرعا .. بينما جثى رامى أمام صبرى و توسله قائلا بنبرة محبطة :
- أنا مسامحها بس ترجعلى .. أبوس إيدك يا عمى خلينى أكلمها بس .. عاوز أسمع صوتها على الأقل و أنا هقدر أقنعها ترجعلى و عمرى ما هزعلها تانى .
ربت صبرى على ظهره و قال بحنو :
- إهدى يا إبنى .. هى كويسة قوى .. و بتتعذب فى بعدك برضه بس ده أحسن ليكم .. ليال بتتغير يا رامى و هترجعلك أحسن من الأول و محضرالك مفاجأة هتعجبك قوى .
تمسك بركبتيه و قال بتذلل :
- مش هقدر أصبر .. و حياتى عندك و رحمة أبويا اللى كانت روحك فيه لتقولى مكانها و مش هقول إنك قولتلى .
حرك حمزة كرسيه و إقترب منه و قال بإهتياج :
- قول بقا يا حاج هما فين .. أهون عليك أعمل العملية و هى مش معايا .. طب قولها إنى هعمل العملية و هى لو عاوزة تيجى تبقى تيجى .
هز صبرى رأسه بنفى و قال بصرامة قاطعة :
- مش هقولها لأنها لو عرفت هتجيلك جرى .. و لو لا قدر الله عمليتك ما نجحتش هترجع تعاملها زى الأول و أسوء .. سيبها يا حمزة تبنى نفسها .. و يوم ما ترجع سليم و تعرف قيمتها وقتها هتقدر تسعدها يا إبنى .
لطم رامى بيديه على ساقيه و هو مازال جاثيا أمامه و قال بصوت منفعل :
- أنا مالى و مال الكلام ده .. أنا عاوز مراتى و بس .
هز صبرى رأسه بيأس و قال بغل :
- أنانيتك دى اللى هتخسرك مراتك يا رامى .. بس بتفكر فى نفسك .. فكر و لو مرة واحدة فى غيرك .
و وقف مسرعا و إرتدى مأزره على عبائته و إنصرف بهدوء .. ربتت زينب على ظهر رامى المنحنى بإنكسار و قالت بإشفاق :
- قوم يا حبيبى .. هيرجعوا و أهه إحنا إطمنا إن عمك عينه عليهم و إنهم بخير .. و هى لما تحب ترجعلك هترجع .. إنت مش عارف هى بتحبك إزاى .
عقد ساقيه تحته و جلس على الأرضية و نكس رأسه و قال بحزن دقيق :
- عاوز أعتذر لها و أطلب منها تسامحنى .. عاوز أجيب منها ولاد كتير أعوض بيهم إبنى اللى راح و ناره لسه قايدة فى صدرى .. أنا مش أنانى .. أنا بعيش بيها .
مصمصت زينب شفتيها و قالت بإستعطاف :
- قوم من عالأرض يا حبيبى .. هترجعلك و هتعتذر منها و هتجيبوا عيال كتير يملوا عليكم حياتكم .. بس الصبر يا إبنى .

خطفة كخطفة الموت أصابتها .. توقف فى التنفس .. إنقباضه مؤلمة لقلبها و كأن قبضة قوية تعتصره .. و إرتفعا حاجبيها حتى كادا أن يلامسا طرف حجابها .. مع إنعقاده بسيطة بجبهتها .. و قد ضاقت عيناها قليلا و كأنها تسمع بهما ...
هل ما سمعته أذنيها صحيحا ...
أم ما إلتقطته عيناها و خرج من بين شفتيه صحيحا ...
أم نظراته الشغوفة و التى تهيم على صفحة وجهها هى صحيحة ...
أم تلك اللمسة الناعمة الدافئة و التى على آثرها إرتجف جسدها كله و كأنها وصلت بعمود الإنارة الرئيسى و ستصرخ الآن كما المجانين من الفرحة ...
و أخيرا إنقبض فكها و إبتلعت ريقها بتوتر تجلى به حلقها الجاف .. ربما يخرج صوتها ..
ربت أحمد على كفها بكفة و هو يسألها مجددا بقلق من صمتها و ملامحها الغير مفهومة بتوجس :
- دنيا أنا معجب بيكى .. و حاسس إنك حتة منى و لازم طول الوقت أحوط عليكى و أهزر معاكى و برضه ما بحسش بالدفا غير جنبك .. تتجوزينى يا دنيتى .
ردت بسرعة كأنها تخشى أن يكون ما تمر به حلم و هى تسترسل كلماتها المعقودة ببعضهما :
- موافقة طبعا .. أنا فرحانة قوى .
إبتسمت غزل بسخرية و قالت بسخرية هزلية :
- طب كنتى إتقلى عليه شوية على طول ريحتيه .
طالعها أحمد شرزا و قال بغضب :
- إتقى الله يا غزل .. ده ثوانى اللى سكتتهم و كان قلبى هيقف .
وضعت غزل ساقا فوق الأخرى و قالت بإستعلاء و تكبر رافعة ذقنها بإيباء و قالت بتهكم مازح :
- إحنا ماعندناش بنات بناخد رأيهم .. إدينا فرصة كام شهر كده نفكر و نسأل عليك و بعدها ممكن نرد عليك بهنوافق و لا ﻷ .
تعالت ضحكات ميناس و هى تصفق كالأطفال و قالت بسعادة :
- عندنا عروسة .. ده إحنا هنعمل بلاوى و هنجهز لكل تفصيلة .. أنا ماحستش لا بفرح ليال و لا غزل .
فسألها أحمد مسرعا بتلقائية :
- طب و فرحك إنتى حسيتى بيه و لا كنتى سرحانة .
خبتت إبتسامتها و عقدت كفيها ببعضهما و وضعتهما أمامها على الطاولة و سحبت نفسا طويلا و أخرجته على مهل و قالت بهدوء :
- أنا ما عملتش فرح .. و لا لبست فستان أبيض .. بس كتب كتاب و حضرت شنطتى و مشيت معاه .
ثم إفترت شفتاها بإبتسامة حالمة و قالت بتنهيدة خفيفة :
- بس وقتها كنت أسعد واحدة .. مافيش عروسة كانت فرحانة زيى فى الدنيا دى كلها .
رسمت البهجة على ملامحها المحطمة كروحها و تابعت حديثها و هى تقول بحماس و ذراعيها يشاركانها حماسها :
- خلينا دلوقتى فيكم ... أنا مبسوطة قوى .. و أكيد هنتمم كل حاجة لما نرجع صح يا غزل .
أومأت غزل برأسها و قالت بتأكيد حازم :
- أيوة طبعا .. لازم الكلام كله يبقى مع عمى صبرى و .. و العوو .
قطب أحمد جبينه بتعجب و سألها بفضول :
- العوو .. قصدك مين .
أجابته ميناس و هى تكتم ضحكاتها خوفا من غزل قائلة بمزاح :
- العوو ده إسم الشهرة بتاع فارس جوز غزل .. بس هى علشان زعلانة منه مش بتقول إسمه .
طالعتها غزل بطرف عينها بنظات تحذيرية قاسية .. فتنحنحت ميناس و أشاحت بوجهها و هى تصفر بلامبالاة .. بينما إبتسم أحمد بخفوت و قال بتوجس :
- يعنى الأستاذ فارس رجل الأعمال صاحب المستشفى الإستثمارى الكبير .. صاحب النظرات القاتلة و العبوس الدائم و العضلات المفرطة .. إسمه .. العوو .
حدحته غزل بإزدراء و قالت بتهديد شرس :
- عندك مانع يا ملون إنت .
كتم ضحكته بصعوبة و قال بهدوء متزن :
- ﻷ طبعا .. أنا بستفسر بس .
وقفت ليال بعدما ضجرت من حديثهم الغير مجدى بالنسبة إليها و قالت بضيق :
- هقوم أتمشى شوية .. بعد إذنكم .
أوقفتها غزل قائلة بقلق :
- أقوم أتمشى معاكى .
هزت ليال رأسها بنفى و قالت بإيجاز حازم :
- ﻷ .
و تركتهم و إبتعدت و هى تضع يديها بجيبى فستانها البنى .. تطلعوا إليها بضيق و إشفاق .. فمهما حاولت الإبتسام و إيهامهم أنها لا تبالى ... لكنهم يعلمون مدى شوقها لحبيبها .. و مدى الألم التى تكابده .. بمفردها ..
لم تكن تتطلع حولها لهذا الجمال المحيط بها .. فأى جمال مهما كان بعده لا يسمى جمالا .. شوقها بات يخنقها و يعذبها .. فحملتها قدميها حتى وقفت أمام الإستقبال .. طلبت من الموظف أن تستخدم الهاتف و سمح لها ..
هاتفت رامى و قد تزايدت نوبة توترها .. و إرتعاشة جسدها و تهدج أنفاسها ..
بعد ثوانى أتاها صوت رامى قائلا بنبرة حزينة و عميقة :
- ألو .
إنتفض قلبها و زادت سرعة أنفاسها التى تحولت لعاصفة إنتقلت عبر أسلاك الهاتف و لفحت وجه رامى .. الذى يعلم تلك الأنفاس جيدا .. وقف ببطء شديد و قد إتسعت عيناها و جف حلقه بالكامل و قال بأمل :
- مين معايا ؟!!
إبتسمت شفتيها و إنهمرت دموعها و هى تسحب نفسا طويلا و شعور بالراحة و الإطمئنان يغزوها ..
تأكد أنها هى فقال بلهفة قوية و نبرة صوته تستجديها :
- حبيبتى .. وحشتينى قوى يا عسلية .
وضعت يدها على فمها من صدمتها .. فأردف قائلا بقوة :
- و حياتى عندك سمعينى صوتك .. حرام عليكى أنا بموت من غيرك .
- بعد الشر عليك .
قالتها ليال بتلقائية و تسرع .. و بعدها لعنت غبائها و تسرعها و هى تسمعه يقول بهيستيرية :
- عمرى .. سامحينى علشان خاطرى .. قوليلى إنتى فين و أنا هجيلك فورا .
ردت عليه و هى تكفف دموعها.. و تنظم أنفاسها علها تمنحها القوة و الصلابة :
- محتاجة وقت كمان يا رامى .. مش هقدر أرجعلك دلوقتى .. أنا لسه مش جاهزة .. رغم إنك وحشتنى قوى .. مش عارفة أعيش و لا أنام من غيرك يا حبيبى .
أغمض عينيه و قال بزمجرة خفيفة نابعة من شدة غضبه :
- و أنا كمان خلاص صبرى نفذ .. أيامى صعبة من غيرك .. عاوز أعوضك عن اللى عملته معاكى .
إستندت بيدها على السطح الرخامى و الذى عليه الهاتف و قالت بخفوت مرهق :
- أنا اللى هداوى نفسى يا رامى .. سامحنى يا حبيبى أرجوك .
لم يستطع ضبط نبرته المتشنجة و هو يصيح عاليا و يضرب سطح المكتب بيده :
- محتاجة وقت ليه مش فاهم .. إنتى مراتى و اللى بتعمليه ده غلط و مش هسمحلك تبعدى عنى أكتر من كده فا إرجعى علشان لو لقيتك أنا هحاسبك حساب الملايكة .
ضحكت ليال ضحكة عالية ساخرة .. حزينة .. مضطربة .. تحمل كل الأسى .. و قالت بهدوء غريب عليه :
- أنا إتغيرت كتير يا رامى .. ما باقتش ليال الضعيفة اللى إنت عملتها .
صمتت قليلا و تابعت بصرامة :
- أنا بقيت نفسى .. و على فكرة هاخد كورسات كمبيوتر و هطور نفسى .. و بشهادتى هشتغل مع غزل و هيبقى ليا حياتى .. مش هبقى تابعة ليك تانى .. فوق بقا .. و يا تقبلنى كده يا هنطلق .. فكر و هبقى أتصل بيك تانى .. سلام .
و أغلقت الهاتف و دموعها تنهمر بغزارة .. إلتفتت خلفها فوجدت غزل تقف ورائها و على ثغرها إبتسامة متسعة .. تطلعت إليها بفخر و قالت بقوة :
- إنتى دلوقتى على الطريق الصح .. برافو عليكى .
إرتمت ليال بحضنها و بكت بوهن .. ربتت غزل على ضهرها و قالت بحنو :
- دلوقتى حبيبة خالتو زعلانة علشان إنتى زعلانة يرضيكى .
إبتعدت ليال عن غزل وكففت دموعها و قالت بحزم :
- مش هسمح لحد و لا لنفسى إنه يزعلها .. ربنا يخليكى ليا يا غزل .
ملست غزل على ذراعها و قالت بإبتسامة تنم عن راحتها و هدوئها :
- و يخليكى ليا يا حبيبة قلبى .. يالا نرجع علشان هيقلقوا علينا.
تنفست ليال مطولا و قالت براحة :
- يالا بينا .



بعد مرور ثلاثة أشهر .. حدث بها ما حدث و مر بها ما مر .. أحداث كثيرة و آلام أكثر .. و ساعات الفرح يمكن حصرها على أناملنا ..
و كل شئ بتزايد .. الشوق يتزايد .. الألم يتزايد .. الغضب يتزايد .. و الحب أيضا يتزايد ...
تخطى بعضهم مصاعب و عوائق .. و بعضهم فقد طعم الحياة بإختفاء لذة الحب ...
يتصنعون القوة .. يتصنعون البسمة .. يتصنعون النوم .. يتصنعون التنفس ... بمعنى حرفى يتصنعون الحياة ...
شئ قاسى أن تتصل حياتك بشخص ما .. و لا تستمر بدونه .. و لو إستمرت تكون كالميت و المعلقة روحه .. لا منه حى و لا منه فارق الحياة ...
أحيانا يستوقفنا شعور مؤلم و وقتها فقط نتمنى النسيان .. أن نبدأ من جديد .. حياة جديدة .. خطط جديدة و عشق جديد يخفى ورائه آلام جديدة و فشل جديد ...
و يستحوز علينا الحنق .. على كل شئ و أى شئ .. و يصبح البدر بعيوننا هلال شاحب لا يضر و لا ينفع .. فقط سراب و خط نور وهمى ...
و هنا ....
يجب أن نقرر إما الموت .. أو التمسك بالحياة .. و بالحب ....

وقفت غزل فى مركزها تتطلع حولها بهيستيرية و قالت بضيق و إنفعال ظاهر بحركاتها العصبية :
- رغم إنه ناقص حاجات بسيطة بس برضه قلقانة .
إبتسم أحمد بإشفاق على حالتها و إقترب منها و هو يقول بتريث :
- إهدى يا غزل .. الأجهزة اللى ناقصة يومين و هيبقوا موجودين .. إطمنى إنتى بس .
إقتربت منها ليال ببطنها المنتفخ قليلا و قالت بعملية :
- غزل المكاتب كلها جاهزة .. و غرف الكشف كمان جهزت .. و غرف العمليات ركبت أغلب أجهزتها .. و أنا عملتلك فايل بكل اللى إتصرف لغاية دلوقتى .
زفرت غزل بتوتر وقلق و قالت بعبوس :
- مش عارفة خايفة ليه .. هنبدأ شغل بعد إسبوع .
عدلت ميناس من وضع نظارتها الطبية و قالت بهدوء و على ثغرها تلك الإبتسامة العذبة :
- أنا إتفقت مع شركة إعلانات كبيرة .. و هتعمل لنا إعلانات على أغلب المواقع المشهورة .. و حكاية اليوم اللى بنص التمن ده هيخلى ناس كتير تيجى المركز عندنا .. برافو عليكى و ربنا يجعله فى ميزان حسناتك إنتى و أحمد .
عقد أحمد ذراعيه أمام صدره و قال بنبرة عميقة و هو يتطلع حوله بنظرة شاملة :
- دى فكرة غزل .. بجد ربنا يجازيها خير .
ثم تسائل بضيق :
- هى الكراسى دى شكلها مش مريح ليه .. اللى هيقعد عليها عيانين و مش هيبقوا ناقصين وجع ضهر كمان .
أجابته ميناس بثقة :
- بالعكس دى مريحة جدا .. إنت بس اللى متوتر شوية .
هز رأسه بتفهم و قال بحدة :
- عندك حق .. من هنا ليوم الإفتتاح هفضل كده على أعصابى .
مسكت ليال ظهرها و قالت بإرهاق :
- مش هنروح بقا أنا تعبت النهاردة و تعبت أكتر من نومة الأوتيلات دى .
حركت ميناس عنقها و فقراتها المتشنجة و قالت بموافقة :
- معاكى حق يا لولو .. الواحد ضهره إتكسر .
فكرت غزل قليلا و قالت بجمود :
- جه الوقت يا بنات علشان نواجه مشاكلنا .. كفاية هروب بقا .. إحنا هنلم هدومنا و هنرجع بيت تيتة رأفة النهاردة .. هنام فيه .
صاحت دنيا بسعادة و هى تصفق بكفيها :
- أيوة بقا .. خالتى زينب و الحاج صبرى و مهاب وحشونى قوى .
إقترب منها أحمد و قال لها لائما بهمس مثير :
- ههون عليكى تبعدى عنى .. قلبك جامد .
إبتسمت دنيا بخجل و قالت بخفوت :
- ما إحنا هنشوف بعض كل يوم فى المركز .
لامس كتفه بكتفها و قال بضيق و هو يتعمق بليل عيناها :
- بس أنا كنت ببقى معاكى فى الشغل و الأوتيل و كنت بسيبك للنوم بس .
إنكمشت فى نفسها بخجل و إبتعدت عنه قليلا و هى تقول بنبرة ثابتة :
- عادى يعنى .. بس هنشوف بعض .
طاف بعينيه على ملامحها الرقيقة و قال بتوق :
- هتوحشينى قوى .
إبتسمت بخجل و طالعته بطرف عينها و إبتعدت بهدوء .. و دقات قلبها تكاد مرئية ...

صفقت غزل بيديها و قالت بجدية :
- يالا بينا يا رجالة .. بكرة يومنا طويل .

أغلقوا المركز و خرجوا جميعا .. و توجهوا لفندق إقامتهم و حزموا حقائبهم و عادوا للحارة مرة أخرى ..
مع أول إنخنائة لسيارة غزل داخل الحارة .. خفق قلبها بقوة .. صراحة .. لم تكن بمفردها من توترت ملامحها و زادت دقات قلبها .. و زاغت أبصارها علها ترى حبيبا جفت من بعده العيون ...
صفت غزل السيارة أمام المنزل و ترجلت الفتيات بهدوء و صمت ..
حملوا حقائبهم و صعدوا الدرج بشوق و حماس ..
فتحت ميناس باب الشقة و دلفت بشوق و هى تقول بإبتسامة يكسوها الشجن :
- البيت وحشنى قوى .
زمت دنيا شفتيها و قالت بحدة و هى تطالع تراكم الأتربة و تناثر خيوط العنكبوت :
- ده إحنا هنتفحت فى تنضيفه .. هبدأ بأوضة ليال علشان ترتاح .
إبتسمت ليال بحب و قالت بإمتنان :
- تسلميلى يا دودو .. و أنا هساعدك .
شعرت مهجة بحركة غريبة بالشقة تحتها فأسرعت و فتحت الباب و إستندت على درابزون الدرج و إنحنت قليلا بقلق و هى تصيح بحدة :
- مين اللى تحت ؟!!
رفعت غزل رأسها و إبتسمت إبتسامة عريضة و قالت بمداعبة :
- إحنا يا بؤجة .
إتسعت عينى مهجة و هبطت الدرج مسرعة و هى تقول بفرحة و لهفة :
- غزل ... إنتى رجعتى .
تركت غزل الحقيبة من يدها و تطلعت للدرج فجحظت عيناها و هى تتابع تقدم مهجة ناحيتها ...
لوهلة لم تعرفها مطلقا .. و لكن ضمتها إليها مع سماع صوتها مجددا .. أكد لها أنها هى فعليا ...
هزتها مهجة بسعادة و هى تضمها و تقول بسعادة :
- وحشتينى قوى .. الدنيا ماكانش ليها طعم من غيرك .
إبتسمت غزل و لفت ذراعيها حولها .. و يالا العجب تقابلا ذراعيها بعدما صارت مهجة بنحافتها تقريبا ..
أبعدتها غزل عنها و لفتها بذراعها و هى تتأمل جمالها و قالت بإعجاب :
- إيه اللى حصلك يا بنتى .. هى أمك بتاعت يا أوخا دى حطتك فى الفرن و سيحتى .
ضربتها مهجة على ذراعها و قالت بلوم :
- يخرب بيت لسانك .. بس وحشتنونى قوى .
خرجت الفتيات من الشقة و طالعوا مهجة بتعجب .. بينما تغنجت مهجة بجسدها و قالت بفخر :
- بقيت سحلية زيكم و أحلى كمان .
هزت ليال رأسها بيأس بينما خلعت ميناس نظارتها و نظفتها جيدا بطرف سترتها و إرتدتها مجددا لتتأكد ..
أما دنيا طالعت شيئا آخر و تقدمت نحوها و حملت كفها و طالعت تلك الحلقة الذهبية الملتفة حول إصبعها و تسائلت بفضول :
- إيه ده .. إتخطبتى يا بت يا مهجة من غيرى .
رفعت مهجة كفها و هى تظهر خاتمها أكثر .. و قالت بإبتسامة متسعة :
- باركولى .. إتخطبت و إتكتب كتابى كمان .
شهقت غزل بقوة و قالت بذعر :
- إتجوزتى الجزار المتجوز ده ؟!!
إتسعت عينى مهجة بقلق و كتمت فم غزل بيدها و تطلعت حولها و قالت بهمس غاضب :
- يخرب بيتك هتودينى فى داهية .. ﻷ طبعا إتجوزت شاب من سنى و مش متجوز .
قذفت غزل يدها المكبلة لفمها و قالت بإنتصار :
- yes .. مبروك يا بهجة .
رفعت مهجة عيناها بمال و قالت بضجر :
- مهجة .. و كتاب الله العظيم مهجة .
حملت غزل حقيبتها و قالت بمداعبة :
- ما أنا عارفة .. و بهزر معاكى يا لهجة .
و تركتها و دلفت لغرفة رأفة بشوق ... و جلست على فراشها و مررت يدها عليه و هى تطالع صورتهما سويا بحزن و قالت بهدوء و كأنها تخاطبها :
- يا رب أكون قدرت أحافظ على الأمانة يا تيتة .. إنتى وحشانى قوى و نفسى أترمى فى حضنك و أنام جنبك تانى ... إنتى الوحيدة اللى كنت أقدر أقولها إنى تعبت .

إنهمرت دموعها بشوق و حملت صورة جدتها معهم جميعا و قبلتها و أردفت قائلة بصوت متحشرج :
- تعبانة قوى .. و محدش حاسس بيا .. نفسى أجيلك إنتى و ماما .. وحشتونى قوى .
قبلت الصورة مجددا و طالعتها مطولا قبل أن تتركها و تضعها مكانها..
وقفت بوهن و بدأت بتنظيف الغرفة بعدما إتخذت قرار أن تصبح غرفتها من الآن ....
إنتهتى يومهم و ناموا منهكين من تعبهم .. و فى إنتظار شمس الصباح بلهفة .. كلهفتهم لرؤية أحبائهم ...

إنتفض فارس فى جلسته و وقف منتصبا و قال بصدمة :
- بتقول إيه ؟!! ... رجعوا البيت ... إنت متأكد .
إستمع لرد الطرف الآخر .. و أجابه قائلا بصرامة :
- لو بتكذب عليا يا ويلك ........ تمام .. عموما شكرا .
و أغلق الهاتف و إبتسم بصدمة و هو فاغرا فمه .. و خرجت منه ضحكة متمردة و تزايدت تلك الضحكة فسارت ضحكة كبيرة .. تلاها صراخ هيستيرى .. و هو يضم رأسه بيديه ...
و قال بنبرة مهتاجة من فرط الحماس :
- رجعتيلى يا أميرتى .. و غلاوتك عندى لهخليكى تندمى على كل ثانية بعدتى عنى فيها ....


فى الصباح إستيقظ رامى من نومه و تمطأ بتكاسل ... و حمل علبة سجائره و وقف فاردا عضلاته القوية .. و سار حتى نافذته و وقف بها يدخن سيجارا .....
فوقعت عينيه على ملابس معلقة على حبال بشرفة شقة رأفة .. وقعت السيجارة من يده و هو يتأمل النوافذ المفتوحة و المعلنة عودتهم ..
خرج من غرفته مسرعا فوجد الجميع مجتمعون و يطالعونه بإبتسامة غريبة .. فإقترب منهم و سألهم بلهفة و قلق من أن يكون ما رآه درب من دروب الخيال :
- البنات رجعوا مش كده ؟!!
إبتسمت زينب و أشارت بيدها على الأريكة بجوارها و قالت بفرحة :
- الحمد لله رجعوا بالسلامة .. تعالى جنبى يا حبيبى .
إتجه رامى ناحية باب الشقة مسرعا و هو يقول بتلهف شديد و قد بدأ يتصبب عرقا :
- أنا رايح لهم فورا .
أوقفه فارس قائلا و هو يتأمل منامته و هيأته المذرية :
- إهدا يا زميلى كده .. هتنزل بهدوم النوم .. إدخل إلبس و إحلق دقن شيخ الجامع دى و تعالى نتكلم أول .
تطلع رامى لهيأته و ضرب جبهته و هو يقول بتفهم :
- أخ ... عندك حق .. مش لازم تشوفنى و أنا كده .
و ركض ناحية غرفته فإصطدم بإحدى المقاعد و أوقعه .. فإلتفت ناحيتهم و قال بتأسف :
- آسف معلش .
و إنحنى و إلتقطه و أوقفه و إستدار ليكمل ركضه فتعثر بالبساط و إلتفت ساقه به .. فصرخ قائلا بفقدان صبر :
- يوه .. إيه القرف ده على الصبح .
و ركل البساط بقدمه و أكمل ركضه ناحية غرفته ....
ضحكت زينب ضحكة عالية و هى تهز رأسها بإشفاق على لوعته و قالت بسخرية :
- يا قلب أمك .. الواد عقله طار .. أمال لما هيشوفها هيعمل إيه ؟!
إستند صبرى بذقنه على عكازه و قال بإبتسامة مشرقة و حازمة :
- تعب .. جه الوقت إنه يرتاح .. و لو إنى أشك .
مصمصت زينب شفتيها و قالت بتعجب :
- تشك .. ليه يا حاج هو إنت تعرف حاجة و مخبى .
أجابها بقوة و هو يستند بظهره على مقعده :
- مافيش أسرار خلاص .. ربنا يهدى .
هزت كتفيها بإستسلام .. و إلتفت ناحية فارس و قالت بهدوء :
- الحمد لله إن مهاب فى حضانته .. لأن الواحد مش عارف إيه اللى هيحصل .
هز رأسه بصمت و هو يحدج بنقطة معينة ببأس شديد .. طالعته مطولا قبل أن تشير بحاجبيها لزوجها .. الذى أومأ برأسه متفهما و سأله بفضول :
- و إنت ؟!
رفع فارس رأسه ناحيته و قال ببساطة :
- و أنا إيه ؟!
إبتسم صبرى بسخرية و قال برزانة :
- مش عاوز تشوف مراتك .. ما وحشتكش .
سحب نفسا طويلا و كأنه يتذلل للصبر لا يستلهمه و قال بقوة مصطنعة :
- هشوفها .. هى يعنى هتروح فين .. بس بمزاجى أنا .
رفع صبرى عينيه بملل و سأله بضيق :
- و مزاجك مش جايبك ليها ليه .. ما قولنا كانت تحت عينى لحظة بلحظة .. يعنى ماعملتش حاجة غلط .
إكفهر وجه فارس و زاد عبوسه و قال متحكما بعصبيته :
- لو سمحت يا حاج ما تفكرنيش .. سيبنى زى ما أنا كده .. أنا أصلا والع لوحدى .
أشاح صبرى بيده فى وجهه و قال بغضب :
- يا أخويا إنت حر .. يعنى هى وقفالك على باب الشقة .. بص يا إبنى .. اللى بيشتال قربة مخرومة بتخر على دماغه .
وزعت زينب أنظارها بينهم و قالت بتوجس و هى تغير دفة الحوار بذكاء :
- أحلى حاجة إن بالصدفة حمزة راجع النهاردة .. يا رب المرة دى يكون قدر يستغنى عن عكازاته .
عادت الإبتسامة لوجه صبرى و قال بمزاح :
- عندك حق .. تعرفى أنا ما جبتلهمش سيرة إنه عمل العملية و خف .. سيبتها مفاجأة .
ضحكت زينب ضحكة رنانة و قالت بتلهف :
- هموت و أشوف ردة فعل ميناس .. دى إحتمال تطب من طولها .
أومأ صبرى برأسه مؤكدا .. و عاد بعينيه لذلك الذى يحترق شوقا و يكابر .. بل و يعاند نفسه و حربا ضروسا قد نشبت بداخله .. و صراع شرس لعملاقين تقاتلا أحدهما يريد الركض إليها و ابآخر يضربه بكل قوته ليثنيه عن تسرعه و يعقله ...



يتبع ...


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس